الثوار ومغارة الأشرار

من طرف **نافذة مصر** الثلاثاء مارس 15, 2011 1:26 pm

الثوار ومغارة الأشرار

هي مسرحية من نصف فصل ، وربع مشهد ، وثمن جملة حوارية .. تتضمن تصور لكيفية مواجهة لجنة الهيافات بالحزب الوطني لثورة المصريين الأحرار ومحاولاتهم الساذجه للقضاء عليها وتقويضها ..
المشهد الأول .... نهار داخلي .... الزمان الساعة الثالثة عصرا يوم 28 يناير 2011 .. المكان.. قبو مهجور تحت القصر الرئاسي ..
الحدث .. إجتماع يضم رجال حكومة الأشرار .. يتشاورون فيما بينهم لوأد ثورة 25 يناير في مهدها .. بينما تنقل لهم كاميرات الفضائيات صورة الملايين الهادرة بميدان التحرير بالقاهرة ، وميدان الأربعين بالسويس ، وميدان الممر بالإسماعيلية ، وميدان القائد إبراهيم بالإسكندرية ..
السيد ظفوت الظريف يتحدث وهو يحدق فيمن حوله بينما حاجباه يرتعشان و يتلاعبان لأعلي ولأسفل قائلا : منورين القعدة يا رجالة ..
الرجالة في نفس واحد : بنورك يا معلم ..
ينظر ظفوت الظريف ناحية الدكتور قمحي غرور مستطردا : يا دكتور وحياة والديك شوف لنا حل قانوني نخلص بيه من العيال الرزلة دي .. إحنا في عرضك يا دكتور غرور ..
يبتسم دكتور قمحي غرور بثقة ، وهو يشعل نارا في منقد فحم بيده اليمني ، بينما يقلب بيده اليسري في صفحات كتاب قانون ثم يقول : طبقا للمادة 12 فقرة 5 .. أنا شايف أن إحنا نقدر نسحب الرخص بتاعتهم ، وبعد كدا ندخلهم فحص متانة وجودة ..
ينظر إليه الجميع بدهشة ، بينما يخطف وزير العسس شبيب النادلي الكتاب من بين يديه ويقلبه بريبة ، ثم يلقيه أرضا بعنف قائلا : يا جدع انت دا قانون المرور ، قولت لكم ميت مرة الراجل دا هايجيبلي جلطة سيبوني أنا أتصرف ، ثم إحنا مجتمعين ليه في المكان العجيب دا ..؟
يزغده الوزير ساقع نهلي في جانبه وهو يتذوق بيديه شيئا بين أسنانه قائلا : جري إيه يا نادلي باشا هنا أمان أكثر .. ثم يميل ناحيته هامسا : ثم إن ولاد الحرام ماخلوش لولاد الحلال حاجة ..
النادلي بحرج وهو يضع يده فوق رأسه كمن أحس شيئا : أيوه أيوه عندك حق ، انا كمان باقول كدا ..
في تلك اللحظة يندفع المهندس أحمش عس متسللا من بين أقدام الحاضرين ، ليقف أمام ولي العهد
قائلا بتودد : أنا عندي فكرة هايله يا جيمي بيه ..
جيمي بيه بعصبية واضحة : وساكت ليه قول بسرعة وخلصني ..
يقترب أحمش عس من دائرة الضوء للمصباح الوحيد الموجود بالقبو ، ثم يخرج خريطة لمصر من جيبه ويفردها أمام الجميع ، ويشير بعصا كبيرة بدت متناقضة مع قصر قامته قائلا : بص يا جيمي بيه .. هنا ميدان التحرير .. وهنا المتحف المصري .. وهنا الكورنيش .. أنا شايف أن أنا أتولي الميمنة .. والنادلي باشا الميسرة .. وسيادتك في القلب .. ونخلي نهر الميه ورا ضهرنا .. وبكدا نمنع عنهم الميه فيعطشوا ويتعبوا ويسلموا نقوم نضربهم ضربة دف واحد .... ثم يتنحح بحرج كمن إنكشف سره مصححا .. أأأأقصد رجل واحد
يقلب جيمي شفتيه ممتعضا و هو يهز رأسه يمينا ويسارا دلالة علي عدم إقتناعة بالخطة.. ثم يلتفت ناحية عنس الشقي قائلا : وانت مالك كدا ساكت يا وزير البصاصين ما تقول حاجة ..
يرفع عنس الشقي رأسه وهو يلحم ورقة بفرة بلسانه قائلا : أنا عندي خطة إعلامية يا فندم ما تخرش الكونياك .. قـ قـ قـ صدي الميه ..
يلتفت إليه الجميع بلهفة فيكمل وقد إنتخفت أوداجه : إحنا نشغل الناس دي بحلقات توم وجيري .. صدقوني عندي حلقات منجاوي بيور وصنف مانزلش السوق قبل كدا ولا حد شافها
يلكزة بسرعه ساقع نهلي كي ينتبه لما يقوله من كلمات ، فيتلعثم لسانه وهو يكمل مرتبكا : وبالشكل دا هايضحكوا ويتسطلوا .... إحم .... يتبسطوا في ميدان التحرير .... ويقعوا من طولهم يا فندم .... نقوم إحنا
( نلفهم ) و ( نرفعهم ) و بعد كدا ( نحرقهم ) ، و نكون ضربنا 3 حدايات ( بحجر ) واحد .... ثم ينظر إلي الهانم ويغمز بعينيه قائلا بخبث : قصدي 4 حدايات ..
يضرب جيمي قدميه بالأرض في عصيبة وغيظ ثم يلتفت للجميع قائلا : لا لا لا .. الكلام دا ما ينفعش وقبل ما نستخدم القوة لازم نستخدم الدماغ يا جماعه .. إيه رأيكم أنا عندي فكرة نعمل مؤتمر صحفي ..
يلتفت إليه الحاضرون وهم يستحثونه علي الكلام : هاااااا ..
يكمل جيمي وقد نجح في جذب إهتمامهم : نعمل المؤتمر ونجيب شوية الصحفيين بتوعنا وشوية المحطات اللي معانا ..
الحاضرون في نفس واحد : وبعديييين ..!
جيمي بيه بخيلاء : نتكلم بوقين حلوين من نوعية المواطنة والعبور إلي المستقبل والخيار الإستراتيجي والخيار المخلل ، وخالتي وخالتك و إتفرقت الخالات ..
يجيب الحاضرون في نفس واحد مبهورين : تمااااااام التماااام ..
جيمي بيه : و ربنا عمره ما هاينسانا أبدا ..
الجميع في خشوع وقد رفعوا أيديهم للسماء : ونعم بالله ..
المشهد الثاني .. ليل داخلي .. الزمان .. الساعة التاسعة مساء .. المكان .. قاعة فسيحة في القصر الرئاسي . الحدث مؤتمر صحفي لمخاطبة الثوار في ميدان التحرير ..
يدخل الوزير شبيب النادلي مهرولا ناحية جيمي بيه قائلا وهو يلهث : كله تمام يا جيمي بيه ..
جيمي بيه بتعال قائلا : خلاص جهزت الصحفيين بتوعنا ..
يتدخل ظفوت الظريف في الحوار قائلا : أيوه كله تمام يا جيمي بيه .. إتعشوا بالسم الهاري .. وكل واحد قبض الخمسين جنيه .. وأخد علبة السجاير بتاعته .. ووزعنا عليهم الأسئلة اللي هايقولوها ..
جيمي بيه بتأفف : طيب يالا بينا علي المؤتمر .. ثم يشير بإصبعه ناحية ظفوت مستطردا : وخد بالك يا ظفوت خليك حريص في الكلام اللي هاتقوله ..
ظفوت الظريف مندهشا : هو انا اللي هاتكلم يا فندم ..
جيمي بيه : أيوه أومال أمي ..
يداري ظفوت بيده ضحكة خبيثة إنطلقت من شفتيه وهو يقول: بس أنا مش محضر أي كلام سعادتك ..
يربت جيمي بيه بيديه علي كتفه مطمئنا : ولا يهمك يا ظفوت .. ثم يلتفت ناحية المهندس أحمش عس قائلا : يا باشمهندس عس إكتب لظفوت كلمتين طق حنك يقولهم بسرعة ..
المهندس عس بإرتباك : إكتب انت يا جيمي بيه أصل أنا مش مركز خالص ..
جيمي بيه بغضب وعصبية : يعني إيه أكتب انا .. إخلص يا عس واكتب اي كلمتين المؤتمر هايبدأ ..
المهندس أحمش عس بتردد : اصل .. اصل ..
جيمي بيه مقاطعا : أصل إيه إنطق ..
المهندس أحمش عس وقد إحمرت وجنتاه من شدة الخجل وهو ينظر أرضا بعينيه : أصل يا فندم.. اصل
ثم يحسم أمره قائلا : أصل يا فندم أنا ما بأعرفش أقرأ ولا أكتب ..
جيمي بيه وقد صعقته المفاجأة : إيه بتقول إيه ..!!
هنا ينحني المهندس عس علي يدي جيمي بيه ليقبلهم متوسلا : إسترني الله يسترك ..
جيمي بيه مزهولا : ما بتعرفش تقرأ ولا تكتب .. الله يخرب بيتك أمال إيه حكاية المهندس دي ..
احمش عس بإنكسار : دا حقيقي يا جيمي بيه .. أنا إسمي المهندس أحمش عس ... دا إسمي بالكامل في شهادة الميلاد يا فندم مش لقبي ..
جيمي بيه وقد هزته الحقيقة فزاغت عيناه : إسمك .. ؟ .. إسمك .. المهندس أحمش عس ..
احمش عس وهو ينحني مرة ثانية علي يدي جيمي بيه مقبلا : أنا في عرضك ما تفضحنيش .. أيوه دا إسمي الحقيقي .. أصل دي كانت أمنية لأبويا قبل ما يموت إنه يشوف ليه إبن مهندس .. ولما فشلنا كلنا .. سماني المهندس أحمش عس ..
ثم ينهنه بصوته وهو يبكي : إسترني يا جيمي بيه بلاش فضايح ..
جيمي بيه منفعلا : طيب إتصرف بسرعة .. و إعمل أي حاجة .. وبعد كدا نشوف حكاية محو الأمية بتاعتك دي
في الحال يسرع أحمش عس ويختطف ورقة وقلما ، ويقوم برسم أشياء لظفوت الظريف ، تحمل دلالات لما سوف يقوله ويخاطب ظفوت قائلا : إمسك يا ظفوت
ظفوت متسائلا : إيه دا يا مهندس عس
عس وهو يتأبط ظفوت من ذراعه ويسيرا سويا : يا ظفوت باشا ما تقلقش إحنا مظبطين الصحفيين والمذيعة علي أسئلة معينة وكل سؤال له الصورة بتاعته موش عايزك تقلق ..
لحظتها ينادي المخرج علي ظفوت باشا فيسرع ناحية المنصة وهو يعدل من هندامه ليبدأ المؤتمر الصحفي ..
المذيعة سناء الشمري تسأل السيد ظفوت الظريف بدلال قائلة : زفلط بيييييييه تيييحيييب تيييقووول إييييه للجيميهور وحبايبنا الحيلوين في ميدان التحغيغ ..
يرتبك السيد ظفوت الظريف عندما تخطئ سناء الشمري إسمه ، وتعلو وجهه علامات التخبط ثم ينظر بطرف عينه للورقة ، فيفاجئ برسم بزازة أمام عينية فيقول : أحب أقول للجمهور إن حركتهم دي خلتني أحس ان أنا رضعت من جديد ..

المذيعة سناء الشمري بدهشة : رضعت ؟ ..
ظفوت مرتبكا : أأأقصد إتفطمت من جديد ..
سناء الشمري بتعجب : إتفطمت !!
هنا ينظر ظفوت الظريف ناحية احمش عش مستنجدا ، فيجده يشير بيديه إلي بطنه وينزل بها إلي أسفل ، فيقول متنهدا بإرتياح : أقصد إتولدت من جديد ..
الشمري تهز رأسها مبتسمة و هي ترفع حاجبها الأيمن كعادتها متسائلة : آآآآه .. طيب وتيحيب حااضيريتك تيقول ايييه كيميان
يختلس ظفوت النظر للورقة التي بيديه فيجد رسما لقصرية فيقول بثقة : ودي كانت قصرية ..
سناء الشمري متأففه وهي تسد أنفها بيدها : قصرية ؟؟
ظفوت بإرتباك وهو ينظر ناحية المهندس عش فيجد يشير بيده إلي بطنه وكأنه يفتحها بشيئ ما فيجيب بثبات : أقصد إنها كانت ولادة قيصرية ..
تومئ الشمري برأسها متفهمه ثم تقول : إمممممم .. طيب وتقول إيه لكل شباب مصر ..
ينظر ظفوت للورقه بحرص فيجد رسما لرجل يحتضن طفلا فيبتسم ويقول : أقول شيلوني بحنيه دا جيمي تعب فيا
هنا تضج القاعة بالضحك ، فينظر جيمي بيه غاضبا ناحية الوزير عنس الشقي قائلا بعصبيته المعهوده : إيه الكلام الموغات دا ..
تبتسم سناء الشمري بخبث وتقول : زفلط بيه طيب تيحيب تيختيم كلامك بإيييه ..
ينظر ظفوت إلي الورقة فيجد أطواق دائرية مرسومة فلا يفهم معناها .. فينظر إلي أحمش عس ليجده يهتز يميناا ويسارا وقد تحزم من وسطه كأنه يرقص فيجيب ظفوت بسرعة : أحب أهديهم أغنية حالاقاتك برجالاتك .
تكتم سناء الشمري ضحكة ساخرة كادت أن تفلت من بين شفتيها وتنظر إلي الكاميرا قائلة : أصدكائي صديكاتي ، إلي هنا تنتهي وقائع السبوع الصحفي .. إحم عفوا .. المؤتمر الصحفي .. وعقبال البكاري .. ثم تطلق زغرودة هائلة ..
بعدها يقف جيمي بيه مسرعا ، ويشير إلي الصحفيين الذين غطوا في نوم عميق ، قائلا لعنس الشقي : صحي التنابلة دول وبسرعة ورايا نهني ظفوت وعس علي المؤتمر الهايل دا ، ..
المشهد الثالث ... ليل داخلي .. الزمان الساعة العاشرة مساء .. المكان قاعة أخري في نفس القصر الرئاسي
جيمي بيه مخاطبا السيد ظفوت الظريف والمهندس أحمش عس : عفارم عليكو هو دا الشغل الصح
ينظر ظفوت بعينيه إلي الأرض مغمغما : خدامك يا جيمي بيه ..
جيمي بيه وهو يشير بإصبعه ناحية رأسه قائلا : أما كانت فكرة هايله ، عارفين يا ولاد ممكن كمان نستغل قناة بم بم سبورت الفضائية بتاعة بليد جعجس والكابتن أحلق شنبي .. إنتوا عارفين أنهم ممكن يأثروا علي الناس دي بشوية البم بم بتاعهم إياه ..
يتدخل عنس الشقي في الحوار قائلا : خلي الحكاية دي عليا يا جيمي بيه وأنا هانفذها فورا ..
جيمي بيه بإرتياح : ربنا معاك يا شقي ..
يردد الجميع من خلفه في خشوع : ونعم بالله ..
المشهد الرابع .. ليل داخلي .. الزمان الساعة الحادية عشر مساء .. المكان إستوديو قناة بم بم سبورت الفضائية ..
يدخل بليد جعجس بصحبة شخص ذو ملامح رثة .. ليفاجئ بعنس الشقي موجودا .. والذي يعاجل بليد بسؤاله عن الخبير الفرنسي في شئون السياسة العربية .. الذي سيستضيفة كابتن أحلق شنبي ليعلق علي أحداث الثورة
عنس الشقي موجها حديثة لبليد : يا بليد بيه فين الخبير اللي هايتكلم معاه كابتن أحلق شنبي ..
بليد بيه وهو يربت علي كتف الرجل رث الملامح : موجود سعادتك يا فندم أهو ..
أنس وهو يطالع الرجل من أسفل لأعلي متفحصا : إنت متأكد إنه هايعرف يعمل اللي عاوزينه..
بليد بيه بثقة : مش عايزك تقلق يا عنس باشا .. ثم يشير ناحية الرجل رث الملامح مكملا : دا أنا إخترته من بين ألف واحد .. وفهمته إنه الخبير االسياسي هيرتوزوج من جامعة إستراسبورج ، ثم ينادي علي الرجل قائلا : يا مليجي عارف هاتقول إيه ..
يهز مليجي راسه بادب شديد : ايوه يا باشا عارف ..
بليد : إنت مين ..؟
مليجي : محسوبك هانتزوج المخبر الإستراتيتي في جامعة إستراسبورش ..
عنس الفقي منزعجا : مخبر و بورش إيه الله يخرب بيتك .. فال الله ولا فالك .. إنت ناوي تحبسنا ..
مليجي بحرج شديد : آسف يا بيه .. جامعة إستراسبورج ..
بليد جعجس وهو يشير بإصعه لمليجي محذرا في تساؤل : يا مليجي إنت متأكد إنك هاتعرف تقوم بالدور ، أوعي تقصر رقتبي قدام البهوات ..
مليجي مبتسما وهو يشير بيديه إلي صدره في فخر : ماتقلقش يا بليد بيه .. محسوبك راجل متعلم .. وخريج مدرسة الصم و البكم المهنية بشبرا ..
أنس الفقي متنهدا بإرتياح : أيوه كدا طمنت قلبي الله يطمن قلبك ..
يردد كل الموجودين خلفه متممين : ونعم بالله ..
بليد دعبس مسرعا : يالا بينا البرنامج هايبدأ ..
المشهد الخامس .. نفس المكان .. وعد رع ساعة .. أمام كاميرات القناة الفضائية بم بم سبورت..
الكابتن أحلق شنبي بحماس للمشاهدين ويجلس أمامه مجموعه من عمال البوفيه، أحدهم يربط رأسه بشاشه مبللة بمشروب الكركدية الأحمر و علي الجانب الآخر يجلس مجموعه من النقاد والكتاب إياهم .. وأمامهم صورة كبيرة للرئيس وخلفهم صورة أكبر لنفس الرئيس والمايك عليه صورة للرئيس ....
يبتسم الكباتن شنبي وهو يحتضن صورة كبيرة للرئيس قائلا : هالله هالله هالله .. الله عليك يا حبيب والديك .. إحنا هنا محايدين تماما .. مالناش إلا ضمير واحد .. و وش واحد ..
ثم يقبل صورة الرئيس بشفتيه ويكمل : إحنا لا مع حد ولا ضد حد .. والنهارده الحد .. وهالله هالله علي الجد و الجد .. فيردد من خلفه مجموعة النقاد : هالله هالله عليه ..
ينظر أحلق شنبي لمجموعة عمال البوفيه ويشير إليهم قائلا : إحنا معانا مجموعة من شباب 25 يناير الثوار ، هنا يقع عليهم كادر الكاميرا فيشاهدهم الناس وهم يتقافزون مهللين ويلوحون بأيديهم بسذاجة في حين يخرج أحدهم ورقة نقدية فئة عشرون جنيه يتراقص بها ويتمايل ..
لتعود الكاميرا للكابتن شنبي الذي يستطرد قائلا : بس قبل ما نكمل كلامنا معاهم .. معانا سبق إعلامي خطير زي ما وعدناكم ..
هانكلم علي الهوا دلوقتي مسيو هيرتوزوج الخبير الإستراتيجي في شئون الشرق الأوسط من جامعة إستراسبورج الفرنسية عشان يشرح لنا ويعرفنا مخاطر القيام بثورات ، وإن مافيش أحسن من المشي جنب الحيط ، والإيد اللي ما تعرفش تعضها بوسها ..
كابتن أحلق شنبي : ألووو .. ألووو مساء الخير يا بروفيسور هيرتوزوج .. حضرتك معايا ..
علي الجانب الآخر يلكز عنس الشقي مليجي بيديه قائلا : رد الله يخرب بيتك . إنت سرحت وإلا إيه رد علي شنبي بسرعة ..
مليجي متلعثما وقد إحمر وجهه : أيـ أيـ أيـ أيوه يا كابتن أخلق سنبي .. مخسوبك بانكوك معاك ..
عنس الشقي وهو يضرب مليجي بشدة هامسا : بانكوك إيه يا غبي هاتودينا في داهية ..
كابتن شنبي بسرعة محاولا مداراة الموقف : عاوزين نعرف خطورة القيام بالثورات إيه يا خبيرنا الكبير ..
مليجي متلعثما ومتقمصا شخصية هيرتوزوج : بص خبيبي .. ثورة فنيتو .. مافيس أخلي من إنك تمسي جنب الخيط خبيبي .. وعند الإخنا بتاع أنا في جامعة إستراسبورش ..

هنا يلكزة بسرعة عنس الشقي بقبضة يده فيقول مليجي متنحنحا : أأأأقصد البرج ...
شنبي متسائلا : برج مين ..؟
مليجي : القص ..
شنبي مندهشا : قص ..! قص إيه ..؟؟؟
مليجي مستسلما : يبقي مافيش غير الزغلول ..
شنبي بسرعة للمشاهدين وقد أحس بحرج موقفه : نعود لكم بعد الشيشة .. إحم عفوا الفاصل ..
بعد الفاصل .. احلق شنبي للمشاهدين قائلا : و دلوقتي نكمل كلامنا مع مستر هيرتوزوج ..
مليجي بعد أن تم تلقينه مرة أخري ومتقمصا شخصية هيرتوزوج : زي ما قولتلك خبيبي قبل كدا .. فينيتو ثورة .... مافيس خاجه إسمها خرية خبيبي .. وأخب أكول للثواغ في ميدان التحغيغ .. هارد ديسك ..
شنبي متنحنحا بإرتباك : قصدك هاردلك ..

مليجي : هو كدا بالظبط خبيبي .. هاردلك لك .. آند نيولوك ..
شنبي مبتسما إبتسامة صفراء ذات مغزي معين : طيب فيه حاجة تاني عايز تقولها يا بروفيسور..

مليجي : أيوه خبيبي نفسي أسمع أغنية العنب العنب .. وياريت يكون بناتي .. ..
بعدها يلتفت شنبي للمشاهدين قائلا وهو يتحضن صورة للرئيس : طبعا إحنا محايدين تماما ، ونحب نسمع رأي نقادنا وكتابنا الكبار ..
يتنحنح الكاتب الكبير وهو يتحسس جيبه ليتأكد من وجود الألف جنيه في الظرف فيحاول أن يعدهم بإصبعه خلسه وهو يقول : أكيد مافيش أحلي من إنك تكون محايد ، بس أنا نفسي أوصل للثوار رسالة ، اقولهم أن الموضوع دا فيه .. فيه .. فيه .. دا فيه 900 ..
شنبي متسائلا بدهشة : 900 إيه يا أستاذنا ..
الكاتب مزمجرا وهو يشير بعينيه ناحية جيبه : دا فيه 900 يا كابتن 900
شنبي وهو يهز رأسه : لا يا أستاذنا أنا متأكد أن الموضوع فيه 1000 مش 900 ..
الكاتب هو يضغط أسنانه : عليا الطلاق 900 ..
شنبي وقد أحس بالحرج علي الهواء : فيه ألف ضرر طبعا يا أستاذنا .. بس أكيد حصل خطأ ..
الكاتب : المفروض أنه يكون فيه 1000 بس الواضح إنهم بقوا 900 ..
شنبي مقاطعا : نعود لكم بعد الفاصل ..
بعد الفاصل شنبي للمشاهدين : ومعاكم الكاتب الكبير هايكمل معاكوا الكلام ..
الكاتب الكبير مبتسما بعد أن تم تصحيح الخطأ و التوصل للـ 100 جنيه المفقودة : أنا كنت عاوز أنصح الشباب واقولهم أن الموضوع دا فيه 1000 ضرر عليهم ..
شنبي منهيا الحوار : طبعا بعد كلام السادة المحايدين دول بنقول للشباب إرجعوا بيوتكم مصر لسه بخير ..
المشهد الأخير .. ليل داخلي .. الزمان الساعة العاشرة مساء .. المكان .. نفس القاعة التي بدأ فيها الحوار .. حيث يستمع الجميع لخبر تنحي الرئيس .. هنا يعجز الوزير عنس الشقي عن الوقوف علي قدميه فيمسك بالموبايل محدثا المهندس حمامه السيخ قائلا : يا سيخ شغل مارشات عسكرية وقرآن ..