نظرات فى خطبة فضل الشكر
صفحة 1 من اصل 1
نظرات فى خطبة فضل الشكر
نظرات فى خطبة فضل الشكر
الخطيب عبدالمحسن القاسم وموضوع الخطبة وجوب شكر الله على نعمه وقد استهل الكلام بالحديث عن نعم الله وابتلاء البشر بالنعم والنقم فقال :
"أيها المسلمون:
لقد أجزلَ الله على عباده من نعمه العظيمة، وأغدق عليهم من آلائه الجسيمة، يمينه تعالى ملأى لا تغيضها نفقة، سحَّاءَ الليل والنهار، يقسِم الأرزاقَ ويغدِق العطايا، ويرزق من يشاء بغير حساب، يبتلي عبادَه بالنعم كما يبتليهم بالمصائب، وَنَبْلُوكُم بِالشَّرّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً وَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ [الأنبياء:35]، والله منعمٌ بهذا كلِّه، وفتنةُ السراء أعظم من فتنة الضراء، وصاحبها يحتاج إلى صبر وشكر، والفقر والغنى مطيَّتا الابتلاء والافتتان، والصبر والشكر لازمان للعبد في أمر الربِّ ونهيه، وقضائه وقدره، والتقوى مبنيةٌ عليهما."
وتحدث عن ارتباط الشكر بالإيمان والشكر هنا بمعنى الطاعة وهى العمل الصالح فقال :
"وقد قرن سبحانه الشكرَ بالإيمان به فقال: مَّا يَفْعَلُ اللَّهُ بِعَذَابِكُمْ إِن شَكَرْتُمْ وَءامَنْتُمْ [النساء:176]، وأخبر سبحانه أن الشكرَ هو الغاية من خلقه وأمره: وَاللَّهُ أَخْرَجَكُم مّن بُطُونِ أُمَّهَـاتِكُمْ لاَ تَعْلَمُونَ شَيْئًا وَجَعَلَ لَكُمُ الْسَّمْعَ وَالأبْصَـارَ وَالأفْئِدَةَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ [النحل:78]"
وتحدث عن الشكر وهو الطاعة لله فيما ذكره فى الفقرة التالية فقال :
"وجعل سبحانه رضاه في شكره: وَإِن تَشْكُرُواْ يَرْضَهُ لَكُمْ [الزمر:7]، والله خلق الليل والنهار للتفكر والشكر: وَهُوَ الَّذِى جَعَلَ الَّيْلَ وَالنَّهَارَ خِلْفَةً لّمَنْ أَرَادَ أَن يَذَّكَّرَ أَوْ أَرَادَ شُكُوراً [الفرقان:62]، وانقسم عبادُه إلى شكور له وكفور به: إِنَّا هَدَيْنَـاهُ السَّبِيلَ إِمَّا شَاكِراً وَإِمَّا كَفُوراً [الإنسان:2]، وأخبر سبحانه أنه إنما يعبده من شكره، فمن لم يشكره لم يكن من أهل عبادته: وَاشْكُرُواْ للَّهِ إِن كُنتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ [البقرة:172]."
وتحدث عن وصف الله رسله(ص) بالشكر وهو طاعته فقال :
"وقد أثنى الله على أوَّل رسولٍ بعثه إلى أهل الأرض بالشكر فقال: ذُرّيَّةَ مَنْ حَمَلْنَا مَعَ نُوحٍ إِنَّهُ كَانَ عَبْدًا شَكُورًا [الإسراء:2]، وأمر عبدَه موسى أن يتلقَّى ما آتاه من النبوة والرسالة والتكليم بالشكر فقال عز وجل: يامُوسَىا إِنْى اصْطَفَيْتُكَ عَلَى النَّاسِ بِرِسَـالَـاتِي وَبِكَلَـامِي فَخُذْ مَا ءاتَيْتُكَ وَكُنْ مّنَ الشَّـاكِرِينَ [الأعراف:144]، وأثنى على خليله إبراهيم بشكر نعمه: إِنَّ إِبْراهِيمَ كَانَ أُمَّةً قَـانِتًا لِلَّهِ حَنِيفًا وَلَمْ يَكُ مِنَ الْمُشْرِكِينَ شَاكِراً لأنْعُمِهِ [النحل:120، 121]"
وتحدث عن أن الله أمر رسله(ص) ومن ثم بقية الناس بالشكر وهو عبادته أى طاعته فقال :
"وأمر الله به داود فقال: اعْمَلُواْ ءالَ دَاوُودَ شُكْراً [سبأ:12]، ودعا سليمان عليه السلام ربَّه أن يكون من الشاكرين: رَبّ أَوْزِعْنِى أَنْ أَشكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِى أَنْعَمْتَ عَلَىَّ وَعَلَى والِدَىَّ [الأحقاف:15]، وأمر الله رسوله محمداً بالشكر فقال: بَلِ اللَّهَ فَاعْبُدْ وَكُن مّنَ الشَّـاكِرِينَ [الزمر:66]، وأمر الله لقمانَ بالشكر فقال: وَلَقَدْ ءاتَيْنَا لُقْمَانَ الْحِكْمَةَ أَنِ اشْكُرْ للَّهِ [لقمان:12]، وأوَّلُ وصية وصَّى بها ربُّنا الإنسانَ [هي الوصية] بالشكر له وللوالدين فقال: أَنِ اشْكُرْ لِى وَلِوالِدَيْكَ إِلَىَّ الْمَصِيرُ [لقمان:14]."
وتحدث عن أن الرسل(ص) أمروا الناس بشكر الله فقال :
"وبالشكر أمر الأنبياءُ أقوامَهم، فقال إبراهيم عليه السلام لقومه: فَابْتَغُواْ عِندَ اللَّهِ الرّزْقَ وَاعْبُدُوهُ وَاشْكُرُواْ لَهُ [العنكبوت:17]، والآيات والعبر والعظات لا يتَّعظ بها إلا الشاكر، قال سبحانه: كَذلِكَ نُصَرّفُ الآيَـاتِ لِقَوْمٍ يَشْكُرُونَ [الأعراف:58]. وأغدق علينا النعمَ لنثني عليه بها، قال جل وعلا: وَرَزَقَكُم مّنَ الطَّيّبَاتِ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ [الأنفال:26]"
وتحدث عن المفهوم الخاطىء للشكر عن أنه مفهوم صحيح وهو الشكر الكلامى فقال :
" وهو وصية النبي لأصحابه، فقد قال: ((يا معاذ، أني أحبُّك، فلا تدعنّ أن تقول دبرَ كلّ صلاة: اللهم أعنِّي على ذكرك وشُكرك وحسن عبادتك)). ودعاء البعد ربَّه أن يوافيَ نعمَ الله بالشكر من أفضل الأدعية، يقول شيخ الإسلام ابن تيمية: "تأمّلتُ أفضلَ الدعاء، فإذا هو: اللهم أعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك"."
بالطبع من وضعوا الأحاديث عمل على تحويل الطاعة التنفيذية إلى شكر كلامى كالشكر لله والحمد لله وهو كلام لا يرضى الله ما لم يكن متصلا بالعمل الصالح الذى هو طاعة الله
وتحدث عن جزاء الشاكرين فقال :
"وأهل الشكر هم المخصوصون بمنّتِه من بين عباده، وهم الذين لا يتزعزعون عند الفتن، وَمَن يَنقَلِبْ عَلَى عَقِبَيْهِ فَلَن يَضُرَّ اللَّهَ شَيْئاً وَسَيَجْزِى اللَّهُ الشَّـاكِرِينَ [آل عمران:144]."
وتحدث عن مقام الشكر ولا مقامات فى الإسلام فإنما اختراع كلامى من البشر فإبليس تحدث وهو كاذب عن أنه سيعمل على أن أكثر النماس غسر شاكرين أى غير مطيعين لوحى الله فقال :
"ولما عرف عدوُّ الله إبليس قدرَ مقام الشكر وأنه من أجلِّ العبادات وأعلاها جعل غايتَه السعيَ في قطع الناس عنه فقال: ثُمَّ لآتِيَنَّهُم مّن بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ وَعَنْ أَيْمَـانِهِمْ وَعَن شَمَائِلِهِمْ وَلاَ تَجِدُ أَكْثَرَهُمْ شَـاكِرِينَ [الأعراف:17]."
وحدثنا القاسم حسب الروايات عن أن النبى(ص)عاش ومات جائعا بعد البعثة فقال :
"ونبيُّنا محمد أشكرُ الخلق لربّه، خرج من الدنيا ولم يشبع من خبز الشعير، وربط على بطنه الحجرَ من الجوع، وغُفر له ما تقدَّم من ذنبه وما تأخَّر، ويقوم من الليل حتى تتفطَّر قدماه، ويقول: ((أفلا أكون عبداً شكورا؟!)). وداود عليه السلام كان ينام نصفَ الليل ويقوم ثلثَه وينام سدسَه، ويصوم يوماً ويفطر يوماً، والله عز وجل يقول له: اعْمَلُواْ ءالَ دَاوُودَ شُكْراً [سبأ:12]."
وهذا الكلام يتعارض مع القرآن ويناقض التالى :
أن الله جعل للنبى سهم فى الفىء وسهم فى الغنيمة وقبلها الأنفال فكيف يجوع باستمرار مع وجود هذا المال الذى يأتيه من الجهاد
أن بيوت النبى (ص)كانت مطعما مفتوحا للمسلمين يدخلونها حتى أنهم كانوا يتناسون حرمة البيوت فيجلسون فيها وقتا طويلا يتكلمون كما يحلو لهم فنهاهم الله عن ذلك لأنه يؤذى النبى (ص)وفى هذا قال تعالى بسورة الأحزاب"يا أيها الذين أمنوا لا تدخلوا بيوت النبى إلا أن يؤذن لكم إلى طعام غير ناظرين إناه ولكن إذا دعيتم فادخلوا فإذا طعمتم فانتشروا ولا مستئنسين لحديث "زد على هذا أن الأنصار كان منهم أغنياء لدرجة كبيرة ومن ثم لابد أنهم كانت عندهم مناخل أو يشترى لهم الحوارى والشياه السميطة ولابد أنهم أعطوا النبى (ص) منها ومن ثم فإن الجوع المزعوم كان فى فترة قصيرة فى بداية الدولة عندما ابتلاهم الله بالجوع والنقص فى الثمرات والأنفس كما قص علينا فى سورة البقرة
وتحدث عن أن الشكر وهو طاعة الله مانعة للعذاب فقال :
"والشكر أمنةٌ من العذاب، قال عز وجل: مَّا يَفْعَلُ اللَّهُ بِعَذَابِكُمْ إِن شَكَرْتُمْ وَءامَنْتُمْ [النساء:147]، ونجَّى الله لوطاً عليه السلام من العذاب بالشكر: إِنَّا أَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ حَـاصِباً إِلاَّ ءالَ لُوطٍ نَّجَّيْنَـاهُم بِسَحَرٍ نّعْمَةً مّنْ عِندِنَا كَذَلِكَ نَجْزِى مَن شَكَرَ [القمر:34، 35]."
وحدثنا عن أن قوم سبأ لما جحدوا نعم الله عذبهم الله بإزالة تلك النعم العظيمة وأعطاهم نعم قليلة فقال :
"ولما تنكَّر قومُ سبأ لنعم الله وجحدوها وقابلوها بالعصيان سلبها الله منهم، وأذاقهم ألواناً من العذاب، فَأَعْرَضُواْ فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ سَيْلَ الْعَرِمِ وَبَدَّلْنَـاهُمْ بِجَنَّـاتِهِمْ جَنَّتَيْنِ ذَوَاتَىْ أُكُلٍ خَمْطٍ وَأَثْلٍ وَشَىْء مّن سِدْرٍ قَلِيلٍ ذَلِكَ جَزَيْنَـاهُمْ بِمَا كَفَرُواْ وَهَلْ نُجْزِى إِلاَّ الْكَفُورَ [سبأ:16، 17]. وأصحاب الجنة في سورة القلم قابلوا نعمةَ الله بالنكران وحرمان المساكين، فطاف على ثمرهم طائف، فأصبحت زروعهم هباءً منثورا كالليل البهيم، يقول الفضيل بن عياض رحمه الله: "عليكم بملازمة الشكر على النعم، فقلَّ نعمةٌ زالت عن قوم فعادت إليهم". والشاكرون لنعم الله قِلّة في الخلق، قال تعالى: وَقَلِيلٌ مّنْ عِبَادِىَ الشَّكُورُ [سبأ:12].
وكلُّ نعمة لا تقرِّب من الله فهي نقمة، والشكر هو الحافظ للنعم الموجودة، والجالبُ للنعم المفقودة، يقول علي بن أبي طالب رضي الله عنه: (النعمة موصولةٌ بالشكر، والشكر يتعلّق بالمزيد، ولا ينقطع المزيد من الله حتى ينقطع الشكر). والعبد إذا كانت له عند الله منزلة فحفظها وبقي عليها ثم شكر الله على ما أعطاه آتاه الله أشرفَ منها، وإذا ضيَّع الشكرَ استدرجه الله، يقول الحسن: "إن الله يمتِّع بالنعمة ما شاء، فإذا لم يشكر عليها قلبها عذاباً". وإذا رأيت ربَّك يوالي عليك نعمَه وأنتَ تعصيه فاحذره، قال سبحانه: سَنَسْتَدْرِجُهُمْ مّنْ حَيْثُ لاَ يَعْلَمُونَ [القلم:44]، قال سفيان رحمه الله: "يُسبغ عليهم النعم ويمنعهم الشكر".
ومن رُزق الشكرَ رُزق الزيادة، وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِن شَكَرْتُمْ لأزِيدَنَّكُمْ وَلَئِن كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِى لَشَدِيدٌ [إبراهيم:7]، يقول أبو قلابة: "لا تضرّكم دنيًا شكرتموها". وقد ذمَّ سبحانه الكنودَ من عباده وهو الذي لا يشكر نعمه فقال سبحانه: إِنَّ الإِنسَـانَ لِرَبّهِ لَكَنُودٌ [العاديات:6]."
وطالب القاسم المسلمين بشكر الله فقال :
"أيها المسلمون، بشكر الله وطاعته تتفتَّح للعبد أبوابُ الدنيا والآخرة، قال عز وجل: وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَىا ءامَنُواْ وَاتَّقَوْاْ لَفَتَحْنَا عَلَيْهِم بَرَكَـاتٍ مّنَ السَّمَاء وَالأرْضِ [الأعراف:96]
وقسم الشكر إلى أنواع باللسان والقلب والجوارح فقال :
"وشُكر الله يكون بالقلب واللسان والجوارح.
فيكون بالقلب بنسبة النعم إلى بارئها، قال جل وعلا: وَمَا بِكُم مّن نّعْمَةٍ فَمِنَ اللَّهِ [النحل:53].
ويكون باللسان بالإكثار من الحمد لمُسديها، يقول عليه الصلاة والسلام: ((الحمد لله تملأ الميزان)) رواه مسلم، فالحمد رأسُ الشكر وأوَّله، وهو أول آية في كتاب الله المجيد: الْحَمْدُ للَّهِ رَبّ الْعَـالَمِينَ [الفاتحة:1]، وقد أمر الله نبيَّه محمداً أن يحدِّث بنعم الله فقال سبحانه: وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبّكَ فَحَدّثْ [الضحى:11].
والشكرُ بالجوارح يكون بالاستعانة بها على مرضاة الله، ومنع استخدامها في مساخطه وعصيانه، ولذا فشكرُ العين أن لا يبصرَ بها ما حرّم الله، ولا يطلق بصرَه على حرمات الله، وشكرُ اللسان أن لا يتحدَّث به إلا حقاً، ولا ينطقَ به إلا صدقاً، وشكرُ الأذنين أن لا يستمع بهما إلى غيبة وبهتان ومحرَّم.
وقد أمر الله بشكر الوالدين بقوله: أَنِ اشْكُرْ لِى وَلِوالِدَيْكَ [لقمان:14]، ومن شكرهما برّهُما والإحسان إليهما والدعاءُ لهما، والتودّد والتلطف لرضاهما، وخفضُ جناح الذلّ لهما، ومن العصيان عقوقهما والتأفّفُ والتنكّر لأوامرهما، والتثاقل عن طاعتهما. وأسعدُ الناس من جعل النعمَ وسائلَ إلى الله والدار الآخرة، وأشقاهم من توّصل بنعمه إلى هواه ونيل ملذاته.
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: إِنَّ اللَّهَ لَذُو فَضْلٍ عَلَى النَّاسِ وَلَـاكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَشْكُرُونَ [البقرة:243]."
قطعا هذا التقسيم ليس من كتاب الله وإنما الشكر هو طاعة أحكام الله كلها
ثم تحدث عن كون الله شاكر شكور فقال :
"أيها المسلمون، ربُّنا متصفٌ بالشكر، وأحبُّ خلقه إليه من اتَّصف بصفة الشكر، كما أن أبغضَ خلقه إليه من عطّلها واتَّصف بصدّها، فهو سبحانه شكور يحبّ الشاكرين. ومِن شكر الله شكرُ من أسدى إليك معروفاً من خلقه، يقول عليه الصلاة والسلام: ((لا يشكر اللهَ من لا يشكر الناس)) رواه أحمد."
والخطأ فى الحديث أن من لا يشكر الناس لا يشكر الله ويخالف هذا أن الشكر واجب لله وحده بدليل قوله بسورة النمل "رب أوزعنى أن أشكر نعمتك"وقال تعالى "واشكروا لى ولا تكفرون "كما أن الناس لم يخلقوا ما يعطون للأخر وحتى عملهم لم يخلقوه وشكر بعض الناس يدخل ضمن شكر الله ومنه شكر الوالدين فهو من ضمن شكر أى طاعة الله لأن الله أمر به بقوله بسورة لقمان "أن أشكر لى ولوالديك "
وتحدث
وإذا أسديتَ إلى أحدٍ معروفاً فلا تترقَّبْ منه شكرا، وابتغ الثوابَ من الله، وكن قنوعاً بما رزقك الله تكنْ أشكرَ الناس، وأكثرْ من حمد الله والثناء عليه، فتلك عبادةٌ من أجلِّ العبادات، يقول عليه الصلاة والسلام: ((الطاعمُ الشاكر مثل الصائم الصابر)) رواه البخاري."
والحديث أيضا مخالف للقرآن فالطاعم ثوابه لأنه نفقة الطعام بسبعمائة حسنة أو يزيد بينما الصوم بعشر حسنات وهو ما يجعل تشبيه الاثنين ببعض لا مجال له
ثم قال أن الشكر واجب فى القليل والكثير فقال :
"ومن لم يشكرِ القليل لم يشكرِ الكثير، وكان أبو المغيرة إذا قيل له: كيف أصبحت؟ قال: "أصبحنا مغرَقين بالنعم، عاجزين عن الشكر"، وَإِن تَعُدُّواْ نِعْمَةَ اللَّهِ لاَ تُحْصُوهَا [إبراهيم:34]، وما من الناس إلا مبتلىً بعافية ليُنظر كيف شكرُه، أو ببليةٍ ليُنظرَ كيف صبره، فعليكم -عباد الله- بالجمع بين الصبر والشكر مع التقوى تكونوا أعبدَ الناس."
الخطيب عبدالمحسن القاسم وموضوع الخطبة وجوب شكر الله على نعمه وقد استهل الكلام بالحديث عن نعم الله وابتلاء البشر بالنعم والنقم فقال :
"أيها المسلمون:
لقد أجزلَ الله على عباده من نعمه العظيمة، وأغدق عليهم من آلائه الجسيمة، يمينه تعالى ملأى لا تغيضها نفقة، سحَّاءَ الليل والنهار، يقسِم الأرزاقَ ويغدِق العطايا، ويرزق من يشاء بغير حساب، يبتلي عبادَه بالنعم كما يبتليهم بالمصائب، وَنَبْلُوكُم بِالشَّرّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً وَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ [الأنبياء:35]، والله منعمٌ بهذا كلِّه، وفتنةُ السراء أعظم من فتنة الضراء، وصاحبها يحتاج إلى صبر وشكر، والفقر والغنى مطيَّتا الابتلاء والافتتان، والصبر والشكر لازمان للعبد في أمر الربِّ ونهيه، وقضائه وقدره، والتقوى مبنيةٌ عليهما."
وتحدث عن ارتباط الشكر بالإيمان والشكر هنا بمعنى الطاعة وهى العمل الصالح فقال :
"وقد قرن سبحانه الشكرَ بالإيمان به فقال: مَّا يَفْعَلُ اللَّهُ بِعَذَابِكُمْ إِن شَكَرْتُمْ وَءامَنْتُمْ [النساء:176]، وأخبر سبحانه أن الشكرَ هو الغاية من خلقه وأمره: وَاللَّهُ أَخْرَجَكُم مّن بُطُونِ أُمَّهَـاتِكُمْ لاَ تَعْلَمُونَ شَيْئًا وَجَعَلَ لَكُمُ الْسَّمْعَ وَالأبْصَـارَ وَالأفْئِدَةَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ [النحل:78]"
وتحدث عن الشكر وهو الطاعة لله فيما ذكره فى الفقرة التالية فقال :
"وجعل سبحانه رضاه في شكره: وَإِن تَشْكُرُواْ يَرْضَهُ لَكُمْ [الزمر:7]، والله خلق الليل والنهار للتفكر والشكر: وَهُوَ الَّذِى جَعَلَ الَّيْلَ وَالنَّهَارَ خِلْفَةً لّمَنْ أَرَادَ أَن يَذَّكَّرَ أَوْ أَرَادَ شُكُوراً [الفرقان:62]، وانقسم عبادُه إلى شكور له وكفور به: إِنَّا هَدَيْنَـاهُ السَّبِيلَ إِمَّا شَاكِراً وَإِمَّا كَفُوراً [الإنسان:2]، وأخبر سبحانه أنه إنما يعبده من شكره، فمن لم يشكره لم يكن من أهل عبادته: وَاشْكُرُواْ للَّهِ إِن كُنتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ [البقرة:172]."
وتحدث عن وصف الله رسله(ص) بالشكر وهو طاعته فقال :
"وقد أثنى الله على أوَّل رسولٍ بعثه إلى أهل الأرض بالشكر فقال: ذُرّيَّةَ مَنْ حَمَلْنَا مَعَ نُوحٍ إِنَّهُ كَانَ عَبْدًا شَكُورًا [الإسراء:2]، وأمر عبدَه موسى أن يتلقَّى ما آتاه من النبوة والرسالة والتكليم بالشكر فقال عز وجل: يامُوسَىا إِنْى اصْطَفَيْتُكَ عَلَى النَّاسِ بِرِسَـالَـاتِي وَبِكَلَـامِي فَخُذْ مَا ءاتَيْتُكَ وَكُنْ مّنَ الشَّـاكِرِينَ [الأعراف:144]، وأثنى على خليله إبراهيم بشكر نعمه: إِنَّ إِبْراهِيمَ كَانَ أُمَّةً قَـانِتًا لِلَّهِ حَنِيفًا وَلَمْ يَكُ مِنَ الْمُشْرِكِينَ شَاكِراً لأنْعُمِهِ [النحل:120، 121]"
وتحدث عن أن الله أمر رسله(ص) ومن ثم بقية الناس بالشكر وهو عبادته أى طاعته فقال :
"وأمر الله به داود فقال: اعْمَلُواْ ءالَ دَاوُودَ شُكْراً [سبأ:12]، ودعا سليمان عليه السلام ربَّه أن يكون من الشاكرين: رَبّ أَوْزِعْنِى أَنْ أَشكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِى أَنْعَمْتَ عَلَىَّ وَعَلَى والِدَىَّ [الأحقاف:15]، وأمر الله رسوله محمداً بالشكر فقال: بَلِ اللَّهَ فَاعْبُدْ وَكُن مّنَ الشَّـاكِرِينَ [الزمر:66]، وأمر الله لقمانَ بالشكر فقال: وَلَقَدْ ءاتَيْنَا لُقْمَانَ الْحِكْمَةَ أَنِ اشْكُرْ للَّهِ [لقمان:12]، وأوَّلُ وصية وصَّى بها ربُّنا الإنسانَ [هي الوصية] بالشكر له وللوالدين فقال: أَنِ اشْكُرْ لِى وَلِوالِدَيْكَ إِلَىَّ الْمَصِيرُ [لقمان:14]."
وتحدث عن أن الرسل(ص) أمروا الناس بشكر الله فقال :
"وبالشكر أمر الأنبياءُ أقوامَهم، فقال إبراهيم عليه السلام لقومه: فَابْتَغُواْ عِندَ اللَّهِ الرّزْقَ وَاعْبُدُوهُ وَاشْكُرُواْ لَهُ [العنكبوت:17]، والآيات والعبر والعظات لا يتَّعظ بها إلا الشاكر، قال سبحانه: كَذلِكَ نُصَرّفُ الآيَـاتِ لِقَوْمٍ يَشْكُرُونَ [الأعراف:58]. وأغدق علينا النعمَ لنثني عليه بها، قال جل وعلا: وَرَزَقَكُم مّنَ الطَّيّبَاتِ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ [الأنفال:26]"
وتحدث عن المفهوم الخاطىء للشكر عن أنه مفهوم صحيح وهو الشكر الكلامى فقال :
" وهو وصية النبي لأصحابه، فقد قال: ((يا معاذ، أني أحبُّك، فلا تدعنّ أن تقول دبرَ كلّ صلاة: اللهم أعنِّي على ذكرك وشُكرك وحسن عبادتك)). ودعاء البعد ربَّه أن يوافيَ نعمَ الله بالشكر من أفضل الأدعية، يقول شيخ الإسلام ابن تيمية: "تأمّلتُ أفضلَ الدعاء، فإذا هو: اللهم أعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك"."
بالطبع من وضعوا الأحاديث عمل على تحويل الطاعة التنفيذية إلى شكر كلامى كالشكر لله والحمد لله وهو كلام لا يرضى الله ما لم يكن متصلا بالعمل الصالح الذى هو طاعة الله
وتحدث عن جزاء الشاكرين فقال :
"وأهل الشكر هم المخصوصون بمنّتِه من بين عباده، وهم الذين لا يتزعزعون عند الفتن، وَمَن يَنقَلِبْ عَلَى عَقِبَيْهِ فَلَن يَضُرَّ اللَّهَ شَيْئاً وَسَيَجْزِى اللَّهُ الشَّـاكِرِينَ [آل عمران:144]."
وتحدث عن مقام الشكر ولا مقامات فى الإسلام فإنما اختراع كلامى من البشر فإبليس تحدث وهو كاذب عن أنه سيعمل على أن أكثر النماس غسر شاكرين أى غير مطيعين لوحى الله فقال :
"ولما عرف عدوُّ الله إبليس قدرَ مقام الشكر وأنه من أجلِّ العبادات وأعلاها جعل غايتَه السعيَ في قطع الناس عنه فقال: ثُمَّ لآتِيَنَّهُم مّن بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ وَعَنْ أَيْمَـانِهِمْ وَعَن شَمَائِلِهِمْ وَلاَ تَجِدُ أَكْثَرَهُمْ شَـاكِرِينَ [الأعراف:17]."
وحدثنا القاسم حسب الروايات عن أن النبى(ص)عاش ومات جائعا بعد البعثة فقال :
"ونبيُّنا محمد أشكرُ الخلق لربّه، خرج من الدنيا ولم يشبع من خبز الشعير، وربط على بطنه الحجرَ من الجوع، وغُفر له ما تقدَّم من ذنبه وما تأخَّر، ويقوم من الليل حتى تتفطَّر قدماه، ويقول: ((أفلا أكون عبداً شكورا؟!)). وداود عليه السلام كان ينام نصفَ الليل ويقوم ثلثَه وينام سدسَه، ويصوم يوماً ويفطر يوماً، والله عز وجل يقول له: اعْمَلُواْ ءالَ دَاوُودَ شُكْراً [سبأ:12]."
وهذا الكلام يتعارض مع القرآن ويناقض التالى :
أن الله جعل للنبى سهم فى الفىء وسهم فى الغنيمة وقبلها الأنفال فكيف يجوع باستمرار مع وجود هذا المال الذى يأتيه من الجهاد
أن بيوت النبى (ص)كانت مطعما مفتوحا للمسلمين يدخلونها حتى أنهم كانوا يتناسون حرمة البيوت فيجلسون فيها وقتا طويلا يتكلمون كما يحلو لهم فنهاهم الله عن ذلك لأنه يؤذى النبى (ص)وفى هذا قال تعالى بسورة الأحزاب"يا أيها الذين أمنوا لا تدخلوا بيوت النبى إلا أن يؤذن لكم إلى طعام غير ناظرين إناه ولكن إذا دعيتم فادخلوا فإذا طعمتم فانتشروا ولا مستئنسين لحديث "زد على هذا أن الأنصار كان منهم أغنياء لدرجة كبيرة ومن ثم لابد أنهم كانت عندهم مناخل أو يشترى لهم الحوارى والشياه السميطة ولابد أنهم أعطوا النبى (ص) منها ومن ثم فإن الجوع المزعوم كان فى فترة قصيرة فى بداية الدولة عندما ابتلاهم الله بالجوع والنقص فى الثمرات والأنفس كما قص علينا فى سورة البقرة
وتحدث عن أن الشكر وهو طاعة الله مانعة للعذاب فقال :
"والشكر أمنةٌ من العذاب، قال عز وجل: مَّا يَفْعَلُ اللَّهُ بِعَذَابِكُمْ إِن شَكَرْتُمْ وَءامَنْتُمْ [النساء:147]، ونجَّى الله لوطاً عليه السلام من العذاب بالشكر: إِنَّا أَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ حَـاصِباً إِلاَّ ءالَ لُوطٍ نَّجَّيْنَـاهُم بِسَحَرٍ نّعْمَةً مّنْ عِندِنَا كَذَلِكَ نَجْزِى مَن شَكَرَ [القمر:34، 35]."
وحدثنا عن أن قوم سبأ لما جحدوا نعم الله عذبهم الله بإزالة تلك النعم العظيمة وأعطاهم نعم قليلة فقال :
"ولما تنكَّر قومُ سبأ لنعم الله وجحدوها وقابلوها بالعصيان سلبها الله منهم، وأذاقهم ألواناً من العذاب، فَأَعْرَضُواْ فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ سَيْلَ الْعَرِمِ وَبَدَّلْنَـاهُمْ بِجَنَّـاتِهِمْ جَنَّتَيْنِ ذَوَاتَىْ أُكُلٍ خَمْطٍ وَأَثْلٍ وَشَىْء مّن سِدْرٍ قَلِيلٍ ذَلِكَ جَزَيْنَـاهُمْ بِمَا كَفَرُواْ وَهَلْ نُجْزِى إِلاَّ الْكَفُورَ [سبأ:16، 17]. وأصحاب الجنة في سورة القلم قابلوا نعمةَ الله بالنكران وحرمان المساكين، فطاف على ثمرهم طائف، فأصبحت زروعهم هباءً منثورا كالليل البهيم، يقول الفضيل بن عياض رحمه الله: "عليكم بملازمة الشكر على النعم، فقلَّ نعمةٌ زالت عن قوم فعادت إليهم". والشاكرون لنعم الله قِلّة في الخلق، قال تعالى: وَقَلِيلٌ مّنْ عِبَادِىَ الشَّكُورُ [سبأ:12].
وكلُّ نعمة لا تقرِّب من الله فهي نقمة، والشكر هو الحافظ للنعم الموجودة، والجالبُ للنعم المفقودة، يقول علي بن أبي طالب رضي الله عنه: (النعمة موصولةٌ بالشكر، والشكر يتعلّق بالمزيد، ولا ينقطع المزيد من الله حتى ينقطع الشكر). والعبد إذا كانت له عند الله منزلة فحفظها وبقي عليها ثم شكر الله على ما أعطاه آتاه الله أشرفَ منها، وإذا ضيَّع الشكرَ استدرجه الله، يقول الحسن: "إن الله يمتِّع بالنعمة ما شاء، فإذا لم يشكر عليها قلبها عذاباً". وإذا رأيت ربَّك يوالي عليك نعمَه وأنتَ تعصيه فاحذره، قال سبحانه: سَنَسْتَدْرِجُهُمْ مّنْ حَيْثُ لاَ يَعْلَمُونَ [القلم:44]، قال سفيان رحمه الله: "يُسبغ عليهم النعم ويمنعهم الشكر".
ومن رُزق الشكرَ رُزق الزيادة، وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِن شَكَرْتُمْ لأزِيدَنَّكُمْ وَلَئِن كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِى لَشَدِيدٌ [إبراهيم:7]، يقول أبو قلابة: "لا تضرّكم دنيًا شكرتموها". وقد ذمَّ سبحانه الكنودَ من عباده وهو الذي لا يشكر نعمه فقال سبحانه: إِنَّ الإِنسَـانَ لِرَبّهِ لَكَنُودٌ [العاديات:6]."
وطالب القاسم المسلمين بشكر الله فقال :
"أيها المسلمون، بشكر الله وطاعته تتفتَّح للعبد أبوابُ الدنيا والآخرة، قال عز وجل: وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَىا ءامَنُواْ وَاتَّقَوْاْ لَفَتَحْنَا عَلَيْهِم بَرَكَـاتٍ مّنَ السَّمَاء وَالأرْضِ [الأعراف:96]
وقسم الشكر إلى أنواع باللسان والقلب والجوارح فقال :
"وشُكر الله يكون بالقلب واللسان والجوارح.
فيكون بالقلب بنسبة النعم إلى بارئها، قال جل وعلا: وَمَا بِكُم مّن نّعْمَةٍ فَمِنَ اللَّهِ [النحل:53].
ويكون باللسان بالإكثار من الحمد لمُسديها، يقول عليه الصلاة والسلام: ((الحمد لله تملأ الميزان)) رواه مسلم، فالحمد رأسُ الشكر وأوَّله، وهو أول آية في كتاب الله المجيد: الْحَمْدُ للَّهِ رَبّ الْعَـالَمِينَ [الفاتحة:1]، وقد أمر الله نبيَّه محمداً أن يحدِّث بنعم الله فقال سبحانه: وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبّكَ فَحَدّثْ [الضحى:11].
والشكرُ بالجوارح يكون بالاستعانة بها على مرضاة الله، ومنع استخدامها في مساخطه وعصيانه، ولذا فشكرُ العين أن لا يبصرَ بها ما حرّم الله، ولا يطلق بصرَه على حرمات الله، وشكرُ اللسان أن لا يتحدَّث به إلا حقاً، ولا ينطقَ به إلا صدقاً، وشكرُ الأذنين أن لا يستمع بهما إلى غيبة وبهتان ومحرَّم.
وقد أمر الله بشكر الوالدين بقوله: أَنِ اشْكُرْ لِى وَلِوالِدَيْكَ [لقمان:14]، ومن شكرهما برّهُما والإحسان إليهما والدعاءُ لهما، والتودّد والتلطف لرضاهما، وخفضُ جناح الذلّ لهما، ومن العصيان عقوقهما والتأفّفُ والتنكّر لأوامرهما، والتثاقل عن طاعتهما. وأسعدُ الناس من جعل النعمَ وسائلَ إلى الله والدار الآخرة، وأشقاهم من توّصل بنعمه إلى هواه ونيل ملذاته.
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: إِنَّ اللَّهَ لَذُو فَضْلٍ عَلَى النَّاسِ وَلَـاكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَشْكُرُونَ [البقرة:243]."
قطعا هذا التقسيم ليس من كتاب الله وإنما الشكر هو طاعة أحكام الله كلها
ثم تحدث عن كون الله شاكر شكور فقال :
"أيها المسلمون، ربُّنا متصفٌ بالشكر، وأحبُّ خلقه إليه من اتَّصف بصفة الشكر، كما أن أبغضَ خلقه إليه من عطّلها واتَّصف بصدّها، فهو سبحانه شكور يحبّ الشاكرين. ومِن شكر الله شكرُ من أسدى إليك معروفاً من خلقه، يقول عليه الصلاة والسلام: ((لا يشكر اللهَ من لا يشكر الناس)) رواه أحمد."
والخطأ فى الحديث أن من لا يشكر الناس لا يشكر الله ويخالف هذا أن الشكر واجب لله وحده بدليل قوله بسورة النمل "رب أوزعنى أن أشكر نعمتك"وقال تعالى "واشكروا لى ولا تكفرون "كما أن الناس لم يخلقوا ما يعطون للأخر وحتى عملهم لم يخلقوه وشكر بعض الناس يدخل ضمن شكر الله ومنه شكر الوالدين فهو من ضمن شكر أى طاعة الله لأن الله أمر به بقوله بسورة لقمان "أن أشكر لى ولوالديك "
وتحدث
وإذا أسديتَ إلى أحدٍ معروفاً فلا تترقَّبْ منه شكرا، وابتغ الثوابَ من الله، وكن قنوعاً بما رزقك الله تكنْ أشكرَ الناس، وأكثرْ من حمد الله والثناء عليه، فتلك عبادةٌ من أجلِّ العبادات، يقول عليه الصلاة والسلام: ((الطاعمُ الشاكر مثل الصائم الصابر)) رواه البخاري."
والحديث أيضا مخالف للقرآن فالطاعم ثوابه لأنه نفقة الطعام بسبعمائة حسنة أو يزيد بينما الصوم بعشر حسنات وهو ما يجعل تشبيه الاثنين ببعض لا مجال له
ثم قال أن الشكر واجب فى القليل والكثير فقال :
"ومن لم يشكرِ القليل لم يشكرِ الكثير، وكان أبو المغيرة إذا قيل له: كيف أصبحت؟ قال: "أصبحنا مغرَقين بالنعم، عاجزين عن الشكر"، وَإِن تَعُدُّواْ نِعْمَةَ اللَّهِ لاَ تُحْصُوهَا [إبراهيم:34]، وما من الناس إلا مبتلىً بعافية ليُنظر كيف شكرُه، أو ببليةٍ ليُنظرَ كيف صبره، فعليكم -عباد الله- بالجمع بين الصبر والشكر مع التقوى تكونوا أعبدَ الناس."
وارث علم النبوة- عضو متميز
- الديانه : الاسلام
البلد : قطر
عدد المساهمات : 992
نقاط : 4081
السٌّمعَة : 0
مواضيع مماثلة
» نظرات فى خطبة الموت
» نظرات فى خطبة حمى الأسهم
» نظرات فى خطبة مملكة سبأ
» نظرات فى خطبة خسر المتشائمون
» نظرات فى خطبة الشهادات الرمضانية
» نظرات فى خطبة حمى الأسهم
» نظرات فى خطبة مملكة سبأ
» نظرات فى خطبة خسر المتشائمون
» نظرات فى خطبة الشهادات الرمضانية
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى