الاجتهاد

الاجتهاد في اللغة عبارة عن استفراغ الوسع في تحقيق أمر من الأمور مستلزم الكلفة والمشقة.
أما في اصطلاح الأصوليين فمخصوص باستفراغ الوسع في طلب الظن بشيء من الأحكام الشرعية على وجه يحس من نفسه العجز عن المزيد فيه.

بالنظر في التعريف الأصولي للاجتهاد يتبيّن ما يلي :


أولاً : أن فيه استفراغاً للوسع، أي بذل أقصى جهد ممكن.

ثانياً : أن الغاية من استفراغ الوسع هي طلب الظن. والظن المقصود هنا هو غَلَبَةُ الظن، وليس مجرد الظن. وليس المقصود اليقين أي القطع، لأن القطع غير متأتٍّ في الاجتهاد. ولو كان الحكم قطعياً لكان واضحاً فيه ذلك بدون اجتهاد.

ثالثاً : وأن غلبة الظن المطلوبة هي في الأحكام الشرعية، فاستفراغ الوسع في تحصيل شيء من غير الأحكام الشرعية لا يسمى اجتهاداً.

والعقائد لا يدخلها الاجتهاد؛ لأن العقائد يجب أن تكون قطعية، ولا يُقبل فيها بغلبة الظن. قال تعالى: ( إن الظنّ لا يُغني من الحق شيئاً )


رابعاً: أن الحكم الذي يصل إليه المجتهد باجتهاده يكون حكم الله في حقه وفي حق من اتبعه أو قلده إذا وصل في اجتهاده حداً يحس فيه بالعجز عن الزيادة فيه. فليس مجرد النظر كافياً لأن يُعَدّ اجتهاداً، بل يجب استفراغ الوسع إلى حد يحس معه بالعجز عن المزيد فيه.