قصة خلية حزب الله في مصر

من طرف **سامح عسكر** الأربعاء أبريل 18, 2018 9:04 pm

باختصار..

1- عام 2004 وقعت مصر مع إسرائيل اتفاقية (الكويز) برعاية رجال أعمال مقربين من جمال مبارك كحسين سالم، وبعض أثرياء اليهود في الغرب..

2- عام 2005 وقعت مصر مع إسرائيل اتفاقية تصدير الغاز المصري برعاية نفس الطرف

3- كانت النتيجة أن تحولت علاقة مصر مع إسرائيل إلى مصالح استراتيجية وليست مجرد اتفاقية سلام، وبالضرورة أصبح خصوم إسرائيل يريدون الإضرار بمصالح مصر مباشرة..

4- عام 2006 قام العدوان الإسرائيلي على لبنان وأصبح حزب الله في مصر بطل شعبي، لكن جهاز الأمن المباركي استعان بشيوخ السلفية لتوجيه الشعب توجيه طائفي لتشويه صورة نصر الله اللي كانت صورته وقتها في كل شارع مصري..وصوت صواريخه كانت في حفلات الزفاف، وأتذكر جيدا في قريتي كان قائد الفرقة الموسيقية يضرب تعظيم سلام للحزب وزعيمه شخصيا..

5- نجحت جهود الأمن بالفعل وتخوف الناس من الحزب وانتشرت كراهية نصر الله مذهبيا وساد الحس الطائفي الشعب حتى أثر على المثقفين والإعلاميين اللي بدأوا يفكروا بمنظور طائفي لأول مرة في تاريخ مصر..

6- عام 2008 حدثت موقعة العريش باقتحام الفلسطينيين معبر رفح ودخول مصر لكسر الحصار المفروض عليهم، وكانت النتيجة اعتقال 200 فلسطيني من بينهم القيادي "أيمن نوفل"..إنما ردة فعل المصريين كانت مختلفة لأن الفلسطينيين وقتها كانوا في أزمة غذائية بالفعل دفعتهم لكسر المعبر..فذهبت عشرات الحافلات والوفود الشعبية وآلاف الأطنان الغذائية للأشقاء الفلسطينيين.

7- عام 2009 اعتقلت مصر خلية لحزب الله في مصر كانت تقوم بنقل السلاح لقطاع غزة منذ بدء انتفاضة الأقصى عام 2001 برئاسة القيادي في الحزب "سامي شهاب" أي كان نشاط الخلية نقل سلاح للمقاومة الفلسطينية ليس أكثر.

8- نفس الطرف الأمني اللي شوه انتصار حزب الله عام 2006 هو اللي لفق قضية لعناصر الحزب أنهم يريدون تفجير قناة السويس ومنشآت سيادية في الدولة، رغم عدم وجود دوافع حقيقية أو مصالح تحملهم على ذلك، وتحولت أبواق السلفية التي تتحرك أمنيا بنشر الرواية الأمنية في قنواتهم وضخموها بين الناس، وهي نفس الأبواق اللي شوهت حركة كفاية والبرادعي في نفس الوقت حتى الآن....

9- عام 2011 قامت ثورة يناير فارتكبت حماس غلطة كبرى باقتحام السجون المصرية اللي وصفت في الشام وفلسطين على أنها سجون إسرائيل، ونجحوا في تهريب (سامي شهاب وأيمن نوفل) معا...وطبعا كان محمد مرسي وقيادات الإخوان منهم.

ليه بقول غلطة؟

لأن المسجون حتى لو سجن ظلما لا يحق لك تهريبه دون محاكمة وحصول على البراءة، فالأحكام الشخصية تظل شخصية أما أحكام القضاه فهي لمصالح الدولة، هنا التهريب مس بسيادة الدولة وبالتالي خطأ حماس كان مضاعف، وحزب الله تورط بعدم التواصل السياسي مع مصر، أو شرح الموقف إقليميا ودوليا على الأقل ولجأ للطريق الأسهل وهو التهريب باستخدام القوة..

هذه هي الحقيقة مدعمة بتواريخ ، وقد عايشت هذه الأحداث شخصيا، وبالتالي أصبح وصف خلية حزب الله بالإرهابية كذب..فهم عناصر نقلوا السلاح للانتفاضة، والمصريين كانوا معاهم قلبا وقالبا، فمن منا لا يتذكر جرائم شارون وإيهود باراك..؟!..وأما الرواية الأمنية فسهل جدا تلفق قضية لمظلوم خصوصا لو كان مكروه طائفيا وقتها التهمة أصبحوا (اتنين)

باختصار: موقف مصر من مقاومة إسرائيل مبني على ثلاثة أحداث هم سياسيا (كامب ديفيد) واقتصاديا واستراتيجيا (الكويز والغاز) وكلهم حدثوا من خط سياسي واحد خلقه السادات (بالتطبيع) وبالتالي تقاطعت المصالح ومن يعادي إسرائيل سيعادي مصر بالضرورة..