نظرات فى كتاب الأشهر الاثني عشر
صفحة 1 من اصل 1
نظرات فى كتاب الأشهر الاثني عشر
نظرات فى كتاب الأشهر الاثني عشر
صاحب المحاضرة أحمد الماحوزي والمحاضرة تدور حول تفسير آية عدة الشهور وقد استهلت المحاضرة بالآية قم بين معنى الأشهر الحرم فقال :
"( إن عدة الشهور عند الله اثنا عشر شهرا في كتاب الله يوم خلق السماوات والارض منها أربعة حرم ذلك الدين القيم فلا تظلموا فيهن أنفسكم وقاتلوا المشركين كافة كما يقاتلونكم كافة واعلموا ان الله مع المتقين )
ذكر أكثر المفسرين ـ إن لم يكن كلهم ـ أن المقصود من الاشهر في الاية الكريمة هي الاشهر الزمانية القمرية التي تتألف منها السنون والتي لها أصل ثابت في الحس بتشكلات القمر بالنسبة لأهل الارض
وشاهدهم على ذلك قوله تعالى ( منها أربعة حرم ) والضرورة الفقهية قائمة على أن حرمة القتال إنما هو في الاشهر الحرم القمرية وهي : رجب شوال ذو القعدة ذو الحجة دون الاشهر الشمسية
وعليه : ففي الاية اخبار من الله سبحانه وتعالى على ان عدة الشهور اثنا عشر شهرا منها أربعة حرم وسميت حرما لحرمة القتال فيها والى ذلك أشار تعالى بقوله في نفس السورة ( فإذا انسلخ الاشهر الحرم فاقتلوا المشركين حيث وجدتموهم وخذوهم واحصروهم واقعدوا لهم كل مرصد فإن تابوا وأقاموا الصلاة وءاتوا الزكاة فخلوا سبيلهم إن الله غفور رحيم ) "
وتفسير الأشهر الحرم بكون رجب غير المتوالى معهم يعارض أنهم أربعة أشهر متوالية كما قال تعالى :
" فسيحوا فى الأرض أربعة أشهر"
وتحدث الماحوزى عن كون الأشهر القمرية هى المقصودة أم أشهر أخرى فقال :
"وتحريم القتال في هذه الاشهر الحرم هو الدين المستقيم دين ابراهيم واسماعيل وكانت العرب قد تمسكت به وراثة منهما وكانوا يعظمون الأشهر الحرم ويحرمون القتال فيها حتى لو لقى الرجل قاتل أبيه أو أخيه لم يقتله وإطلاق «الدين القيم» على هذا الحكم المرتبط بالاحكام الفرعية من باب تسمية الجزء باسم الكل كقوله تعالى ( يجعلون أصابعهم في آذانهم ) ومن الواضح أن الذي يجعل في الاذن إنما هو جزء من الاصبع وهي الانملة منه لا الاصبع بأكلمه
والمطلوب من العباد عدم ظلم النفس في هذه الاشهر الاثني عشر بصورة عامة وفي الاربعة الحرم بصورة خاصة ومؤكدة وظلم النفس يشمل كل معصية ومنها القتال في الاشهر الحرم
والسؤال المطروح : هل ماذكره هؤلاء المفسرين بيانا لمعنى الاية ـ من كون المقصود من الاشهر الاثني عشر هي الاشهر الزمانية القمرية ـ هو ظاهر الاية المنحصر أم انه هناك ظهور أقوى تناولا مما ذكروه وبتعبير آخر هل ما ذكره المفسرون هو تمام مفاد الاية أم أنه يمكن أن يستحصل من ظاهر الاية مفادا آخرا هو أقرب مما ذكروه ؟"
ويجيب الماحوزى بأن شهور البشر غير شهور الله بقوله :
"بالتأمل الظاهري في ألفاظ الاية الكريمة وما فيها من قيود يمكن أن يستحصل مفادا آخرا للاية الكريمة بل يمكن ان يقال بكون المراد من الاشهر الاثني عشر ليست هي الزمانية القمرية والجزم بذلك ليس فيه شائبة المجازفة وله دليله الواضح الجلي ويشهد له عدة من القرائن والقيود اللفظية المذكورة في الاية الكريمة وهي :
القرينة الاولى :
تقييد الشهور بأنها «عند الله» احترازا عن الشهور التي هي عند البشر فجيء في الاية بهذا القيد لكي لاينصرف الذهن الى الاشهر المأنوسة لدى الناس وهي الاشهر الزمانية القمرية والاصل في القيود ـ كما في أصول الفقه ـ الاحترازية ويكون توضيحيا مع القرينة الظاهرة على ذلك
ولا يوجد في القرآن الكريم قيد توضيحي فجميع القيود اللفظية المذكورة في القرآن الكريم احترازية حتى مثل قوله تعالى ( واذ قال ابراهيم لابيه آزر أتتخذ أصناما آلهة ) فتقييد «لابيه» بـ «آزر» حتى لا يتوهم أن المقصود من أبيه هو أبيه الذي هو من صلبه واسمه «تارخ» إذ الاجماع بين الامامية قائم على أن آباء الانبياء من الصلب لا يمكن ان يكونوا من المشركين وآزر هو عم ابراهيم كما في بعض الروايات الوارد عن أهل البيت"
والخطأ فى كلام الماحوزى هو القول أن آزر ليس والد إبراهيم (ص)الحقيقى لأن والده تارخ وهو كلام ظاهر العوار فلم يذكر الله شيئا من ذلك فى كتابه وإنما تارخ كلام كتاب اليهود المحرف
والاستدلال على مراد الماحوزى بخطأ أخر مخالف لكتاب الله غير مفيد ومضى الماحوزى فى استدلاله على أن المراد بالشهور عند الله لها دلالة أخرى فقال :
"فلو كان المقصود من الشهور المذكورة في الاية هي الشهور الزمانية التي عند البشر لكان حق التعبير أن يكون « إن عدة الشهور اثنا عشر شهرا » فإضافة قيد «عند الله» شاهد على أن المقصود من الشهور ليس التي عندنا وهذا ما نفهمه من هذا القيد في آيات أخر كالايات الاتية :
1 / ( إن الذين عند ربك لا يستكبرون عن عبادته )
2 / ( ما عندكم ينفد وما عند الله باق )
3 / ( فإن استكبروا فالذين عند ربك يسبحون له بالليل والنهار )
4 / ( وإن من شيء إلا عندنا خزائنه وما ننزله إلا بقدر معلوم )
5 / ( وإن يوما عند ربك كألف سنة مما تعدون )
فهذا القيد «عند» في هذه الايات احترازا عن غير الذي أضيف إليه
القرينة الثانية :
التعبير بقوله ( في كتاب الله يوم خلق السماوات والارض ) ومعنى ذلك أن لهذه الشهور تحقق مع خلق السماوات والارض والشهور القمرية متحققة بعد خلق السماوات والارض إذ هي نتاج دوران القمر حول الارض
إن قلت : إن عدة الشهور اثنا عشر شهرا تتألف منها السنون وهذه العدة هي التي في علم الله سبحانه وهي التي أثبتها في كتاب التكوين يوم خلق السماوات والارض واجرى الحركات العامة التي منها حركة الشمس وحركة القمر حول الارض وهي الاصل الثابت في الكون لهذه العدة فمعنى ( في كتاب الله ) أي في علم الله وإذا كان كذلك فلا تحقق عيني واقعي تكويني لهذه الاشهر الزمانية قبل خلق السماوات والارض بل لها تحقق علمي "
وكلام الماحوزى عن أن الشهور القمرية متحققة بعد خلق السماوات والارض لا يصح ولكن كلمة يوم ليس محدد أوله من اخره من وسطه ولكن المقصود فى أول الخلق حتى لا يكون فى الكلام تناقض لأنه تحدث عن زمن وهو يوم وهو الذى يساوى ألف سنة
وتحدث عن وجود كتابين مخطوط ومخلوق وهو ما سماه واقعى وأن المقصود بكتاب الله هو الواقعى فقال :
"قلت : كتاب الله على نمطين :
كتاب تدويني كالصحف والدفاتر التي تضبط فيها المعاني عن طريق خطوط ونقوش تدل عليها وكتاب تكويني واقعي حقيقي
واشير الى الاول بقوله تعالى ( وكتبنا له في الالواح من كل شيء موعظة وتفصيلا لكل شيء ) وقوله ( رسول من الله يتلو صحفا مطهرة فيها كتب قيمة )
واشير الى الثاني بقوله ( وكل شيء احصيناه في امام مبين ) وهذا الاحصاء تكويني واقعي حقيقي فعالم الامكان ـ وما سوى الخالق ـ بأكمله كتاب الله التكويني الواقعي الحقيقي ويسبق هذا الكتاب من حيث الرتبة كتاب علمي تدويني يكون الكتاب التكويني الواقعي مطابقا له مطابقة تامة
والمقصود من « كتاب الله » في الاية الكريمة هو الكتاب التكويني الواقعي لا التدويني العلمي وعليه فيكون للشهور الاثني عشر تحققا خارجيا مع خلق السماوات والارض وهذا التحقق طبعا مطابقا لما في الكتاب التدويني العلمي السابق على خلق السماوات والارض
والشاهد عليه : انه لو كان المقصود منه الكتاب العلمي وأن الاشهر الاثني عشر في علم الله فلم خصص هذا العلم الالهي بيوم خلق السماوات والارض إذ ما من شيء متحقق في عالم الاعيان إلا وهو مسبوق بالعلم الالهي قبل خلق السماوات والارض فلا يكون هناك معنى جديد في الاية فلا فائدة من حصر العلم آنذاك بالأشهر الاثني عشر إذ ما من شيء إلا وهو مسبوق بالعلم الالهي قبل ومع وبعد ذلك اليوم
وبتعبير آخر : صريح الاية أن الاشهر لها تحقق يوم خلق السماوات والارض وظاهرها نفي التحقق قبل ذلك اليوم لمكان التقييد فنسأل أنفسنا هل هذا التحقق تحقق علمي ام عيني إن كان الاول ـ وهو العلمي ـ فيستلزم نسبة الجهل له تعالى قبل ذلك اليوم وهو محال فيتعين الثاني وأن للاشهر الاثني عشر تحقق واقعي عيني يوم خلق الله السماوات والارض
فلو كان المراد من الكتاب المذكور في الاية هو الكتاب العلمي للزم نسبة الجهل إليه تعالى ولكن التالي باطل فالمقدم مثله وإما بيان الملازمة وبطلان التالي فيتضح مما تقدم من الكلام "
قطعا حديث الماحوزى عن كون المقصود الكتاب التكوينى هو خطأ فكل ما عناه الله بكتابه فى القرآن هو الكتاب المخطوط وهو ليس مخطوط بمعنى أن ما فيه هو كتابة خطية فقط وإنما هو تصوير صوت وصورة لأن الشريعة من الكتابات الخطية
وما وصل له الماحوزى هنا ينافى علم السابق بالخلق وما يعملون
وتحدث عن كون الزمن أمر وهمى فقال :
"القرينة الثالثة :
وصف الاشهر الاثني عشر أو الاربعة الحرم بأنها دينا قيما والزمان امر موهوم لاوجود له في الخارج فليس هنالك شيء عيني في الخارج يشار له بالزمان فليس إلا السماوات والارض وحركتهما ومن حركتهما ينتزع الزمان ولذلك عرف الزمان : بانه مقدار الحركة فزمان كل موجود هو حركة ذاته
قال العلامة الطباطبائي: إن التشبث بالزمان لم يقتصر على البحث الفلسفي بل يقيس البشر منذ ايامه الاولى فعالياته ـ التي هي حركات مختلفة ـ بواسطة الزمان فيطبقها على اليوم والشهر والسنة ويتخذ مبدأ للتاريخ أيضا نقيس الحركات الصغيرة نسبيا بقطع اليوم والليلة نظير « من الفجر الى الضحى » « ومن الضحى حتى الغروب » « ومن طلوع نجمة الفجر حتى شروق الشمس »
وقد اتخذ الانسان المتمدن من «الساعة» التي تتطابق حركاتها مع حركة اليوم والليلة اداة لقياس الزمان كالساعة اليدوية والساعة الرملية والساعة الشمسية واخيرا الساعة الاعتيادية واليوم تقاس اصغر الحركات واقصى ما يمكن للحس ضبطه ولم يهدأ الناس العاديون في هذا المجال فهم يقيسون فيما بينهم بفطرتهم الحركات الصغيرة جدا بعضها على بعض ونقوم نحن أيضا بالفطرة احيانا بقياس الحركات الصغيرة « بمقدار شربة ماء » « بمقدار أن تقوم وتقعد » «بمقدار رمشة عين »
عبر التأمل في هذه القياسات نقف على الحقيقة التالية : إن الانسان باستعداده الفطري يتخذ حركة معينة مقياسا بغية تحديد سرعة وبطء وطول وقصر الحركات يقيس الحركة بوحدة الحركة وهي «الزمان» كما يقيس الاطوال بوحدة الطول والوزن بوحدة الوزن وكل شيء بوحدته
وخلاصة : الزمان أمر وهمي منتزع من حركة الاعراض والجواهر فهو مرتبط بالحركة والحركة من لوازم المادة فالمجردات لا حركة لها وما لا حركة له لازمان له "
فالزمن وهو الوقت المقاس بالليل والنهار وغيره أمر واقعى مشهود من خلال حركتى الشمس والقمر فلو كان أمر واقعى فلماذا الأجل المسمى ولماذا نموت طالما لا وجود للزمن ؟
وتحدث عن الدين القيم فقال :
"وعليه : فمن المستحيل أن يكون الزمان «دينا قيما» إذ الدين امر تكويني واقعي عيني ليس مرتبطا بعالم المادة وإنما مرتبط بكل العوالم الامكانية بكافة درجاتها وأصقاعها الوجودية : المادية والمثالية والعقلية وبتعبير آخر عرفاني : الناسوت والملكوت والجبروت واللاهوت
إن قلت : الدين كما يطلق على مجموع ما انزله الله على أنبيائه يطلق على بعضها فالمعنى أن تحريم الاربعة من الشهور القمرية هو الدين الذي يقوم بمصالح العباد كما يشير إليه قوله ( جعل الله الكعبة البيت الحرام قياما للناس والشهر الحرام ) فليس الزمان هو الموصوف بالدين القيم وانما حرمة القتال في الاشهر المحرمة هي الدين القيم أي من الدين القيم تسمية الجزء باسم الكل كتسمية الانسان بالرقبة في قوله تعالى ( فعتق رقبة مؤمنة )
قلت : أولا : ليس قوله تعالى ( ذلك الدين القيم ) راجع فقط الى الاربعة الحرم بل هو ـ كما استظهرناه ـ راجع الى الاشهر الاثني عشر بأكلمها
وثانيا : إطلاق لفظ «الدين» والقصد منه حكما من أحكامه مجاز بحاجة الى قرينة وعلاقة مصححة لهذا الاستعمال المجازي
وتوضيح ذلك ـ على ما ذكر أهل البلاغة والمعاني ـ : أن الالفاظ المستعملة في المعاني إما أن يكون الاستعمال فيها على نحو الحقيقة أو على نحو المجاز
فالاستعمال الحقيقي للفظ : هو استعمال اللفظ فيما وضع له فمثلا العرب وضعت «للحيوان المتفرس» لفظ الاسد فإذا قال الانسان : رأيت أسدا ويقصد به الحيوان المفترس فاستعماله لهذه اللفظة «أسد» استعمالا حقيقيا
والاستعمال المجازي للفظ : هو استعمال اللفظ فيما لم يوضع له فإذا قيل : رأيت أسدا يرمي وقصد من لفظة «أسد» الرجل الشجاع فهذا الاستعمال استعمال مجازي إذ لفظة «الاسد» لم توضع للرجل الشجاع وإنما وضعت للحيوان المفترس
وعليه : فاستعمال الدين والمراد منه بعض أحكامه هو استعمال مجازي والعلاقة المصححة لهذا الاستعمال هي علاقة الكل والجزء باطلاق الكل وارادة الجزء "
وبالطبع ليس ذكر تصحيح ألأشهر الحرم هو الدين القيم ككل وإنما هو واحد من الدين القيم
وتحدث عن كون عالم الامكان هو السموات والأرض فقال :
"تعميق البحث :
عالم الامكان = السماوات والارض:
والمتتبع لايات الذكر الحكيم يحصل له الجزم على أن السماوات والارض تشمل جميع عالم الامكان فجميع ما خلق الله من ذوات مجردة نورانية ومن ذوات لها تعلق بالمادة ومن ذوات مادية لا تتعدى السماوات والارض فالخالق هو الله والمخلوق ما في السماوات والارض وما بينهما والايات الدالة على ذلك كثيرة منها :
1 / قوله تعالى ( الله الذي خلق السماوات والارض ومابينهما في ستة أيام ثم استوى على العرش مالكم من دونه من ولي ولاشفيع أفلا تتذكرون * يدبر الامر بين السماء الى الارض ثم يعرج إليه في يوم كان مقداره ألف سنة مما تعدون )
2 / وقوله تعالى ( ولله يسجد من في السماوات والارض طوعا وكرها )
3 / وقوله تعالى ( إن كل من في السماوات والارض إلا آتي الرحمن عبدا )
وغيرها من الايات الكثيرة جدا الحاصرة لخلق الله بالسماوات والارض ومابينهما وقد ذكر الله سبحانه وتعالى بأن عدد السماوات سبع وكذلك الارض ( الله الذي خلق سبع سماوات ومن الارض مثلهن ) والموجودات النوراينة المجردة اعني الملائكة على درجات وجودية متفاوتة بحسب الكمالات الكامنة في تلك الذوات القدسية فهنالك ملائكة مكلفون بتدبير امره في السماء الدنيا وهنالك ملائكة مكلفون بتدبير امره في السماء الاولى وهنالك ملائكة مكلفون بتدبير أمره في السماء الثانية المشار إليهم في قوله تعالى ( والمدبرات امرا ) وهذا التدبير محكوم بنظام الامر بين الامرين فلا جبر لهذه الذوات المقدسة ولا تفويض إذ لازم الاول الكفر ولازم الثاني الشرك والتوحيد الخالص في الامر بين الامرين
إذ عرفت ذلك : فلهذه الاشهر الاثني عشر تحقق قبل خلق المجردات والموجودات النورية المقدسة وهذا النحو من الوجود لايتلاءم مع الوجود المادي والزمان الوهمي المنتزع من حركة هذا الوجود المادي فقرن الاشهر الاثني عشر مع السماوات والارض دليل صريح على أن هذه الاشهر ليست هي الزمانية التي هي من لوازم العالم المادي الذي لا يتعدى حدوده الارض
وإن شئت قلت : هذه الاشهر الاثني عشر شيء غير السماوات والارض وما بينهما فهو مخلوق ممكن آخر لله تعالى فالوجود منحصر في : الله وهو الوجود الحق والسماوات والارض وما بينهما وفيهما والاشهر الاثني عشر التي هي بين يدي الله يوم خلق السماوات والارض "
والخطاء فى الكلام السابق هو :
الحديث عن كون الملائكة مخلوقة من نور وهو ما يخالف أن كبيرهم السابق هو جنى ومن ثم هم فصيل مختار من الجن كما أن الإنس قصيل مختار من البشر وفى هذا قال " إلا إبليس كان من الجن "
والثانى كون المدبرات هى الملائكة وهو ما يخالف أنها موجودة فى السموات كما قال تعالى :
" وكم من ملك فى السموات"
فهى علاقتها منتهية بالأرض فهى لا تدبر إلا شىء فى السماء وإنما التدبير هو للمخلوقات جميعا من خلال الحكام وهى القوانين التى شرعها الله فيها ولها
والثالث ترتيب خلق المخلوقات فهذا ما د ليل عليه من الكتاب إلا خلق آدم (ص) بعد خلق الجان أبو الجن كما ورد فى سورة الحجر " والجان خلقناه من قبل "
وتحدث عما أسماه العيب ومع هذا الغيب معروف فى قوله :
"وهذا الوجود الثالث خارج عن دائر السماوات والارض وبتعبير قرآني آخر هو « غيب السماوات والارض » أي غيب للسماوات والارض لا غيب في السماوات والارض وهو مخلوق ممكن مقدس نوراني سمي في بعض الكلمات : الحق المخلوق به والنفس الرحماني والنون والقلم والروح الاعظم والوجود المنبسط والحقيقة المحمدية والعلوية المشار إليها في قوله صلى الله عليه واله في الحديث المستفيض « كنت أنا وعليا نورا بين يدي الله تعالى قبل خلق آدم بألفي سنة » وفي رواية « بأربعة عشر ألف سنة » وفي رواية ثالثة « قبل خلق السماوات و الارض » "
والرجل يصدق الروايات رغم تناقضها فعلى ومحمد موجودان قبل الخلق مرة قبل ألفى سنة ومرة قبل 14 ألف ومرة قبل الخلق وكأن الله يناقض نفسه عندما قال على لسان رسوله " قل إنما أنا بشر مثلكم "
فكيف لا يكون بعد المثلية جزء من السموات ولأرض ويكون مخلوقا قبلهم ؟
إنه العبط والهبل أن تلاحظ التناقض ومع هذا تؤمن بما ينتج عنه
ومن انتهى الماحوزى أن الاثنا عشر شهرا ليست ما نعرفه وإنما عيرها فقال :
وعليه : فإذا كانت هذه الاشهر الاثني عشر خارجة ذاتا عن السماوات والارض فهي ليست قطعا الاشهر الزمانية إذ هي داخلة تحت نطاق السماوات والارض فافهم واغتنم ولاتغفل وإياك والتقصير
النتيجة المحصلة:
فمع هذه القرائن والتقيدات الثلاث « عند الله في كتاب الله يوم خلق السماوات والارض الدين القيم » الجزم بأن ظاهر الاية منصرف الى الاشهر الاثني عشر الزمانية القمرية فيه مجازفة بل كما قلنا الجزم بالعدم لا مجازفة فيه وله وجه قوي وصحيح وهو الذي تفرضه هذه القرائن الثلاث "
وتعرض للشهر الحرام فقال :
"وقوله تعالى ( منها أربعة حرم ) لا يشكل قرينة قوية على أن المقصود منها هي الاشهر الزمانية خاصة بتقريب أن الاجماع قائم على وجود أربعة أشهر حرم وهي من الاشهر الزمانية فتكون الاية متعرض فقط للاشهر الزمانية خاصة نعم لو لم تكن تلك القرائن الثلاث لامكن الاعتداد بهذه القرينة وحصر الاشهر الاربعة الحرم وكذا البقية بالأشهر الزمانية خاصة
وكذلك السياق القراني وذكر بعض الاحكام المترتبة على الاشهر الزمانية ليس بدليل قوي على حصر الاشهر في الاية بالأشهر الزمانية اذ الاية الواحدة ـ فضلا عن الايات المتعددة ـ قد يكون أولها في موضوع وأوسطها في موضوع آخر وآخرها في موضوع ثالث كما أشارة الى ذلك الروايات المتعددة "
والكلام هنا محير وأخيرا تحدث عن معناها الحقيقى عنده وهم الأئمة الاثنا عشر فقال :
"حقيقة الاشهر:
والسؤال : إذا لم تكن حقيقة الاشهر الاثني عشر منحصرة بالزمانية او إذا جزمنا بان الاشهر ليس هي الزمانية فما هي حقيقتها وهويتها إذا
والجواب على ذلك ـ بمعونة الاحاديث الواردة عن أهل بيت العصمة وموضع الرسالة ومختلف الملائكة والثقل المخلف في هذه الامة ـ أن المصداق الاتم لهذه الاشهر هم أهل بيت النبوة والسنة هو النبي الخاتم (ص) يشهد لذلك عدة من الاحاديث منها :
1 / النعماني : اخبرنا علي بن الحسين حدثنا محمد بن يحيى العطار حدثنا محمد بن حسان الرازي عن محمد بن علي الكوفي عن ابراهيم بن محمد بن يوسف عن محمد بن عيسى عن محمد بن سنان عن فضيل الرسان عن ابي حمزة الثمالي قال : كنت عند ابي جعفر محمد بن علي الباقر ذات يوم فلما تفرق من كان عنده قال لي : يا ابا حمزة من المحتوم الذي لا تبديل له عند الله قيام قائمنا فمن شك فيما أقول لقي الله وهو به كافر وله جاحد
ثم قال : بأبي أنت وأمي المسمى باسمي والمكنى بكنيتي السابع من بعدي بأبي من يملا الارض قسطا وعدلا كما ملئت ظلما وجورا
ثم قال : يا ابا حمزة من أدركه فلم يسلم له فما سلم لمحمد وعلي وقد حرم الله عليه الجنة ومأواه النار وبئس مثوى الظالمين
وأوضح من هذا ـ بحمد الله ـ وأنور وأبين وأزهر لمن هداه الله وأحسن إليه قول الله عز وجل في محكم كتابه ( إن عدة الشهور عند الله اثنا عشر شهرا في كتاب الله يوم خلق السماوات والارض منها أربعة حرم ذلك الدين القيم فلا تظلموا فيهن انفسكم ) ومعرفة الشهور ـ المحرم وصفر وربيع وما بعده والحرم منها هي : رجب وذو القعدة وذو الحجة والمحرم لا تكون دينا قيما لان اليهود والنصارى والمجوس وسائر الملل والناس جميعا من الموافقين والمخالفين يعرفون هذه الشهور ويعدونها بأسمائها وإنما هم الائمة القوامون بدين الله والحرم منها : أمير المؤمنين علي الذي اشتق الله تعالى له اسما من اسمه العلي كما اشتق لرسول الله )ص) اسما من اسمه المحمود وثلاثة من ولده اسماؤهم : علي بن الحسين وعلي بن موسى وعلي بن محمد فصار لهذا الاسم المشتق من اسم الله عز وجل حرمة به
2 / النعماني : اخبرنا سلامة بن محمد حدثنا ابو الحسن علي بن عمر المعروف بالحاجي حدثنا حمزة بن القاسم العلوي حدثنا جعفر بن محمد الحسني حدثني عبيد بن كثير حدثنا احمد بن موسى الاسدي عن داود بن كثير قال : دخلت على ابي عبدالله جعفر بن محمد بالمدينة فقال لي : ما الذي أبطأ بك عنا ياداود ؟ فقلت : حاجة عرضت بالكوفة
فقال : من خلفت بها ؟ قلت : جعلت فداك خلفت عمك زيدا تركته راكبا على فرس متقلدا مصحفا ينادي بأعلى صوته : سلوني سلوني قبل ان تفقدوني فبين جوانحي علم جم قد عرفت الناسخ من المنسوخ والمثاني والقرآن العظيم وإني العلم بين الله وبينكم
فقال عليه السلام لي : ياداود لقد ذهبت بك المذاهب ثم نادى : ياسماعة بن مهران ائتني بسلة الرطب فأتاه بسلة فيها رطب فتناول منها رطبة فأكلها واستخرج النواة من فيه فغرسها في الارض ففلقت وأنبتت وأطلعت واعذقت فضرب بيده الى بسرة من عذق فشقها واستخرج منها رقا أبيض ففضه ودفعه إلي وقال : اقرأه فقرأته وإذا فيه سطران : الاول : لا إله الا الله محمد رسول الله والثاني : ( إن عدة الشهور عند الله ذلك الدين القيم ) أمير المؤمنين علي بن ابي طالب الحسن بن علي الحسين بن علي علي بن الحسين محمد بن علي جعفر بن محمد موسى بن جعفر علي بن موسى محمد بن علي علي بن محمد الحسن بن علي الخلف الحجة
ثم قال : ياداود اتدري متى كتب هذا في هذا ؟ قلت : الله اعلم ورسوله وأنتم فقال : قبل ان يخلق آدم بألفي عام
3 / الشيخ الطوسي : عن جابر الجعفي قال : سألت ابا جعفر عليه السلام عن تأويل قول الله عز وجل ( إن عدة الشهور فلا تظلموا فيهن انفسكم )
قال : فتنفس سيدي الصعداء ثم قال : ياجابر أما السنة فهي جدي رسول الله (ص) وشهورها اثنا عشر شهرا فهو امير المؤمنين وإلي والى ابني جعفر وابنه موسى وابنه علي وابنه محمد وابنه علي وابنه الحسن وابنه محمد الهادي المهدي اثنا عشر اماما حجج الله في خلقه وامناؤه على وحيه وعلمه والاربعة الحرم الذين هم الدين القيم أربعة يخرجون باسم واحد علي امير المؤمنين وابي على بن الحسين وعلي بن موسى وعلي بن محمد فالاقرار بهؤلاء هو الدين القيم فلا تظلموا فيهن أنفسكم أي قولوا بهم جميعا تهتدوا
وهناك خبر طويل عن ابن سنان عن جعفر بن محمد وسؤال الباقر عليه السلام جابر بن عبدالله الانصاري عن اللوح الذي راه في يد فاطمة الزهراء عليها السلام وفيه ذكر اسمائهم عليهم السلام وذكر الاية الكريمة تطبيقا عليهم
4 / المفيد : حدثنا الصدوق حدثنا محمد بن موسى بن المتوكل عن محمد بن ابي عبدالله الكوفي عن موسى بن عمران عن عمه الحسين بن يزيد عن علي بن سالم عن ابيه علن سالم بن دينار عن سعد بن طريف عن الاصبغ بن نباتة قال : سمعت ابن عباس يقول : قال رسول الله (ص) : ذكر الله عز وجل عبادة وذكري عبادة وذكر علي عبادة وذكر الائمة من ولده عبادة والذي بعثني بالنبوة وجعلني خير البرية إن وصي لافضل الاوصياء وإنه لحجة الله على عباده وخليفته على خلقه ومن ولده الائمة الهداة بعدي بهم يحبس الله عن أهل الارض وبهم يمسك السماء ان تقع على الارض إلا بإذنه وبهم يمسك السماء ان تميد بهم وبهم يسقى خلقه الغيث وبهم يخرج النبات أولئك أولياء الله حقا وخلفاؤه صدقا عدتهم عدة الشهور وهي اثنا عشر شهرا وعدتهم عدة نقباء موسى بن عمران عليه السلام ثم تلا هذه الاية ( والسماء ذات البروج ) ثم قال : اتقدر ـ يابن عباس ـ أن الله يقسم بالسماء ذات البروج ويعني به السماء وبروجها ؟ قلت : يا رسول الله فما ذاك قال : اما السماء فأنا واما البروج فالائمة بعدي أولهم علي وآخرهم المهدي
كما أن القرائن الموجودة في الاية الكريمة « عند الله في كتاب الله يوم خلق السماوات والارض الدين القيم » كلها تنطبق على أهل البيت فعند الله إشارة الى تقدمهم النوري المقدس على سائر الممكنات والمخلوقات وفي كتاب الله يوم خلق السماوات والارض اشارة الى اشهادهم خلق السماوات والارض وليس الدين القيم إلا هم وبهم تمامه وكماله
تقدمهم النوري
يدل على القرينة الاولى عدة من الروايات ذكرنا في « قل إنما أنا بشر مثلكم » أكثر من خمسة وثلاثين رواية عن المشايخ الثلاثة فقط : الكليني الصدوق الطوسي نتبرك بذكر أربع روايات رواها ثقة الاسلام الكليني قدس سره ومن أراد البقية فعلية بالكتاب المزبور
1 / ففي صحيحة ابي حمزة الثمالي قال : سمعت علي بن الحسين يقول : إن الله خلق محمدا وعليا وأحد عشر من ولده من نور عظمته فأقامهم أشباحا في ضياء نوره يعبدونه قبل خلق الخلق يسبحون الله ويقدسونه وهو الائمة من ولد رسول الله (ص)
2 / وفي صحيحة إسحاق بن غالب عن أبي عبدالله في خطبة له يذكر فيها حال الائمة وصفاتهم : فالامام هو المنتجب المرتضى والهادي المنتجى والقائم المرتجى اصطفاه الله بذلك واصطنعه على عينه في الذر حين ذرأه وفي البرية حين برأه ظلا قبل خلق نسمة عن يمين عرشه محبوا بالحكمة في علم الغيب عنده اختاره بعلمه وانتجبه لطهره الحديث
3 / وعن احمد بن على بن محمد بن عبدالله بن عمر بن علي بن ابي طالب عن ابي عبدالله قال : إن الله كان إذ لا كان فخلق الكان والمكان وخلق نور الانوار الذي نورت منه الانوار واجرى فيه من نوره الذي نورت منه الانوار وهو النور الذي خلق منه محمدا وعليا فلم يزالا نورين أولين إذ لا شيء كون قبلهما فلم يزالا يجريان طاهرين مطهرين في الاصلاب الطاهرة حتى تفرقا في اطهر طاهرين في عبدالله وأبي طالب
4 / وعن محمد بن مروان عن أبي عبدالله قال : سمعته يقول : إن الله خلقنا من نور عظمته ثم صور خلقنا من طينة مخزونة مكنونة من تحت العرش فأسكن ذلك النور فيه فكنا نحن خلقا وبشرا نورانيين لم يجعل لاحد في مثل خلقنا منه نصيبا
وهنالك حديث مشهور بين العامة والخاصة نصه « كنت أنا وعلي بن ابي طالب نورا بين يدي الله تعالى قبل أن يخلق آدم بأربعة الاف عام فلما خلق آدم قسم ذلك النور جزئين فجزء أنا وجزء علي»
إشهادهم خلق السماوات والارض
ويدل على القرينة الثانية عدة من الروايات نكتفي برواية رواها ثقة الاسلام الكليني بسنده عن محمد بن سنان قال : كنت عند ابي جعفر الثاني عليه السلام فأجريت اختلاف الشيعة فقال : يامحمد إن الله تبارك وتعالى لم يزل متفردا بوحدانيته ثم خلق محمدا وعليا وفاطمة فمكثوا ألف دهر ثم خلق جميع الاشياء فأشهدهم خلقها وأجرى طاعتهم عليها وفوض أمورها إليهم فهم يحلون ما يشاؤون ويحرمون ما يشاؤون ولن يشاؤوا إلا ان يشاء الله تبارك وتعالى ثم قال : يامحمد هذه الديانة التي من تقدمها مرق ومن تخلف عنها محق ومن لزمها لحق خذها إليك يامحمد
فالاشهر الزمانية ماهي إلا طورا من أطوارهم وحركة من حركاتهم وتجلي من تجلياتهم وأثر من آثارهم وفعلا من أفعالهم
منشأ التسمية بالأشهر
الشهر من الاشهار فشهر سيفه أي ابرزه وشهرته بين الناس أي ابرزته وسمي أهل البيت بالأشهر لان الله أشهر فضلهم فهم أول من نوه الله باسمائهم لما خلق السماوات والارض والى هذا اشارة الروايات نكتفي بروايتين
الاولى : رواية يونس بن يعقوب عن سنان بن طريف عن ابي عبدالله قال : إنا أول أهل بيت نوه الله بأسمائنا أنه لما خلق السماوات والارض أمر مناديا فنادى : أشهد أن لا إله الله ثلاثا أشهد أن محمدا رسول الله ثلاثا أشهد أن عليا أمير المؤمنين حقا ثلاثا ; والتنويه هو الاشهار والتعريف فنوه به أي شهره وعرفه
الثانية : رواية ابي الصلت الهروي عن الرضا عن آبائه عليهم السلام عن علي عليه السلام قال : قال رسول الله (ص) : ماخلق الله خلقا أفضل مني ولا أكرم عليه مني يا علي لولا نحن ماخلق الله آدم ولا حوا ولا الجنة ولا النار ولا السماء ولا الارض وكيف لا نكون أفضل من الملائكة وقد سبقناهم الى التوحيد ومعرفة ربنا عز وجل وتسبيحه وتقديسه وتهليله لان أول ما خلق الله عز وجل أرواحنا فأنطقنا بتوحيده وتمجيده ثم خلق الملائكة فلما شاهدوا أرواحنا نورا واحدا استعظموا أمرنا فسبحنا لتعلم الملائكة أنا خلق مخلوقون وانه منزه عن صفاتنا فسبحت الملائكة لتسبيحنا نزعته عن صفاتنا فلما شاهدوا عظم شأننا هللنا لتعلم الملائكة أن لاإله الا الله فلما شاهدوا كبر محلنا كبرنا الله لتعلم الملائكة أن الله أكبر من ان ينال او انه عظيم المحل فبنا اهتدوا الى معرفة الله تعالى وتسبيحه وتهليله وتحميده "
وكل الكلام السابق كذب للتالى :
أولا لا وجود لأولاد الرسول المزعومين لقوله تعالى :
" ما كان محمد أبا أحد من رجالكم "
فنسب محمد بنات وقد متن وليس له عقب من الولد والأولاد ينسبون أبيهم كما قال تعالى :
" ادعوهم لآباءهم "
فكيف يتم نسبة أولا غيره له ؟
ثانيا لا يمكن أن تتوافق آيات القرآن مع ما قصده الماحوزى وغيره فهنا الأشهر الحرم مرتبطة بالحج كما قال تعالى :
" الحج أشهر معلومات "
فهل يتم الحج للأئمة أم للكعبة ؟
وكيف يتم عدم القتال فى الأئمة الاثنا عشر وقد ماتوا كما قال تعالى :
" يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُحِلُّوا شَعَائِرَ اللَّهِ وَلَا الشَّهْرَ الْحَرَامَ"
وكيف يكون الشهر الحرام بالشهر الحرام كما قال تعالى :
"الشَّهْرُ الْحَرَامُ بِالشَّهْرِ الْحَرَامِ وَالْحُرُمَاتُ قِصَاصٌ فَمَنِ اعْتَدَىٰ عَلَيْكُمْ فَاعْتَدُوا عَلَيْهِ بِمِثْلِ مَا اعْتَدَىٰ عَلَيْكُمْ"
فهنا عدوان ورد عدوان والجماعة ماتوا وما زال العدوان موجودا ورد العدوان موجودا
صاحب المحاضرة أحمد الماحوزي والمحاضرة تدور حول تفسير آية عدة الشهور وقد استهلت المحاضرة بالآية قم بين معنى الأشهر الحرم فقال :
"( إن عدة الشهور عند الله اثنا عشر شهرا في كتاب الله يوم خلق السماوات والارض منها أربعة حرم ذلك الدين القيم فلا تظلموا فيهن أنفسكم وقاتلوا المشركين كافة كما يقاتلونكم كافة واعلموا ان الله مع المتقين )
ذكر أكثر المفسرين ـ إن لم يكن كلهم ـ أن المقصود من الاشهر في الاية الكريمة هي الاشهر الزمانية القمرية التي تتألف منها السنون والتي لها أصل ثابت في الحس بتشكلات القمر بالنسبة لأهل الارض
وشاهدهم على ذلك قوله تعالى ( منها أربعة حرم ) والضرورة الفقهية قائمة على أن حرمة القتال إنما هو في الاشهر الحرم القمرية وهي : رجب شوال ذو القعدة ذو الحجة دون الاشهر الشمسية
وعليه : ففي الاية اخبار من الله سبحانه وتعالى على ان عدة الشهور اثنا عشر شهرا منها أربعة حرم وسميت حرما لحرمة القتال فيها والى ذلك أشار تعالى بقوله في نفس السورة ( فإذا انسلخ الاشهر الحرم فاقتلوا المشركين حيث وجدتموهم وخذوهم واحصروهم واقعدوا لهم كل مرصد فإن تابوا وأقاموا الصلاة وءاتوا الزكاة فخلوا سبيلهم إن الله غفور رحيم ) "
وتفسير الأشهر الحرم بكون رجب غير المتوالى معهم يعارض أنهم أربعة أشهر متوالية كما قال تعالى :
" فسيحوا فى الأرض أربعة أشهر"
وتحدث الماحوزى عن كون الأشهر القمرية هى المقصودة أم أشهر أخرى فقال :
"وتحريم القتال في هذه الاشهر الحرم هو الدين المستقيم دين ابراهيم واسماعيل وكانت العرب قد تمسكت به وراثة منهما وكانوا يعظمون الأشهر الحرم ويحرمون القتال فيها حتى لو لقى الرجل قاتل أبيه أو أخيه لم يقتله وإطلاق «الدين القيم» على هذا الحكم المرتبط بالاحكام الفرعية من باب تسمية الجزء باسم الكل كقوله تعالى ( يجعلون أصابعهم في آذانهم ) ومن الواضح أن الذي يجعل في الاذن إنما هو جزء من الاصبع وهي الانملة منه لا الاصبع بأكلمه
والمطلوب من العباد عدم ظلم النفس في هذه الاشهر الاثني عشر بصورة عامة وفي الاربعة الحرم بصورة خاصة ومؤكدة وظلم النفس يشمل كل معصية ومنها القتال في الاشهر الحرم
والسؤال المطروح : هل ماذكره هؤلاء المفسرين بيانا لمعنى الاية ـ من كون المقصود من الاشهر الاثني عشر هي الاشهر الزمانية القمرية ـ هو ظاهر الاية المنحصر أم انه هناك ظهور أقوى تناولا مما ذكروه وبتعبير آخر هل ما ذكره المفسرون هو تمام مفاد الاية أم أنه يمكن أن يستحصل من ظاهر الاية مفادا آخرا هو أقرب مما ذكروه ؟"
ويجيب الماحوزى بأن شهور البشر غير شهور الله بقوله :
"بالتأمل الظاهري في ألفاظ الاية الكريمة وما فيها من قيود يمكن أن يستحصل مفادا آخرا للاية الكريمة بل يمكن ان يقال بكون المراد من الاشهر الاثني عشر ليست هي الزمانية القمرية والجزم بذلك ليس فيه شائبة المجازفة وله دليله الواضح الجلي ويشهد له عدة من القرائن والقيود اللفظية المذكورة في الاية الكريمة وهي :
القرينة الاولى :
تقييد الشهور بأنها «عند الله» احترازا عن الشهور التي هي عند البشر فجيء في الاية بهذا القيد لكي لاينصرف الذهن الى الاشهر المأنوسة لدى الناس وهي الاشهر الزمانية القمرية والاصل في القيود ـ كما في أصول الفقه ـ الاحترازية ويكون توضيحيا مع القرينة الظاهرة على ذلك
ولا يوجد في القرآن الكريم قيد توضيحي فجميع القيود اللفظية المذكورة في القرآن الكريم احترازية حتى مثل قوله تعالى ( واذ قال ابراهيم لابيه آزر أتتخذ أصناما آلهة ) فتقييد «لابيه» بـ «آزر» حتى لا يتوهم أن المقصود من أبيه هو أبيه الذي هو من صلبه واسمه «تارخ» إذ الاجماع بين الامامية قائم على أن آباء الانبياء من الصلب لا يمكن ان يكونوا من المشركين وآزر هو عم ابراهيم كما في بعض الروايات الوارد عن أهل البيت"
والخطأ فى كلام الماحوزى هو القول أن آزر ليس والد إبراهيم (ص)الحقيقى لأن والده تارخ وهو كلام ظاهر العوار فلم يذكر الله شيئا من ذلك فى كتابه وإنما تارخ كلام كتاب اليهود المحرف
والاستدلال على مراد الماحوزى بخطأ أخر مخالف لكتاب الله غير مفيد ومضى الماحوزى فى استدلاله على أن المراد بالشهور عند الله لها دلالة أخرى فقال :
"فلو كان المقصود من الشهور المذكورة في الاية هي الشهور الزمانية التي عند البشر لكان حق التعبير أن يكون « إن عدة الشهور اثنا عشر شهرا » فإضافة قيد «عند الله» شاهد على أن المقصود من الشهور ليس التي عندنا وهذا ما نفهمه من هذا القيد في آيات أخر كالايات الاتية :
1 / ( إن الذين عند ربك لا يستكبرون عن عبادته )
2 / ( ما عندكم ينفد وما عند الله باق )
3 / ( فإن استكبروا فالذين عند ربك يسبحون له بالليل والنهار )
4 / ( وإن من شيء إلا عندنا خزائنه وما ننزله إلا بقدر معلوم )
5 / ( وإن يوما عند ربك كألف سنة مما تعدون )
فهذا القيد «عند» في هذه الايات احترازا عن غير الذي أضيف إليه
القرينة الثانية :
التعبير بقوله ( في كتاب الله يوم خلق السماوات والارض ) ومعنى ذلك أن لهذه الشهور تحقق مع خلق السماوات والارض والشهور القمرية متحققة بعد خلق السماوات والارض إذ هي نتاج دوران القمر حول الارض
إن قلت : إن عدة الشهور اثنا عشر شهرا تتألف منها السنون وهذه العدة هي التي في علم الله سبحانه وهي التي أثبتها في كتاب التكوين يوم خلق السماوات والارض واجرى الحركات العامة التي منها حركة الشمس وحركة القمر حول الارض وهي الاصل الثابت في الكون لهذه العدة فمعنى ( في كتاب الله ) أي في علم الله وإذا كان كذلك فلا تحقق عيني واقعي تكويني لهذه الاشهر الزمانية قبل خلق السماوات والارض بل لها تحقق علمي "
وكلام الماحوزى عن أن الشهور القمرية متحققة بعد خلق السماوات والارض لا يصح ولكن كلمة يوم ليس محدد أوله من اخره من وسطه ولكن المقصود فى أول الخلق حتى لا يكون فى الكلام تناقض لأنه تحدث عن زمن وهو يوم وهو الذى يساوى ألف سنة
وتحدث عن وجود كتابين مخطوط ومخلوق وهو ما سماه واقعى وأن المقصود بكتاب الله هو الواقعى فقال :
"قلت : كتاب الله على نمطين :
كتاب تدويني كالصحف والدفاتر التي تضبط فيها المعاني عن طريق خطوط ونقوش تدل عليها وكتاب تكويني واقعي حقيقي
واشير الى الاول بقوله تعالى ( وكتبنا له في الالواح من كل شيء موعظة وتفصيلا لكل شيء ) وقوله ( رسول من الله يتلو صحفا مطهرة فيها كتب قيمة )
واشير الى الثاني بقوله ( وكل شيء احصيناه في امام مبين ) وهذا الاحصاء تكويني واقعي حقيقي فعالم الامكان ـ وما سوى الخالق ـ بأكمله كتاب الله التكويني الواقعي الحقيقي ويسبق هذا الكتاب من حيث الرتبة كتاب علمي تدويني يكون الكتاب التكويني الواقعي مطابقا له مطابقة تامة
والمقصود من « كتاب الله » في الاية الكريمة هو الكتاب التكويني الواقعي لا التدويني العلمي وعليه فيكون للشهور الاثني عشر تحققا خارجيا مع خلق السماوات والارض وهذا التحقق طبعا مطابقا لما في الكتاب التدويني العلمي السابق على خلق السماوات والارض
والشاهد عليه : انه لو كان المقصود منه الكتاب العلمي وأن الاشهر الاثني عشر في علم الله فلم خصص هذا العلم الالهي بيوم خلق السماوات والارض إذ ما من شيء متحقق في عالم الاعيان إلا وهو مسبوق بالعلم الالهي قبل خلق السماوات والارض فلا يكون هناك معنى جديد في الاية فلا فائدة من حصر العلم آنذاك بالأشهر الاثني عشر إذ ما من شيء إلا وهو مسبوق بالعلم الالهي قبل ومع وبعد ذلك اليوم
وبتعبير آخر : صريح الاية أن الاشهر لها تحقق يوم خلق السماوات والارض وظاهرها نفي التحقق قبل ذلك اليوم لمكان التقييد فنسأل أنفسنا هل هذا التحقق تحقق علمي ام عيني إن كان الاول ـ وهو العلمي ـ فيستلزم نسبة الجهل له تعالى قبل ذلك اليوم وهو محال فيتعين الثاني وأن للاشهر الاثني عشر تحقق واقعي عيني يوم خلق الله السماوات والارض
فلو كان المراد من الكتاب المذكور في الاية هو الكتاب العلمي للزم نسبة الجهل إليه تعالى ولكن التالي باطل فالمقدم مثله وإما بيان الملازمة وبطلان التالي فيتضح مما تقدم من الكلام "
قطعا حديث الماحوزى عن كون المقصود الكتاب التكوينى هو خطأ فكل ما عناه الله بكتابه فى القرآن هو الكتاب المخطوط وهو ليس مخطوط بمعنى أن ما فيه هو كتابة خطية فقط وإنما هو تصوير صوت وصورة لأن الشريعة من الكتابات الخطية
وما وصل له الماحوزى هنا ينافى علم السابق بالخلق وما يعملون
وتحدث عن كون الزمن أمر وهمى فقال :
"القرينة الثالثة :
وصف الاشهر الاثني عشر أو الاربعة الحرم بأنها دينا قيما والزمان امر موهوم لاوجود له في الخارج فليس هنالك شيء عيني في الخارج يشار له بالزمان فليس إلا السماوات والارض وحركتهما ومن حركتهما ينتزع الزمان ولذلك عرف الزمان : بانه مقدار الحركة فزمان كل موجود هو حركة ذاته
قال العلامة الطباطبائي: إن التشبث بالزمان لم يقتصر على البحث الفلسفي بل يقيس البشر منذ ايامه الاولى فعالياته ـ التي هي حركات مختلفة ـ بواسطة الزمان فيطبقها على اليوم والشهر والسنة ويتخذ مبدأ للتاريخ أيضا نقيس الحركات الصغيرة نسبيا بقطع اليوم والليلة نظير « من الفجر الى الضحى » « ومن الضحى حتى الغروب » « ومن طلوع نجمة الفجر حتى شروق الشمس »
وقد اتخذ الانسان المتمدن من «الساعة» التي تتطابق حركاتها مع حركة اليوم والليلة اداة لقياس الزمان كالساعة اليدوية والساعة الرملية والساعة الشمسية واخيرا الساعة الاعتيادية واليوم تقاس اصغر الحركات واقصى ما يمكن للحس ضبطه ولم يهدأ الناس العاديون في هذا المجال فهم يقيسون فيما بينهم بفطرتهم الحركات الصغيرة جدا بعضها على بعض ونقوم نحن أيضا بالفطرة احيانا بقياس الحركات الصغيرة « بمقدار شربة ماء » « بمقدار أن تقوم وتقعد » «بمقدار رمشة عين »
عبر التأمل في هذه القياسات نقف على الحقيقة التالية : إن الانسان باستعداده الفطري يتخذ حركة معينة مقياسا بغية تحديد سرعة وبطء وطول وقصر الحركات يقيس الحركة بوحدة الحركة وهي «الزمان» كما يقيس الاطوال بوحدة الطول والوزن بوحدة الوزن وكل شيء بوحدته
وخلاصة : الزمان أمر وهمي منتزع من حركة الاعراض والجواهر فهو مرتبط بالحركة والحركة من لوازم المادة فالمجردات لا حركة لها وما لا حركة له لازمان له "
فالزمن وهو الوقت المقاس بالليل والنهار وغيره أمر واقعى مشهود من خلال حركتى الشمس والقمر فلو كان أمر واقعى فلماذا الأجل المسمى ولماذا نموت طالما لا وجود للزمن ؟
وتحدث عن الدين القيم فقال :
"وعليه : فمن المستحيل أن يكون الزمان «دينا قيما» إذ الدين امر تكويني واقعي عيني ليس مرتبطا بعالم المادة وإنما مرتبط بكل العوالم الامكانية بكافة درجاتها وأصقاعها الوجودية : المادية والمثالية والعقلية وبتعبير آخر عرفاني : الناسوت والملكوت والجبروت واللاهوت
إن قلت : الدين كما يطلق على مجموع ما انزله الله على أنبيائه يطلق على بعضها فالمعنى أن تحريم الاربعة من الشهور القمرية هو الدين الذي يقوم بمصالح العباد كما يشير إليه قوله ( جعل الله الكعبة البيت الحرام قياما للناس والشهر الحرام ) فليس الزمان هو الموصوف بالدين القيم وانما حرمة القتال في الاشهر المحرمة هي الدين القيم أي من الدين القيم تسمية الجزء باسم الكل كتسمية الانسان بالرقبة في قوله تعالى ( فعتق رقبة مؤمنة )
قلت : أولا : ليس قوله تعالى ( ذلك الدين القيم ) راجع فقط الى الاربعة الحرم بل هو ـ كما استظهرناه ـ راجع الى الاشهر الاثني عشر بأكلمها
وثانيا : إطلاق لفظ «الدين» والقصد منه حكما من أحكامه مجاز بحاجة الى قرينة وعلاقة مصححة لهذا الاستعمال المجازي
وتوضيح ذلك ـ على ما ذكر أهل البلاغة والمعاني ـ : أن الالفاظ المستعملة في المعاني إما أن يكون الاستعمال فيها على نحو الحقيقة أو على نحو المجاز
فالاستعمال الحقيقي للفظ : هو استعمال اللفظ فيما وضع له فمثلا العرب وضعت «للحيوان المتفرس» لفظ الاسد فإذا قال الانسان : رأيت أسدا ويقصد به الحيوان المفترس فاستعماله لهذه اللفظة «أسد» استعمالا حقيقيا
والاستعمال المجازي للفظ : هو استعمال اللفظ فيما لم يوضع له فإذا قيل : رأيت أسدا يرمي وقصد من لفظة «أسد» الرجل الشجاع فهذا الاستعمال استعمال مجازي إذ لفظة «الاسد» لم توضع للرجل الشجاع وإنما وضعت للحيوان المفترس
وعليه : فاستعمال الدين والمراد منه بعض أحكامه هو استعمال مجازي والعلاقة المصححة لهذا الاستعمال هي علاقة الكل والجزء باطلاق الكل وارادة الجزء "
وبالطبع ليس ذكر تصحيح ألأشهر الحرم هو الدين القيم ككل وإنما هو واحد من الدين القيم
وتحدث عن كون عالم الامكان هو السموات والأرض فقال :
"تعميق البحث :
عالم الامكان = السماوات والارض:
والمتتبع لايات الذكر الحكيم يحصل له الجزم على أن السماوات والارض تشمل جميع عالم الامكان فجميع ما خلق الله من ذوات مجردة نورانية ومن ذوات لها تعلق بالمادة ومن ذوات مادية لا تتعدى السماوات والارض فالخالق هو الله والمخلوق ما في السماوات والارض وما بينهما والايات الدالة على ذلك كثيرة منها :
1 / قوله تعالى ( الله الذي خلق السماوات والارض ومابينهما في ستة أيام ثم استوى على العرش مالكم من دونه من ولي ولاشفيع أفلا تتذكرون * يدبر الامر بين السماء الى الارض ثم يعرج إليه في يوم كان مقداره ألف سنة مما تعدون )
2 / وقوله تعالى ( ولله يسجد من في السماوات والارض طوعا وكرها )
3 / وقوله تعالى ( إن كل من في السماوات والارض إلا آتي الرحمن عبدا )
وغيرها من الايات الكثيرة جدا الحاصرة لخلق الله بالسماوات والارض ومابينهما وقد ذكر الله سبحانه وتعالى بأن عدد السماوات سبع وكذلك الارض ( الله الذي خلق سبع سماوات ومن الارض مثلهن ) والموجودات النوراينة المجردة اعني الملائكة على درجات وجودية متفاوتة بحسب الكمالات الكامنة في تلك الذوات القدسية فهنالك ملائكة مكلفون بتدبير امره في السماء الدنيا وهنالك ملائكة مكلفون بتدبير امره في السماء الاولى وهنالك ملائكة مكلفون بتدبير أمره في السماء الثانية المشار إليهم في قوله تعالى ( والمدبرات امرا ) وهذا التدبير محكوم بنظام الامر بين الامرين فلا جبر لهذه الذوات المقدسة ولا تفويض إذ لازم الاول الكفر ولازم الثاني الشرك والتوحيد الخالص في الامر بين الامرين
إذ عرفت ذلك : فلهذه الاشهر الاثني عشر تحقق قبل خلق المجردات والموجودات النورية المقدسة وهذا النحو من الوجود لايتلاءم مع الوجود المادي والزمان الوهمي المنتزع من حركة هذا الوجود المادي فقرن الاشهر الاثني عشر مع السماوات والارض دليل صريح على أن هذه الاشهر ليست هي الزمانية التي هي من لوازم العالم المادي الذي لا يتعدى حدوده الارض
وإن شئت قلت : هذه الاشهر الاثني عشر شيء غير السماوات والارض وما بينهما فهو مخلوق ممكن آخر لله تعالى فالوجود منحصر في : الله وهو الوجود الحق والسماوات والارض وما بينهما وفيهما والاشهر الاثني عشر التي هي بين يدي الله يوم خلق السماوات والارض "
والخطاء فى الكلام السابق هو :
الحديث عن كون الملائكة مخلوقة من نور وهو ما يخالف أن كبيرهم السابق هو جنى ومن ثم هم فصيل مختار من الجن كما أن الإنس قصيل مختار من البشر وفى هذا قال " إلا إبليس كان من الجن "
والثانى كون المدبرات هى الملائكة وهو ما يخالف أنها موجودة فى السموات كما قال تعالى :
" وكم من ملك فى السموات"
فهى علاقتها منتهية بالأرض فهى لا تدبر إلا شىء فى السماء وإنما التدبير هو للمخلوقات جميعا من خلال الحكام وهى القوانين التى شرعها الله فيها ولها
والثالث ترتيب خلق المخلوقات فهذا ما د ليل عليه من الكتاب إلا خلق آدم (ص) بعد خلق الجان أبو الجن كما ورد فى سورة الحجر " والجان خلقناه من قبل "
وتحدث عما أسماه العيب ومع هذا الغيب معروف فى قوله :
"وهذا الوجود الثالث خارج عن دائر السماوات والارض وبتعبير قرآني آخر هو « غيب السماوات والارض » أي غيب للسماوات والارض لا غيب في السماوات والارض وهو مخلوق ممكن مقدس نوراني سمي في بعض الكلمات : الحق المخلوق به والنفس الرحماني والنون والقلم والروح الاعظم والوجود المنبسط والحقيقة المحمدية والعلوية المشار إليها في قوله صلى الله عليه واله في الحديث المستفيض « كنت أنا وعليا نورا بين يدي الله تعالى قبل خلق آدم بألفي سنة » وفي رواية « بأربعة عشر ألف سنة » وفي رواية ثالثة « قبل خلق السماوات و الارض » "
والرجل يصدق الروايات رغم تناقضها فعلى ومحمد موجودان قبل الخلق مرة قبل ألفى سنة ومرة قبل 14 ألف ومرة قبل الخلق وكأن الله يناقض نفسه عندما قال على لسان رسوله " قل إنما أنا بشر مثلكم "
فكيف لا يكون بعد المثلية جزء من السموات ولأرض ويكون مخلوقا قبلهم ؟
إنه العبط والهبل أن تلاحظ التناقض ومع هذا تؤمن بما ينتج عنه
ومن انتهى الماحوزى أن الاثنا عشر شهرا ليست ما نعرفه وإنما عيرها فقال :
وعليه : فإذا كانت هذه الاشهر الاثني عشر خارجة ذاتا عن السماوات والارض فهي ليست قطعا الاشهر الزمانية إذ هي داخلة تحت نطاق السماوات والارض فافهم واغتنم ولاتغفل وإياك والتقصير
النتيجة المحصلة:
فمع هذه القرائن والتقيدات الثلاث « عند الله في كتاب الله يوم خلق السماوات والارض الدين القيم » الجزم بأن ظاهر الاية منصرف الى الاشهر الاثني عشر الزمانية القمرية فيه مجازفة بل كما قلنا الجزم بالعدم لا مجازفة فيه وله وجه قوي وصحيح وهو الذي تفرضه هذه القرائن الثلاث "
وتعرض للشهر الحرام فقال :
"وقوله تعالى ( منها أربعة حرم ) لا يشكل قرينة قوية على أن المقصود منها هي الاشهر الزمانية خاصة بتقريب أن الاجماع قائم على وجود أربعة أشهر حرم وهي من الاشهر الزمانية فتكون الاية متعرض فقط للاشهر الزمانية خاصة نعم لو لم تكن تلك القرائن الثلاث لامكن الاعتداد بهذه القرينة وحصر الاشهر الاربعة الحرم وكذا البقية بالأشهر الزمانية خاصة
وكذلك السياق القراني وذكر بعض الاحكام المترتبة على الاشهر الزمانية ليس بدليل قوي على حصر الاشهر في الاية بالأشهر الزمانية اذ الاية الواحدة ـ فضلا عن الايات المتعددة ـ قد يكون أولها في موضوع وأوسطها في موضوع آخر وآخرها في موضوع ثالث كما أشارة الى ذلك الروايات المتعددة "
والكلام هنا محير وأخيرا تحدث عن معناها الحقيقى عنده وهم الأئمة الاثنا عشر فقال :
"حقيقة الاشهر:
والسؤال : إذا لم تكن حقيقة الاشهر الاثني عشر منحصرة بالزمانية او إذا جزمنا بان الاشهر ليس هي الزمانية فما هي حقيقتها وهويتها إذا
والجواب على ذلك ـ بمعونة الاحاديث الواردة عن أهل بيت العصمة وموضع الرسالة ومختلف الملائكة والثقل المخلف في هذه الامة ـ أن المصداق الاتم لهذه الاشهر هم أهل بيت النبوة والسنة هو النبي الخاتم (ص) يشهد لذلك عدة من الاحاديث منها :
1 / النعماني : اخبرنا علي بن الحسين حدثنا محمد بن يحيى العطار حدثنا محمد بن حسان الرازي عن محمد بن علي الكوفي عن ابراهيم بن محمد بن يوسف عن محمد بن عيسى عن محمد بن سنان عن فضيل الرسان عن ابي حمزة الثمالي قال : كنت عند ابي جعفر محمد بن علي الباقر ذات يوم فلما تفرق من كان عنده قال لي : يا ابا حمزة من المحتوم الذي لا تبديل له عند الله قيام قائمنا فمن شك فيما أقول لقي الله وهو به كافر وله جاحد
ثم قال : بأبي أنت وأمي المسمى باسمي والمكنى بكنيتي السابع من بعدي بأبي من يملا الارض قسطا وعدلا كما ملئت ظلما وجورا
ثم قال : يا ابا حمزة من أدركه فلم يسلم له فما سلم لمحمد وعلي وقد حرم الله عليه الجنة ومأواه النار وبئس مثوى الظالمين
وأوضح من هذا ـ بحمد الله ـ وأنور وأبين وأزهر لمن هداه الله وأحسن إليه قول الله عز وجل في محكم كتابه ( إن عدة الشهور عند الله اثنا عشر شهرا في كتاب الله يوم خلق السماوات والارض منها أربعة حرم ذلك الدين القيم فلا تظلموا فيهن انفسكم ) ومعرفة الشهور ـ المحرم وصفر وربيع وما بعده والحرم منها هي : رجب وذو القعدة وذو الحجة والمحرم لا تكون دينا قيما لان اليهود والنصارى والمجوس وسائر الملل والناس جميعا من الموافقين والمخالفين يعرفون هذه الشهور ويعدونها بأسمائها وإنما هم الائمة القوامون بدين الله والحرم منها : أمير المؤمنين علي الذي اشتق الله تعالى له اسما من اسمه العلي كما اشتق لرسول الله )ص) اسما من اسمه المحمود وثلاثة من ولده اسماؤهم : علي بن الحسين وعلي بن موسى وعلي بن محمد فصار لهذا الاسم المشتق من اسم الله عز وجل حرمة به
2 / النعماني : اخبرنا سلامة بن محمد حدثنا ابو الحسن علي بن عمر المعروف بالحاجي حدثنا حمزة بن القاسم العلوي حدثنا جعفر بن محمد الحسني حدثني عبيد بن كثير حدثنا احمد بن موسى الاسدي عن داود بن كثير قال : دخلت على ابي عبدالله جعفر بن محمد بالمدينة فقال لي : ما الذي أبطأ بك عنا ياداود ؟ فقلت : حاجة عرضت بالكوفة
فقال : من خلفت بها ؟ قلت : جعلت فداك خلفت عمك زيدا تركته راكبا على فرس متقلدا مصحفا ينادي بأعلى صوته : سلوني سلوني قبل ان تفقدوني فبين جوانحي علم جم قد عرفت الناسخ من المنسوخ والمثاني والقرآن العظيم وإني العلم بين الله وبينكم
فقال عليه السلام لي : ياداود لقد ذهبت بك المذاهب ثم نادى : ياسماعة بن مهران ائتني بسلة الرطب فأتاه بسلة فيها رطب فتناول منها رطبة فأكلها واستخرج النواة من فيه فغرسها في الارض ففلقت وأنبتت وأطلعت واعذقت فضرب بيده الى بسرة من عذق فشقها واستخرج منها رقا أبيض ففضه ودفعه إلي وقال : اقرأه فقرأته وإذا فيه سطران : الاول : لا إله الا الله محمد رسول الله والثاني : ( إن عدة الشهور عند الله ذلك الدين القيم ) أمير المؤمنين علي بن ابي طالب الحسن بن علي الحسين بن علي علي بن الحسين محمد بن علي جعفر بن محمد موسى بن جعفر علي بن موسى محمد بن علي علي بن محمد الحسن بن علي الخلف الحجة
ثم قال : ياداود اتدري متى كتب هذا في هذا ؟ قلت : الله اعلم ورسوله وأنتم فقال : قبل ان يخلق آدم بألفي عام
3 / الشيخ الطوسي : عن جابر الجعفي قال : سألت ابا جعفر عليه السلام عن تأويل قول الله عز وجل ( إن عدة الشهور فلا تظلموا فيهن انفسكم )
قال : فتنفس سيدي الصعداء ثم قال : ياجابر أما السنة فهي جدي رسول الله (ص) وشهورها اثنا عشر شهرا فهو امير المؤمنين وإلي والى ابني جعفر وابنه موسى وابنه علي وابنه محمد وابنه علي وابنه الحسن وابنه محمد الهادي المهدي اثنا عشر اماما حجج الله في خلقه وامناؤه على وحيه وعلمه والاربعة الحرم الذين هم الدين القيم أربعة يخرجون باسم واحد علي امير المؤمنين وابي على بن الحسين وعلي بن موسى وعلي بن محمد فالاقرار بهؤلاء هو الدين القيم فلا تظلموا فيهن أنفسكم أي قولوا بهم جميعا تهتدوا
وهناك خبر طويل عن ابن سنان عن جعفر بن محمد وسؤال الباقر عليه السلام جابر بن عبدالله الانصاري عن اللوح الذي راه في يد فاطمة الزهراء عليها السلام وفيه ذكر اسمائهم عليهم السلام وذكر الاية الكريمة تطبيقا عليهم
4 / المفيد : حدثنا الصدوق حدثنا محمد بن موسى بن المتوكل عن محمد بن ابي عبدالله الكوفي عن موسى بن عمران عن عمه الحسين بن يزيد عن علي بن سالم عن ابيه علن سالم بن دينار عن سعد بن طريف عن الاصبغ بن نباتة قال : سمعت ابن عباس يقول : قال رسول الله (ص) : ذكر الله عز وجل عبادة وذكري عبادة وذكر علي عبادة وذكر الائمة من ولده عبادة والذي بعثني بالنبوة وجعلني خير البرية إن وصي لافضل الاوصياء وإنه لحجة الله على عباده وخليفته على خلقه ومن ولده الائمة الهداة بعدي بهم يحبس الله عن أهل الارض وبهم يمسك السماء ان تقع على الارض إلا بإذنه وبهم يمسك السماء ان تميد بهم وبهم يسقى خلقه الغيث وبهم يخرج النبات أولئك أولياء الله حقا وخلفاؤه صدقا عدتهم عدة الشهور وهي اثنا عشر شهرا وعدتهم عدة نقباء موسى بن عمران عليه السلام ثم تلا هذه الاية ( والسماء ذات البروج ) ثم قال : اتقدر ـ يابن عباس ـ أن الله يقسم بالسماء ذات البروج ويعني به السماء وبروجها ؟ قلت : يا رسول الله فما ذاك قال : اما السماء فأنا واما البروج فالائمة بعدي أولهم علي وآخرهم المهدي
كما أن القرائن الموجودة في الاية الكريمة « عند الله في كتاب الله يوم خلق السماوات والارض الدين القيم » كلها تنطبق على أهل البيت فعند الله إشارة الى تقدمهم النوري المقدس على سائر الممكنات والمخلوقات وفي كتاب الله يوم خلق السماوات والارض اشارة الى اشهادهم خلق السماوات والارض وليس الدين القيم إلا هم وبهم تمامه وكماله
تقدمهم النوري
يدل على القرينة الاولى عدة من الروايات ذكرنا في « قل إنما أنا بشر مثلكم » أكثر من خمسة وثلاثين رواية عن المشايخ الثلاثة فقط : الكليني الصدوق الطوسي نتبرك بذكر أربع روايات رواها ثقة الاسلام الكليني قدس سره ومن أراد البقية فعلية بالكتاب المزبور
1 / ففي صحيحة ابي حمزة الثمالي قال : سمعت علي بن الحسين يقول : إن الله خلق محمدا وعليا وأحد عشر من ولده من نور عظمته فأقامهم أشباحا في ضياء نوره يعبدونه قبل خلق الخلق يسبحون الله ويقدسونه وهو الائمة من ولد رسول الله (ص)
2 / وفي صحيحة إسحاق بن غالب عن أبي عبدالله في خطبة له يذكر فيها حال الائمة وصفاتهم : فالامام هو المنتجب المرتضى والهادي المنتجى والقائم المرتجى اصطفاه الله بذلك واصطنعه على عينه في الذر حين ذرأه وفي البرية حين برأه ظلا قبل خلق نسمة عن يمين عرشه محبوا بالحكمة في علم الغيب عنده اختاره بعلمه وانتجبه لطهره الحديث
3 / وعن احمد بن على بن محمد بن عبدالله بن عمر بن علي بن ابي طالب عن ابي عبدالله قال : إن الله كان إذ لا كان فخلق الكان والمكان وخلق نور الانوار الذي نورت منه الانوار واجرى فيه من نوره الذي نورت منه الانوار وهو النور الذي خلق منه محمدا وعليا فلم يزالا نورين أولين إذ لا شيء كون قبلهما فلم يزالا يجريان طاهرين مطهرين في الاصلاب الطاهرة حتى تفرقا في اطهر طاهرين في عبدالله وأبي طالب
4 / وعن محمد بن مروان عن أبي عبدالله قال : سمعته يقول : إن الله خلقنا من نور عظمته ثم صور خلقنا من طينة مخزونة مكنونة من تحت العرش فأسكن ذلك النور فيه فكنا نحن خلقا وبشرا نورانيين لم يجعل لاحد في مثل خلقنا منه نصيبا
وهنالك حديث مشهور بين العامة والخاصة نصه « كنت أنا وعلي بن ابي طالب نورا بين يدي الله تعالى قبل أن يخلق آدم بأربعة الاف عام فلما خلق آدم قسم ذلك النور جزئين فجزء أنا وجزء علي»
إشهادهم خلق السماوات والارض
ويدل على القرينة الثانية عدة من الروايات نكتفي برواية رواها ثقة الاسلام الكليني بسنده عن محمد بن سنان قال : كنت عند ابي جعفر الثاني عليه السلام فأجريت اختلاف الشيعة فقال : يامحمد إن الله تبارك وتعالى لم يزل متفردا بوحدانيته ثم خلق محمدا وعليا وفاطمة فمكثوا ألف دهر ثم خلق جميع الاشياء فأشهدهم خلقها وأجرى طاعتهم عليها وفوض أمورها إليهم فهم يحلون ما يشاؤون ويحرمون ما يشاؤون ولن يشاؤوا إلا ان يشاء الله تبارك وتعالى ثم قال : يامحمد هذه الديانة التي من تقدمها مرق ومن تخلف عنها محق ومن لزمها لحق خذها إليك يامحمد
فالاشهر الزمانية ماهي إلا طورا من أطوارهم وحركة من حركاتهم وتجلي من تجلياتهم وأثر من آثارهم وفعلا من أفعالهم
منشأ التسمية بالأشهر
الشهر من الاشهار فشهر سيفه أي ابرزه وشهرته بين الناس أي ابرزته وسمي أهل البيت بالأشهر لان الله أشهر فضلهم فهم أول من نوه الله باسمائهم لما خلق السماوات والارض والى هذا اشارة الروايات نكتفي بروايتين
الاولى : رواية يونس بن يعقوب عن سنان بن طريف عن ابي عبدالله قال : إنا أول أهل بيت نوه الله بأسمائنا أنه لما خلق السماوات والارض أمر مناديا فنادى : أشهد أن لا إله الله ثلاثا أشهد أن محمدا رسول الله ثلاثا أشهد أن عليا أمير المؤمنين حقا ثلاثا ; والتنويه هو الاشهار والتعريف فنوه به أي شهره وعرفه
الثانية : رواية ابي الصلت الهروي عن الرضا عن آبائه عليهم السلام عن علي عليه السلام قال : قال رسول الله (ص) : ماخلق الله خلقا أفضل مني ولا أكرم عليه مني يا علي لولا نحن ماخلق الله آدم ولا حوا ولا الجنة ولا النار ولا السماء ولا الارض وكيف لا نكون أفضل من الملائكة وقد سبقناهم الى التوحيد ومعرفة ربنا عز وجل وتسبيحه وتقديسه وتهليله لان أول ما خلق الله عز وجل أرواحنا فأنطقنا بتوحيده وتمجيده ثم خلق الملائكة فلما شاهدوا أرواحنا نورا واحدا استعظموا أمرنا فسبحنا لتعلم الملائكة أنا خلق مخلوقون وانه منزه عن صفاتنا فسبحت الملائكة لتسبيحنا نزعته عن صفاتنا فلما شاهدوا عظم شأننا هللنا لتعلم الملائكة أن لاإله الا الله فلما شاهدوا كبر محلنا كبرنا الله لتعلم الملائكة أن الله أكبر من ان ينال او انه عظيم المحل فبنا اهتدوا الى معرفة الله تعالى وتسبيحه وتهليله وتحميده "
وكل الكلام السابق كذب للتالى :
أولا لا وجود لأولاد الرسول المزعومين لقوله تعالى :
" ما كان محمد أبا أحد من رجالكم "
فنسب محمد بنات وقد متن وليس له عقب من الولد والأولاد ينسبون أبيهم كما قال تعالى :
" ادعوهم لآباءهم "
فكيف يتم نسبة أولا غيره له ؟
ثانيا لا يمكن أن تتوافق آيات القرآن مع ما قصده الماحوزى وغيره فهنا الأشهر الحرم مرتبطة بالحج كما قال تعالى :
" الحج أشهر معلومات "
فهل يتم الحج للأئمة أم للكعبة ؟
وكيف يتم عدم القتال فى الأئمة الاثنا عشر وقد ماتوا كما قال تعالى :
" يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُحِلُّوا شَعَائِرَ اللَّهِ وَلَا الشَّهْرَ الْحَرَامَ"
وكيف يكون الشهر الحرام بالشهر الحرام كما قال تعالى :
"الشَّهْرُ الْحَرَامُ بِالشَّهْرِ الْحَرَامِ وَالْحُرُمَاتُ قِصَاصٌ فَمَنِ اعْتَدَىٰ عَلَيْكُمْ فَاعْتَدُوا عَلَيْهِ بِمِثْلِ مَا اعْتَدَىٰ عَلَيْكُمْ"
فهنا عدوان ورد عدوان والجماعة ماتوا وما زال العدوان موجودا ورد العدوان موجودا
وارث علم النبوة- عضو متميز
- الديانه : الاسلام
البلد : قطر
عدد المساهمات : 992
نقاط : 4082
السٌّمعَة : 0
مواضيع مماثلة
» نظرات في كتاب بدع رجب
» نظرات في كتاب جلد الذات
» نظرات فى كتاب آفة الترف
» نظرات فى كتاب الروح
» نظرات فى كتاب التحفة الرفاعية
» نظرات في كتاب جلد الذات
» نظرات فى كتاب آفة الترف
» نظرات فى كتاب الروح
» نظرات فى كتاب التحفة الرفاعية
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى