شبكة واحة العلوم الثقافية
أسعدتنا زيارتك و أضاءت الدنيا بوجودك

أهلا بك فى شبكة واحة العلوم الثقافية

يسعدنا تواجدك معنا يدا بيد و قلبا بقلب

لنسبح معا فى سماء الإبداع

ننتظر دخولك الآن

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

شبكة واحة العلوم الثقافية
أسعدتنا زيارتك و أضاءت الدنيا بوجودك

أهلا بك فى شبكة واحة العلوم الثقافية

يسعدنا تواجدك معنا يدا بيد و قلبا بقلب

لنسبح معا فى سماء الإبداع

ننتظر دخولك الآن
شبكة واحة العلوم الثقافية
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

نظرات في بحث الترويح عن النفس في الإسلام

اذهب الى الأسفل

نظرات في بحث الترويح عن النفس في الإسلام Empty نظرات في بحث الترويح عن النفس في الإسلام

مُساهمة من طرف وارث علم النبوة الخميس أبريل 06, 2023 7:15 am

نظرات في بحث الترويح عن النفس في الإسلام.. مفاهيم وضوابط ...
الباحث فيصل البعداني وهو يدور حول الترويح عن النفس وأحكامه وقد تحدث عن أهميته في حياتنا فقال :
يعتبر الترويح عن النفس من الأمور المهمة التي قد يحتاجها المربون والدعاة أثناء مخالطتهم للناس ودعوتهم إياهم، إلا أن استخدام كثير من المشتغلين بالدعوة والتربية له لا يتم بالصورة المطلوبة، إذ يقعون أثناء ممارسته بين إفراط أو تفريط؛ فمنهم من غلا فيه، وصار جل همه مجرد الترويح عن من يدعوهم بدعوى كسبهم وتحبيبهم في الخير الذي يدلهم عليه، ومنهم من يرى أنه لا فائدة فيه بل هو مضيعة للوقت مفسدة للعمر.
ولذا: فسأحاول هنا تبيان مفهوم الترويح في ضوء القيم والمبادئ الإسلامية مع بيان أهميته وتقديم شيء من أدلته وخصائصه، وإبراز ما يوفق الله له من ضوابط وقواعد شرعية علّى ذلك أن يدفع إلى استخدام صحيح للترويح، وممارسة له منضبطة بالشرع الحنيف."
استهل المؤلف البحث بتعريف الترويح فذكر معناه في الكتب فقال :
"تعريف الترويح :
تدور مادة (روح) في اللغة حول معاني: السعة، والفسحة، والانبساط، وإزالة التعب والمشقة، وإدخال السرور على النفس، والانتقال من حال إلى آخر أكثر تشويقاً منه، وتختلف تعريفات الترويح في اصطلاحات الباحثين نظراً لاختلافهم في الاتجاهات التي ينطلقون منها لتحديد ماهيته، فمنهم:
- من يربط الترويح بالغرض الذي يؤديه، وعليه: فالترويح هو: التسرية والتنفيس عن النفس ويسمي بعضهم هذا الاتجاه بنظرية التعبير الذاتي.
- من يربط الترويح بالوقت، وعليه: فالترويح هو: التعبير المضاد للعمل على أساس أن الإنسان قليلاً ما يجد في عمله نوعاً من الترويح.
- من يربط الترويح بالغرض الذي يؤديه والوقت معاً، وعليه: فالترويح هو: أوجه النشاط التي يمارسها الفرد في أوقات فراغه والتي يكون من نتائجها الاسترخاء والرضى النفسي.
- وذهب بعض المختصين في الأعمال الترويحية إلى اشتراط النفع في العمل الترويحي سواء أكان نفعاً فرديّاً أم جماعيّاً، نفسيّاً أم بدنيّاً أم عقليّاً."
وخرج الرجل من حكايات التعريفات إلى تعريف واحد ارتضاه فقال :
"ولن أطيل في هذا المقام باستعراض نصوص الباحثين في تعريف الترويح، بل سأقتصر على تعريف واحد آراه الأنسب، وهو: أن الترويح عن النفس في الإسلام عبارة عن: أوجه النشاط غير الضارة التي يمكن أن يقوم بها الفرد أو الجماعة طوعاً في أوقات الفراغ بغرض تحقيق التوازن أو الاسترخاء للنفس الإنسانية في ضوء القيم والمبادئ الإسلامية. وفي ظل هذا التعريف؛ فإنه من الممكن أن تكون تلك الأنشطة وجدانية، أو عقلية، أو بدنية، أو مركبة من كل ذلك أو بعضه."
والترويح ليس ممارسة شىء ليس في الشره ولا خارجه كما يتخيل البعض وإنما هو من ضمن أحكام الشرع
وتحدث عن أهمية الترويح فقال :
"أهمية الترويح:
تبرز أهمية الترويح عن النفس في جوانب كثيرة، منها:
* تحقيق التوازن بين متطلبات الكائن البشري (روحية، عقلية، بدنية) ففي الوقت الذي تكون فيه الغلبة لجانب من جوانب الإنسان يأتي الترويح ليحقق التوازن بين ذلك الجانب الغالب وبقية الجوانب الأخرى المتغلب عليها.
* يساهم النشاط الترويحي في إكساب الفرد لخبرات ومهارات وأنماط معرفية، كما يساهم في تنمية التذوق والموهبة، ويهيء للإبداع والابتكار.
* يساعد الاشتغال بالأنشطة الترويحية في إبعاد أفراد المجتمع عن التفكير أو الوقوع في الجريمة، وبخاصة في عصرنا (عصر التقنية) الذي ظهرت فيه البطالة حتى أصبحت مشكلة وقلت فيه ساعات العمل والدراسة بشكل ملحوظ جدّاً، وأصبح وقت الفراغ أحد سمات هذا العصر.
* من أبرز المسميات التي أطلقت على عصرنا: عصر التقنية، و عصر القلق، و عصر الترويح.. وترتبط هذه المسميات بعلاقة وثيقة فيما بينها؛ فالتقنية تولد عنها القلق، وأصبح الترويح أحد أهم متطلبات عصر التقنية والقلق؛ لما له من تأثير في الحد من المشاكل المترتبة عن ذلك."
ثم تحدث عن براهين إباحة الترويح فقال :
"أدلة جواز الترويح:
لا يقدر بعض الدعاة أهمية الترويح، وينظرون إليه على أنه مضيعة للوقت مفسدة للعمر، وفي هذا الأمر نظر، إذ قد دلت النصوص الشرعية إجمالاً وتفصيلاً على جواز الترويح، بل إن منها ما دعت إليه وحثت عليه، وسأكتفي هنا ـ لعدم مناسبة التوسع في الطرح ـ ببعض الأدلة الإجمالية والتفصيلية، فمن الأدلة الإجمالية:
* حديث حنظلة (رضي الله عنه) وفيه:.. قلت: نافق حنظلة يا رسول الله، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: وما ذاك، قلت: يا رسول الله نكون عندك تذكرنا بالنار والجنة حتى كأنا رأي عين، فإذا خرجنا من عندك عافسنا الأزواج والأولاد والضيعات نسينا كثيراً، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: والذي نفسي بيده إن لو تدومون على ما تكونون عندي، وفي الذكر، لصافحتكم الملائكة على فرشكم وفي الطرقات، ولكن يا حنظلة ساعة وساعة."
والحديث باطل فلا يوجد شىء اسمه ساعة لله وساعة للغير فكل الساعات طاعات لله
والخطأ فيه نزول الملائكة ألرض لمصافحة الناس وهو ما يخالف أنهم لا ينزلون الأرض لعدم اطمئنانهم أى خوفهم كما قال تعالى :
" قل لو كان فى الأرض ملائكة يمشون مطمئنين لنزلنا عليهم من السماء ملكا رسولا"
ثم قال :
* حديث أبي جحيفة في الصحيح، وفيه:.. فزار سلمان أبا الدرداء، فرأى أم الدرداء متبذلة، فقال: ما شأنك؟ قالت: أخوك أبو الدرداء ليس له حاجة في الدنيا، فجاء أبو الدرداء فصنع له طعاماً، فقال له: كل، قال: فإني صائم، قال: ما أنا بآكل حتى تأكل، قال: فأكل، فلما كان الليل ذهب أبو الدرداء يقوم قال: نم فنام، ثم ذهب يقوم فقال: نم، فلما كان من آخر الليل قال سلمان: قم الآن، فصليا فقال له سلمان: إن لربك عليك حقّاً، ولنفسك عليك حقّاً، ولأهلك عليك حقّاً، فأعط كل ذي حق حقه، فأتى النبي -صلى الله عليه وسلم- فذكر ذلك له، فقال له النبي -صلى الله عليه وسلم-: صدق سلمان."
وهذا الحديث معناه حق وهو موافق لقوله تعالى :
" قل من حرم زينة الله التى أخرج لعباده والطيبات من الرزق"

ثم قال :
* حديث عبد الله بن عمرو بن العاص (رضي الله عنهما) وفيه: أن الرسول -صلى الله عليه وسلم- قال: صُم وأفطر وقم ونم، فإن لجسدك عليك حقّاً، وإن لعينك عليك حقّاً، وإن لزوجك عليك حقّاً، وإن لزورك عليك حقّاً وفي رواية: قال: قال لي رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: يا عبد الله بن عمرو: إنك لتصوم الدهر وتقوم الليل، وإنك إذا فعلت ذلك هجمت له العين ونهكت، لا صام من صام الأبد."
وتحدث عن أحداث مضحكة حدثت فقال :
ومن الأدلة التفصيلية:
- عن أنس بن مالك أن النبي -صلى الله عليه وسلم-قال له: يا ذا الأذنين قال أبو أسامة - أحد رواة الحديث -: يعني يمازحه.
- عن عائشة قالت: كنت ألعب بالبنات عند النبي وكان لي صواحب يلعبن معي، فكان رسول الله إذا دخل يتقمعن* منه فيسر بهن إليّ.
- قال محمود بن الربيع: إني لأعقل مجة مجها رسول الله في وجهي وأنا ابن خمس سنين من دلو."
والحديث الخير باطل فلا يعقل أن يبصق الرسول(ص) في وجه الولد وهو صغير لأن الصغير لا يعقل معنى ذلك كما أن ذلك قد يؤدى لعدوى أو ما شابه
ثم قال :
"- عن عائشة رضي الله عنها أنها كانت مع النبي-صلى الله عليه وسلم- في سفر، قالت: فسابقته فسبقته على رجلي، فلما حملت اللحم سابقته فسبقني، فقال: هذه بتلك."
وهذا أمر محال فليس معقولا ان تكشف المرأة عورتها في مكان عام قد يراها الناس فيه كى تسابق زوجها
ثم قال :
- وعن عائشة رضي الله عنها قالت: والله لقد رأيت رسول الله-صلى الله عليه وسلم-، يقوم على باب حجرتي والحبشة يلعبون بحرابهم في مسجد رسول الله، سترني بردائه لكي أنظر إلى لعبهم، ثم يقوم من أجلي حتى أكون أنا التي أنصرف، فاقدروا قدر الجارية الحديثة السن حريصةً على اللهو."
والحديث باطل فالمسجد ليس من أجل اللعب وإنما من أجل ذكر اسم الله وهو وحيه كما قال تعالى :" في بيوت أذن الله ان ترفع ويذكر فيها ايمه"
كما أن ليس معقولا أن يأمر الرسول0ص) زوجته بالنظر لرجال أغراب عنها مخالفا قوله تعالى :
"وقل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن"

وتحدث عن خصائص الترويح فقال :
"خصائص الترويح عن النفس في الإسلام:
يمثل الإسلام نظام حياة متكامل ـ عقيدة وشريعة ـ يجب أن تنبثق عنه جميع تصورات ومبادئ وقيم وسلوكيات الإنسان المسلم، وعلى ذلك: ينبغي أن ننظر إلى الموضوع الذي نحن بصدده (الترويح) من خلال الخصائص التي أعطاها له الإسلام، ومنها أنه:
- عبودية لله (تعالى):
قال الله (تعالى): ((قُلْ إنَّ صَلاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ العَالَمِينَ)) والترويح هو جانب من المحيا في حياة المسلم، وبالتالي: فهو (لله رب العالمين لا شريك له) في حال إصلاح العبد لنيته في ممارسته بشروط حلّه، واتخاذه وسيلة لتحقيق عمل صالح أو لتجديد نشاط المسلم في الأعمال الجادة؛ روي عن أبي الدرداء أنه قال: إني لأستجم قلبي بالشيء من اللهو ليكون أقوى لي على الحق.
- ثابت المعالم متجدد الوسائل:
ليس للمسلم أثناء قيامه بنشاط ترويحي أن يتجاوز جوانب يوجب الإسلام تركها ـ لحرمتها أو ضررها ـ بل عليه أن ينضبط بضوابط الإسلام ويحتكم بأحكامه، وهذا هو الجانب الثابت في الترويح، وما سوى ذلك فللإنسان أن يبدع ويجدد فيه ما شاء من كيفيات ووسائل، وذلك الثبات في الترويح من جهة والإفساح وفتح المجال للتجديد من جهة أخرى: هو أحد الخصائص المهمة للترويح في الإسلام.
- يراعي طبيعة الفطرة الإنسانية:
عند التأمل في أنواع الترويح المشروع والمباح: نجده شاملاً لجميع حاجات ودوافع الإنسان التي تتطلبها جوانبه المختلفة (الروح، العقل، الجسد) مما يدل على أن من خصائصه العموم والشمول لجميع مكونات وخصائص الكائن البشري ومراعاة الفطرة التي خلقه الله (تعالى) عليها.
- يحقق التوازن بين جوانب الإنسان المختلفة:
للإنسان جوانب مختلفة (روح، عقل، جسد)، وله ميول متنوعة، قد تدفعه إلى تغليب جانب أو أكثر على بقية الجوانب الأخرى، ولكن نتيجة للترابط بين جوانب الإنسان المختلفة نجده يكلّ ويملّ، ويصعب عليه مواصلة المسير، بل قد يمتنع من ذلك، وهنا يأتي دور الترويح لتحقيق التوازن بين تلك الجوانب، لكي يبتعد الإنسان عن الكلل والملل، ويعاود المسير براحة وطمأنينة.
- انطلاقة من دافِعِيّة وممارسة بانتقائية:
يتم الإقبال على ممارسة النشاط الترويحي وفقاً لرغبة الممارس ودافعيّته الذاتية حسب حاله من الكلل والملل أو النشاط والهمة، كما أن الإقبال يتم أيضاً وفقاً لاختياره لأي نوع من أنواع الأنشطة الترويحية التي تناسبه وتحقق ميوله ورغبته واحتياجاته.
- لا يزحف على عمل جاد:
يتم النشاط الترويحي في وقت الفراغ، والمراد به: الوقت الخالي عن الأعمال الجادة كأوقات الشعائر التعبدية الواجبة، وأوقات العمل، وأوقات القيام بواجبات ومستلزمات الحياة الأخرى، كالأكل والنوم، وما توجبه طبيعة الحياة الاجتماعية من آداب مرعية كزيارة الأقارب، وإكرام الضيف، وعيادة المريض.. ونحو ذلك."
الترويح في الإسلام هو جانب من جوانب العبادة التى هى طاعة لله سواء كان هذا الترويح جسميا أو نفسيا فهو من باب قوله تعالى:
"واعدوا لهم ما استعطتم من قوة"

وتحدث عن ضوابط الترويح فقال :
"ضوابط للترويح عن النفس في الإسلام:
- الأصل في الترويح الإباحة: ويدل لذلك حديث أبي الدرداء (رضي الله عنه) أن الرسول -صلى الله عليه وسلم- قال: ما أحل الله في كتابه فهو حلال، وما حرم فهو حرام، وما سكت عنه فهو عافية، فاقبلوا من الله العافية، فإن الله لم يكن نَسيّاً، ثم قرأ هذه الآية ((وَمَا كَانَ رَبُّكَ نَسِياً)) .
ومن القواعد المتقررة في الشرع أن الأصل في الأشياء الإباحة حتى يدل الدليل على التحريم."
الخطأ في كلام البعدانى هو سكوت الله على حكم أشياء والله لنم يترك شىء بدون حكم قال تعالى:
"ط ونزلنا عليك الكتاب تبيانا لكل شىء"

ثم قال :
"- الترويح وسيلة لا غاية:
الترويح وسيلة من الوسائل التي يستطيع بها الإنسان تحقيق التوازن بين جوانبه المختلفة، في حالة وجود اختلال بالإفراط في جانب على حساب بقية الجوانب الأخرى، وإذا تجاوز النشاط الترويحي هذا الحد وأصبح هدفاً وغاية في ذاته، فإنه يخرج من دائرة المستحب أو المباح إلى دائرة الكراهية أو الحرمة.
وبهذا الضابط يخرج الاحتراف لبعض الأنشطة الترويحية عن دائرة المباح أو المشروع لأن فيه إخلالاً ببنية وهيكل النظام الاجتماعي القائم على تعاليم الإسلام، وفيه قيادة أفراد الأمة إلى الميوعة والترف والانحلال، أضف إلى ذلك: تحقيق ذلك لرغبات أعداء الأمة في إلهاء أفرادها وإشغالهم عن جوهر الصراع الحضاري الذي يمارسونه ضدها.
وأدلة هذا الضابط ظاهرة في الشريعة، ومنها:
أن الإسلام رفض الإفراط في كمية العبادات الشرعية التي جاء آمراً بنوعها أمر وجوب أو استحباب، إذا أُخرجت عن حد المألوف المستطاع، ومن النصوص الدالة على ذلك - بالإضافة إلى ما سبق -:
* عن أنس بن مالك (رضي الله عنه) قال: دخل النبي -صلى الله عليه وسلم- فإذا حبل ممدود بين الساريتين فقال: ما هذا الحبل؟ قالوا: هذا حبل لزينب فإذا فترت تعلقت، فقال النبي -صلى الله عليه وسلم-:لا،حلوه، ليصل أحدكم نشاطه، فإذا فتر فليقعد.
* عن أبي هريرة (رضي الله عنه) قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: إذا قام أحدكم من الليل فاستعجم القرآن على لسانه فلم يدر ما يقول فليضطجع.
وإذا كان هذا النهي عن أمر مشروع، فما الحال بأمر مباح ـ لم يأمر الشارع بنوعه ـ، يُزاد في كميته زيادة مفرطة، تسبب ضياع المأمور به، وتجحف بالتوازن بين جوانب الإنسان المختلفة، وتغير هيكل النظام الاجتماعي الإسلامي، وتحقق مكائد ومخططات أعداء الأمة الساعين إلى إلهائها وتقويض بنيانها؟!.
- الجد هو الأصل، والترويح فرع:
سبق ذِكْرُ أن النشاط الترويحي في التصور الإسلامي ما هو إلا حالة علاجية، لحصول الاختلال في إعطاء كل جانب من جوانب الكائن البشري ما يستحقه من النشاط والقوة، ليعود الإنسان بكافة جوانبه لمواصلة السير في طريقه إلى الله (عز وجل) بجد ونشاط ومثابرة، وسأحاول تأصيل ذلك والتأكيد على أن الجد صاحب التقدمة والسبق، وأن الترويح تابع له، وفرع عنه، من خلال الأمرين التاليين:
أ- الأولوية للجد في حال التعارض:
يقدم الإسلام الجد على الترويح، ويَظْهَر هذا جليّاً في سلوكياته -صلى الله عليه وسلم- وأقواله، ومن ذلك: ما رواه أبو برزة الأسلمي (رضي الله عنه) أنه -صلى الله عليه وسلم- كان يكره النوم قبل العشاء والحديث بعدها .
قال الحافظ ابن حجر ـ أثناء شرحه لهذا الحديث ـ: قوله: وكان يكره النوم قبلها والحديث بعدها لأن النوم قبلها قد يؤدي إلى إخراجها عن وقتها مطلقاً، أو عن الوقت المختار، والسمر بعدها قد يؤدي إلى النوم عن الصبح أو عن وقتها المختار.
والقارئ الكريم يلاحظ أن الشارع لم يكره الترويح المتمثل في النوم لراحة البدن أو السمر لكونه سيؤدي إلى تضييع الواجب يقيناً، بل لاحتمال أن يكون ذريعة إلى الوقوع في ذلك.
* ما رواه أبو هريرة (رضي الله عنه) أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: ولا تكثر الضحك؛ فإن كثرة الضحك تميت القلب.
* عن سماك قال: قلت لجابر بن سمرة: أكنت تجالس رسول الله -صلى الله عليه وسلم، قال: نعم، فكان طويل الصمت، قليل الضحك، وكان أصحابه يذكرون عنده الشعر وشيئاً من أمورهم فيضحكون، وربما تبسم."
والخطأ في الكلام هو اعتبار الجد أصل والترويح فرع ولا يوجد في كتاب الله هذا التقسيم فكل الطاعات اصول لأن الترويح المباح هو حكم أصلى فالضحك المباح ليس محرما وتقوية الجسم بممارسة الرياضة حلال طاعة لقوله تعالى :
"وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة"
ثم قال:
"- ألا يكون في النشاط الترويحي مخالفة شرعية:
يعتبر هذا الضابط الأهم من ضوابط النشاط الترويحي، ولتطبيقه صور مختلفة، منها:
* ألا يكون في النشاط الترويحي أذية للآخرين من سخرية، أو لمز، ونبز، أو ترويع، أو غيبة، أو اعتداء على ممتلكاتهم بإتلاف أو استخدام... ونحو ذلك؛ قال الله (تعالى): ((يَا أَيُّهَا الَذِينَ آمَنُوا لا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِّن قَوْمٍ عَسَى أَن يَكُونُوا خَيْراً مِّنْهُمْ وَلا نِسَاءٌ مِّن نِّسَاءٍ عَسَى أَن يَكُنَّ خَيْراً مِّنْهُنَّ وَلا تَلْمِزُوا أَنفُسَكُمْ وَلا تَنَابَزُوا بِالأَلْقَابِ بِئْسَ الاسْمُ الفُسُوقُ بَعْدَ الإيمَانِ وَمَن لَّمْ يَتُبْ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ يَا أَيُّهَا الَذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيراً مِّنَ الظَّنِّ إنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إثْمٌ وَلا تَجَسَّسُوا وَلا يَغْتَب بَّعْضُكُم بَعْضاً أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَن يَاًكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتاً فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَّحِيمٌ)) [الحجرات: ، ]، وقال -صلى الله عليه وسلم-: لا يأخذن أحدكم متاع أخيه لاعباً ولا جاداً...
* ألا يكون في النشاط الترويحي كذب وافتراء؛ قال -صلى الله عليه وسلم-: ويل للذي يحدث بالحديث ليضحك منه القوم فيكذب، ويل له، ويل له.
* ألا يكون في النشاط الترويحي تبذير للمال واستهلاك باذخ؛ قال الله (تعالى): ((وَآتِ ذَا القُرْبَى حَقَّهُ وَالْمِسْكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَلا تُبَذِّرْ تَبْذِيراً إنَّ المُبَذِّرِينَ كَانُوا إخْوَانَ الشَّيَاطِينِ وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِرَبِّهِ كَفُوراً)) [ الإسراء: ، ]، وسياق الآية في الإنفاق على ذي القربى والمسكين وابن السبيل، فكيف الحال في الترويح؟!.
* ألا يكون في النشاط الترويحي اختلاط بين الرجال والنساء لما يفضي إليه ذلك من النظر المحرم، والخلوة المحرمة، بالإضافة إلى أنه قد يكون ذريعة لمخالفات شرعية أكبر؛ قال الله (تعالى): ((وَإذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعاً فَاسْأَلُوهُنَّ مِن وَرَاءِ حِجَابٍ)) [الأحزاب: ]، وقال رسول الله: إياكم والدخول على النساء، فقال رجل من الأنصار: يا رسول الله: أفرأيت الحمو؟ قال: الحمو الموت.
وعن جرير (رضي الله عنه) قال: سألت رسول الله عن نظر الفجاءة فأمرني أن أصرف بصري.
* ألا يكون في النشاط الترويحي نص على الحرمة.
ولقد جاءت بعض النصوص بتحريم بعض أنواع ووسائل الترويح، ومن ذلك:
أ -المعازف؛ ورد في تحريمها نصوص، منها قوله -صلى الله عليه وسلم-: ليكونن من أمتي أقوام يستحلون الحر والحرير والخمر والمعازف.
ب -النرد؛ قال ص: من لعب بالنردشير فكأنما غمس يده في لحم الخنزير.
ج -الميسر؛ قال الله (تعالى): ((يَا أَيُّهَا الَذِينَ آمَنُوا إنَّمَا الخَمْرُ وَالمَيْسِرُ وَالأَنصَابُ وَالأَزْلامُ رِجْسٌ مِّنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ)) [المائدة: ].
د -التحريش بين البهائم؛ قال ابن عباس (رضي الله عنهما): نهى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عن التحريش بين البهائم(*).
هـ -اتخاذ ما له روح غرضاً؛ قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: لا تتخذوا شيئاً فيه الروح غرضاً.
و -تصوير ما له روح؛ قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: من صور صورة في الدنيا كلف يوم القيامة أن ينفخ فيها الروح، وليس بنافخ.
ز -كثرة الضحك، قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: ولا تكثر الضحك؛ فإن كثرة الضحك تميت القلب.
ح -النظر إلى ما حرم الله (تعالى)؛ ورد في ذلك نصوص كثيرة، منها قوله (تعالى): ((قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فَرُوجَهُنَّ)) [النور: ، ].
- ألا يشغل النشاط الترويحي عن واجب شرعي أو اجتماعي:
الطابع العام لحياة المسلم: الجدية، وما الترويح إلا عامل مساعد للحياة الجادة، والاستمرار فيها، فإذا تجاوز الترويح هذا الحد فشغل عن الجد: فإنه يخرج إلى دائرة المكروه أو المحرم بحسب نوع الجد الذي يشغل عنه، فإذا كان شاغلاً عن أداء واجب أو ترك محرم فإنه محرم، وإن كان شاغلاً عن أداء مستحب أو ترك مكروه فإنه مكروه، لأنه أصبح ذريعة إلى الحرام أو المكروه، وما كان ذريعة إليهما أعطى حكمهما، يقول أبو زهرة في بيان قاعدة سد الذرائع:
... وذلك لأن الشارع إذا كلف العباد أمراً فكل ما يتعين وسيلة إليه مطلوب، وإذا نهى الناس عن أمر فكل ما يؤدي إلى الوقوع فيه حرام أيضاً، وقد ثبت هذا بالاستقراء للتكليفات الشرعية طلباً ومنعاً.
- ألا يكون النشاط الترويحي ضارّاً على ممارسه:
إذا كان في النشاط الترويحي ضرر على ممارسه ـ أيّاً كان نوع الضرر ـ ولم يوجد فيه نفع يفوق ذلك الضرر فإنه يحرم على ذلك الممارس مزاولته؛ لقوله -صلى الله عليه وسلم-: لا ضرر ولا ضرار، ولما قد تقرر في الشرع من قواعد مثل قاعدة: إذا اجتمع الحلال والحرام غُلّب الحرام، وقاعدة: درء المفاسد مقدم على جلب المصالح، وبهذا تظهر حرمة أنواع من الرياضة في عصرنا كالملاكمة والمصارعة ـ بوضعها الحالي والله أعلم ـ لما تؤدي إليه من أضرار في الجسم، بل وربما أدى بعضها إلى الوفاة أو الإعاقة ـ كما هو مشاهد"
والحقيقة هى أن الترويح لابد أن يكون مرتبطا بأحكام الله فهو ليس حراما كله ولا حلال كله والحلال والحرام فيه مبنى على كلام الله
وارث علم النبوة
وارث علم النبوة
عضو متميز
عضو متميز

الديانه : الاسلام
البلد : قطر
ذكر
عدد المساهمات : 994
نقاط : 4089
السٌّمعَة : 0

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى