أصل اللغات فى القرآن
شبكة واحة العلوم الثقافية :: الساحات العلمية والثقافية والحوارية :: ساحة الفقه والعلوم والحوارات الشرعية
صفحة 1 من اصل 1
أصل اللغات فى القرآن
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على رسل الله وبعد :
هذا مقال يتحدث عن أصل اللغات كما ورد فى الوحى الإلهى .
أصل اللغات :
إن أصل اللغات هو الوحى الإلهى فالله علم أدم (ص)الأسماء كلها أى قراءة وكتابة الألفاظ كلها فقال بسورة البقرة "وعلم أدم الأسماء كلها "وفسر هذا بأنه علمه البيان فقال بسورة الرحمن "خلق الإنسان علمه البيان "وفسر هذا بأنه علمه ما لم يعلم بالقلم فقال بسورة العلق "اقرأ وربك الأكرم الذى علم بالقلم علم الإنسان ما لم يعلم "وحتى ولو فرضنا أن اللغات اصطلاح من الإنسان فهى من خلق الله لأنه هو خالق الإنسان وعمله مصداق لقوله بسورة الصافات "والله خلقكم وما تعملون "واللغات لو كان البشر هم من ابتدعوها لحدث التالى :
أن كل مجموعة ستخترع لغة لها ومن ثم سيؤدى ذلك لوجود ألوف الألوف من اللغات لأن كل إنسان سيقول بما يتميز على مخترع اللغة ؟ومن ثم يقول :لابد أن اخترع لغة تنسب لى أتكلم بها وأهلى.
زد على هذا أن أدم(ص)منذ أتم الله خلقه أصبح متكلما ، زد على هذا أن هناك ثوابت فى اللغات مثل كلمة الله لا يمكن أن يخترعها الإنسان ،أضف لهذا أن التفاهم بالإشارات والذى يقول به البعض ويقولون أنه حدث قبل اختراع البشر للغات مستحيل لأن الإشارات تحتاج للغة للإتفاق على مراد كل إشارة بدليل أن الكشاف الجديد فى جماعة الكشافة يعرف كل إشارة بعد أن يعرف معناها باللغة أولا وإلا سيصبح الكشاف جاهلا بالإشارات .
زد على هذا أننا لو افترضنا أن التفاهم بالإشارات ممكن حدوثه فى الأشياء الملموسة المرئية فإنه فى الأشياء الخفية كالصبر والتوبة غير ممكن لأن المخاطب بالإشارة جاهل بالمعنى لأنه لم يعرفه من قبل عن طريق اللغة وهذا الإفتراض يعنى أن أدم (ص)كان ظاهريا وهو فرض خاطىء بدليل أن أدم(ص) عرف التوبة والخطيئة والإستغفار وهى مسائل نفسية خفية من الله ،زد على هذا أن الحكمة تقول الشىء الحالى مبنى على الشىء السابق وعليه لو قلنا أن الأجيال التى بعد أدم (ص)هى التى وضعت اللغة لكان هذا افتراء لأنهم لم يبنوا على شىء سابق ومن ثم فاللغات متوارثة ورثها كل جيل من الذى قبله ومن ثم ينتهى الأصل لأدم(ص)ومن ثم لله الذى علمه إياها .
أراء الناس فى أصل اللغات :
انقسم الناس لفرق فى المسألة هى :
-فريق يقول اللغات وحى من الله .-فريق يقول اللغات اصطلاح أى اختراع إنسانى .
-فريق يقول اللغات أصلها وحى ثم أصبحت بعد تحريفها اصطلاح.
-فريق يقول بعض اللغات وحى وبعضها تواضع واصطلاح.-فريق يقول لا ندرى .
والحق هو أن الرأى الأول والثالث والرابع هو الرأى الصواب فاللغات وحى فى الأصل ونتيجة لتحريفها أصبح بعض ألفاظها اصطلاح وبعض اللغات اخترعها البشر مثل الإسبرنتو وهى لغات ميتة لا يتحدثها إلا عدد نادر من البشر .
فائدة البحث فى أصل اللغات :
الهدف من البحث فى أصل اللغات هو التصديق بكلام الله فيها والتى تبين أنها وحى وإلهام وأنها من آيات الله فى الكون وبذا جاء قوله مثلا بسورة البقرة "وعلم أدم الأسماء كلها "وقوله بسورة الروم"ومن آياته خلق السموات والأرض واختلاف ألسنتكم وألوانكم "ومن لم يؤمن بهذا فهو كافر بما هو معروف من النصوص .
مراحل تطور اللغات :
مرت اللغات بالمراحل التالية :
1-البداية وفيها علم الله أدم(ص)اللغات كلها بالقلم مصداق لقوله بسورة العلق"الذى علم بالقلم علم الإنسان ما لم يعلم ".
2-اختلاف الألسن وفيها علم أدم (ص)أولاده لغة مشتركة ثم لما كبروا علم كل ذكر وأنثى لغة مختلفة مما علمه الله حتى تكون لغتهم هى لغة نسلهم ولهذا يشير قوله بسورة الروم"ومن آياته خلق السموات والأرض واختلاف ألسنتكم وألوانكم " .
3-النهاية وهى ما بعد القيامة والله أعلم بما يكون فيها والإحتمالات هى :
أ- كون اللسان واحد . ب- أن يبقى لكل واحد لسانه ويعطيه الله القدرة على التحدث باللغات الأخرى.
تعليم أدم(ص)اللغات :
علم الله أدم (ص)بالقلم كما قال بسورة القلم "الذى علم بالقلم علم الإنسان ما لم يعلم " وليس المراد ما يفعله المدرس مع تلميذه وإنما أمر الله القلم أن يعمل مدرسا لأدم(ص)حتى يعلمه القراءة والكتابة وكان هذا عن طريق كلمة كن مصداق لقوله بسورة مريم "سبحانه إذا أراد أمرا فإنما يقول له كن فيكون "وقد تعلم فى مدة لا يعرف مداها إلا الله وحده .
أدم (ص)وعيسى (ص):
قال تعالى بسورة آل عمران "إن مثل عيسى عند الله كمثل أدم خلقه من تراب ثم قال له كن فيكون "والقول يدلنا على تشابهما فى أنهما خلقا من تراب وبكلمة كن وأن كلاهما بلا أم وأن كل منهما تكلم دون تعلم من البشر فعيسى (ص)تكلم وهو رضيع مولود منذ أيام قليلة وفى هذا قال تعالى بسورة آل عمران "ويكلم الناس فى المهد "ولحادثة التكلم الأولى يشير قوله بسورة مريم "فأشارت إليه قالوا كيف نكلم من كان فى المهد صبيا قال إنى عبد الله أتانى الكتاب وجعلنى نبيا "فهو تكلم بلا معلم بشرى مثل أدم(ص).
لغات الخلق :
لكل نوع من الخلق لغة أو أكثر يتفاهم بها سماها الله فى القرآن المنطق وقد أشار لها بقوله بسورة فصلت"قالوا أنطقنا الله الذى أنطق كل شىء "وقوله بسورة النمل "قال يا أيها الناس علمنا منطق الطير "وقوله بسورة الإسراء "وإن من شىء إلا يسبح بحمده ولكن لا تفقهون تسبيحهم "كما يدل على لغات الأنواع حديث الهدهد مع سليمان وحديث النملة الذى سمعه سليمان (ص).
هل نستطيع أن نقول أن هذه المخلوقات قد خلقت لغاتها ؟
اعتقد أن الجواب لا ،أقول هذا مع معرفتى أن لهذه الأنواع عقول كما للبشر ومن ثم بالقياس على البشر يكون الإنسان مثلهم لم يخلق اللغات التى يتحدث بها ،وحتى لو فرضنا أن نظرية الإصطلاح صائبة فكيف نفسر الوحدة فى معانى كثير من ألفاظ اللغات ومعانى لغات الطيور والنمل الواردة فى القرآن ؟هل هى صدفة ؟لا أعتقد لأن الصدفة تكون فى كلمات قليلة والصدفة لا يمكن أن تكون فى الإسلام حيث الإله الواحد والشمس مخلوقة والكفر عبادة غير الله كما شرح الهدهد لسليمان (ص)وهل نعتقد أن التسبيح الواحد بين داود(ص)والطير والجبال صدفة وهو يتضمن كلمات كثيرة ؟أعتقد أن هذا غير معقول ولهذا التسبيح يشير قوله بسورة سبأ"ولقد أتينا داود منا فضلا يا جبال أوبى معه والطير ".
المترتب على كون اللغات وحى :
يترتب على كون لغات الإنسان الأول وحى التالى :
أن الجيل الأول كان متقدما لمعرفته المعانى الصحيحة للكلمات ومن ثم فهو لم يتعب نفسه فى البحث وإنما مضى للإختراع قدما .
وأما المترتب على خرافة الإصطلاح فهو أن البشر ظلوا لألوف الألوف من السنين يعيشون على إلتقاط الثمار وصيد الحيوان حتى استطاعوا اختراع اللغات وعرفوا الرعى والزراعة وهو كلام لا يصدقه عاقل لأن هذا يعنى أنهم ظلوا عراة مثلا وقد عرفنا الله أن لهم لباس فقال بسورة الأعراف "با بنى أدم قد أنزلنا عليكم لباسا يوارى سوءاتكم "كما يعنى أن البشر لم يعرفوا الحديد إلا بعد ألوف الألوف من السنين مع أن الله بين لنا أنه نزله أى خلقه للناس ومنهم أدم (ص)فقال بسورة الحديد"وأنزلنا الحديد فيه بأس شديد ومنافع للناس "وقد سخر الله لأدم (ص)وأهله كثير من الأشياء التى تكفل له ولأهله الحياة الكريمة بصفته أول البشر وبصفته أول رسول للبشر.
الشبهات حول كون اللغات وحى :
تتمثل شبهات القوم فى التالى :
1-قالوا "أين الأفعال والحروف إذا كان الله قد علم أدم (ص)الأسماء؟"ونرد عليهم فنقول أن كلمة الأسماء لا تعنى ما يسميه النحاة الأسماء وإنما تعنى كل لفظ يكتب لأن الله فسر الأسماء بقوله بسورة البقرة "وعلم أدم الأسماء كلها "بأنها البيان أى الكلام كله فقال بسورة الرحمن "خلق الإنسان علمه البيان "زد على هذا أن الله لو عرف أدم (ص)الأسماء كما عند النحاة فقط فكيف فهم أدم (ص)الآية بعد التالية "يا أدم أنبئهم بأسمائهم " وفيها فعل وعدة حروف ؟ولو كان الله لم يعلمه الأفعال والحروف ما عرف المطلوب منه فى الجملة وما عرف كل المخاطبات التى خاطبه الله بها وهو فى الجنة وهو على الأرض ولكنه عرفها ونفذ المطلوب منه فدل هذا على أن المقصود بالأسماء فى الآية هو جميع الألفاظ،زد على هذا أن تقسيم الكلمات لاسم وفعل وحرف تقسيم بشرى مستجد بعد الإسلام فى عهد محمد(ص)ومن ثم فلا يمكن تطبيقه على شىء قبله هو القرآن وتفسيره .
2-قالوا "هل الضمير فى كلمة عرضهم بقوله فى سورة البقرة "وعلم أدم الأسماء كلها ثم عرضهم على الملائكة "عائد على الأسماء أم على المسميات "والمقصود بهذا أن لا دليل محدد على من يعود عليه الضمير وهو خطأ لأن الضمير عائد للأسماء لأنها أقرب شىء له ،زد على هذا أن المقصود بالمعروض على الملائكة هو الأسماء مكتوبة وليس المسميات حقيقة للتالى :
-أن لو كانت المسميات معروضة لكان الله معروضا هو الأخر لأن كلمة كلها دلت على عدم استثناء أى اسم والله تعالى عن العرض علوا كبيرا .
-زد على هذا أن الله علم أدم (ص)بالقلم وهذا دليل على أن الأسماء بتقسيمها البشرى كانت مكتوبة .
3-قالوا "ما معنى أن يتعلم أدم كل اللغات ؟ولماذا؟
إن المعنى هو أن يعرف كل اللغات التى سيعلمها لأولاده فيما بعد حتى يحقق آية الله فى اختلاف الألسنة وفيها قال بسورة الروم "ومن آيات خلق السموات والأرض واختلاف ألسنتكم وألوانكم ".
زد على هذا أن يتحقق ما كتبه الله فى علم الغيب من انقسام أولاد أدم (ص)لشعوب وقبائل وفيه قال بسورة الحجرات "إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل " .
4-قالوا "أنى لبشر الإحاطة بكل اللغات "؟
هذا السؤال تافه لأنه ينظر لأدم (ص)على أنه فرد عادى وليس نبيا رسولا فضلا عن أنه أول البشر وإحاطة أدم (ص)بكل اللغات لم تكن سوى معجزة بتعبير العصر والمعجزات لا يجوز لنا أن نسأل عن كيفيتها وماهيتها لأنها فوق إدراك البشر وعليهم أن يسلموا بها .
5-قالوا "إن أدم (ص)ربما ألهم الحاجة إلى الوضع فوضع اللغة بتدبيره وفكره "هذا الفرض خطل للتالى :
أن الإلهام يحتاج للغة كى يصل للإنسان فإذا كان هو الذى وضع اللغة فكيف فهم الإلهام قبل أن يضع اللغة التى يعرف عن طريقها تفسير موضوع الإلهام ؟ولو فرضنا أن أدم (ص)قد وضع لغة بكل ما فيها فإنه لن يقدر على وضع كل اللغات بما فيها من معانى وقواعد وأساليب لأن ذلك يحتاج لإنسان ليس له عمل سوى التفكير وله عمر يتجاوز ألوف السنين ولو فرضنا أن أدم (ص)هو الذى وضع اللغة فهذا يتطلب أن يكون مفكرا بلغة سابقة حتى يستطيع وضع اللغة لأن ليس هناك تفكير بدون لغة أبدا وأيضا لابد من وجود لغة سابقة حتى يستطيع أن يجعل للغات الأخرى مخالفة لها فى الألفاظ وغيرها .
أضف لهذا أن أدم (ص)لابد له من مثال سابق حتى يستطيع وضع اللغة ولو فرضنا وجود مثال سابق لقابلتنا صعوبة لا نقدر على تخطيها وهى أن معانى وقواعد وأساليب كل لغة تختلف عن الأخرى مما يؤدى لوجوب وجود مثال لكل لغة وفى هذه الحالة لا يمكن أن تنسب اللغات لأدم(ص).
6- قالوا "إن الأسماء ربما كانت موضوعة باصطلاح بين الملائكة سابق لأدم "ويخالف هذا نصوص القرآن حيث نفت الملائكة معرفتها بالأسماء بقولها بسورة البقرة "سبحانك لا علم لنا إلا ما علمتنا "فإذا كانت الملائكة لا تعرف الأسماء فكيف وضعتها والواضع يعرف ما وضع ؟زد :كيف تفاهمت الملائكة على الإصطلاح إذا كان التفاهم لا يتم بدون لغة ؟وفى حالة فرض عدم وجود لغة وأن التفاهم يتم بالإشارات فكيف اتفقوا مثلا على تسمية الإله باسم الله وهو غير مرئى ولا يمكن الإشارة له ؟
7- قالوا "إن المراد بالأسماء أسماء السموات والأرض وما فى الجنة والنار دون الأسامى التى حدثت مسمياتها بعد أدم (ص)ويقوى هذا الإحتمال عموم صيغة اللفظة فى "وعلم أدم الأسماء" وهو قول تخريفى لأن صاحبه لم يكمل قوله "وعلم أدم الأسماء كلها" فكلها تدل على أن المراد كل الأسماء وليس بعضها .
8- قالوا "أنه ربما علمه ثم نسيه ثم اصطلح بعده أولاده على هذه اللغات المعهودة الآن والغالب أن أكثرها حادث بعده "يتكون القول من عدة أخطاء هى :
-نسيان أدم (ص)للغات بعد علمه بها من الله ،ولا يمكن أن ينساها لأنه لو نساها فلن يستطيع التفاهم مع نفسه أو مع غيره كزوجته وأولاده والقياس على نسيان أمر الله فى الجنة خطأ كبير لأن هذا النسيان لحكم بمعنى ترك طاعة الحكم لأن ليس معقولا أن ينسى والشيطان ذكره أن الله حرم عليه الشجرة فقال بسورة الأعراف "ما نهاكما ربكما عن هذه الشجرة إلا أن تكونا ملكين أو تكونا من الخالدين" وأما النسيان اللغوى فلا يحدث إلا فى حالة الإنسان الذى بلغ أرذل العمر مصداق لقوله بسورة النحل "ومنكم من يرد إلى أرذل العمر لكى لا يعلم بعد علم شيئا ".
-أن أولاده اصطلحوا على اللغات بعده وهو قول لا أساس له لما يلى
أن لكى نصطلح على شىء لابد من لغة نتفاهم بها فكيف اصطلح الأولاد على اللغات مع عدم وجود لغة للتفاهم بينهم لنسيان الكل لها؟
فى حالة صحة القول ترى كم من الوقت استغرقت عملية الإصطلاح فقط ؟لابد أنه وقت طويل يمتد لألوف الألوف من السنوات وفى حالة صحة القول كم استغرقت عملية تعليم أولادهم الإصطلاحات ؟لابد أنه وقت طويل ؟
وفى حالة صحة القول كيف كان أولادهم يتفاهمون قبل أن يعلمهم الأباء الإصطلاحات ؟
إذا كانوا يتفاهمون بالإشارة وهى تفيد فى الحالات الظاهرة فكيف تعلموا أحكام الإسلام المنزل على أدم (ص)ومن أمثلتها الصبر والتوبة فكيف عرفوهم بالإشارة هذه المفاهيم وغيرها ؟.
- أن غالب اللغات حادث بعد موت أدم (ص)وهى مقولة تحتاج لأمر مستحيل لإثباتها وهو معرفة واضعى هذه اللغات ومتى وضعوها وأين وكيف وإحياء بعضهم ليتكلم بها ؟
والحمد لله أولا وأخرا.
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على رسل الله وبعد :
هذا مقال يتحدث عن أصل اللغات كما ورد فى الوحى الإلهى .
أصل اللغات :
إن أصل اللغات هو الوحى الإلهى فالله علم أدم (ص)الأسماء كلها أى قراءة وكتابة الألفاظ كلها فقال بسورة البقرة "وعلم أدم الأسماء كلها "وفسر هذا بأنه علمه البيان فقال بسورة الرحمن "خلق الإنسان علمه البيان "وفسر هذا بأنه علمه ما لم يعلم بالقلم فقال بسورة العلق "اقرأ وربك الأكرم الذى علم بالقلم علم الإنسان ما لم يعلم "وحتى ولو فرضنا أن اللغات اصطلاح من الإنسان فهى من خلق الله لأنه هو خالق الإنسان وعمله مصداق لقوله بسورة الصافات "والله خلقكم وما تعملون "واللغات لو كان البشر هم من ابتدعوها لحدث التالى :
أن كل مجموعة ستخترع لغة لها ومن ثم سيؤدى ذلك لوجود ألوف الألوف من اللغات لأن كل إنسان سيقول بما يتميز على مخترع اللغة ؟ومن ثم يقول :لابد أن اخترع لغة تنسب لى أتكلم بها وأهلى.
زد على هذا أن أدم(ص)منذ أتم الله خلقه أصبح متكلما ، زد على هذا أن هناك ثوابت فى اللغات مثل كلمة الله لا يمكن أن يخترعها الإنسان ،أضف لهذا أن التفاهم بالإشارات والذى يقول به البعض ويقولون أنه حدث قبل اختراع البشر للغات مستحيل لأن الإشارات تحتاج للغة للإتفاق على مراد كل إشارة بدليل أن الكشاف الجديد فى جماعة الكشافة يعرف كل إشارة بعد أن يعرف معناها باللغة أولا وإلا سيصبح الكشاف جاهلا بالإشارات .
زد على هذا أننا لو افترضنا أن التفاهم بالإشارات ممكن حدوثه فى الأشياء الملموسة المرئية فإنه فى الأشياء الخفية كالصبر والتوبة غير ممكن لأن المخاطب بالإشارة جاهل بالمعنى لأنه لم يعرفه من قبل عن طريق اللغة وهذا الإفتراض يعنى أن أدم (ص)كان ظاهريا وهو فرض خاطىء بدليل أن أدم(ص) عرف التوبة والخطيئة والإستغفار وهى مسائل نفسية خفية من الله ،زد على هذا أن الحكمة تقول الشىء الحالى مبنى على الشىء السابق وعليه لو قلنا أن الأجيال التى بعد أدم (ص)هى التى وضعت اللغة لكان هذا افتراء لأنهم لم يبنوا على شىء سابق ومن ثم فاللغات متوارثة ورثها كل جيل من الذى قبله ومن ثم ينتهى الأصل لأدم(ص)ومن ثم لله الذى علمه إياها .
أراء الناس فى أصل اللغات :
انقسم الناس لفرق فى المسألة هى :
-فريق يقول اللغات وحى من الله .-فريق يقول اللغات اصطلاح أى اختراع إنسانى .
-فريق يقول اللغات أصلها وحى ثم أصبحت بعد تحريفها اصطلاح.
-فريق يقول بعض اللغات وحى وبعضها تواضع واصطلاح.-فريق يقول لا ندرى .
والحق هو أن الرأى الأول والثالث والرابع هو الرأى الصواب فاللغات وحى فى الأصل ونتيجة لتحريفها أصبح بعض ألفاظها اصطلاح وبعض اللغات اخترعها البشر مثل الإسبرنتو وهى لغات ميتة لا يتحدثها إلا عدد نادر من البشر .
فائدة البحث فى أصل اللغات :
الهدف من البحث فى أصل اللغات هو التصديق بكلام الله فيها والتى تبين أنها وحى وإلهام وأنها من آيات الله فى الكون وبذا جاء قوله مثلا بسورة البقرة "وعلم أدم الأسماء كلها "وقوله بسورة الروم"ومن آياته خلق السموات والأرض واختلاف ألسنتكم وألوانكم "ومن لم يؤمن بهذا فهو كافر بما هو معروف من النصوص .
مراحل تطور اللغات :
مرت اللغات بالمراحل التالية :
1-البداية وفيها علم الله أدم(ص)اللغات كلها بالقلم مصداق لقوله بسورة العلق"الذى علم بالقلم علم الإنسان ما لم يعلم ".
2-اختلاف الألسن وفيها علم أدم (ص)أولاده لغة مشتركة ثم لما كبروا علم كل ذكر وأنثى لغة مختلفة مما علمه الله حتى تكون لغتهم هى لغة نسلهم ولهذا يشير قوله بسورة الروم"ومن آياته خلق السموات والأرض واختلاف ألسنتكم وألوانكم " .
3-النهاية وهى ما بعد القيامة والله أعلم بما يكون فيها والإحتمالات هى :
أ- كون اللسان واحد . ب- أن يبقى لكل واحد لسانه ويعطيه الله القدرة على التحدث باللغات الأخرى.
تعليم أدم(ص)اللغات :
علم الله أدم (ص)بالقلم كما قال بسورة القلم "الذى علم بالقلم علم الإنسان ما لم يعلم " وليس المراد ما يفعله المدرس مع تلميذه وإنما أمر الله القلم أن يعمل مدرسا لأدم(ص)حتى يعلمه القراءة والكتابة وكان هذا عن طريق كلمة كن مصداق لقوله بسورة مريم "سبحانه إذا أراد أمرا فإنما يقول له كن فيكون "وقد تعلم فى مدة لا يعرف مداها إلا الله وحده .
أدم (ص)وعيسى (ص):
قال تعالى بسورة آل عمران "إن مثل عيسى عند الله كمثل أدم خلقه من تراب ثم قال له كن فيكون "والقول يدلنا على تشابهما فى أنهما خلقا من تراب وبكلمة كن وأن كلاهما بلا أم وأن كل منهما تكلم دون تعلم من البشر فعيسى (ص)تكلم وهو رضيع مولود منذ أيام قليلة وفى هذا قال تعالى بسورة آل عمران "ويكلم الناس فى المهد "ولحادثة التكلم الأولى يشير قوله بسورة مريم "فأشارت إليه قالوا كيف نكلم من كان فى المهد صبيا قال إنى عبد الله أتانى الكتاب وجعلنى نبيا "فهو تكلم بلا معلم بشرى مثل أدم(ص).
لغات الخلق :
لكل نوع من الخلق لغة أو أكثر يتفاهم بها سماها الله فى القرآن المنطق وقد أشار لها بقوله بسورة فصلت"قالوا أنطقنا الله الذى أنطق كل شىء "وقوله بسورة النمل "قال يا أيها الناس علمنا منطق الطير "وقوله بسورة الإسراء "وإن من شىء إلا يسبح بحمده ولكن لا تفقهون تسبيحهم "كما يدل على لغات الأنواع حديث الهدهد مع سليمان وحديث النملة الذى سمعه سليمان (ص).
هل نستطيع أن نقول أن هذه المخلوقات قد خلقت لغاتها ؟
اعتقد أن الجواب لا ،أقول هذا مع معرفتى أن لهذه الأنواع عقول كما للبشر ومن ثم بالقياس على البشر يكون الإنسان مثلهم لم يخلق اللغات التى يتحدث بها ،وحتى لو فرضنا أن نظرية الإصطلاح صائبة فكيف نفسر الوحدة فى معانى كثير من ألفاظ اللغات ومعانى لغات الطيور والنمل الواردة فى القرآن ؟هل هى صدفة ؟لا أعتقد لأن الصدفة تكون فى كلمات قليلة والصدفة لا يمكن أن تكون فى الإسلام حيث الإله الواحد والشمس مخلوقة والكفر عبادة غير الله كما شرح الهدهد لسليمان (ص)وهل نعتقد أن التسبيح الواحد بين داود(ص)والطير والجبال صدفة وهو يتضمن كلمات كثيرة ؟أعتقد أن هذا غير معقول ولهذا التسبيح يشير قوله بسورة سبأ"ولقد أتينا داود منا فضلا يا جبال أوبى معه والطير ".
المترتب على كون اللغات وحى :
يترتب على كون لغات الإنسان الأول وحى التالى :
أن الجيل الأول كان متقدما لمعرفته المعانى الصحيحة للكلمات ومن ثم فهو لم يتعب نفسه فى البحث وإنما مضى للإختراع قدما .
وأما المترتب على خرافة الإصطلاح فهو أن البشر ظلوا لألوف الألوف من السنين يعيشون على إلتقاط الثمار وصيد الحيوان حتى استطاعوا اختراع اللغات وعرفوا الرعى والزراعة وهو كلام لا يصدقه عاقل لأن هذا يعنى أنهم ظلوا عراة مثلا وقد عرفنا الله أن لهم لباس فقال بسورة الأعراف "با بنى أدم قد أنزلنا عليكم لباسا يوارى سوءاتكم "كما يعنى أن البشر لم يعرفوا الحديد إلا بعد ألوف الألوف من السنين مع أن الله بين لنا أنه نزله أى خلقه للناس ومنهم أدم (ص)فقال بسورة الحديد"وأنزلنا الحديد فيه بأس شديد ومنافع للناس "وقد سخر الله لأدم (ص)وأهله كثير من الأشياء التى تكفل له ولأهله الحياة الكريمة بصفته أول البشر وبصفته أول رسول للبشر.
الشبهات حول كون اللغات وحى :
تتمثل شبهات القوم فى التالى :
1-قالوا "أين الأفعال والحروف إذا كان الله قد علم أدم (ص)الأسماء؟"ونرد عليهم فنقول أن كلمة الأسماء لا تعنى ما يسميه النحاة الأسماء وإنما تعنى كل لفظ يكتب لأن الله فسر الأسماء بقوله بسورة البقرة "وعلم أدم الأسماء كلها "بأنها البيان أى الكلام كله فقال بسورة الرحمن "خلق الإنسان علمه البيان "زد على هذا أن الله لو عرف أدم (ص)الأسماء كما عند النحاة فقط فكيف فهم أدم (ص)الآية بعد التالية "يا أدم أنبئهم بأسمائهم " وفيها فعل وعدة حروف ؟ولو كان الله لم يعلمه الأفعال والحروف ما عرف المطلوب منه فى الجملة وما عرف كل المخاطبات التى خاطبه الله بها وهو فى الجنة وهو على الأرض ولكنه عرفها ونفذ المطلوب منه فدل هذا على أن المقصود بالأسماء فى الآية هو جميع الألفاظ،زد على هذا أن تقسيم الكلمات لاسم وفعل وحرف تقسيم بشرى مستجد بعد الإسلام فى عهد محمد(ص)ومن ثم فلا يمكن تطبيقه على شىء قبله هو القرآن وتفسيره .
2-قالوا "هل الضمير فى كلمة عرضهم بقوله فى سورة البقرة "وعلم أدم الأسماء كلها ثم عرضهم على الملائكة "عائد على الأسماء أم على المسميات "والمقصود بهذا أن لا دليل محدد على من يعود عليه الضمير وهو خطأ لأن الضمير عائد للأسماء لأنها أقرب شىء له ،زد على هذا أن المقصود بالمعروض على الملائكة هو الأسماء مكتوبة وليس المسميات حقيقة للتالى :
-أن لو كانت المسميات معروضة لكان الله معروضا هو الأخر لأن كلمة كلها دلت على عدم استثناء أى اسم والله تعالى عن العرض علوا كبيرا .
-زد على هذا أن الله علم أدم (ص)بالقلم وهذا دليل على أن الأسماء بتقسيمها البشرى كانت مكتوبة .
3-قالوا "ما معنى أن يتعلم أدم كل اللغات ؟ولماذا؟
إن المعنى هو أن يعرف كل اللغات التى سيعلمها لأولاده فيما بعد حتى يحقق آية الله فى اختلاف الألسنة وفيها قال بسورة الروم "ومن آيات خلق السموات والأرض واختلاف ألسنتكم وألوانكم ".
زد على هذا أن يتحقق ما كتبه الله فى علم الغيب من انقسام أولاد أدم (ص)لشعوب وقبائل وفيه قال بسورة الحجرات "إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل " .
4-قالوا "أنى لبشر الإحاطة بكل اللغات "؟
هذا السؤال تافه لأنه ينظر لأدم (ص)على أنه فرد عادى وليس نبيا رسولا فضلا عن أنه أول البشر وإحاطة أدم (ص)بكل اللغات لم تكن سوى معجزة بتعبير العصر والمعجزات لا يجوز لنا أن نسأل عن كيفيتها وماهيتها لأنها فوق إدراك البشر وعليهم أن يسلموا بها .
5-قالوا "إن أدم (ص)ربما ألهم الحاجة إلى الوضع فوضع اللغة بتدبيره وفكره "هذا الفرض خطل للتالى :
أن الإلهام يحتاج للغة كى يصل للإنسان فإذا كان هو الذى وضع اللغة فكيف فهم الإلهام قبل أن يضع اللغة التى يعرف عن طريقها تفسير موضوع الإلهام ؟ولو فرضنا أن أدم (ص)قد وضع لغة بكل ما فيها فإنه لن يقدر على وضع كل اللغات بما فيها من معانى وقواعد وأساليب لأن ذلك يحتاج لإنسان ليس له عمل سوى التفكير وله عمر يتجاوز ألوف السنين ولو فرضنا أن أدم (ص)هو الذى وضع اللغة فهذا يتطلب أن يكون مفكرا بلغة سابقة حتى يستطيع وضع اللغة لأن ليس هناك تفكير بدون لغة أبدا وأيضا لابد من وجود لغة سابقة حتى يستطيع أن يجعل للغات الأخرى مخالفة لها فى الألفاظ وغيرها .
أضف لهذا أن أدم (ص)لابد له من مثال سابق حتى يستطيع وضع اللغة ولو فرضنا وجود مثال سابق لقابلتنا صعوبة لا نقدر على تخطيها وهى أن معانى وقواعد وأساليب كل لغة تختلف عن الأخرى مما يؤدى لوجوب وجود مثال لكل لغة وفى هذه الحالة لا يمكن أن تنسب اللغات لأدم(ص).
6- قالوا "إن الأسماء ربما كانت موضوعة باصطلاح بين الملائكة سابق لأدم "ويخالف هذا نصوص القرآن حيث نفت الملائكة معرفتها بالأسماء بقولها بسورة البقرة "سبحانك لا علم لنا إلا ما علمتنا "فإذا كانت الملائكة لا تعرف الأسماء فكيف وضعتها والواضع يعرف ما وضع ؟زد :كيف تفاهمت الملائكة على الإصطلاح إذا كان التفاهم لا يتم بدون لغة ؟وفى حالة فرض عدم وجود لغة وأن التفاهم يتم بالإشارات فكيف اتفقوا مثلا على تسمية الإله باسم الله وهو غير مرئى ولا يمكن الإشارة له ؟
7- قالوا "إن المراد بالأسماء أسماء السموات والأرض وما فى الجنة والنار دون الأسامى التى حدثت مسمياتها بعد أدم (ص)ويقوى هذا الإحتمال عموم صيغة اللفظة فى "وعلم أدم الأسماء" وهو قول تخريفى لأن صاحبه لم يكمل قوله "وعلم أدم الأسماء كلها" فكلها تدل على أن المراد كل الأسماء وليس بعضها .
8- قالوا "أنه ربما علمه ثم نسيه ثم اصطلح بعده أولاده على هذه اللغات المعهودة الآن والغالب أن أكثرها حادث بعده "يتكون القول من عدة أخطاء هى :
-نسيان أدم (ص)للغات بعد علمه بها من الله ،ولا يمكن أن ينساها لأنه لو نساها فلن يستطيع التفاهم مع نفسه أو مع غيره كزوجته وأولاده والقياس على نسيان أمر الله فى الجنة خطأ كبير لأن هذا النسيان لحكم بمعنى ترك طاعة الحكم لأن ليس معقولا أن ينسى والشيطان ذكره أن الله حرم عليه الشجرة فقال بسورة الأعراف "ما نهاكما ربكما عن هذه الشجرة إلا أن تكونا ملكين أو تكونا من الخالدين" وأما النسيان اللغوى فلا يحدث إلا فى حالة الإنسان الذى بلغ أرذل العمر مصداق لقوله بسورة النحل "ومنكم من يرد إلى أرذل العمر لكى لا يعلم بعد علم شيئا ".
-أن أولاده اصطلحوا على اللغات بعده وهو قول لا أساس له لما يلى
أن لكى نصطلح على شىء لابد من لغة نتفاهم بها فكيف اصطلح الأولاد على اللغات مع عدم وجود لغة للتفاهم بينهم لنسيان الكل لها؟
فى حالة صحة القول ترى كم من الوقت استغرقت عملية الإصطلاح فقط ؟لابد أنه وقت طويل يمتد لألوف الألوف من السنوات وفى حالة صحة القول كم استغرقت عملية تعليم أولادهم الإصطلاحات ؟لابد أنه وقت طويل ؟
وفى حالة صحة القول كيف كان أولادهم يتفاهمون قبل أن يعلمهم الأباء الإصطلاحات ؟
إذا كانوا يتفاهمون بالإشارة وهى تفيد فى الحالات الظاهرة فكيف تعلموا أحكام الإسلام المنزل على أدم (ص)ومن أمثلتها الصبر والتوبة فكيف عرفوهم بالإشارة هذه المفاهيم وغيرها ؟.
- أن غالب اللغات حادث بعد موت أدم (ص)وهى مقولة تحتاج لأمر مستحيل لإثباتها وهو معرفة واضعى هذه اللغات ومتى وضعوها وأين وكيف وإحياء بعضهم ليتكلم بها ؟
والحمد لله أولا وأخرا.
????- زائر
مواضيع مماثلة
» تعلم اللغات من فروض الكفايات
» ترجمة القران الكريم والاحاديث إلي اللغات الأجنبية
» نصر بدر فى القرآن
» الغرق فى القرآن
» الدعاء فى القرآن
» ترجمة القران الكريم والاحاديث إلي اللغات الأجنبية
» نصر بدر فى القرآن
» الغرق فى القرآن
» الدعاء فى القرآن
شبكة واحة العلوم الثقافية :: الساحات العلمية والثقافية والحوارية :: ساحة الفقه والعلوم والحوارات الشرعية
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى