شبكة واحة العلوم الثقافية
أسعدتنا زيارتك و أضاءت الدنيا بوجودك

أهلا بك فى شبكة واحة العلوم الثقافية

يسعدنا تواجدك معنا يدا بيد و قلبا بقلب

لنسبح معا فى سماء الإبداع

ننتظر دخولك الآن

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

شبكة واحة العلوم الثقافية
أسعدتنا زيارتك و أضاءت الدنيا بوجودك

أهلا بك فى شبكة واحة العلوم الثقافية

يسعدنا تواجدك معنا يدا بيد و قلبا بقلب

لنسبح معا فى سماء الإبداع

ننتظر دخولك الآن
شبكة واحة العلوم الثقافية
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

الإحاطة والرّسوخ.. التنازع حول مناهج التغيير/ يحي نعيم

اذهب الى الأسفل

الإحاطة والرّسوخ.. التنازع حول مناهج التغيير/ يحي نعيم Empty الإحاطة والرّسوخ.. التنازع حول مناهج التغيير/ يحي نعيم

مُساهمة من طرف سامح عسكر الثلاثاء مايو 03, 2011 9:43 pm

ضعف الرّسوخ في العلم ومظاهره

رابعًا: التنازع حول مناهج التغيير:

وهي إشكاليَّة كبيرة في ساحة العمل الإسلامي المعاصر, منشأها ضعف رسوخ العلم والإحاطة بخصائص الفكرة الإسلاميَّة. وما يترتَّب عليها من تنازعٍ وخلاف, يُذكّرنا بالقصة الرمزيَّة لمشهدِ العميان والفيل, إذ يُحكى أنَّ عددًا من العميان حاولوا توصيف الفيل, فقام كل منهم ولمس منه جانبًا واحدًا فقط..

فقال من لمس بطنه وجانبه انه يشبه الجدار..
وقال من لمس رجله إنه يشبه جذع الشجرة..
وقال من لمس أذنه بأنه يشبه المروحة..
وقال من لمس خرطومه أنه كالثعبان..
أما الأخير فقال بعدما أمسك بذيله بأنه يشبه الحبل..
ثم تنازعوا جميعًا في شأنه, كلٌّ يرى الصواب في رأيه ولا يألوا جهدًا في تسفيه غيره..

ألا يشبه ذلك واقع العاملين بميدان الدعوة الإسلاميَّة؟! بلى والله..

فهناك اختلافٌ واضحٌ وتنازع مؤسف بين الجماعات المنتشرة بساحة العمل الإسلامي حول منهج التغيير الأصوب والأكثر توافقًا مع خصائص الفكرة الإسلاميَّة, وكلٌّ يسوق لرؤيته الحجج, ويقدّم الأدلة, وفي خضم ذلك تتأول النصوص, وتُغيّب الحقائق, ويُحمل علي المخالف حملاً لا هوادة فيه..

نرى ذلك بوضوح في واقع العمل الإسلامي, وصوره تكاد لا تُحصى..

فالجماعات التي ترى بضرورة التربيَة والتصفيَة على التَّوحيد الخالص والعقيدة السليمة, بذلت جهدًا كبيرًا في تصحيح المظهر الشعائري للفكرة, ولكنّها ربما أغفلت جانبًا من مظهرها الاجتماعي, وتبنت اجتهادًا سكونيًّا مُعَطِلاً في الخطاب السياسي, ولم تبذل جهدًا كافيًا في تحقيق مظهر الفكرة الكوني (بإخراج علماء في مجالات العلم الحديثة, يتفكرون في آيات الكون والخلق, ويهيئون لإقامة الحياة المدنية, واستعادة الريادة الحضاريَّة بصبغتها الإسلاميَّة المنشودة)..

والجماعات التي انتهجت العنف في التغيير, تمثَّلت معاني الجهاد, ولم تفقه مقاصده وضوابطه الشرعية. ودعت للحاكميَّة الإلهية, ولم تعي بخطواتِ تعبيد الخلق لله, ولم تحطّ علمًا بسنن التغيير الاجتماعي.. فأضرَّت من حيث أرادت الإصلاح, وأوّلت من النصوص لتقيم لنفسها الحجة والبرهان, فشوَّهت في الفكرة خصائصها, وطريقة عرضها.

والجماعات التي رأت في الإسلام الموعظة الحسنة, والدعوة الرقيقة الطيّبة, ساحوا في البلاد لتبليغها, ونثر بذورها في النفوس, ثم لم يتعهدوها بالرِّعاية والتّوجيه, فما تلبث أن تنزوي جذوتها, وينطفئ نورها مع هموم الحياة المتكاثرة, وفي خضمّ تيّار الفتن العاتي بزماننا هذا.. ومن ثم ضعف منهجهم عن إحداث التغيير اللازم بالنفوس, واقتصر نشاطهم المشكور في بابٍ واحدٍ من أبواب العمل المطلوبة لتحقيق الفكرة الإسلاميَّة بالكامل.

والصوفيَّة المعاصرة بلا منهج فعلي للتغيير, وإنَّما هي اغتراب عن الواقع, وهروب من قهر الحياة, وتضليل للعوام بالخوض في غيبيَّات ما أنزل الله بها من سلطان, وبشطحات للعقل في ميادين الخرافة والخزعبلات..

والجماعة التي قدّمت رؤية متكاملة وشموليَّة للفكرة الإسلاميَّة, أجادت التّنظير وأُلهمت الصواب في تطبيق بعض جوانبها, وجانبها الصواب في الرؤيَة والممارسة للبعض الآخر, وعجزت عن تجسيد البعض على نحوه المنشود.. ومن ثم تأخر التمكين, وعجز الركب عن بلوغ الغايات.

تتضح خطورة الرؤية القاصرة للفكرة الإسلاميَّة, وعدم الإلمام والوعي التام بخصائصها, ومتطلبات تحقيقها والتمكين لها, إذا ما وقفنا على مآلاتها وتبعاتها المشئومة, ففي ضوء هذه الرؤية ينعقد الرباط, وتنظم الجهود, وتجيّش الطاقات, وتصرف الأوقات, وتًرجح في العمل خيارات.. ليس هذا فحسب بل تقام التكتلات, وتنشأ الخلافات والعداءات, التي تفت في عضد العمل الإسلامي, وتفسد بيئته, وتضعف مسيرته.

ولقد قال رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم بكل وضوح وصراحة أنَّ “دين الله لن ينصره إلا من أحاطه من جميع جوانبه” في جوابه على وفدِ بني شيبان لمَّا عرضَ عليهم نصرة الإسلام.

فمتى يُدرك العاملون بحقل الدعوة الإسلاميَّة هذه الحقائق.. متى يُدرك الجميع أنَّ الإسلام دينٌ ودولة, وجهادٌ ودعوة, وأحكامٌ ومقاصد, وشعائرُ وتشريعات, وأنَّه يطرح رُؤيَة متكاملة للحياة بكلّ جوانبها, بما لا يجوز معه التجزئة أو التبعيض..؟؟

متى يدرك الفُرقاء أنَّ ميدان العمل أرحب من أنْ يتشاكس فيه المتشاكسون, ومتى يستوعب الجميع أنَّ إقامة الدين تحتاج لتنوّع النّشاط وتكامل الجهود؟؟

ومتى ينجلي ليل التباغض والتنافر والتلاسن البهيم, ويسود ساحة العمل قِيَم التَّراحم والتَّغافر والتَّناصح والاحترام المتبادل والتكامل البنّاء..؟؟

وكيف لنا أنْ ندفع في هذا الاتجاه.. هو ما أرجو التباحث حوله فلا تحرمونا من طيب الحوار وبديع الخواطر…




صفحتي على الفيس بوك

الحرية هي مطلب العُقلاء..ولكن من يجعل نفسه أسيراً لردود أفعال الآخرين فهو ليس حُرّاً....إصنع الهدف بنفسك ولا تنتظر عطف وشفقة الناس عليك..ولو كنت قويا ستنجح....سامح عسكر



سامح عسكر
سامح عسكر
المدير العام
المدير العام

الإحاطة والرّسوخ.. التنازع حول مناهج التغيير/ يحي نعيم Empty
الديانه : الاسلام
البلد : مصر
ذكر
عدد المساهمات : 14253
نقاط : 28478
السٌّمعَة : 23
العمر : 44
مثقف

https://azhar.forumegypt.net/

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى