توقعات ومسارات الأزمة الخليجية
صفحة 1 من اصل 1
توقعات ومسارات الأزمة الخليجية
اليوم أعلنت أربعة دول عن قطع علاقاتها بقطر وسحب سفراها وغلق مجالها الجوي أمامها وهي (السعودية والإمارات والبحرين ومصر) وهو تصرف أصاب البعض بالصدمة وآخرين بالدهشة..وآخرين لم يتفجائوا لتوقعهم إياه خصوصا بعد مؤتمر ترامب..
وهي أزمة تكاد تكون استثنائية وتشبه لحد كبير إجراءات حرب الخليج الثانية وغزو الكويت، لا أعني أن هناك حرب قد تحدث بين قطر والسعودية، فالإثنين جُبناء ولديهم ملفات لم تغلق بعد والحرب ليست في صالحهم على الإطلاق..ولكنها إجراءات خطيرة تنم عن يأس واحتمالات الصدام..
مشاهد عامة جراء الأزمة:
1- انحسار التحالف السعودي إلى 3 دول فقط عن ما تم إعلانه أول مرة سواء بمجموعة حرب اليمن (10 دول) أو التحالف الإسلامي (32 دولة) أو تحالف ترامب (50 دولة) وأخيرا هذا..
كل هذه تحالفات فشلت إما في تحقيق أهدافها أو في التجمع أصلا، مما يعني أن فكرة إقامتها كانت نوع من العبث، وهو الحالة التي تميز المرحلة بامتياز، وفي تقديري يوجد محرك عبثي عبارة عن ثور هائج لا يكاد يمل من كثرة النطح هو المتسبب في صراعات الشرق الأوسط الآن، وفي مقال لي في إبريل 2015 عبرت عن هذا الثور بوضوح إنها الإدارة السلمانية الجديدة ومديرها الأوحد.."محمد بن سلمان"..ذلك الشاب الأهوج ضيق الأفق كثير الطموح والخيال..
2- استغلال إيران للأزمة واتصال وزير خارجيتها جواد ظريف بنظرائه في الكويت وقطر والعراق ولبنان والجزائر وعُمان وتونس وماليزيا...هذا يشبه خلية عمل لقطع الطريق على السعودية لاستغلال الموقف..وفي ظني أنه استغلال ناجح جدا أثمر عن حياد كل هذه الدول في الساعات الأولى وربما لأيام حتى اتضاح المشهد....
3- باكستان أعلنت رفضها أيضا لقطع العلاقة مع قطر مما يعني أن السعودية اتصلت بها لكن الرفض الباكستاني كان سابق، هذا ثالث رفض باكستاني لأوامر سعودية لهم بعد حرب اليمن والتحالف الإسلامي، وهو مؤشر هام يدل على تغيرات هامة قد تحدث للمنطقة مستقبلا ربما تشارك فيه باكستان
4- موقف الأردن والمغرب حتى الآن غير واضح..لكن مرجح جدا يأخذ اتجاه الأغلبية بالحياد..ولو حدث ذلك فهي طعنة للمملكة تثبت المشهد الأول بضيق خيارات السعودية على نفسها..فالمغرب والأردن من أهم الأنظمة لآل سعود شبها وعقيدة..ونكوصهم عن البيعة والعهد الآن له تبعاته..
5- تستعيض السعودية فض تحالفاتها تلك بحملات إعلامية مركزة وضغط سياسي تأمل فيه بتراجع قطر، هذا يعني أن لو لم تتراجع قطر ستدخل المملكة في أزمة وهي أن محيطها الجغرافي أصبح يضيق للغاية بكثرة الأعداء، والغول الإيراني أصبح نافذ على الحد الشرقي للمملكة..
6- لعبت السعودية منذ فترة على دعم انقلاب عسكري في قطر والآن يبدو أن هذا التحرك قد فشل، فأي محاولة انقلابية في الدوحة ستواجه بحس قومي ونفوذ طاغي للأمير السابق حمد بن خليفة..
طب ماذا أمام دول الخليج الآن من خيارات؟
لقد حرق آل سعود كل أوراقهم تقريبا، فالآلة الإعلامية لم تثني قطر عن مواقفها، حتى ورقة الحصار الاقتصادي والجغرافي لم تنتج شئ حتى الآن..وقد فطنت إيران لهذا الحصار مبكرا وصرحت بدعم قطر بالمواد والغذاء..هذه أهم ورقة سعودية تم حرقها إضافة لورقة مصر وإعلامها الذي لم يعد له تأثير على الإطلاق.
إن الخيارات هي نفسها احتمالات أوجزها فيما يلي:
أولا: غزو سعودي لقطر بتحالف في الأصل بين السعودية والبحرين، قد تشارك الإمارات فيه..لكن دخول مصر مستبعد فالدور المصري سيكتفي بالإعلام والسياسة خشية تهور تركيا التي يجمعها بقطر اتفاقية دفاع مشترك..وفي ظني هذا الاحتمال / أو الخيار صعب جدا فكل دولة محاصرة بأزمات داخلية وخارجية وتحديات على أكثر من جبهة، والحرب هناك قد تحدث بمنطق شمشمون (علي وعلى أعدائي) أي هي حرب النهاية التي ستسرع بتشكيل المنطقة برؤية جديدة.
ثانيا: استمرار الضغط والحصار السعودي على قطر وهذا سيدفع القطريون للتحالف مع إيران بصفتها المنفذ الوحيد جويا واقتصاديا ، وقتها ستكون قطر بحماية ثنائية من تركيا وإيران الذين يزداد نفوذهم باضطراد نتيجة لسياسات محمد بن سلمان المتهورة..
ثالثا: اتفاق بين دول الصراع يقضي بتنازلات متبادلة، وفي رأيي أنه سيسجل انتصار لصالح الدبلوماسية القطرية ويصور أميرها (تميم بن حمد) بالبطل ويعلو نفوذ قطر ليكون مساوي لنفوذ السعودية في مجلس التعاون.
رابعا: استسلام قطر وإعلان تنحي تميم...وهذا مستبعد..فالإدارة هناك تثق في إمكانياتها جيدا وكثرة البدائل المتاحة..وتعلم حجم النشاط الدولي لثني الإمارات والسعودية عن مواقفهم..
شخصيا: أرجح الاحتمال الثاني فآل سعود وأمراء قطر ليسوا بالذكاء الذي يدفعهم للتفاوض ، وبالمصري (سيركب كل منهم رأسه) على أمل انتصار معنوي على طريقة عض الأصابع، وكان أملي أن لا تنجر مصر لهذا الصراع العبثي فخلافها مع قطر فقط بسبب الإخوان، أما خلاف السعودية والإمارات مع قطر فهو صراع نفوذ (قبلي –مذهبي –اقتصادي-سياسي) أي صراع مركب يستحيل فيه التوافق..ويكشف عن هشاشة مجتمع الخليج من الداخل..
وهي أزمة تكاد تكون استثنائية وتشبه لحد كبير إجراءات حرب الخليج الثانية وغزو الكويت، لا أعني أن هناك حرب قد تحدث بين قطر والسعودية، فالإثنين جُبناء ولديهم ملفات لم تغلق بعد والحرب ليست في صالحهم على الإطلاق..ولكنها إجراءات خطيرة تنم عن يأس واحتمالات الصدام..
مشاهد عامة جراء الأزمة:
1- انحسار التحالف السعودي إلى 3 دول فقط عن ما تم إعلانه أول مرة سواء بمجموعة حرب اليمن (10 دول) أو التحالف الإسلامي (32 دولة) أو تحالف ترامب (50 دولة) وأخيرا هذا..
كل هذه تحالفات فشلت إما في تحقيق أهدافها أو في التجمع أصلا، مما يعني أن فكرة إقامتها كانت نوع من العبث، وهو الحالة التي تميز المرحلة بامتياز، وفي تقديري يوجد محرك عبثي عبارة عن ثور هائج لا يكاد يمل من كثرة النطح هو المتسبب في صراعات الشرق الأوسط الآن، وفي مقال لي في إبريل 2015 عبرت عن هذا الثور بوضوح إنها الإدارة السلمانية الجديدة ومديرها الأوحد.."محمد بن سلمان"..ذلك الشاب الأهوج ضيق الأفق كثير الطموح والخيال..
2- استغلال إيران للأزمة واتصال وزير خارجيتها جواد ظريف بنظرائه في الكويت وقطر والعراق ولبنان والجزائر وعُمان وتونس وماليزيا...هذا يشبه خلية عمل لقطع الطريق على السعودية لاستغلال الموقف..وفي ظني أنه استغلال ناجح جدا أثمر عن حياد كل هذه الدول في الساعات الأولى وربما لأيام حتى اتضاح المشهد....
3- باكستان أعلنت رفضها أيضا لقطع العلاقة مع قطر مما يعني أن السعودية اتصلت بها لكن الرفض الباكستاني كان سابق، هذا ثالث رفض باكستاني لأوامر سعودية لهم بعد حرب اليمن والتحالف الإسلامي، وهو مؤشر هام يدل على تغيرات هامة قد تحدث للمنطقة مستقبلا ربما تشارك فيه باكستان
4- موقف الأردن والمغرب حتى الآن غير واضح..لكن مرجح جدا يأخذ اتجاه الأغلبية بالحياد..ولو حدث ذلك فهي طعنة للمملكة تثبت المشهد الأول بضيق خيارات السعودية على نفسها..فالمغرب والأردن من أهم الأنظمة لآل سعود شبها وعقيدة..ونكوصهم عن البيعة والعهد الآن له تبعاته..
5- تستعيض السعودية فض تحالفاتها تلك بحملات إعلامية مركزة وضغط سياسي تأمل فيه بتراجع قطر، هذا يعني أن لو لم تتراجع قطر ستدخل المملكة في أزمة وهي أن محيطها الجغرافي أصبح يضيق للغاية بكثرة الأعداء، والغول الإيراني أصبح نافذ على الحد الشرقي للمملكة..
6- لعبت السعودية منذ فترة على دعم انقلاب عسكري في قطر والآن يبدو أن هذا التحرك قد فشل، فأي محاولة انقلابية في الدوحة ستواجه بحس قومي ونفوذ طاغي للأمير السابق حمد بن خليفة..
طب ماذا أمام دول الخليج الآن من خيارات؟
لقد حرق آل سعود كل أوراقهم تقريبا، فالآلة الإعلامية لم تثني قطر عن مواقفها، حتى ورقة الحصار الاقتصادي والجغرافي لم تنتج شئ حتى الآن..وقد فطنت إيران لهذا الحصار مبكرا وصرحت بدعم قطر بالمواد والغذاء..هذه أهم ورقة سعودية تم حرقها إضافة لورقة مصر وإعلامها الذي لم يعد له تأثير على الإطلاق.
إن الخيارات هي نفسها احتمالات أوجزها فيما يلي:
أولا: غزو سعودي لقطر بتحالف في الأصل بين السعودية والبحرين، قد تشارك الإمارات فيه..لكن دخول مصر مستبعد فالدور المصري سيكتفي بالإعلام والسياسة خشية تهور تركيا التي يجمعها بقطر اتفاقية دفاع مشترك..وفي ظني هذا الاحتمال / أو الخيار صعب جدا فكل دولة محاصرة بأزمات داخلية وخارجية وتحديات على أكثر من جبهة، والحرب هناك قد تحدث بمنطق شمشمون (علي وعلى أعدائي) أي هي حرب النهاية التي ستسرع بتشكيل المنطقة برؤية جديدة.
ثانيا: استمرار الضغط والحصار السعودي على قطر وهذا سيدفع القطريون للتحالف مع إيران بصفتها المنفذ الوحيد جويا واقتصاديا ، وقتها ستكون قطر بحماية ثنائية من تركيا وإيران الذين يزداد نفوذهم باضطراد نتيجة لسياسات محمد بن سلمان المتهورة..
ثالثا: اتفاق بين دول الصراع يقضي بتنازلات متبادلة، وفي رأيي أنه سيسجل انتصار لصالح الدبلوماسية القطرية ويصور أميرها (تميم بن حمد) بالبطل ويعلو نفوذ قطر ليكون مساوي لنفوذ السعودية في مجلس التعاون.
رابعا: استسلام قطر وإعلان تنحي تميم...وهذا مستبعد..فالإدارة هناك تثق في إمكانياتها جيدا وكثرة البدائل المتاحة..وتعلم حجم النشاط الدولي لثني الإمارات والسعودية عن مواقفهم..
شخصيا: أرجح الاحتمال الثاني فآل سعود وأمراء قطر ليسوا بالذكاء الذي يدفعهم للتفاوض ، وبالمصري (سيركب كل منهم رأسه) على أمل انتصار معنوي على طريقة عض الأصابع، وكان أملي أن لا تنجر مصر لهذا الصراع العبثي فخلافها مع قطر فقط بسبب الإخوان، أما خلاف السعودية والإمارات مع قطر فهو صراع نفوذ (قبلي –مذهبي –اقتصادي-سياسي) أي صراع مركب يستحيل فيه التوافق..ويكشف عن هشاشة مجتمع الخليج من الداخل..
صفحتي على الفيس بوك
الحرية هي مطلب العُقلاء..ولكن من يجعل نفسه أسيراً لردود أفعال الآخرين فهو ليس حُرّاً....إصنع الهدف بنفسك ولا تنتظر عطف وشفقة الناس عليك..ولو كنت قويا ستنجح....سامح عسكر
مواضيع مماثلة
» الأزمة الخليجية في صالح قطر
» شرح الأزمة اليمنية
» قصة الأزمة الحالية بين مصر والسعودية
» هل يرحل السيسي بسبب الأزمة الاقتصادية؟
» المرجعيَّة في العالم السُّني بين الأزمة والحل
» شرح الأزمة اليمنية
» قصة الأزمة الحالية بين مصر والسعودية
» هل يرحل السيسي بسبب الأزمة الاقتصادية؟
» المرجعيَّة في العالم السُّني بين الأزمة والحل
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى