مسرحية لطمية رابعة
صفحة 1 من اصل 1
مسرحية لطمية رابعة
مسرحية من تأليف: سامح عسكر
قال الحكواتي: قصة صراع بين العلم والدين، ليس في حقيقته بل لنتائج العلم ولفهم الدين، قصة صراااع من أجل السياسة وليست لأجل الدين، الرغبة تقتل العدل ولا غِنى عنها، الصدق يُشعِل الحروب وبدونه يَفنى العالَم.
ما هو الإنسان، هل هو المتدين أم غير المتدين؟..هل هو الحليم أم الجبّار؟..هل هو الصادق أم الكاذب؟..وماذا أصبح العالم كله متديناً حليماً صادقا فما جدوى النار؟..وماذا لو كان العكس فما جدوى الجنّة؟
إنها الرغبة والوصاية والظهور، كلها مفاتيح الشر في العالَم..
نحكي اليوم من حلقات هذا الصراع ما يكشفه لنا ولنعلم من نواجهه على دراية.
ينقطع الحكواتي:
ثم صورة لشيخ ملتح في الستينات من عمره يدخل المسرح والستار مقفول..يدخل على مهل ويتأمل المكان بسِبحته وهو يذكر.
ثم يُكمِل الحكواتي:
كان الشيخ .."فالح".. عظيم الشأن في قومه، ومستمعيه بالملايين، حَسَن المظهر بشوش الوجه ومنطلق في ابتسامته بما يُشعرُكَ بالراحة، كانت قناته الفضائية مشهورة ورائجة بين البُسطاء..في المنازل والمحلات وعلى القهاوي..الكل كان يستمع لقناة الشيخ فالح وإن اختلف جمهوره الذوّاق..كان يعتمد على مدير أعماله الشيخ.."أبو المواهب"..في تسيير شئون القناة، ولم يكن يكسل في استشارته بخصوص الدعوة.
لحيته مخضوبة بمواد وألوان تُشعرك بالهيبة والوقار، وكانت ملابسه بيضاء، حتى غطاء الرأس كان أبيضا، لم يكن يتوانى في الاهتمام بنظافته الشخصية ومظهره الخارجي، حين يهم بالكلام يتهيأ بصدره وكأنه يقوم من مكانه، وحين يسأل يهز رأسه بنفي أي إجابة قد تخرج عن حدود المنطق.
سار في دعوته فترة من الزمان، لم يتوانَ في توصيل معلوماته إلى الناس، كان كثير الكلام في الحديث وعن علوم الحديث وفي الصحابة وعن منازل الصحابة، ولكن لم يكن يقرب من آل البيت خشية أن يتهموه في دينه، فواعجبا أن زمان الشيخ فالح كان زماناً يعج بالفتن بين السنة والشيعة، وكأن الحديث عن آل البيت هو ارتضاء بمذاهب من ينصرهم..وللحق لم يكن وحده في هذا المضمار، بل كانوا كل من سار على طريقه وارتضى أفكاره وأسلوبه في الدعوة.
كانوا شيوخاً وقادة..مفكرين وطُلاب علم، الجميع ينهل من نفس الطريق، كأنه طريق محدد ومخطوط بخطوط ملوّنة وزاهية لا أحد يقربها.
أسرته مكونه من زوجاته الثلاثة وأبنائه التسعة وكأن المقصود أن لكل زوجة ثلاثة أبناء..هكذا كان الشيخ فالح .."يحب النظام"..جميعهن منتقبات ولا يظهر من وجوههن "في الشارع"سوى العين..كان يُقنع زوجاته وأبنائه بأن الدين في ستر الوجه والجسد، وأنه ليكفي المرأة ذلك عن دينها حتى تدخل الجنة وهي عفيفة لم تمسسها عين، أما أبنائه الذكور فكان يحضهم على العلم والالتزام بالسنة..
لدى الشيخ فالح وأولاده تصور عام عن السنة يرى العاقل أنه تصور شكلي لا يمس الجوهر، كانت اللحية والسواك والنقاب وشُرب الماء من القعود، وثياب أو بنطال قصير فوق الكعبين ،يُطلقون على غيرهم لفظ.."حليق"..لمن يحلق لحيته، وسافرة لمن لا ترتدي النقاب، وضال لمن لا يلزم باقي الطقوس.
في المنزل توجد مكتبة ضخمة لجميع كتب.."ابن تيمية وابن القيم وابن رجب الحنبلي وابن عثيمين وابن باز وابن حجر العسقلاني"..صور هؤلاء العلماء في ذهنه كما في أذهان أولاده وأتباعه، هم القدوة وعن طريقهم ستكون الجنة، فهم السابقون والشيخ فالح ومحبيه هم اللاحقون..!
غادر الشيخ فالح المسرح ..ثم تفتح الستارة على المجموعة وهي تنشد -حُزناً -وبإشارات بطيئة:
يااااأغلى من نن العين...ياااراااابعة
ياجرحي وهمّ السنين...ياااراااابعة
أبكيكي بدم القلوب وانا العاشق الولهان
أروح فين وآجي منين دا انا الغلبان
جيشنا قتلنا وبقينا مسجونين
وماحدش عاد يهمه مصيرنا لفين
قولنا الدين قالوا علماني
صرخت والصرخة كاتماني
قولنا عدالة قالوا فلول
وماحدش سامعني آه ياني
يارابعة ياشُغل السنين..عرقنا سواح
طوفنا بلاد ومليناها كفاح
احنا الحق وهما السفاحين..يارابعة يانن العين
مكملين مشوارنا عشان الدين
والحق والشرع فوق راسنا..دا احنا اللي عاوزين
نشوف بلدنا خضرا من غير ولا دمعة
على طول في قلوبنا ياغالية يااااارااابعة
يااااارابعة....يااااارابعة
تحية المجموعة وفاصل مرئي صامت:
مشهدٍ في المنزل تجوب العين أرجائه حتى تقف على المكتبة وتعد ما فيها من كتب، حتى يظهر كتاب ضخم وكبير فوق ال.."24"..جزء وهو كتاب.."فتح الباري لشرح صحيح البخاري"..ويبدو أن لهذا الكتاب منزلة عظيمة عند الشيخ.
الساعة السابعة صباحاً..يدخل الشيخ فالح ثم يتناول بعض الكتب بالإطلاع السريع، حتى يقف على مجلد واحد لكتاب فتح الباري، ويقف فيه متأملاً شارد الذهن..
يدخل أحد أبنائه وهو.."خالد"..في العشرينات من عمره، ويبدو عليه أثر العلم الجامعي بلحيته الخفيفة ونظارته الشفافة وبعض الكُتب الجامعية في يده، ثم يدور هذا الحوار.
خالد: السلام عليكم يابابا
الشيخ فالح: وعليكم السلام ورحمة الله، فيه حاجة ياخالد؟
خالد: شايفك واقف أدام المكتبة من بدري فقولت أسلم عليك قبل ماانزل اروح الجامعة.
الشيخ فالح: حصل امبارح ان سألني أحد المتصلين سؤال بيشكك فيه في حكم قتل المرتد، وأنا ماعرفتش أرد صح، بيقول ان مفيش في الدين أي عقوبة ع المرتد، وجاب أدلة من القرآن رديت عليها.
خالد: طب طالما رديت عليه واقف بتراجع معلوماتك ولا بتشوف حاجة جديدة؟
الشيخ فالح: أنا رديت عليه وأفحمته يابني، دا واخد كلامه من العلمانيين الكفرة اللي ماعندهومش ملّة ولا دين...ثم التوى الشيخ بعُنقه وأردف ساخراً: قال إيه بيقولوا تجديد؟...ياأخي يلعن أبوهم!
ثم أخذَ نَفَساً عميقاً استرجع فيه هدوءه وتابع:
كل اللي حصل إنه سألني سؤال فيه منطق شوية، بيقول ازاي يكون ربنا بيقول بقتل المرتد عن الإسلام واحنا عارفين إن الرسول بيقول.."إذا قتلتم فأحسِنوا القتلة"..وفي نفس الوقت بيقول برجم الزاني المحصن حتى الموت؟....هو إيه اللي أكبر وأعظم عند الله.."الكفر أم الزنا"..الإجابة طبعاً الكُفر،يعني هو بيقول ازاي تكون الجريمة الأعظم عقوبتها أخف من الجريمة الأصغر؟
خالد: وإيه اللي هايفرق ؟..دا موت ودا موت!
الشيخ فالح: لأ ياخالد..الزنا عقوبته الرجم حتى الموت ..يعني قتل بتعذيب، بينما الردة عقوبتها القتل الحَسَن..هنا في مشكلة حاولت أشوف رأي ابن حجر العسقلاني فيها لاقيته بيقول نفس الكلام اللي بندرسه واحنا صغيرين..
خالد: يعني إيه يابا..ابن حجر بيقول كلام غلط؟!..حضرتك ماعودتناش ان فيه حد من علمائنا كدا...
ثم صمت خالد بُرهة مُفكراً ثم قال: يعني مش مقتنع بكلام ابن حجر؟
ما هو الإنسان، هل هو المتدين أم غير المتدين؟..هل هو الحليم أم الجبّار؟..هل هو الصادق أم الكاذب؟..وماذا أصبح العالم كله متديناً حليماً صادقا فما جدوى النار؟..وماذا لو كان العكس فما جدوى الجنّة؟
إنها الرغبة والوصاية والظهور، كلها مفاتيح الشر في العالَم..
نحكي اليوم من حلقات هذا الصراع ما يكشفه لنا ولنعلم من نواجهه على دراية.
ينقطع الحكواتي:
ثم صورة لشيخ ملتح في الستينات من عمره يدخل المسرح والستار مقفول..يدخل على مهل ويتأمل المكان بسِبحته وهو يذكر.
ثم يُكمِل الحكواتي:
كان الشيخ .."فالح".. عظيم الشأن في قومه، ومستمعيه بالملايين، حَسَن المظهر بشوش الوجه ومنطلق في ابتسامته بما يُشعرُكَ بالراحة، كانت قناته الفضائية مشهورة ورائجة بين البُسطاء..في المنازل والمحلات وعلى القهاوي..الكل كان يستمع لقناة الشيخ فالح وإن اختلف جمهوره الذوّاق..كان يعتمد على مدير أعماله الشيخ.."أبو المواهب"..في تسيير شئون القناة، ولم يكن يكسل في استشارته بخصوص الدعوة.
لحيته مخضوبة بمواد وألوان تُشعرك بالهيبة والوقار، وكانت ملابسه بيضاء، حتى غطاء الرأس كان أبيضا، لم يكن يتوانى في الاهتمام بنظافته الشخصية ومظهره الخارجي، حين يهم بالكلام يتهيأ بصدره وكأنه يقوم من مكانه، وحين يسأل يهز رأسه بنفي أي إجابة قد تخرج عن حدود المنطق.
سار في دعوته فترة من الزمان، لم يتوانَ في توصيل معلوماته إلى الناس، كان كثير الكلام في الحديث وعن علوم الحديث وفي الصحابة وعن منازل الصحابة، ولكن لم يكن يقرب من آل البيت خشية أن يتهموه في دينه، فواعجبا أن زمان الشيخ فالح كان زماناً يعج بالفتن بين السنة والشيعة، وكأن الحديث عن آل البيت هو ارتضاء بمذاهب من ينصرهم..وللحق لم يكن وحده في هذا المضمار، بل كانوا كل من سار على طريقه وارتضى أفكاره وأسلوبه في الدعوة.
كانوا شيوخاً وقادة..مفكرين وطُلاب علم، الجميع ينهل من نفس الطريق، كأنه طريق محدد ومخطوط بخطوط ملوّنة وزاهية لا أحد يقربها.
أسرته مكونه من زوجاته الثلاثة وأبنائه التسعة وكأن المقصود أن لكل زوجة ثلاثة أبناء..هكذا كان الشيخ فالح .."يحب النظام"..جميعهن منتقبات ولا يظهر من وجوههن "في الشارع"سوى العين..كان يُقنع زوجاته وأبنائه بأن الدين في ستر الوجه والجسد، وأنه ليكفي المرأة ذلك عن دينها حتى تدخل الجنة وهي عفيفة لم تمسسها عين، أما أبنائه الذكور فكان يحضهم على العلم والالتزام بالسنة..
لدى الشيخ فالح وأولاده تصور عام عن السنة يرى العاقل أنه تصور شكلي لا يمس الجوهر، كانت اللحية والسواك والنقاب وشُرب الماء من القعود، وثياب أو بنطال قصير فوق الكعبين ،يُطلقون على غيرهم لفظ.."حليق"..لمن يحلق لحيته، وسافرة لمن لا ترتدي النقاب، وضال لمن لا يلزم باقي الطقوس.
في المنزل توجد مكتبة ضخمة لجميع كتب.."ابن تيمية وابن القيم وابن رجب الحنبلي وابن عثيمين وابن باز وابن حجر العسقلاني"..صور هؤلاء العلماء في ذهنه كما في أذهان أولاده وأتباعه، هم القدوة وعن طريقهم ستكون الجنة، فهم السابقون والشيخ فالح ومحبيه هم اللاحقون..!
غادر الشيخ فالح المسرح ..ثم تفتح الستارة على المجموعة وهي تنشد -حُزناً -وبإشارات بطيئة:
يااااأغلى من نن العين...ياااراااابعة
ياجرحي وهمّ السنين...ياااراااابعة
أبكيكي بدم القلوب وانا العاشق الولهان
أروح فين وآجي منين دا انا الغلبان
جيشنا قتلنا وبقينا مسجونين
وماحدش عاد يهمه مصيرنا لفين
قولنا الدين قالوا علماني
صرخت والصرخة كاتماني
قولنا عدالة قالوا فلول
وماحدش سامعني آه ياني
يارابعة ياشُغل السنين..عرقنا سواح
طوفنا بلاد ومليناها كفاح
احنا الحق وهما السفاحين..يارابعة يانن العين
مكملين مشوارنا عشان الدين
والحق والشرع فوق راسنا..دا احنا اللي عاوزين
نشوف بلدنا خضرا من غير ولا دمعة
على طول في قلوبنا ياغالية يااااارااابعة
يااااارابعة....يااااارابعة
تحية المجموعة وفاصل مرئي صامت:
مشهدٍ في المنزل تجوب العين أرجائه حتى تقف على المكتبة وتعد ما فيها من كتب، حتى يظهر كتاب ضخم وكبير فوق ال.."24"..جزء وهو كتاب.."فتح الباري لشرح صحيح البخاري"..ويبدو أن لهذا الكتاب منزلة عظيمة عند الشيخ.
الساعة السابعة صباحاً..يدخل الشيخ فالح ثم يتناول بعض الكتب بالإطلاع السريع، حتى يقف على مجلد واحد لكتاب فتح الباري، ويقف فيه متأملاً شارد الذهن..
يدخل أحد أبنائه وهو.."خالد"..في العشرينات من عمره، ويبدو عليه أثر العلم الجامعي بلحيته الخفيفة ونظارته الشفافة وبعض الكُتب الجامعية في يده، ثم يدور هذا الحوار.
خالد: السلام عليكم يابابا
الشيخ فالح: وعليكم السلام ورحمة الله، فيه حاجة ياخالد؟
خالد: شايفك واقف أدام المكتبة من بدري فقولت أسلم عليك قبل ماانزل اروح الجامعة.
الشيخ فالح: حصل امبارح ان سألني أحد المتصلين سؤال بيشكك فيه في حكم قتل المرتد، وأنا ماعرفتش أرد صح، بيقول ان مفيش في الدين أي عقوبة ع المرتد، وجاب أدلة من القرآن رديت عليها.
خالد: طب طالما رديت عليه واقف بتراجع معلوماتك ولا بتشوف حاجة جديدة؟
الشيخ فالح: أنا رديت عليه وأفحمته يابني، دا واخد كلامه من العلمانيين الكفرة اللي ماعندهومش ملّة ولا دين...ثم التوى الشيخ بعُنقه وأردف ساخراً: قال إيه بيقولوا تجديد؟...ياأخي يلعن أبوهم!
ثم أخذَ نَفَساً عميقاً استرجع فيه هدوءه وتابع:
كل اللي حصل إنه سألني سؤال فيه منطق شوية، بيقول ازاي يكون ربنا بيقول بقتل المرتد عن الإسلام واحنا عارفين إن الرسول بيقول.."إذا قتلتم فأحسِنوا القتلة"..وفي نفس الوقت بيقول برجم الزاني المحصن حتى الموت؟....هو إيه اللي أكبر وأعظم عند الله.."الكفر أم الزنا"..الإجابة طبعاً الكُفر،يعني هو بيقول ازاي تكون الجريمة الأعظم عقوبتها أخف من الجريمة الأصغر؟
خالد: وإيه اللي هايفرق ؟..دا موت ودا موت!
الشيخ فالح: لأ ياخالد..الزنا عقوبته الرجم حتى الموت ..يعني قتل بتعذيب، بينما الردة عقوبتها القتل الحَسَن..هنا في مشكلة حاولت أشوف رأي ابن حجر العسقلاني فيها لاقيته بيقول نفس الكلام اللي بندرسه واحنا صغيرين..
خالد: يعني إيه يابا..ابن حجر بيقول كلام غلط؟!..حضرتك ماعودتناش ان فيه حد من علمائنا كدا...
ثم صمت خالد بُرهة مُفكراً ثم قال: يعني مش مقتنع بكلام ابن حجر؟
صفحتي على الفيس بوك
الحرية هي مطلب العُقلاء..ولكن من يجعل نفسه أسيراً لردود أفعال الآخرين فهو ليس حُرّاً....إصنع الهدف بنفسك ولا تنتظر عطف وشفقة الناس عليك..ولو كنت قويا ستنجح....سامح عسكر
رد: مسرحية لطمية رابعة
ثم صمت خالد بُرهة مُفكراً ثم قال: يعني مش مقتنع بكلام ابن حجر؟
الشيخ فالح: والله مانا عارف يابني المسألة تحير، ولكني مجبر على رد السؤال في الحلقة لأني وعدت المشاهدين بالرد على المشككين في حكم قتل المرتد..وكمان عشاان أغيظ العلمانيين اللي أكيد اتفرجوا ع الحلقة ومش بعيد يكون اللي سأل منهم.
هنا زالت علامات الفكر عن خالد ..حتى دخلت الأم -زوجة الشيخ فالح- بنقابها الأسود، اتجهت لولدها الشاب تودعه بقولها.."خلي بالك من نفسك ياخالد، وأسرع الشاب يحي أبويه ثم انصرف.
ثم دخل الحكواتي: كان الشيخ فالح في صراعٍ ذاتي حول إرضائه لعقله وضميره أو أن يُرضي سمعته ومكانته بين الناس، ومع ذلك فهو يكره العلمانيين وأي مخالف لا يذكره باسمه بل يذكره بما لا يستحسنه.
ومكمن الصراع أنه لو قال بأن قتل المرتد به شكوك أو جريمة لا يقرها الدين وأن الإسلام به حرية فكر ..لقال الناس أن الشيخ فالح قد تهرطق أو أنه يُرضي الدولة كي يحمي نفسه، أو لديه رغبات ومطامع في أشياء، فالجمهور أصبح هو الموجه بدلاً من أن يكون هو المتلقي..قصة صراع طويل حول ماهية الخُطبة الدينية وكيفيتها وقواعدها في الدين..هل الخطبة للأمر والزجر والوعد والوعيد ، أم هي حلقة نقاش بين عالمٍ ومجموعات من البشر تبغي الحقيقة الدينية فلا أحد فوق العلم، ولا أمر دون شك، ولا موعظة دون تصور عام لتطبيقها.
لقد غرقنا في العموميات، وما كان نموذج الشيخ فالح إلا أزمة هوية متجددة يُعاني منها الجميع حتى من يُسمونهم.."علماء".
ينقطع الحكواتي:
تعود الصورة إلى المسرح فينتقل الشيخ فالح إلى مكان الهاتف ويضرب أرقاماً يسمع بعدها الرنين، فيرفع السمّاعة مدير أعماله الشيخ.." أبو المواهب"..ثم دار هذا الحوار:
فالح: آلووو
أبو المواهب: ألوو السلام عليكم ياشيخ فالح
فالح: وعليكم السلام ورحمة الله، إيه الأخبار يا أبا معاذ.."كنية أبو المواهب"..؟..الحزب وصل لفين والتوكيلات؟
أبو المواهب: فيه أخبار حلوة ..عن قريب هانعلن الحزب وهانشكل اللجان على طول..
فالح: آه صحيح عشان الانتخابات ، شد حيلك ياابو معاذ
أبو المواهب: حضرتك لسه مااخترناش الإسم!
فالح: إسم إيه؟!
أبو المواهب: إسم الحزب يامولانا ههه انت نسيت والا إيه؟!
فالح: لأ مانسيتش ولا حاجة..سميه أي إسم وخلاص ولكن إسم من الشريعة..أقوللك سميه.."حزب الفضيلة"..والا لأ لأ لأ لأ..سميه .."حزب التكافل"..والا لأ دا كمان دا موجود..سميه .."حزب الرحمة"..أيوة هو الرحمة.
أبو المواهب: الله يعينك ياشيخ أنا عارف انك مشغول وماكنتش عاوز اتصل بيك ولكن قولت أفرحك بالأخبار الحلوة دي..ولكن استقريت خلاص ع الإسم؟!
فالح: أيوة.. سميه.."حزب الرحمة"..ثم همس الشيخ محدثاً نفسه:هما بيضحكوا علينا بالتنوير وإحنا لازم نقولهم إن دينا هو دين الرحمة..
أبو المواهب مقاطعاً: بتقول حاجة ياشيخ فالح؟!
فالح: لا لأ..ماقولتش حاجة، ولكن إيه أخبار.."حزب التنوير"..بتاع الدكتور.."طاهر البرلسي"؟
أبو المواهب: آهو شغال وخلصوا توكيلاتهم وكمان اللجان بتاعتهم اتشكلت بنسبة 70%...إحنا اللي لسه مكسلين..
فالح: مش مكسلين ولا حاجة بكرا هانسمع سَمع خير ياأبا معاذ..أنا امبارح شوفت رؤيا انما كلها بشريات، ثم ابتسم الشيخ وكأنه يسرح بخياله، النبي بيبشرنا ياأبو المواهب.
أبو المواهب: الله أكبر..الله أكبر..رؤيا حق وصدق بإذن الله ياشيخ فالح
هنا دخلت زوجته وكانت اسمها.."الحاجة كريمة"..وكان يكنيها .."بأم الفاروق"..نسبةً إلى أكبر أبنائه منها..ثم أشارت إلى الشيخ فالح فاضطر على عَجَل بأن يُنهي المكالمة.
قالت الحاجة كريمة: تصور ياابو خالد-كنية الشيخ فالح-الست ام السيد جارتنا عايزة مني 600 جنيه سلف، وهي اللي طول عمرها ما طلبت مني ولا صاغ، فاكر لما كنا بنستلف منهم زمان بالخمسين جنيه؟!
هنا امتعض الشيخ فالح وقال: فاكر فاكر دي كانت أيام فقر ربنا ما يعودها تاني...ثم ابتهج وجهه قليلاً وقال: أما دلوقتي ربنا أنعم علينا بنعمة المال ولازم نستغلها ...الناس ياحاجة ذليلة القرش ولا يمكن يكرهوا اللي بيساعدهم مهما حصل، اعطي لها الفلوس وماتنسيش ان اللي بتعمليه دا عشان الدين ونُصرة شريعة ربنا، كلها كام شهر وتيجي الانتخابات وساعتها نبقى عايزين الناس تختار شريعة ربنا و تعرف الإٍسلام بدل الضلال اللي همّا فيه..
الحاجة كريمة: الحقيقة أنا مش مرتاحة لها، الست دي حقودية بتحقد علينا، لكن أنا هانفذ كلامك وحسبي الله ونعم الوكيل في اللي بيحارب الدين!
الشيخ فالح: الأمر خطير ياام الفاروق..ثم نظر الشيخ إلى السماء –مبتهجاً- وقال: عايزين شريعة ربنا، والناس لازم تشوف الإسلام حقيقة أدام عنيهم، كلنا لازم ننصر شريعة ربنا، عارفة ياحاجة، الأنبياء كانوا كدا، كانوا بيساعدوا الناس وينصحوهم عشان ينقذوهم من جهنم، ودي مهمتنا كلنا...كلنا.
انقطع المسرح عن الكلام، وأغلقت الستارة وبقي الشيخ فالح وحده بالخارج، مبتهجاً رافعاً رأسه إلى السماء.
ثم دخل الحكواتي:ماذا يريد الشيخ فالح، سوف تمتد حياته مهما طالت فهي قصيرة، يريد أن يكون الناس على طريقته في الدين، لا يرى العالَم إلا في نفسه، يظن أنه المُرسل من الله لهداية الناس..ولكن...هل فكّر الشيخ فالح في نواياه لمساعدة جيرانه؟..لماذا رأى جوهر المساعدة مادية وأن عليه مساعدتهم من أجل أن ينصروه في الانتخابات، كذلك في محاولته إنشاء الحزب هل فكّر على أي لوائح سيعمل حزبه في السياسة؟..
إن تاريخ الشيخ يحكي صراعه مع الديمقراطية بل يكفّر من يؤمن بها في السياسة، ومع ذلك لم يرفض أن تكون الديمقراطية هي اللائحة التي سيخوض بها الانتخابات، فهل سينجح في تجاوز هذا التناقض أم سيميل إلى أحد الخيارين، إما قبول بالديمقراطية وآلياتها وقيمها، وإما الرفض التام لها فور نجاحه لو قدّر الله له النجاح؟
الشيخ فالح: والله مانا عارف يابني المسألة تحير، ولكني مجبر على رد السؤال في الحلقة لأني وعدت المشاهدين بالرد على المشككين في حكم قتل المرتد..وكمان عشاان أغيظ العلمانيين اللي أكيد اتفرجوا ع الحلقة ومش بعيد يكون اللي سأل منهم.
هنا زالت علامات الفكر عن خالد ..حتى دخلت الأم -زوجة الشيخ فالح- بنقابها الأسود، اتجهت لولدها الشاب تودعه بقولها.."خلي بالك من نفسك ياخالد، وأسرع الشاب يحي أبويه ثم انصرف.
ثم دخل الحكواتي: كان الشيخ فالح في صراعٍ ذاتي حول إرضائه لعقله وضميره أو أن يُرضي سمعته ومكانته بين الناس، ومع ذلك فهو يكره العلمانيين وأي مخالف لا يذكره باسمه بل يذكره بما لا يستحسنه.
ومكمن الصراع أنه لو قال بأن قتل المرتد به شكوك أو جريمة لا يقرها الدين وأن الإسلام به حرية فكر ..لقال الناس أن الشيخ فالح قد تهرطق أو أنه يُرضي الدولة كي يحمي نفسه، أو لديه رغبات ومطامع في أشياء، فالجمهور أصبح هو الموجه بدلاً من أن يكون هو المتلقي..قصة صراع طويل حول ماهية الخُطبة الدينية وكيفيتها وقواعدها في الدين..هل الخطبة للأمر والزجر والوعد والوعيد ، أم هي حلقة نقاش بين عالمٍ ومجموعات من البشر تبغي الحقيقة الدينية فلا أحد فوق العلم، ولا أمر دون شك، ولا موعظة دون تصور عام لتطبيقها.
لقد غرقنا في العموميات، وما كان نموذج الشيخ فالح إلا أزمة هوية متجددة يُعاني منها الجميع حتى من يُسمونهم.."علماء".
ينقطع الحكواتي:
تعود الصورة إلى المسرح فينتقل الشيخ فالح إلى مكان الهاتف ويضرب أرقاماً يسمع بعدها الرنين، فيرفع السمّاعة مدير أعماله الشيخ.." أبو المواهب"..ثم دار هذا الحوار:
فالح: آلووو
أبو المواهب: ألوو السلام عليكم ياشيخ فالح
فالح: وعليكم السلام ورحمة الله، إيه الأخبار يا أبا معاذ.."كنية أبو المواهب"..؟..الحزب وصل لفين والتوكيلات؟
أبو المواهب: فيه أخبار حلوة ..عن قريب هانعلن الحزب وهانشكل اللجان على طول..
فالح: آه صحيح عشان الانتخابات ، شد حيلك ياابو معاذ
أبو المواهب: حضرتك لسه مااخترناش الإسم!
فالح: إسم إيه؟!
أبو المواهب: إسم الحزب يامولانا ههه انت نسيت والا إيه؟!
فالح: لأ مانسيتش ولا حاجة..سميه أي إسم وخلاص ولكن إسم من الشريعة..أقوللك سميه.."حزب الفضيلة"..والا لأ لأ لأ لأ..سميه .."حزب التكافل"..والا لأ دا كمان دا موجود..سميه .."حزب الرحمة"..أيوة هو الرحمة.
أبو المواهب: الله يعينك ياشيخ أنا عارف انك مشغول وماكنتش عاوز اتصل بيك ولكن قولت أفرحك بالأخبار الحلوة دي..ولكن استقريت خلاص ع الإسم؟!
فالح: أيوة.. سميه.."حزب الرحمة"..ثم همس الشيخ محدثاً نفسه:هما بيضحكوا علينا بالتنوير وإحنا لازم نقولهم إن دينا هو دين الرحمة..
أبو المواهب مقاطعاً: بتقول حاجة ياشيخ فالح؟!
فالح: لا لأ..ماقولتش حاجة، ولكن إيه أخبار.."حزب التنوير"..بتاع الدكتور.."طاهر البرلسي"؟
أبو المواهب: آهو شغال وخلصوا توكيلاتهم وكمان اللجان بتاعتهم اتشكلت بنسبة 70%...إحنا اللي لسه مكسلين..
فالح: مش مكسلين ولا حاجة بكرا هانسمع سَمع خير ياأبا معاذ..أنا امبارح شوفت رؤيا انما كلها بشريات، ثم ابتسم الشيخ وكأنه يسرح بخياله، النبي بيبشرنا ياأبو المواهب.
أبو المواهب: الله أكبر..الله أكبر..رؤيا حق وصدق بإذن الله ياشيخ فالح
هنا دخلت زوجته وكانت اسمها.."الحاجة كريمة"..وكان يكنيها .."بأم الفاروق"..نسبةً إلى أكبر أبنائه منها..ثم أشارت إلى الشيخ فالح فاضطر على عَجَل بأن يُنهي المكالمة.
قالت الحاجة كريمة: تصور ياابو خالد-كنية الشيخ فالح-الست ام السيد جارتنا عايزة مني 600 جنيه سلف، وهي اللي طول عمرها ما طلبت مني ولا صاغ، فاكر لما كنا بنستلف منهم زمان بالخمسين جنيه؟!
هنا امتعض الشيخ فالح وقال: فاكر فاكر دي كانت أيام فقر ربنا ما يعودها تاني...ثم ابتهج وجهه قليلاً وقال: أما دلوقتي ربنا أنعم علينا بنعمة المال ولازم نستغلها ...الناس ياحاجة ذليلة القرش ولا يمكن يكرهوا اللي بيساعدهم مهما حصل، اعطي لها الفلوس وماتنسيش ان اللي بتعمليه دا عشان الدين ونُصرة شريعة ربنا، كلها كام شهر وتيجي الانتخابات وساعتها نبقى عايزين الناس تختار شريعة ربنا و تعرف الإٍسلام بدل الضلال اللي همّا فيه..
الحاجة كريمة: الحقيقة أنا مش مرتاحة لها، الست دي حقودية بتحقد علينا، لكن أنا هانفذ كلامك وحسبي الله ونعم الوكيل في اللي بيحارب الدين!
الشيخ فالح: الأمر خطير ياام الفاروق..ثم نظر الشيخ إلى السماء –مبتهجاً- وقال: عايزين شريعة ربنا، والناس لازم تشوف الإسلام حقيقة أدام عنيهم، كلنا لازم ننصر شريعة ربنا، عارفة ياحاجة، الأنبياء كانوا كدا، كانوا بيساعدوا الناس وينصحوهم عشان ينقذوهم من جهنم، ودي مهمتنا كلنا...كلنا.
انقطع المسرح عن الكلام، وأغلقت الستارة وبقي الشيخ فالح وحده بالخارج، مبتهجاً رافعاً رأسه إلى السماء.
ثم دخل الحكواتي:ماذا يريد الشيخ فالح، سوف تمتد حياته مهما طالت فهي قصيرة، يريد أن يكون الناس على طريقته في الدين، لا يرى العالَم إلا في نفسه، يظن أنه المُرسل من الله لهداية الناس..ولكن...هل فكّر الشيخ فالح في نواياه لمساعدة جيرانه؟..لماذا رأى جوهر المساعدة مادية وأن عليه مساعدتهم من أجل أن ينصروه في الانتخابات، كذلك في محاولته إنشاء الحزب هل فكّر على أي لوائح سيعمل حزبه في السياسة؟..
إن تاريخ الشيخ يحكي صراعه مع الديمقراطية بل يكفّر من يؤمن بها في السياسة، ومع ذلك لم يرفض أن تكون الديمقراطية هي اللائحة التي سيخوض بها الانتخابات، فهل سينجح في تجاوز هذا التناقض أم سيميل إلى أحد الخيارين، إما قبول بالديمقراطية وآلياتها وقيمها، وإما الرفض التام لها فور نجاحه لو قدّر الله له النجاح؟
صفحتي على الفيس بوك
الحرية هي مطلب العُقلاء..ولكن من يجعل نفسه أسيراً لردود أفعال الآخرين فهو ليس حُرّاً....إصنع الهدف بنفسك ولا تنتظر عطف وشفقة الناس عليك..ولو كنت قويا ستنجح....سامح عسكر
رد: مسرحية لطمية رابعة
تفتح الستارة على ديكور مؤتمر لعدد من الجالسين في مقابل منصة عليها مكتب وثلاثة كراسي، يجلس في المنصة ثلاثة رجال أحدهم خمسيني العمر والثاني شاب والثالث عجوز ويبدو أن الرجل الخمسيني كان هو رئيس الندوة أو المحاضر، فقد كان يجلس في المنتصف ومعه الميكروفون لإدارة المؤتمر ولإلقاء محاضرته.
يهم الجميع للاستماع بهدوئهم التام ثم يبدأ الرجل في الكلام:
-بسم الله الرحمن الرحيم الأخوة والأخوات السلام عليكم ورحمة الله، أعرفكم بنفسي..دكتور طاهر البرلسي رئيس حزب التنوير، ومعي السادة على المنصة نواب رئيس الحزب وجميعنا أعضاء ومستمعين ومحبين، أعلم أننا لسنا ننتمي جميعاً إلى الحزب، وأن منا المعارضون ومنا من دون ذلك، والعمل السياسي يستوجب على الجميع أن يسمع للجميع.
أيها السادة إن رسالة حزب التنوير ليست مقصورة على الدراسة والتعليم والتنوير، بل هي ممتدة للعمل بين الناس ، لا نعيش في قفص عاجي ولا فوق التل، لا ننظر للناس بتعالي لأننا منهم، فمن يتعالى على الناس فهو يتعالى على نفسه، جميعنا أحراراً فيما نؤمن ونعتقد، وجميعنا له الحق في إبداء رأيه مهما كان مزعجاً، شريطة أن يتخلق بخلق الحوار والرأي والرأي الآخر.
هنا قاطعه أحد الحضور برفع إشارة يده قائلاً:
أقدم نفسي أنا.."أحمد علي"..عضو حزب التنوير وصحفي في مجلة .."العلم والناس"..أتساءل يا دكتور طاهر هل تؤمن بالتفكير النسبي وإذا كان فما الذي يحمي اليقين الديني من هذا التفكير، إننا بحاجة إلى اليقين والدين لصالح النظام وإلا فالفوضى هي البديل.
دكتور طاهر: في البداية يجب أن نفصل بين مصطلح.."الدين"..ومصطلح.."فهم الدين"..جميعنا نؤمن بأفهام عن الدين، ولكن هذه الأفهام ليست هي الدين في ذاته، كلٍ منا له فلسفته الخاصة في الحياة، ومن خلالها يرى الكون والناس والأشياء، كل منا له قواعد يَزِن بها الأمور، كل منا له معايير يقيس بها الأفعال والنتائج، جميعنا نختلف في تصوراتنا عن الحياة والعائلة والمسلك الخاص، جميعنا لا ننظر من نفس الزاوية التي نحكم من خلالها، لذلك فنحن بحاجة إلى تفكير نسبي لا نصادر به حق الغير في الاعتقاد والرأي.
أحمد علي: وهل ينطبق ذلك على المتشددين والإقصائيين؟
دكتور طاهر: بالطبع ولكن في نطاق معين من اللوائح والقوانين، نحن نعيش في دولة حديثة عصرية يجب أن ينتمي الجميع إليها قبل أن يمارس السياسة أو أن يبحث في الدين، وبالقراءة العفوية والخبرة العلمية يمكن تحديد هذه العناصر بسهولة، قبل أن يستفحل خطرها في المجتمع، أو أن تتسبب في تقسيم الدولة وانهيار القيم والأخلاق.
المتشدد يريد من ينافسه ويحاوره، فبالمنافسة والحوار نصنع بذور التنوير، حتى لو لم يقبل أفكارنا عن الدولة العصرية فهو مضطر للقبول بها كواقع حياة، وبالوقت تنشأ مراجعات ترى صوراً أخرى غير التي نشأت عليها، أو أن تحيا ضمائر البعض ويساهموا في تقييد هذا التشدد أو تحجيمه.
هنا يتدخل الحكواتي قائلاً:
يااااااااااااااه يوجد فرق كبير بين الشيخ فالح والدكتور طاهر، كلاهما يرى انتهاك حُرمة الدين من منظوره الخاص، ولكن فارق أن الدكتور طاهر يعترف بحق المتشدد في إبداء رأيه وبنيل كافة حقوقه، أما الشيخ فالح فلا يرى تلك الحقوق، ولا يؤمن بحق الآخر في الخلاف..سيرضى الجميع بما يحدث، فثمة بحار واسعة بين الرأيين، ولكن الأهم أن لا تخرج الأفكار من العقل إلى اليدّ.
يعود المسرح بصوت نائب الرئيس الشاب من على المنصة، وهو يوجه خطابه إلى أحمد علي قائلاً:
أستاذ أحمد هل ممكن تفسر العلاقة بين الدين والمال؟..بمعنى هو احنا ليه أصبحنا نشوف الشيوخ أكثرهم أغنياء؟..الشيخ فلان والشيخ فلان –وعددهم- اللي راكب عربية واللي عنده قصر كبير واللي بيروح يتعالج في ألمانيا، كل دي ظواهر محتاجة دراسة .
أحمد علي: مش الشيوخ لوحدهم، دي ظاهرة من ظواهر الرأسمالية، ولكن احنا بنركز على الشيوخ-أحيانا-لأنهم خصوم، ولو دققنا النظر هانلاقي ان مجتمعنا هو مجتمع طبقي في كل شئ.
نائب الرئيس: وهل تظن إن كل الطبقات بتتكلم في الدين؟..وهل الرأسمالية درجات؟ ممكن نستخدم أشياء تانية لصالحها تبني فوارق كبيرة، بمعنى إن المجتمع اللي احنا فيه هو مجتمع ديني، وأي فرد يتكلم في الدين يحوز على رضا الطبقات الدنيا والأغلبية، وقتها الشيخ وحده هو اللي فرصته كبيرة للثراء والثراء السريع.
أحمد علي: لا يمكن نبني فكرة عن الآخر بدون تواصل معاهم، يجوز إن تكون مظاهر الثراء لأسباب اجتماعية عائلية أو اقتصادية ، ولكن دا مش هانعرفه من غير التواصل.
تدخل الدكتور طاهر البرلسي قائلاً:
الأستاذ أحمد علي يشير إلى نقطة غاية في الأهمية وهي الحوار، في الحزب طالبنا من شهرين حوار مع بعض الشيوخ ولكنهم رفضوا بحجج دينية، وفيه قدامنا فرصة للحوار مع هذا التيار ولكن بعد تشكيل الحزب، الموافق على هذا الحوار من حيث المبدأ يتفضل برفع يده..
رفع الجميع موافقة.
دكتور طاهر: سيكون الحزب هو المختص بإجراء وتنظيم هذا الحوار، أما الآن سننتقل لجدول الأعمال.
تغلق الستارة وتفتح على ديكور قهوة بها مجموعة من الناس يلعبون الطاولة ويشربون الشيشة والمشروبات الساخنة..لقد ترك الجميع مشاغلهم وهمومهم كي يتحدثون في السياسة، في كل نفسٍ منها رغبات وأمنيات يريدها بعُجالة.
يقول عم رمضان البوسطجي: هو مش كان الرئيس المخلوع أحسن؟...آهو الحال كل شوية بينزل والواحد مش لاقي يصرف، وشوية العيال اللي قاعدين في الميدان دول جرابيع ولا يسووا حاجة...
رد عليه الأستاذ فرج: ياعم رمضان مفيش حاجة بتيجي مرة واحدة لازم نستحمل، هو يعني كان عاجبك الظلم والافترا بتاع المخلوع؟..والا رجال الدولة اللي ماليين كروشهم من خيرنا وأرضنا ومفيش حد عارف يحاسبهم!...الثورة هي اللي هاترجعلنا حقنا ولازم نحلم عشان الأجيال اللي جاية، عقبالك لم تعيش وتشوف عيالك متجوزين ومتستتين في بيوتهم..
رد عم احمد النجار موجهاً كلامه للأستاذ فرج قائلاً: احنا بنسمع الكلام دا بقالنا كتير والحال زي ما هو زفت وقطران، مفيش حد حاسس بحد، كل واحد عايش لنفسه ولمصلحته، دا حتى الشيوخ بتوع ربنا اللي كنا متعشمين فيهم طلعوا هما كمان بتوع مشاكل وكدابين ومنافقين!
رد الأسطى سيد القهوجي وهو معجب بكلام عم احمد النجار: آه والله ياعم احمد دا الطيور في السما بتلاقي رزقها، أما دول قاطعين عننا المية والنور..
رد الأستاذ فرج: ياجماعة دي الشمس مابتطلعش مرة واحدة والجنين بيكبر جوا بطن امه مرة بعد مرة...هو دا النظام اللي عملوا ربنا واحنا لازم نرضى بيه، كدا يبقى الست الحامل من حقها ان الجنين يقعد في بطنها شهر واحد عشان التعب..احنا كمان لازم نتعب عشان نلاقي، المهم اننا نكون بنفكر واحنا صابرين، ومعلش يعني الطريقة دي بتقول اننا مابنفكرش خالص..
رد الأسطى سيد القهوجي: وانت عاجبك ياأستاذ فرج ان بتوع الأحزاب كل شوية يتخانقوا في الشارع ويحرقوا كل حاجة، ما هو دا اللي مخلينا في الغُلب.
الأستاذ فرج: بالعكس دول هما كدا بيصفوا بعض ويستنزفوا جهودهم، بعد كدا هايتعاملوا مع بعض باحترام ويعاملونا كويس.. واحنا هانشوف دا بعنينا..صدقوني اللي جاي أحلى بس لازم نتفائل..
سكت الجميع وإذ بشيخ كبير في الطريق إلى القهوة حتى وصل وأسند إليه القهوجي كرسي وترابيزة، ويبدو من هيئته وردود الأفعال أنه ذات قيمة كبيرة وكل من في القهوة يعرفونه ويحترمونه..
قال موجهاً حديثه للجميع : الشمس هاتروح والدنيا هاتضلم طول مااحنا بنشوف بس اللي تحت رجلينا، ياعالم إحنا بشر مش حيوانات، والإنسان هو اللي يبص قدام ويعمل ويخطط وينتج، شغلتنا مش الكلام، شغلتنا العمل..لازم نحب بعض عشان الدنيا تعمر، لازم نسمع لبعض عشان نعرف نعيش، إحنا مش في غابة..
منهم لله اللي واكلين البلد ومش حاسين بالناس، دول هايتحاسبوا حساب المَلَكين، واوعوا تكونوا عارفين إن ربنا بيغفل عن الظالم، دا بيديله مهلة يتوب عشان هو بيحبه، إذا كان ربنا بيحبنا ياجماعة يبقى مش هانحب بعض..دا احنا كلنا قرايب من جنس واحد ومخلوق واحد، إوعوا تنسوا أصلكوا أحسن ربنا بينسى البني آدم اللي بينسى هو إيه وكان أصله إيييييييييه.
دخل الحكواتي قائلاً:
كل إنسان مشغول بهمومه، الشعب يريد حياة كريمة والشيوخ يريدون الشريعة والتنويريين يريدون العلم ، كل إنسان يمسك من الدنيا الجزء الذي يراه، هكذا الحال منذ بدء الخليقة، الكل في صراع، الكل يريد، الكل يريد أن يفهم ما يريد وليس مالا يريد..القليل يفطن لحقيقة هذا الصراع، وهم الذين يحبون الناس.
السياسة ليست رغبات بقدر ما هي تضحيات، الأب يضحي من أجل أبنائه بالسياسة، حين نفقد الرضا بالقليل سنُصبح أعداء، والخير في الناس إلى يوم القيامة، ولكن لن تخلو الدنيا من الصراع....صراع...صرااااااااااااع.
يهم الجميع للاستماع بهدوئهم التام ثم يبدأ الرجل في الكلام:
-بسم الله الرحمن الرحيم الأخوة والأخوات السلام عليكم ورحمة الله، أعرفكم بنفسي..دكتور طاهر البرلسي رئيس حزب التنوير، ومعي السادة على المنصة نواب رئيس الحزب وجميعنا أعضاء ومستمعين ومحبين، أعلم أننا لسنا ننتمي جميعاً إلى الحزب، وأن منا المعارضون ومنا من دون ذلك، والعمل السياسي يستوجب على الجميع أن يسمع للجميع.
أيها السادة إن رسالة حزب التنوير ليست مقصورة على الدراسة والتعليم والتنوير، بل هي ممتدة للعمل بين الناس ، لا نعيش في قفص عاجي ولا فوق التل، لا ننظر للناس بتعالي لأننا منهم، فمن يتعالى على الناس فهو يتعالى على نفسه، جميعنا أحراراً فيما نؤمن ونعتقد، وجميعنا له الحق في إبداء رأيه مهما كان مزعجاً، شريطة أن يتخلق بخلق الحوار والرأي والرأي الآخر.
هنا قاطعه أحد الحضور برفع إشارة يده قائلاً:
أقدم نفسي أنا.."أحمد علي"..عضو حزب التنوير وصحفي في مجلة .."العلم والناس"..أتساءل يا دكتور طاهر هل تؤمن بالتفكير النسبي وإذا كان فما الذي يحمي اليقين الديني من هذا التفكير، إننا بحاجة إلى اليقين والدين لصالح النظام وإلا فالفوضى هي البديل.
دكتور طاهر: في البداية يجب أن نفصل بين مصطلح.."الدين"..ومصطلح.."فهم الدين"..جميعنا نؤمن بأفهام عن الدين، ولكن هذه الأفهام ليست هي الدين في ذاته، كلٍ منا له فلسفته الخاصة في الحياة، ومن خلالها يرى الكون والناس والأشياء، كل منا له قواعد يَزِن بها الأمور، كل منا له معايير يقيس بها الأفعال والنتائج، جميعنا نختلف في تصوراتنا عن الحياة والعائلة والمسلك الخاص، جميعنا لا ننظر من نفس الزاوية التي نحكم من خلالها، لذلك فنحن بحاجة إلى تفكير نسبي لا نصادر به حق الغير في الاعتقاد والرأي.
أحمد علي: وهل ينطبق ذلك على المتشددين والإقصائيين؟
دكتور طاهر: بالطبع ولكن في نطاق معين من اللوائح والقوانين، نحن نعيش في دولة حديثة عصرية يجب أن ينتمي الجميع إليها قبل أن يمارس السياسة أو أن يبحث في الدين، وبالقراءة العفوية والخبرة العلمية يمكن تحديد هذه العناصر بسهولة، قبل أن يستفحل خطرها في المجتمع، أو أن تتسبب في تقسيم الدولة وانهيار القيم والأخلاق.
المتشدد يريد من ينافسه ويحاوره، فبالمنافسة والحوار نصنع بذور التنوير، حتى لو لم يقبل أفكارنا عن الدولة العصرية فهو مضطر للقبول بها كواقع حياة، وبالوقت تنشأ مراجعات ترى صوراً أخرى غير التي نشأت عليها، أو أن تحيا ضمائر البعض ويساهموا في تقييد هذا التشدد أو تحجيمه.
هنا يتدخل الحكواتي قائلاً:
يااااااااااااااه يوجد فرق كبير بين الشيخ فالح والدكتور طاهر، كلاهما يرى انتهاك حُرمة الدين من منظوره الخاص، ولكن فارق أن الدكتور طاهر يعترف بحق المتشدد في إبداء رأيه وبنيل كافة حقوقه، أما الشيخ فالح فلا يرى تلك الحقوق، ولا يؤمن بحق الآخر في الخلاف..سيرضى الجميع بما يحدث، فثمة بحار واسعة بين الرأيين، ولكن الأهم أن لا تخرج الأفكار من العقل إلى اليدّ.
يعود المسرح بصوت نائب الرئيس الشاب من على المنصة، وهو يوجه خطابه إلى أحمد علي قائلاً:
أستاذ أحمد هل ممكن تفسر العلاقة بين الدين والمال؟..بمعنى هو احنا ليه أصبحنا نشوف الشيوخ أكثرهم أغنياء؟..الشيخ فلان والشيخ فلان –وعددهم- اللي راكب عربية واللي عنده قصر كبير واللي بيروح يتعالج في ألمانيا، كل دي ظواهر محتاجة دراسة .
أحمد علي: مش الشيوخ لوحدهم، دي ظاهرة من ظواهر الرأسمالية، ولكن احنا بنركز على الشيوخ-أحيانا-لأنهم خصوم، ولو دققنا النظر هانلاقي ان مجتمعنا هو مجتمع طبقي في كل شئ.
نائب الرئيس: وهل تظن إن كل الطبقات بتتكلم في الدين؟..وهل الرأسمالية درجات؟ ممكن نستخدم أشياء تانية لصالحها تبني فوارق كبيرة، بمعنى إن المجتمع اللي احنا فيه هو مجتمع ديني، وأي فرد يتكلم في الدين يحوز على رضا الطبقات الدنيا والأغلبية، وقتها الشيخ وحده هو اللي فرصته كبيرة للثراء والثراء السريع.
أحمد علي: لا يمكن نبني فكرة عن الآخر بدون تواصل معاهم، يجوز إن تكون مظاهر الثراء لأسباب اجتماعية عائلية أو اقتصادية ، ولكن دا مش هانعرفه من غير التواصل.
تدخل الدكتور طاهر البرلسي قائلاً:
الأستاذ أحمد علي يشير إلى نقطة غاية في الأهمية وهي الحوار، في الحزب طالبنا من شهرين حوار مع بعض الشيوخ ولكنهم رفضوا بحجج دينية، وفيه قدامنا فرصة للحوار مع هذا التيار ولكن بعد تشكيل الحزب، الموافق على هذا الحوار من حيث المبدأ يتفضل برفع يده..
رفع الجميع موافقة.
دكتور طاهر: سيكون الحزب هو المختص بإجراء وتنظيم هذا الحوار، أما الآن سننتقل لجدول الأعمال.
تغلق الستارة وتفتح على ديكور قهوة بها مجموعة من الناس يلعبون الطاولة ويشربون الشيشة والمشروبات الساخنة..لقد ترك الجميع مشاغلهم وهمومهم كي يتحدثون في السياسة، في كل نفسٍ منها رغبات وأمنيات يريدها بعُجالة.
يقول عم رمضان البوسطجي: هو مش كان الرئيس المخلوع أحسن؟...آهو الحال كل شوية بينزل والواحد مش لاقي يصرف، وشوية العيال اللي قاعدين في الميدان دول جرابيع ولا يسووا حاجة...
رد عليه الأستاذ فرج: ياعم رمضان مفيش حاجة بتيجي مرة واحدة لازم نستحمل، هو يعني كان عاجبك الظلم والافترا بتاع المخلوع؟..والا رجال الدولة اللي ماليين كروشهم من خيرنا وأرضنا ومفيش حد عارف يحاسبهم!...الثورة هي اللي هاترجعلنا حقنا ولازم نحلم عشان الأجيال اللي جاية، عقبالك لم تعيش وتشوف عيالك متجوزين ومتستتين في بيوتهم..
رد عم احمد النجار موجهاً كلامه للأستاذ فرج قائلاً: احنا بنسمع الكلام دا بقالنا كتير والحال زي ما هو زفت وقطران، مفيش حد حاسس بحد، كل واحد عايش لنفسه ولمصلحته، دا حتى الشيوخ بتوع ربنا اللي كنا متعشمين فيهم طلعوا هما كمان بتوع مشاكل وكدابين ومنافقين!
رد الأسطى سيد القهوجي وهو معجب بكلام عم احمد النجار: آه والله ياعم احمد دا الطيور في السما بتلاقي رزقها، أما دول قاطعين عننا المية والنور..
رد الأستاذ فرج: ياجماعة دي الشمس مابتطلعش مرة واحدة والجنين بيكبر جوا بطن امه مرة بعد مرة...هو دا النظام اللي عملوا ربنا واحنا لازم نرضى بيه، كدا يبقى الست الحامل من حقها ان الجنين يقعد في بطنها شهر واحد عشان التعب..احنا كمان لازم نتعب عشان نلاقي، المهم اننا نكون بنفكر واحنا صابرين، ومعلش يعني الطريقة دي بتقول اننا مابنفكرش خالص..
رد الأسطى سيد القهوجي: وانت عاجبك ياأستاذ فرج ان بتوع الأحزاب كل شوية يتخانقوا في الشارع ويحرقوا كل حاجة، ما هو دا اللي مخلينا في الغُلب.
الأستاذ فرج: بالعكس دول هما كدا بيصفوا بعض ويستنزفوا جهودهم، بعد كدا هايتعاملوا مع بعض باحترام ويعاملونا كويس.. واحنا هانشوف دا بعنينا..صدقوني اللي جاي أحلى بس لازم نتفائل..
سكت الجميع وإذ بشيخ كبير في الطريق إلى القهوة حتى وصل وأسند إليه القهوجي كرسي وترابيزة، ويبدو من هيئته وردود الأفعال أنه ذات قيمة كبيرة وكل من في القهوة يعرفونه ويحترمونه..
قال موجهاً حديثه للجميع : الشمس هاتروح والدنيا هاتضلم طول مااحنا بنشوف بس اللي تحت رجلينا، ياعالم إحنا بشر مش حيوانات، والإنسان هو اللي يبص قدام ويعمل ويخطط وينتج، شغلتنا مش الكلام، شغلتنا العمل..لازم نحب بعض عشان الدنيا تعمر، لازم نسمع لبعض عشان نعرف نعيش، إحنا مش في غابة..
منهم لله اللي واكلين البلد ومش حاسين بالناس، دول هايتحاسبوا حساب المَلَكين، واوعوا تكونوا عارفين إن ربنا بيغفل عن الظالم، دا بيديله مهلة يتوب عشان هو بيحبه، إذا كان ربنا بيحبنا ياجماعة يبقى مش هانحب بعض..دا احنا كلنا قرايب من جنس واحد ومخلوق واحد، إوعوا تنسوا أصلكوا أحسن ربنا بينسى البني آدم اللي بينسى هو إيه وكان أصله إيييييييييه.
دخل الحكواتي قائلاً:
كل إنسان مشغول بهمومه، الشعب يريد حياة كريمة والشيوخ يريدون الشريعة والتنويريين يريدون العلم ، كل إنسان يمسك من الدنيا الجزء الذي يراه، هكذا الحال منذ بدء الخليقة، الكل في صراع، الكل يريد، الكل يريد أن يفهم ما يريد وليس مالا يريد..القليل يفطن لحقيقة هذا الصراع، وهم الذين يحبون الناس.
السياسة ليست رغبات بقدر ما هي تضحيات، الأب يضحي من أجل أبنائه بالسياسة، حين نفقد الرضا بالقليل سنُصبح أعداء، والخير في الناس إلى يوم القيامة، ولكن لن تخلو الدنيا من الصراع....صراع...صرااااااااااااع.
صفحتي على الفيس بوك
الحرية هي مطلب العُقلاء..ولكن من يجعل نفسه أسيراً لردود أفعال الآخرين فهو ليس حُرّاً....إصنع الهدف بنفسك ولا تنتظر عطف وشفقة الناس عليك..ولو كنت قويا ستنجح....سامح عسكر
رد: مسرحية لطمية رابعة
تفتح الستارة على طاولة حوار مستطيلة يجلس على جنباها خمسة أشخاص متقابلين، ويرأس الطاولة شخص يبدو عليه أنه مدير هذا الحوار يبدأ بالصلاة والسلام على الأنبياء ثم يُعطي نبذة عن الحوار قائلاً:
أنه وبعد نجاح الشيخ فالح وأبي المواهب في تأسيس حزب الرحمة نهنئهم على هذا الإنجاز عسى أن يكون الحزب إضافة للحياة السياسية وضلعاً لا غنى عنه في التعايش والتفاهم الشعبي، ونحب أن نرحب بالدكتور طاهر البرلسي رئيس حزب التنوير والسادة الحضور جميعاً نظراً لسُرعة تلبيتهم لإجراء هذا الحوار.
ثم أسهب المدير في الثناء والشكر والتعريف بالحضور وتوجهاتهم السياسية، ثم ختم حديثه بضرورة الحديث لكل طرف منفصلاً وتبيان رؤيته تجاه الطرف الآخر.
طلب الميكروفون الشيخ فالح وبعد أن افتتح كلامه بالمقدمة –والتي ظهرت كأنها مقدمة خطبة جمعة- قال أن الإسلام أمرنا بالحوار وبأن ندعو الناس بالحب، وأن نحب الصحابة وأهل الإيمان وأن نحفظ كرامة وأعراض ودماء أهل الإسلام، فنحن نجمع في قلوبنا صفاء المودة للجميع ونخص بالذكر أهل الإيمان والإحسان، وأن المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده.
لذلك ورغم الخلاف بيننا وبين حزب التنوير إلا أننا مأمورون بتقديم النُصح والإرشاد، وأن اجتماعنا هنا من أجل ذلك، عسى أن يكون فتحاً قريبا أو أن يجعل الله لنا أجراً عظيما.
طلب الميكروفون الدكتور طاهر البرلسي ثم قال موجهاً حديثه للشيخ فالح:
أسجل اعتراضي "الرقيق" على لغة الشيخ فالح والتي ظهرت بالاستعلائية، فهو لم يشير إلى أهل الإيمان والإسلام الذين يقصدهم، وكيف يعلم الإنسان منا أخاه إن كان مؤمناً أو فاجرا، هذه مادة القلوب وطبيعتها بين يدي ربها، كذلك في إعلانه عن هدفه من هذا الحوار وهو تقديم النصح والإرشاد، لا الحوار من أجل الحقيقة والتعايش، وهذه لغة استعلائية نعترض عليها، ذلك أنها صدرت في سياق تأكيد الصلاح للنفس ونفيها عن الآخر وهذا لا يجوز.
قال تعالى في سورة البقرة.." إن الذين آمنوا والذين هادوا والنصارى والصابئين من آمن بالله واليوم الآخر وعمل صالحا فلهم أجرهم عند ربهم ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون.."
وقال تعالى أيضاً في سورة البقرة.." وقالت اليهود ليست النصارى على شيء وقالت النصارى ليست اليهود على شيء وهم يتلون الكتاب كذلك قال الذين لا يعلمون مثل قولهم فالله يحكم بينهم يوم القيامة فيما كانوا فيه يختلفون".
إن الله يؤكد أنه هو الوحيد المخوّل بالحُكم على الناس في الآخرة، وأن اليهود والنصارى عندما اختلفوا على صلاح كلٍ منهم قال تعالى.."كذلك قال الذين لا يعلمون مثل قولهم"..وهذا قولُ عام لا استثناء فيه حتى المسلمين، وأن العمل الصالح وحده هو المعيار الوحيد لتقييم الناس، فجميعنا نختلف في العقائد ولكننا نتفق في أن الكذب والظلم والخداع والأذى حرام بشتى صنوفه وأنواعه، فما فائدة الدين مع الفُجور والإجرام..
من هنا تأتي رسالتنا ونوجهها للجميع بمن فيهم السادة الحضور مسئولي حزب الرحمة، أن الجميع سواسية أمام الله كأسنان المشط، وأن الإنسان ليس من مهامه تقييم الناس وفرز المؤمن من الكافر، بل هو مُطالب بدعوى الجميع إلى الدين، مؤمنهم وكافرهم ..برهم وفاجرهم..بأسلوب واحد وبخُلق واحد.
أما في السياسة وشئون الأحزاب فنعمل في نظام واحد ودولة واحدة وقانون واحد، نلتزم به جميعاً دون إهدار لحقوق الصغير قبل الكبير، وأن الضعيف هو الأولى بالرعاية من القوي، وأن الدولة مصونة بحق الانتماء، كلنا نعبر عن هوية واحدة منصوص عليها في القانون، أما حديث..."المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده"..فهو من محاور قضيتنا وهي قضية التجديد، فالله لن يُحرّم على المسلم سلامة أخيه المسلم ويُبيح البطش بغير المسلم، والحديث يؤسس لهذا المفهوم، لذلك نعتقد أن الكثير من الروايات الحديثية-ومن ضمنها هذا الحديث-يدخل في صلب الأزمة الثقافية التي نحن بصددها، نحاول أن نرصدها ونعالجها، على أن تكون هويتنا هي الجامعة وهي الأصل.
قال الشيخ فالح: أنت بذلك تدعو للحرية الكاملة وهي ضد الدين، الإسلام به قيود لابد منها وهي التي تحفظ للناس دينهم..
دكتور طاهر: ومن الذي سيقول أن هذا قيد شرعي أم زائف؟..سنختلف في ماهية وحجم تلك القيود، فنحن لا نصادر حق الآخر ونعمل على تقارب وجهات النظر.
الشيخ فالح: ولكن القانون يقول أن الدولة إسلامية وقد وجب الالتزام بهذا النص، وبالنسبة لمن يفتي بهذه القيود فهم العلماء ورثة الأنبياء..
دكتور طاهر: حتى في هذه سنختلف، من الذي سيدعي أن هذا عالم وهذا ليس بعالِم، والدولة الإسلامية هي التي لا تخطئ وإلا لم تكن إسلامية..أنا أرفض هذه التسمية لأنها تجعل الدولة إلهاً والحكومة معصومة..
هنا تدخل مدير الحوار رافعاً يده وكأنه يُشير بالانتباه:
أرجو من السادة عدم التعرض للخلافات الأيدلوجية والدينية لأن الحوار مطلوب منه الوقوف على الاتفاقات لا مناقشة الخلافات.
رفع الشيخ فالح يده: إذن فالشعب هو الحَكَم..الديمقراطية تقول ذلك.
مدير الحوار: الديمقراطية لها آليات وقيم نلتزم بها جميعاً، وأنا أوافق على الاحتكام للديمقراطية وسماع صوت الشعب.
دكتور طاهر: صحيح ولكننا أمام فكرة سياسية تؤمن بآليات الديمقراطية وتكفر بقيمها، ونحن في هذا الحوار نبغي الاهتمام بكشف هذه الفكرة لأن الاستبداد قاتل وخاصةً الاستبداد الديني، هذا ليس تعريضاً بالشيخ فلهم كل الاحترام، ولكن كما آمنا بالقانون لابد وأن نؤمن بروح القانون، فالقاضي يعجز –أحياناً-عن الحكم لقصور في مواد القانون لا تساعده على التبصّر ورؤية الحقيقة، ونحن من مهامنا أن نُحكّم مشاعرنا وعقولنا في التواصل والانسجام، بهذا سنحمي الدولة ونجعلها أكثر تناغماً ومرونة..
الشيخ فالح: الدين ليس فيه استبداد يادكتور طاهر
دكتور طاهر: لم أقل أن الدين به استبداد، لأن الاستبداد ينشأ بالأصل من الممارسات السياسية، وبرنامج الحزب يفصل الدين عن أي ممارسة سياسية بالكامل، ويُحيل ما تعارف عليه البشر من أخلاق كضوابط تحمي القانون وتصنع روحه المتجددة، فالدين مقدس ومنزه على أن نُشغله بالسياسة.
مدير الحوار مقاطعاً: أرجو للمرة الثانية عدم التعرض للخلافات أيها السادة، ما رأيكم نعقد جولة ثانية من الحوار قبل الانتخابات؟
الشيخ فالح مُسرعاً في الإجابة: أنا أرفض ذلك.. فالحوار لا يُجدي ولن يستمع أحد للنصائح، دعونا نحتكم للديمقراطية فهذه بضاعتكم.
دكتور طاهر: سأتجاوز عن الخلافات وسنحتكم للديمقراطية وآمل أن تكون الصناديق لُغة العُقلاء .
اختتم الحضور مؤتمرهم بشقاق يملأه الرهان على قوة كل طرف..
وتُغلق الستارة على أصوات ونقاشات ليست مفهومة
يدخل الحكواتي قائلاً: إن الإنسان في خلاف إلى يوم القيامة، ما رأي الشيخ فالح في هذا؟..ولو لم يختلف الناس لماذا خلق الله الجنة والنار؟..ألم يكن أولى أن نكون جميعاً في الجنة بلا خلاف؟..هي قواعد منطقية تصب في صالح الدكتور طاهر الذي بدا أنه أقرب إلى الجميع من الجميع، ولكن الشيخ فالح كان أقرب لنفسه من نفسه، والأصلح هو من يسمع للناس..لا أن يفرض عليهم أن يسمعوه وهم له كارهون.
أنه وبعد نجاح الشيخ فالح وأبي المواهب في تأسيس حزب الرحمة نهنئهم على هذا الإنجاز عسى أن يكون الحزب إضافة للحياة السياسية وضلعاً لا غنى عنه في التعايش والتفاهم الشعبي، ونحب أن نرحب بالدكتور طاهر البرلسي رئيس حزب التنوير والسادة الحضور جميعاً نظراً لسُرعة تلبيتهم لإجراء هذا الحوار.
ثم أسهب المدير في الثناء والشكر والتعريف بالحضور وتوجهاتهم السياسية، ثم ختم حديثه بضرورة الحديث لكل طرف منفصلاً وتبيان رؤيته تجاه الطرف الآخر.
طلب الميكروفون الشيخ فالح وبعد أن افتتح كلامه بالمقدمة –والتي ظهرت كأنها مقدمة خطبة جمعة- قال أن الإسلام أمرنا بالحوار وبأن ندعو الناس بالحب، وأن نحب الصحابة وأهل الإيمان وأن نحفظ كرامة وأعراض ودماء أهل الإسلام، فنحن نجمع في قلوبنا صفاء المودة للجميع ونخص بالذكر أهل الإيمان والإحسان، وأن المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده.
لذلك ورغم الخلاف بيننا وبين حزب التنوير إلا أننا مأمورون بتقديم النُصح والإرشاد، وأن اجتماعنا هنا من أجل ذلك، عسى أن يكون فتحاً قريبا أو أن يجعل الله لنا أجراً عظيما.
طلب الميكروفون الدكتور طاهر البرلسي ثم قال موجهاً حديثه للشيخ فالح:
أسجل اعتراضي "الرقيق" على لغة الشيخ فالح والتي ظهرت بالاستعلائية، فهو لم يشير إلى أهل الإيمان والإسلام الذين يقصدهم، وكيف يعلم الإنسان منا أخاه إن كان مؤمناً أو فاجرا، هذه مادة القلوب وطبيعتها بين يدي ربها، كذلك في إعلانه عن هدفه من هذا الحوار وهو تقديم النصح والإرشاد، لا الحوار من أجل الحقيقة والتعايش، وهذه لغة استعلائية نعترض عليها، ذلك أنها صدرت في سياق تأكيد الصلاح للنفس ونفيها عن الآخر وهذا لا يجوز.
قال تعالى في سورة البقرة.." إن الذين آمنوا والذين هادوا والنصارى والصابئين من آمن بالله واليوم الآخر وعمل صالحا فلهم أجرهم عند ربهم ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون.."
وقال تعالى أيضاً في سورة البقرة.." وقالت اليهود ليست النصارى على شيء وقالت النصارى ليست اليهود على شيء وهم يتلون الكتاب كذلك قال الذين لا يعلمون مثل قولهم فالله يحكم بينهم يوم القيامة فيما كانوا فيه يختلفون".
إن الله يؤكد أنه هو الوحيد المخوّل بالحُكم على الناس في الآخرة، وأن اليهود والنصارى عندما اختلفوا على صلاح كلٍ منهم قال تعالى.."كذلك قال الذين لا يعلمون مثل قولهم"..وهذا قولُ عام لا استثناء فيه حتى المسلمين، وأن العمل الصالح وحده هو المعيار الوحيد لتقييم الناس، فجميعنا نختلف في العقائد ولكننا نتفق في أن الكذب والظلم والخداع والأذى حرام بشتى صنوفه وأنواعه، فما فائدة الدين مع الفُجور والإجرام..
من هنا تأتي رسالتنا ونوجهها للجميع بمن فيهم السادة الحضور مسئولي حزب الرحمة، أن الجميع سواسية أمام الله كأسنان المشط، وأن الإنسان ليس من مهامه تقييم الناس وفرز المؤمن من الكافر، بل هو مُطالب بدعوى الجميع إلى الدين، مؤمنهم وكافرهم ..برهم وفاجرهم..بأسلوب واحد وبخُلق واحد.
أما في السياسة وشئون الأحزاب فنعمل في نظام واحد ودولة واحدة وقانون واحد، نلتزم به جميعاً دون إهدار لحقوق الصغير قبل الكبير، وأن الضعيف هو الأولى بالرعاية من القوي، وأن الدولة مصونة بحق الانتماء، كلنا نعبر عن هوية واحدة منصوص عليها في القانون، أما حديث..."المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده"..فهو من محاور قضيتنا وهي قضية التجديد، فالله لن يُحرّم على المسلم سلامة أخيه المسلم ويُبيح البطش بغير المسلم، والحديث يؤسس لهذا المفهوم، لذلك نعتقد أن الكثير من الروايات الحديثية-ومن ضمنها هذا الحديث-يدخل في صلب الأزمة الثقافية التي نحن بصددها، نحاول أن نرصدها ونعالجها، على أن تكون هويتنا هي الجامعة وهي الأصل.
قال الشيخ فالح: أنت بذلك تدعو للحرية الكاملة وهي ضد الدين، الإسلام به قيود لابد منها وهي التي تحفظ للناس دينهم..
دكتور طاهر: ومن الذي سيقول أن هذا قيد شرعي أم زائف؟..سنختلف في ماهية وحجم تلك القيود، فنحن لا نصادر حق الآخر ونعمل على تقارب وجهات النظر.
الشيخ فالح: ولكن القانون يقول أن الدولة إسلامية وقد وجب الالتزام بهذا النص، وبالنسبة لمن يفتي بهذه القيود فهم العلماء ورثة الأنبياء..
دكتور طاهر: حتى في هذه سنختلف، من الذي سيدعي أن هذا عالم وهذا ليس بعالِم، والدولة الإسلامية هي التي لا تخطئ وإلا لم تكن إسلامية..أنا أرفض هذه التسمية لأنها تجعل الدولة إلهاً والحكومة معصومة..
هنا تدخل مدير الحوار رافعاً يده وكأنه يُشير بالانتباه:
أرجو من السادة عدم التعرض للخلافات الأيدلوجية والدينية لأن الحوار مطلوب منه الوقوف على الاتفاقات لا مناقشة الخلافات.
رفع الشيخ فالح يده: إذن فالشعب هو الحَكَم..الديمقراطية تقول ذلك.
مدير الحوار: الديمقراطية لها آليات وقيم نلتزم بها جميعاً، وأنا أوافق على الاحتكام للديمقراطية وسماع صوت الشعب.
دكتور طاهر: صحيح ولكننا أمام فكرة سياسية تؤمن بآليات الديمقراطية وتكفر بقيمها، ونحن في هذا الحوار نبغي الاهتمام بكشف هذه الفكرة لأن الاستبداد قاتل وخاصةً الاستبداد الديني، هذا ليس تعريضاً بالشيخ فلهم كل الاحترام، ولكن كما آمنا بالقانون لابد وأن نؤمن بروح القانون، فالقاضي يعجز –أحياناً-عن الحكم لقصور في مواد القانون لا تساعده على التبصّر ورؤية الحقيقة، ونحن من مهامنا أن نُحكّم مشاعرنا وعقولنا في التواصل والانسجام، بهذا سنحمي الدولة ونجعلها أكثر تناغماً ومرونة..
الشيخ فالح: الدين ليس فيه استبداد يادكتور طاهر
دكتور طاهر: لم أقل أن الدين به استبداد، لأن الاستبداد ينشأ بالأصل من الممارسات السياسية، وبرنامج الحزب يفصل الدين عن أي ممارسة سياسية بالكامل، ويُحيل ما تعارف عليه البشر من أخلاق كضوابط تحمي القانون وتصنع روحه المتجددة، فالدين مقدس ومنزه على أن نُشغله بالسياسة.
مدير الحوار مقاطعاً: أرجو للمرة الثانية عدم التعرض للخلافات أيها السادة، ما رأيكم نعقد جولة ثانية من الحوار قبل الانتخابات؟
الشيخ فالح مُسرعاً في الإجابة: أنا أرفض ذلك.. فالحوار لا يُجدي ولن يستمع أحد للنصائح، دعونا نحتكم للديمقراطية فهذه بضاعتكم.
دكتور طاهر: سأتجاوز عن الخلافات وسنحتكم للديمقراطية وآمل أن تكون الصناديق لُغة العُقلاء .
اختتم الحضور مؤتمرهم بشقاق يملأه الرهان على قوة كل طرف..
وتُغلق الستارة على أصوات ونقاشات ليست مفهومة
يدخل الحكواتي قائلاً: إن الإنسان في خلاف إلى يوم القيامة، ما رأي الشيخ فالح في هذا؟..ولو لم يختلف الناس لماذا خلق الله الجنة والنار؟..ألم يكن أولى أن نكون جميعاً في الجنة بلا خلاف؟..هي قواعد منطقية تصب في صالح الدكتور طاهر الذي بدا أنه أقرب إلى الجميع من الجميع، ولكن الشيخ فالح كان أقرب لنفسه من نفسه، والأصلح هو من يسمع للناس..لا أن يفرض عليهم أن يسمعوه وهم له كارهون.
صفحتي على الفيس بوك
الحرية هي مطلب العُقلاء..ولكن من يجعل نفسه أسيراً لردود أفعال الآخرين فهو ليس حُرّاً....إصنع الهدف بنفسك ولا تنتظر عطف وشفقة الناس عليك..ولو كنت قويا ستنجح....سامح عسكر
رد: مسرحية لطمية رابعة
تفتح الستارة على أجواء انتخابية، العديد من الناس بين من يقف في صفوف الاقتراع خارج اللجان وبين من يمر في الشارع وبين من يرفع لافتات مرشحيه.
أصوات دعائية لمرشحي حزب الرحمة تنادي وبصوتٍ عال: الإسلام هو الحل يا مسلمون، الشريعة تناديكم..ثم يعلو صوت المنادي :الشعب يريد تطبيق الشريعة -ويُكررها، انتخبوا قائمة حزب الرحمة للإسلام.
أصوات في المقابل دعائية لمرشحي حزب التنوير تنادي وبصوت عال: عيش حرية وعدالة اجتماعية...إخاء ومساواة....
ولافتات لكل مرشح تعكس ما ينادي به الرجال أمام اللجان.
نساء مختمرات ومنقبات ومعهن رجال ملتحين في معظمهم يأتون بسيارات مملوءة بالبُسطاء للاقتراع، في المقابل شباب عصري ومتمدن وبنات محتجبات وغير محتجبات يأتون في مجاميع سيارة يتبادلون أطراف الحديث.
زحام شديد أمام اللجان وبعد هذا الفاصل الطويل من العملية الانتخابية يقفل مسئولو اللجان صناديقهم ويتهيأون إلى مرحلة الفرز..
تأتي البشائر بالتوالي..تقدم حزب الرحمة على حزب التنوير بفارق بسيط..ثم يتسع ويضيق هذا الفارق، ومع كل خبر عن نتائج الفرز يصيح المؤيدون في حزب الرحمة بالتكبير والتهليل، وفي حزب التنوير يصيحون بشعارات وطنية وقومية،حتى أعلن رئيس لجنة الانتخاب النتيجة النهائية لعمليات الفرز..
فوز نهائي لحزب الرحمة على حزب التنوير بنسبة 60% من جملة الأصوات، وفرحة عارمة تعلو وجوه الملتحين والمؤيدين لحزب الرحمة، يدخل الجميع في فاصل بكاء هستيري من شدة السعادة.
مشهد لمذيعة في قناة أخبار فضائية تعلن نتائج الانتخابات، وعن الأخبار المتوالية باستعداد حزب الرحمة لتولي المسئولية وإدارة الدولة..
مشهد للشيخ فالح وهو يتلقى التهاني والتبريكات وبعد فراغه يتهيأ هو ومسئولي الحزب للاجتماع العاجل بشأن إعداد خطة الإدارة وعن اختيار اسم الرئيس.
يدخل الحكواتي قائلاً: (كانت سعادة الشيخ فالح غامرة ، لقد تحقق الحلم أخيراً الذين عاشوا من أجله، ظلوا يحلمون بالسلطة وهاهي قد جاءتهم على طبقٍ من ذهب وبطريقة شرعية سلمية تساعدهم في العمل المريح، ولكن ظهر أن حزب الرحمة لم يكن جاهزا لخطة إدارة الدولة، فهم يناقشونها الآن بعد توليهم المسئولية، والأغرب أنهم يناقشونها قبل اختيار اسم الرئيس،وقد يعني ذلك أن الرئيس لا تهمهم شخصيته فولاءه للحزب مضمون، وإدارة الحزب للدولة مسألة منتهية، وأن الرئيس سيكون مجرد ديكور لا قرار مستقل له بمعزل عن الحزب).
وبعد اختيار اسم الرئيس أطلق الشيخ فالح وحزب الرحمة عليه اسم.."الرئيس الإسلامي"..وأحياناً.."بخليفة المؤمنين"..وطالبوا بتعميم ذلك في الإعلام الديني.
وبعد جهود كبيرة وانشغالٍ عميق ذهب الشيخ إلى النوم
وفجأة
ثم والشيخ نائم في سريره إلا ويظهر له رجلاً غامضاً يرتدي رداءً أسود وعلى رأسه قلنسوة سوداء وفي يديه عصا غليظة ..ويضطرب معه الشيخ فالح وينهض من سريره مخاطباً الغامض وبصوتٍ مرتجف: مين انت؟!
قال الغامض بصوتٍ أجوف: أنا المستقبل..ها ها ها ها ها ها.
يرتعد الشيخ فالح وينهض ذاكراً لله ويتمتم ببعض الكلمات ويستغفر الله أن يكون هذا الشبح كابوس من فرط شبعه وامتلاء معدته في العشاء، ثم توضى وصلى ركعتين وأخلد إلى النوم..وإذ به يرى رجلاً أبيضاً ويرتدي رداءً أبيض وعلى رأسه قلنسوة بيضاء يأتي له بشوش الوجه ويخاطبه بهمس:
لا تنزعج فأنا رسولُ من الله.
يافالح إن الله قد اختارك أن تكون الخليفة ،فاعمل على نصرة الله ولا تلتفت لخصومك وأعدائك، الأحزاب لا يهمها سوى الحرب على الإسلام وأنت الذي ستحاربهم، توكل على الله فهو حسبك ونعم المصير.
نهض على الفور من سريره وهو مبتهج، وقد بدت على وجهه علامات الرضا ثم تنفس الصعداء.
مشهد للرئيس وسط الشيوخ ويظهر منه أنه لم يكن ذات قيمة، كانوا يتحدثون ويتركونه، ومنعاً للقيل والقال كان يرتدي لباساً أفرنجياً أو ما يسميه الناس.."بدلة وكرافتة"..فهو مع لحيته الخفيفة"والقصيرة" إلا أن مظهره لا يوحي بالانتساب للشيوخ..
كانوا يتحدثون عن الخطط والبرامج والقرارات الجمهورية التي كان يتخذها الرئيس، ومع كل قرار تخرج المذيعة لإعلانه...إبطال المحكمة الدستورية وإحلالها بالمحكمة الشرعية التي يترأسها العلماء والمشايخ، إعلان القضاء المصري قضاءً شرعياً يطبق شرع الله وحدوده في الأرض.
ثم مشهد للمذيع يستطلع آراء الناس في الشارع ويوقف أحدهم قائلاً:
السلام عليكم إيه رأيك في الحكومة الجديدة؟
يرد قائلاً: لسه ماشوفناش حاجة إحنا بقالنا 5 شهور على فوز الرئيس وماعملوش حاجة، إحنا في أزمة يابيه والشيوخ اللي بيطلعوا يدافعوا عن الرئيس لازم ينصحوه.
يسأل آخر نفس السؤال ويرد عليه قائلاً: لازم نصبر عليهم دول مهما كان منتخبين والدنيا ما بتتغيرش بين يوم وليلة.
يسأل ثالث ويرد عليه قائلاً: الشيوخ دول أفسد ناس في الأرض، حزب الرحمة دا حزب منافق وكداب، انا مانتخبتوش عشان عارف انهم بيتاجروا بالدين، حسبنا الله ونعم الوكيل..أنا مسلم موحد بالله ولكن دول مايعرفوش حاجة عن الدين.
فاصل تظهر فيه مذيعة أخبار وتعلن عن الأخبار التالية:
-ردود فعل دولية غاضبة على حل المحكمة الدستورية في مصر وتوجيه القضاء إلى قضاء ديني.
-تفاقم أزمة الوقود والأسعار، والمعارضة تحمل الحكومة المسئولية وتقول أنها تبعات الاستبداد الديني وحل المحكمة الدستورية.
-رئيس الحكومة يقطع زيارته لقطر ويعود بعدها إلى أرض الوطن لمتابعة سير الأعمال.
-حزب التنوير يدعو جموع الشعب المصري للتظاهر ضد الغلاء والاستبداد والسيطرة على القضاء بحل المحكمة الدستورية..ويدعو إلى جمعة.."لا للفاشية الدينية".
قال الحكواتي:..(كانت الأوضاع في البلاد تسير من سئ إلى أسوأ وانتقل الصراع السياسي من الغرف المغلقة إلى الشارع، كان حزب الرحمة يظن أن الوقت قد حان للتمكين، وأن القوة وحدها هي السبيل للتعامل مع الخصوم، فسيطروا على جميع الوزارات والمحافظات بالقوة، وأعلنوا عن مشروع "إسلامي" في المهد وإعادة تنظيم للحياة السياسية...ثم تنهد الحكواتي وأكمل: بدأ التيار الديني في مناقشة وضع الأحزاب السياسية في البلاد، وهل هي شرعية أم لا، وما هو دور مجلس النواب وما هو دور مجلس الشورى...كانوا متفرغين تماماً للتمكين ..
ولااااااااااااااكن
ثم ينقطع الحكواتي
صورة مشهد صراع بين الفقراء والأغنياء..ومجموعات بشرية جوعى من الطعام، وانفلات أمني ساد فيه قانون الغاب... مع مشاهد قمع السلطة الأمنية للمواطنين...
ويُكمل الحكواتي:
الشعب كان في أحوال أخرىىىىىىىى
ويُغلق الستار
أصوات دعائية لمرشحي حزب الرحمة تنادي وبصوتٍ عال: الإسلام هو الحل يا مسلمون، الشريعة تناديكم..ثم يعلو صوت المنادي :الشعب يريد تطبيق الشريعة -ويُكررها، انتخبوا قائمة حزب الرحمة للإسلام.
أصوات في المقابل دعائية لمرشحي حزب التنوير تنادي وبصوت عال: عيش حرية وعدالة اجتماعية...إخاء ومساواة....
ولافتات لكل مرشح تعكس ما ينادي به الرجال أمام اللجان.
نساء مختمرات ومنقبات ومعهن رجال ملتحين في معظمهم يأتون بسيارات مملوءة بالبُسطاء للاقتراع، في المقابل شباب عصري ومتمدن وبنات محتجبات وغير محتجبات يأتون في مجاميع سيارة يتبادلون أطراف الحديث.
زحام شديد أمام اللجان وبعد هذا الفاصل الطويل من العملية الانتخابية يقفل مسئولو اللجان صناديقهم ويتهيأون إلى مرحلة الفرز..
تأتي البشائر بالتوالي..تقدم حزب الرحمة على حزب التنوير بفارق بسيط..ثم يتسع ويضيق هذا الفارق، ومع كل خبر عن نتائج الفرز يصيح المؤيدون في حزب الرحمة بالتكبير والتهليل، وفي حزب التنوير يصيحون بشعارات وطنية وقومية،حتى أعلن رئيس لجنة الانتخاب النتيجة النهائية لعمليات الفرز..
فوز نهائي لحزب الرحمة على حزب التنوير بنسبة 60% من جملة الأصوات، وفرحة عارمة تعلو وجوه الملتحين والمؤيدين لحزب الرحمة، يدخل الجميع في فاصل بكاء هستيري من شدة السعادة.
مشهد لمذيعة في قناة أخبار فضائية تعلن نتائج الانتخابات، وعن الأخبار المتوالية باستعداد حزب الرحمة لتولي المسئولية وإدارة الدولة..
مشهد للشيخ فالح وهو يتلقى التهاني والتبريكات وبعد فراغه يتهيأ هو ومسئولي الحزب للاجتماع العاجل بشأن إعداد خطة الإدارة وعن اختيار اسم الرئيس.
يدخل الحكواتي قائلاً: (كانت سعادة الشيخ فالح غامرة ، لقد تحقق الحلم أخيراً الذين عاشوا من أجله، ظلوا يحلمون بالسلطة وهاهي قد جاءتهم على طبقٍ من ذهب وبطريقة شرعية سلمية تساعدهم في العمل المريح، ولكن ظهر أن حزب الرحمة لم يكن جاهزا لخطة إدارة الدولة، فهم يناقشونها الآن بعد توليهم المسئولية، والأغرب أنهم يناقشونها قبل اختيار اسم الرئيس،وقد يعني ذلك أن الرئيس لا تهمهم شخصيته فولاءه للحزب مضمون، وإدارة الحزب للدولة مسألة منتهية، وأن الرئيس سيكون مجرد ديكور لا قرار مستقل له بمعزل عن الحزب).
وبعد اختيار اسم الرئيس أطلق الشيخ فالح وحزب الرحمة عليه اسم.."الرئيس الإسلامي"..وأحياناً.."بخليفة المؤمنين"..وطالبوا بتعميم ذلك في الإعلام الديني.
وبعد جهود كبيرة وانشغالٍ عميق ذهب الشيخ إلى النوم
وفجأة
ثم والشيخ نائم في سريره إلا ويظهر له رجلاً غامضاً يرتدي رداءً أسود وعلى رأسه قلنسوة سوداء وفي يديه عصا غليظة ..ويضطرب معه الشيخ فالح وينهض من سريره مخاطباً الغامض وبصوتٍ مرتجف: مين انت؟!
قال الغامض بصوتٍ أجوف: أنا المستقبل..ها ها ها ها ها ها.
يرتعد الشيخ فالح وينهض ذاكراً لله ويتمتم ببعض الكلمات ويستغفر الله أن يكون هذا الشبح كابوس من فرط شبعه وامتلاء معدته في العشاء، ثم توضى وصلى ركعتين وأخلد إلى النوم..وإذ به يرى رجلاً أبيضاً ويرتدي رداءً أبيض وعلى رأسه قلنسوة بيضاء يأتي له بشوش الوجه ويخاطبه بهمس:
لا تنزعج فأنا رسولُ من الله.
يافالح إن الله قد اختارك أن تكون الخليفة ،فاعمل على نصرة الله ولا تلتفت لخصومك وأعدائك، الأحزاب لا يهمها سوى الحرب على الإسلام وأنت الذي ستحاربهم، توكل على الله فهو حسبك ونعم المصير.
نهض على الفور من سريره وهو مبتهج، وقد بدت على وجهه علامات الرضا ثم تنفس الصعداء.
مشهد للرئيس وسط الشيوخ ويظهر منه أنه لم يكن ذات قيمة، كانوا يتحدثون ويتركونه، ومنعاً للقيل والقال كان يرتدي لباساً أفرنجياً أو ما يسميه الناس.."بدلة وكرافتة"..فهو مع لحيته الخفيفة"والقصيرة" إلا أن مظهره لا يوحي بالانتساب للشيوخ..
كانوا يتحدثون عن الخطط والبرامج والقرارات الجمهورية التي كان يتخذها الرئيس، ومع كل قرار تخرج المذيعة لإعلانه...إبطال المحكمة الدستورية وإحلالها بالمحكمة الشرعية التي يترأسها العلماء والمشايخ، إعلان القضاء المصري قضاءً شرعياً يطبق شرع الله وحدوده في الأرض.
ثم مشهد للمذيع يستطلع آراء الناس في الشارع ويوقف أحدهم قائلاً:
السلام عليكم إيه رأيك في الحكومة الجديدة؟
يرد قائلاً: لسه ماشوفناش حاجة إحنا بقالنا 5 شهور على فوز الرئيس وماعملوش حاجة، إحنا في أزمة يابيه والشيوخ اللي بيطلعوا يدافعوا عن الرئيس لازم ينصحوه.
يسأل آخر نفس السؤال ويرد عليه قائلاً: لازم نصبر عليهم دول مهما كان منتخبين والدنيا ما بتتغيرش بين يوم وليلة.
يسأل ثالث ويرد عليه قائلاً: الشيوخ دول أفسد ناس في الأرض، حزب الرحمة دا حزب منافق وكداب، انا مانتخبتوش عشان عارف انهم بيتاجروا بالدين، حسبنا الله ونعم الوكيل..أنا مسلم موحد بالله ولكن دول مايعرفوش حاجة عن الدين.
فاصل تظهر فيه مذيعة أخبار وتعلن عن الأخبار التالية:
-ردود فعل دولية غاضبة على حل المحكمة الدستورية في مصر وتوجيه القضاء إلى قضاء ديني.
-تفاقم أزمة الوقود والأسعار، والمعارضة تحمل الحكومة المسئولية وتقول أنها تبعات الاستبداد الديني وحل المحكمة الدستورية.
-رئيس الحكومة يقطع زيارته لقطر ويعود بعدها إلى أرض الوطن لمتابعة سير الأعمال.
-حزب التنوير يدعو جموع الشعب المصري للتظاهر ضد الغلاء والاستبداد والسيطرة على القضاء بحل المحكمة الدستورية..ويدعو إلى جمعة.."لا للفاشية الدينية".
قال الحكواتي:..(كانت الأوضاع في البلاد تسير من سئ إلى أسوأ وانتقل الصراع السياسي من الغرف المغلقة إلى الشارع، كان حزب الرحمة يظن أن الوقت قد حان للتمكين، وأن القوة وحدها هي السبيل للتعامل مع الخصوم، فسيطروا على جميع الوزارات والمحافظات بالقوة، وأعلنوا عن مشروع "إسلامي" في المهد وإعادة تنظيم للحياة السياسية...ثم تنهد الحكواتي وأكمل: بدأ التيار الديني في مناقشة وضع الأحزاب السياسية في البلاد، وهل هي شرعية أم لا، وما هو دور مجلس النواب وما هو دور مجلس الشورى...كانوا متفرغين تماماً للتمكين ..
ولااااااااااااااكن
ثم ينقطع الحكواتي
صورة مشهد صراع بين الفقراء والأغنياء..ومجموعات بشرية جوعى من الطعام، وانفلات أمني ساد فيه قانون الغاب... مع مشاهد قمع السلطة الأمنية للمواطنين...
ويُكمل الحكواتي:
الشعب كان في أحوال أخرىىىىىىىى
ويُغلق الستار
صفحتي على الفيس بوك
الحرية هي مطلب العُقلاء..ولكن من يجعل نفسه أسيراً لردود أفعال الآخرين فهو ليس حُرّاً....إصنع الهدف بنفسك ولا تنتظر عطف وشفقة الناس عليك..ولو كنت قويا ستنجح....سامح عسكر
رد: مسرحية لطمية رابعة
تفتح الستارة على مظاهرات تهتف بسقوط الحُكم الديني، ولافتات تدعو لعودة المحكمة الدستورية والقضاء المدني، وأفواج من المارين تهتف ضد الفقر والغلاء، ومشهد لمذيعة تلفزيونية تتحدث مع بعض المتظاهرين وكان هذا قولهم:
الأول غاضبا وملوّحا بيديه: إحنا جايين هنا عشان نسقط تجار الدين، الشيخ فالح وبتوع حزب الرحمة دول مايعرفوش ربنا.
الثاني بهدوء وكان فلاحاً: إحنا مش عارفين نعيش ياأستاذة، شيكارة الكيماوي بقت ب200 جنيه، هانجيب منين والأسعار مولعة.
الثالث وكانت بنت جامعية بلهجة غاضبة: أنا عايزة اعرف هما بيحلّوا المحكمة الدستورية ليه؟!..المحكمة دي هي الرابعة ع العالم، هما حلّوها عشان يطبقوا الدولة الدينية اللي بيضحكوا بيها ع الغلابة، زمان كان الاستبداد مهما حصل كان بعيد عن الدين، والفتن كانت معدومة، أما دلوقتي بقى الاستبداد بالدين ومش هانعرف نقول حاجة غير اللي بيقولوها الشيوخ، وهما أساساً مختلفين، يعني البلد داخلة على إيدين الناس دول على كارثة، حسبي الله ونعم الوكيل.
صوت المسرح والمظاهرات يعود مرة أخرى مع موسيقى تصويرية تناسب الحدث مع تجهيز لنشرة الأخبار، يخرج قارئ النشرة ويتلو هذه الأخبار.
-ملايين المواطنين ينتفضون ضد الفقر والاستبداد ، ومواجهات شعبية مع الأمن في أماكن متفرقة في أنحاء البلاد، وردود أفعال عالمية تطالب الحكومة بضبط النفس.
-رئيس حزب التنوير الدكتور البرلسي يطالب الرئيس بالتنحي
-وزير الدفاع يعطي مهلة أسبوع للتوافق حفظاً للأمن القومي للبلاد، ويقول أن الجيش سيتدخل برعايته لمرحلة انتقالية إذا لَزِم الأمر.
-الشيخ فالح يرفض ما أسماه.."تهديدات الجيش ضد الشرعية"..ويقول أن الحزب مستمر في برنامجه وأن الرئيس يستمع لمطالب شعبه فلا داعي للمظاهرات.
يدخل الحكواتي بعد انقطاع النشرة:..(أجواء ثورية بمعنى الكلمة ، وبعد خطاب وزير الدفاع زادت تلك الجُرعة الثورية إلى مستويات وصل فيها الاحتجاج إلى كل شبر من أرض الوطن، تمر المهلة يوماً بعد يوم والحكومة لا تستجيب لمطالب الشعب، ويبدو أن الجيش قد اتخذ قراره الحاسم)..
مشهد لرجل عسكري يصعد إلى المنصة ويلقي البيان:
أنه وبعد أن شعرت القوات المسلحة بالخطر على الأمن القومي للبلاد، فقد لزم علينا التدخل كواجبِ وطني يفرض على الجميع التنازل لصالح الوطن وللحفاظ على مقدراته، وقد أعطينا مهلة للتوافق السياسي والاستجابة لرغبات الشارع، ولكن لم تستجب الإدارة العامة للبلاد...وعليه نعلن عن إجراءات أولية تهدف لنزع فتيل الأزمة وحقن الدماء والتصدي للأخطار المحدقة على أمننا القومي..
نعلن.. إلغاء قرار حل المحكمة الدستورية والقضاء المدني واعتباره كأنه لم يكن، حل مجلس النوّاب وإخضاع سلطاته التشريعية للرئيس، تعيين رئيس المحكمة الدستورية رئيساً للبلاد في فترة انتقالية لا تتجاوز العام يجري فيها الانتخابات الرئاسية والبرلمانية والمحلية...والله الموفق والمستعان.
مشهد فرحة عارمة للمتظاهرين وأجواء احتفالية في كل مكان، ولقاءات مع المواطنين يعبرون فيها عن فرحتهم للتخلص من حكومة حزب الرحمة.
على الجانب الآخر:مشهد للشيخ فالح وأعضاء حزبه يبدو على وجوههم الحُزن، ولكن يصعد الشيخ فالح للمنصة ويخطب هذه الخطبة وبصوتٍ مرتفع تملأه الحماسة:
أيها المسلمون إنها الحرب على الإسلام، إنها الحرب على الشريعة والقرآن، إنه الانقلاب العسكري المرتد، نحن فداءً لديننا، لن نترك بلادنا للأوغاد، انصروا الشريعة يامؤمنين..
ثم هتاف للمؤيدين: يسقط الجيش..يسقط الانقلاب العسكري..تحيا الشرعية
يُعاود الشيخ فالح الحديث: ها نحن قد قررنا الاعتصام في هذا المكان، فلتأتوا إلينا يامسلمين، نحن في ميدان.."رابعة"..ولن نغادره إلا بعد عودة الرئيس ..والشرعية..وأن يكف أعداء الإسلام عن اعتداءاتهم على الدين..
ثم مشهد لنصب الخيام للرجال والنساء، ولافتات عليها صور الرئيس المعزول،مع وجود مجاميع على المسرح تؤدي الصلاة وتدعو لعودة الرئيس، وتدعو بالهلاك على المعارضة وبالأخص حزب التنوير وزعيمه الدكتور.."طاهر البرلسي".
أنباء في الإعلام عن أسلحة في الاعتصام، وتهديدات من الأمن بالفض..وتهديدات مماثلة من فوق منصة الاعتصام بأن الأمن لا يستطيع الفض ، وخطب متوالية تعلن كفر المجتمع والأمن، وخطب مماثلة تعلن الجهاد في سبيل الله كطريق لعودة الرئيس المعزول.
مشهد اقتحام قوات الأمن للاعتصام وأصوات نارية وسقوط ضحايا من الشرطة والمعتصمين المسلحين، وسيطرة للأمن على الميدان وانسحاب كامل لبقية المعتصمين.
تؤدي سرعة الأحداث على المسرح إلى هرج ومرج بين المدنيين ثم ظهور وحيد لقوات الأمن وتفقدهم للخيام وضبطهم للسلاح الثقيل والخفيف، وأصوات بكاء هستيري تنضح من على المسرح ندباً للضحايا وعلى الاعتصام، وبيان للأمن يعلن فيه إنهاء كافة الاعتصامات وأشكالها في أنحاء البلاد.
مشهد للشيخ فالح وسط الأتباع يبكي وعلى ملابسه آثار الدماء، ثم اعتقال قوات الأمن له بعد فترة وجيزة ومعه بعض الرجال، ثم نداء الأمن للبقية بتسليم أنفسهم وإلا تعاملوا بالقوة، يخرج العديد من الرجال رافعين أيديهم مستسلمين، تدفعهم قوات الأمن نحو عربات الشرطة...
ثم أصوات تخفت شيئاً فشيئاً حتى يعم الصمت كافة أرجاء المسرح، يخرج الدكتور طاهر البرلسي ومعه بعض الشباب، يتبادلون التهاني ويرفعون شعارات مؤيدة للأمن وللجيش، يخطب فيهم الدكتور طاهر قائلاً:
أيها السادة والسيدات ..نحمد الله على أننا استطعنا اجتياز هذه المحنة، وقد كلل الله جهودنا في الشوارع والميادين بنصرٍ عظيم على دعاة التخلف والفتنة، من الآن نحن مشاريع ثقافية وسياسية على الأرض، لن نكتفي بالحوار الساذج في الغرف المغلقة، سننزل إلى رجل الشارع، سنشرح له معنى الدين ومعنى السياسة، سنحاول تربية الناس على صحيح الأديان واستقامتها مع العقل، سنربي أولادنا على الأخلاق والتواضع، فمتعة الأديان أن تكون للنفس حظُ منها قبل دعوتها للآخرين...سننُشئ جيلاً ينتمي إلى الدولة والوطن قبل كل شئ، فديننا لأنفسنا أما وطننا فهو للجميع.
أصوات مبتهجة تحيي الدكتور طاهر على خطابه ثم إغلاق تام للمسرح وانطفاء كامل للأضواء ، وظلام دامس يعم أرجاء المكان، وأصوات من بعيد تُشبه أصوات الموالد وحفلات الأولياء..ثم إضاءة متدرجة للمسرح يظهر عليه مجموعة من الملتحين يبكون ويصرخون ويجلدون ظهورهم ، ومناظر لنساء متشحات بالسواد يلطمن خدودهن ويَنشدن.
حُزني عليكي يارابعة...قد السنين
مشورانا طويل ...قتلوه في يومين
يااارابعة ياااارابعة.. ياضي العين
هانعيش ليكي...........مخلصين
آدي الناس يارابعة.....طلعت قوية
قتلونا بسلاحهم....كنتي ليه مخبية
هو احنا ليه..... دايماً مكروهين
الخير والحق......معادش موجود
دا حتى قوتهم........هدّت سدود
سدود كانت بتحمينا..وبتطلب وجود
ليه يارابعة.........احنا مظلومين
هو احنا ليه...... دايماً مكروهين
حزني عليكي يارابعة...قد السنين
هانعيش لذ........ي..........بحنين
وهانفضل نحيي......بأمل كبير
أرواح كانت.......شُهدا المصير
ومش هانطلب ...من شيخ ولا أمير
حقنا هانجيبه بإيدينا
ولو بعد مليون سنة
ياغالية يارابعة يارابعة
ثم مشهد لطم وعويل النساء ، وندب وبكاء الرجال
يدخل الحكواتي:
وتوتة توتة فرغت الحدوتة.
الأول غاضبا وملوّحا بيديه: إحنا جايين هنا عشان نسقط تجار الدين، الشيخ فالح وبتوع حزب الرحمة دول مايعرفوش ربنا.
الثاني بهدوء وكان فلاحاً: إحنا مش عارفين نعيش ياأستاذة، شيكارة الكيماوي بقت ب200 جنيه، هانجيب منين والأسعار مولعة.
الثالث وكانت بنت جامعية بلهجة غاضبة: أنا عايزة اعرف هما بيحلّوا المحكمة الدستورية ليه؟!..المحكمة دي هي الرابعة ع العالم، هما حلّوها عشان يطبقوا الدولة الدينية اللي بيضحكوا بيها ع الغلابة، زمان كان الاستبداد مهما حصل كان بعيد عن الدين، والفتن كانت معدومة، أما دلوقتي بقى الاستبداد بالدين ومش هانعرف نقول حاجة غير اللي بيقولوها الشيوخ، وهما أساساً مختلفين، يعني البلد داخلة على إيدين الناس دول على كارثة، حسبي الله ونعم الوكيل.
صوت المسرح والمظاهرات يعود مرة أخرى مع موسيقى تصويرية تناسب الحدث مع تجهيز لنشرة الأخبار، يخرج قارئ النشرة ويتلو هذه الأخبار.
-ملايين المواطنين ينتفضون ضد الفقر والاستبداد ، ومواجهات شعبية مع الأمن في أماكن متفرقة في أنحاء البلاد، وردود أفعال عالمية تطالب الحكومة بضبط النفس.
-رئيس حزب التنوير الدكتور البرلسي يطالب الرئيس بالتنحي
-وزير الدفاع يعطي مهلة أسبوع للتوافق حفظاً للأمن القومي للبلاد، ويقول أن الجيش سيتدخل برعايته لمرحلة انتقالية إذا لَزِم الأمر.
-الشيخ فالح يرفض ما أسماه.."تهديدات الجيش ضد الشرعية"..ويقول أن الحزب مستمر في برنامجه وأن الرئيس يستمع لمطالب شعبه فلا داعي للمظاهرات.
يدخل الحكواتي بعد انقطاع النشرة:..(أجواء ثورية بمعنى الكلمة ، وبعد خطاب وزير الدفاع زادت تلك الجُرعة الثورية إلى مستويات وصل فيها الاحتجاج إلى كل شبر من أرض الوطن، تمر المهلة يوماً بعد يوم والحكومة لا تستجيب لمطالب الشعب، ويبدو أن الجيش قد اتخذ قراره الحاسم)..
مشهد لرجل عسكري يصعد إلى المنصة ويلقي البيان:
أنه وبعد أن شعرت القوات المسلحة بالخطر على الأمن القومي للبلاد، فقد لزم علينا التدخل كواجبِ وطني يفرض على الجميع التنازل لصالح الوطن وللحفاظ على مقدراته، وقد أعطينا مهلة للتوافق السياسي والاستجابة لرغبات الشارع، ولكن لم تستجب الإدارة العامة للبلاد...وعليه نعلن عن إجراءات أولية تهدف لنزع فتيل الأزمة وحقن الدماء والتصدي للأخطار المحدقة على أمننا القومي..
نعلن.. إلغاء قرار حل المحكمة الدستورية والقضاء المدني واعتباره كأنه لم يكن، حل مجلس النوّاب وإخضاع سلطاته التشريعية للرئيس، تعيين رئيس المحكمة الدستورية رئيساً للبلاد في فترة انتقالية لا تتجاوز العام يجري فيها الانتخابات الرئاسية والبرلمانية والمحلية...والله الموفق والمستعان.
مشهد فرحة عارمة للمتظاهرين وأجواء احتفالية في كل مكان، ولقاءات مع المواطنين يعبرون فيها عن فرحتهم للتخلص من حكومة حزب الرحمة.
على الجانب الآخر:مشهد للشيخ فالح وأعضاء حزبه يبدو على وجوههم الحُزن، ولكن يصعد الشيخ فالح للمنصة ويخطب هذه الخطبة وبصوتٍ مرتفع تملأه الحماسة:
أيها المسلمون إنها الحرب على الإسلام، إنها الحرب على الشريعة والقرآن، إنه الانقلاب العسكري المرتد، نحن فداءً لديننا، لن نترك بلادنا للأوغاد، انصروا الشريعة يامؤمنين..
ثم هتاف للمؤيدين: يسقط الجيش..يسقط الانقلاب العسكري..تحيا الشرعية
يُعاود الشيخ فالح الحديث: ها نحن قد قررنا الاعتصام في هذا المكان، فلتأتوا إلينا يامسلمين، نحن في ميدان.."رابعة"..ولن نغادره إلا بعد عودة الرئيس ..والشرعية..وأن يكف أعداء الإسلام عن اعتداءاتهم على الدين..
ثم مشهد لنصب الخيام للرجال والنساء، ولافتات عليها صور الرئيس المعزول،مع وجود مجاميع على المسرح تؤدي الصلاة وتدعو لعودة الرئيس، وتدعو بالهلاك على المعارضة وبالأخص حزب التنوير وزعيمه الدكتور.."طاهر البرلسي".
أنباء في الإعلام عن أسلحة في الاعتصام، وتهديدات من الأمن بالفض..وتهديدات مماثلة من فوق منصة الاعتصام بأن الأمن لا يستطيع الفض ، وخطب متوالية تعلن كفر المجتمع والأمن، وخطب مماثلة تعلن الجهاد في سبيل الله كطريق لعودة الرئيس المعزول.
مشهد اقتحام قوات الأمن للاعتصام وأصوات نارية وسقوط ضحايا من الشرطة والمعتصمين المسلحين، وسيطرة للأمن على الميدان وانسحاب كامل لبقية المعتصمين.
تؤدي سرعة الأحداث على المسرح إلى هرج ومرج بين المدنيين ثم ظهور وحيد لقوات الأمن وتفقدهم للخيام وضبطهم للسلاح الثقيل والخفيف، وأصوات بكاء هستيري تنضح من على المسرح ندباً للضحايا وعلى الاعتصام، وبيان للأمن يعلن فيه إنهاء كافة الاعتصامات وأشكالها في أنحاء البلاد.
مشهد للشيخ فالح وسط الأتباع يبكي وعلى ملابسه آثار الدماء، ثم اعتقال قوات الأمن له بعد فترة وجيزة ومعه بعض الرجال، ثم نداء الأمن للبقية بتسليم أنفسهم وإلا تعاملوا بالقوة، يخرج العديد من الرجال رافعين أيديهم مستسلمين، تدفعهم قوات الأمن نحو عربات الشرطة...
ثم أصوات تخفت شيئاً فشيئاً حتى يعم الصمت كافة أرجاء المسرح، يخرج الدكتور طاهر البرلسي ومعه بعض الشباب، يتبادلون التهاني ويرفعون شعارات مؤيدة للأمن وللجيش، يخطب فيهم الدكتور طاهر قائلاً:
أيها السادة والسيدات ..نحمد الله على أننا استطعنا اجتياز هذه المحنة، وقد كلل الله جهودنا في الشوارع والميادين بنصرٍ عظيم على دعاة التخلف والفتنة، من الآن نحن مشاريع ثقافية وسياسية على الأرض، لن نكتفي بالحوار الساذج في الغرف المغلقة، سننزل إلى رجل الشارع، سنشرح له معنى الدين ومعنى السياسة، سنحاول تربية الناس على صحيح الأديان واستقامتها مع العقل، سنربي أولادنا على الأخلاق والتواضع، فمتعة الأديان أن تكون للنفس حظُ منها قبل دعوتها للآخرين...سننُشئ جيلاً ينتمي إلى الدولة والوطن قبل كل شئ، فديننا لأنفسنا أما وطننا فهو للجميع.
أصوات مبتهجة تحيي الدكتور طاهر على خطابه ثم إغلاق تام للمسرح وانطفاء كامل للأضواء ، وظلام دامس يعم أرجاء المكان، وأصوات من بعيد تُشبه أصوات الموالد وحفلات الأولياء..ثم إضاءة متدرجة للمسرح يظهر عليه مجموعة من الملتحين يبكون ويصرخون ويجلدون ظهورهم ، ومناظر لنساء متشحات بالسواد يلطمن خدودهن ويَنشدن.
حُزني عليكي يارابعة...قد السنين
مشورانا طويل ...قتلوه في يومين
يااارابعة ياااارابعة.. ياضي العين
هانعيش ليكي...........مخلصين
آدي الناس يارابعة.....طلعت قوية
قتلونا بسلاحهم....كنتي ليه مخبية
هو احنا ليه..... دايماً مكروهين
الخير والحق......معادش موجود
دا حتى قوتهم........هدّت سدود
سدود كانت بتحمينا..وبتطلب وجود
ليه يارابعة.........احنا مظلومين
هو احنا ليه...... دايماً مكروهين
حزني عليكي يارابعة...قد السنين
هانعيش لذ........ي..........بحنين
وهانفضل نحيي......بأمل كبير
أرواح كانت.......شُهدا المصير
ومش هانطلب ...من شيخ ولا أمير
حقنا هانجيبه بإيدينا
ولو بعد مليون سنة
ياغالية يارابعة يارابعة
ثم مشهد لطم وعويل النساء ، وندب وبكاء الرجال
يدخل الحكواتي:
وتوتة توتة فرغت الحدوتة.
صفحتي على الفيس بوك
الحرية هي مطلب العُقلاء..ولكن من يجعل نفسه أسيراً لردود أفعال الآخرين فهو ليس حُرّاً....إصنع الهدف بنفسك ولا تنتظر عطف وشفقة الناس عليك..ولو كنت قويا ستنجح....سامح عسكر
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى