هل الشر مخلوق أم حالة طبيعية ديناميكية؟
صفحة 1 من اصل 1
هل الشر مخلوق أم حالة طبيعية ديناميكية؟
منذ أيام طرحت على صفحتي قصة موت طفلة بعد شهرين من ولادتها، والسبب هو فقر أهلها وعجزهم عن العلاج فاضطروا لإيقافه ونزع الأجهزة عنها فماتت، وتنوعت الردود ما بين تحميل الوالدين المسئولية وما بين حملها على الدولة أو المجتمع...
لكن بالعموم هذه القصة استدل بها الملحدون في صفحتي على الإلحاد..يعني فسروها على أن مرض الطفلة.."شر"..وهو شر فطري غير مكتسب، ولأن أهلها فقراء تركوها حتى ماتت، وهذا عقلياً يبرر للأهل ما فعلوا، وأن الطفلة ضحية الشر المخلوقة به..
عقلياً لديهمً ما حدث هو إثبات .."لعبثية الكون"..
لكن هذه الطريقة في التفكير تُشبه طُرق السلفيين في إثبات وجود الله، فالسلفيون عندما يحاورون الملحدين يعتمدون على أن لكل نظام مُنظّم والبعرة تدل على البعير، وهذه الطريقة تعتمد على .."القياس"..كآداة للإثبات، مع أن القياس –بهذه الطريقة-يُثبت وجود القرينة على الله وهي النظام ..لكن لا يُثبت وجود الله نفسه.
أي أن السلفيين عقلياً يؤمنون بالنظام الكوني لكن ليس لهم دليل على الله..وللأسف فالملحدون يستعملون نفس الطريقة في الإنكار وهي الاعتماد على .."القياس"..في النفي، فيُنكرون وجود الله بإثبات.."العبث"..رغم أن ذلك العبث لا يشترط نفي وجود الله، فما يظنه الإنسان عبثاً قد يكون نظاماً بشكلٍ آخر...
في تقديري أنهم اعتمدوا على أن الشر حالة طبيعية ناتجة عن ديناميكية الكون، فلا دخل للإله به إن وجد، وعليه فالسؤال: هل الشر مخلوق أم حالة طبيعية ديناميكية؟
مبدئياً لو أن الشر ديناميكياً فهو ناتج عن نظام كوني، وبالتالي فكرة.."عبثية الكون"..تسقط من جذروها، هذه الفكرة التي يستدل بها بعض الملحدين على عدم وجود الله، والقول أن الشر ديناميكي فهو اعتراف بالوجود الذاتي الذي يقودنا لسؤال تالٍ وهو..
إذا كنت موجود فلماذا أنت موجود؟
أنت تستطيع-عقلياً-فهم .."ما أنت".. ولكن لن تستطيع فهم.."لماذا أنت"..وهل لوجودك ضرورة؟..وما هي الضرورة ولمن؟
سؤال آخر..أنت موجود ولكن هل لك الخيار في قصة وجودك؟..يعني أنت موجود في هذا الكون بغير رضاك فما الذي يدفعك لقبول أمر ترفضه..؟!
لن أُجهد نفسي في الإجابة لأنني –كمؤمن-أعلمها، ولكن هذه الأسئلة موجهة لمن يدعي أن الشر ديناميكياً دون خالق، فهو من ناحية يعترف بالخالق-كخير-ويكفر به –كشر-وإلا فلما اعترض عليه حين تصوّره؟..ومن ناحية أخرى أن وجوده قد يكون شراً للآخرين، فكيف ينسب شر أفعاله إلى غيره وكدليل على العبث..!
بالمناسبة حتى لو قيل أن الكون عبثياً بدليل وجود الشرّ، هو قول في ذاته اعترافُ بماهية الشر وتمييزه عن الخير، والتمييز في أصله نظام وليس عبث..!
بعض المعتزلة قديماً أنكر خلق الله للشر، وقال أن الإنسان يخلق أفعاله، وهو قول لم يحل معضلة الوجود، فلكل موجودٍ واجد حسب عقيدة المعتزلة، فإذا كان الشر موجود فلماذا لم يكن له واجد ؟
بمعنى أن الإنسان لا يكفي لتفرده بالخلق، لأن الشر قد يأتي على غير هوىً منه، كقصة الطفلة المريضة بالفشل الكلوي-مثلاً- والدها فقير عجز عن علاجها، هذا شر لم يختاره وعجز عن مواجهته، بل والصبر عليه حتى تمكن منه واضطر لوقف علاجها فماتت، وعليه سؤال ..من الذي خلق هذا الشر؟
في تقديري أن الشر مخلوق لكنه مُقدّر بإرادة الله القدرية، والكلام في تلك الإرادة يطول مع شرح نماذح وأمثلة..
وتسري أحكام وصنوف هذا الشر ضمن نظام يعمل كتروس تؤدي دورتها في الحياة، فلا يمكن القول أن ذلك شرُ فحسب، بل هو شر نسبي، إذا صبر الأب عليها كان خيراً فأحيا حياة، وإذا لم يصبر كان شراً فأماتها، وإذا كان معذوراً عن تحملها فالمسئول هو الدولة والمجتمع الذي أنجب هذه الحالة دون أن يتحملها..
أي أننا في النهاية ندور في حلقات متصلة نعرف جيداً ما ذلك الشر ومن المسئول، حتى يتوجب لنا تعديله بعد ذلك لخير البشرية..وهو منطق الحياة ككل أنها تتطور بطريقة تراكمية يرى الإنسان فيها أخطائه بالخبرة ، بل إن تطور الحياة من البدائية إلى الحضارة دليل على أن الشر في العالَم لا يمكن تسميته شراً دون أن يكون هناك خيراً تطور معه الإنسان.
لكن بالعموم هذه القصة استدل بها الملحدون في صفحتي على الإلحاد..يعني فسروها على أن مرض الطفلة.."شر"..وهو شر فطري غير مكتسب، ولأن أهلها فقراء تركوها حتى ماتت، وهذا عقلياً يبرر للأهل ما فعلوا، وأن الطفلة ضحية الشر المخلوقة به..
عقلياً لديهمً ما حدث هو إثبات .."لعبثية الكون"..
لكن هذه الطريقة في التفكير تُشبه طُرق السلفيين في إثبات وجود الله، فالسلفيون عندما يحاورون الملحدين يعتمدون على أن لكل نظام مُنظّم والبعرة تدل على البعير، وهذه الطريقة تعتمد على .."القياس"..كآداة للإثبات، مع أن القياس –بهذه الطريقة-يُثبت وجود القرينة على الله وهي النظام ..لكن لا يُثبت وجود الله نفسه.
أي أن السلفيين عقلياً يؤمنون بالنظام الكوني لكن ليس لهم دليل على الله..وللأسف فالملحدون يستعملون نفس الطريقة في الإنكار وهي الاعتماد على .."القياس"..في النفي، فيُنكرون وجود الله بإثبات.."العبث"..رغم أن ذلك العبث لا يشترط نفي وجود الله، فما يظنه الإنسان عبثاً قد يكون نظاماً بشكلٍ آخر...
في تقديري أنهم اعتمدوا على أن الشر حالة طبيعية ناتجة عن ديناميكية الكون، فلا دخل للإله به إن وجد، وعليه فالسؤال: هل الشر مخلوق أم حالة طبيعية ديناميكية؟
مبدئياً لو أن الشر ديناميكياً فهو ناتج عن نظام كوني، وبالتالي فكرة.."عبثية الكون"..تسقط من جذروها، هذه الفكرة التي يستدل بها بعض الملحدين على عدم وجود الله، والقول أن الشر ديناميكي فهو اعتراف بالوجود الذاتي الذي يقودنا لسؤال تالٍ وهو..
إذا كنت موجود فلماذا أنت موجود؟
أنت تستطيع-عقلياً-فهم .."ما أنت".. ولكن لن تستطيع فهم.."لماذا أنت"..وهل لوجودك ضرورة؟..وما هي الضرورة ولمن؟
سؤال آخر..أنت موجود ولكن هل لك الخيار في قصة وجودك؟..يعني أنت موجود في هذا الكون بغير رضاك فما الذي يدفعك لقبول أمر ترفضه..؟!
لن أُجهد نفسي في الإجابة لأنني –كمؤمن-أعلمها، ولكن هذه الأسئلة موجهة لمن يدعي أن الشر ديناميكياً دون خالق، فهو من ناحية يعترف بالخالق-كخير-ويكفر به –كشر-وإلا فلما اعترض عليه حين تصوّره؟..ومن ناحية أخرى أن وجوده قد يكون شراً للآخرين، فكيف ينسب شر أفعاله إلى غيره وكدليل على العبث..!
بالمناسبة حتى لو قيل أن الكون عبثياً بدليل وجود الشرّ، هو قول في ذاته اعترافُ بماهية الشر وتمييزه عن الخير، والتمييز في أصله نظام وليس عبث..!
بعض المعتزلة قديماً أنكر خلق الله للشر، وقال أن الإنسان يخلق أفعاله، وهو قول لم يحل معضلة الوجود، فلكل موجودٍ واجد حسب عقيدة المعتزلة، فإذا كان الشر موجود فلماذا لم يكن له واجد ؟
بمعنى أن الإنسان لا يكفي لتفرده بالخلق، لأن الشر قد يأتي على غير هوىً منه، كقصة الطفلة المريضة بالفشل الكلوي-مثلاً- والدها فقير عجز عن علاجها، هذا شر لم يختاره وعجز عن مواجهته، بل والصبر عليه حتى تمكن منه واضطر لوقف علاجها فماتت، وعليه سؤال ..من الذي خلق هذا الشر؟
في تقديري أن الشر مخلوق لكنه مُقدّر بإرادة الله القدرية، والكلام في تلك الإرادة يطول مع شرح نماذح وأمثلة..
وتسري أحكام وصنوف هذا الشر ضمن نظام يعمل كتروس تؤدي دورتها في الحياة، فلا يمكن القول أن ذلك شرُ فحسب، بل هو شر نسبي، إذا صبر الأب عليها كان خيراً فأحيا حياة، وإذا لم يصبر كان شراً فأماتها، وإذا كان معذوراً عن تحملها فالمسئول هو الدولة والمجتمع الذي أنجب هذه الحالة دون أن يتحملها..
أي أننا في النهاية ندور في حلقات متصلة نعرف جيداً ما ذلك الشر ومن المسئول، حتى يتوجب لنا تعديله بعد ذلك لخير البشرية..وهو منطق الحياة ككل أنها تتطور بطريقة تراكمية يرى الإنسان فيها أخطائه بالخبرة ، بل إن تطور الحياة من البدائية إلى الحضارة دليل على أن الشر في العالَم لا يمكن تسميته شراً دون أن يكون هناك خيراً تطور معه الإنسان.
صفحتي على الفيس بوك
الحرية هي مطلب العُقلاء..ولكن من يجعل نفسه أسيراً لردود أفعال الآخرين فهو ليس حُرّاً....إصنع الهدف بنفسك ولا تنتظر عطف وشفقة الناس عليك..ولو كنت قويا ستنجح....سامح عسكر
مواضيع مماثلة
» أزاهير الشر لبودلير بالفرنسية والعربية
» إثبات أن العالم مخلوق ٌأي له بداية
» قراءة فى مقال غاوغوين و تيكامب: حالة تقمص أم مصادفة غريبة؟
» إثبات أن العالم مخلوق ٌأي له بداية
» قراءة فى مقال غاوغوين و تيكامب: حالة تقمص أم مصادفة غريبة؟
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى