نظرات في كتاب آداب التثاؤب والعطاس
صفحة 1 من اصل 1
نظرات في كتاب آداب التثاؤب والعطاس
نظرات في كتاب آداب التثاؤب والعطاس
الكتاب من تأليف أبي محمد إسماعيل بن مرشود بن ابراهيم الرميح وهو يدور أحكام التثاؤب والعطاس وقد جمع المؤلف الآداب فقال:
"الإسلام رسم للمسلم طريقا يسير عليه في جميع شئون الحياة، عظيمها وصغيرها، جليلها ودقيقها؛ المسلم إلى كل خلق حسن، ونهاه عن كل خلق ذميم
ومن ذلك: أرشد العاطس والمتثائب إلى آداب يفعلها مصلحة له ولغيره، وحذره مما فيه مضرة عليه أو على غيره.
وقد جمعت هذه الآداب؛ لجهل كثير من المسلمين بأكثرها فكم مرة سمع إذا عطس الرجل وحمد الله وقيل له: يرحمك الله لم يعلم ما يقول فيرد بقوله: شكرا! بل البعض يجهل ما يقول عند العطاس، وكيف يشمت العاطس. وأما التثاؤب فقل من الناس من يكون فيه على نهج النبي (ص)فكم من متثائب بقي فمه مفتوحا بل البعض يخرج صوتا مع تثاؤبه، وفي هذا تفويت الأجر العظيم من الله تعالى على المسلم؛ لترك سنة الرسول (ص)"
وتحدث عن كراهية المسلم للتثاؤب فقال :
"المؤمن «يكره التثاؤب»:
قال الشافعي:
لو كان حبك صادقا لأطعته ...... إن المحب لمن يحب مطيع
بل إن المحب يفعل ما يحب حبيبه ويكره ما يكره.
والله جل وعلا يكره التثاؤب، فعن أبي هريرة أن النبي (ص)قال: «إن الله يحب العطاس ويكره التثاؤب، فإذا عطس فحمد الله، فحق على كل مسلم سمعه أن يشمته وأما التثاؤب فإنما هو من الشيطان فليرده ما استطاع؛ فإذا قال: ها، ضحك منه الشيطان» .
إذا فالمؤمن يكره التثاؤب لأن الله يكرهه قال تعالى: {والذين آمنوا أشد حبا لله} .
ومما يدعو إلى كراهية التثاؤب أيضا، أنه من الشيطان، والشيطان لا يأتي منه إلا ما هو قبيح ومكروه.
ثم إن التثاؤب يكون ناشئا عن كثرة الأكل والتخليط فيه، فيستدعي الكسل في العبادة.
والتثاؤب مكروه دائما، ولكن كراهيته في الصلاة أشد، لأن للشيطان غرضا قويا في التشويش على المصلي في صلاته قال أبو هريرة - رضي الله عنه -: قال النبي (ص)«التثاؤب في الصلاة من الشيطان فإذا تثاءب أحدكم فليكظم ما استطاع» ."
والأحاديث السابقة الخطأ فيها أن التثاؤب من الشيطان وهو يخالف أن كل ما يفعله الشيطان هو الوسوسة مصداق لقوله تعالى :
"قل أعوذ برب الناس ملك الناس إله الناس من شر الوسواس الخناس الذى يوسوس فى صدور الناس من الجنة والناس ".
وتحدث عما يفعله المتثائب فقال :
"«ما يفعله المتثائب»
إذا أراد الإنسان أن يتثاءب، فعليه أن يكظم ما استطاع، بأن يمسك على فمه، فيبقيه مغلقا بحيث لا ينفتح؛ فعن أبي هريرة أن رسول الله (ص)قال: «التثاؤب من الشيطان فإذا تثاءب أحدكم فليكظم ما استطاع» فإن لم يستطع إبقاء فمه مغلقا، فليضع يده على فيه فيغطي فمه بيده.
فعن أبي سعيد قال: قال رسول الله (ص)«إذا تثاءب أحدكم فليمسك بيده على فيه، فإن الشيطان يدخل» . والأفضل أن تكون اليد اليسرى؛ لأنه في أمر مستقذر "
وتحدث عن المحذورات عند التثاؤب فقال :
«ما يحذر منه المتثائب»
المتثائب إذا لم يفعل ما سنه الرسول (ص)له فإنه يقع في أمور قبيحة وسيئة منها:
حرمانه من الحسنات التي لا توجد إلا بفعل تلك السنة.
وتكون صورة المتثائب مشوهة. بانفتاح فمه، وعدم إغلاقه، ولا
ستره بيده.
بل ربما انحل رباط العصب فسقط الفك أو ضعف.
ثم إنه سبب لإفراح الشيطان وضحكه منه، ودخوله في فم المتثائب فيبلغ الشيطان مراده من المتثائب من طاعته، وعصيانه لربه سبحانه .
قال النبي (ص)«إذا تثاءب أحدكم فليرده ما استطاع، فإن أحدكم إذا تثاءب ضحك منه الشيطان» وقال (ص)«إذا تثاءب أحدكم فليمسك بيده على فيه فإن الشيطان يدخل».
وإذا أخرج المتثائب صوتا مع تثاؤبه، فهو مع كونه خلقا ذميما فإنه يفرح الشيطان ويضحك منه، قال (ص)«وأما التثاؤب فإنما هو من الشيطان فليرده ما استطاع فإذا قال: ها، ضحك منه الشيطان» ."
والتثاؤب هو ردة فعل جسمى على حالة الاجهاد وليس من الشيطان الموسوس حيث يحتاج المتثاءب إلى النوم
وتحدث عن الاستعاذة لا تجوز في التثاؤب فقال :
"لا يشرع التعوذ عند التثاؤب»:
كثير من الناس عند التثاؤب يستعيذون بالله من الشيطان ظنا منهم بأنه مستحب.
وهذا ظن خاطئ لا دليل عليه، ولو كان مشروعا لكثر النقل فيه عن النبي (ص)وعن صحابته بل إنه لم يرد فيه ولا حديث ضعيف.
ومعلوم أن العمل إذا لم يكن عليه دليل، فهو بدعة، والبدعة مردودة على صاحبها، فعن عائشة - رضي الله عنها - قالت: قال رسول الله (ص)«من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد» ."
والفقرة السابقة تثبت بطلان الأحاديث كلها فلو كانت التثاؤب من الشيطان لوجبت الاستعاذة كما قال تعالى :
"وإما ينزغنك من الشيطان نزغ فاستعذ بالله إنه سميع عليم"
وتحدث عن كون الرسل(ص) لا يتثائبون فقال :
"«الأنبياء لا يتثاءبون»
قال الحافظ بن حجر في فتح الباري: ومن الخصائص النبوية ما أخرجه ابن أبي شيبة والبخاري في التاريخ من مرسل يزيد بن الأصم قال: «ما تثاءب النبي (ص)قط» وأخرج الخطابي من طريق مسلمة بن عبد الملك بن مروان قال: «ما تثاءب نبي قط» ومسلمة أدرك بعض الصحابة وهو صدوق ويؤيد ذلك ما ثبت: أن التثاؤب من الشيطان "
والخطأ كون الأنبياء (ص)لا يتثاءبون فهو ما يخالف اعترافهم ببشريتهم كما في قوله تعالى على لسان محمد(ص)" قل إنما بشر مثلككم "
فالمثلية تقتضى اصابتهم بالعطاس والتثاءب وغيره
وتحدث عن حب المسلم للعطاس فقال:
«المؤمن يحب العطاس»
عن أبي هريرة أن النبي (ص)قال: «إن الله يحب العطاس» وقال الله تعالى: {والذين آمنوا أشد حبا لله} فالمؤمن يحب الله، وإذا أحب الله أحب ما يحب الله تعالى والله جل وعلا يحب العطاس . فالمؤمن إذا يحب العطاس.
ثم إن العطاس يحب؛ لأنه يكون من خفة البدن وانفتاح المسام وعدم الغاية في الشبع، فالعطاس يستدعي النشاط في العبادة ."
والكلام ليس فيع حب المسلم للعطاس فالجزء المنقول يدل على حب الله للعطاس والحق أنه لا احد يحب العطاس أو التثاؤب لأنها اقعال لا إرادية تحدث من الجسم وإنما اللهخ يحب ما يقدرلا افنسان على عمله من الخير ويكره ما يقدر على عمله من الشر وهو الفساد كما :
ط ولا يرضى لعباده الكفار" وقال :
"إنه لا يحب الفساد"
وأما الأعمال الداخلة ضمن عمل الجسم والتى لا يقدر الإنسان على منعها فليس من ضمن ما يحب ويكره
والغريب أن العطاس طبيا ينقل المرض مع أنه يخلص الأجسام في كثير من ألحيان من مسببات الأمراض وأما التثاؤب فلا يضر أحد إلا صاحبه أحيانا نادرة عندما لا يقدر على السيطرة على حركة الفكين فيتوقفان أو ينكسر أحدهما من شدة الانفتاح
وتحدث عن غض الصوت بالعطاس وعدم لى الرأس فقال :
«غض الصوت به»:
ينبغي للعاطس أن يخفض صوته بالعطاس، ولا يرفعه فعن أبي هريرة «أن النبي (ص)كان إذا عطس غطى وجهه بيده أو بثوبه وغض بها صوته» .
ولأن العاطس لا يؤمن عليه إذا تعاظم رفع الصوت أن يضر ذلك به في رأسه ومجاري نفسه «تغطية الفم والوجه عند العطاس»
ينبغي للعاطس أن يغطي فمه ووجهه بيده أو بثوبه، أو بأي شيء آخر عند العطاس، كيلا ينتشر ما يقذف من رطوبة على ثيابه أو جليسه؛ إذ لا يملك عند العطاس نفسه، فلا يأمن ما يخرج منه ؛ فعن أبي هريرة «أن النبي (ص)كان إذا عطس غطى وجهه بيده أو بثوبه وغض بها صوته»
«عدم لوي العنق عند العطاس»
على العاطس أن يحترز من لوي عنقه عند العطاس يمينا ولا شمالا، لئلا يتضرر بذلك فلو لوي عنقه صيانة لجليسه، لم يأمن من الالتواء وقد جرى ذلك لبعضهم، عطس فرد وجهه يمينا يحترس من جليسه فبقي رأسه كذلك أبدا معوجا ."
إن محاولة كظم العطاس أحيانا تنفع واحيانا لا تنفع والأفضل هو تغطية الفم والأنف حرصا على عدم نقل المرض للآخرين ويقال طبيا أن العطاس هو علاج لمشكلة جسدية
وتحدث عن حمد الله بعد العطاس فقال :
"«رفع الصوت بالحمد حتى ولو في الصلاة المكتوبة»
اتفق العلماء على أنه يستحب للعاطس، أن يحمد الله تعالى عقب عطسه ، ولا يشرع من الحاضرين المبادرة بالحمد عند سماع العطاس من أحد والأحاديث الواردة في هذا ضعيفة ولا تصح .
فالمرء إذا عطس ينبغي له أن يحمد الله، ويرفع صوته بالحمد، سواء كان في صلاة أو خارجها، وقد ورد في السنة أنواع للحمد، ينبغي للعاطس أن يأتي بهذا مرة وهذا مرة ليكون متبعا سنة
الرسول (ص)
ومن تلك الأنواع:
أن يقول العاطس: الحمد لله.
فعن أبي هريرة أن النبي (ص)قال: «إن الله يحب العطاس ويكره التثاؤب فإذا عطس فحمد الله، فحق على كل مسلم سمعه أن يشمته» .
أو يقول العاطس: الحمد لله رب العالمين.
فعن ابن مسعود عن النبي (ص)قال: «إذا عطس أحدكم فليقل: الحمد لله رب العالمين ويقال له: يرحمك الله وليقل يغفر الله لكم» .
ولا أصل لما اعتاده كثير من الناس من استكمال قراءة الفاتحة بعد قوله: الحمد لله رب العالمين.
وكذا العدول من الحمد إلى أشهد أن لا إله إلا الله أو تقديمها على الحمد، بل هو بدعة ومحرم .
ولا يشرع قول: الحمد لله ككرمه، والحمد لله كعز جلاله، والحديث الوارد فيه ضعيف .
أو يقول العاطس: الحمد لله على كل حال.
فعن علي عن النبي (ص)قال: «إذا عطس أحدكم فليقل: الحمد لله على كل حال وليقل له من عنده: يرحمك الله، ويرد عليهم يهديكم الله ويصلح بالكم» .
أو يقول العاطس: الحمد لله حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه مباركا عليه، كما يحب ربنا ويرضى فعن رفاعة بن رافع قال: صليت خلف رسول الله (ص)فعطس رفاعة.
لم يقل قتيبة: فقلت: الحمد لله حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه مباركا عليه كما يحب ربنا ويرضى، فلما صلى رسول الله (ص)انصرف فقال: «من المتكلم» فقال الرجل: أنا يا رسول الله فقال رسول الله (ص)«لقد رأيت بضعة وثلاثين ملكا يبتدرونها أيهم يكتبها أول»
وليحترز العاطس من أن يأتي بذكر غير ما ورد؛ فإن خير الهدي هدي محمد (ص) فعن مجاهد قال: «عطس ابن لعبد الله بن عمر إما أبو بكر وإما عمر فقال: آب فقال ابن عمر: ما آب؟ إن آب اسم شيطان من الشياطين جعلها بين العطسة والحمد» . وعن سالم بن عبيد أنه كان مع القوم في سفر فعطس رجل من القوم فقال: السلام عليكم فقال: عليك وعلى أمك فكأن الرجل وجد في نفسه فقال: أما إني لم أقل إلا ما قال النبي (ص)عطس رجل عند النبي (ص)فقال: السلام عليكم فقال النبي (ص)«عليك وعلى أمك إذا عطس أحدكم فليقل الحمد لله رب العالمين وليقل له من يرد عليه: يرحمك الله وليقل: يغفر الله لنا ولكم» ."
ومما سبق يتبين أن حمد الله واجب في كل وقت قوليا وفعليا
وتحدث عن تشميت السامع للعاطس فقال :
"«تشميت العاطس المسلم»:
يجب على من سمع العاطس يحمد الله أن يشمته، فيقول له: يرحمك الله . وإن لم يسمعه يحمد الله، فلا يشمته ولا يذكره الحمد.
فعن أبي هريرة أن رسول الله (ص)قال: «إن الله يحب العطاس ويكره التثاؤب فإذا عطس فحمد الله فحق على كل مسلم سمعه أن يشمته» وعن أنس قال: عطس رجلان عند النبي - صلى الله عليه وسلم -
فشمت أحدهما ولم يشمت الآخر فقال الذي لم يشمته: عطس فلان فشمته، وعطست فلم تشمتني، فقال: «هذا حمد الله تعالى وإنك لم تحمد الله تعالى» .
وليس للصغير تشميت يخصه بل هو مثل الكبير؛ فلا يقال له: أصلحك الذي أعطسك أو عشت، ولو كان مشروعا لثبت عن رسول الله (ص)وعن صحابته - رضي الله عنهم -."
وتحدث عن تشميت الكافر فقال :
"«تشميت الكافر»
إذا عطس الكافر فحمد الله تعالى، فإنه يقال له: يهديكم الله ويصلح بالكم؛ فعن أبي موسى الأشعري قال: «كان اليهود يتعاطسون عند رسول الله (ص)يرجون أن يقول لهم يرحمكم الله فيقول: يهديكم الله ويصلح بالكم» ولا يجوز أن يدعى لهم بالرحمة قال تعالى: {ما كان للنبي والذين آمنوا أن يستغفروا للمشركين ولو كانوا أولي قربى من بعد ما تبين لهم أنهم أصحاب الجحيم} "
والحق أن إصلاح البال هو طلب الرحمة وكذلك طلب الهداية هو طلب الرحمة لهم لأن الاهتداء هو طريق لرحمة الله
وتحدث عن منافع التشميت فقال :
"«من فوائد التشميت»
للتشميت فوائد كثيرة عظيمة القدر منها:
تحصيل المودة والتأليف بين المسلمين وتأديب العاطس بكسر النفس عن الكبر، والحمل على التواضع، لما في ذكر الرحمة من الإشعار بالذنب الذي لا يعرى عنه أكثر المكلفين .
«طرفة»
كان أبو داود صاحب السنن في سفينة فسمع عاطسا على الشط حمد، فاكترى قاربا بدرهم حتى جاء إلى العاطس فشمته ثم رجع، فسئل عن ذلك فقال: «لعله يكون مستجاب الدعوة فلما رقدوا سمعوا قائلا يقول يا أهل السفينة إن أبا داود اشترى الجنة من الله بدرهم» .
«بما يرد العاطس على من شمته»
إذا عطس المرء فحمد الله وشمته الحاضرون عنده، فينبغي له أن يرد عليهم بأحد الأدعية الآتية والسنة أن يأتي بهذا تارة وهذا تارة.
فينبغي أن يقول لمن شمته يهديكم الله ويصلح بالكم
فعن علي عن النبي (ص)قال: «إذا عطس أحدكم فليقل: الحمد لله على كل حال وليقل له من عنده: يرحمك الله ويرد عليهم: يهديكم الله ويصلح بالكم».
أو يقول لهم: «يغفر الله لنا ولكم» .
فعن سالم بن عبيد أنه كان مع القوم في سفر فعطس رجل من القوم فقال: السلام عليكم فقال: عليك وعلى أمك فكأن الرجل وجد في نفسه فقال أما إني لم أقل إلا ما قال النبي (ص)عطس رجل عند النبي (ص)فقال: السلام عليكم فقال النبي (ص)«عليك وعلى أمك، إذا عطس أحدكم فليقل: الحمد لله رب العالمين وليقل له من يرد عليه: يرحمك الله وليقل: يغفر الله لنا ولكم» .
أو يقول لهم: يغفر الله لكم.
فعن ابن مسعود عن النبي (ص)قال: «إذا عطس أحدكم فليقل: الحمد لله رب العالمين ويقال له: يرحمك الله وليقل: يغفر الله لكم» .
أو يقول لهم: يرحمنا الله وإياكم ويغفر الله لنا ولكم.
فعن نافع عن ابن عمر «أنه كان إذا عطس فقيل له: يرحمك الله قال: يرحمنا الله وإياكم ويغفر الله لنا ولكم» .
أو يقول لهم: عافانا الله وإياكم من النار يرحمكم الله.
فعن أبي جمرة قال: سمعت ابن عباس «إذا شمت يقول: عافانا الله وإياكم من النار يرحمكم الله» .
أو يقول لهم: يرحمنا الله وإياكم.
فعن ابن مسعود قال: «يقول يرحمنا الله وإياكم» ."
وكل السابق هو اعادة لما سبق قوله
وتحدث عمن لا يستحقون التشميت فقال :
«من لا يستحق التشميت»
يجب تشميت كل عاطس حمد الله تعالى إلا ستة فلا يشمتون وهم:
أ- من عطس ولم يحمد الله تعالى، فإنه لا يشمت ولا يذكر الحمد كما سبق.
ب- إذا زاد العطاس عن ثلاث فلا يشمت لأنه مزكوم.
فعن أبي هريرة قال: سمعت رسول الله (ص)يقول: «إذا عطس أحدكم فليشمته جليسه وإن زاد على ثلاث فهو مزكوم ولا تشمت بعد ثلاث مرات» وعن سلمة بن الأكوع أنه سمع النبي (ص)وعطس رجل عنده فقال له: «يرحمك» الله ثم عطس أخرى فقال له رسول الله (ص)«الرجل مزكوم» وهناك من العلماء من قال بجواز التشميت بعد الثلاث ولا دليل معهم يعتمد عليه وحديث «يشمت العاطس ثلاثا فإن زاد فإن شئت فشمته وإن شئت فكف» فهو حديث ضعيف لا يصح عن النبي (ص).
كما إنه لا يدعى لمن زاد عطاسه عن ثلاث، ولا يقال له: شفاك الله وعافاك. ولو كان مشروعا لفعله رسول الله (ص)
ج- من يكره التشميت إذا خيف منه ضرر إذا شمت، قال تعالى: {من كفر بالله من بعد إيمانه إلا من أكره وقلبه مطمئن بالإيمان ولكن من شرح بالكفر صدرا فعليهم غضب من الله ولهم عذاب عظيم} .
وإن لم يخف منه ضرر فإنه يشمت امتثالا للأمر ومناقضة للمتكبر في مراده وكسرا لسورته في ذلك، ولأن لفظ التشميت دعاء بالرحمة فهو يناسب المسلم كائنا من كان .
د- الكافر لا يشمت كما يشمت المسلم؛ فلا يقال له يرحمك الله وإنما يقال له: يهديكم الله ويصلح الكم كما سبق.
هـ- إذا عطس والإمام يخطب فإنه يحمد الله إلا أنه لا يشمت؛ لأن الإنصات للخطبة واجب؛ فعن أبي هريرة أن رسول الله (ص)قال: «إذا قلت لصاحبك أنصت يوم الجمعة والإمام يخطب فقد لغوت» إلا أن يقف الخطيب قليلا ليشمت فلا يمتنع تشميته.
وكذلك إذا عطس في الصلاة سواء كانت فرضا أو تطوعا فإنه لا يشمت؛ فعن معاوية بن الحكم السلمي قال: بينا أنا أصلي مع رسول الله (ص)إذ عطس رجل من القوم، فقلت: يرحمك الله فرماني القوم بأبصارهم فقلت: واثكل أمياه ما شأنكم تنظرون إلي، فجعلوا يضربون بأيديهم على أفخاذهم، فلما رأيتهم يصمتوتني لكن سكت فلما صلى رسول الله (ص)فبأبي هو وأمي ما رأيت معلما قبله ولا بعده أحسن تعليما منه؛ فوالله ما نهرني ولا ضربني ولا شتمني قال: «إن هذه الصلاة لا يصلح فيها شيء من كلام الناس إنما هو التسبيح والتكبير وقراءة القرآن» أو كما قال رسول الله (ص)
و- من عطس وهو في حالة يمتنع عليه فيها ذكر الله كما إذا كان على الخلاء فلو خالف فحمد الله في تلك الحالة فلا يستحق التشميت؛ لأن الذكر منهي عنه في الخلاء ."
والحق أن العملية على حسب النية فكل فالحامد والمشمت يثابان إذا كنت نية كل منهم من القول خير إلا إذا كانت النية شر في القلب كما قال تعالى :
" وليس عليكم جناح فيما أخطأتم به ولكن ما تعمدت قلوبكم "
الكتاب من تأليف أبي محمد إسماعيل بن مرشود بن ابراهيم الرميح وهو يدور أحكام التثاؤب والعطاس وقد جمع المؤلف الآداب فقال:
"الإسلام رسم للمسلم طريقا يسير عليه في جميع شئون الحياة، عظيمها وصغيرها، جليلها ودقيقها؛ المسلم إلى كل خلق حسن، ونهاه عن كل خلق ذميم
ومن ذلك: أرشد العاطس والمتثائب إلى آداب يفعلها مصلحة له ولغيره، وحذره مما فيه مضرة عليه أو على غيره.
وقد جمعت هذه الآداب؛ لجهل كثير من المسلمين بأكثرها فكم مرة سمع إذا عطس الرجل وحمد الله وقيل له: يرحمك الله لم يعلم ما يقول فيرد بقوله: شكرا! بل البعض يجهل ما يقول عند العطاس، وكيف يشمت العاطس. وأما التثاؤب فقل من الناس من يكون فيه على نهج النبي (ص)فكم من متثائب بقي فمه مفتوحا بل البعض يخرج صوتا مع تثاؤبه، وفي هذا تفويت الأجر العظيم من الله تعالى على المسلم؛ لترك سنة الرسول (ص)"
وتحدث عن كراهية المسلم للتثاؤب فقال :
"المؤمن «يكره التثاؤب»:
قال الشافعي:
لو كان حبك صادقا لأطعته ...... إن المحب لمن يحب مطيع
بل إن المحب يفعل ما يحب حبيبه ويكره ما يكره.
والله جل وعلا يكره التثاؤب، فعن أبي هريرة أن النبي (ص)قال: «إن الله يحب العطاس ويكره التثاؤب، فإذا عطس فحمد الله، فحق على كل مسلم سمعه أن يشمته وأما التثاؤب فإنما هو من الشيطان فليرده ما استطاع؛ فإذا قال: ها، ضحك منه الشيطان» .
إذا فالمؤمن يكره التثاؤب لأن الله يكرهه قال تعالى: {والذين آمنوا أشد حبا لله} .
ومما يدعو إلى كراهية التثاؤب أيضا، أنه من الشيطان، والشيطان لا يأتي منه إلا ما هو قبيح ومكروه.
ثم إن التثاؤب يكون ناشئا عن كثرة الأكل والتخليط فيه، فيستدعي الكسل في العبادة.
والتثاؤب مكروه دائما، ولكن كراهيته في الصلاة أشد، لأن للشيطان غرضا قويا في التشويش على المصلي في صلاته قال أبو هريرة - رضي الله عنه -: قال النبي (ص)«التثاؤب في الصلاة من الشيطان فإذا تثاءب أحدكم فليكظم ما استطاع» ."
والأحاديث السابقة الخطأ فيها أن التثاؤب من الشيطان وهو يخالف أن كل ما يفعله الشيطان هو الوسوسة مصداق لقوله تعالى :
"قل أعوذ برب الناس ملك الناس إله الناس من شر الوسواس الخناس الذى يوسوس فى صدور الناس من الجنة والناس ".
وتحدث عما يفعله المتثائب فقال :
"«ما يفعله المتثائب»
إذا أراد الإنسان أن يتثاءب، فعليه أن يكظم ما استطاع، بأن يمسك على فمه، فيبقيه مغلقا بحيث لا ينفتح؛ فعن أبي هريرة أن رسول الله (ص)قال: «التثاؤب من الشيطان فإذا تثاءب أحدكم فليكظم ما استطاع» فإن لم يستطع إبقاء فمه مغلقا، فليضع يده على فيه فيغطي فمه بيده.
فعن أبي سعيد قال: قال رسول الله (ص)«إذا تثاءب أحدكم فليمسك بيده على فيه، فإن الشيطان يدخل» . والأفضل أن تكون اليد اليسرى؛ لأنه في أمر مستقذر "
وتحدث عن المحذورات عند التثاؤب فقال :
«ما يحذر منه المتثائب»
المتثائب إذا لم يفعل ما سنه الرسول (ص)له فإنه يقع في أمور قبيحة وسيئة منها:
حرمانه من الحسنات التي لا توجد إلا بفعل تلك السنة.
وتكون صورة المتثائب مشوهة. بانفتاح فمه، وعدم إغلاقه، ولا
ستره بيده.
بل ربما انحل رباط العصب فسقط الفك أو ضعف.
ثم إنه سبب لإفراح الشيطان وضحكه منه، ودخوله في فم المتثائب فيبلغ الشيطان مراده من المتثائب من طاعته، وعصيانه لربه سبحانه .
قال النبي (ص)«إذا تثاءب أحدكم فليرده ما استطاع، فإن أحدكم إذا تثاءب ضحك منه الشيطان» وقال (ص)«إذا تثاءب أحدكم فليمسك بيده على فيه فإن الشيطان يدخل».
وإذا أخرج المتثائب صوتا مع تثاؤبه، فهو مع كونه خلقا ذميما فإنه يفرح الشيطان ويضحك منه، قال (ص)«وأما التثاؤب فإنما هو من الشيطان فليرده ما استطاع فإذا قال: ها، ضحك منه الشيطان» ."
والتثاؤب هو ردة فعل جسمى على حالة الاجهاد وليس من الشيطان الموسوس حيث يحتاج المتثاءب إلى النوم
وتحدث عن الاستعاذة لا تجوز في التثاؤب فقال :
"لا يشرع التعوذ عند التثاؤب»:
كثير من الناس عند التثاؤب يستعيذون بالله من الشيطان ظنا منهم بأنه مستحب.
وهذا ظن خاطئ لا دليل عليه، ولو كان مشروعا لكثر النقل فيه عن النبي (ص)وعن صحابته بل إنه لم يرد فيه ولا حديث ضعيف.
ومعلوم أن العمل إذا لم يكن عليه دليل، فهو بدعة، والبدعة مردودة على صاحبها، فعن عائشة - رضي الله عنها - قالت: قال رسول الله (ص)«من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد» ."
والفقرة السابقة تثبت بطلان الأحاديث كلها فلو كانت التثاؤب من الشيطان لوجبت الاستعاذة كما قال تعالى :
"وإما ينزغنك من الشيطان نزغ فاستعذ بالله إنه سميع عليم"
وتحدث عن كون الرسل(ص) لا يتثائبون فقال :
"«الأنبياء لا يتثاءبون»
قال الحافظ بن حجر في فتح الباري: ومن الخصائص النبوية ما أخرجه ابن أبي شيبة والبخاري في التاريخ من مرسل يزيد بن الأصم قال: «ما تثاءب النبي (ص)قط» وأخرج الخطابي من طريق مسلمة بن عبد الملك بن مروان قال: «ما تثاءب نبي قط» ومسلمة أدرك بعض الصحابة وهو صدوق ويؤيد ذلك ما ثبت: أن التثاؤب من الشيطان "
والخطأ كون الأنبياء (ص)لا يتثاءبون فهو ما يخالف اعترافهم ببشريتهم كما في قوله تعالى على لسان محمد(ص)" قل إنما بشر مثلككم "
فالمثلية تقتضى اصابتهم بالعطاس والتثاءب وغيره
وتحدث عن حب المسلم للعطاس فقال:
«المؤمن يحب العطاس»
عن أبي هريرة أن النبي (ص)قال: «إن الله يحب العطاس» وقال الله تعالى: {والذين آمنوا أشد حبا لله} فالمؤمن يحب الله، وإذا أحب الله أحب ما يحب الله تعالى والله جل وعلا يحب العطاس . فالمؤمن إذا يحب العطاس.
ثم إن العطاس يحب؛ لأنه يكون من خفة البدن وانفتاح المسام وعدم الغاية في الشبع، فالعطاس يستدعي النشاط في العبادة ."
والكلام ليس فيع حب المسلم للعطاس فالجزء المنقول يدل على حب الله للعطاس والحق أنه لا احد يحب العطاس أو التثاؤب لأنها اقعال لا إرادية تحدث من الجسم وإنما اللهخ يحب ما يقدرلا افنسان على عمله من الخير ويكره ما يقدر على عمله من الشر وهو الفساد كما :
ط ولا يرضى لعباده الكفار" وقال :
"إنه لا يحب الفساد"
وأما الأعمال الداخلة ضمن عمل الجسم والتى لا يقدر الإنسان على منعها فليس من ضمن ما يحب ويكره
والغريب أن العطاس طبيا ينقل المرض مع أنه يخلص الأجسام في كثير من ألحيان من مسببات الأمراض وأما التثاؤب فلا يضر أحد إلا صاحبه أحيانا نادرة عندما لا يقدر على السيطرة على حركة الفكين فيتوقفان أو ينكسر أحدهما من شدة الانفتاح
وتحدث عن غض الصوت بالعطاس وعدم لى الرأس فقال :
«غض الصوت به»:
ينبغي للعاطس أن يخفض صوته بالعطاس، ولا يرفعه فعن أبي هريرة «أن النبي (ص)كان إذا عطس غطى وجهه بيده أو بثوبه وغض بها صوته» .
ولأن العاطس لا يؤمن عليه إذا تعاظم رفع الصوت أن يضر ذلك به في رأسه ومجاري نفسه «تغطية الفم والوجه عند العطاس»
ينبغي للعاطس أن يغطي فمه ووجهه بيده أو بثوبه، أو بأي شيء آخر عند العطاس، كيلا ينتشر ما يقذف من رطوبة على ثيابه أو جليسه؛ إذ لا يملك عند العطاس نفسه، فلا يأمن ما يخرج منه ؛ فعن أبي هريرة «أن النبي (ص)كان إذا عطس غطى وجهه بيده أو بثوبه وغض بها صوته»
«عدم لوي العنق عند العطاس»
على العاطس أن يحترز من لوي عنقه عند العطاس يمينا ولا شمالا، لئلا يتضرر بذلك فلو لوي عنقه صيانة لجليسه، لم يأمن من الالتواء وقد جرى ذلك لبعضهم، عطس فرد وجهه يمينا يحترس من جليسه فبقي رأسه كذلك أبدا معوجا ."
إن محاولة كظم العطاس أحيانا تنفع واحيانا لا تنفع والأفضل هو تغطية الفم والأنف حرصا على عدم نقل المرض للآخرين ويقال طبيا أن العطاس هو علاج لمشكلة جسدية
وتحدث عن حمد الله بعد العطاس فقال :
"«رفع الصوت بالحمد حتى ولو في الصلاة المكتوبة»
اتفق العلماء على أنه يستحب للعاطس، أن يحمد الله تعالى عقب عطسه ، ولا يشرع من الحاضرين المبادرة بالحمد عند سماع العطاس من أحد والأحاديث الواردة في هذا ضعيفة ولا تصح .
فالمرء إذا عطس ينبغي له أن يحمد الله، ويرفع صوته بالحمد، سواء كان في صلاة أو خارجها، وقد ورد في السنة أنواع للحمد، ينبغي للعاطس أن يأتي بهذا مرة وهذا مرة ليكون متبعا سنة
الرسول (ص)
ومن تلك الأنواع:
أن يقول العاطس: الحمد لله.
فعن أبي هريرة أن النبي (ص)قال: «إن الله يحب العطاس ويكره التثاؤب فإذا عطس فحمد الله، فحق على كل مسلم سمعه أن يشمته» .
أو يقول العاطس: الحمد لله رب العالمين.
فعن ابن مسعود عن النبي (ص)قال: «إذا عطس أحدكم فليقل: الحمد لله رب العالمين ويقال له: يرحمك الله وليقل يغفر الله لكم» .
ولا أصل لما اعتاده كثير من الناس من استكمال قراءة الفاتحة بعد قوله: الحمد لله رب العالمين.
وكذا العدول من الحمد إلى أشهد أن لا إله إلا الله أو تقديمها على الحمد، بل هو بدعة ومحرم .
ولا يشرع قول: الحمد لله ككرمه، والحمد لله كعز جلاله، والحديث الوارد فيه ضعيف .
أو يقول العاطس: الحمد لله على كل حال.
فعن علي عن النبي (ص)قال: «إذا عطس أحدكم فليقل: الحمد لله على كل حال وليقل له من عنده: يرحمك الله، ويرد عليهم يهديكم الله ويصلح بالكم» .
أو يقول العاطس: الحمد لله حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه مباركا عليه، كما يحب ربنا ويرضى فعن رفاعة بن رافع قال: صليت خلف رسول الله (ص)فعطس رفاعة.
لم يقل قتيبة: فقلت: الحمد لله حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه مباركا عليه كما يحب ربنا ويرضى، فلما صلى رسول الله (ص)انصرف فقال: «من المتكلم» فقال الرجل: أنا يا رسول الله فقال رسول الله (ص)«لقد رأيت بضعة وثلاثين ملكا يبتدرونها أيهم يكتبها أول»
وليحترز العاطس من أن يأتي بذكر غير ما ورد؛ فإن خير الهدي هدي محمد (ص) فعن مجاهد قال: «عطس ابن لعبد الله بن عمر إما أبو بكر وإما عمر فقال: آب فقال ابن عمر: ما آب؟ إن آب اسم شيطان من الشياطين جعلها بين العطسة والحمد» . وعن سالم بن عبيد أنه كان مع القوم في سفر فعطس رجل من القوم فقال: السلام عليكم فقال: عليك وعلى أمك فكأن الرجل وجد في نفسه فقال: أما إني لم أقل إلا ما قال النبي (ص)عطس رجل عند النبي (ص)فقال: السلام عليكم فقال النبي (ص)«عليك وعلى أمك إذا عطس أحدكم فليقل الحمد لله رب العالمين وليقل له من يرد عليه: يرحمك الله وليقل: يغفر الله لنا ولكم» ."
ومما سبق يتبين أن حمد الله واجب في كل وقت قوليا وفعليا
وتحدث عن تشميت السامع للعاطس فقال :
"«تشميت العاطس المسلم»:
يجب على من سمع العاطس يحمد الله أن يشمته، فيقول له: يرحمك الله . وإن لم يسمعه يحمد الله، فلا يشمته ولا يذكره الحمد.
فعن أبي هريرة أن رسول الله (ص)قال: «إن الله يحب العطاس ويكره التثاؤب فإذا عطس فحمد الله فحق على كل مسلم سمعه أن يشمته» وعن أنس قال: عطس رجلان عند النبي - صلى الله عليه وسلم -
فشمت أحدهما ولم يشمت الآخر فقال الذي لم يشمته: عطس فلان فشمته، وعطست فلم تشمتني، فقال: «هذا حمد الله تعالى وإنك لم تحمد الله تعالى» .
وليس للصغير تشميت يخصه بل هو مثل الكبير؛ فلا يقال له: أصلحك الذي أعطسك أو عشت، ولو كان مشروعا لثبت عن رسول الله (ص)وعن صحابته - رضي الله عنهم -."
وتحدث عن تشميت الكافر فقال :
"«تشميت الكافر»
إذا عطس الكافر فحمد الله تعالى، فإنه يقال له: يهديكم الله ويصلح بالكم؛ فعن أبي موسى الأشعري قال: «كان اليهود يتعاطسون عند رسول الله (ص)يرجون أن يقول لهم يرحمكم الله فيقول: يهديكم الله ويصلح بالكم» ولا يجوز أن يدعى لهم بالرحمة قال تعالى: {ما كان للنبي والذين آمنوا أن يستغفروا للمشركين ولو كانوا أولي قربى من بعد ما تبين لهم أنهم أصحاب الجحيم} "
والحق أن إصلاح البال هو طلب الرحمة وكذلك طلب الهداية هو طلب الرحمة لهم لأن الاهتداء هو طريق لرحمة الله
وتحدث عن منافع التشميت فقال :
"«من فوائد التشميت»
للتشميت فوائد كثيرة عظيمة القدر منها:
تحصيل المودة والتأليف بين المسلمين وتأديب العاطس بكسر النفس عن الكبر، والحمل على التواضع، لما في ذكر الرحمة من الإشعار بالذنب الذي لا يعرى عنه أكثر المكلفين .
«طرفة»
كان أبو داود صاحب السنن في سفينة فسمع عاطسا على الشط حمد، فاكترى قاربا بدرهم حتى جاء إلى العاطس فشمته ثم رجع، فسئل عن ذلك فقال: «لعله يكون مستجاب الدعوة فلما رقدوا سمعوا قائلا يقول يا أهل السفينة إن أبا داود اشترى الجنة من الله بدرهم» .
«بما يرد العاطس على من شمته»
إذا عطس المرء فحمد الله وشمته الحاضرون عنده، فينبغي له أن يرد عليهم بأحد الأدعية الآتية والسنة أن يأتي بهذا تارة وهذا تارة.
فينبغي أن يقول لمن شمته يهديكم الله ويصلح بالكم
فعن علي عن النبي (ص)قال: «إذا عطس أحدكم فليقل: الحمد لله على كل حال وليقل له من عنده: يرحمك الله ويرد عليهم: يهديكم الله ويصلح بالكم».
أو يقول لهم: «يغفر الله لنا ولكم» .
فعن سالم بن عبيد أنه كان مع القوم في سفر فعطس رجل من القوم فقال: السلام عليكم فقال: عليك وعلى أمك فكأن الرجل وجد في نفسه فقال أما إني لم أقل إلا ما قال النبي (ص)عطس رجل عند النبي (ص)فقال: السلام عليكم فقال النبي (ص)«عليك وعلى أمك، إذا عطس أحدكم فليقل: الحمد لله رب العالمين وليقل له من يرد عليه: يرحمك الله وليقل: يغفر الله لنا ولكم» .
أو يقول لهم: يغفر الله لكم.
فعن ابن مسعود عن النبي (ص)قال: «إذا عطس أحدكم فليقل: الحمد لله رب العالمين ويقال له: يرحمك الله وليقل: يغفر الله لكم» .
أو يقول لهم: يرحمنا الله وإياكم ويغفر الله لنا ولكم.
فعن نافع عن ابن عمر «أنه كان إذا عطس فقيل له: يرحمك الله قال: يرحمنا الله وإياكم ويغفر الله لنا ولكم» .
أو يقول لهم: عافانا الله وإياكم من النار يرحمكم الله.
فعن أبي جمرة قال: سمعت ابن عباس «إذا شمت يقول: عافانا الله وإياكم من النار يرحمكم الله» .
أو يقول لهم: يرحمنا الله وإياكم.
فعن ابن مسعود قال: «يقول يرحمنا الله وإياكم» ."
وكل السابق هو اعادة لما سبق قوله
وتحدث عمن لا يستحقون التشميت فقال :
«من لا يستحق التشميت»
يجب تشميت كل عاطس حمد الله تعالى إلا ستة فلا يشمتون وهم:
أ- من عطس ولم يحمد الله تعالى، فإنه لا يشمت ولا يذكر الحمد كما سبق.
ب- إذا زاد العطاس عن ثلاث فلا يشمت لأنه مزكوم.
فعن أبي هريرة قال: سمعت رسول الله (ص)يقول: «إذا عطس أحدكم فليشمته جليسه وإن زاد على ثلاث فهو مزكوم ولا تشمت بعد ثلاث مرات» وعن سلمة بن الأكوع أنه سمع النبي (ص)وعطس رجل عنده فقال له: «يرحمك» الله ثم عطس أخرى فقال له رسول الله (ص)«الرجل مزكوم» وهناك من العلماء من قال بجواز التشميت بعد الثلاث ولا دليل معهم يعتمد عليه وحديث «يشمت العاطس ثلاثا فإن زاد فإن شئت فشمته وإن شئت فكف» فهو حديث ضعيف لا يصح عن النبي (ص).
كما إنه لا يدعى لمن زاد عطاسه عن ثلاث، ولا يقال له: شفاك الله وعافاك. ولو كان مشروعا لفعله رسول الله (ص)
ج- من يكره التشميت إذا خيف منه ضرر إذا شمت، قال تعالى: {من كفر بالله من بعد إيمانه إلا من أكره وقلبه مطمئن بالإيمان ولكن من شرح بالكفر صدرا فعليهم غضب من الله ولهم عذاب عظيم} .
وإن لم يخف منه ضرر فإنه يشمت امتثالا للأمر ومناقضة للمتكبر في مراده وكسرا لسورته في ذلك، ولأن لفظ التشميت دعاء بالرحمة فهو يناسب المسلم كائنا من كان .
د- الكافر لا يشمت كما يشمت المسلم؛ فلا يقال له يرحمك الله وإنما يقال له: يهديكم الله ويصلح الكم كما سبق.
هـ- إذا عطس والإمام يخطب فإنه يحمد الله إلا أنه لا يشمت؛ لأن الإنصات للخطبة واجب؛ فعن أبي هريرة أن رسول الله (ص)قال: «إذا قلت لصاحبك أنصت يوم الجمعة والإمام يخطب فقد لغوت» إلا أن يقف الخطيب قليلا ليشمت فلا يمتنع تشميته.
وكذلك إذا عطس في الصلاة سواء كانت فرضا أو تطوعا فإنه لا يشمت؛ فعن معاوية بن الحكم السلمي قال: بينا أنا أصلي مع رسول الله (ص)إذ عطس رجل من القوم، فقلت: يرحمك الله فرماني القوم بأبصارهم فقلت: واثكل أمياه ما شأنكم تنظرون إلي، فجعلوا يضربون بأيديهم على أفخاذهم، فلما رأيتهم يصمتوتني لكن سكت فلما صلى رسول الله (ص)فبأبي هو وأمي ما رأيت معلما قبله ولا بعده أحسن تعليما منه؛ فوالله ما نهرني ولا ضربني ولا شتمني قال: «إن هذه الصلاة لا يصلح فيها شيء من كلام الناس إنما هو التسبيح والتكبير وقراءة القرآن» أو كما قال رسول الله (ص)
و- من عطس وهو في حالة يمتنع عليه فيها ذكر الله كما إذا كان على الخلاء فلو خالف فحمد الله في تلك الحالة فلا يستحق التشميت؛ لأن الذكر منهي عنه في الخلاء ."
والحق أن العملية على حسب النية فكل فالحامد والمشمت يثابان إذا كنت نية كل منهم من القول خير إلا إذا كانت النية شر في القلب كما قال تعالى :
" وليس عليكم جناح فيما أخطأتم به ولكن ما تعمدت قلوبكم "
وارث علم النبوة- عضو متميز
- الديانه : الاسلام
البلد : قطر
عدد المساهمات : 992
نقاط : 4081
السٌّمعَة : 0
مواضيع مماثلة
» نظرات في كتاب فتح الكريم المنان في آداب حملة القرآن
» نظرات في كتاب بدع رجب
» قراءة فى كتاب آداب الحجام
» نظرات في مقال آداب خروج المرأة المسلمة من بيتها
» نظرات فى كتاب الروح
» نظرات في كتاب بدع رجب
» قراءة فى كتاب آداب الحجام
» نظرات في مقال آداب خروج المرأة المسلمة من بيتها
» نظرات فى كتاب الروح
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى