محمد بن سلمان وميكافيللي
صفحة 1 من اصل 1
محمد بن سلمان وميكافيللي
قلت رأيي في محمد بن سلمان قبل أكثر من 3 سنوات وما زلت عليه.
قاتل متهور وفاسد سرق أموال عائلته ليشتري بها قصور فخمة ويخوت وتُحف، وليقدم بها رشاوى لدول تحميه في صراعه الوهمي ضد إيران، وسيكون سبب في سقوط حكم آل سعود لقلة خبرته واعتماده على شخص عدواني "كمحمد بن زايد" أراد بناء إمبراطورية لعرب الإمارات وزعامة خليجية للشرق الأوسط..
السعودية أغنى دولة في الشرق الأوسط ، فالمنطق إذن يقول أنها الأعلى نفوذا، لكن على يديه تدهورت المملكة ولم تعد نافذة سوى في 4 دول فقط انتهى بهم في أزمته الأخيرة مع قطر..علاوة على استنفاذ موارد الدولة في حروب عبثية وصراعات وهمية أدت لأكبر أزمة اقتصادية واجهت المملكة منذ اكتشاف النفط..
عندما قال بأنه سيُحدث المملكة خدع الليبراليين وكثير منهم أيدوه، قلت: هو لا يفهم في الحداثة لأنه طائفي أسس حلف عسكري بخلفية مذهبية انهار بعد إعلانه بعدة ساعات ، وليس ليبراليا لأنه فارغ كثيرا ما يحجر على آراء وخصوصيات الآخرين، وليس سياسيا لأنه ساذج يشتم شعوب ويؤذي عقائدهم بألفاظ سوقية..
عندما سمح للمرأة بقيادة السيارة ، قلت: هذا مطلب ترامب وضغوط نسوية من حكومات بريطانيا وألمانيا، ثم فوجئ العالم باعتقاله كل الحقوقيين الذين نادوا بحقوق المرأة رجال ونساء، بل طال ذلك مثقفين يكتبون على تويتر دفاعا عن الأقليات...
لن يسقط بسهولة لأن الثمن سيكون فادح
سر بقائه في السلطة هو "حرب اليمن" وتوجيه بنادق الدولة لشعوب مجاورة في قطر واليمن وإيران..هكذا عندما تريد أن تحكم وتسيطر فعليك بإشعال حرب وتصوير كل المخالفين بأنهم أعداء للوطن، من هنا الديمقراطية اكتشفت خطورة بقاء السلطة في يد رجل واحد أو حتى حزب واحد..بيد أن خصومه في الأسرة مقيدون لخشيتهم من تبعات حركتهم على الدولة، قدموا المصلحة العامة على الخاصة، وهذا هو هدف الحرب عموما..الإمعان في السيطرة وإذلال المعارضين..
يقدم نفسه للغرب على أنه معتدل..يظن أن الغرب أغبياء..فقط هم يستخدموه لأغراض سياسية فور استنفاذها نراه وحلفائه في السجون أو على قوائم الاغتيالات المرتقبة، ومن فرط عدوانيته خلق الكثير من الأعداء مما اضطره للاستعانة بالأجانب ليحموه، مقابل ثروات السعودية يدفعها حصرا لترامب والاتحاد الأوروبي.
عندما أعلن إنشاء صندوق سيادي ممول من بيع أسهم شركة أرامكو، قلت: هذا قرار عاطفي غير مدروس لأنه لم يناقش وضع الشركة إقليميا ومستقبل العلاقة مع أمريكا التي لن تترك هذه الصفقة، ومرت الأيام وتم إلغاء بيع الشركة وتوقف مشروع الصندوق السيادي وما يتبعه من تمويل مشروع نيوم.
عندما قال بتجديد الخطاب الديني قلت: لن يستغني عن هيئة العلماء ودار الإفتاء السلفية، وسيشعل بحروبه أزمات تغذي السلفية أكثر في بلاده، ووضعت شروط لتحقق نداءه منها وقف حرب اليمن وتحويل السعودية إلى دولة ديمقراطية، بدون تلك الشروط لن يتجدد دين السعوديين وسيظلون المورد البشري الأول للإرهاب.
لي تحليل خاص عن شخصية بن سلمان لم أكتبه من قبل، فمن واقع ال 4 سنوات التي قضاها الشاب في السلطة أرى أنه يريد أن يكون "سليم الأول" العثماني مرة أخرى، رأيي أنه قرأ عنه كثيرا وفلسفته في الحكم بدءا من خلع والده وقتل واعتقال أسرته، ثم إشعاله الصراع مع الفرس بخلفيات عقائدية وقومية ، في ظل هيمنته على مؤسسات الفتوى التي ستجيز له فعل كل ما سبق دينيا بحجة الأمن القومي للدولة.
لكن هذا غير ممكن بدون رؤية فكرية، أرى أنه قرأ الأمير لميكافيللي وبالذات فقرة " الأقاليم التي تتمرد على الدولة يصعب فقدانها مرة أخرى بعد استعادتها، حيث يصبح الحاكم – ولسابق تمردهم – أكثر حرصا على دعم موقفه ومعاقبة المتمردين وكشف المرائين وتقوية نقاط الضعف"...وهذه السياسة يطبقها في اليمن بالحرف، هذا إقليم متمرد على هيمنة آل سعود، فلو نجح في إقصاء الحوثيين سيدين مُلك اليمن له ولذريته من بعده 100 عام على الأقل...
أستطيع الربط بين موقفه من سليم الأول وميكافيللي، إنه يعتقد أن السلطان العثماني طبق تعاليم ميكافيللي حرفيا لذلك نجح، رغم أن سليم فعل كل ذلك قبل كتابة ميكافيللي للأمير ب 20 عاما على الأثل، ولأن تراث سليم لم يشهد تأثرا بفلسفة الطليان الذين كانوا في زمنه مفككين يعانون من الصراع الأهلي..
كما أن كتاب الأمير يهدف لتوحيد إيطاليا، كذلك بن سلمان يحلم بتوحيد العرب والمسلمين تحت رايته، ويحارب كل من يقف عثره في وجهه، مثلما عادى قطر وأميرها الذي رفض تجمع الخليجيين ضد إيران، ويحارب شعب اليمن الذي بايع الحوثي الرافض لهيمنته على باب المندب، ويحارب سوريا التي يراها تقف في خندق أعداءه الافتراضيون ومنافسيه في تحقيق حلم الوحدة، ومختصر هذه الجزئية أن بن سلمان هو الوجه الإيراني الآخر لمفهوم الوحدة الإسلامية، هذا يريدها سنية عربية مع أمريكا، وهذه تريدها إسلامية تعترف بالشيعة وتعادي إسرائيل.
شئ آخر يُظهِر تأثره بميكافيللي، إنه يحاول إضعاف كل دول الجوار حتى لا ينافسوه في ماله وقوته، وحتى يظل مهيمناً ومتحدثا باسم العرب والمسلمين، حتى لو كان هذا الجار حليفه أو تابع له، يجب أن يظل هذا الجار ضعيف حتى لا يفكر في منافسته مستقبلا، وهذا عين رأي ميكافيللي مستشهدا بما فعل الرومان من إضعاف دول الجوار، وهذا يعني أن معارك الإمارات في الحديدة وصراعها على موانئ اليمن سيثير حفيظة قطر المنافس الأقرب مما يشعل صراعا ثنائيا يُضعِف بن زايد..
وهو ما يعني أن هجمات قطر وإعلامها على الإمارات في صالحه، ليؤسس بعد ذلك أمر واقع يقول أنه المتحدث الرسمي والأقوى والأوثق لبناء تحالفات وعلاقات من أي نوع..
كذلك ينتفض فور ظهور علامات السيطرة الإيرانية أو الأمريكية في العراق، فيعمل على إضعاف العراقيين بزرع الصراع القومي عن طريق "مقتدى الصدر" وباستمالة حيدر العبادي، فالقوة العراقية ستبدأ فور سيطرة إيران أو أمريكا هناك مفردا، بمعنى أن نجاح طرف فيهم في إقصاء الآخر سيكون بداية لتأسيس عراق قوي منافس لهيمنة السعودية..وبإمكانيات صناعية وزراعية ونفطية كبيرة ستفوق حجم ما يملكه السعوديون من موارد..والغريب أن ميكافيللي قال ذلك أيضا حين قال بضرورة إضعاف أي إقليم يسيطر عليه الأجانب كي يظل هذا الإقليم خارج دائرة المنافسة للأمير..
لذلك قلت أن مظاهرات البصرة منذ أسبوع وما تبعها من استهداف قوى موالية لإيران ثم حرق القنصلية الإيرانية هذا مقصود بغرض إشعال صراع أهلي – شيعي شيعي- يضعف العراق حتى تصبح سيطرة الإيرانيين – لو حدثت – مجرد تحصيل حاصل ، مجرد سيف خشب وبندقية عاطلة ورصاصة مضروبة لا تهدد نفوذ الأمير..
ما سبق لا يعني ذكاء بن سلمان، فالرجل حسب الشواهد يطبق بعض تعاليم ميكافيللي ومتيم بشخصيات عثمانية مشهورة، لكن فاته أن الميكافيللية تتطلب القدرة على تطبيق فلسفتها، يعني لو مش قادر أو فقدت جزء من قوتك عليك التوقف فورا لأن الخسارة ستكون مضاعفة، بينما بن سلمان لا يتوقف حتى مع انكشاف ضعفه، وأزمتي اليمن وقطر دليل أن الرجل سيخسر في المستقبل أكثر مما يخسر الآن..
كذلك تضع الميكافيللية شروط في الأمير أهمها "الرحمة والإنسانية وحُسن اللسان" كي يرى الناس فيه القدوة فيساعدوه على التملك، أي أن ميكافيللي ربط المُلك بالأخلاق، بينما بن سلمان فاحش اللسان وكثير الزلل، تورط في ذم عقائد دينية عند خصومه وامتهان بعض الحكام والشعوب، كذلك حذر ميكافيللي من كراهية الناس للأمير لو رأوه يسرق ويغتصب ممتلكاتهم أو سفيها ينفق بشراهة في غير حاجة، واعتبر ميكافيللي أن تلك الكراهية لو حدثت كفيلة بإعدام الأمير شعبيا كمقدمة لإعدامه على المقصلة، والأغرب أن بن سلمان ظهر بنفس الصورة بعد سرقته أموال الأمراء والإفراط في الجباية والضرائب والإنفاق على شهواته وملذاته الشخصية..
أخيرا: لميكافيللي كتاب آخر اسمه "المطارحات" وضع فيه أصول الحكم والسياسة والأخلاق، بقراءته يتبين أن بن سلمان لم يلزم شروط ميكافيللي في الحكم ومنها وضع الرجل المناسب في مكانه المناسب، وتولية الأذكياء والعباقرة أي تقديم ذوي الكفاءة عن ذوي الولاء، والاهتمام بكل ما يقوله الرأي العام..فقط هو أخذ جزئية الحاكم الدكتاتور المطلق صاحب السلطة المركزية الأوحد وجعلتها عنوانا لفلسفة الرجل، وهذا غير صحيح، فقط هو أخذ ما يناسبه وترك ما لا يناسبه..وتمنى أن يصبح في النهاية محقا رغم أن المقدمات الخاطئة تؤدي حتما لنتائج خاطئة..ومن يزرع شوكا لا يجني عنبا..
قاتل متهور وفاسد سرق أموال عائلته ليشتري بها قصور فخمة ويخوت وتُحف، وليقدم بها رشاوى لدول تحميه في صراعه الوهمي ضد إيران، وسيكون سبب في سقوط حكم آل سعود لقلة خبرته واعتماده على شخص عدواني "كمحمد بن زايد" أراد بناء إمبراطورية لعرب الإمارات وزعامة خليجية للشرق الأوسط..
السعودية أغنى دولة في الشرق الأوسط ، فالمنطق إذن يقول أنها الأعلى نفوذا، لكن على يديه تدهورت المملكة ولم تعد نافذة سوى في 4 دول فقط انتهى بهم في أزمته الأخيرة مع قطر..علاوة على استنفاذ موارد الدولة في حروب عبثية وصراعات وهمية أدت لأكبر أزمة اقتصادية واجهت المملكة منذ اكتشاف النفط..
عندما قال بأنه سيُحدث المملكة خدع الليبراليين وكثير منهم أيدوه، قلت: هو لا يفهم في الحداثة لأنه طائفي أسس حلف عسكري بخلفية مذهبية انهار بعد إعلانه بعدة ساعات ، وليس ليبراليا لأنه فارغ كثيرا ما يحجر على آراء وخصوصيات الآخرين، وليس سياسيا لأنه ساذج يشتم شعوب ويؤذي عقائدهم بألفاظ سوقية..
عندما سمح للمرأة بقيادة السيارة ، قلت: هذا مطلب ترامب وضغوط نسوية من حكومات بريطانيا وألمانيا، ثم فوجئ العالم باعتقاله كل الحقوقيين الذين نادوا بحقوق المرأة رجال ونساء، بل طال ذلك مثقفين يكتبون على تويتر دفاعا عن الأقليات...
لن يسقط بسهولة لأن الثمن سيكون فادح
سر بقائه في السلطة هو "حرب اليمن" وتوجيه بنادق الدولة لشعوب مجاورة في قطر واليمن وإيران..هكذا عندما تريد أن تحكم وتسيطر فعليك بإشعال حرب وتصوير كل المخالفين بأنهم أعداء للوطن، من هنا الديمقراطية اكتشفت خطورة بقاء السلطة في يد رجل واحد أو حتى حزب واحد..بيد أن خصومه في الأسرة مقيدون لخشيتهم من تبعات حركتهم على الدولة، قدموا المصلحة العامة على الخاصة، وهذا هو هدف الحرب عموما..الإمعان في السيطرة وإذلال المعارضين..
يقدم نفسه للغرب على أنه معتدل..يظن أن الغرب أغبياء..فقط هم يستخدموه لأغراض سياسية فور استنفاذها نراه وحلفائه في السجون أو على قوائم الاغتيالات المرتقبة، ومن فرط عدوانيته خلق الكثير من الأعداء مما اضطره للاستعانة بالأجانب ليحموه، مقابل ثروات السعودية يدفعها حصرا لترامب والاتحاد الأوروبي.
عندما أعلن إنشاء صندوق سيادي ممول من بيع أسهم شركة أرامكو، قلت: هذا قرار عاطفي غير مدروس لأنه لم يناقش وضع الشركة إقليميا ومستقبل العلاقة مع أمريكا التي لن تترك هذه الصفقة، ومرت الأيام وتم إلغاء بيع الشركة وتوقف مشروع الصندوق السيادي وما يتبعه من تمويل مشروع نيوم.
عندما قال بتجديد الخطاب الديني قلت: لن يستغني عن هيئة العلماء ودار الإفتاء السلفية، وسيشعل بحروبه أزمات تغذي السلفية أكثر في بلاده، ووضعت شروط لتحقق نداءه منها وقف حرب اليمن وتحويل السعودية إلى دولة ديمقراطية، بدون تلك الشروط لن يتجدد دين السعوديين وسيظلون المورد البشري الأول للإرهاب.
لي تحليل خاص عن شخصية بن سلمان لم أكتبه من قبل، فمن واقع ال 4 سنوات التي قضاها الشاب في السلطة أرى أنه يريد أن يكون "سليم الأول" العثماني مرة أخرى، رأيي أنه قرأ عنه كثيرا وفلسفته في الحكم بدءا من خلع والده وقتل واعتقال أسرته، ثم إشعاله الصراع مع الفرس بخلفيات عقائدية وقومية ، في ظل هيمنته على مؤسسات الفتوى التي ستجيز له فعل كل ما سبق دينيا بحجة الأمن القومي للدولة.
لكن هذا غير ممكن بدون رؤية فكرية، أرى أنه قرأ الأمير لميكافيللي وبالذات فقرة " الأقاليم التي تتمرد على الدولة يصعب فقدانها مرة أخرى بعد استعادتها، حيث يصبح الحاكم – ولسابق تمردهم – أكثر حرصا على دعم موقفه ومعاقبة المتمردين وكشف المرائين وتقوية نقاط الضعف"...وهذه السياسة يطبقها في اليمن بالحرف، هذا إقليم متمرد على هيمنة آل سعود، فلو نجح في إقصاء الحوثيين سيدين مُلك اليمن له ولذريته من بعده 100 عام على الأقل...
أستطيع الربط بين موقفه من سليم الأول وميكافيللي، إنه يعتقد أن السلطان العثماني طبق تعاليم ميكافيللي حرفيا لذلك نجح، رغم أن سليم فعل كل ذلك قبل كتابة ميكافيللي للأمير ب 20 عاما على الأثل، ولأن تراث سليم لم يشهد تأثرا بفلسفة الطليان الذين كانوا في زمنه مفككين يعانون من الصراع الأهلي..
كما أن كتاب الأمير يهدف لتوحيد إيطاليا، كذلك بن سلمان يحلم بتوحيد العرب والمسلمين تحت رايته، ويحارب كل من يقف عثره في وجهه، مثلما عادى قطر وأميرها الذي رفض تجمع الخليجيين ضد إيران، ويحارب شعب اليمن الذي بايع الحوثي الرافض لهيمنته على باب المندب، ويحارب سوريا التي يراها تقف في خندق أعداءه الافتراضيون ومنافسيه في تحقيق حلم الوحدة، ومختصر هذه الجزئية أن بن سلمان هو الوجه الإيراني الآخر لمفهوم الوحدة الإسلامية، هذا يريدها سنية عربية مع أمريكا، وهذه تريدها إسلامية تعترف بالشيعة وتعادي إسرائيل.
شئ آخر يُظهِر تأثره بميكافيللي، إنه يحاول إضعاف كل دول الجوار حتى لا ينافسوه في ماله وقوته، وحتى يظل مهيمناً ومتحدثا باسم العرب والمسلمين، حتى لو كان هذا الجار حليفه أو تابع له، يجب أن يظل هذا الجار ضعيف حتى لا يفكر في منافسته مستقبلا، وهذا عين رأي ميكافيللي مستشهدا بما فعل الرومان من إضعاف دول الجوار، وهذا يعني أن معارك الإمارات في الحديدة وصراعها على موانئ اليمن سيثير حفيظة قطر المنافس الأقرب مما يشعل صراعا ثنائيا يُضعِف بن زايد..
وهو ما يعني أن هجمات قطر وإعلامها على الإمارات في صالحه، ليؤسس بعد ذلك أمر واقع يقول أنه المتحدث الرسمي والأقوى والأوثق لبناء تحالفات وعلاقات من أي نوع..
كذلك ينتفض فور ظهور علامات السيطرة الإيرانية أو الأمريكية في العراق، فيعمل على إضعاف العراقيين بزرع الصراع القومي عن طريق "مقتدى الصدر" وباستمالة حيدر العبادي، فالقوة العراقية ستبدأ فور سيطرة إيران أو أمريكا هناك مفردا، بمعنى أن نجاح طرف فيهم في إقصاء الآخر سيكون بداية لتأسيس عراق قوي منافس لهيمنة السعودية..وبإمكانيات صناعية وزراعية ونفطية كبيرة ستفوق حجم ما يملكه السعوديون من موارد..والغريب أن ميكافيللي قال ذلك أيضا حين قال بضرورة إضعاف أي إقليم يسيطر عليه الأجانب كي يظل هذا الإقليم خارج دائرة المنافسة للأمير..
لذلك قلت أن مظاهرات البصرة منذ أسبوع وما تبعها من استهداف قوى موالية لإيران ثم حرق القنصلية الإيرانية هذا مقصود بغرض إشعال صراع أهلي – شيعي شيعي- يضعف العراق حتى تصبح سيطرة الإيرانيين – لو حدثت – مجرد تحصيل حاصل ، مجرد سيف خشب وبندقية عاطلة ورصاصة مضروبة لا تهدد نفوذ الأمير..
ما سبق لا يعني ذكاء بن سلمان، فالرجل حسب الشواهد يطبق بعض تعاليم ميكافيللي ومتيم بشخصيات عثمانية مشهورة، لكن فاته أن الميكافيللية تتطلب القدرة على تطبيق فلسفتها، يعني لو مش قادر أو فقدت جزء من قوتك عليك التوقف فورا لأن الخسارة ستكون مضاعفة، بينما بن سلمان لا يتوقف حتى مع انكشاف ضعفه، وأزمتي اليمن وقطر دليل أن الرجل سيخسر في المستقبل أكثر مما يخسر الآن..
كذلك تضع الميكافيللية شروط في الأمير أهمها "الرحمة والإنسانية وحُسن اللسان" كي يرى الناس فيه القدوة فيساعدوه على التملك، أي أن ميكافيللي ربط المُلك بالأخلاق، بينما بن سلمان فاحش اللسان وكثير الزلل، تورط في ذم عقائد دينية عند خصومه وامتهان بعض الحكام والشعوب، كذلك حذر ميكافيللي من كراهية الناس للأمير لو رأوه يسرق ويغتصب ممتلكاتهم أو سفيها ينفق بشراهة في غير حاجة، واعتبر ميكافيللي أن تلك الكراهية لو حدثت كفيلة بإعدام الأمير شعبيا كمقدمة لإعدامه على المقصلة، والأغرب أن بن سلمان ظهر بنفس الصورة بعد سرقته أموال الأمراء والإفراط في الجباية والضرائب والإنفاق على شهواته وملذاته الشخصية..
أخيرا: لميكافيللي كتاب آخر اسمه "المطارحات" وضع فيه أصول الحكم والسياسة والأخلاق، بقراءته يتبين أن بن سلمان لم يلزم شروط ميكافيللي في الحكم ومنها وضع الرجل المناسب في مكانه المناسب، وتولية الأذكياء والعباقرة أي تقديم ذوي الكفاءة عن ذوي الولاء، والاهتمام بكل ما يقوله الرأي العام..فقط هو أخذ جزئية الحاكم الدكتاتور المطلق صاحب السلطة المركزية الأوحد وجعلتها عنوانا لفلسفة الرجل، وهذا غير صحيح، فقط هو أخذ ما يناسبه وترك ما لا يناسبه..وتمنى أن يصبح في النهاية محقا رغم أن المقدمات الخاطئة تؤدي حتما لنتائج خاطئة..ومن يزرع شوكا لا يجني عنبا..
صفحتي على الفيس بوك
الحرية هي مطلب العُقلاء..ولكن من يجعل نفسه أسيراً لردود أفعال الآخرين فهو ليس حُرّاً....إصنع الهدف بنفسك ولا تنتظر عطف وشفقة الناس عليك..ولو كنت قويا ستنجح....سامح عسكر
مواضيع مماثلة
» من وحي فرج فودة..قرارات بن سلمان
» تقييمي لزيارة سلمان لمصر
» درس من المعلّم بيّومي لمحمد بن سلمان
» العلاقة مع غير المسلمين / د. سلمان بن فهد العودة
» فقه الأمة الواحدة / للشيخ سلمان العودة
» تقييمي لزيارة سلمان لمصر
» درس من المعلّم بيّومي لمحمد بن سلمان
» العلاقة مع غير المسلمين / د. سلمان بن فهد العودة
» فقه الأمة الواحدة / للشيخ سلمان العودة
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى