شبكة واحة العلوم الثقافية
أسعدتنا زيارتك و أضاءت الدنيا بوجودك

أهلا بك فى شبكة واحة العلوم الثقافية

يسعدنا تواجدك معنا يدا بيد و قلبا بقلب

لنسبح معا فى سماء الإبداع

ننتظر دخولك الآن

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

شبكة واحة العلوم الثقافية
أسعدتنا زيارتك و أضاءت الدنيا بوجودك

أهلا بك فى شبكة واحة العلوم الثقافية

يسعدنا تواجدك معنا يدا بيد و قلبا بقلب

لنسبح معا فى سماء الإبداع

ننتظر دخولك الآن
شبكة واحة العلوم الثقافية
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

مفهوم عمارة الكون في الاسلام

اذهب الى الأسفل

مفهوم عمارة الكون في الاسلام  Empty مفهوم عمارة الكون في الاسلام

مُساهمة من طرف سامح عسكر الخميس مايو 05, 2011 11:19 am

بسم الله الرحمن الرحيم
مفهوم عمارة الكون في الاسلام

جعل
الله الانسان خليفة له على الكون، ليعمره بالاحسان؛ وفق موجهات الوحي ودليل
العقل وسوي الفطرة وصحيح التجربة والذوق السليم، قال تعالى: (وإذا قال ربك
للملائكة إني جاعل في الأرض خليفة)، البقرة30، وفي آية أخرى: (يا داؤود
إنا جعلناك خليفة في الأرض فاحكم بين الناس بالحق)، سورة ص26، وقال تعالى:
(هو أنشأكم من الأرض واستعمركم فيها)، هود61، وقال تعالى: (وجعلناكم شعوبا
وقبائل لتعارفوا)، الحجرات13، وقال تعالى: (وتعاونوا على البر والتقوى)،
المائدة2، وقال تعالى: (وسخر لكم ما في السموات وما في الأرض جميعا
منه)الجاثية13، وقال تعالى: (قل من حرم زينة الله التي أخرج لعباده
والطيبات من الرزق) الأعراف32، وعندما فهم المسلمون الأوائل هذه الآيات
وساروا على هديها استطاعوا بسط نفوذهم على معظم أرجاء المعمورة ورفعوا راية
التوحيد عالية خفاقة، وأقاموا العدل بين العالمين، وقمعوا الظالمين ونصروا
المستضعفين. ولكن اليوم غابت هذه المفاهيم عن أذهان المسلمين، وسيطرت
عليهم مفاهيم جزئية حصرت الدين في الصلوات الخمس وصوم رمضان والاجتهاد في
صلاة التراويح، وجعلوا الدين شأنا فرديا خاصا، لا علاقة له بشئون الجماعة،
ولا بترتيب شئون المجتمع، بل إلتمسوا نظما اجتماعية من التجارب الوضعية
الشوهاء كالرأسمالية والاشتراكية والعلمانية، فلا غرو أن سيطرت على العالم
قوى أخرى بسطت الضلال وأشاعت الفواحش وأظهرت الإلحاد وأمرت بالمنكر ونهت عن
المعروف، فما الحل إذن؟؟، فمن الواجب اليوم قبل الغد الرجوع إلى الأصل
الكتاب والسنة وإعمال الفكر فيهما لاستخراج مناهج العمل والنظر لإعمار
الكون بالحق والخير والجمال.
موجهات العمران الاسلامي:

1- التوحيد: يعمر الكون أول ما يعمر بكلمة الاخلاص والتوحيد لا إله إلا الله محمد رسول الله.
2-
إقامة العدل: يعمر الكون ببسط العدل وإرغام الظالم ونصرة الضعيف، وهذا لا
يتم إلا بإقامة الجماعة وأن تصير للدين شوكة ودولة عظمى (كما هي لأمريكا
الآن مثلا)؛ بها الانسان القوي المعافى بدنا وروحا ونفسا وعقلا وعاطفة، وما
لا يتم الواجب إلا به فهو واجب، فأين نحن الآن من ذلك!!؟
3- بسط
الشورى: يعمر الكون بمد الجسور نحو الآخر، وعدم ممارسة إقصاء الآخر أو
التعصب ضده، وتعظيم الجماعة والانضواء تحت لوائها وإطاعة السلطان الصالح
الذي لا يمارس القهر أو الإستبداد السياسي، أو يضيع ثروات الأمة أو يوالي
أعدائها.
4- إلتزام الوسطية: يعمر الكون بالتوسط في الإمور كلها بلا
إفراط أو تفريط، فلا عدوان ولا ضرر ولا ضرار، كما انه لا تفريط في رد
العدوان واسترداد الحقوق والأخذ بالقصاص، (وابتغ فيما أتاك الله الدار
الآخرة ولا تنس نصيبك من الدنيا)القصص77، والمؤمن لا يزال بين الخوف
والرجاء والصبر والشكر، فلا يأمن من مكر الله وبنفس القدر لا ييأس من رحمة
الله، وكما له حقوق عليه واجبات.
5- عدم الاسراف: يعمر الكون
بالانضباط في استهلاك الطاقة، والتقلل في اسيتفاء المتطلبات، فإن التنعم لا
حد له، والنفس كلما حصلت منفعة تطلعت إلى أخرى أكبر منها، وهكذا حتى تضطر
إلى أكل مال الغير والاعتداء على حقوق الآخرين فيظهر الظلم ويفشو الفساد،
قال تعالى: (وكلوا واشربوا ولا تسرفوا انه لا يحب المسرفين)، الأعراف31،
(وَآتِ ذَا الْقُرْبَى حَقَّهُ وَالْمِسْكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَلاَ
تُبَذِّرْ تَبْذِيراً، إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كَانُواْ إِخْوَانَ
الشَّيَاطِينِ)، الاسراء27،
6- الرفق والاحسان ومكارم الأخلاق: يعمر
الكون بالسعي نحو تحصيل المنافع وطلب الأرزاق وتثمير الأموال، لكن أن يتوجه
إلى كل ذلك بالرفق والاحسان من دون جشع أو أنشطة طفيلية تنفع واحد؛ وتضر
الألوف بل الملايين. فالمصلحة الفردية معترف بها داخل الثقافة الاسلامية
لأنها أمر فطري أن يسعى الانسان نحو تحقيق مصلحته الفردية، ولكن لها ضوابط
شرعية هي أن تكون هذه المصلحة في مباح فلا يصح الاتجار بالمخدرات مثلا مهما
كانت تحقق من الأرباح، كذلك يجب أن تصب مصلحة الفرد في مصلحة المجتمع، فلا
يصح مثلا الاستثمار في البناء إذا كان المجتمع في حوجة ماسة إلى الغذاء،
فحينها بدل أن تبني برجا تجاريا أبني صومعة للغلال، أو مصنعا للمنتجات
الغذائية، أو استجلاب المحاصيل من البلاد البعيدة لايجاد الوفرة، أو استثمر
في القطاع الزراعي والحيواني مثلا، وكل هذه الأمور تقاس بالعقل، فالضابط
الشرعي فيها هو تقديم مصلحة الجماعة على مصلحة الفرد إذا تعارضتا، وأن تكون
قوة القوي في مصلحة ضعف الضعيف بدل أن تكون خصما عليه، لذلك يجب على القوي
رحمة الضعيف ورعايته، وإنما تنصرون بضعفاءكم، إلى غير ذلك من المعاني من
بر الوالدين وصلة الرحم والعفو عن الحقوق وترك الجدل والمراء وإن كان محقا،
والزهد والايثار، والتماس الأعذار للآخرين ما أمكن، وكل ما يمكن أن نصفه
بمكارم الأخلاق

7- اللمسة الجمالية: يعمر الكون بالتجمل ظاهرا وباطنا،
ومراعاة الزينة، والجانب الجمالي في الأنفس والأشياء، مع مراعاة الحد
المعقول من ذلك بلا أفراط أو تفريط.

كتب ذلك: حسب الرسول الطيب الشيخ؛ غفر الله له ولوالديه




صفحتي على الفيس بوك

الحرية هي مطلب العُقلاء..ولكن من يجعل نفسه أسيراً لردود أفعال الآخرين فهو ليس حُرّاً....إصنع الهدف بنفسك ولا تنتظر عطف وشفقة الناس عليك..ولو كنت قويا ستنجح....سامح عسكر



سامح عسكر
سامح عسكر
المدير العام
المدير العام

مفهوم عمارة الكون في الاسلام  Empty
الديانه : الاسلام
البلد : مصر
ذكر
عدد المساهمات : 14253
نقاط : 28500
السٌّمعَة : 23
العمر : 44
مثقف

https://azhar.forumegypt.net/

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

مفهوم عمارة الكون في الاسلام  Empty رد: مفهوم عمارة الكون في الاسلام

مُساهمة من طرف سامح عسكر الخميس مايو 05, 2011 11:24 am

بسم الله الرحمن الرحيم

فقه العمران

مما لا ريب فيه أن
الإسلام جاء بحلول لكل مشكلة من مشكلات الحياة وفي كل زمان ومكان، يقول
المولى جل وعلا:"ما فرطنا في الكتاب من شيء" ،ويقول سبحانه:"ونزلنا عليك
الكتاب تبيانا لكل شيء وهدى ورحمة وبشرى للمسلمين".

إن ضيق الأفق وعدم
التصور الصحيح لحقيقة الإسلام جعل الكثيرين يتصورون أن الإسلام دين محصور
في بعض المناسك والعبادات كالصلاة والصيام ونحو ذلك، وأن الإسلام غير معني
بالحياة العامة فلا علاقة له بالسوق أو الطريق أو البيئة، وهذا قصور بالغ
في فهم حقيقة الإسلام الذي حكم الحياة بأسرها، ولم يترك شاردة ولا واردة
إلا بين محلها من منظومته المتكاملة، وأوضح صوابها من خطئها، مستمدا ذلك من
القرآن والسنة أو ما يرجع إليهما بوجه من وجوه الاستدلال.

إن المتتبع
لأحكام الشريعة الغراء يجد أن الفقه الإسلامي فقه حضاري يتسم بالشمول، فهو
إلى جانب عنايته بالتنمية البشرية روحيا وعلميا وخلقيا يعنى أيضا بالعمران
المدني بمفهومه الواسع الشامل، فالعمران المدني يشمل المؤسسات الحيوية التي
يحتاج إليها الإنسان لقضاء حوائجه المختلفة الروحية والاجتماعية
والاقتصادية وغيرها مما يكفل الحياة الهنيئة؛ انطلاقا من مبدأ تسخير الكون
للإنسان، فعليه أن يستغله الاستغلال الأمثل الذي يحفظ توازنه ورقيه على
مختلف الأصعدة، بل يتسع مفهوم العمران فيشمل البيئة وضرورة الحفاظ عليها
وصونها.

وبالنظر إلى اختلاف توجهات الناس وتباين مشاربهم واهتماماتهم
تتبين أهمية وضع الضوابط والقواعد التي تنظم العمران المدني؛ فإن تفاعل
الناس وتعاملهم مع بعضهم بعضاً ينتج تداخلا في المصالح وتباينا في
تصوراتهم، ولا شك أن كل فرد يسعى إلى أكبر قدر يتأتى له من تحقيق مصلحته،
فإن ترك أمر تسيير الأمور المعيشية بدون ضوابط وقواعد عمت الفوضى والظلم
وطغى تغليب مصلحة الفرد على المصلحة العامة، وأحكمت نظرية المنفعة الضيقة
قبضتها على ذوي الجاه والمال؛ فيقع الظلم في ظل طغيان المال الذي لا يقف
عند حد، وإذا نشبت الرأسمالية مخالبها في المجتمع يتحول إلى مجتمع تحكمه
شريعة الغاب، فهو وإن بدا لأول وهلة أنه تقدم حضاري إلا أنه يحمل في طياته
وأركانه وأسسه عوامل هدمه واندثاره.

فالعمران إن لم يحكمه نظام رباني عم
فساده جميع جوانب الحياة اجتماعيا واقتصاديا وعلميا بل يتعدى فساده ليصل
إلى البيئة التي هي وعاء النعم ومهد الخيرات المسخرة لصالح الإنسان؛ من أجل
ذلك وجب الأخذ بتوجيهات الشرع الحنيف؛ لأنه جاء من خالق الإنسان فهو أعلم
بمصالحه .

ولا شك أن التطور الذي يشهده العالم على مختلف الأصعدة يحتم
تركيز الاهتمام لتجديد وتأصيل فقه العمران وتأصيله ؛ ذلك لأن الطفرة
المدنية الحالية تنتج الكثير من المستجدات التي لم تكن معهودة من قبل، فهي
وإن كانت داخلة ضمن المنظومة الإسلامية العامة إلا أنها تحتاج إلى تجديد
واجتهاد فقهي حديث يستلهم من روح الشريعة الحلول الناجعة لشتى القضايا
المعاصرة، كما تحتاج إلى إعادة صياغة كي تكون أطروحة إسلامية عالمية تقدم
حلا لمسلسل معاناة البشرية.

هذا وقد عني علماء المسلمين سلفا وخلفا
بإبراز الجانب الحضاري المدني في الشريعة الإسلامية؛ وذلك لتطبيق الشريعة
الإسلامية في شتى مجالات الحياة، وتبيين هدي الشريعة الذي يحمل في طياته
الحلول الربانية لكل معضلات البشرية التي ينتجها تفاعل الإنسان وتعايشه في
هذه البسيطة، ويتجلى ذلك في الإسهامات الفعالة للفقهاء في التنظير الفقهي
والتأطير الشرعي للجوانب المدنية؛ فقد حوت مؤلفاتهم وموسوعاتهم الفقهية
كثيرا من المواضيع التي تتناول الأحكام الشرعية المنظمة لسير العمران
المدني ، بل أفرد بعضهم مؤلفات تتناول العمران ومختلف مؤسساته.

ومن الجوانب الحيوية التي تناولها الفقه الحضاري الإسلامي :
1- فقه المجتمع المدني :
شمل
الاسلام برعايته الجميع صغارا وكبارا، فقد اهتم بالأطفال وحسن تربيتهم
وتعليمهم وملاطفتهم وأوصى بالأيتام وأوجب مراعاتهم ماديا ومعنويا، واهتم
بالشباب وحث على تثمير طاقاتهم وقدراتهم وتوجيهها إلى سواء الصراط، ولم
يغفل كبار السن بل ركز على وجوب رعايتهم والعطف عليهم ومراعاة ما يولده كبر
السن من تغير نفسي وعاطفي وعقلي. وكل ذلك غير منحصر في الرجال بل النساء
شقائق الرجال في جميع ما مر .

وقد كفل فقه المجتمع المدني حق المسافر وابن السبيل والجار وشرع من الأحكام ما أمن له الحياة الكريمة.
ومن
أبرز المؤلفات التي كتبت في جانب العمران البشري والتنظير لعلم الاجتماع
مقدمة ابن خلدون التي تعد من أهم روافد علم الاجتماع في الفكر الإسلامي،
والأمثلة على ذلك أكثر من أن تحصى.
أمثلة لبعض التطبيقات الفقهية لفقه المجتمع المدني :

1-
حث الإسلام على رعاية اليتيم وكفالته، والحرص على تحري الأصلح له، يقول
المولى جل وعلا:"ويسألونك عن اليتامى قل إصلاح لهم خير"، وفي الحديث:"أنا
وكافل اليتيم في الجنة كهاتين" وأشار بأصبعيه السبابة والوسطى.

2- أولى
كبار السن عناية خاصة سواء أكانوا أبوين أم غير أبوين، يقول الله
تعالى:"وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحسانا إما يبلغن عندك
الكبر أحدهما أو كلاهما فلا تقل لهمآ أف ولا تنهرهما وقل لهما قولا كريما ،
واخفض لهما جناح الذل من الرحمة وقل رب ارحمهما كما ربياني صغيرا"، وفي
الحديث:"ليس منا من لم يرحم صغيرنا ويوقر كبيرنا"
3- اعتنى بتربية الأطفال وتنشئتهم روحيا وعلميا ونفسيا، يقول الرسول صلى الله عليه وسلم:"تعليم الصغار يطفئ غضب الرب"
2- فقه البيئة والكائنات :
لقد
بين الإسلام حقيقة العلاقة بين الإنسان والبيئة التي يعيش فيها، فهي علاقة
تسخير ومنفعة كما نص عليها القرآن الكريم، يقول المولى جل وعلا:"وسخر لكم
ما في السماوات وما في الأرض جميعا منه"
والتعبير بـ "ما" في الآية
الكريمة يدل على أن علاقة التسخير عامة لجميع الكائنات التي تحويها البيئة
بما في ذلك الحيوان والنبات والأرض بثرواتها الباطنية، ومقتضى ذلك وجوب
العناية بها والحرص على إصلاحها؛ فإن تدميرها وتلويثها يدخل في مفهوم تبديل
نعمة الله تعالى؛ والله عز وجل يقول:"ومن يبدل نعمة الله من بعد ما جاءته
فإن الله شديد العقاب".

إن نظرة الإسلام الحنيف تختلف تماما عن نظرة بعض
الفلسفات الغربية المعاصرة التي تنظر إلى الكون نظرة عداء، فهي تصور الكون
عدوا يجب قهره وإذلاله، وتتجلى هذه الفلسفة من خلال كلام أصحابها فقد شاع
لديهم قول: قهر الطبيعة، غزو الفضاء، ونحو ذلك، إلا أن الإسلام أوضح أن
الكون بجميع ما يحويه من كائن حي وجماد ليس فيه تضاد أو نشوز، وليس ثم
تنافر بين الإنسان والبيئة بل الجميع يمثل منظومة الخلق التي جعلها الله
تعالى متسقة متجانسة يخدم بعضها بعضا لتحقيق الهدف الرئيس للخلق ألا وهو
عبادة الله تعالى.

ومن أجل ذلك عني الإسلام بالاهتمام بالبيئة وأوجب
الحفاظ على ثرواتها وراعى حقوق الحيوان، ويتبين ذلك من خلال الكثير من
الأحكام التي تحفظ صلاح البيئة وهذه بعض التطبيقات الفقهية التي تخص هذا
الجانب :
1- نهى الإسلام عن قضاء الحاجة في الأماكن العامة لما يؤدي
إليه من تلوث في البيئة وإيذاء للناس ففي الحديث أن رسول الله - صلى الله
عليه وسلم - قال: ((اتقوا اللاعنين)) قالوا: وما اللاعنان؟ قال: ((الذي
يتخلى في طريق الناس أو في ظلهم)) .

2- نهى عن قتل الحيوان لغير مأكلة؛
ذلك لأن الحيوان جزء من منظومة المخلوقات ما خلقت إلا لأهداف سامية كحفظ
توازن البيئة، وقد نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن قتل الحيوان إلا لمأكله
.
3- حث على زراعة الأرض والحفاظ على الأشجار، وقد ورد في الحديث:"من
قطع سدرة في فلاة يستظل بها ابن السبيل والبهائم عبثا وظلما بغير حق يكون
له فيها، صوب الله رأسه في النار".
3- فقه المهنة وأرباب المهن :
من
البدهي أن المؤسسات الحيوية في المجتمع المدني تقوم على أساس العنصر
البشري، لذلك يعتمد نجاح هذه المؤسسات على مدى كفاءة الأيدي العاملة
وملاءمة مناخ العمل لتحقيق أفضل النتائج المرجوة؛ فإعداد الأيدي العاملة
وتأهيلها وتهيئة ظروف العمل وضمان الحقوق والتحفيزات المادية والمعنوية من
أهم الأمور لإنجاح دور هذه المؤسسات بشتى أنواعها واختصاصاتها.
من أجل
ذلك اهتم الإسلام بالمهنة وأرباب المهن وشمل بذلك حسن إعداد الأيدي العاملة
من جميع النواحي العلمية والنفسية والتطبيقية وبيان آداب المهن والحرص على
تنوعها بما يلبي جميع حاجات المجتمع وضمان حقوق العمال.
وهذه بعض التطبيقات الفقهية فيما يخص فقه المهنة وأرباب المهن:
1- نهى الإسلام عن ظلم العمال والتفريط في أداء أجورهم وفي الحديث:"أعطوا الأجير أجره قبل أن يجف عرقه".

2-
قرر الإسلام وجوب التنوع المهني في المجتمع بما يحقق الاكتفاء الذاتي
والاستغناء بالعاملين منه، وهو ما يدخل في دائرة الوجوب الكفائي، وذلك
كالطب والهندسة وغيرها من المهن الضرورية.
3- جعل الأجراء والعمال أمناء في مهنتهم بحيث لا يلزمهم الضمان إن وقع ضرر ما على العمل ما لم يثبت عليهم تعد أو تقصير.

4- فقه الأسواق :
من
الضروري لحياة الناس تبادل المنافع فيما بينهم وذلك من خلال مختلف العقود
كالبيع والإجارة والاستصناع وغيرها من العقود؛ لذلك كان السوق من أهم
المؤسسات الحيوية التي لا تنتظم حياة الناس بدونها، لذلك عني الإسلام
بتنظيم السوق وبيان أحكامه كي يكفل حقوق جميع الناس، ووضع قواعد منظمة
لجميع العقود والمعاملات التجارية، وهذه القواعد قادرة على استيعاب
المستجدات المعاصرة فهي صالحة لكل زمان ومكان.
وقد أسهم الفقهاء قديما وحديثا بما دونوه من مؤلفات تحتوي على هذه الأحكام والقوعد المنظمة لسير السوق لضمان حقوق المتعاقدين.

وهذه بعض التطبيقات الفقهية فيما يخص فقه الأسواق:
1- احترام الإسلام للعقود ووجوب الوفاء بها، يقول الله تعالى:"يا أيها الذين آمنوا أوفوا بالعقود".
2- نهى عن احتكار السلع الحيوية التي تشتد إليها حاجة الناس ففي الحديث:"لا يحتكر إلا خاطئ".
3- أوجد نظام الحسبة الذي يمثل الهيئة الرقابية التي تضمن سير السوق على وفق الشريعة الاسلامية
5- فقه الطريق :

نظرا
لأهمية الطريق، ودورها الحيوي في أي مجتمع مدني فهي سبيل التواصل بين جميع
مكونات المجتمع، أفرادا ومؤسسات؛ عني الإسلام بوضع ضوابط وأحكام تضمن
مراعاة مصلحة الطريق بحيث حفظت لها حقوقها وسنت لها من الآداب ما يكفل لها
تحقيق دورها الحيوي.

ولا شك أن مصلحة الطريق مصلحة عامة مقدمة على غيرها
من المصالح؛ ذلك لأن صلاح الطرق يترتب عليه ازدهار المجتمع في مختلف
الجوانب اجتماعيا واقتصاديا وعلميا، فضلا عما تمثله الطريق من انعكاس لتحضر
المجتمع ورقيه الخلقي ومدى احترامه للمظهر العام.

وقد زخرت كتب الفقهاء بالأحكام الفقهية التي تبين حقوق الطريق وآدابها العامة، وهذه بعض التطبيقات الفقهية التي تخص فقه الطريق:
1-
النهي عن الجلوس في الطرقات لما يؤدي إليه من مضايقة المارة؛ ففي الحديث
"إياكم والجلوس في الطرقات . فقالوا : يا رسول الله ، ليس لنا منها بد
مجالسنا نتحدث فيها ، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : إن أبيتم
فأعطوا الطريق حقه . قالوا : وما حق الطريق يا رسول الله ؟ قال : غض البصر ،
وكف الأذى ، ورد السلام ، والأمر بالمعروف ، والنهي عن المنكر"

2- وجوب التزام قواعد المرور التي تنظم سير الطرق؛ لأن ذلك من باب المصالح المرسلة .
3-
تعد مصلحة الطريق مصلحة عامة تقدم على المصلحة الخاصة، فلو عارضت مصلحة
الطريق مصلحة فرد من أفراد المجتمع تقدم مصلحة الطريق لعموم منفعتها.
6- فقه المدنية والعمران، الواقع والمستقبل :

لا
ينحصر دور الفقهاء في بيان الحلول الفقهية والأحكام الشرعية للمستجدات
العصرية التي تنتجها الطفرة الصناعية التي شملت مختلف جوانب الحياة، بل
يتعدى ذلك إلى استشراف المستقبل والتخطيط المستقبلي لنظم المؤسسات الحيوية؛
وذلك لتكييفها على النحو الشرعي الذي أذن به الله تعالى.

إن الكثير من
التحديات والإشكالات التي تواجه الفقهاء عند محاولة التجديد والتأطير
الشرعي في كثير من القضايا المعاصرة تتمثل في عدم التخطيط السابق وإعداد
الأطروحات المضبوطة بالضوابط الشرعية، مما يجعل مهمة الفقيه عسيرة؛ فهو
يتعامل مع نظام غير منسجم مع الشرع الحنيف، وقد تقتصر مهمته على إيجاد
المخارج الشرعية والحلول الجزئية؛ وهذا بلا شك يحدث خللا في هيكلة مؤسسات
المجتمع المدني.
من أجل ذلك كان من الضروري أن يستحضر الفقيه النظرة
الاستشرافية لمسقبل المجتمع المدني لدراسة مصائر الأمور في ظل الحركة
الدؤوبة لعجلة المتغيرات الزمانية.

منقول والمصدر وزارة الأوقاف العمانية

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]




صفحتي على الفيس بوك

الحرية هي مطلب العُقلاء..ولكن من يجعل نفسه أسيراً لردود أفعال الآخرين فهو ليس حُرّاً....إصنع الهدف بنفسك ولا تنتظر عطف وشفقة الناس عليك..ولو كنت قويا ستنجح....سامح عسكر



سامح عسكر
سامح عسكر
المدير العام
المدير العام

مفهوم عمارة الكون في الاسلام  Empty
الديانه : الاسلام
البلد : مصر
ذكر
عدد المساهمات : 14253
نقاط : 28500
السٌّمعَة : 23
العمر : 44
مثقف

https://azhar.forumegypt.net/

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى