نقد كتاب نيل رضا المعصوم
صفحة 1 من اصل 1
نقد كتاب نيل رضا المعصوم
نقد كتاب نيل رضا المعصوم
الكتاب من تأليف صادق الشيرازي والكتاب يدور حول نيل رضا شخص مختفى كما يقول الشيعة منذ ألف سنة أو يزيد أو شخص لا وجود له وفى هذا قال صادق:
"أود أن أتحدث عن كيفية نيل رضا امام ورعايته من خلال الرواية الشريفة التالية المروية عنه
يقول مولانا الإمام بقية الله:
«فليعمل كل امرئ منك بما يقرب به من محبتنا»"
وبالقطع فى الوحى الإلهى المطلوب هو رضا الله وليس رضا أى إنسان مهما كانت مكانته كما قال تعالى فى الرسول(ص) والذين أمنوا معه :
" رضى الله عنهم ورضوا عنه "
وتحدث الشيرازى عن انقسام الدين إلى عقيدة وأحكام وأخلاق فقال :
"إن تعاليم الدين علي ثلاثة أقسام هي: العقائد والأحكام والأخلاق ومن يريد أن ينال رضا امام عليه أن يسعي في الالتزام بتلك الأقسام"
ولا دليل على هذا التقسيم فالتقسيم الإلهى إيمان وعمل وهو ما تكرر فى قوله " الذين آمنوا وعملوا الصالحات"
فالإيمان هو العقيدة والعمل الصالح هو ما ينتج عن هذه العقيدة
ويذكر الشيرازى عقيدة لا دليل عليها من وحى الله وهى أن الإمام المعصوم أعظم من الرسل فيقول :
"ولتوضيح ذلك أقول:
إن امام في طليعة المعتقدين بوحدانية الله تبارك وتعالي وبصفات الله الثبوتية والسلبية، وبعدله، وبالنبوة ومع أن مقام امام صاحب العصر والزمان هو أعلي من كل انبياء عدا جده رسول الله (ص)، مع ذلك فهو في طليعة المعتقدين أيضا بالأنبياء من آدم إلي خاتمهم (ص)، وفي طليعة المعتقدين بالإمامة والمعاد وهو في طليعة العاملين بأحكام اسلام التي يذكرها الفقهاء في رسائلهم العملية استنادا إلي آيات القرآن الروايات الشريفة المروية عن ائمة المعصومين وعن امام نفسه
كما أن امام هو في طليعة العاملين والملتزمين بالأخلاق اسلامية"
أين الدليل على هذه العقيدة الكاذبة والتى بين الله أن عقيدة المسلمين فى الرسل واحدة وهى عدم التفريق بين الرسل(ص) فى المكانة فقال على لسانهم:
" لا نفرق بين أحد من رسله"
واعتبر الله من يفرق بين الرسل كافر فقال :
"إن الذين يكفرون بالله ورسله ويريدون أن يفرقوا بين الله ورسله ويقولون نؤمن ببعض ونكفر ببعض ويريدون أن يتخذوا بين ذلك سبيلا أولئك هم الكافرون حقا وأعتدنا للكافرين عذابا مهينا والذين أمنوا بالله ورسله ولم يفرقوا بين أحد منهم سوف يؤتيهم أجورهم وكان الله غفورا رحيما"
ثم كيف يكون المختفى المزعوم افضل من الرسل وهو ليس برسول ولا ذكر له فى كتاب الله
فالذين ميزهم الله هم الرسل(ص) كما قال :
" الله يصطفى من الملائكة رسلا ومن الناس"
يبين الشيرازى أن نيل القرب من المعصوم المزعوم هو العمل بالإسلام ولا ندرى فى أى وحى ذكر هذا وهو يقول:
"إذن، فمضمون كلام امام الذي صدرنا به حديثنا هو:
إن محبتكم لنا وإظهارها هو أمر حسن وفاضل، ولكن نيل مقام القرب منا يتطلب العمل والالتزام بالإسلام وليس بإظهار المحبة لنا فقط فكما أن امام هو في طليعة الملتزمين بالإسلام فإن أساس وملاك نيل القرب منه هو الالتزام بالعقائد والأحكام والأخلاق الإسلامية
ربما يكون لشخص تعلق قلبي قوي بالإسلام فتراه لتعلقه القلبي والعاطفي يبكي علي فراق امام ولكن إن كان تدين ذلك الشخص وعقائده وأخلاقه وأعماله مخالفة لما يريده امام فإنه سيحرم من نيل القرب من امام فالطريق الوحيد للتقرب من امام ينحصر بالعمل بالإسلام
لو كان المريض مؤمنا بالطبيب الذي يراجعه وبوصفته الطبية ومحبا له لكنه لا يعمل بما يصفه له من الدواء فإنه لا يمتثل للشفاء مهما بلغ إيمانه ومحبته للطبيب وهكذا يكون حال من يحب امام لكنه لا يعمل بما يريده امام فالعامل اساسي الذي يوجب نيل مقام القرب من امام هو العمل بما يريده امام فكل من تكون صحيفة أعماله حسنة يحظي بالقرب من امام، سواء كان رجلا أم امرأة، وعالما أم من العوام"
والكلام السابق الشيرازى لا يدرى أنه لا يتكلم عن مخلوق وإنما يتكلم عن إله فالرضا هو لله وليس لمخلوق
وكما ضرب الرجل مثال المريض والطبيب لبيان ما يقوله ضرب مثال أخر فقال :
"ايمان أو الكفر
علي سبيل المثال: إن انسان رجلا أو امرأة مهما كانت ظروفه يمكنه أن يكون أحسن أو أسوأ إنسان في زمانه أو عبر التاريخ فالإنسان بنفسه يختار الحسن أو السوء لنفسه فالله تبارك وتعالي قد تلطف علي انسان فوهبه العقل والأدراك والفهم والاختيار ليقوم انسان بإرادته في اختيار طريقه
لقد ضرب الله في القرآن الكريم للمرأة المؤمنة والكافرة مثالين، فابتدأ ببيان مثل للكافرين وقال:
"ضرب الله مثلا للذين كفروا امرأة نوح وامرأة لوط" فهاتان المرأتان كانتا زوجتي نبيين من أنبياء الله وهما النبي نوح(ص) من أنبياء أولي العزم والنبي لوط (ص)وهاتان المرأتان عاشتا في بيت اثنين من انبياء وعاشراتهما وشهدتا أعمالهما وسمعتا كلامهما، لكن صارت عاقبتهما سيئة حيث أصبحتا مثالا ونموذجا للسوء
في قبال ذلك وفي اية بعدها يذكر الله تعالي امرأة أخري هي نموذج للمرأة الصالحة، فيقول:
"ضرب الله مثلا للذين آمنوا امرأة فرعون"
إن آسية امرأة فرعون عاشت مع زوج كان مثالا للظلم والشقاء والعصيان، ومدعيا بالربوبية، لكنها عاشت صالحة وعملت صالحا فاستحقت بذلك أن عدها القرآن الكريم مثالا للنساء الصالحات
إذن فالله تعالي أعطي للإنسان القدرة علي الاختيار، والأنسان بنفسه يكون حسنا أو سيئا، وبإرادته ينتخب الطريق لنفسه
ينبغي للأخوات أن يعلمن أنه إن لم يوفقن للعيش في بيوت انبياء فإن ظروف حياتهن ليست بأصعب من الظروف التي عاشتها امرأة فرعون
إذن عليكن أن تسعين إلي الالتزام العملي بالإسلام حتي تصبحن كامرأة فرعون التي عاشت في أسوأ الظروف وأصعبها لكنها لم تنحرف عن الطريق الصحيح وحافظت علي اعتقادها الصحيح وعلي صلاحها فعاقبة امرأة فرعون تدل علي أن النساء يستطعن أن ينلن مقام القرب من امام وأن يحظين برعايته مهما عشن في ظروف عائلية صعبة، واقتصادية واجتماعية وغيرها
كما وفي إطار ارادة وحق اختيار الذي أعطاه الله تعالي للإنسان، قد تنحرف المرأة وإن عاشت في بيت ملتزم بالعقائد الصحيحة وبأحكام اسلام وأخلاقه"
الرجل هنا يخلط فى الكلام فهو يتحدث عن رضا المعصوم المزعوم كما يتحدث عن رضا الله فالمعصوم المزعوم بم يكن فى عهد النساء المذكورات حتى يكون رضا الله مرضاه وإنما الرضا لله وليس لغيره
وتحدث عن ابتلاء الله للناس فقال :
"أقول: إن الله تعالي خلق انسان للامتحان والاختبار وجعله حرا ومختارا، وكل إنسان يري نتيجة اختباره بعد موته في صحفية أعماله فيتحسر حينها علي ما قصر، والنساء غير مستثنيات من ذلك، فبعضهن ممن عشن في ظروف سهلة وقصرن في أعمالهن فلم يوفقن لنيل مقام القرب من امام صاحب العصر والزمان، مثل هؤلاء النسوة سيتحسرن يوم القيامة عندما يرين أن نظيراتهن عشن في ظروف صعبة لكنهن وبسعيهن وأعمالهن استطعن أن يوفقن لنيل القرب من أهل البيت "
وكما سبق القول كيف نعرف رضا شخص عنا وهو غائب لا يرانا ولا يعرف عنا شىء ؟
إن الرضا عن الغير يتطلب العلم بهم كما قال تعالى :
ط هو اعلم بمن اتقى"
فالمزعوم لا يعلم شىء عنا ولا يعلم الناس عنه شىء ومن ثم الرضا محال لعدم العلم
وحدثنا عن المولى الغائب زاعما أنه معصوم هو و13 شخص أخرين فقال :
لنعرف وظيفتنا
"ليعلم أتباع أهل البيت بأن عليهم أن يؤدوا وظيفتهم العقائدية والشرعية والأخلاقية التي يريدها مولانا صاحب العصر والزمان فالمعصومون اربعة عشر كلهم روح واحدة في جسم واحد، والامتثال لتعاليم أي واحد منهم هو امتثال لهم جميعا"
ومطلوب من الشيرازى وأمثاله ممن يعتقدون هذا الاعتقاد الكاذب إيجاد دليل من وحى الله حتى نصدق به لأن العصمة المذكورة للرسول(ص) ليست عصمة من الخطأ وعمل المحرمات وإنما عصمة من أذى الناس كما قال تعالى:
" والله يعصمك من الناس"
والدليل على ارتكابه المحرمات وهى الذنوب قوله تعالى :
" واستغفر لذنبك"
وقوله :
" ليغفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر"
وتحدث عن عقيدة التناسخ والتقمص وهى كون 14 شخص هم شخص واحد وهى عقيدة من عقائد الوثنيين كالهندوس فقال :
"جاء في مضمون الرواية الشريفة أن أحد أصحاب الأئمة قال للإمام المعصوم: عند روايتي لبعض أحاديثكم أنسي المعصوم الذي قالها، فهل يجوز لي أن أنسبها إلي أي واحد منكم؟ قال له الإمام: نعم، فقولنا واحد وعملنا واحد
إذن فيمكننا أن ننسب حديث رسول الله (ص) إلي مولانا امام صاحب العصر والزمان أو إلي باقي ائمة المعصومين
جاء في الحديث الشريف عن مولانا رسول الله (ص):
«أنا وعلي من شجرة واحدة والناس من أشجار شتي»"
وهذا كذب محض فمحمد(ص) وعلى شخصان مختلفين فعلى ليس رسولا بينما محمد(ص) رسول فكيف يكون واحد رسول ومن ليس برسول ؟
إن الرواية هى تكذيب لقوله تعالى :
ادعوهم لآباءهم"
فمحمد بن عبد الله وعلى بن أبى طالب فلو كانت شجرة واحدة فهذا اتهام لعبد الله أو لأبى طالب بأن أحدهما زنى بامرأة أخيه والعياذ بالله
إنهم يروون رواية ولا يعرفون معناها
والشيرازى يزعم أن كلام الأئمة كله واحد وهو ما يناقض كتب الشيعة حيث يخالف الابن أباه فى الأحكام المسألة الواحدة والكتب الأربعة عندهم مليئة بتلك الروايات التى تبين اختلافهم فى آلاف المسائل وليس فى عشرة مثلا وفى هذا المعتقد قال :
"وفي مضمون رواية أخري أن ائمة كلهم من تلك الشجرة فكلام امام في العقائد والأحكام والأخلاق هو عين كلام باقي المعصومين في تلك امور فيجب علي الجميع أن يقرأوا القرآن الكريم والروايات الشريفة عن أهل البيت وأن يسألوا أهل العلم ليعرفوا العقائد والأحكام والأخلاق التي يرضاها المعصومون ، ويصمموا علي العمل بها وتطبيقها في جوانب حياتهم الفردية الاجتماعية وهذا هو الطريق الوحيد الموجب للقرب من امام صاحب العصر والزمان، والموجب لنيل رضاه ومحبته "
الغريب فى الكلام السابق أن المعصوم المزعوم لا يبين الدين الذى يرضاه لأنه غير موجود أو غير ظاهر للناس يكلمهم وإنما من يبلغهم بما يرضى الغائب المزعوم هم أهل العلم وهذا معناه أنهم لا يرضون الغائب الذى يتخفى خلف ذكره أهل العلم المزعومين والذين يختلفون بينهم فلو كان علمهم من شخص واحد لكانت كل فتاويهم واحدة ولكنها مختلفة فكيف يرضى الناس الغائب إذا كان من يتحدثون باسمه يقتوون لفتاوى متناقضة؟
ويستغل الشيرازى الناس لافهامهم برضا الغائب فيقول :
"إن إظهار انسان محبته للإمام مهما كان مستوي المحبة ليس دليلا قاطعا علي محبة امام لذلك الشخص أو أنها توجب محبة امام، وهذا ما يؤكده القرآن الكريم والأمام بقية الله ، بل إن امتثال والالتزام بسيرة امام صاحب العصر والزمان وعمله هو الذي يوجب محبة امام
أنتن أيتها الأخوات المكرمات تعرفن قواعد العربية وتعلمن أن حرف (اللام) الوارد في كلمة (فليعمل) بعد الفاء هي لام امر وكلمة (فليعمل) هي كنظيرتها (اعملوا) ولكن بما أن امام لم يخاطب أشخاصا حاضرين لذلك قال (ص): (فليعمل) فجاءت الكلمة بلام امر للغائب ويعني ذلك: أظهروا محبتكم لنا في إطار العمل بتعاليمنا فكل سيتقرب إليه امام ويتقرب هو إلي امام بمقدار ما يكون عمله وأخلاقه قريبين من سيرة امام "
الغريب فى أمر الشيرازى أنه ينفى أن يكون العلم الذى يفتى به اهل العلم من الشيعة من المعصوم نفسه لأن لا أحد تشرغ بلقائه منهم سوى قلة قليلة والعريب أن من اعترفوا برؤيته كانوا منذ ألف عام وهو ما يعنى أن لا علاقة للحاليين بعلم الغائب وهو قوله:
"إن امام صاحب العصر والزمان هو الآن في الغيبة الكبري، لكن علي مر تاريخ الغيبة الكبري ومن وسط مئات الملايين من الناس لعله يوجد أشخاص قد وفقوا للتشرف بلقاء امام، وهذه مسألة بحاجة إلي تأمل وتدبر، كي نعلم ونفهم سبب توفيق عدد قليل من الناس بتشرفهم بلقائهم بالأمام من بين الملايين من المحبين له؟ وحتي نعرف العلة اساسية لذلك
لا شك أن العلة اساسية لذلك هو ما ذكره امام في الرواية التي صدرنا بها حديثنا وبعبارة أخري إن الذين وفقوا للتشرف بلقاء امام صاحب العصر والزمان كانوا من الملتزمين بالإسلام ، وإنهم نالوا محبة امام بعملهم بالعقائد والأحكام والأخلاق اسلامية"
وحدث النساء بوجوب الاقتداء بأفراد كالزهراء وزينب فقال :
"القدوة الحسنة
أنتن أيتها اخوات عندكن قدوات حسنة عديدة، ومنهن وأفضلهن وأعلاهن مقاما مولاتنا فاطمة الزهراء وسيدتنا زينب الكبرياء
هاتان الامرأتان العظيمتان في تاريخ اسلام وإن عاشتا كعيشة باقي النساء لكنهما خير أسوة للنساء كافة، في جميع الجوانب والأبعاد فمولاتنا الزهراء خاضت مراحل الحياة وعاشت فتية وشابة وأما وزوجة ومربية وكانت أيضا أما لأبيها فاقرأن سيرتها لتعرفن كيف كان تعاملها مع أمها مولاتنا خديجة الكبري ومع أبيها مولانا رسول الله (ص) ومع زوجها مولانا امام أمير المؤمنين "
وهذا الكلام جهل بكتاب الله فالاقتداء ليس بالأفراد أى وإنما بهدى الله المنزل على الرسل (ص) كما قال تعالى :
" فبهداهم اقتده"
ويحدثنا الرجل عن عقيدة خرافية يعتنقها وهى أن فاطمة سبب الخلق أو هى ومحمد(ص) وعلى سبب الخلق فيقول:
"لولا فاطمة لما خلقتكما
وهنا أري من المهم أن أذكر جانبا من مقام وفضل مولاتنا فاطمة الزهراء وأقول:
جاء في الحديث القدسي:
«يا أحمد لولاك لما خلقت الأفلاك ولولا علي لما خلقتك ولولا فاطمة لما خلقتكما»
لقد سمعتم وعرفتم ماذا جري في التاريخ من وقائع، إثر استشهاد رسول الله (ص)، فلولا وجود الإمام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب لانمحي كل شيء، وكان معاوية بن أبي سفيان يقول علنا، سأسعي بالقدر الذي أستطيع به دفن اسم محمد (!!)، فلولا الإمام علي بن أبي طالب ، لما خلق النبي المصطفي (ص) وهذا هو معني (لولا علي لما خلقتك) وكذلك لو فرضنا أن الله تعالي تفضل بخلق النبي محمد (ص) والإمام علي ، ولكن لم يخلق السيدة الزهراء فمن ذا الذي سينجي، بشكل ظاهر ودونما معجزة، عليا بن أبي طالب، عندما شدوا وثاقه، واقتادوه والسيوف مسلطة علي رأسه الشريف، يريدون قتله، في قصة معروفة للجميع، فلولا السيدة الزهراء لقتل الإمام علي في ذلك اليوم، ولانتهي وانمحي كل شيء"
وهذا الكلام تكذيب لكلام الله فالله خلق الكون بما فيها لابتلاء الناس كما قال تعالى :
" الذى خلق الموت والحياة ليبلوكم أيكم أحسن عملا"
والرجل يكذب نص الحديث الذى ذكره رغم أنه يعتقد به وهو كون فاطمة أفضل من والدها وزوجها ولكنه ينفى ذلك بأنهم على مستوى واحد فيقول:
"هي حجة علي العالمين
فليس معني الحديث القدسي المتقدم أن عليا بن أبي طالب أفضل من النبي (ص)؛ أو أن فاطمة أفضل من الإمام أمير المؤمنين إذ إن الأفضلية موضوع آخر مختلف، بل المراد من الحديث معني الإلغاء، ونظيره معني الآية المباركة إن لم تفعل فما بلغت رسالته في قصة الغدير المشهورة، فبعد مضي ثلاث وعشرين عاما من السعي الدؤوب، وتحمل المصاعب والأهوال والأذي والقتال، علي طريق نشر الرسالة الإسلامية، يقول القرآن الحكيم في العام الأخير، أي العام 23، بما يعني أن لولا إعلان الغدير، لأضحت كل تلك السنوات بحكم اللاشيء، وبما يعني أيضا أنه لو لم يصنع الرسول الأكرم (ص) ما صنع في واقعة غدير خم، لألغيت النبوة
إن السيدة الزهراء والنبي المصطفي (ص) والإمام علي يأتون في المرتبة الأولي وإن من لوازم مقام السيدة فاطمة الزهراء مسألة الولاية التشريعية والولاية التكوينية؛ فإذا ما قالت السيدة الزهراء شيئا، يصبح من الواجب علي جميع الأنبياء والأولياء والملائكة وسائر الخلق من الإنس والجان، الامتثال له، كما أكده حديث الإمام الباقر ، فهي حجة علي النساء والرجال، إلا أن الأمر يكتسي بنوع من الخصوصية بالنسبة للنساء، فماذا تحب الزهراء ماذا تريد للمرأة؟"
عقيدة الثالوث التى ذكرها الشيرازى محمد وعلى وفاطمة يذكرنا بعقيدة النصارى الآب والابن والروح القدس أو بدلا منه العذارء مريم
والكلام تكذيب للوحى فحتى الله استنكر نسبة الإناث له من قبل الوثنيين فقال :
" أم لكم الذكر وله الأنثى"
وتحدث عن كون الزهراء هى أحسن قدوة فقال :
"الزهراء أحسن قدوة
ثم إنها بنت رسول الله (ص) فلتنظر المرأة كيف كانت الزهراء تعامل أباها (ص)؟ وكانت الزهراء زوجة الإمام أمير المؤمنين ، فكيف كان تعاملها مع الإمام علي ؟
كما أنها كانت أما للإمامين الحسن والحسين والسيدة زينب الكبري والسيدة أم كلثوم فكيف كانت تعامل أبناءها؟
كل ذلك دروس من السيرة العطرة لسيدة نساء العالمين ويتعين علي كل امرأة أن تتخذها نماذج تطبقها بحذافيرها علي حياتها، وطريقتها في العيش والتعامل مع ميادين الحياة وهناك أمر أهم وهو الهدف الذي استشهدت لأجله الزهراء، فهي فدت الإسلام بنفسها الطاهرة
كما عاشت مولاتنا زينب كباقي النساء فاقرأن سيرتها واطلعن علي مسيرتها وتأسين بها
علي سبيل المثال: المرأة التي لها أب وأم وزوج وأخ وأقارب وأرحام عليها أن تتعلم من مولاتنا فاطمة الزهراء ومولاتنا زينب كيف تتعامل معهم ومع أرحامها وأقاربها وهذا العمل هو أفضل سبيل لنيل القرب من مولانا امام بقية الله وهذا ينطبق أيضا علي الرجل وليس علي المرأة فحسب فالرجل والمرأة وإن كانت أحكامهما بهما تختلف في بعض الموارد، ولكن في مقام نيل القرب من امام لا فرق بينهما بل بمقتضي بعض الروايات وعمل المعصومين فإن الله تبارك وتعالي قد سهل في احكام علي النساء أكثر من الرجال، وهذا يعني أن آلية نيل مقام القرب من امام للنساء أسهل من الرجال فإذا كانت النسبة المطلوبة من عمل الرجل التي يمكنه أن ينال بها القرب من امام هي ستين بالمئة فإنها للمرأة أقل من الستين
جاء في الحديث الشريف عن مولانا امام الصادق :
«أكثر أهل الجنة المستضعفين النساء»
وقد يقول قائل: إن عدد النساء في الدنيا أكثر من عدد الرجال فمن الطبيعي أن يكون أكثر أهل الجنة من النساء ولكن الامام الصادق ولدفع مثل ذلك الاحتمال يقول في تكملته لحديثه الشريف:
علم الله ضعفهن فرحمهن
بناء علي ذلك، فإن سبب كون أكثر أهل الجنة من النساء هو أن الله تعالي يعلم بأن المرأة أضعف من الرجل في أبعاد مختلفة ولذلك فهو تعالي يرحم النساء أكثر من الرجال ويدخلهن الجنة قبل الرجال ولذا فالنساء ينلن مقام القرب من امام أسرع من الرجال
وقد جاء في الكثير من الروايات الشريفة أن مولانا رسول الله (ص) والأمام أمير المؤمنين كانا في آخر لحظة من عمرهما الشريف يوصيان بالمرأة كثيرا فقد قال امام أمير المؤمنين لما حضرته الوفاة في وصيته إلي امام الحسن :
«الله الله في النساء وما ملكت أيمانكم فإن آخر ما تكلم به نبيكم أن قال اوصيكم بالضعيفين من النساء » وهذا يدل علي أن مراعاة حقوق المرأة لها مكانة وأهمية خاصة عند أهل البيت "
وكل هذا الكلام بلا دليل من الوحى لأن الوحى انقطع قبل الوفاة بنزول أخر القرآن وهو " اليوم أكملن لكم دينك وأتممت عليكم نعمتى ورضيت لكم الإسلام دينا"
والكلام هو تكذيب صريح لوحى الله فوصية الرسل (ص) والمسلمين واحدة عند الموت الوصية باتباع الإسلام دينا كما قال تعالى :
"ووصى بها إبراهيم بنيه ويعقوب يا بنى إن الله اصطفى لكم الدين فلا تموتن إلا أنتم مسلمون"
وتحدث عن مقام القرب من أهل البيت فقال :
صعب لكنه عذب
"إن نيل مقام القرب من أهل البيت ليس عملا سهلا، كما أن كل الأمور المهمة في الحياة صعبة فالله تبارك وتعالي خلق الدنيا وحفها بالمشاكل والصعوبات حتي يختبر العباد ففي المدرسة والجامعة نجد أن اسئلة المقدمة للطلاب في الامتحان تكون صعبة وليست سهلة فلا يسألون من الطالب ما هي نتيجة (5×5) مثلا، بل تكون اسئلة صعبة ومناسبة لما تعلمه الطالب فالامتحان يجب أن تصاحبه الصعوبة وإلا لا يسمي امتحانا
اخلاق الحسنة مفتاح الجنة
قال رسول الله (ص):
«عليكم بحسن الخلق فإن حسن الخلق في الجنة لا محالة، وإياكم وسوء الخلق فإن سوء الخلق في النار لا محالة»
إن المعصومين اربعة عشر كانوا القمة والأفضل في الالتزام بالأخلاق الحسنة في قولهم وعملهم، لذلك فهم يريدون من أتباعهم وشيعتهم أن يكونوا كذلك
لقد عاش مولانا رسول الله (ص) في مكة المكرمة بعد بعثته ثلاث عشرة سنة لاقي فيها من المشركين أنواع الأذي والتهم فضربوه بالحجارة، وآذوا أرحامه وأقاربه وأتباعه، وبعد أن هاجر إلي المدينة حاربوه خلال ثماني سنوات أكثر من ثمانين مرة، واستمروا في أذاهم له (ص)، وقتلوا العديد من أصحابه، لكنه (ص) عندما فتح مكة عفا عنهم جميعا
فقد ذكرت كتب الحديث المعتبرة وكتب التاريخ أن من الذين آذوا النبي كثيرا هو ابن ابي الذي كان يبث الدعايات والتهم والأباطيل والكذب ضد النبي، وكان دور ابن أبي حينها كدور مؤسسة إعلامية في زمننا الحاضر، واستفاد في ذلك من فصاحته وبلاغته وبإلصاقه التهم بالنبي (ص) والاستهزاء به وكان يؤلب الناس علي النبي ويجندهم لمحاربته وكان عاملا أساسيا في أكثر المشاكل التي واجهها الرسول (ص)، حتي أن النبي قال بحقه: ألد أعدائي
لقد كان اللين في التعامل مع الآخرين من أبرز الخصائص اخلاقية للنبي (ص) وهذه الخصيصة اخلاقية كانت أيضا عند باقي ائمة المعصومين فلم يكن تعامل النبي (ص) شديدا دوما مع اعداء والمخالفين، بل إذا أراد أحد أن يستجير أو يشفع لأحد من الأعداء كان (ص) يقبل ذلك ويعفو عن عدوه
لقد آذي ابن ابي النبي كثيرا فأباح النبي (ص) دمه فعندما رأي ابن ابي أن النبي (ص) قد فتح مكة وأسقط أكبر معقل للكفار والمشركين لم يجد أمامه سوي التسليم، لذلك طلب من أم سلمة وكانت من سادات نساء مكة ومن خيرة زوجات النبي (ص) أن تشفع له عند النبي ففي مضمون الرواية جاءت أم سلمة إلي النبي وطلبت منه أن يقبل بشفاعتها بالعفو عن ابن أبي فقال لها النبي: إنه من ألد الأعداء فقالت له أم سلمة: وإنك عفو فاعف عنه فعفا عنه (ص)
إن هذا التعامل من رسول الله (ص) لا نجده عند أغلب الحكام والرؤساء فمعظم الحكام إذا عادوا شخصا فإنهم لا يتنازلون عن عداوتهم له، معتبرين تنازلهم مهانة لهم بل إنهم لا يتنازلون عن أي فعل ولا يتراجعون عن تنفيذه وإن كان حراما، فهم يعتبرون التراجع دليلا علي الضعف"
بالقطع أهل البيت حتى لو صدقنا أنهم على وزوجته وأولاده على خلاف القرآن فكيف نفسر أن بعضهم كفر بالله واستباح المحرمات كالذى أعلن قيام القيامة الروحية الحسن بن برزكك وأنه لا يوجد ثواب ولا عقاب إلا فى الدنيا ؟
وكل الكلام السابق مخالف لكتاب الله الذى يتحدث عن القرب من الله وليس القرب من لشر وهو ليس قربا مكانيا وإنما المراد به رضا الله
وتحدث عن أخلاق المسلمين فقال :
"أخلاق الصالحين
إن الملفت للنظر في عفو النبي عن ابن ابي هو أن النبي (ص) لم يعتبر عفوه ضعفا أو ما شابه ذلك رغم أنه كان قد أعلن مسبقا للمسلمين ولمشركي مكة والمدينة بأنه قد أباح دم ابن ابي لعداوته للإسلام وللنبي
أنتن أيتها اخوات إن تحليتن باللين في تعاملكن مع أزواجكن وأبنائكن وأرحامكن وغيرهم ولم تتشبثن بما اتخذتنه مسبقا من قرار أو فعل تجاه أي أحد، فإن هذه اخلاق الحسنة ستوجب لكن رعاية أهل البيت ومحبتهم والوصول إلي هذه المرتبة الراقية بحاجة إلي تصميم حقيقي وقوي
لقد حفلت سيرة رسول الله (ص) والأئمة اطهار بالكثير من هذا التعامل الأخلاقي الرفيع، ومنها تعامله مع وحشي قاتل حمزة فالنبي (ص) قد أباح دم وحشي لجريمته الكبيرة التي ارتكبها بقتل سيدنا حمزة ، لكن وعندما جاء العباس هو عم النبي ولم تكن أخلاقه كأخلاق النبي إلي النبي (ص) واستشفع لوحشي بالعفو، قبل النبي شفاعة العباس وتنازل عما اتخذه مسبقا بحق وحشي
مما مر يتضح أن كل شخص من الناحية الأخلاقية إذا لم يكن عنده لين في التعامل مع اخرين ولا يتنازل عما اتخذه مسبقا، فإنه لا ينال رعاية امام صاحب العصر والزمان إلا إذا أصلح نفسه وأخلاقه
إن الحلم عن اخرين هو من امور المهمة اخري التي تمكن المتحلي بها من نيل مقام القرب من امام فالحلم والصبر في علم اخلاق لهما معني واحد مع فارق هو أن الصبر تحمل ما يتعرض له انسان من مشاكل خارجة عن إرادته كالذي يتعرض لحادثة اصطدام فيتضرر بدنه أو إحدي أعضائه فيتألم ويتأذي جراء ذلك فتحمله اذي والألم يعد صبرا
أما إذا لاقي الإنسان تصرفا سيئا أو سمع كلاما بذيئا من زوجته أو أبيه أو أمه أو من أولاده أو من غيرهم فتحمله ولم يرد عليهم بمثل ما تعاملوا معه فصبره وتحمله هذا يسمي حلما
تنبيه
اذكر اخوات مرة أخري أن عليهن أن يطالعن سيرة مولاتنا فاطمة الزهراء وسيدتنا زينب الكبرياء ليعرفن تعاملهما مع اخرين فمولاتنا الزهراء وسيدتنا زينب مع أنهما قد تعلمتا الخلق الرفيع من النبي (ص) ومن امام أمير المؤمنين ومن امامين الحسن والحسين لكنهما بذلتا الجهد أيضا في بناء أنفسهما، وتحليتا بالأخلاق الحسنة والرفيعة ومنها الحلم عن اخرين
إذن فأنتن أيتها اخوات حاولن أن تتأسين بمولاتنا الزهراء ومولاتنا زينب في تعاملكن مع من يسييء إليكن حتي وإن كان لديكن القدرة علي الرد عليهم بالمثل، فلا تقمن بالرد بالمثل بل تحلين بالحلم والصبر حتي يوجب هذا الخلق الرفيع لكن نيل القرب من امام، وتشملكن رعايته
ووصيتي لكن أنتن أيتها اخوات هي أن تحاول كل واحدة منكن بقدر استطاعتها بأن تسر مولاتنا الزهراء
فعليكن أن تسعين في ترسيخ العقائد الصحيحة وتقويتها وفي حث الشابات بالالتزام بالأحكام والأخلاق الحسنة، وحاولن في تربية المزيد من اخوات تربية سليمة وفق العقائد والأحكام والأخلاق اسلامية التي يريدها امام
لا شك أن كل من تسعي في هذا المجال ستنال محبة ورعاية امام بمقدار ما تبذله من طاقاتها وقدراتها وعلمها وأما التي تقصر وتتهاون فإنها ستكون سببا في تألم امام وأذاه
لذا ونحن نعيش هذه الأيام العطرة والمباركة بذكري مولد مولانا امام بقية الله يجدر بالأخوات أن يصممن تصميما حقيقيا علي أن يعاهدن امام في الالتزام بالعقائد والأحكام والأخلاق الحسنة اسلامية، وأن يقمن بتشجيع نظيراتهن علي الالتزام بتلك امور الثلاثة والعهد مع امام هو في القلب وليس باللسان، فالإمام يعلم بحالنا جميعا كما جاء في توقيعه الشريف حيث قال:
«ولا يعزب عنا شيء من أخباركم»"
الرجل يشبه المعصوم المزعوم بالله فى علمه بتلك الرواية الكاذبة وهو ما ينفضه قوله تعالى :
ط ليس كمثله شىء"
فالمجهول الذى لا وجود له لا يعلم أى شىء ونتحدى أن يظهر ويقول لنا ما عملناه فى الماضى فضلا عما سنعمله فى المستقبل لأن الله نفى العلم عن المعصوم ألأول محمد(ص)عند الشيعة وهو الرسول(ص) فقال " قل لو كنت أعلم الغيب لاستكثرت من الخير وما مسنى السوء"
وكرر الرجل كلامه للنساء فقال :
"فاعلمن أن التزامكن بالأمور الثلاثة التي مر ذكرها هو الذي يمهد الطريق لتشرفكن باللقاء بالأمام
إذن فاسعين كثيرا في تعلم العقائد الصحيحة وبالعمل بالواجبات وترك المحرمات والتحلي بالأخلاق الحسنة كما أراد ائمة المعصومون ، وكن من السابقات في ذلك حتي تستطعن أيضا أن تهدوا نظيراتكن وتقمن بتربيتهن
أسأل الله تبارك وتعالي بلطفه، وببركة امام بقية الله وببركة يوم ميلاده العظيم أن يحفظنا امام من البلايا وشرور آخر الزمان كما قال ف في توقيعه المبارك:
«إنا غير مهملين لمراعاتكم ولا ناسين لذكركم ولولا ذلك لنزل بكم اللأواء واصطلمكم الأعداء»"
والمقولة الأخيرة كاذبة وإلا فمن حارب الشيعة ومن قتلهم وعذبهم ومن تسبب فى اختفاء المزعوم سوى أذى الغير لهم فكيف يحمى من لا قدرة له على حماية نفسه غيره ؟
الكتاب من تأليف صادق الشيرازي والكتاب يدور حول نيل رضا شخص مختفى كما يقول الشيعة منذ ألف سنة أو يزيد أو شخص لا وجود له وفى هذا قال صادق:
"أود أن أتحدث عن كيفية نيل رضا امام ورعايته من خلال الرواية الشريفة التالية المروية عنه
يقول مولانا الإمام بقية الله:
«فليعمل كل امرئ منك بما يقرب به من محبتنا»"
وبالقطع فى الوحى الإلهى المطلوب هو رضا الله وليس رضا أى إنسان مهما كانت مكانته كما قال تعالى فى الرسول(ص) والذين أمنوا معه :
" رضى الله عنهم ورضوا عنه "
وتحدث الشيرازى عن انقسام الدين إلى عقيدة وأحكام وأخلاق فقال :
"إن تعاليم الدين علي ثلاثة أقسام هي: العقائد والأحكام والأخلاق ومن يريد أن ينال رضا امام عليه أن يسعي في الالتزام بتلك الأقسام"
ولا دليل على هذا التقسيم فالتقسيم الإلهى إيمان وعمل وهو ما تكرر فى قوله " الذين آمنوا وعملوا الصالحات"
فالإيمان هو العقيدة والعمل الصالح هو ما ينتج عن هذه العقيدة
ويذكر الشيرازى عقيدة لا دليل عليها من وحى الله وهى أن الإمام المعصوم أعظم من الرسل فيقول :
"ولتوضيح ذلك أقول:
إن امام في طليعة المعتقدين بوحدانية الله تبارك وتعالي وبصفات الله الثبوتية والسلبية، وبعدله، وبالنبوة ومع أن مقام امام صاحب العصر والزمان هو أعلي من كل انبياء عدا جده رسول الله (ص)، مع ذلك فهو في طليعة المعتقدين أيضا بالأنبياء من آدم إلي خاتمهم (ص)، وفي طليعة المعتقدين بالإمامة والمعاد وهو في طليعة العاملين بأحكام اسلام التي يذكرها الفقهاء في رسائلهم العملية استنادا إلي آيات القرآن الروايات الشريفة المروية عن ائمة المعصومين وعن امام نفسه
كما أن امام هو في طليعة العاملين والملتزمين بالأخلاق اسلامية"
أين الدليل على هذه العقيدة الكاذبة والتى بين الله أن عقيدة المسلمين فى الرسل واحدة وهى عدم التفريق بين الرسل(ص) فى المكانة فقال على لسانهم:
" لا نفرق بين أحد من رسله"
واعتبر الله من يفرق بين الرسل كافر فقال :
"إن الذين يكفرون بالله ورسله ويريدون أن يفرقوا بين الله ورسله ويقولون نؤمن ببعض ونكفر ببعض ويريدون أن يتخذوا بين ذلك سبيلا أولئك هم الكافرون حقا وأعتدنا للكافرين عذابا مهينا والذين أمنوا بالله ورسله ولم يفرقوا بين أحد منهم سوف يؤتيهم أجورهم وكان الله غفورا رحيما"
ثم كيف يكون المختفى المزعوم افضل من الرسل وهو ليس برسول ولا ذكر له فى كتاب الله
فالذين ميزهم الله هم الرسل(ص) كما قال :
" الله يصطفى من الملائكة رسلا ومن الناس"
يبين الشيرازى أن نيل القرب من المعصوم المزعوم هو العمل بالإسلام ولا ندرى فى أى وحى ذكر هذا وهو يقول:
"إذن، فمضمون كلام امام الذي صدرنا به حديثنا هو:
إن محبتكم لنا وإظهارها هو أمر حسن وفاضل، ولكن نيل مقام القرب منا يتطلب العمل والالتزام بالإسلام وليس بإظهار المحبة لنا فقط فكما أن امام هو في طليعة الملتزمين بالإسلام فإن أساس وملاك نيل القرب منه هو الالتزام بالعقائد والأحكام والأخلاق الإسلامية
ربما يكون لشخص تعلق قلبي قوي بالإسلام فتراه لتعلقه القلبي والعاطفي يبكي علي فراق امام ولكن إن كان تدين ذلك الشخص وعقائده وأخلاقه وأعماله مخالفة لما يريده امام فإنه سيحرم من نيل القرب من امام فالطريق الوحيد للتقرب من امام ينحصر بالعمل بالإسلام
لو كان المريض مؤمنا بالطبيب الذي يراجعه وبوصفته الطبية ومحبا له لكنه لا يعمل بما يصفه له من الدواء فإنه لا يمتثل للشفاء مهما بلغ إيمانه ومحبته للطبيب وهكذا يكون حال من يحب امام لكنه لا يعمل بما يريده امام فالعامل اساسي الذي يوجب نيل مقام القرب من امام هو العمل بما يريده امام فكل من تكون صحيفة أعماله حسنة يحظي بالقرب من امام، سواء كان رجلا أم امرأة، وعالما أم من العوام"
والكلام السابق الشيرازى لا يدرى أنه لا يتكلم عن مخلوق وإنما يتكلم عن إله فالرضا هو لله وليس لمخلوق
وكما ضرب الرجل مثال المريض والطبيب لبيان ما يقوله ضرب مثال أخر فقال :
"ايمان أو الكفر
علي سبيل المثال: إن انسان رجلا أو امرأة مهما كانت ظروفه يمكنه أن يكون أحسن أو أسوأ إنسان في زمانه أو عبر التاريخ فالإنسان بنفسه يختار الحسن أو السوء لنفسه فالله تبارك وتعالي قد تلطف علي انسان فوهبه العقل والأدراك والفهم والاختيار ليقوم انسان بإرادته في اختيار طريقه
لقد ضرب الله في القرآن الكريم للمرأة المؤمنة والكافرة مثالين، فابتدأ ببيان مثل للكافرين وقال:
"ضرب الله مثلا للذين كفروا امرأة نوح وامرأة لوط" فهاتان المرأتان كانتا زوجتي نبيين من أنبياء الله وهما النبي نوح(ص) من أنبياء أولي العزم والنبي لوط (ص)وهاتان المرأتان عاشتا في بيت اثنين من انبياء وعاشراتهما وشهدتا أعمالهما وسمعتا كلامهما، لكن صارت عاقبتهما سيئة حيث أصبحتا مثالا ونموذجا للسوء
في قبال ذلك وفي اية بعدها يذكر الله تعالي امرأة أخري هي نموذج للمرأة الصالحة، فيقول:
"ضرب الله مثلا للذين آمنوا امرأة فرعون"
إن آسية امرأة فرعون عاشت مع زوج كان مثالا للظلم والشقاء والعصيان، ومدعيا بالربوبية، لكنها عاشت صالحة وعملت صالحا فاستحقت بذلك أن عدها القرآن الكريم مثالا للنساء الصالحات
إذن فالله تعالي أعطي للإنسان القدرة علي الاختيار، والأنسان بنفسه يكون حسنا أو سيئا، وبإرادته ينتخب الطريق لنفسه
ينبغي للأخوات أن يعلمن أنه إن لم يوفقن للعيش في بيوت انبياء فإن ظروف حياتهن ليست بأصعب من الظروف التي عاشتها امرأة فرعون
إذن عليكن أن تسعين إلي الالتزام العملي بالإسلام حتي تصبحن كامرأة فرعون التي عاشت في أسوأ الظروف وأصعبها لكنها لم تنحرف عن الطريق الصحيح وحافظت علي اعتقادها الصحيح وعلي صلاحها فعاقبة امرأة فرعون تدل علي أن النساء يستطعن أن ينلن مقام القرب من امام وأن يحظين برعايته مهما عشن في ظروف عائلية صعبة، واقتصادية واجتماعية وغيرها
كما وفي إطار ارادة وحق اختيار الذي أعطاه الله تعالي للإنسان، قد تنحرف المرأة وإن عاشت في بيت ملتزم بالعقائد الصحيحة وبأحكام اسلام وأخلاقه"
الرجل هنا يخلط فى الكلام فهو يتحدث عن رضا المعصوم المزعوم كما يتحدث عن رضا الله فالمعصوم المزعوم بم يكن فى عهد النساء المذكورات حتى يكون رضا الله مرضاه وإنما الرضا لله وليس لغيره
وتحدث عن ابتلاء الله للناس فقال :
"أقول: إن الله تعالي خلق انسان للامتحان والاختبار وجعله حرا ومختارا، وكل إنسان يري نتيجة اختباره بعد موته في صحفية أعماله فيتحسر حينها علي ما قصر، والنساء غير مستثنيات من ذلك، فبعضهن ممن عشن في ظروف سهلة وقصرن في أعمالهن فلم يوفقن لنيل مقام القرب من امام صاحب العصر والزمان، مثل هؤلاء النسوة سيتحسرن يوم القيامة عندما يرين أن نظيراتهن عشن في ظروف صعبة لكنهن وبسعيهن وأعمالهن استطعن أن يوفقن لنيل القرب من أهل البيت "
وكما سبق القول كيف نعرف رضا شخص عنا وهو غائب لا يرانا ولا يعرف عنا شىء ؟
إن الرضا عن الغير يتطلب العلم بهم كما قال تعالى :
ط هو اعلم بمن اتقى"
فالمزعوم لا يعلم شىء عنا ولا يعلم الناس عنه شىء ومن ثم الرضا محال لعدم العلم
وحدثنا عن المولى الغائب زاعما أنه معصوم هو و13 شخص أخرين فقال :
لنعرف وظيفتنا
"ليعلم أتباع أهل البيت بأن عليهم أن يؤدوا وظيفتهم العقائدية والشرعية والأخلاقية التي يريدها مولانا صاحب العصر والزمان فالمعصومون اربعة عشر كلهم روح واحدة في جسم واحد، والامتثال لتعاليم أي واحد منهم هو امتثال لهم جميعا"
ومطلوب من الشيرازى وأمثاله ممن يعتقدون هذا الاعتقاد الكاذب إيجاد دليل من وحى الله حتى نصدق به لأن العصمة المذكورة للرسول(ص) ليست عصمة من الخطأ وعمل المحرمات وإنما عصمة من أذى الناس كما قال تعالى:
" والله يعصمك من الناس"
والدليل على ارتكابه المحرمات وهى الذنوب قوله تعالى :
" واستغفر لذنبك"
وقوله :
" ليغفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر"
وتحدث عن عقيدة التناسخ والتقمص وهى كون 14 شخص هم شخص واحد وهى عقيدة من عقائد الوثنيين كالهندوس فقال :
"جاء في مضمون الرواية الشريفة أن أحد أصحاب الأئمة قال للإمام المعصوم: عند روايتي لبعض أحاديثكم أنسي المعصوم الذي قالها، فهل يجوز لي أن أنسبها إلي أي واحد منكم؟ قال له الإمام: نعم، فقولنا واحد وعملنا واحد
إذن فيمكننا أن ننسب حديث رسول الله (ص) إلي مولانا امام صاحب العصر والزمان أو إلي باقي ائمة المعصومين
جاء في الحديث الشريف عن مولانا رسول الله (ص):
«أنا وعلي من شجرة واحدة والناس من أشجار شتي»"
وهذا كذب محض فمحمد(ص) وعلى شخصان مختلفين فعلى ليس رسولا بينما محمد(ص) رسول فكيف يكون واحد رسول ومن ليس برسول ؟
إن الرواية هى تكذيب لقوله تعالى :
ادعوهم لآباءهم"
فمحمد بن عبد الله وعلى بن أبى طالب فلو كانت شجرة واحدة فهذا اتهام لعبد الله أو لأبى طالب بأن أحدهما زنى بامرأة أخيه والعياذ بالله
إنهم يروون رواية ولا يعرفون معناها
والشيرازى يزعم أن كلام الأئمة كله واحد وهو ما يناقض كتب الشيعة حيث يخالف الابن أباه فى الأحكام المسألة الواحدة والكتب الأربعة عندهم مليئة بتلك الروايات التى تبين اختلافهم فى آلاف المسائل وليس فى عشرة مثلا وفى هذا المعتقد قال :
"وفي مضمون رواية أخري أن ائمة كلهم من تلك الشجرة فكلام امام في العقائد والأحكام والأخلاق هو عين كلام باقي المعصومين في تلك امور فيجب علي الجميع أن يقرأوا القرآن الكريم والروايات الشريفة عن أهل البيت وأن يسألوا أهل العلم ليعرفوا العقائد والأحكام والأخلاق التي يرضاها المعصومون ، ويصمموا علي العمل بها وتطبيقها في جوانب حياتهم الفردية الاجتماعية وهذا هو الطريق الوحيد الموجب للقرب من امام صاحب العصر والزمان، والموجب لنيل رضاه ومحبته "
الغريب فى الكلام السابق أن المعصوم المزعوم لا يبين الدين الذى يرضاه لأنه غير موجود أو غير ظاهر للناس يكلمهم وإنما من يبلغهم بما يرضى الغائب المزعوم هم أهل العلم وهذا معناه أنهم لا يرضون الغائب الذى يتخفى خلف ذكره أهل العلم المزعومين والذين يختلفون بينهم فلو كان علمهم من شخص واحد لكانت كل فتاويهم واحدة ولكنها مختلفة فكيف يرضى الناس الغائب إذا كان من يتحدثون باسمه يقتوون لفتاوى متناقضة؟
ويستغل الشيرازى الناس لافهامهم برضا الغائب فيقول :
"إن إظهار انسان محبته للإمام مهما كان مستوي المحبة ليس دليلا قاطعا علي محبة امام لذلك الشخص أو أنها توجب محبة امام، وهذا ما يؤكده القرآن الكريم والأمام بقية الله ، بل إن امتثال والالتزام بسيرة امام صاحب العصر والزمان وعمله هو الذي يوجب محبة امام
أنتن أيتها الأخوات المكرمات تعرفن قواعد العربية وتعلمن أن حرف (اللام) الوارد في كلمة (فليعمل) بعد الفاء هي لام امر وكلمة (فليعمل) هي كنظيرتها (اعملوا) ولكن بما أن امام لم يخاطب أشخاصا حاضرين لذلك قال (ص): (فليعمل) فجاءت الكلمة بلام امر للغائب ويعني ذلك: أظهروا محبتكم لنا في إطار العمل بتعاليمنا فكل سيتقرب إليه امام ويتقرب هو إلي امام بمقدار ما يكون عمله وأخلاقه قريبين من سيرة امام "
الغريب فى أمر الشيرازى أنه ينفى أن يكون العلم الذى يفتى به اهل العلم من الشيعة من المعصوم نفسه لأن لا أحد تشرغ بلقائه منهم سوى قلة قليلة والعريب أن من اعترفوا برؤيته كانوا منذ ألف عام وهو ما يعنى أن لا علاقة للحاليين بعلم الغائب وهو قوله:
"إن امام صاحب العصر والزمان هو الآن في الغيبة الكبري، لكن علي مر تاريخ الغيبة الكبري ومن وسط مئات الملايين من الناس لعله يوجد أشخاص قد وفقوا للتشرف بلقاء امام، وهذه مسألة بحاجة إلي تأمل وتدبر، كي نعلم ونفهم سبب توفيق عدد قليل من الناس بتشرفهم بلقائهم بالأمام من بين الملايين من المحبين له؟ وحتي نعرف العلة اساسية لذلك
لا شك أن العلة اساسية لذلك هو ما ذكره امام في الرواية التي صدرنا بها حديثنا وبعبارة أخري إن الذين وفقوا للتشرف بلقاء امام صاحب العصر والزمان كانوا من الملتزمين بالإسلام ، وإنهم نالوا محبة امام بعملهم بالعقائد والأحكام والأخلاق اسلامية"
وحدث النساء بوجوب الاقتداء بأفراد كالزهراء وزينب فقال :
"القدوة الحسنة
أنتن أيتها اخوات عندكن قدوات حسنة عديدة، ومنهن وأفضلهن وأعلاهن مقاما مولاتنا فاطمة الزهراء وسيدتنا زينب الكبرياء
هاتان الامرأتان العظيمتان في تاريخ اسلام وإن عاشتا كعيشة باقي النساء لكنهما خير أسوة للنساء كافة، في جميع الجوانب والأبعاد فمولاتنا الزهراء خاضت مراحل الحياة وعاشت فتية وشابة وأما وزوجة ومربية وكانت أيضا أما لأبيها فاقرأن سيرتها لتعرفن كيف كان تعاملها مع أمها مولاتنا خديجة الكبري ومع أبيها مولانا رسول الله (ص) ومع زوجها مولانا امام أمير المؤمنين "
وهذا الكلام جهل بكتاب الله فالاقتداء ليس بالأفراد أى وإنما بهدى الله المنزل على الرسل (ص) كما قال تعالى :
" فبهداهم اقتده"
ويحدثنا الرجل عن عقيدة خرافية يعتنقها وهى أن فاطمة سبب الخلق أو هى ومحمد(ص) وعلى سبب الخلق فيقول:
"لولا فاطمة لما خلقتكما
وهنا أري من المهم أن أذكر جانبا من مقام وفضل مولاتنا فاطمة الزهراء وأقول:
جاء في الحديث القدسي:
«يا أحمد لولاك لما خلقت الأفلاك ولولا علي لما خلقتك ولولا فاطمة لما خلقتكما»
لقد سمعتم وعرفتم ماذا جري في التاريخ من وقائع، إثر استشهاد رسول الله (ص)، فلولا وجود الإمام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب لانمحي كل شيء، وكان معاوية بن أبي سفيان يقول علنا، سأسعي بالقدر الذي أستطيع به دفن اسم محمد (!!)، فلولا الإمام علي بن أبي طالب ، لما خلق النبي المصطفي (ص) وهذا هو معني (لولا علي لما خلقتك) وكذلك لو فرضنا أن الله تعالي تفضل بخلق النبي محمد (ص) والإمام علي ، ولكن لم يخلق السيدة الزهراء فمن ذا الذي سينجي، بشكل ظاهر ودونما معجزة، عليا بن أبي طالب، عندما شدوا وثاقه، واقتادوه والسيوف مسلطة علي رأسه الشريف، يريدون قتله، في قصة معروفة للجميع، فلولا السيدة الزهراء لقتل الإمام علي في ذلك اليوم، ولانتهي وانمحي كل شيء"
وهذا الكلام تكذيب لكلام الله فالله خلق الكون بما فيها لابتلاء الناس كما قال تعالى :
" الذى خلق الموت والحياة ليبلوكم أيكم أحسن عملا"
والرجل يكذب نص الحديث الذى ذكره رغم أنه يعتقد به وهو كون فاطمة أفضل من والدها وزوجها ولكنه ينفى ذلك بأنهم على مستوى واحد فيقول:
"هي حجة علي العالمين
فليس معني الحديث القدسي المتقدم أن عليا بن أبي طالب أفضل من النبي (ص)؛ أو أن فاطمة أفضل من الإمام أمير المؤمنين إذ إن الأفضلية موضوع آخر مختلف، بل المراد من الحديث معني الإلغاء، ونظيره معني الآية المباركة إن لم تفعل فما بلغت رسالته في قصة الغدير المشهورة، فبعد مضي ثلاث وعشرين عاما من السعي الدؤوب، وتحمل المصاعب والأهوال والأذي والقتال، علي طريق نشر الرسالة الإسلامية، يقول القرآن الحكيم في العام الأخير، أي العام 23، بما يعني أن لولا إعلان الغدير، لأضحت كل تلك السنوات بحكم اللاشيء، وبما يعني أيضا أنه لو لم يصنع الرسول الأكرم (ص) ما صنع في واقعة غدير خم، لألغيت النبوة
إن السيدة الزهراء والنبي المصطفي (ص) والإمام علي يأتون في المرتبة الأولي وإن من لوازم مقام السيدة فاطمة الزهراء مسألة الولاية التشريعية والولاية التكوينية؛ فإذا ما قالت السيدة الزهراء شيئا، يصبح من الواجب علي جميع الأنبياء والأولياء والملائكة وسائر الخلق من الإنس والجان، الامتثال له، كما أكده حديث الإمام الباقر ، فهي حجة علي النساء والرجال، إلا أن الأمر يكتسي بنوع من الخصوصية بالنسبة للنساء، فماذا تحب الزهراء ماذا تريد للمرأة؟"
عقيدة الثالوث التى ذكرها الشيرازى محمد وعلى وفاطمة يذكرنا بعقيدة النصارى الآب والابن والروح القدس أو بدلا منه العذارء مريم
والكلام تكذيب للوحى فحتى الله استنكر نسبة الإناث له من قبل الوثنيين فقال :
" أم لكم الذكر وله الأنثى"
وتحدث عن كون الزهراء هى أحسن قدوة فقال :
"الزهراء أحسن قدوة
ثم إنها بنت رسول الله (ص) فلتنظر المرأة كيف كانت الزهراء تعامل أباها (ص)؟ وكانت الزهراء زوجة الإمام أمير المؤمنين ، فكيف كان تعاملها مع الإمام علي ؟
كما أنها كانت أما للإمامين الحسن والحسين والسيدة زينب الكبري والسيدة أم كلثوم فكيف كانت تعامل أبناءها؟
كل ذلك دروس من السيرة العطرة لسيدة نساء العالمين ويتعين علي كل امرأة أن تتخذها نماذج تطبقها بحذافيرها علي حياتها، وطريقتها في العيش والتعامل مع ميادين الحياة وهناك أمر أهم وهو الهدف الذي استشهدت لأجله الزهراء، فهي فدت الإسلام بنفسها الطاهرة
كما عاشت مولاتنا زينب كباقي النساء فاقرأن سيرتها واطلعن علي مسيرتها وتأسين بها
علي سبيل المثال: المرأة التي لها أب وأم وزوج وأخ وأقارب وأرحام عليها أن تتعلم من مولاتنا فاطمة الزهراء ومولاتنا زينب كيف تتعامل معهم ومع أرحامها وأقاربها وهذا العمل هو أفضل سبيل لنيل القرب من مولانا امام بقية الله وهذا ينطبق أيضا علي الرجل وليس علي المرأة فحسب فالرجل والمرأة وإن كانت أحكامهما بهما تختلف في بعض الموارد، ولكن في مقام نيل القرب من امام لا فرق بينهما بل بمقتضي بعض الروايات وعمل المعصومين فإن الله تبارك وتعالي قد سهل في احكام علي النساء أكثر من الرجال، وهذا يعني أن آلية نيل مقام القرب من امام للنساء أسهل من الرجال فإذا كانت النسبة المطلوبة من عمل الرجل التي يمكنه أن ينال بها القرب من امام هي ستين بالمئة فإنها للمرأة أقل من الستين
جاء في الحديث الشريف عن مولانا امام الصادق :
«أكثر أهل الجنة المستضعفين النساء»
وقد يقول قائل: إن عدد النساء في الدنيا أكثر من عدد الرجال فمن الطبيعي أن يكون أكثر أهل الجنة من النساء ولكن الامام الصادق ولدفع مثل ذلك الاحتمال يقول في تكملته لحديثه الشريف:
علم الله ضعفهن فرحمهن
بناء علي ذلك، فإن سبب كون أكثر أهل الجنة من النساء هو أن الله تعالي يعلم بأن المرأة أضعف من الرجل في أبعاد مختلفة ولذلك فهو تعالي يرحم النساء أكثر من الرجال ويدخلهن الجنة قبل الرجال ولذا فالنساء ينلن مقام القرب من امام أسرع من الرجال
وقد جاء في الكثير من الروايات الشريفة أن مولانا رسول الله (ص) والأمام أمير المؤمنين كانا في آخر لحظة من عمرهما الشريف يوصيان بالمرأة كثيرا فقد قال امام أمير المؤمنين لما حضرته الوفاة في وصيته إلي امام الحسن :
«الله الله في النساء وما ملكت أيمانكم فإن آخر ما تكلم به نبيكم أن قال اوصيكم بالضعيفين من النساء » وهذا يدل علي أن مراعاة حقوق المرأة لها مكانة وأهمية خاصة عند أهل البيت "
وكل هذا الكلام بلا دليل من الوحى لأن الوحى انقطع قبل الوفاة بنزول أخر القرآن وهو " اليوم أكملن لكم دينك وأتممت عليكم نعمتى ورضيت لكم الإسلام دينا"
والكلام هو تكذيب صريح لوحى الله فوصية الرسل (ص) والمسلمين واحدة عند الموت الوصية باتباع الإسلام دينا كما قال تعالى :
"ووصى بها إبراهيم بنيه ويعقوب يا بنى إن الله اصطفى لكم الدين فلا تموتن إلا أنتم مسلمون"
وتحدث عن مقام القرب من أهل البيت فقال :
صعب لكنه عذب
"إن نيل مقام القرب من أهل البيت ليس عملا سهلا، كما أن كل الأمور المهمة في الحياة صعبة فالله تبارك وتعالي خلق الدنيا وحفها بالمشاكل والصعوبات حتي يختبر العباد ففي المدرسة والجامعة نجد أن اسئلة المقدمة للطلاب في الامتحان تكون صعبة وليست سهلة فلا يسألون من الطالب ما هي نتيجة (5×5) مثلا، بل تكون اسئلة صعبة ومناسبة لما تعلمه الطالب فالامتحان يجب أن تصاحبه الصعوبة وإلا لا يسمي امتحانا
اخلاق الحسنة مفتاح الجنة
قال رسول الله (ص):
«عليكم بحسن الخلق فإن حسن الخلق في الجنة لا محالة، وإياكم وسوء الخلق فإن سوء الخلق في النار لا محالة»
إن المعصومين اربعة عشر كانوا القمة والأفضل في الالتزام بالأخلاق الحسنة في قولهم وعملهم، لذلك فهم يريدون من أتباعهم وشيعتهم أن يكونوا كذلك
لقد عاش مولانا رسول الله (ص) في مكة المكرمة بعد بعثته ثلاث عشرة سنة لاقي فيها من المشركين أنواع الأذي والتهم فضربوه بالحجارة، وآذوا أرحامه وأقاربه وأتباعه، وبعد أن هاجر إلي المدينة حاربوه خلال ثماني سنوات أكثر من ثمانين مرة، واستمروا في أذاهم له (ص)، وقتلوا العديد من أصحابه، لكنه (ص) عندما فتح مكة عفا عنهم جميعا
فقد ذكرت كتب الحديث المعتبرة وكتب التاريخ أن من الذين آذوا النبي كثيرا هو ابن ابي الذي كان يبث الدعايات والتهم والأباطيل والكذب ضد النبي، وكان دور ابن أبي حينها كدور مؤسسة إعلامية في زمننا الحاضر، واستفاد في ذلك من فصاحته وبلاغته وبإلصاقه التهم بالنبي (ص) والاستهزاء به وكان يؤلب الناس علي النبي ويجندهم لمحاربته وكان عاملا أساسيا في أكثر المشاكل التي واجهها الرسول (ص)، حتي أن النبي قال بحقه: ألد أعدائي
لقد كان اللين في التعامل مع الآخرين من أبرز الخصائص اخلاقية للنبي (ص) وهذه الخصيصة اخلاقية كانت أيضا عند باقي ائمة المعصومين فلم يكن تعامل النبي (ص) شديدا دوما مع اعداء والمخالفين، بل إذا أراد أحد أن يستجير أو يشفع لأحد من الأعداء كان (ص) يقبل ذلك ويعفو عن عدوه
لقد آذي ابن ابي النبي كثيرا فأباح النبي (ص) دمه فعندما رأي ابن ابي أن النبي (ص) قد فتح مكة وأسقط أكبر معقل للكفار والمشركين لم يجد أمامه سوي التسليم، لذلك طلب من أم سلمة وكانت من سادات نساء مكة ومن خيرة زوجات النبي (ص) أن تشفع له عند النبي ففي مضمون الرواية جاءت أم سلمة إلي النبي وطلبت منه أن يقبل بشفاعتها بالعفو عن ابن أبي فقال لها النبي: إنه من ألد الأعداء فقالت له أم سلمة: وإنك عفو فاعف عنه فعفا عنه (ص)
إن هذا التعامل من رسول الله (ص) لا نجده عند أغلب الحكام والرؤساء فمعظم الحكام إذا عادوا شخصا فإنهم لا يتنازلون عن عداوتهم له، معتبرين تنازلهم مهانة لهم بل إنهم لا يتنازلون عن أي فعل ولا يتراجعون عن تنفيذه وإن كان حراما، فهم يعتبرون التراجع دليلا علي الضعف"
بالقطع أهل البيت حتى لو صدقنا أنهم على وزوجته وأولاده على خلاف القرآن فكيف نفسر أن بعضهم كفر بالله واستباح المحرمات كالذى أعلن قيام القيامة الروحية الحسن بن برزكك وأنه لا يوجد ثواب ولا عقاب إلا فى الدنيا ؟
وكل الكلام السابق مخالف لكتاب الله الذى يتحدث عن القرب من الله وليس القرب من لشر وهو ليس قربا مكانيا وإنما المراد به رضا الله
وتحدث عن أخلاق المسلمين فقال :
"أخلاق الصالحين
إن الملفت للنظر في عفو النبي عن ابن ابي هو أن النبي (ص) لم يعتبر عفوه ضعفا أو ما شابه ذلك رغم أنه كان قد أعلن مسبقا للمسلمين ولمشركي مكة والمدينة بأنه قد أباح دم ابن ابي لعداوته للإسلام وللنبي
أنتن أيتها اخوات إن تحليتن باللين في تعاملكن مع أزواجكن وأبنائكن وأرحامكن وغيرهم ولم تتشبثن بما اتخذتنه مسبقا من قرار أو فعل تجاه أي أحد، فإن هذه اخلاق الحسنة ستوجب لكن رعاية أهل البيت ومحبتهم والوصول إلي هذه المرتبة الراقية بحاجة إلي تصميم حقيقي وقوي
لقد حفلت سيرة رسول الله (ص) والأئمة اطهار بالكثير من هذا التعامل الأخلاقي الرفيع، ومنها تعامله مع وحشي قاتل حمزة فالنبي (ص) قد أباح دم وحشي لجريمته الكبيرة التي ارتكبها بقتل سيدنا حمزة ، لكن وعندما جاء العباس هو عم النبي ولم تكن أخلاقه كأخلاق النبي إلي النبي (ص) واستشفع لوحشي بالعفو، قبل النبي شفاعة العباس وتنازل عما اتخذه مسبقا بحق وحشي
مما مر يتضح أن كل شخص من الناحية الأخلاقية إذا لم يكن عنده لين في التعامل مع اخرين ولا يتنازل عما اتخذه مسبقا، فإنه لا ينال رعاية امام صاحب العصر والزمان إلا إذا أصلح نفسه وأخلاقه
إن الحلم عن اخرين هو من امور المهمة اخري التي تمكن المتحلي بها من نيل مقام القرب من امام فالحلم والصبر في علم اخلاق لهما معني واحد مع فارق هو أن الصبر تحمل ما يتعرض له انسان من مشاكل خارجة عن إرادته كالذي يتعرض لحادثة اصطدام فيتضرر بدنه أو إحدي أعضائه فيتألم ويتأذي جراء ذلك فتحمله اذي والألم يعد صبرا
أما إذا لاقي الإنسان تصرفا سيئا أو سمع كلاما بذيئا من زوجته أو أبيه أو أمه أو من أولاده أو من غيرهم فتحمله ولم يرد عليهم بمثل ما تعاملوا معه فصبره وتحمله هذا يسمي حلما
تنبيه
اذكر اخوات مرة أخري أن عليهن أن يطالعن سيرة مولاتنا فاطمة الزهراء وسيدتنا زينب الكبرياء ليعرفن تعاملهما مع اخرين فمولاتنا الزهراء وسيدتنا زينب مع أنهما قد تعلمتا الخلق الرفيع من النبي (ص) ومن امام أمير المؤمنين ومن امامين الحسن والحسين لكنهما بذلتا الجهد أيضا في بناء أنفسهما، وتحليتا بالأخلاق الحسنة والرفيعة ومنها الحلم عن اخرين
إذن فأنتن أيتها اخوات حاولن أن تتأسين بمولاتنا الزهراء ومولاتنا زينب في تعاملكن مع من يسييء إليكن حتي وإن كان لديكن القدرة علي الرد عليهم بالمثل، فلا تقمن بالرد بالمثل بل تحلين بالحلم والصبر حتي يوجب هذا الخلق الرفيع لكن نيل القرب من امام، وتشملكن رعايته
ووصيتي لكن أنتن أيتها اخوات هي أن تحاول كل واحدة منكن بقدر استطاعتها بأن تسر مولاتنا الزهراء
فعليكن أن تسعين في ترسيخ العقائد الصحيحة وتقويتها وفي حث الشابات بالالتزام بالأحكام والأخلاق الحسنة، وحاولن في تربية المزيد من اخوات تربية سليمة وفق العقائد والأحكام والأخلاق اسلامية التي يريدها امام
لا شك أن كل من تسعي في هذا المجال ستنال محبة ورعاية امام بمقدار ما تبذله من طاقاتها وقدراتها وعلمها وأما التي تقصر وتتهاون فإنها ستكون سببا في تألم امام وأذاه
لذا ونحن نعيش هذه الأيام العطرة والمباركة بذكري مولد مولانا امام بقية الله يجدر بالأخوات أن يصممن تصميما حقيقيا علي أن يعاهدن امام في الالتزام بالعقائد والأحكام والأخلاق الحسنة اسلامية، وأن يقمن بتشجيع نظيراتهن علي الالتزام بتلك امور الثلاثة والعهد مع امام هو في القلب وليس باللسان، فالإمام يعلم بحالنا جميعا كما جاء في توقيعه الشريف حيث قال:
«ولا يعزب عنا شيء من أخباركم»"
الرجل يشبه المعصوم المزعوم بالله فى علمه بتلك الرواية الكاذبة وهو ما ينفضه قوله تعالى :
ط ليس كمثله شىء"
فالمجهول الذى لا وجود له لا يعلم أى شىء ونتحدى أن يظهر ويقول لنا ما عملناه فى الماضى فضلا عما سنعمله فى المستقبل لأن الله نفى العلم عن المعصوم ألأول محمد(ص)عند الشيعة وهو الرسول(ص) فقال " قل لو كنت أعلم الغيب لاستكثرت من الخير وما مسنى السوء"
وكرر الرجل كلامه للنساء فقال :
"فاعلمن أن التزامكن بالأمور الثلاثة التي مر ذكرها هو الذي يمهد الطريق لتشرفكن باللقاء بالأمام
إذن فاسعين كثيرا في تعلم العقائد الصحيحة وبالعمل بالواجبات وترك المحرمات والتحلي بالأخلاق الحسنة كما أراد ائمة المعصومون ، وكن من السابقات في ذلك حتي تستطعن أيضا أن تهدوا نظيراتكن وتقمن بتربيتهن
أسأل الله تبارك وتعالي بلطفه، وببركة امام بقية الله وببركة يوم ميلاده العظيم أن يحفظنا امام من البلايا وشرور آخر الزمان كما قال ف في توقيعه المبارك:
«إنا غير مهملين لمراعاتكم ولا ناسين لذكركم ولولا ذلك لنزل بكم اللأواء واصطلمكم الأعداء»"
والمقولة الأخيرة كاذبة وإلا فمن حارب الشيعة ومن قتلهم وعذبهم ومن تسبب فى اختفاء المزعوم سوى أذى الغير لهم فكيف يحمى من لا قدرة له على حماية نفسه غيره ؟
وارث علم النبوة- عضو متميز
- الديانه : الاسلام
البلد : قطر
عدد المساهمات : 990
نقاط : 4074
السٌّمعَة : 0
مواضيع مماثلة
» نقد رسالة في جواب شريف بن الطاهر عن عصمة المعصوم
» قراءة فى كتاب الزيادات في كتاب الفتن والملاحم الطارقات
» قراءة في كتاب جزء فيه أحاديث مستخرجة من كتاب الخلافة
» نقد كتاب عدم سهو النبي(ص)
» نقد كتاب الاستخارة
» قراءة فى كتاب الزيادات في كتاب الفتن والملاحم الطارقات
» قراءة في كتاب جزء فيه أحاديث مستخرجة من كتاب الخلافة
» نقد كتاب عدم سهو النبي(ص)
» نقد كتاب الاستخارة
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى