الثورة المكابية وميراث الاسكندر الأكبر
صفحة 1 من اصل 1
الثورة المكابية وميراث الاسكندر الأكبر
توفى الاسكندر عام 323 ق.م عن دولة كبيرة تضم من اليونان شمالا إلى مصر جنوبا ثم إيران وخراسان حتى حدود الهند، ثم انقسم أتباعه لعدة دول تم تقسيم ميراث الاسكندر الخارجي فيها لدولتين فقط هما:
1- البطالمة الذين حكموا مصر وفلسطين
2- السلوقيين الذين حكموا الشام والعراق وبلاد فارس
حدث نزاع بين الدولتين على فلسطين في سلسلة حروب سميت ب (الحرب السورية) في القرن 3 ق.م أدت لانتصار السلوقيين وسيطرتهم على القدس، ومن يومها دخلوا في صراع ثقافي وسياسي مع اليهود سنتعرض له بعد قليل..
سمي الزمن بعد موت الإسكندر "بالعصر الهلنستي" لشيوع الفلسفة اليونانية فيه مع النزعة الباطنية والغنوصية الروحية لشعوب الشرق الأوسط،ويمكن تأريخ دخول الفلسفة للشرق الأوسط في هذا العصر تحديدا، وظل من200 إلى 300 عام حتى سقوط أثينا والإسكندرية في أيدي الرومان، وبدء العصر الروماني رسميا..
قبل ذلك وأثناء الصراع بين البطالمة والسلوقيين انضم اليهود للبطالمة وثاروا ضد ملكهم في القدس "أنطيوخوس الرابع" مستفيدين من الدعم الروماني أعداء السلوقيين الكبار في أوروبا، ومن يومها بدأت صداقة اليهود مع الرومان اللي تجلى بعد ذلك في حادثة صلب المسيح.
بعد سيطرة السلوقيين على فلسطين قام كاهنا يهوديا اسمه "متى الحشموني" بالثورة على أنطيوخوس الرابع، وأطلق عليه بعد ذلك "يهوذا المكابي" تيمنا بثورته المسلحة ضد السلوقيين، وتم تأريخ هذه الثورة في الدين اليهودي ب "عيد حانوكا" الذي نصر فيه الرب يهوه الموحدين الإسرائيليين على الوثنيين اليونان، رغم أنهم كانوا متحالفين مع وثنيين بطالمة في مصر ورومان في أوروبا، لكن يبدو أن الذي كتب التاريخ اليهودي كان يبحث عن انتصار ديني لإسرائيل فوجد ثورة الحشموني مناسبة..
السلوقيون كانوا عقلانيين كالبطالمة مبشرين فيها بالعقل الهلليني اليوناني، أي أن فكرة الحرب الدينية لديهم أو فرض معتقدات دينية ليست واردة، وإلا كانوا دمروا الهيكل ، فلم يجد المؤرخ اليهودي أي فعل سلوقي يبرر ثورة المكابي عليه سوى زعمه أن أنطيوخوس منع عبادة يهوه وأمر بعبادة زيوس، ثم سجل ذلك في سفرين دخلا في العهد القديم، والدارس في الفلسفة اليونانية يرى أن زعمائها السياسيين لم يهتموا بالدين أصلا في الحقبة الهلنستية، فلربما كان سلوكا للعوام يمارسوه بمعزل عن اهتمامات الساسة.
يقول الحاخام "بول شتاينبرج" أن أنطيوخوس كان مجنونا أراد غزو مصر وتخليصها من البطالمة، ولم يجد مالا فسطا على أموال معبد أورشليم ، وهذا كان سبب لغضب العامة وبالذات فقراء اليهود،وأظن أن قول الحاخام هذا يذهب بأن أسباب ثورة المكابيين لم تكن دينية في المقام الأول، بل سياسية واقتصادية.
وما يعزز هذا الاستنتاج فشل أنطيوخوس في احتلال مصر بعد تهديد الروم له بالتدخل، وبعد غزوه لبعض أجزاء مصر اضطر للانسحاب ، وتم اعتبارها هزيمة معنوية للملك السلوقي بحاجة لمحو آثارها فلجأ لقمع الشعب اليهودي الضعيف، ومن هنا تأتي ردة الفعل التي سجلها اليهود في رسائل المكابيين في العهد القديم، وهي المصدر الأول والوحيد لتأريخ الثورة الحشمونية/ المكابية.
1- البطالمة الذين حكموا مصر وفلسطين
2- السلوقيين الذين حكموا الشام والعراق وبلاد فارس
حدث نزاع بين الدولتين على فلسطين في سلسلة حروب سميت ب (الحرب السورية) في القرن 3 ق.م أدت لانتصار السلوقيين وسيطرتهم على القدس، ومن يومها دخلوا في صراع ثقافي وسياسي مع اليهود سنتعرض له بعد قليل..
سمي الزمن بعد موت الإسكندر "بالعصر الهلنستي" لشيوع الفلسفة اليونانية فيه مع النزعة الباطنية والغنوصية الروحية لشعوب الشرق الأوسط،ويمكن تأريخ دخول الفلسفة للشرق الأوسط في هذا العصر تحديدا، وظل من200 إلى 300 عام حتى سقوط أثينا والإسكندرية في أيدي الرومان، وبدء العصر الروماني رسميا..
قبل ذلك وأثناء الصراع بين البطالمة والسلوقيين انضم اليهود للبطالمة وثاروا ضد ملكهم في القدس "أنطيوخوس الرابع" مستفيدين من الدعم الروماني أعداء السلوقيين الكبار في أوروبا، ومن يومها بدأت صداقة اليهود مع الرومان اللي تجلى بعد ذلك في حادثة صلب المسيح.
بعد سيطرة السلوقيين على فلسطين قام كاهنا يهوديا اسمه "متى الحشموني" بالثورة على أنطيوخوس الرابع، وأطلق عليه بعد ذلك "يهوذا المكابي" تيمنا بثورته المسلحة ضد السلوقيين، وتم تأريخ هذه الثورة في الدين اليهودي ب "عيد حانوكا" الذي نصر فيه الرب يهوه الموحدين الإسرائيليين على الوثنيين اليونان، رغم أنهم كانوا متحالفين مع وثنيين بطالمة في مصر ورومان في أوروبا، لكن يبدو أن الذي كتب التاريخ اليهودي كان يبحث عن انتصار ديني لإسرائيل فوجد ثورة الحشموني مناسبة..
السلوقيون كانوا عقلانيين كالبطالمة مبشرين فيها بالعقل الهلليني اليوناني، أي أن فكرة الحرب الدينية لديهم أو فرض معتقدات دينية ليست واردة، وإلا كانوا دمروا الهيكل ، فلم يجد المؤرخ اليهودي أي فعل سلوقي يبرر ثورة المكابي عليه سوى زعمه أن أنطيوخوس منع عبادة يهوه وأمر بعبادة زيوس، ثم سجل ذلك في سفرين دخلا في العهد القديم، والدارس في الفلسفة اليونانية يرى أن زعمائها السياسيين لم يهتموا بالدين أصلا في الحقبة الهلنستية، فلربما كان سلوكا للعوام يمارسوه بمعزل عن اهتمامات الساسة.
يقول الحاخام "بول شتاينبرج" أن أنطيوخوس كان مجنونا أراد غزو مصر وتخليصها من البطالمة، ولم يجد مالا فسطا على أموال معبد أورشليم ، وهذا كان سبب لغضب العامة وبالذات فقراء اليهود،وأظن أن قول الحاخام هذا يذهب بأن أسباب ثورة المكابيين لم تكن دينية في المقام الأول، بل سياسية واقتصادية.
وما يعزز هذا الاستنتاج فشل أنطيوخوس في احتلال مصر بعد تهديد الروم له بالتدخل، وبعد غزوه لبعض أجزاء مصر اضطر للانسحاب ، وتم اعتبارها هزيمة معنوية للملك السلوقي بحاجة لمحو آثارها فلجأ لقمع الشعب اليهودي الضعيف، ومن هنا تأتي ردة الفعل التي سجلها اليهود في رسائل المكابيين في العهد القديم، وهي المصدر الأول والوحيد لتأريخ الثورة الحشمونية/ المكابية.
صفحتي على الفيس بوك
الحرية هي مطلب العُقلاء..ولكن من يجعل نفسه أسيراً لردود أفعال الآخرين فهو ليس حُرّاً....إصنع الهدف بنفسك ولا تنتظر عطف وشفقة الناس عليك..ولو كنت قويا ستنجح....سامح عسكر
مواضيع مماثلة
» جامع السلطان قابوس الأكبر - عمان
» قراءة فى كتاب الامتحان الأكبر ونتيجته
» قراءة فى كتاب الله الغيب الأكبر
» قراءة فى مقال حوار مع شيخ العرفاء الأكبر
» موت الثورة
» قراءة فى كتاب الامتحان الأكبر ونتيجته
» قراءة فى كتاب الله الغيب الأكبر
» قراءة فى مقال حوار مع شيخ العرفاء الأكبر
» موت الثورة
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى