شبكة واحة العلوم الثقافية
أسعدتنا زيارتك و أضاءت الدنيا بوجودك

أهلا بك فى شبكة واحة العلوم الثقافية

يسعدنا تواجدك معنا يدا بيد و قلبا بقلب

لنسبح معا فى سماء الإبداع

ننتظر دخولك الآن

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

شبكة واحة العلوم الثقافية
أسعدتنا زيارتك و أضاءت الدنيا بوجودك

أهلا بك فى شبكة واحة العلوم الثقافية

يسعدنا تواجدك معنا يدا بيد و قلبا بقلب

لنسبح معا فى سماء الإبداع

ننتظر دخولك الآن
شبكة واحة العلوم الثقافية
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

عرض كتاب القرآن والسلطان.. هموم إسلامية معاصرة للأستاذ / فهمي هويدي

اذهب الى الأسفل

عرض كتاب القرآن والسلطان.. هموم إسلامية معاصرة للأستاذ / فهمي هويدي Empty عرض كتاب القرآن والسلطان.. هموم إسلامية معاصرة للأستاذ / فهمي هويدي

مُساهمة من طرف سامح عسكر الجمعة أكتوبر 14, 2011 4:19 pm

عرضه /رجب عبد الله
القرآن والسلطان ليس فصلا مسرحيا بل هو كتاب من الكتب العصرية الشيقة الممتعة، والتي تحدث فيها المؤلف بأسلوب قوي وسهل وجذاب وعصري..
تحدث فيه عن قضايا هامة جدا لمس بها الواقع، ويحتاج إليها كثير من الشباب، وما وصل إليه حال الأمة في العصر الحديث إلا بسبب الجهل بهذه القضايا، أو الخلط أحيانا بها مما أوصلنا إلى حالة مذرية من الذل والهوان..
فهل السبب في ضعف الأمة الإسلامية القرآن أم السلطان؟
والجواب: جاء في الكتاب عبر صفحاته المتعددة، والذي شمل على ستة فصول عالج فيه الكثير من مشكلات الشباب في الواقع المعاصر..
الفصل الأول
نقطة نظام
القرآن والسلطان
يقول المؤلف إنك ما قرأت صحيفة أو استمعت إلى مذياع في نشرات الأخبار أو سرت في مكان إلا وسمعت عن ضياع وهزيمة للأمة الإسلامية في كل ساحة وميدان وعلى كل الجبهات.
ويقول صـــ13: "مهزومون نحن ومشهور إفلاسنا في كل الأسواق وعلى كل الجبهات رغم ما نزعم من انتصارات هنا وهناك، ورغم ما نكدسه من أرصدة هنا وهناك، ورغم ما نملكه من ثروة مدفونة أو مكتشفة.."
لكن من المسئول عن هذه الهزيمة؟ هل هو القرآن أم السلطان؟
والجواب: معلوم لكل ذي بصيرة، وهو الفصل أو البعد بين القرآن والسلطان وإن كان البعض من العلمانيين يلقون باللوم على القرآن وهذا منهم ليس غريبا، فهم أصحاب فكر غربي بعيد عن الإسلام، إذ أن القرآن كان موجودا مع السابقين فطبقوه في الدين والدنيا، فتقدموا في جميع العلوم والمعارف، في الوقت الذي كانت تعاني أوربا من الجهل والتخلف..
والقرآن الذي تقدم به السابقون هو الذي بين أيدينا اليوم، فلماذا لم نتقدم كما تقدموا؟ وتأخرنا وتخلفنا عن ركب الأمم؟
السبب في ذلك بعد السلطان عن القرآن، وترك السلطان للقرآن والسير في طريق مخالف للقرآن، هذا هو السبب في تخلف وهزيمة الأمة..
الحرية أولا: مستقبل الإسلام مرتبط بمستقبل المسلمين وهذا معلوم .. ومن فصل بين الإسلام والمسلمين فهو مخطأ .
فحيث كان المسلمون أقوياء كان الإسلام قويا، والعكس..
ومن الأمور التي تضعف المسلمين وبالتالي الإسلام الجور والظلم وذلك لأن الجور والظلم يفسدان الأخلاق والضمائر، وإذا فسدت الضمائر والأخلاق دمرت البلاد العامرة، وخربت الديار وانقرضت الدول..
والحرية هي السبيل الوحيد لنهضة الأمم لينطلق المسلم إلى الأمام دون خوف أو وجل..
وليس المقصود بالحرية ما يطالب به البعض اليوم من الإباحية والسير دون قيود وأن يفعل المرء ما يشاء في أي وقت أو مكان..
بل المقصود بالحرية: التي تجعل الإنسان ينطلق بالفكر والإبداع والعلوم والمعارف فلا يصادر له فكر ولا يحاسب له قلم ما دام أنه مقيد بقيود الشرع..
ويقول في صــ23:" وهذا البعد لقيمة الحرية في العقيدة الإسلامية له صداه القوي في مختلف نصوص القرآن والسنة.."
فالحرية هي التي تأخذ بيد الأمة، وتعمل على رقيها وتقدمها وتنمو فيها شجرة الفكر الخالي من التشوهات والعاهات والعقد..
من صاحب القداسة
ليس من حق أي إنسان مهما كان قدره أو فضله أو شرفه أن يدعي لنفسه القداسة والعصمة، أو يقول أنه يمثل الإسلام الحق وعلى الجميع أن يسير ورائه، وأن الخارج عنه ليس من الإسلام في شيء.. فالقداسة لله تعالى والعصمة للأنبياء، وما عدا ذلك بشر نأخذ منهم ونترك، نأخذ الصواب ونترك الخطأ..
ويقول في صــ27:" إن القداسة والعصمة بنص القرآن من الصفات المطلقة لله وحده "الملك القدوس" وإضفاء هذه الصفة أو تلك على أحد من البشر فيه شبهة الشرك بالله، وأما إضفاؤها على مكان بذاته فهو الوثنية بعينها.."
ولذلك لم يجعل الله تعالى قداسة لأحد من خلقة لأنه تفرد بها، ولم يجعل وصايا من البشر على البشر، ولهذه الحكمة مات أولاد النبي(صلى الله عليه وسلم) الذكور حتى لا يدعي أحد أن لهم وصايا أو الخلافة بعد النبي (صلى الله عليه وسلم) وليكن الأمر للمسلمين كما حدث..
وليس هناك ربط بين الدين والأشخاص، فالدين لا يتوقف على أي شخص ولم يربط بين الإسلام والشخصية الدينية إلا في العصر العباسي الأول في عصور الضعف، وبعد ذلك أنشأ العجم المؤسسة الدينية، ولم يعرف ذلك عن العرب..
فالإسلام لم يعرف قداسة لشخص أو مكان أو زمان إلا ما نص عليه من الأماكن المقدسة والأزمنة الفاضلة فلا يدعي أحد بعد ذلك قداسة لنفسه..
وثنيون أيضا عبدة النصوص والطقوس
كما أن قداسة البشر وثنية كذا عبادة النصوص وثنية، فالذين ينظرون إلى النصوص على أنها قواعد ثابتة لا يجوز العدول عنها قيد أملة، جعلت فريق من الناس يترك هذه النصوص بالكلية، وفريق آخر يعاني المشقة والحرج منها، وفريق آخر يصطدم بها..
ويقول صــ35:" ربما كان قصد هؤلاء أن يحموا الإسلام من الانفراط، ويضيقوا منافذ الانقلاب والتسيب فتشبثوا بالنصوص قدر ما استطاعوا، وهذه إيجابية نسجلها لهم، ولكن مع ذلك نسجل عليهم أنهم ظلموا أحكام الإسلام وظلمونا أيضا.."
فالعبرة بمعرفة مقاصد الشريعة أو روح النص، كما في الصلاة في الركن الأساسي، لذلك لم تسقط في أي وقت ولا في أي حال فهي تصلى حسب المستطاع..
وذلك لأن الأحكام الشرعية تتغير بتغير الزمان والمكان، وهذا واضح في مذاهب الفقهاء، بل قد تؤجل بعض الأحكام الشرعية لمصلحة شرعية كما أجل عمر (رضي الله عنه) إقامة حد السرقة في عام الرمادة، لأن الظروف كانت متغيرة فكانت المصلحة في ذلك، فهناك فرق بين احترام النصوص وعبادة النصوص..
من يسبح ضد التيار
كيف صرنا إلى هذه الحالة؟وكيف سنكون؟
منذ فترة طويلة ونحن في حالة من الضياع، نسير بغير هدي في تقليد أعمى، نسبح ضد التيار، وكان الأولى بنا أن نجتهد كما اجتهد الأولون، ولا نقلد الأقدمون لكننا بقينا على هذه الحالة نسبح ضد التيار، فمن أين نتقدم؟!
العقل في قفص الاتهام
من الناس من يلغي العقل ويذهب إلى الموتى في القبور يسألهم النفع ودفع الضر، وهؤلاء لن يتقدموا شبرا بل ويعيشون في ضلال وضياع شديد..
ودعوى إلغاء العقل في العصر الحديث يلاحظ فيها ما يلي:-
أنها دعوى الكنيسة في العصور الوسطى لمواجهة الإسلام في الأندلس وصقلية وجنوب إيطاليا..
أنها تخالف موقف الإسلام من العقل في القرآن والسنة إذ العقل مناط التكليف..
البعض يقول أنه ليس مع موقف الإسلام من العقل، وهذا لم يفهم الإسلام فهما صحيحا، فالعقل له مكانة عظيمة في الإسلام، كفى أن الله ربط الحساب عليه..
نحو قراءة رشيدة للإسلام
البعض يقول باشتراكية الإسلام، والبعض يقول برأسمالية الإسلام أو قومية الإسلام أو أنه يميني أو يساري ويأتي بما يريد من الأدلة من القرآن والسنة تؤيد مذهبه في ذلك، وهذه مشكلة ناجمة عن عدم فهم الإسلام فهما صحيحا، فلو فهم الإسلام وقرأه قراءة صحيحة لعرف الإسلام حقا..
ولا يكفي أن نقرأ القرآن قراءة عابرة بل لا بد من:
1- معرفة اللغة
2- معرفة أسرار الشريعة ومقاصدها أو ما يسمى بروح التشريع..
يقول الشاطبي صــ56 في الموافقات: "إن الشرائع تابعة للمصالح أي أن القراءة الصحيحة للإسلام ينبغي أن تتم في ضوء إدراك هذه المصالح والتأكيد على ضرورة استمرارها وهذه الرؤية النافذة لجوهر الدين ومقاصده"..
فنحن نحتاج إلى قراءة صحيحة للقرآن والسنة كي يعرف الإسلام الصحيح وليس ما يوافق الأهواء والأمزجة..
الفصل الثاني
المسلمون والآخرون
الفكر محلي ومستورد
يقول البعض أن هناك فكر محلي، وفكر مستورد..
والناس من الفكر المستورد بين فريقين:
فريق رافض لهذا الفكر المستورد بالكلية، وفريق مستسلم له بالكلية يأخذ منه كل صغيرة وكبيرة بلا حدود أو ضوابط.
ويقول صــ66:" مع حالة الإفلاس هذه تفاوتت مواقف المفكرين والفقهاء والمسلمين بين شيعين لكل ما هو غربي، أو داعين إلى الاستسلام للغرب والارتماء في أحضانه.."
والحق الذي يجب الوقوف عليه أننا نظر إلى الفكر المستورد فنجد فيه ما يوافق ديننا فنأخذه ونقبله، وما يخالف ديننا فنرفضه..
نجد في التقدم العلمي والعلوم الحديثة والإسلام لا يرفض ذلك بل يأمر به..
ونجد فيه الانحلال الأخلاقي وهدم القيم والمبادئ فلا نأخذ من ذلك شيء..
وبذلك لا نعيش في عزلة عن العالم، لأن العقل البشري مجال يستفيد منه الجميع ما دام أن ما أنتجه لا يخالف عقيدتنا..
ويقول صــ66:" والمهم أننا إذا غيرنا ثيابنا لا نغير من جلودنا وعقولنا، فإننا نأخذ أثمن ما عندهم من العلم الحديث، ولا نفقد أعز ما عندنا من عقيدتنا.."
التغريب أو الهلاك
المؤرخ الشهير ( أرنولد توبيني ) يرى أنه كان أمام تركيا بعد سقوط الخلافة إما التغريب والسير وراء الغرب، وإما الهلاك والدمار من وجهة نظره..
وهي نظرية عند بعض الناس اليوم أن أمام المسلمين إما السير وراء الغرب في كل شيء، إما التأخر والتخلف الذي يؤدي إلى الخراب والدمار والهلاك..
والحق أننا لا نسير وراء الغرب، لأن في السير وراء الغرب هلاك ودمار في القيم والمبادئ والأخلاق والدين، ولا نتغرب بل نأخذ ما يوافق عقيدتنا. كما فعل الأولون في القرن الأول والثاني الهجري فكان يحيط بهم حضارة بيزنطية من الغرب وفارس من الشرق وكان عندهم من التقدم كما هو موجود اليوم..
فهل أخذوا بالتغريب لينجوا من الهلاك والدمار؟
أولا: لا، بل أخذوا فنون الحرب والإدارة دون أي تغيير في العقيدة والسلوك والدين هذا أولا..
ثانيا: في القرن السابع الهجري زمن التتار مع هزيمة المسلمين إلا أنهم لم يتأثروا بالتتار، بل حدث العكس تماما أن التتار هم الذين تأثروا بالإسلام، وأسلم الكثير منهم وقام يدافع عن الإسلام..
ثالثا: في نهاية العصر العثماني وبعد سقوط الخلافة كان أمام تركيا خيارات كثيرة، لكنها اختارت أو اختير لها البعد عن الإسلام والأخذ بالتغريب..
وهل عندما أخذت تركيا بالتغريب تقدمت؟!
لا، بل ضاع الدين والقيم والأخلاق والمبادئ..
في زمن الرق الثاني
من المثقفين من ينادي بالتمسك بالاستعمار الحديث الذي استعمر العالم الإسلامي في العصر الحديث، ثقافيا واقتصاديا وسياسيا، واسترق المسلمين بهذه الصورة الجديدة، وأصبح رق جديد لعقول المسلمين اليوم..
والاستعمار والاسترقاق وجهان لعملة واحدة:
فالاستعمار ينهب ثروة الشعب.... والاسترقاق يملك الشخص نفسه وينهب عقله..
والاستعمار يؤمم البلاد ويصادر الشعوب.... والاسترقاق يؤمم الأشخاص ويصادر الكرامة..
والاستعمار موضوعه الثروات.... والاسترقاق موضوعه الإنسان..
في زمن الــرق الأول: كان السيد يمتلك بالمال والقهر ناتج عمل الإنسان، أي يمتلك عرقه..
وفي زمن الرق الثاني: السيد يمتلك فكر وعقل الإنسان..
في زمن الــرق الأول: كان استرقاق الناس بالسلاسل..
وفي زمن الرق الثاني: يسترق الشعب بأسره طوابير مكبلة بالسلاسل لكن في بلادها..
وفي زمن الــرق الأول: العامة هم الضحايا..
وفي زمن الرق الثاني: الخاصة هم الضحايا..
فاليوم تم احتلال المسلمين فكريا وسياسيا واقتصاديا، وصارت العقول وراء الغرب..
والعمل: هو العودة للإسلام والدين مرة أخرى..
ويقول صــ81:" لا مفر من ثورة ثقافية تسترد بها هويتنا المفقودة وننكس بها عقولنا وكتبنا علامات المسخ والقشرة..
لا بديل عن إجراء عملية تطهير واسعة، تزيل آثار محاولات الإبادة الثقافية التي لا نزال نتعرض لها كبارا وصغارا.."
لا بد من خطوة هامة وجادة في العمل الدءوب المتواصل حتى نعيد العقلة الإسلامية مرة أخرى..
في الهوية نكون أو لا نكون
الهوية نحن فيها بين خيارين، إما أن نكون أو لا نكون..
فإن سرنا وراء الغرب نأخذ منهم كل شيء ضاعت هويتنا وفقدنا كل شيء ولا نكون أي لا يكون لنا وجود في العالم..
والمطلوب عدم رفض كل في الغرب، وعدم الأخذ منه بلا قيود حتى يكون لنا ذات مستقلة وهوية نابعة من عقيدتنا..
الإسلام والعروبة.... أو الطوفان
يرى المؤلف ضرورة التمسك بالإسلام والعروبة أمام طوفان التغريب القادم من الغرب حتى لا ينسلخ المسلمون من عقيدتهم ويبقوا بلا هوية ولا هدف..
الفصل الثالث
الشريعة المفترى عليها
الدين والسكين
الإسلام منهج حياة جاء ليطبق على الأرض وفي واقع الناس وهذا هو المقصود منه، وهو السكين الذي يقصد المؤلف..
لكن من الناس من لا يرى من الإسلام إلا الوجه العقابي والشدة فيه وقطع الأيدي والأرجل والقتل، ولا يرى غير ذلك، كمن لا يرى في الله تعالى إلا أنه شديد العقاب ولم يعرف عنه أنه غفور رحيم..
وللحق فقد ساعد على انتشار هذه الصورة عن الإسلام العقابي أفعال بعض المسلمين، أو المتشددين حتى من بعض العلماء الذين يقولون: بتكفير المجتمعات والحكام؛ مما يؤدي ذلك إلى تنفير الناس من الدين وإعطاء انطباع سيء عن الإسلام..
ويقول صــ105:" وهذا التفسير يعطي صورة مغايرة تماما لتلك التي يتداولها الناس وتشحن بها عقول الشباب فيظلمون أنفسهم ومجتمعهم ويسيئون إلى دينهم.."
تساؤلات حول تطبيق الشريعة
متى نبدأ في تطبيق الشريعة؟! وليس المقصود هل نطبق الشريعــة أم لا؟!
لأن تطبيق الشريعة لا نقاش فيه فهو أمر مطلــــــــــــــــــــوب..
لكن هل تطبيق الشريعة وحدها كاف لإقامة المجتمع الإسلامي؟!
وهل الشريعة هي كل الإسلام؟ أو هل الأصل في الديـــــــــــن؟!
الجواب: لذلك نقول أن العقيدة هي أساس الدين، والشريعة تبنى على العقيدة أو هي أثر العقيدة، ولا توجد الشريعة إلا بالعقيدة، فلا تطبق شريعة على قوم يفتقدون عقيدتها..
وهذا ما فعل الله بالنبي في مكة ثلاث عشر سنة يبني العقيدة، فلما بنيت العقيدة نزلت الشريعة..
ويقول صــ110: وهذا هو المنهج الذي اتبعه النبي (صلى الله عليه وسلم) عندما أراد أن يبني المجتمع الإسلامي من الأول، بالعقيدة بدأ وكان هذا منهجا طبيعيا وضروريا، فما لم يكن الأساس متينا فكل بناء فوقه معرض للسقوط في أي لحظة..
والمقصود بالشريعة أن يلتزم بها المسلم في علاقته بربه، وعلاقته بالمسلم، وعلاقته بغير المسلم، وعلاقته بالمجتمع، وعلاقته بالكون وبالحياة..
فعلى الدعاة التركيز على العقيدة أولا وعلى توفير الجو لوجود الشريعة..
من هنا نبدأ
لا بد أن نعرف:
هل نحن جادون في الدعوة لتطبيق الإســـــــــلام..
هل نحن متفقون على تصور المجتمع الذي نريده..
إذا أردنا أن نبدأ لا بد من أن يكون البدء بإعداد الجيل المسلم الذي يحمل الإسلام، ثم يكون العمل بالحكمة والموعظة الحسنة..
ويقول في صــ119:" لتكن البداية هي إعداد الجيل المسلم ولتكن الوسيلة هي الحكمة والموعظة الحسنة.."
الفصل الرابع
الدين والسياسة
المقالة الإبليسية
هي مقولة: إن الدين ليس له دخل بالسياسة..
مقولة تترد على ألسنة الكثير من الناس اليوم، ويريدون منها أن يكون الدين لله في المسجد وفقط ليس له دخل بواقع الحياة، والسياسة شيء آخر..
وأصل هذه المقولة قيلت في أوربا في عصر تم فيه الفصل بين الدين والسياسة، وانتقلت من هنالك في العصر الحديث إلى بلاد المسلمين..
ويقول صــ125: وغير هذا الجور انتقلت شعارات وأفكار كثيرة إلى العقل الإسلامي في مقدمتها تلك المقالة الإبليسية في الفصل بين الدين والدولة..
إذ فكرة فصل الدين عن الدولة لم تكن فكرة إسلامية بل هي فكرة غير المسلمين، وكانت بسبب ظلم الكنيسة لأبنائها، ولا يوجد شيء من ذلك في الإسلام، إذا فنحن لا نحتاج إلى مثل هذه المقولة في الإسلام..
حكومة إسلامية نعم!
حكومة دينيـــــــة لا!
الحكومة الدينية هذا المصطلح موجود عند الغرب في الكنيسة حين كان الملوك والرؤساء تعينهم وتعزلهم الكنيسة، وهي التي تسن القوانين وتحكم باسم الآلهة، ولا يستطيع أحد أن يعترض عليها لأن لها قداسة، فهي منزهة عن الخطأ..
وهذه الحكومة غير موجودة في الإسلام، فالإسلام لا يعرف حكومة دينية، بل يعرف حكومة إسلامية تحرس الدين وتسوس الدنيا به..
ويقول صــ136:" وإذا أردنا صياغة للموقف بعد هذه الرحلة فإننا نستطيع القول بأننا ضد الحكومة الدينية التي تحتكر لنفسها الحديث باسم السماء، ومع الحكومة الإسلامية التي تطبق شريعة السماء (التي تتبع ولا تبتدع) (بتعبير عمر بن عبد العزيز) كما أننا ضد الحكومة التي تستمد شرعيتها من الوكالة عن الله، ومع الحكومة التي تستمد شرعيتها من بيعة المسلمين..
ضد الحكومة التي تعتبر نفسها فوق كل الناس، ومع الحكومة التي يعد رأسها أجيرا عند أدنى الناس (قالها أبو مسلم الخولاني لمعاوية بن أبي سفيان في مجلسه: السلام عليك أيها الأجير).."
تيه الحاكمية وقناع سيادة الأمة
الحاكم في الإسلام ليس إلها، ولا هو يحكم باسم الله، ولا هو مصدر السيادة، إنما هو موكل عن الأمة، والسيادة في الإسلام للأمة، فهي صاحبة الحق في تعيين الحاكم المناسب، وتعزله إن أفسد، وتقومه إن اعوج، وتراجع قراراته، فتبقي ما تراه مناسبا، وتمنع ما تراه غير صالح، عن طريق أهل الحل والعقد، أما أن يكون الحاكم هو كل شيء في الأمة كما هو اليوم فهذا من نهج الكنيسة السابق وليس من نهج الإسلام في شيء..
بغير شعارات.... من يملك السلطة والثروة
إذا كان الحاكم هو نائب عن الأمة فما هي مهام الحاكم؟!
مهام الحاكم: والتي منها:-
حفظ الدين وتطبيق مبادئه..
حفظ الأمن ( حفظ البيضة )..
إقامة الحدود الشرعية..
حماية البلاد من خطر الأعداء بالجهاد..
جباية أموال الصدقات وتوزيعها على مستحقيها، وأن يباشر هذا بنفسه أو من ينوب عنه، إذن فالمال في الإسلام هو مال الله يضعه حيث يشاء، والحاكم يجمع هذا المال من المصادر التي حددها الله تعالى ، ويقوم بتوزيعها على مستحقيها دون إفراط أو تفريط أو ظلم لأحد في المجتمع في الجمع أو التوزيع أو التوزيع، إذن فالحاكم مستخلف في هذا المال يأخذه بحقه ويوزعه على مستحقه وله فيه ما لآحاد المسلمين..
الفصل الخامس
كلام في العدل
العدل هو القضية
العدل أساس الملك، وهو هدف كل الشرائع، وطلب جميع الناس، وبه قامت السماوات والأرض..
والعدل يكون مع المسلم والكافر، مع القريب والبعيد، مع العدو والصديق، مع الكبير والصغير، مع الرجال والنساء، مع الشباب والشيوخ..
والعدل ليس مسئولية الحاكم فقط بل هو مسئولية الرعية أيضا..
فالعدل من الحاكم معلوم في الحكم بين الناس، ومن الرعية فيما بينهم، ولا يقوم عدل الحاكم لا بعدل الرعية فيما بينهم، ولا يقوم عدل الرعية إلا بعدل الحاكم..
ويقول: إن الإشارات الصريحة إلى كلمة العدل في القرآن بمعنى أن يعطي لكل ذي حق حقه..
والعدل نوعان:
عدل عــــام: وهو مسئولة الحاكم العام..
عدل خاص: المقصود به العدل في المعاملات بين الناس بعضهم بعضا..
وكما أن الناس يطالبون بالعدل العام فعليهم أن يؤدوا العدل الخاص حتى يتحقق العدل الذي أمر به الإسلام..
مال من هذا؟!
المال عند الرأسماليـــة: ملك الأفراد والمؤسسات والشركات مهما تضخم أو نمى دون تدخل من أحد..
والمال عند الاشتراكية: ملك الدولة أو الحزب..
أما في الإســـــــــــــلام: فالمال مال الله يعطي من يشاء لمن يشاء..
ويقول صــ163: "هو مال الله وحده ليس مال أحد من البشر وإن تفاوت بينهم قسمة الأرزاق، وليس مال مؤسسة اقتصادية أو سياسية أيا كان حجمها، أو دعواها في الإنابة عن الناس، ويمثل طبقاتها العاملة.."
والإسلام يقر الملكية الفردية، لكن ملكية الناس للمال هي ملكية انتفاع بشروط فإن فقدت الشروط فللمجتمع التدخل ليعود الأمر إلى نصابه..
فالمسلم يتمتع بالمال دون سرف أو مخيلة، وأن يؤدي حق الله في هذا المال..
فالإسلام لا ينكر الملكية الفردية بل يعترف بها في الحدود التي وصفها الله للمال مهما وصل هذا المال ما دام أن صاحبه يؤدي ما فرض الله عليه فيه..
عن الكفر والفقر
اهتم الإسلام ليس بالإنسان فقط بل بالحيوان أيضا، وأمر بالإحسان إلى الحيوان في الذبح، والحمل عليه، فإن كان هذا مع الحيوان فكيف بالإنسان الذي كرمه الله تعالى..
فالإسلام يرفض الفقر لأنه قريب الكفر ويذل الرجال، وقد قرن النبي (صلى الله عليه وسلم) في دعائه بين الكفر والفقر حين قال: "اللهم إني أعوذ بك من الكفر والفقر"..
وقال علي (رضي الله عنه): "لو كان الفقر رجلا لقتلته"..
وقد جعل الله الزكاة والصدقات لحل مشاكل الفقراء، ومساعدة الفقير أمر واجب على الأغنياء، وتوفير احتياجات الرعية واجب على الراعي من مأكل وملبس ومشرب ومأوى..
ويقول صـ175:" وليس الهدف من هذا كله أن يعيش الإنسان في الإسلام عند حدود الكفاف، ولكن المهم هو سد حاجة الإنسان قدر الإمكان ليعيش حياة تليق بمخلوق الله المختار.."
وإن لم يكن عند الإنسان هذا القدر يأخذ من الزكاة، وهذا ليس للمسلم بل ولغير المسلم أيضا..
ولا ننسى قول عمر (رضي الله عنه): حين رأى النصراني وهو كبير في السن يسأل فقال: "ما أنصفناك حين أكلنا شبيبتك ثم نضيعك في هرمك، وجعل له عطاء من بيت مال المسلمين"..
إلى هذه الدرجة كان الإسلام فأين نحن الآن من الإسلام؟! إلا الاسم فقط..
هؤلاء المترفون
يعيش البعض في حالة الترف بعد أن انتقل من الثراء الفاحش إلى الترف من الحلال أو الحرام، ولم ينظر إلى من حوله ولم يعرف حق الفقراء..
ويقول صـ 181:" لكن الغنى شيء والترف شيء آخر، إذ بالترف يختل ميزان العدل الاجتماعي، وينفتح الباب لكل عوامل التحلل والسقوط.."
فالترف هو الذي يفسد الإنسان وهو الذي يسقط الدول، فاسقط الدولة الرومانية واليونانية والعباسية والفاطمية والأندلسية..
الفصل السادس
قراءة في فكر شيعي
الله ليس منحازا لأحد
ليس بين الله وأحد من خلقه نسب ولا حسب ولا صهر ولا...... والله لا يحابي ولا يجامل أحد ولا ينحاز لأحد من خلقه فإن سنن الله تجري على المسلم والكافر، على الطائع والعاصي، فمن عمل استحق وفق هذه السنن وإن كان كافرا، ومن لم يعمل لم يستحق حتى لو كان مسلما، كما قال تعالى { لَّيْسَ بِأَمَانِيِّكُمْ وَلا أَمَانِيِّ أَهْلِ الْكِتَابِ مَن يَعْمَلْ سُوءاً يُجْزَ بِهِ...}النساء.
والدين ليس بالتمني ولا التحلي ولكن ما وقر في القلب وصدقه العمل ولا يستحقه أحدا بمجرد دعواه بل لا بد من العمل..
وعليه فمن عمل استحق الجزاء ومن لم يعمل لم يستحق شيئا فلا بد من العمل لنستحق الوجود أمام العالم في العصر الحديث..
لماذا التبشير بالتأثيم والتخويف؟!
بعض الناس لا يرى الإسلام إلا قامة محرمات وممنوعات، ولائحة عقوبات وزواجر، ولا يرى الرحمة واللين والسماحة والعفو، وهو يدعو الناس بهذا الأسلوب، فمن يستجيب لدين فيه هذا؟!
وهذا الفعل تجني على الإسلام وعلى عقيدته، ولم يدعى إلى أي قضية في العالم قديما ولا حديثا بمثل هذا الشكل، لأن النتيجة معلومة فلن يستجيب لها أحد بهذه الصورة الغليظة الشديدة..
أوليس في الإسلام الرحمة واللين كما يوجد فيه الشدة والعذاب.. أوليس في الإسلام الأصل في الأشياء الإباحة..
أوليس في الإسلام دائرة المحرمات قليلة جدا أو محصورة والمباح والحلال لا حصر له ولا عدد..
ويقول صـ199:" إن التضييق على الناس وتوسيع دائرة الحرام هو في الوقت ذاته عدوان على الله أيضا.."
فالإسلام يقوم على الرحمة والشفقة بالناس، والدعوة والموعظة الحسنة وينهى عن التشدد والغلو ويأمر باللين والشفقة..
ولا أدل على ذلك من التخفيف على الناس في العبادات بل الأصل الإسلام { فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ}
هذه الدنيا (اللغز) بين حيرة السلف وعجز الخلف!!
العصر الحديث أصبح لغزا تتراوح فيه المواقف وردود الأفعال بين الاعتزال والخصام والتمرد..
البعض هاجر إلى الشعاب والجبال وانعزل عن المجتمع وحرم كل شيء في العصر الحديث، والدين عندهم لحية وثياب قصير، والأمر عندهم أبيض وأسود ولا وسط بين ذلك..
وقد دارت مناقشات طويلة عن تعلم العلوم الحديثة حتى في الأزهر.. وعاش المجتمع المسلم في فترات بعيد عن الدين مما أدى إلى انتشار ظواهر أخرى خاصة الظواهر الإسلامية كالصوفية والحركة الإسلامية..
ويقول صـ210:" والمدهش في الأمر أن رقعة حيرة المسلم في هذا الزمان لم تعد تمتد فقط إلى متغيرات العقود الأخيرة، في مجالات السياسة والاقتصاد والاجتماع، ولكن تلك الرقعة اتسعت حتى باتت تشمل الكثير من الأمور التي كانت مثارة منذ قرنين من الزمان.."
وهذا الواقع المحير منذ فترة طويلة والسبب هو فصل القرآن عن السلطان وفصل الدنيا عن الدين في واقع المسلمين وفي أعماقهم وفكرهم..
دعوة إلى تطبيع العلاقات بين المسلم ودنياه!
علاقة المسلم بالدنيا ثابتة، وله حق في كل ما هو حلال وما هو خير وشريف من عمل أو متعة..
من الناس من ينظر إلى نصف الكوب الفارغ ولا ينظر إلى النصف المملوء، فهو يضع على عينه نظارة سوداء لا يرى منها إلا الشر..
فالدنيا لا تذم لذاتها بل بحسب ما يفعل فيها، وعلى المسلم أن يفعل ما ينفعه في دنياه وآخرته، وأن يترك من الدنيا ما هو حرام أو ضار له في الدنيا والآخرة، وأن يقيم علاقة مع الدنيا، ويعمرها بالدين والخير والطاعة، ويأخذ منها ما يعينه على الوصول إلى رضوان الله، وهذا هو الممدوح من الدنيا، وأما المذموم أن يتعدى حدوده وحجمه ويفعل مالا يجوز فعله فيها..
تعمير الدنيا قبل تعمير الجنة
بعض الناس ينشغل بالجنة على حساب الدنيا، تراه وقد حصر نفسه في دائرة الإيمان والكفر والتقوى والمعصية..
ويقول صـ225: أن ديننا يجب أن تدار، ومصالح الخلق يجب أن تدبر، وركب الحياة يجب أن يتقدم..
فالتقوى معيار يحاسب عليها في الآخرة، ومصلحة المجتمع معيار يحتكم إليه في الدنيا، ولذلك كان القوي الفاجر في الجهاد مقدم على التقي الضعيف، لأن القوي الفاجر قوته للمسلمين وفجوره على نفسه أما التقي الضعيف فتقواه لنفسه وضعفه على المسلمين..
وأجاز الفقهاء استخدام غير المسلمين في مصالح الدنيا وفي التاريخ كثير من الصور من القديم حتى الحديث تدلل على ذلك..
ويقول:" إن مسيرة الإنسان في المجتمع الإسلامي أمر لا يحتمل التهاون والعبث، وعمارة الأرض في التصور الإسلامي رسالة مقدسة، جند الإسلام من أجلها كل الطاقات وشحذ كل الهمم في كل اتجاه حتى قيام الساعة.."
فالمسلم يجب أن يهتم بدنياه تعميرا وصلاحا ويجعلها مزرعة للآخرة..
مجتمع الشغيلة الحق
خلق الله الإنسان وجعله خليفة في الأرض، وأمره بعمارتها والسعي فيها، قال تعالى{ فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِن رِّزْقِهِ وَإِلَيْهِ النُّشُورُ } سورة الملك..
وقد قام المسلمون بهذه الوظيفة خير قيام فكان النبي (صلى الله عليه وسلم) يعمل بنفسه وقال: جعل رزقي تحت ظل رمحي، وكان أبو بكر (رضي الله عنه) يذهب إلى السوق للتجارة، وكان عمر يحمل القربة على ظهره لأهله، وعلي (رضي الله عنه) يحمل التمر والملح، وأبو هريرة يحمل الحطب وغيرهم الكثير والكثير..
وكان أبو حنيفة خزازا، ومالك تاجرا، وأحمد يستنسخ الكتب، وغيرهم..
فالمجتمع المسلم كان مجتمع يعمل حقا لا تعرف ولا ترى فيه كسول أو عاطل، فهو مجتمع الشغيلة الحق..
ويقول صـ239:" حتى ترى في أمة الإسلام ما لا تكاد تراه في أي أمة أخرى الفقهاء والصناع، والفقهاء الصناع، يصنفون للناس الفقه والصناعة معا، ويقضون حياتهم فيها مجيئا وذهابا.."
وكان بعض الصحابة والعلماء يتناوبون العلم والتجارة، ولا تجد مجتمع عمر الأرض في جميع المجالات مثل المجتمع المسلم، فالإسلام دين عمل حث عليه الرسول عليه الصلاة والسلام إلى قيام الساعة حين قال: "إذا قامت القيامة وفي يد أحدكم فسيلة فليغرسها"..
فأي دين مثل دين الإسلام في ذلك؟! لا تجد..
وبعد: فهذا الكتاب يحتاج إلي قراءته كل شاب مسلم في العصر الحديث ليفهم القضايا الإسلامية المعاصرة الفهم الصحيح ؛فلا يقع في غلو أو تفريط .
والله أعلم





صفحتي على الفيس بوك

الحرية هي مطلب العُقلاء..ولكن من يجعل نفسه أسيراً لردود أفعال الآخرين فهو ليس حُرّاً....إصنع الهدف بنفسك ولا تنتظر عطف وشفقة الناس عليك..ولو كنت قويا ستنجح....سامح عسكر



سامح عسكر
سامح عسكر
المدير العام
المدير العام

عرض كتاب القرآن والسلطان.. هموم إسلامية معاصرة للأستاذ / فهمي هويدي Empty
الديانه : الاسلام
البلد : مصر
ذكر
عدد المساهمات : 14253
نقاط : 28478
السٌّمعَة : 23
العمر : 44
مثقف

https://azhar.forumegypt.net/

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى