نقد بحث عن " صلاة الأوابين "
صفحة 1 من اصل 1
نقد بحث عن " صلاة الأوابين "
نقد بحث عن " صلاة الأوابين "
الباحث عبد الله زقيل وهو يدور حول ما يسمونه صلاة الأوابين وقد استهله الباحث بذكر اعتقاد الناس أن تلك الصلاة وقتها بين المغرب والعشاء فقال:
"يعتقد كثير من المسلمين أن صلاة الأوابين هي الصلاة التي تصلى بين المغرب والعشاء ، وهذا الاعتقاد بناءا على ما ورد من أحاديث ، وكلام لأهل العلم .
فما صحة ما ورد في هذا الباب ؟ وما هي صلاة الأوابين الثابتة عن النبي (ص)؟" وتحدث عن تجافى الجنوب عن المضاجع وتفسيرها فقال:
"قبل البدء ؛ يذكر العلماء عند قوله تعالى : " تتجافى جنوبهم عن المضاجع يدعون ربهم خوفا وطمعا ومما رزقناهم ينفقون " [ السجدة : 16 ] أقوالا في المقصود بالصلاة التي تتجافى جنوبهم من أجلها ، نذكرها باختصار :
القول الأول :
قيام الليل ، وهو قول جمهور المفسرين .
قال الإمام القرطبي في " أحكام القرآن " (14/67) :
وفي الصلاة التي تتجافى جنوبهم لأجلها أربعة أقوال :
أحدها : التنفل بالليل ; قاله الجمهور من المفسرين وعليه أكثر الناس , وهو الذي فيه المدح , وهو قول مجاهد والأوزاعي ومالك بن أنس والحسن بن أبي الحسن وأبي العالية وغيرهم . ويدل عليه قوله تعالى : " فلا تعلم نفس ما أخفي لهم من قرة أعين " [ السجدة : 17 ] لأنهم جوزوا على ما أخفوا بما خفي . والله أعلم .ا.هـ.
واستدل الجمهور بما يلي :
عن معاذ بن جبل قال : كنت مع النبي (ص)في سفر ، فأصبحت يوما قريبا منه ، ونحن نسير فقلت : يا رسول الله ؛ أخبرني بعمل يدخلني الجنة ، ويباعدني عن النار . قال : لقد سألتني عن عظيم ، وإنه ليسير على من يسره الله عليه ؛ تعبد الله ولا تشرك به شيئا ، وتقيم الصلاة ، وتؤتي الزكاة ، وتصوم رمضان ، وتحج البيت ، ثم قال : ألا أدلك على أبواب الخير : الصوم جنة ، والصدقة تطفئ الخطيئة كما يطفئ الماء النار ، وصلاة الرجل من جوف الليل قال ثم تلا : " تتجافى جنوبهم عن المضاجع " حتى بلغ " يعملون " ... الحديث .
أخرجه الترمذي (2616) ، وابن ماجه (3973) ، والنسائي في الكبرى (11330) ، وأحمد (5/231) .
وقال الترمذي : حديث حسن صحيح .
وقد رد الحافظ ابن رجب كلام الترمذي كما في " جامع العلوم والحكم " (2/135) بأن الحديث معلول بعلتين : الأول : الانقطاع بين أبي وائل ، ومعاذ رضي الله عنه .
الثاني : أنه رواه حماد بن سلمة عن عاصم بن أبي النجود عن شهر بن حوشب ، عن معاذ ، خرجه الإمام أحمد مختصرا ، قال الدارقطني : وهو أشبه بالصواب ؛ لأن الحديث معروف من رواية شهر على اختلاف عليه فيه .
قال الحافظ ابن رجب : قلت : ورواية شهر عن معاذ مرسلة يقينا ....
وقال الشيخ الألباني في الإرواء (2/141) بعد أن ذكر طرق الحديث وما فيها من العلل :
وخلاصة القول : أنه لا يمكن القول بصحة شيء من الحديث إلا القدر الذي أورده المصنف – يعني صاحب منار السبيل وهو : وذروة سنامه الجهاد – لمجيئة من طريقين متصلين يقوي أحدهما الآخر .ا.هـ.
القول الثاني :
صلاة العشاء ، وهي صلاة العتمة .
ودليل هذا القول :
عن أنس بن مالك : أن هذه الآية " تتجافى جنوبهم عن المضاجع " نزلت في انتظار الصلاة التي تدعى العتمة.
أخرجه الترمذي (3196) ، وابن جرير (12/100) .
قال الترمذي : حديث حسن صحيح غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه .
وقال ابن كثير : رواه ابن جرير بإسناد جيد .
وأورده الشيخ مقبل الوادعي في " الصحيح المسند من أسباب النزول " ( ص115) .
القول الثالث :
التنفل بين المغرب والعشاء .
ودليل هذا القول :
ما ورد من سبب نزول هذه الآيات وهي :
1 - عن الحارث بن وجيه قال : سمعت مالك بن دينار قال : سألت أنس بن مالك عن قوله تعالى : " تتجافى جنوبهم عن المضاجع " فقال : كان ناس من أصحاب رسول الله (ص)يصلون من صلاة المغرب إلى صلاة العشاء الآخرة فأنزل الله فيهم " تتجافى جنوبهم عن المضاجع " .
أخرجه ابن مردويه في تفسيره كما نقل الشوكاني في " نيل الأوطار (3/54) ، وفي سنده الحارث بن وجيه .
قال ابن معين : ليس حديثه بشيء . وقال البخاري ، وأبو حاتم : في حديثه بعض المناكير ، زاد أبو حاتم : ضعيف الحديث . وقال النسائي : ضعيف .
وقد ذكر ابن عدي في الكامل هذا الحديث مما تفرد به الحارث بن وجيه عن مالك بن دينار ، وأيضا حديث : تحت كل شعرة جنابة .
وقد ضعف هذا الحديث الشوكاني بالحارث ، وقال : ورواه أيضا من رواية أبان بن أبي عياش عن أنس نحوه وأبان ضعيف أيضا ورواه أيضا من رواية الحسن بن أبي جعفر عن مالك بن دينار عنه .ا.هـ.
والحسن بن أبي جعفر أيضا لا يفرح به ، قال البخاري : منكر الحديث . وقال النسائي : ضعيف . وقال في موضع آخر : متروك الحديث .
2 - عن زيد بن أسلم عن أبيه قال : قال بلال : لما نزلت هذه الآية " تتجافى جنوبهم عن المضاجع " كنا نجلس في المجلس وناس من أصحاب النبي (ص)كانوا يصلون بعد المغرب إلى العشاء فنزلت .
أخرجه البزار في مسنده (1364) ، وقال : ولا نعلم روى أسلم عن بلال إلا هذا الحديث ، ولا نعلم له طريقا عن بلال غير هذا الطريق .
وقال الهيثمي في المجمع (7/90) : رواه البزار عن شيخه عبد الله بن شبيب وهو ضعيف
وقال الحافظ ابن حجر في مختصر البزار (1498) : إسناده ضعيف .
3 - عن أنس بن مالك في هذه الآية " تتجافى جنوبهم عن المضاجع يدعون ربهم خوفا وطمعا ومما رزقناهم ينفقون " قال : كانوا يتيقظون ما بين المغرب والعشاء يصلون . وكان الحسن يقول : قيام الليل .
أخرجه أبو داود (1321) ، والبيهقي في السنن (3/19) .
قال صاحب عون المعبود : قال العراقي : وإسناده جيد .
وصححه العلامة الألباني في صحيح سنن أبي داود (1***) .
4 - عن أنس في قوله عز وجل " كانوا قليلا من الليل ما يهجعون " [ الذاريات : 17 ] قال : كانوا يصلون فيما بين المغرب والعشاء . زاد في حديث يحيى : وكذلك " تتجافى جنوبهم "
أخرجه أبو داود (1322) ، والبيهقي في السنن (3/19) .وصححه العلامة الألباني في صحيح سنن أبي داود .
وقد أورد محمد بن نصر المروزي في " قيام الليل " أبوابا تتعلق بهذه الأية في المراد بالتجافي ، والخلاف الوارد فيها ، والسيوطي في الدر المنثور (6/545) أورد أثارا كثيرة .
القول الرابع :
صلاة الفجر والعشاء جماعة . وقد استحسن هذا القول القرطبي فقال : قلت : وهذا قول حسن , وهو يجمع الأقوال بالمعنى . وذلك أن منتظر العشاء إلى أن يصليها في صلاة وذكر لله جل وعز ; كما قال النبي (ص): " لا يزال الرجل في صلاة ما انتظر الصلاة " "
وهذا الكلام لا علاقة له بصلاة الأوابين والمقصود بتجافى الجنوب عن المضاجع هو قيام الليل لقوله تعالى :
"قم الليل إلا قليلا"
وأورد زقيل الأحاديث فضل الصلاة بين المغرب والعشاء فقال:
"وبعد ذكر هذه الأقوال نأتي إلى المقصود من هذا البحث ألا وهو بيان ما ورد من الأحاديث في صلاة الأوابين ، وإنما قدمت بهذه المقدمة لكي نأخذ القول الذي نريده وهو القول الثالث وننطلق في بحثنا من خلاله .
الأحاديث في فضل الصلاة بين المغرب والعشاء ، وعدد ركعاتها :
ذكر الشوكاني في نيل الأوطار (3/54) أحاديث في فضل الصلاة بين المغرب والعشاء ، وذكر عللها إن كانت معلولة فمن ذلك :
1 - عن ابن عباس قال : قال رسول الله (ص): " من أحيا ما بين الظهر والعصر وما بين المغرب والعشاء غفر له وشفع له ملكان " .
رواه أبو الشيخ عبد الله بن محمد بن حيان في كتاب " ثواب الأعمال الزكية " .
فائدة :
قال الإمام الذهبي في السير (16/178) : وقال أبو موسى المديني : ... وعرض كتابه " ثواب الأعمال على الطبراني ، فاستحسنه . ويروى عنه أنه قال : ما عملت فيه حديثا إلا بعد أن استعملته ... وله كتاب " ثواب الأعمال " في خمس مجلدات .ا.هـ.
وقد أعل الحديث الشوكاني في النيل (3/54) فقال : وفي إسناده حفص بن عمر القزاز . قال العراقي : مجهول .ا.هـ.
وجهله الذهبي في " الميزان " (1/564) أيضا ."
والحديث الخطأ فيه شفاعة ملكين فقط وهو ما يخالف أن الشفاعة تكون من كل الملائكة لكل المسلمين وليس لمن أدى عمل ما فقط كما قال تعالى :
"يشفعون لمن ارتضى"
ثم قال :
2 - عن ابن عباس قال : قال رسول الله (ص): " من صلى أربع ركعات بعد المغرب قبل أن يتكلم رفعت له في عليين ، وكان كمن أدرك ليلة القدر في المسجد الأقصى ، وهي خير من قيام نصف ليلة .
قال الشوكاني : أخرجه الديلمي في " مسند الفردوس " .
قال العراقي : وفي إسناده جهالة ونكارة ، وهو أيضا من رواية عبد الله بن أبي سعيد ، فإن كان الذي يروي عن الحسن ويروي عنه يزيد بن هارون فقد جهله أبو حاتم وذكره ابن حبان في الثقات ، وإن كان ابن أبي سعيد المقبري فهو ضعيف .ا.هـ.
وقال العراقي في " تخريج الإحياء " : وسنده ضعيف ."
الحديث باطل لأن أجر اى عمل حسن هو عشر حسنات كما قال تعالى:
" من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها"
هذا إذا اعتبرنا تشريع ما لم يشرعه الله كتلك الصلاة عمل حسن وما هو إلا عصيان لله
ثم قال:
3 - عن مكحول يبلغ به النبي (ص)قال : من صلى بعد المغرب ركعتين قبل أن يتكلم كتبتا في عليين .
قال العلامة الألباني في ضعيف الترغيب والترهيب (1/172) : رواه ابن نصر في " قيام الليل " ، وكذا ابن أبي شيبة ، وعبد الرزاق ... وإسناده ضعيف مرسل .
وضعفه في ضعيف الجامع (5660) ."
الخطأ الكتابة في عليون وعليون ليست سوى الجنة التى يشهدها المقربون كما قال تعالى:
"وما أدراك ما عليون كتاب مرقوم يشهده المقربون إن الأبرار لفى نعيم"
ثم قال:
4 - عن أبي هريرة قال : قال رسول الله (ص): من صلى بعد المغرب ست ركعات ، لم يتكلم فيما بينهن بسوء ، عدلن له بعبادة ثنتي عشرة سنة .
أخرجه الترمذي (435) ، وابن ماجه (1374) .
قال الترمذي : حديث غريب لا نعرفه إلا من حديث زيد بن الحباب عن عمر بن أبي خثعم . قال : و سمعت محمد بن إسماعيل يقول : عمر بن عبد الله بن أبي خثعم منكر الحديث ، وضعفه جدا .
وقال الذهبي في الميزان (3/211) : له حديثان منكران : أن من صلى بعد المغرب ست ركعات ، ومن قرأ الدخان في ليلة . حدث عنه زيد بن الحباب ، وعمر بن يونس اليمامي وغيرهما . وهاه أبو زرعة , وقال البخاري منكر الحديث ذاهب .ا.هـ.
وذكره الألباني في الضعيفة (469) ."
الحديث باطل فأجر أى صلاة إن اعتبرنا تلك الصلاة عمل حسن وليس عصيان لله ليس أجر 12 سنة عبادة وإنما أجرها عشر حسنات كما قال تعالى :
" من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها"
ثم قال :
5 - عن ابن عمر قال : سمعت النبي (ص)يقول : من صلى ست ركعات بعد المغرب قبل أن يتكلم غفر له بها خمسين سنة .
رواه محمد بن نصر المروزي في قيام الليل ( المختصر : ص 131) .
قال الذهبي في الميزان (3/681) : قال أبو زرعة : منكر الحديث .وقال ابن حبان : يقلب الأخبار ، ويرفع الموقوف ، لا يحل الاحتجاج به ... وذكر الحديث .ا.هـ.
وذكره ابن أبي حاتم في العلل (1/78) وقال : قال أبو زرعة : اضربوا على هذا الحديث ، فإنه شبه موضوع . قال أبو زرعة : ومحمد بن غزوان الدمشقي منكر الحديث .ا.هـ.
وذكره العلامة الألباني في الضعيفة (468) ."
الحديث باطل والخطأ أن أجر من صلى ست ركعات بعد غفران خمسين سنة وهو ما يخالف أن الأجر هو عشر حسنات كما قال تعالى :
" من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها"
والغفران يكون لكل السيئات السابقة وليس لعدد معين كما قال تعالى:
"إن الحسنات يذهبن السيئات"
ثم قال:
6 - عن ابن عمر قال : قال رسول الله (ص): من صلى أربع ركعات بعد المغرب كان كالمعقب غزوة بعد غزوة في سبيل الله .
أخرجه البغوي في " شرح السنة " (3/474) .
قال الشوكاني في " النيل " (3/54) : وفي إسناده موسى بن عبيد الربذي وهو ضعيف جدا . قال العراقي : والمعروف أنه من قول ابن عمر غير مرفوع هكذا رواه ابن أبي شيبة في المصنف "
الحديث باطل والخطأ أن أجر من صلى أربع ركعات أجر المجاهد وهو ما يخالف أن الأجر هو عشر حسنات كما قال تعالى :
" من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها"
وأما اجر المجاهد فلا يساويه عمل أى شىء أخر كما قال تعالى :
" فضل الله المجاهدين بأموالهم وأنفسهم على القاعدين درجة"
ثم قال:
7 - عن ابن مسعود قال : كان رسول الله (ص)يصلي بين المغرب والعشاء أربع ركعات .
أخرجه محمد بن نصر المروزي في قيام الليل ( المختصر : ص 132 – 133) .
قال الشوكاني في " النيل " (3/54) : وهو منقطع لأنه من رواية معن بن عبد الرحمن بن عبد الله بن مسعود عن جده ولم يدركه .ا.هـ.
8 - عبيد مولى النبي (ص)قال : سئل أكان رسول الله (ص)يأمر بصلاة بعد المكتوبة ، أو سوى المكتوبة قال : نعم بين المغرب والعشاء .
أخرجه أحمد (5/431) .
قال الهيثمي في المجمع (2/229) : رواه أحمد ، والطبراني في الكبير ، ومدار هذه الطرق كلها على رجل لم يسم ، وبقية رجال أحمد رجال الصحيح .
وقال الأرنؤوط في تخريج المسند (39/59 ح 23652) : إسناده ضعيف لجهالة الراوي عن عبيد "
الخطأ في الحديث أمر الرسول (ص) بصلاة بين المغرب والعشاء والأمر لا يكون إلا في فرض وليس في غير ذلك
ثم قال:
9 – عن محمد بن عمار بن ياسر قال : رأيت عمار بن ياسر يصلي بعد المغرب ست ركعات ، وقال : رأيت حبيبي رسول الله (ص)يصلي بعد المغرب ست ركعات وقال : من صلى بعد المغرب ست ركعات ؛ غفرت له ذنوبه ، ولو كانت مثل زبد البحر .
قال الهيثمي في المجمع (2/229) : رواه الطبراني في الثلاثة وقال : تفرد به صالح بن قطن البخاري ، قلت : ولم أجد من ترجمه.ا.هـ.
وقال المنذري في " الترغيب والترهيب " : حديث غريب ، رواه الطبراني في " الثلاثة " ، وقال : تفرد به صالح بن قطن البخاري . قال الحافظ : وصالح هذا لا يحضرني الآن فيه جرح ولا تعديل .ا.هـ.
وقال الشوكاني في النيل (3/54) : وقال ابن الجوزي: إن في هذه الطريق مجاهيل .ا.هـ.
وقد ضعف الحديث العلامة الألباني في " ضعيف الترغيب والترهيب " (1/172) وقال عن صالح بن قطن : قلت : فهو مجهول ، ومن فوقه مجهولون أيضا "
الخطأ وجود صلاة ست ركعات بعد المغرب في الليل وهو ما يخالف أن الصلاة الوحيدة غير المفروضة على كل المسلمين هى قيام الليل فقط كما قال تعالى :
"إن ربك يعلم أنك تقوم أدنى من ثلثى الليل ونصفه وثلثه وطائفة من الذين معك والله يقدر الليل والنهار علم أن لن تحصوه فتاب عليكم فاقرءوا ما تيسر من القرآن"
ثم قال :
10 - عن عائشة عن النبي (ص)قال : من صلى بعد المغرب عشرين ركعة ؛ بنى الله له بيتا في الجنة .
أخرجه الترمذي (435) ، وابن ماجه (1373) .
وفي إسناده يعقوب بن الوليد المدائني .
قال الذهبي في الميزان (4/455) : قال أحمد : مزقنا حديثه ، وكذبه أبو حاتم ويحيى , وقال أحمد أيضا : كان من الكذابين الكبار يضع الحديث .
وقال الألباني في " ضعيف الترغيب والترهيب (1/171) : موضوع .
الخطأ أن اجر صلاة20 ركعة بعد المغرب بيت في الجنة وهو ما يخالف أن الأجر عشر حسنات كما قال تعالى:
" من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها"
ثم قال :
11 – عن الأسود بن يزيد قال : ما أتيت عبد الله بن مسعود في تلك الساعة إلا وجدته يصلي ، فقلت له ذلك قال : نعم ساعة الغفلة ، يعني بين المغرب والعشاء .
أخرجه عبد الرزاق (4725) ، والطبراني في " الكبير " (9/288 ح 9450) .
قال الهيثمي في المجمع (2/230) : وفيه جابر الجعفي ، وفيه كلام كثير
وقال العلامة الألباني في ضعيف الترغيب والترهيب (1/172) : ضعيف "
الخطأ وجود صلاة بعد المغرب في الليل وهو ما يخالف أن الصلاة الوحيدة غير المفروضة على كل المسلمين هى قيام الليل فقط كما قال تعالى :
"إن ربك يعلم أنك تقوم أدنى من ثلثى الليل ونصفه وثلثه وطائفة من الذين معك والله يقدر الليل والنهار علم أن لن تحصوه فتاب عليكم فاقرءوا ما تيسر من القرآن"
ثم قال:
12 – عن سلمان قال : صلوا فيما بين المغرب والعشاء ، فإنه يخفف عن أحدكم حزبه ، ويذهب عنه ملغاة أول الليل ، فإن ملغاة أول الليل مهدنة لآخره .
أخرجه عبد الرزاق (4726) ، والبيهقي في السنن (3/20) بلفظ :
عن أبي الشعثاء المحاربي قال : كنت في جيش فيهم سلمان فقال سلمان : عليكم بهذه البهائم التي تكفل الله بأرزاقها ، فارفقوا بها في السير واعطوها قوتها ، وعليكم بالصلاة فيما بين المغرب والعشاء ، فإنها تخفف عنكم من جزء ليلتكم وتكفيكم الهذر .
وفيه العلاء بن بدر ولم أجد له ترجمة ، والله أعلم ."
الخطأ وجود صلاة بعد المغرب في الليل وهو ما يخالف أن الصلاة الوحيدة غير المفروضة على كل المسلمين هى قيام الليل فقط كما قال تعالى :
"إن ربك يعلم أنك تقوم أدنى من ثلثى الليل ونصفه وثلثه وطائفة من الذين معك والله يقدر الليل والنهار علم أن لن تحصوه فتاب عليكم فاقرءوا ما تيسر من القرآن"
13 - عن حذيفة قال : سألتني أمي : متى عهدك ، تعني بالنبي (ص)، فقلت : ما لي به عهد منذ كذا وكذا ، فنالت مني . فقلت لها : دعيني آتي النبي (ص)فأصلي معه المغرب ، وأسأله أن يستغفر لي ولك ، فأتيت النبي (ص)فصليت معه المغرب ، فصلى حتى صلى العشاء ، ثم انفتل فتبعته فسمع صوتي فقال : من هذا ؟ حذيفة . قلت نعم قال : ما حاجتك غفر الله لك ولأمك ؟ قال : إن هذا ملك لم ينزل الأرض قط قبل هذه الليلة استأذن ربه أن يسلم علي ويبشرني بأن فاطمة سيدة نساء أهل الجنة ، وأن الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة .
أخرجه الترمذي (3781) ، والنسائي في الكبرى (380) ، وأحمد (392 ، 404) .
قال الترمذي : حديث حسن غريب .
قال المنذري في الترغيب والترهيب : رواه النسائي بإسناد جيد .
وصححه العلامة الألباني في " صحيح الترغيب والترهيب " (1/382) ، والأرنؤوط في تخريج المسند (38/430) ."
الخطاء عدة نكتفى منها الأول وهو نزول ملك الأرض وهو ما يخالف ان الملائكة لا تنزل الأرض لعدم اطمئنانها كما قال تعالى :
" قل لو كان فى الأرض ملائكة يمشون مطمئنين لنزلنا عليهم من السماء ملكا رسولا"
وثانيها أن فاطمة وابنيها أسياد وهو ما يخالف ان المؤمنون والمؤمنات في الدنيا اخوة كما قال " إنما المؤمنون إخوة" وقال في الآخرة " "إخوانا على سرر متقابلين"
ثم قال:
14 – عن محمد بن الحجاج أو ابن أبي الحجاج أنه سمع عبدالكريم يحدث أن رسول الله (ص)قال : من ركع عشر ركعات بين المغرب والعشاء بني له قصر في الجنة . فقال له عمر بن الخطاب : إذا تكثر قصورنا وبيوتنا يا رسول الله ؟ فقال رسول الله (ص): الله أكبر وأفضل - أو قال – أطيب .
أخرجه ابن المبارك في الزهد .
ذكر العلامة الألباني في الضعيفة (4597) وقال : وهذا مرسل ضعيف .
وأكتفي بهذا القدر ، وهناك أحاديث أخرى أعرضت عنا خشية الإطالة ."
الخطأ أن اجر صلاة10 ركعات بعد المغرب قصر في الجنة وهو ما يخالف أن الأجر عشر حسنات كما قال تعالى:
" من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها"
وانتهى زقيل إلى ما يلى:
"وتبين من هذه الأحاديث والأقوال السابقة ما يلي :
أولا :
أن اختلاف الأقوال في تفسير الآية إنما هو اختلاف تنوع وليس تضاد ."
وههذا الاستنتاج خطأ فهو اختلاف تناقض فلا يمكن أن يكون اختلاف في شىء واحد إلا وكان متضاد
ثم قال:
ثانيا :
أن التنفل بين المغرب والعشاء قد ثبت عن النبي (ص)كما في حديث حذيفة رضي الله الآنف ، وصح من فعل بعض الصحابة .
قال الشوكاني في " النيل " (3/55 – 56) : والآيات والأحاديث المذكورة في الباب تدل على مشروعية الاستكثار من الصلاة ما بين المغرب والعشاء والأحاديث ، وإن كان أكثرها ضعيفا ، فهي منتهضة بمجموعها لا سيما في فضائل الأعمال .
قال العراقي : وممن كان يصلي ما بين المغرب والعشاء من الصحابة : عبد الله بن مسعود ، وعبد الله بن عمرو ، وسلمان الفارسي ، وابن عمر ، وأنس بن مالك في ناس من الأنصار .
ومن التابعين الأسود بن يزيد ، وأبو عثمان النهدي ، وابن أبي مليكة ، وسعيد بن جبير ، ومحمد بن المنكدر ، وأبو حاتم ، وعبد الله بن سخبرة ، وعلي بن الحسين ، وأبو عبد الرحمن الحبلي ، وشريح القاضي ، وعبد الله بن مغفل ، وغيرهم . ومن الأئمة سفيان الثوري "
وما قاله الرجل هنا معناه أن جمع ضعيف وضعيف وضعيف هو أقوياء أصحاء مع أن الجمع في الحقيقة ضعاف وهة وجهة نظر تبنى على الظن والوهم
ثم قال :
"ثالثا :
أنه لم يثبت حديث مرفوع عن النبي صلى الله عليه في تحديد الركعات التي يتنفل بها بين المغرب والعشاء ، وكما هو معلوم أن الأصل في العبادات الوقف ، فلا يشرع تحديد عدد معين من الركعات .
قال العلامة الألباني في الضعيفة (1/481) : واعلم أن كل ما جاء من الأحاديث في الحض على ركعات معينة بين المغرب والعشاء لا يصح ، وبعضه أشد ضعفا من بعض ، وإنما صحت الصلاة في هذا الوقت من فعله (ص)دون تعيين عدد . وأما من قوله (ص)؛ فكل ما روي عنه واه لا يجوز العمل به ."
وهذا الاستنتاج يناقض الاستنتاج الثانى الذى يلزم العمل بمجموع الأحاديث
ثم قال:
"رابعا :
هل يطلق على هذه الصلاة صلاة الأوابين ؟
لقد جاء عن بعض السلف أنهم سموا هذه الصلاة التي بين المغرب والعشاء صلاة الأوبين ، وهي كما يلي :
1 – عن محمد بن المنكدر يرفعه إلى النبي (ص): من صلى ما بين صلاة المغرب إلى صلاة العشاء ، فإنها صلاة الأوابين .
أخرجه ابن المبارك في الزهد .
قال الألباني في الضعيفة (4617) وقال : ضعيف . رواه ابن المبارك في الزهد ، وعنه ابن نصر في " القيام " ... قلت : وهذا إسناد ضعيف ؛ لإرساله . ورجاله ثقات ؛ على ضعف يسير في أبي صخر – واسمه حميد بن زياد الخراط - .ا.هـ.
2 – عن ابن عمر قال : قال رسول الله (ص): من عقب ما بين المغرب والعشاء ، بني له في الجنة قصران ما بينهما ؟؟ من مسيرة مائة عام ، فيهما من الشجر ما لو يراهما أهل المشرق وأهل المغرب لأوحلهم – أي لأوسعهم - فاكهة، وهي صلاة الأوابين وهي غفلة الغافلين ، وإن من الدعاء المستجاب الدعاء الذي لا يرد بين المغرب والعشاء .
أخرجه السهمي في " تاريخ جرجان " (ص 72) .
وفي سنده محمد بن حميد الرازي وهو ضعيف . وأيضا النضر بن حميد ، قال أبو حاتم : متروك الحديث . وقال البخاري : منكر الحديث .
3 - عن ابن عباس قال : الملائكة لتحف بالذين يصلون بين المغرب والعشاء وهي صلاة الأوابين .
ذكره صاحب كنز العمال ، وعزاه إلى ابن زنجويه .
4 - عن عبد الله بن عمر قال : صلاة الأوابين ما بين أن يلتفت أهل المغرب إلى أن يثوب إلى العشاء أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف وفي سنده موسى بن عبيدة الربذي وهو ضعيف .
5 – عن ابن المنكدر وأبي حازم يقولان : " تتجافى جنوبهم عن المضاجع " هي ما بين المغرب وصلاة العشاء ، صلاة الأوابين .
أخرجه البيهقي في السنن (3/19) .
وفي إسناده ابن لهيعة ، وهو ضعيف في غير العبادلة ، ولم يرو عن أحد منهم في السند .
ويتبين من خلال هذه الأحاديث أنه لا يثبت شيء منها ، والله أعلم .
بل إنه قد ورد أن صلاة ركعتين عند دخول البيت ، وعند الخروج يطلق عليه " صلاة الأوابين " "
وبناء على استنتاجات زقيل لا صحة لوجود صلاة ألأوابين بين المغرب والعشاء
ثم قال:
"6 - عن عثمان بن أبي سودة يرفعه إلى النبي (ص): صلاة الأبرار [ " صلاة الأوابين " ] ـ: ركعتان إذا دخلت بيتك، وركعتان إذا خرجت .
قال الألباني في الضعيفة (3788) : ضعيف . أخرجه ابن المبارك في " الزهد " ... قلت : وهذا ضعيف لإرساله ، ورجاله ثقات
وقد رجح بعض أهل العلم أنه لا مانع من إطلاق صلاة الأوابين عليها ، وعلى صلاة الضحى ومن هؤلاء :
1 – الإمام الشوكاني . قال في النيل (3/55) : وهذا وإن كان مرسلا لا يعارضه ما في الصحيح من قوله (ص): " صلاة الأوابين إذا رمضت الفصال " فإنه لا مانع أن يكون كل من الصلاتين صلاة الأوابين .
2 – الخطيب الشربيني . قال في مغني المحتاج : ومنها صلاة الأوابين ، وتسمى صلاة الغفلة ؛ لغفلة الناس عنها بسبب عشاء أو نوم أو نحو ذلك . وهي عشرون ركعة بين المغرب والعشاء لحديث الترمذي : أنه (ص)قال : من صلى ست ركعات بين المغرب والعشاء كتب له عبادة اثنتي عشرة سنة .
وقال الماوردي كان النبي (ص)يصليها ويقول هذه صلاة الأوابين . ويؤخذ منه ومن خبر الحاكم السابق أن صلاة الأوابين مشتركة بين هذه وصلاة الضحى .ا.هـ.
وقد جاء في الموسوعة الفقهية (27/134 – 135) ما نصه : ويؤخذ مما جاء عن صلاة الضحى والصلاة بين المغرب والعشاء أن صلاة الأوابين تطلق على صلاة الضحى , والصلاة بين المغرب والعشاء . فهي مشتركة بينهما كما يقول الشافعية .
وانفرد الشافعية بتسمية التطوع بين المغرب والعشاء بصلاة الأوابين , وقالوا : تسن صلاة الأوابين , وتسمى صلاة الغفلة , لغفلة الناس عنها , واشتغالهم بغيرها من عشاء , ونوم , وغيرهما "
والعجيب فيما سبق إصرار الرجل على تسيمية الصلوات التى لم يصح فيها حديث عند أهل الحديث صلاة ألوابين وهو كلام متناقض فلا يمك، ان نثبت شىء في الشرع بلا دليل صحيح
وفى نهاية البحث ذهب إلى حديث معارض تماما وهو صحيح عنده يقول أنها الصلاة عند الظهيرة فقال:
"وفي الختام ؛ ما الثابت في تسمية صلاة الأوابين ؟؟؟؟
عن زيد بن أرقم قال : خرج رسول الله (ص)على أهل قباء ، وهم يصلون فقال : صلاة الأوابين إذا رمضت الفصال . أخرجه مسلم (748)
قال النووي في شرح مسلم (6/30) : قوله (ص): ( صلاة الأوابين حين ترمض الفصال ) هو بفتح التاء والميم يقال : رمض يرمض كعلم يعلم , والرمضاء : الرمل الذي اشتدت حرارته بالشمس , أي حين يحترق أخفاف الفصال وهي الصغار من أولاد الإبل - جمع فصيل - من شدة حر الرمل . والأواب : المطيع , وقيل : الراجع إلى الطاعة . وفيه : فضيلة الصلاة هذا الوقت . قال أصحابنا : هو أفضل وقت صلاة الضحى , وإن كانت تجوز من طلوع الشمس إلى الزوال ."
ومن ثم لا وجود لصلاة الأوابين المزعومة لأن الظهيرة هى الأخرى وقت راحة لتبديل ملابس العمل بملابس البيت وليس وقت صلاة كما قال تعالى :
" وحين تضعون ثيابكم من الظهيرة"
الباحث عبد الله زقيل وهو يدور حول ما يسمونه صلاة الأوابين وقد استهله الباحث بذكر اعتقاد الناس أن تلك الصلاة وقتها بين المغرب والعشاء فقال:
"يعتقد كثير من المسلمين أن صلاة الأوابين هي الصلاة التي تصلى بين المغرب والعشاء ، وهذا الاعتقاد بناءا على ما ورد من أحاديث ، وكلام لأهل العلم .
فما صحة ما ورد في هذا الباب ؟ وما هي صلاة الأوابين الثابتة عن النبي (ص)؟" وتحدث عن تجافى الجنوب عن المضاجع وتفسيرها فقال:
"قبل البدء ؛ يذكر العلماء عند قوله تعالى : " تتجافى جنوبهم عن المضاجع يدعون ربهم خوفا وطمعا ومما رزقناهم ينفقون " [ السجدة : 16 ] أقوالا في المقصود بالصلاة التي تتجافى جنوبهم من أجلها ، نذكرها باختصار :
القول الأول :
قيام الليل ، وهو قول جمهور المفسرين .
قال الإمام القرطبي في " أحكام القرآن " (14/67) :
وفي الصلاة التي تتجافى جنوبهم لأجلها أربعة أقوال :
أحدها : التنفل بالليل ; قاله الجمهور من المفسرين وعليه أكثر الناس , وهو الذي فيه المدح , وهو قول مجاهد والأوزاعي ومالك بن أنس والحسن بن أبي الحسن وأبي العالية وغيرهم . ويدل عليه قوله تعالى : " فلا تعلم نفس ما أخفي لهم من قرة أعين " [ السجدة : 17 ] لأنهم جوزوا على ما أخفوا بما خفي . والله أعلم .ا.هـ.
واستدل الجمهور بما يلي :
عن معاذ بن جبل قال : كنت مع النبي (ص)في سفر ، فأصبحت يوما قريبا منه ، ونحن نسير فقلت : يا رسول الله ؛ أخبرني بعمل يدخلني الجنة ، ويباعدني عن النار . قال : لقد سألتني عن عظيم ، وإنه ليسير على من يسره الله عليه ؛ تعبد الله ولا تشرك به شيئا ، وتقيم الصلاة ، وتؤتي الزكاة ، وتصوم رمضان ، وتحج البيت ، ثم قال : ألا أدلك على أبواب الخير : الصوم جنة ، والصدقة تطفئ الخطيئة كما يطفئ الماء النار ، وصلاة الرجل من جوف الليل قال ثم تلا : " تتجافى جنوبهم عن المضاجع " حتى بلغ " يعملون " ... الحديث .
أخرجه الترمذي (2616) ، وابن ماجه (3973) ، والنسائي في الكبرى (11330) ، وأحمد (5/231) .
وقال الترمذي : حديث حسن صحيح .
وقد رد الحافظ ابن رجب كلام الترمذي كما في " جامع العلوم والحكم " (2/135) بأن الحديث معلول بعلتين : الأول : الانقطاع بين أبي وائل ، ومعاذ رضي الله عنه .
الثاني : أنه رواه حماد بن سلمة عن عاصم بن أبي النجود عن شهر بن حوشب ، عن معاذ ، خرجه الإمام أحمد مختصرا ، قال الدارقطني : وهو أشبه بالصواب ؛ لأن الحديث معروف من رواية شهر على اختلاف عليه فيه .
قال الحافظ ابن رجب : قلت : ورواية شهر عن معاذ مرسلة يقينا ....
وقال الشيخ الألباني في الإرواء (2/141) بعد أن ذكر طرق الحديث وما فيها من العلل :
وخلاصة القول : أنه لا يمكن القول بصحة شيء من الحديث إلا القدر الذي أورده المصنف – يعني صاحب منار السبيل وهو : وذروة سنامه الجهاد – لمجيئة من طريقين متصلين يقوي أحدهما الآخر .ا.هـ.
القول الثاني :
صلاة العشاء ، وهي صلاة العتمة .
ودليل هذا القول :
عن أنس بن مالك : أن هذه الآية " تتجافى جنوبهم عن المضاجع " نزلت في انتظار الصلاة التي تدعى العتمة.
أخرجه الترمذي (3196) ، وابن جرير (12/100) .
قال الترمذي : حديث حسن صحيح غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه .
وقال ابن كثير : رواه ابن جرير بإسناد جيد .
وأورده الشيخ مقبل الوادعي في " الصحيح المسند من أسباب النزول " ( ص115) .
القول الثالث :
التنفل بين المغرب والعشاء .
ودليل هذا القول :
ما ورد من سبب نزول هذه الآيات وهي :
1 - عن الحارث بن وجيه قال : سمعت مالك بن دينار قال : سألت أنس بن مالك عن قوله تعالى : " تتجافى جنوبهم عن المضاجع " فقال : كان ناس من أصحاب رسول الله (ص)يصلون من صلاة المغرب إلى صلاة العشاء الآخرة فأنزل الله فيهم " تتجافى جنوبهم عن المضاجع " .
أخرجه ابن مردويه في تفسيره كما نقل الشوكاني في " نيل الأوطار (3/54) ، وفي سنده الحارث بن وجيه .
قال ابن معين : ليس حديثه بشيء . وقال البخاري ، وأبو حاتم : في حديثه بعض المناكير ، زاد أبو حاتم : ضعيف الحديث . وقال النسائي : ضعيف .
وقد ذكر ابن عدي في الكامل هذا الحديث مما تفرد به الحارث بن وجيه عن مالك بن دينار ، وأيضا حديث : تحت كل شعرة جنابة .
وقد ضعف هذا الحديث الشوكاني بالحارث ، وقال : ورواه أيضا من رواية أبان بن أبي عياش عن أنس نحوه وأبان ضعيف أيضا ورواه أيضا من رواية الحسن بن أبي جعفر عن مالك بن دينار عنه .ا.هـ.
والحسن بن أبي جعفر أيضا لا يفرح به ، قال البخاري : منكر الحديث . وقال النسائي : ضعيف . وقال في موضع آخر : متروك الحديث .
2 - عن زيد بن أسلم عن أبيه قال : قال بلال : لما نزلت هذه الآية " تتجافى جنوبهم عن المضاجع " كنا نجلس في المجلس وناس من أصحاب النبي (ص)كانوا يصلون بعد المغرب إلى العشاء فنزلت .
أخرجه البزار في مسنده (1364) ، وقال : ولا نعلم روى أسلم عن بلال إلا هذا الحديث ، ولا نعلم له طريقا عن بلال غير هذا الطريق .
وقال الهيثمي في المجمع (7/90) : رواه البزار عن شيخه عبد الله بن شبيب وهو ضعيف
وقال الحافظ ابن حجر في مختصر البزار (1498) : إسناده ضعيف .
3 - عن أنس بن مالك في هذه الآية " تتجافى جنوبهم عن المضاجع يدعون ربهم خوفا وطمعا ومما رزقناهم ينفقون " قال : كانوا يتيقظون ما بين المغرب والعشاء يصلون . وكان الحسن يقول : قيام الليل .
أخرجه أبو داود (1321) ، والبيهقي في السنن (3/19) .
قال صاحب عون المعبود : قال العراقي : وإسناده جيد .
وصححه العلامة الألباني في صحيح سنن أبي داود (1***) .
4 - عن أنس في قوله عز وجل " كانوا قليلا من الليل ما يهجعون " [ الذاريات : 17 ] قال : كانوا يصلون فيما بين المغرب والعشاء . زاد في حديث يحيى : وكذلك " تتجافى جنوبهم "
أخرجه أبو داود (1322) ، والبيهقي في السنن (3/19) .وصححه العلامة الألباني في صحيح سنن أبي داود .
وقد أورد محمد بن نصر المروزي في " قيام الليل " أبوابا تتعلق بهذه الأية في المراد بالتجافي ، والخلاف الوارد فيها ، والسيوطي في الدر المنثور (6/545) أورد أثارا كثيرة .
القول الرابع :
صلاة الفجر والعشاء جماعة . وقد استحسن هذا القول القرطبي فقال : قلت : وهذا قول حسن , وهو يجمع الأقوال بالمعنى . وذلك أن منتظر العشاء إلى أن يصليها في صلاة وذكر لله جل وعز ; كما قال النبي (ص): " لا يزال الرجل في صلاة ما انتظر الصلاة " "
وهذا الكلام لا علاقة له بصلاة الأوابين والمقصود بتجافى الجنوب عن المضاجع هو قيام الليل لقوله تعالى :
"قم الليل إلا قليلا"
وأورد زقيل الأحاديث فضل الصلاة بين المغرب والعشاء فقال:
"وبعد ذكر هذه الأقوال نأتي إلى المقصود من هذا البحث ألا وهو بيان ما ورد من الأحاديث في صلاة الأوابين ، وإنما قدمت بهذه المقدمة لكي نأخذ القول الذي نريده وهو القول الثالث وننطلق في بحثنا من خلاله .
الأحاديث في فضل الصلاة بين المغرب والعشاء ، وعدد ركعاتها :
ذكر الشوكاني في نيل الأوطار (3/54) أحاديث في فضل الصلاة بين المغرب والعشاء ، وذكر عللها إن كانت معلولة فمن ذلك :
1 - عن ابن عباس قال : قال رسول الله (ص): " من أحيا ما بين الظهر والعصر وما بين المغرب والعشاء غفر له وشفع له ملكان " .
رواه أبو الشيخ عبد الله بن محمد بن حيان في كتاب " ثواب الأعمال الزكية " .
فائدة :
قال الإمام الذهبي في السير (16/178) : وقال أبو موسى المديني : ... وعرض كتابه " ثواب الأعمال على الطبراني ، فاستحسنه . ويروى عنه أنه قال : ما عملت فيه حديثا إلا بعد أن استعملته ... وله كتاب " ثواب الأعمال " في خمس مجلدات .ا.هـ.
وقد أعل الحديث الشوكاني في النيل (3/54) فقال : وفي إسناده حفص بن عمر القزاز . قال العراقي : مجهول .ا.هـ.
وجهله الذهبي في " الميزان " (1/564) أيضا ."
والحديث الخطأ فيه شفاعة ملكين فقط وهو ما يخالف أن الشفاعة تكون من كل الملائكة لكل المسلمين وليس لمن أدى عمل ما فقط كما قال تعالى :
"يشفعون لمن ارتضى"
ثم قال :
2 - عن ابن عباس قال : قال رسول الله (ص): " من صلى أربع ركعات بعد المغرب قبل أن يتكلم رفعت له في عليين ، وكان كمن أدرك ليلة القدر في المسجد الأقصى ، وهي خير من قيام نصف ليلة .
قال الشوكاني : أخرجه الديلمي في " مسند الفردوس " .
قال العراقي : وفي إسناده جهالة ونكارة ، وهو أيضا من رواية عبد الله بن أبي سعيد ، فإن كان الذي يروي عن الحسن ويروي عنه يزيد بن هارون فقد جهله أبو حاتم وذكره ابن حبان في الثقات ، وإن كان ابن أبي سعيد المقبري فهو ضعيف .ا.هـ.
وقال العراقي في " تخريج الإحياء " : وسنده ضعيف ."
الحديث باطل لأن أجر اى عمل حسن هو عشر حسنات كما قال تعالى:
" من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها"
هذا إذا اعتبرنا تشريع ما لم يشرعه الله كتلك الصلاة عمل حسن وما هو إلا عصيان لله
ثم قال:
3 - عن مكحول يبلغ به النبي (ص)قال : من صلى بعد المغرب ركعتين قبل أن يتكلم كتبتا في عليين .
قال العلامة الألباني في ضعيف الترغيب والترهيب (1/172) : رواه ابن نصر في " قيام الليل " ، وكذا ابن أبي شيبة ، وعبد الرزاق ... وإسناده ضعيف مرسل .
وضعفه في ضعيف الجامع (5660) ."
الخطأ الكتابة في عليون وعليون ليست سوى الجنة التى يشهدها المقربون كما قال تعالى:
"وما أدراك ما عليون كتاب مرقوم يشهده المقربون إن الأبرار لفى نعيم"
ثم قال:
4 - عن أبي هريرة قال : قال رسول الله (ص): من صلى بعد المغرب ست ركعات ، لم يتكلم فيما بينهن بسوء ، عدلن له بعبادة ثنتي عشرة سنة .
أخرجه الترمذي (435) ، وابن ماجه (1374) .
قال الترمذي : حديث غريب لا نعرفه إلا من حديث زيد بن الحباب عن عمر بن أبي خثعم . قال : و سمعت محمد بن إسماعيل يقول : عمر بن عبد الله بن أبي خثعم منكر الحديث ، وضعفه جدا .
وقال الذهبي في الميزان (3/211) : له حديثان منكران : أن من صلى بعد المغرب ست ركعات ، ومن قرأ الدخان في ليلة . حدث عنه زيد بن الحباب ، وعمر بن يونس اليمامي وغيرهما . وهاه أبو زرعة , وقال البخاري منكر الحديث ذاهب .ا.هـ.
وذكره الألباني في الضعيفة (469) ."
الحديث باطل فأجر أى صلاة إن اعتبرنا تلك الصلاة عمل حسن وليس عصيان لله ليس أجر 12 سنة عبادة وإنما أجرها عشر حسنات كما قال تعالى :
" من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها"
ثم قال :
5 - عن ابن عمر قال : سمعت النبي (ص)يقول : من صلى ست ركعات بعد المغرب قبل أن يتكلم غفر له بها خمسين سنة .
رواه محمد بن نصر المروزي في قيام الليل ( المختصر : ص 131) .
قال الذهبي في الميزان (3/681) : قال أبو زرعة : منكر الحديث .وقال ابن حبان : يقلب الأخبار ، ويرفع الموقوف ، لا يحل الاحتجاج به ... وذكر الحديث .ا.هـ.
وذكره ابن أبي حاتم في العلل (1/78) وقال : قال أبو زرعة : اضربوا على هذا الحديث ، فإنه شبه موضوع . قال أبو زرعة : ومحمد بن غزوان الدمشقي منكر الحديث .ا.هـ.
وذكره العلامة الألباني في الضعيفة (468) ."
الحديث باطل والخطأ أن أجر من صلى ست ركعات بعد غفران خمسين سنة وهو ما يخالف أن الأجر هو عشر حسنات كما قال تعالى :
" من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها"
والغفران يكون لكل السيئات السابقة وليس لعدد معين كما قال تعالى:
"إن الحسنات يذهبن السيئات"
ثم قال:
6 - عن ابن عمر قال : قال رسول الله (ص): من صلى أربع ركعات بعد المغرب كان كالمعقب غزوة بعد غزوة في سبيل الله .
أخرجه البغوي في " شرح السنة " (3/474) .
قال الشوكاني في " النيل " (3/54) : وفي إسناده موسى بن عبيد الربذي وهو ضعيف جدا . قال العراقي : والمعروف أنه من قول ابن عمر غير مرفوع هكذا رواه ابن أبي شيبة في المصنف "
الحديث باطل والخطأ أن أجر من صلى أربع ركعات أجر المجاهد وهو ما يخالف أن الأجر هو عشر حسنات كما قال تعالى :
" من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها"
وأما اجر المجاهد فلا يساويه عمل أى شىء أخر كما قال تعالى :
" فضل الله المجاهدين بأموالهم وأنفسهم على القاعدين درجة"
ثم قال:
7 - عن ابن مسعود قال : كان رسول الله (ص)يصلي بين المغرب والعشاء أربع ركعات .
أخرجه محمد بن نصر المروزي في قيام الليل ( المختصر : ص 132 – 133) .
قال الشوكاني في " النيل " (3/54) : وهو منقطع لأنه من رواية معن بن عبد الرحمن بن عبد الله بن مسعود عن جده ولم يدركه .ا.هـ.
8 - عبيد مولى النبي (ص)قال : سئل أكان رسول الله (ص)يأمر بصلاة بعد المكتوبة ، أو سوى المكتوبة قال : نعم بين المغرب والعشاء .
أخرجه أحمد (5/431) .
قال الهيثمي في المجمع (2/229) : رواه أحمد ، والطبراني في الكبير ، ومدار هذه الطرق كلها على رجل لم يسم ، وبقية رجال أحمد رجال الصحيح .
وقال الأرنؤوط في تخريج المسند (39/59 ح 23652) : إسناده ضعيف لجهالة الراوي عن عبيد "
الخطأ في الحديث أمر الرسول (ص) بصلاة بين المغرب والعشاء والأمر لا يكون إلا في فرض وليس في غير ذلك
ثم قال:
9 – عن محمد بن عمار بن ياسر قال : رأيت عمار بن ياسر يصلي بعد المغرب ست ركعات ، وقال : رأيت حبيبي رسول الله (ص)يصلي بعد المغرب ست ركعات وقال : من صلى بعد المغرب ست ركعات ؛ غفرت له ذنوبه ، ولو كانت مثل زبد البحر .
قال الهيثمي في المجمع (2/229) : رواه الطبراني في الثلاثة وقال : تفرد به صالح بن قطن البخاري ، قلت : ولم أجد من ترجمه.ا.هـ.
وقال المنذري في " الترغيب والترهيب " : حديث غريب ، رواه الطبراني في " الثلاثة " ، وقال : تفرد به صالح بن قطن البخاري . قال الحافظ : وصالح هذا لا يحضرني الآن فيه جرح ولا تعديل .ا.هـ.
وقال الشوكاني في النيل (3/54) : وقال ابن الجوزي: إن في هذه الطريق مجاهيل .ا.هـ.
وقد ضعف الحديث العلامة الألباني في " ضعيف الترغيب والترهيب " (1/172) وقال عن صالح بن قطن : قلت : فهو مجهول ، ومن فوقه مجهولون أيضا "
الخطأ وجود صلاة ست ركعات بعد المغرب في الليل وهو ما يخالف أن الصلاة الوحيدة غير المفروضة على كل المسلمين هى قيام الليل فقط كما قال تعالى :
"إن ربك يعلم أنك تقوم أدنى من ثلثى الليل ونصفه وثلثه وطائفة من الذين معك والله يقدر الليل والنهار علم أن لن تحصوه فتاب عليكم فاقرءوا ما تيسر من القرآن"
ثم قال :
10 - عن عائشة عن النبي (ص)قال : من صلى بعد المغرب عشرين ركعة ؛ بنى الله له بيتا في الجنة .
أخرجه الترمذي (435) ، وابن ماجه (1373) .
وفي إسناده يعقوب بن الوليد المدائني .
قال الذهبي في الميزان (4/455) : قال أحمد : مزقنا حديثه ، وكذبه أبو حاتم ويحيى , وقال أحمد أيضا : كان من الكذابين الكبار يضع الحديث .
وقال الألباني في " ضعيف الترغيب والترهيب (1/171) : موضوع .
الخطأ أن اجر صلاة20 ركعة بعد المغرب بيت في الجنة وهو ما يخالف أن الأجر عشر حسنات كما قال تعالى:
" من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها"
ثم قال :
11 – عن الأسود بن يزيد قال : ما أتيت عبد الله بن مسعود في تلك الساعة إلا وجدته يصلي ، فقلت له ذلك قال : نعم ساعة الغفلة ، يعني بين المغرب والعشاء .
أخرجه عبد الرزاق (4725) ، والطبراني في " الكبير " (9/288 ح 9450) .
قال الهيثمي في المجمع (2/230) : وفيه جابر الجعفي ، وفيه كلام كثير
وقال العلامة الألباني في ضعيف الترغيب والترهيب (1/172) : ضعيف "
الخطأ وجود صلاة بعد المغرب في الليل وهو ما يخالف أن الصلاة الوحيدة غير المفروضة على كل المسلمين هى قيام الليل فقط كما قال تعالى :
"إن ربك يعلم أنك تقوم أدنى من ثلثى الليل ونصفه وثلثه وطائفة من الذين معك والله يقدر الليل والنهار علم أن لن تحصوه فتاب عليكم فاقرءوا ما تيسر من القرآن"
ثم قال:
12 – عن سلمان قال : صلوا فيما بين المغرب والعشاء ، فإنه يخفف عن أحدكم حزبه ، ويذهب عنه ملغاة أول الليل ، فإن ملغاة أول الليل مهدنة لآخره .
أخرجه عبد الرزاق (4726) ، والبيهقي في السنن (3/20) بلفظ :
عن أبي الشعثاء المحاربي قال : كنت في جيش فيهم سلمان فقال سلمان : عليكم بهذه البهائم التي تكفل الله بأرزاقها ، فارفقوا بها في السير واعطوها قوتها ، وعليكم بالصلاة فيما بين المغرب والعشاء ، فإنها تخفف عنكم من جزء ليلتكم وتكفيكم الهذر .
وفيه العلاء بن بدر ولم أجد له ترجمة ، والله أعلم ."
الخطأ وجود صلاة بعد المغرب في الليل وهو ما يخالف أن الصلاة الوحيدة غير المفروضة على كل المسلمين هى قيام الليل فقط كما قال تعالى :
"إن ربك يعلم أنك تقوم أدنى من ثلثى الليل ونصفه وثلثه وطائفة من الذين معك والله يقدر الليل والنهار علم أن لن تحصوه فتاب عليكم فاقرءوا ما تيسر من القرآن"
13 - عن حذيفة قال : سألتني أمي : متى عهدك ، تعني بالنبي (ص)، فقلت : ما لي به عهد منذ كذا وكذا ، فنالت مني . فقلت لها : دعيني آتي النبي (ص)فأصلي معه المغرب ، وأسأله أن يستغفر لي ولك ، فأتيت النبي (ص)فصليت معه المغرب ، فصلى حتى صلى العشاء ، ثم انفتل فتبعته فسمع صوتي فقال : من هذا ؟ حذيفة . قلت نعم قال : ما حاجتك غفر الله لك ولأمك ؟ قال : إن هذا ملك لم ينزل الأرض قط قبل هذه الليلة استأذن ربه أن يسلم علي ويبشرني بأن فاطمة سيدة نساء أهل الجنة ، وأن الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة .
أخرجه الترمذي (3781) ، والنسائي في الكبرى (380) ، وأحمد (392 ، 404) .
قال الترمذي : حديث حسن غريب .
قال المنذري في الترغيب والترهيب : رواه النسائي بإسناد جيد .
وصححه العلامة الألباني في " صحيح الترغيب والترهيب " (1/382) ، والأرنؤوط في تخريج المسند (38/430) ."
الخطاء عدة نكتفى منها الأول وهو نزول ملك الأرض وهو ما يخالف ان الملائكة لا تنزل الأرض لعدم اطمئنانها كما قال تعالى :
" قل لو كان فى الأرض ملائكة يمشون مطمئنين لنزلنا عليهم من السماء ملكا رسولا"
وثانيها أن فاطمة وابنيها أسياد وهو ما يخالف ان المؤمنون والمؤمنات في الدنيا اخوة كما قال " إنما المؤمنون إخوة" وقال في الآخرة " "إخوانا على سرر متقابلين"
ثم قال:
14 – عن محمد بن الحجاج أو ابن أبي الحجاج أنه سمع عبدالكريم يحدث أن رسول الله (ص)قال : من ركع عشر ركعات بين المغرب والعشاء بني له قصر في الجنة . فقال له عمر بن الخطاب : إذا تكثر قصورنا وبيوتنا يا رسول الله ؟ فقال رسول الله (ص): الله أكبر وأفضل - أو قال – أطيب .
أخرجه ابن المبارك في الزهد .
ذكر العلامة الألباني في الضعيفة (4597) وقال : وهذا مرسل ضعيف .
وأكتفي بهذا القدر ، وهناك أحاديث أخرى أعرضت عنا خشية الإطالة ."
الخطأ أن اجر صلاة10 ركعات بعد المغرب قصر في الجنة وهو ما يخالف أن الأجر عشر حسنات كما قال تعالى:
" من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها"
وانتهى زقيل إلى ما يلى:
"وتبين من هذه الأحاديث والأقوال السابقة ما يلي :
أولا :
أن اختلاف الأقوال في تفسير الآية إنما هو اختلاف تنوع وليس تضاد ."
وههذا الاستنتاج خطأ فهو اختلاف تناقض فلا يمكن أن يكون اختلاف في شىء واحد إلا وكان متضاد
ثم قال:
ثانيا :
أن التنفل بين المغرب والعشاء قد ثبت عن النبي (ص)كما في حديث حذيفة رضي الله الآنف ، وصح من فعل بعض الصحابة .
قال الشوكاني في " النيل " (3/55 – 56) : والآيات والأحاديث المذكورة في الباب تدل على مشروعية الاستكثار من الصلاة ما بين المغرب والعشاء والأحاديث ، وإن كان أكثرها ضعيفا ، فهي منتهضة بمجموعها لا سيما في فضائل الأعمال .
قال العراقي : وممن كان يصلي ما بين المغرب والعشاء من الصحابة : عبد الله بن مسعود ، وعبد الله بن عمرو ، وسلمان الفارسي ، وابن عمر ، وأنس بن مالك في ناس من الأنصار .
ومن التابعين الأسود بن يزيد ، وأبو عثمان النهدي ، وابن أبي مليكة ، وسعيد بن جبير ، ومحمد بن المنكدر ، وأبو حاتم ، وعبد الله بن سخبرة ، وعلي بن الحسين ، وأبو عبد الرحمن الحبلي ، وشريح القاضي ، وعبد الله بن مغفل ، وغيرهم . ومن الأئمة سفيان الثوري "
وما قاله الرجل هنا معناه أن جمع ضعيف وضعيف وضعيف هو أقوياء أصحاء مع أن الجمع في الحقيقة ضعاف وهة وجهة نظر تبنى على الظن والوهم
ثم قال :
"ثالثا :
أنه لم يثبت حديث مرفوع عن النبي صلى الله عليه في تحديد الركعات التي يتنفل بها بين المغرب والعشاء ، وكما هو معلوم أن الأصل في العبادات الوقف ، فلا يشرع تحديد عدد معين من الركعات .
قال العلامة الألباني في الضعيفة (1/481) : واعلم أن كل ما جاء من الأحاديث في الحض على ركعات معينة بين المغرب والعشاء لا يصح ، وبعضه أشد ضعفا من بعض ، وإنما صحت الصلاة في هذا الوقت من فعله (ص)دون تعيين عدد . وأما من قوله (ص)؛ فكل ما روي عنه واه لا يجوز العمل به ."
وهذا الاستنتاج يناقض الاستنتاج الثانى الذى يلزم العمل بمجموع الأحاديث
ثم قال:
"رابعا :
هل يطلق على هذه الصلاة صلاة الأوابين ؟
لقد جاء عن بعض السلف أنهم سموا هذه الصلاة التي بين المغرب والعشاء صلاة الأوبين ، وهي كما يلي :
1 – عن محمد بن المنكدر يرفعه إلى النبي (ص): من صلى ما بين صلاة المغرب إلى صلاة العشاء ، فإنها صلاة الأوابين .
أخرجه ابن المبارك في الزهد .
قال الألباني في الضعيفة (4617) وقال : ضعيف . رواه ابن المبارك في الزهد ، وعنه ابن نصر في " القيام " ... قلت : وهذا إسناد ضعيف ؛ لإرساله . ورجاله ثقات ؛ على ضعف يسير في أبي صخر – واسمه حميد بن زياد الخراط - .ا.هـ.
2 – عن ابن عمر قال : قال رسول الله (ص): من عقب ما بين المغرب والعشاء ، بني له في الجنة قصران ما بينهما ؟؟ من مسيرة مائة عام ، فيهما من الشجر ما لو يراهما أهل المشرق وأهل المغرب لأوحلهم – أي لأوسعهم - فاكهة، وهي صلاة الأوابين وهي غفلة الغافلين ، وإن من الدعاء المستجاب الدعاء الذي لا يرد بين المغرب والعشاء .
أخرجه السهمي في " تاريخ جرجان " (ص 72) .
وفي سنده محمد بن حميد الرازي وهو ضعيف . وأيضا النضر بن حميد ، قال أبو حاتم : متروك الحديث . وقال البخاري : منكر الحديث .
3 - عن ابن عباس قال : الملائكة لتحف بالذين يصلون بين المغرب والعشاء وهي صلاة الأوابين .
ذكره صاحب كنز العمال ، وعزاه إلى ابن زنجويه .
4 - عن عبد الله بن عمر قال : صلاة الأوابين ما بين أن يلتفت أهل المغرب إلى أن يثوب إلى العشاء أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف وفي سنده موسى بن عبيدة الربذي وهو ضعيف .
5 – عن ابن المنكدر وأبي حازم يقولان : " تتجافى جنوبهم عن المضاجع " هي ما بين المغرب وصلاة العشاء ، صلاة الأوابين .
أخرجه البيهقي في السنن (3/19) .
وفي إسناده ابن لهيعة ، وهو ضعيف في غير العبادلة ، ولم يرو عن أحد منهم في السند .
ويتبين من خلال هذه الأحاديث أنه لا يثبت شيء منها ، والله أعلم .
بل إنه قد ورد أن صلاة ركعتين عند دخول البيت ، وعند الخروج يطلق عليه " صلاة الأوابين " "
وبناء على استنتاجات زقيل لا صحة لوجود صلاة ألأوابين بين المغرب والعشاء
ثم قال:
"6 - عن عثمان بن أبي سودة يرفعه إلى النبي (ص): صلاة الأبرار [ " صلاة الأوابين " ] ـ: ركعتان إذا دخلت بيتك، وركعتان إذا خرجت .
قال الألباني في الضعيفة (3788) : ضعيف . أخرجه ابن المبارك في " الزهد " ... قلت : وهذا ضعيف لإرساله ، ورجاله ثقات
وقد رجح بعض أهل العلم أنه لا مانع من إطلاق صلاة الأوابين عليها ، وعلى صلاة الضحى ومن هؤلاء :
1 – الإمام الشوكاني . قال في النيل (3/55) : وهذا وإن كان مرسلا لا يعارضه ما في الصحيح من قوله (ص): " صلاة الأوابين إذا رمضت الفصال " فإنه لا مانع أن يكون كل من الصلاتين صلاة الأوابين .
2 – الخطيب الشربيني . قال في مغني المحتاج : ومنها صلاة الأوابين ، وتسمى صلاة الغفلة ؛ لغفلة الناس عنها بسبب عشاء أو نوم أو نحو ذلك . وهي عشرون ركعة بين المغرب والعشاء لحديث الترمذي : أنه (ص)قال : من صلى ست ركعات بين المغرب والعشاء كتب له عبادة اثنتي عشرة سنة .
وقال الماوردي كان النبي (ص)يصليها ويقول هذه صلاة الأوابين . ويؤخذ منه ومن خبر الحاكم السابق أن صلاة الأوابين مشتركة بين هذه وصلاة الضحى .ا.هـ.
وقد جاء في الموسوعة الفقهية (27/134 – 135) ما نصه : ويؤخذ مما جاء عن صلاة الضحى والصلاة بين المغرب والعشاء أن صلاة الأوابين تطلق على صلاة الضحى , والصلاة بين المغرب والعشاء . فهي مشتركة بينهما كما يقول الشافعية .
وانفرد الشافعية بتسمية التطوع بين المغرب والعشاء بصلاة الأوابين , وقالوا : تسن صلاة الأوابين , وتسمى صلاة الغفلة , لغفلة الناس عنها , واشتغالهم بغيرها من عشاء , ونوم , وغيرهما "
والعجيب فيما سبق إصرار الرجل على تسيمية الصلوات التى لم يصح فيها حديث عند أهل الحديث صلاة ألوابين وهو كلام متناقض فلا يمك، ان نثبت شىء في الشرع بلا دليل صحيح
وفى نهاية البحث ذهب إلى حديث معارض تماما وهو صحيح عنده يقول أنها الصلاة عند الظهيرة فقال:
"وفي الختام ؛ ما الثابت في تسمية صلاة الأوابين ؟؟؟؟
عن زيد بن أرقم قال : خرج رسول الله (ص)على أهل قباء ، وهم يصلون فقال : صلاة الأوابين إذا رمضت الفصال . أخرجه مسلم (748)
قال النووي في شرح مسلم (6/30) : قوله (ص): ( صلاة الأوابين حين ترمض الفصال ) هو بفتح التاء والميم يقال : رمض يرمض كعلم يعلم , والرمضاء : الرمل الذي اشتدت حرارته بالشمس , أي حين يحترق أخفاف الفصال وهي الصغار من أولاد الإبل - جمع فصيل - من شدة حر الرمل . والأواب : المطيع , وقيل : الراجع إلى الطاعة . وفيه : فضيلة الصلاة هذا الوقت . قال أصحابنا : هو أفضل وقت صلاة الضحى , وإن كانت تجوز من طلوع الشمس إلى الزوال ."
ومن ثم لا وجود لصلاة الأوابين المزعومة لأن الظهيرة هى الأخرى وقت راحة لتبديل ملابس العمل بملابس البيت وليس وقت صلاة كما قال تعالى :
" وحين تضعون ثيابكم من الظهيرة"
وارث علم النبوة- عضو متميز
- الديانه : الاسلام
البلد : قطر
عدد المساهمات : 993
نقاط : 4085
السٌّمعَة : 0
مواضيع مماثلة
» قراءة فى كتاب الترغيب عن صلاة الرغائب الموضوعة
» صلاة يوم الجمعة
» نقد جزء فيه الكلام على حديث إن أولى الناس بي أكثرهم علي صلاة
» قراءة فى مقال صلاة الضحى
» نقد كتاب تخريج حديث الطواف بالبيت صلاة
» صلاة يوم الجمعة
» نقد جزء فيه الكلام على حديث إن أولى الناس بي أكثرهم علي صلاة
» قراءة فى مقال صلاة الضحى
» نقد كتاب تخريج حديث الطواف بالبيت صلاة
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى