شبكة واحة العلوم الثقافية
أسعدتنا زيارتك و أضاءت الدنيا بوجودك

أهلا بك فى شبكة واحة العلوم الثقافية

يسعدنا تواجدك معنا يدا بيد و قلبا بقلب

لنسبح معا فى سماء الإبداع

ننتظر دخولك الآن

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

شبكة واحة العلوم الثقافية
أسعدتنا زيارتك و أضاءت الدنيا بوجودك

أهلا بك فى شبكة واحة العلوم الثقافية

يسعدنا تواجدك معنا يدا بيد و قلبا بقلب

لنسبح معا فى سماء الإبداع

ننتظر دخولك الآن
شبكة واحة العلوم الثقافية
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

عليك بالفقه واحذر الشرك د.جمعه امين

اذهب الى الأسفل

عليك بالفقه واحذر الشرك د.جمعه امين Empty عليك بالفقه واحذر الشرك د.جمعه امين

مُساهمة من طرف سامح عسكر السبت أكتوبر 30, 2010 12:54 pm

فهم يسبق الحكم
إن من أهم ركائز دعوتنا
تقوى الله : نصلح بها ما بيننا وبين الله فيحبنا الله ويمنحنا البصيرة ( ويجعل لنا نوراً نمشي به ) وفرقانا
وحسن الخلق : نصلح به ما بيننا وبين الناس جميعاً فيكونون آذاناً صاغية لما نقوله لهم (وَقُولُواْ لِلنَّاسِ حُسْناً )هاتان ركيزتان لا غنى لأفراد الجماعة عنهما تعصمهم من الشهوات والشبهات فلا يضلهم شيطان الإنس ولا يغويهم شيطان الجن ( إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَواْ إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِّنَ الشَّيْطَانِ تَذَكَّرُواْ فَإِذَا هُم مُّبْصِرُونَ ) ومع هذه التقوى وحسن الخلق فهم في أمس الحاجة إلى الوعي والفقه : وعي ديني، ووعي فكري، ووعي سياسي، ووعي حركي، فيتحقق بذلك شمولية الفهم ، وتنضبط حركتهم بقواعد الشرع ، ويصبح أصول الفقه وقواعده إطار حركتهم المحكومة بهذا الفهم ، ويوم يرى أعداء الدعوة هذه الجماعة المحكوم سيرها بفقه ووعي قد تحصنوا بقوة الرباط الإيماني ، وقوة الرباط التنظيمي يزداد حقدهم وكيدهم ومكرهم ومخططاتهم لصرف رواحل الدعوة وأفرادها عن غاياتهم النبيلة وأهدافهم الكبيرة وذلك بشن حرب خبيثة لتشويه المفاهيم بجدل عقيم وقضايا فرعية وإحياء تاريخ للمسلمين كثر فيه الجدل والخلاف ، لبث الفرقة وتمزيق الأمة وإضعافها ،
ولا يمكن مواجهة هذه المخططات إلا :
بفهم دقيق ، وإيمان عميق ، وحب وثيق ، وعمل متواصل ، ووعي كامل ، لتكتمل بذلك شخصية المسلم الكيس الفطن ذو الفراسة التي هي من نور الله فيبدد بها ظلماتهم ويفشّل مخططاتهم ويقذف بالحق الذي يحمله على الباطل فيدمغه فإذا هو زاهق .
ولكي تكون الحركة منضبطة كان لابد من: إخلاص في العمل ــ وصواب في المنهج ــ ووضوح في الفكرة ــ وقوة في الحجة ــ ودراية بالمجتمع ــ وعلم بأحوال الناس ــ وفقه في الدعوة
ليتحقق لهم ما استعاذ منه عمربن الخطاب رضي الله عنه حين قال : ( اللهم إني أعوذ بك من جلد الفاجر ، وعجز التقي ) ولن يكون ذلك كذلك إلا إذا تلافى الداعي الأحكام الانفعالية التي لا تبنى على الأصول الفقهية ولا توزن بميزان الفقه وأصوله ، أو التصرفات العاطفية التي ضررها أعظم من نفعها ، أو الخطابة المثيرة التي تستثير العواطف فتهيجها ولا ترشد العقول ولا تبصرها ، فيبعد عن حقيقة الواقع الذي يجب أن ينطلق منه وتزل قدم بعد ثبوتها .
فهم الواقع المعاش :

إن صاحب الدعوة لا يترك الواقع وحقائقه بل لابد من دراسته لينزل الحكم عليه ، أو يؤخر بيانه لحين الحاجة إليه دون ضرر ولا ضرار ، وإلا وقع في التهويل والمبالغة أو حتى الإفراط أو التفريط ، وابتعد عن قواعد الحركة المنضبطة التي تنتقل بالدعوة من ميدان المشاعر والانفعالات إلى ميدان التخطيط والتنظيم والتأصيل والتقعيد الذي يلتزم بالفقه وأصوله والذي يقدم أموراً ويؤخر أخرى ، وهناك حكمة تقول :
( لا كل ما يعرف يقال ، ولا كل ما جاز قوله جاء زمانه ، ولا كل ما جاء زمانه جاء أهله ورجاله )
وهذه المقولة متعلقة بقاعدة تأخير البيان عن وقت الخطاب إلى وقت الحاجة والعمل ـ كما قال العلماء ـ
وليس غريباً أن نقول إننا اليوم في أمس الحاجة إلى هذا الفهم لأن الدعوة اتسعت وانتشرت في جميع أقطار العالم وتشعبت وكثرت علاقاتها بالآخرين ،( والمسلم الذي يخالط الناس ويصبر على أذاهم خير من المسلم الذي لا يخالط الناس ولا يصبر على أذاهم ) وهذا الاختلاط وهذه المعاملات لا تستند إلى الأحكام الفقهية المجردة ولكن يضبط تطبيقها أصول وقواعد ولسان القوم الذين يتعامل معهم الداعي ، فعن زيد بن ثابت رضي الله عنه قال : قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم : تُحسن السريانية ؟ إنها تأتيني كتب ، قال : قلت : لا . قال فتعلمها ، قال : فتعلمتها في سبعة عشر يوماً . وصدق الله القائل : " وَمَا أَرْسَلْنَا مِن رَّسُولٍ إِلاَّ بِلِسَانِ قَوْمِهِ لِيُبَيِّنَ لَهُمْ " وما تَعلٌّم اللسان إلا لحسن تخاطب الداعي وكياسته في التعامل مع الآخرين .
وهكذا فإن الداعي يحتاج بجانب علمه وتخطيطه تجرد لله في عمله ، ووعياً وفقهاً يتفرس به ما يحاك له من مؤامرات ودسائس ، فكم من تقي افتقد الوعي فسقط في شَرَك الأعداء ، وكم من داع لا تقوى له فكان على شفا جرف هار بإخلاده إلى الأرض واتباع هواه ، لهذا كله وضع الفقهاء والأصوليون قواعد وأصول لضبط الحركة وإنزال الحكم على أرض الواقع مثل:

ــ لا ضرر ولا ضرار
ــ الضرر لا يزال بمثله
ــ الضرر الأشد يزال بالضرر الأخف
ــ اختيار أهون الشرين
ــ إذا تعارضت مفسدتان روعي أعظمهما ضرراً بارتكاب أخفهما
ــ درء المفاسد أولى من جلب المصالح
ــ الضرورات تبيح المحظورات وغير ذلك من القواعد الأصولية المعروفة .

ومن هنا ليس من المهم أن تصل حقيقة الحكم إلى الناس فحسب ، ولكن الأهم هو الأسلوب والطريقة والتزام القواعد والأصول الفقهية في البلاغ ، فكن من الذين يعلمون الحق ويرحمون الخلق ( كونوا كالشجر يرمى بالحجر فيلقي بالثمر ) ورضوان الله على يحيى بن معاذ حين قال : ( أحسن شيء كلام رقيق ، يستخرج من بحر عميق ، على لسان رجل رفيق )
الفقه ليس هو حفظ النصوص :
والجدير بالذكر أن الفقه غير حفظ النصوص واستظهار الأحكام ، وسرعة الاستشهاد بها ، ففهم الدين هو الأصل في التدين وعليه يتوقف إنجازه ، ولذلك كان للفهم فقهه الخاص به وضع له الإمام البنا عشرين أصلاً سماها الأصول العشرين ، وقد أفاض الأصوليون في بيانه وتبويبه وتنظيره حتى غدا منضبط القواعد ، ولكي يعمق هذا الفهم تأمل دعاء الرسول صلى الله عليه وسلم لابن عباس حين قال : اللهم فقهه في الدين وعلمه التأويل فليس الأمر حفظ نصوص وإصدار أحكام مجردة بل يسبق الحكم فقه وتأويل .
كانت هذه المقدمة الموجزة لتأصيل الكلام في قضية كثر فيها اللغط والغلط في هذه الأيام ألا وهي قضية السنة والشيعة الذي كثر الكلام عنها ، وبعض هذا الكلام لا ينقصه حسن النية وإن ضرّ ، والكثير منه يراد به صرف المسلمين عن قضاياهم الكبرى وتوسيع هوة الخلاف بين أمة المسلمين الواحدة وهؤلاء ( هُمُ الْعَدُوُّ فَاحْذَرْهُمْ )
وبعد هذا التأصيل الموجز سنتناول بمشيئة الله تعالى الموضوع من نواحي عدة :

أولاً : من الناحية التاريخية :
إن العناية بدراسة ومعرفة الفرق الإسلامية لا يلزمنا اليوم إلا بمقدار ما نتعرف على المنهج الصحيح الذي رد به سلف هذه الأمة على فرق الضلال ، لنجابه به الضلالات المعاصرة ، فأهل السنة في كل زمان واجهوا الباطل في زمانهم وشغلوا أنفسهم بما ينفع مجتمعهم ، فعالجوا مثل هذه القضايا التي اعتبروها مهمة في زمانهم .
واليوم هناك فرق ضالة حديثة كالبهائية والقاديانية ، والماسونية ، والماركسية ، وغيرها من الفرق الضالة التي ظهرت في زماننا لحرب الإسلام ، أليست هي الأولى بالمواجهة من الفرق القديمة ؟ إننا لا حاجة لنا بالفرق القديمة إلا بقدر معرفة وجه الشبه بين القديم والحديث ، وننظر في منهج العلماء الذي واجهوا به أهل الباطل في زمانهم ، فإن أفادنا ونفعنا فبها ونعمت ، وإلا فلا داعي لتجديد قديم اندثر ننشره بالحديث عنه والجدال فيه .

ما ندين به
ونقولها بصوت مسموع إن الحق الذي ندين به هو منهاج أهل السنة والجماعة ، وهو منهج السلف الصالح الذي يقوم على صحة العقل وسلامة النقل ، نجتمع على الأصول ويعذر بعضنا بعضاً في اختلافنا في الفروع .
فعن عمر مرفوعاً : ( سألت ربي عن اختلاف أصحابي من بعدي فأوحى إليّ : يا محمد إن أصحابك عندي بمنزلة النجوم في السماء بعضها أقوى من بعض ، ولكل نور ، فمن أخذ بشيء مما هم عليه من اختلافهم فهو عندي على هدى ) ولذلك كانت المذاهب الإسلامية كل منها على صواب فيما تقول .
ولهذه المنزلة العالية فإننا لا نتعرض لخلافهم وأشخاصهم بشيء فيما اختلفوا فيهويا لروعة ما قاله بعض العلماء عندما سئل عما وقع بين الصحابة رضوان الله عليهم من خلاف فقال :تلك دماء قد طهر الله منها أيدينا ، فلا نلوث بها ألسنتنا وسبيل ما جرى بينهم كسبيل ما جرى بين يوسف وإخوته حين قال : " لا تثريب عليكم "
والجدير بالذكر هنا أن المذاهب الفقهية غير الفرق الإسلامية
التي اختلافاتها في أمر العقيدة ، أما المذاهب فاختلافها في فروع الأحكام ، وشتان بين الإثنين ، فالأولى تفرق وتشتت وتمزق الجماعة الواحدة ، وهي خارجة عن منهاج أهل السنة والجماعة مع إسلاميتها ، وأما المذاهب فإنها تجمع وتعطي السعة والتوسعة ، واختلاف الرأي فيها لا يفسد للود قضية فكلهم من رسول الله صلى الله عليه وسلم ملتمس .
والشيعة مع اختلاف فرقها بين القريب من أهل السنة والبعيد كل البعد عن منهج الإسلام نفسه تعتبر فرقة من الفرق الإسلامية وليست مذهباً من مذاهب أهل السنة والجماعة مع الحكم بإسلامها إلا ما خرج منها عن أصول الإسلام نفسه . ومع اختلافنا البين بيننا وبينهم فلم يتحدث الإمام البنا يوماً بإساءة عن هذه الحقبة التاريخية التي ظهرت فيها الفرق الإسلامية ، ولكن تحدث عن عوامل التحلل في كيان الدول الإسلامية وتفرقها فيقول رضوان الله عليه : من أهم هذه العوامل :
1 ـ الخلافات السياسية والعصبيةوتنازع الرياسة والجاه ، مع التحذير الشديد الذي جاء به الإسلام في ذلك ، والتزهيد في الإمارة ولفت النظر إلى هذه الناحية التي هي سوس الأمم ومحطمة الشعوب والدول ( وَلاَ تَنَازَعُواْ فَتَفْشَلُواْ وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُواْ إِنَّ اللّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ ) ومع الوصية البالغة بالإخلاص لله وحده في القول والعمل والتنفير من حب الشهرة والمحمدة .
الخلافات الدينية والمذهبية والانصراف عن الدين كعقائد وأعمال إلى ألفاظ ، ومصطلحات ميتة لا روح فيها ولا حياة ، وإهمال كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ، والجمود والتعصب للآراء والأقوال ، والولع بالجدل والمناظرات والمراء وكل ذلك مما حذر منه الإسلام ونهى عنه أشد النهي حتى قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( ما ضل قوم بعد هدى كانوا عليه إلا أوتوا الجدل ) وكل كلام في هذا الموضوع من الناحية التاريخية لا ينبني عليه عمل فالخوض فيه من التكلف الذي نهينا عنه .
ثانياً : من الناحية المذهبية :
هناك اختلاف واضح بين مذاهب أهل السنة والجماعة وبين الفرق الإسلامية المتباينة ، والتشيع ليست له أرضية في أوساطنا بل ولا خلاف أن الفكر الشيعي يتعارض مع الفكر السني الذي يعتنقه الإخوان المسلمون والذي نريد أن نؤكده أن وحدة الأمة خصوصاً في هذا الوقت تقتضي الأعراض عن الخوض في هذه المسائل الخلافية وأهل السنة والجماعة كل همهم أنهم حريصون على رأب الصدع ووأد الفتنة لتتوجه الجهود وتتوحد تجاه عدو واحد له مشروع صهيوأمريكي يعمل على تحقيق أهدافه بكل طريقة وهو العدو الحقيقي الذي نبذل لصده كل الجهود المخلصة .

ونحن كحركة وجماعة لا نزج بأنفسنا في هذه الخلافات الفقهية والمذهبية خاصة والدماء تنزف ، والأعراض تنتهك والهوية تشوه ، والثروات تنهب ، والإسلام بمذاهبه السنية وفرقه المذهبية مقصود ومحارب ولذلك كان الحديث في هذه القضية في وسائل الإعلام الآن ليس وقته لا فقهياً ولا دعوياً ولا سياسياً .
علماً بأن الفقه له رجاله المتخصصون وقد أوضحوا هذه القضية بلا لبس ولا إبهام بل هي واضحة وضوح الشمس في رابعة النهار وليس مجال ذلك المناظرات والمساجلات في الفضائيات خاصة المغرضة منها والتي تحاول صرف الأمة عن التحديات الحقيقية التي تواجهها لصالح المشروع الصهيو أمريكي ، فمن العقل أن نحرص على عدم الخوض فيها ونتركه لمجالات البحث العلمي الرصين .

ألا يكفيك ما قاله عالم من علمائهم هو الدكتور موسى الموسوي الذي خطّأ الشيعة ، وأنكر عليهم فكرة الإمامة المنصوص عليها من الله ، وأن الأئمة معصومون ، وأن منزلتهم تساوي منزلة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وتفوق منزلة الأنبياء الآخرين ، وأن لهم بعض صفات الله كعلم ما كان ، وما هو كائن ، وما سيكون ، وأن أعمال العبد تعرض عليهم ، خطّأ هذا العالم الشيعي هذه الأفكار كلها ، وغير ذلك من أقوال واعتقادات . ألا يكفي وضوح مثل هذه الكتابة ابتعاد هؤلاء عن منهج أهل السنة والجماعة ؟ ومع هذا كله فوحدة المسلمين مقدمة على هذا كله ولا يجوز إثارة هذه الخلافات في وقتنا الحاضر وأمامنا العدو الحقيقي الذي يتوجه اليوم إلى المسجد الأقصى ليهدمه ويقيم عليه هيكله .
لهذا فإن الإمام البنا في رسالة إلى الشباب يقول :
يخطئ من يظن أن الإخوان المسلمين دعاة تفريق عنصري بين طبقات الأمة ، فنحن نعلم أن الإسلام عنى أدق
العناية باحترام الرابطة الإنسانية العامة بين بني الإنسان في مثل قوله : ( يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن
ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ ) كما أنه جاء لخير الناس جميعاً ورحمة من الله للعالمين ، ودين هذه مهمته أبعد الأديان عن تفريق القلوب ، وإيغار الصدور ، وبهذا جاء القرآن مثبتاً لهذه الوحدة مشيداً بها في مثل قوله تعالى : ( لاَ نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّن رُّسُلِهِ ) وقد حرم الإسلام الاعتداء حتى في حالات الغضب والخصومة ،
فقال تعالى : ( وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلاَّ تَعْدِلُواْ اعْدِلُواْ هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَاتَّقُواْ اللّهَ إِنَّ اللّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ ) هذا بالنسبة لأهل الكتاب الذين لا يؤمنون بكتاب الله ولا برسوله صلى الله عليه وسلم فما بالك بالفرق الإسلامية التي تتحد معنا في التوحيد ورسالة الرسول صلى الله عليه وسلم وفرائض الإسلام بصرف النظر عن المتطرفين فيهم .
ثالثاً : من الناحية السياسية :

المواقف السياسية تحكمها الأصول الفقهية والقواعد الأصولية فهي مواقف في إطار الشرع لا تخرج عنه وقد أشرنا إلي ذلك من قبل ـ فمقياسها دائماً الحق والعدل فإن اتفقت المواقف مع ذلك أيدناها لا يحكمنا الهوى والظن بل تحكمنا السياسة الشرعية التي تؤيد قضايا استقلال الدول وحريتها فما بالك لو كانت هذه الفرق الإسلامية تؤيد وتدعم حركات المقاومة في المنطقة خاصة المقاومة الإسلامية التي تدافع عن الأرض والعرض في فلسطين وتتصدى للمشروع الغربي ، وتحارب الصهيونية بكل قواها ، وتحارب الفساد والمفسدين .فكيف مع هذا كله نعاديها ونضعها في صف الأعداء ؟ بل نحن نؤيد هذه المواقف كلها ونعضدها .
ولنا في سيرة رسول الله صلى الله عليه وسلم الدليل على ذلك في حلف الفضول الذي عقد بين بعض المشركين ورسول الله صلى الله عليه وسلم لنصرة المظلوم وقال عنه صلى الله عليه وسلم : دعيت في دار ابن جدعان لحلف لو دعيت إليه في الإسلام لأجبت .
ولذلك فإن مثل هذه القرارات السياسية تقررها الجماعة بمؤسساتها ولا يجوز لفرد أن يتخذ قراراً فيها بمفرده كائناً من كان حتى ولو كان رأيه سديداً لأن الأمور الاجتهادية والمواقف السياسية تحسمها الشورى ولا ينفرد الفرد فيها برأي ولو كان صواباً .

يقول الإمام البنا في رسالة دعوتنا
إن الإخوان المسلمين يرون الناس بالنسبة لهم قسمين :قسم اعتقد ما اعتقدوهمن دين الله وكتابه وآمن ببعثة رسوله صلى الله عليه وسلم ، وما جاء به وهؤلاء تربطنا بهم أقدس الروابط رابطة العقيدة .
وقوم ليسوا كذلك ولم نرتبط معهم بعد بهذا الرباط، فهؤلاء نسالمهم ما سالمونا ، ونحب لهم الخير ما كفوا
عدوانهم عنا ، ونعتقد أن بيننا وبينهم رابطة هي رابطة الدعوة ، علينا أن ندعوهم إلى ما نحن عليه لأنه خير الإنسانية كلها ، وأن نسلك إلى نجاح هذه الدعوة ما حدده الدين نفسه من سبل ووسائل ، فمن اعتدى علينا منهم رددنا عدوانه بأفضل ما يرد به عدوان المعتدين . ( لَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ أَن تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ ) . هذا لأهل الكتاب الذين كفروا بما جاء به محمد صلى الله عليه وسلم أليست الفرق الإسلامية أولى بهذه المعاملة من غيرهم ؟ كل ذلك حرصاً على وحدة الأمة وعدم تفريقها .
يقول المولى عز وجل ( وَإِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاتَّقُونِ )يقول الشيخ شلتوت: إن معنى ذلك أن الله سبحانه وتعالى طلب من أمة الإسلام أن تتوحد كلمتها وألا تكون شيعاً وأحزاباً يضرب بعضهم رقاب بعض .

لقد فهم المسلمون الأولون روح هذا الدين الحنيف وبرغم اختلافهم في بعض النصوص إلا أنهم كانوا متحدين في الغايات والمبادئ ، ثم خلف من بعدهم خلف جعلوا دينهم لأهوائهم فتفرقت الأمة إلى شيع وأحزاب ، ومذاهب وعصبيات واستباح بعضهم دماء بعض وصار بأسهم بينهم شديد .
ولقد استغل المستعمرون أسباب الفرقة بين المسلمين أعظم استغلال فراحوا ينبشون قبور التاريخ ويستخرجون
منها ما يثير العداوة والبغضاء ، وراحو ينفخون في نار خمد أوراها وانطفأ لهيبها ليظل المسلمون على حالهم من التفكك والانقسام فيسهل القضاء عليهم ، ويعلو بنيان أعدائهم
نقلا عن موقع الاستاذ جمعه امين




صفحتي على الفيس بوك

الحرية هي مطلب العُقلاء..ولكن من يجعل نفسه أسيراً لردود أفعال الآخرين فهو ليس حُرّاً....إصنع الهدف بنفسك ولا تنتظر عطف وشفقة الناس عليك..ولو كنت قويا ستنجح....سامح عسكر



سامح عسكر
سامح عسكر
المدير العام
المدير العام

عليك بالفقه واحذر الشرك د.جمعه امين Empty
الديانه : الاسلام
البلد : مصر
ذكر
عدد المساهمات : 14253
نقاط : 28519
السٌّمعَة : 23
العمر : 44
مثقف

https://azhar.forumegypt.net/

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى