شبكة واحة العلوم الثقافية
أسعدتنا زيارتك و أضاءت الدنيا بوجودك

أهلا بك فى شبكة واحة العلوم الثقافية

يسعدنا تواجدك معنا يدا بيد و قلبا بقلب

لنسبح معا فى سماء الإبداع

ننتظر دخولك الآن

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

شبكة واحة العلوم الثقافية
أسعدتنا زيارتك و أضاءت الدنيا بوجودك

أهلا بك فى شبكة واحة العلوم الثقافية

يسعدنا تواجدك معنا يدا بيد و قلبا بقلب

لنسبح معا فى سماء الإبداع

ننتظر دخولك الآن
شبكة واحة العلوم الثقافية
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

الإسلام و القومية العلمانية : تتمة

اذهب الى الأسفل

الإسلام و القومية العلمانية : تتمة Empty الإسلام و القومية العلمانية : تتمة

مُساهمة من طرف عمرالحسني السبت يونيو 25, 2011 3:55 pm

" جزء ماهيته"








هذه عبارة مألوفة عند علماء الأصول، معناها أن العربية
جزء لا يتجزأ من الدين، إذ هي حاملته وحاضنته. ومتى دخلت العجمة اللسان،
أو حال حائل العجمة دون فهم البيان فقد انغلق ما كان مفتوحا من أبواب
الفقه وهو أعظمها، وسارعت إلى الناس الهلكة. أخرج البخاري في تاريخه
الكبير أن الحسن البصري رحمه الله قال : "إنما أهلكتكم العجمة !"

وقد اتفق علماء الأصول على أن أول آلات المجتهد فهم اللغة العربية
فهما واسعا. وفصل الإمام الغزالي رحمه الله الكلام في الحد الأدنى من علم
اللغة الضروري للمجتهد فقال : "إنه القدر الذي يفهم به الخطاب العربي،
وعادتهم في الاستعمال حين يميز بين صريح الكلام، وظاهره ومجمله، وحقيقته
ومجازه، وعامه وخاصه، ومحكمه ومتشابهه، ومطلقه ومقيده، ونصه وفحواه، ولحنه
ومفهومه. وهذا لا يحصل إلا لمن بلغ في اللغة درجة الاجتهاد"[1].

يقتضي هذا أن يكون للمجتهد المتصدي لفهم كتاب الله وسنة رسوله التبحر
التام في نحو اللغة وصرفها وبلاغتها حتى يستشف ما يحمله ظاهر اللفظ وما
يستتر وراء التراكيب من دقيق المعاني ولطيف التعابير، بذلك فقط يمكنه أن
يستخرج الأحكام الشرعية. فلا تقل صحة فهم اللغة عن أهمية صحة النص.

فإن دخلت العجمة في اللسان أو حالت عجمة القلب والعقل عن النفوذ إلى
أسرار اللغة فلا أمل في أن يبلغ النداء الإلهي محله من الوعي، ولا أن
تستشرف العقول المستعجمة المستغربة إلى مجالي العلم بكتاب الله وسنة رسوله
صلى الله عليه وسلم. ولا يغرينا تبجح قوم بفهم العربية، يتصدرون لبسط
إيديولوجياتهم ينسبونها للإسلام ويلفقونها حول آيات من القرآن، يموهون
باطلاعهم الموسوعي وبهرجة اللفظ وزخرف القول. روى الإمام أحمد رحمه الله
عن سهل بن سعد رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : "اللهم
لا تدركني زمانا -أو لا تدركوا زمانا- لا يتبع فيه العليم، ولا يستحيى فيه
من الحليم، قلوبهم قلوب الأعاجم وألسنتهم ألسنة العرب" وليس المقصود من
الحديث الشريف أعاجم اللسان من المؤمنين، بل عجمة القلب هي انغلاقه عن
الإيمان.

من أهم الأسباب هذه العجمة القلبية العقلية انصراف ذراري المسلمين من
هذا النشء المستغرب عن تلقي الدين من العلماء به، وتلقيهم عن فلاسفة
الكفار. قال الإمام الشافعي رضي الله عنه : "ما جهل الناس ولا اختلفوا إلا
لتركهم لسان العرب وميلهم إلى لسان أرسطوطاليس" لاشك أن ما قصده الإمام
بلسان أرسطوطاليس ليس اللغة اليونانية في حد ذاتها، لكن منطق الفلاسفة
ومذهبهم. بيد أن مداخلة لسان أعجمي ذي مضمون كفري لا تلبث أن تجر المثقف
إلى تشرب روح تلك الثقافة الكافرة. إذ لا يمكن هنا أيضا أن نفصل بين اللغة
وما تحمله وتتضمنه من رسالة. فاللغة المادية الإلحادية "جزء ماهية" الكفر.
وهنا تعترضنا مشكلة عويصة لمستقبل الإسلام، وهي كيف نتعلم لغات العلوم
ونحذقها دون أن تُعديَنا فلسفة تلك اللغات وكفرها.

إن هذه الذريعة الخطيرة المفتوحة في جنب الأمة تدخل إلينا منها رياح
الفلسفة المادية، ذريعة وثغرة اللغات الأعجمية، لفي حاجة إلى علاج سريع.
والمشكلة ذات حدين : الضرورة الملحة لامتلاك تلك اللغات بصفتها حاملة
العلوم والتكنولوجيا، وكيف يمكن أن تقيم حاجزا بين متعلم لغة ما وبين ما
تتضمنه من عقائد وقيم ؟ العلاج تربوي شامل، فما لم يتحصن المتعلم من
داخله، مالم يصلب عوده على الاستقامة، وما لم تكتمل شخصيته الإيمانية
فتعريضه للاحتكاك بلغة أعجمية مخاطرة. أكتب هذا في سنة 1985 بتاريخ
النصارى، سنة من سنوات استفحال الغزو الثقافي : في عقر كل بيت من بيوتنا
معقل للتغريب والتعجيم، فيديو، آلات التقاط لرسائل الأقمار الصناعية
اللاحنة بكل لحن.

كان تحرز أسلافنا رحمهم الله من العجمة شديدا، فلذلك كان علماؤهم
يخالطون عرب البادية يخشون من خلطة أنباط المدن وأعاجمهم. فكان أئمة اللغة
حجة يرجع إليها الفقهاء والمجتهدون. والإمام الشافعي رحمه الله نفسه قضى
زمانا في البادية ليتعلم اللغة العربية البريئة من كل عجمة.

أخرج البيهقي في الشعب عن الأصمعي قال : جاء عمر بن عبيد إلى أبي
عمرو بن العلاء يناظره في وجوب عذاب الفاسق. فقال له : يا أبا عمرو !
آللّه يخلف وعده ؟ فقال : لن يخلف الله وعده. فقال عمرو : فقد قال : وذكر
عمرو آية فيها وعيده. فقال أبو عبيد : من العجمة أتيت ! الوعد غير
الإيعاد، ثم أنشد :
وإني إذا أوعدته أو وعدته لمخلف إبعادي ومنجز موعدي

أرأيت كيف كانت لفظتان قريبتا المبنى متناقضتا المعنى، الوعد والوعيد،
تختلطان في ذهن غير خبير بفصاحة العربية، فأدى ذلك لفهم مخالف. وإن كثيرا
من الخلافات المذهبية في العقائد والفقه إنما مرجعه للتفاوت في فهم اللغة
كما قال الشافعي رحمه الله.

وعلى الكفاءة في فهم اللغة تتفاوت مراتب الباحثين في الشريعة. قال
الإمام الشاطبي رحمه الله : "إذا فرضنا مبتدئا في فهم العربية، فهو مبتدئ
في فهم الشريعة، أو متوسطا فهو متوسط في فهم الشريعة، والمتوسط لم يبلغ
درجة النهاية. فإذا انتهى إلى الغاية في العربية كان كذلك في الشريعة،
فكان فهمه فيها حجة كما كان فهم الصحابة وغيرهم من الفصحاء الذين فهموا
القرآن حجة. فمن لم يبلغ شأوه فقد نقصه من فهم الشريعة بمقدار التقصير
عنه. وكل من قصر فهمه لم يكن حجة ولا كان قوله مقبولا"[2].


<br>
عمرالحسني
عمرالحسني
كـاتــــب
كـاتــــب

قلم مبدع
الديانه : الاسلام
البلد : المغرب
ذكر
عدد المساهمات : 1169
نقاط : 6277
السٌّمعَة : 12
متسامح

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الإسلام و القومية العلمانية : تتمة Empty رد: الإسلام و القومية العلمانية : تتمة

مُساهمة من طرف عمرالحسني السبت يونيو 25, 2011 3:57 pm

إعجاز القرآن








فَهْم الصحابة رضي الله عنهم معيار للفهم، وحجة
للفقيه. ذلك أن سليقتهم العربية، ثم التربية النبوية والتعليم، وما وقر
بتلك التربية في القلوب من إيمان، قربت إليهم المأخذ. ثم كان من بعدهم من
علمائنا من لم يحظوا بتلك التربية، ولا هم أهل سليقة، فكان لابد لهم من
التبحر في اللغة ليعرفوا فضل القرآن، وليفتح لهم باب عقلي للفهم فيه ينيره
الإيمان والتقوى. قال ابن قتيبة رحمه الله في كتاب تأويل مشكل القرآن :
"إنما يعرف فضل القرآن، من كثر نظره، واتسع علمه، وفهم مذاهب العرب،
وافتنانها في الأساليب، وما خص الله به لغتها دون جميع اللغات. فإنه ليس
في جميع الأمم أمة أوتيت من العارضة والبيان واتساع المجال ما أوتيته
العرب خصيصا من الله لما أرهصه [أي لما سبق في علمه سبحانه] في الرسول صلى
الله عليه وسلم وأراده من إقامة الدليل على نبوته والكتاب، فجعله علمه كما
جعل علم كل نبي من المرسلين من أشبه الأمور لما في زمانه المنبعث فيه"[1].

أمة العرب أوتيت العارضة وحاسة البيان وذوق البلاغة، لهذا جاءتها
المعجزة من هذا القبيل. وهي معجزة خالدة، فعسى الله أن يفتح قلوب العرب
المحدثين للاستماع لرسالة الله كما فتح قلوب الأولين. أم ترى فسد ذلك
الحس، وانطفأت تلك العارضة، واختلط ذلك الذوق الذي كان رائقا في الجدود ؟
ترى إلى أي حد تحول العجمة القلبية عن سماع القرآن السماع الكلي المطلوب
ولو تهاتفت الألسن بالعروبة ؟

أذعنت العرب لبلاغة القرآن، فما وسع عظماء قريش إلا أن يعترفوا بما
لم يكن في وسعهم إلا الاعتراف به، إذ قال قائلهم لما سمع من النبي صلى
الله عليه وسلم : " والله ما منكم أعرف بالشعر مني، ولا أعرف برجز الشعر
وقصيده مني ! والله ما يشبه الذي يقوله شيئا من هذا ! والله إن لقوله
لحلاوة ! وإن عليه لطلاوة ! وإنه لمثمر أعلاه، معذق أسفله ! وإنه يعلو ولا
يعلى عليه وإنه ليحطم ما تحته !".

لكن عنادهم وكفرهم منعاهم من بناء الإيمان على الإذعان. فقاوموا
التنزيل وصاحب الرسالة بكل وسائل المقاومة. ومن أهمها منعهم العرب من
الاستماع لدعوة الرسول صلى الله عليه وسلم التي كان لبها وأسلوبها تلاوة
الآيات البينات. وآذوا أبا بكر الصديق رضي الله عنه لما اتخذ في حوش بيته
مجلسا يتلو فيه القرآن فيجتمع أبناء العرب ونساؤهم ليستمعوا التلاوة. وقد
أخبر الله عز وجل عن ذلك يحث قال : {وقال الذين كفروا لا تسمعوا لهذا
القرآن والغوا فيه لعلكم تغلبون}[2].

إن أولئك العتاة لم يكونوا يحسنون نفاق الشعارات، لم يكونوا يخفون
نياتهم تحت عبارات "الحوار المفتوح" وتحت الإشادة بهذا "التراث العظيم".
كان الخطاب الإلهي ناصعا في بيانه ولا يزال، كان قويا في وقعه على الفطرة
ولا يزال. أولئك العتاة الأولون قاوموا وقعه المباشر بالحجز الساذج
المباشر كما فعل قوم نوح من قبل حين غطوا آذانهم بالأصابع وغطوا وجوههم
بالثياب فَعْلة مجتمع طفولي. قال نوح عليه السلام كما حكى الله عز وجل عنه
: {وإني كلما دعوتهم لتغفر لهم جعلوا أصابعم في آذانهم واستغشوا ثيابهم
وأصروا واستكبروا استكبارا}[3].

وفي هذا العصر عتاة تدفعهم للإنكار نفس النية، ويدفعهم الاستكبار،
لكنهم يصمون آذانهم وآذان الناس عن السماع والاستماع بوسائل متطورة هيأها
المجتمع المتحضر. إنهم يجعلون بين الناس والقرآن حجابا كثيفا اسمه
"التراث".

قرأت لمستغرب مستشرق، واحد من الأساتذة الأكادميين المتخصصين في
دراسة "التراث" حين سألوه : "كيف تفهم الإسلام ؟" فأجاب متعجبا بما معناه
"كيف تريد مني أن أفهم الإسلام قبل أن أقرأ كل ما كتب عن الإسلام ؟ !" هذا
وأمثاله ينصبون أمام أنفسهم حاجزا هائلا من إنتاج البشر يتقون به الحق،
يحتجبون ورءاه لكي لا يسمعوا كلام الله من حيث هو كلام الله. إنما القرآن
عندهم نص من النصوص بحاجة إلى أن "يعيدوا قراءته" مستندين إلى المناهج
اللسانية البنيوية التي تؤسس لهم فهما تشككيا عدميا يديب النص المقروء في
غيابات اللاأدرية المطلقة. هذا هو الأسلوب العصري من آخر طراز لذلك الموقف
الكفري الخالد، موقف جعل الأصابع في الآذان، واستغشاء الثياب، والإصرار
والاستكبار. لولا أن هؤلاء أصابعهم من صنع أنفسهم لا هذه الأصابع الحسية،
وثيابهم ألوان من "المعارف" والمناهج والفلسفات، وإصرارهم واستكبارهم معه
المنصب الجامعي، والاطلاع الموسوعي والمؤلفات والحيثية المرموقة في
الأوساط الاستشراقية.

عرب الجاهلية أذعنت منهم الفطرة القريبة لبلاغة القرآن وبقي القلب
مطبوعا عليه، أما هؤلاء فسرابيلهم "المعرفية" وأكداس المفاهيم والمعطيات
من مكتسبات العصر في مجالات " العلوم الإنسانية" غطت فيهم حتى بقايا
الفطرة والعياذ بالله السميع العليم


<br>
عمرالحسني
عمرالحسني
كـاتــــب
كـاتــــب

قلم مبدع
الديانه : الاسلام
البلد : المغرب
ذكر
عدد المساهمات : 1169
نقاط : 6277
السٌّمعَة : 12
متسامح

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى