استيضاح من الأخوة الشيعة
+2
islamic hero
هانى الإخوانى
6 مشترك
شبكة واحة العلوم الثقافية :: الساحات العلمية والثقافية والحوارية :: ساحة الحوار الموضوعي بين الأديان :: ساحة التقارب السني الشيعي
صفحة 1 من اصل 1
استيضاح من الأخوة الشيعة
دائما ما تكون هذه النقطة محورا من محاور الحديث عن شعائر وطقوس الأخوة الشيعة بينى وبين بعض البسطاء معى فى العمل
إنهم لا يسجدون إلا على شقفة " هكذا بلغتنا " أى على قطعة من حجر, وتلك عندهم بدعة من بدع القوم
فيكون ردى أن هذه عند إخواننا الشيعة مسألة فقهية لا أكثر ولا أقل .
فهم يرون أن السجود لا يصح إلا إن كان على الأرض , فإذا كانوا فى المسجد حيث السجاد والحصر , فتكون القطعة الحجرية هذه حلا ليصح السجود وفق مذهبهم
وسؤالى : هل ما ذهبت إليه صحيح أم أن فى الأمر أبعاد أخرى غير الفقهية؟
وهل هذا حكم متفق عليه بين مذاهب الشيعة؟
أرجو التوضيح مع خالص تقديرى
إنهم لا يسجدون إلا على شقفة " هكذا بلغتنا " أى على قطعة من حجر, وتلك عندهم بدعة من بدع القوم
فيكون ردى أن هذه عند إخواننا الشيعة مسألة فقهية لا أكثر ولا أقل .
فهم يرون أن السجود لا يصح إلا إن كان على الأرض , فإذا كانوا فى المسجد حيث السجاد والحصر , فتكون القطعة الحجرية هذه حلا ليصح السجود وفق مذهبهم
وسؤالى : هل ما ذهبت إليه صحيح أم أن فى الأمر أبعاد أخرى غير الفقهية؟
وهل هذا حكم متفق عليه بين مذاهب الشيعة؟
أرجو التوضيح مع خالص تقديرى
من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرا أو ليصمت
هانى الإخوانى- المراقب العام
-
الديانه : الاسلام
البلد : مصر
عدد المساهمات : 1177
نقاط : 6701
السٌّمعَة : 17
العمر : 41
العمل/الترفيه :
رد: استيضاح من الأخوة الشيعة
على ما أعتقد الأمر يخص هذه القضية, وربما أنا سمعت عن الحسين رضي الله عنه قبل موته بلحظات سجد لله على قطعة من حجر وهو مغرورق في دمه, لذلك فهو يأخذونه سنة منه.. و الله أعلم, فلم أبحث عن هذه القضية
أربع من كُن فيه كان كاملاً, ومن تعلق بهنّ كان من صالحي قومه: دينٌ يُرشده,وعقلٌ يُسدده,وحسبٌ يصونه,وحياءٌ يُوقره..الحسن البصري
من تعلم القرآن عظمت قيمته,ومن كتب الحديث كملت حجته,ومن نظر في الفقه نبل طبعه..الشافعي
من تعلم القرآن عظمت قيمته,ومن كتب الحديث كملت حجته,ومن نظر في الفقه نبل طبعه..الشافعي
رد: استيضاح من الأخوة الشيعة
و عليكم السلام ورحمة الله وبركاته
نعم اخي الفاضل السجود على قطعة من الارض هو امرا فقهيا ,ولدينا بذلك ادلة على ضوءها ذهب علماءنا على وجوب السجود على الارض او ما انبتت .
اما بالنسبة للسجود على التربة الحسينية فهو استحبابا .
نعم اخي الفاضل السجود على قطعة من الارض هو امرا فقهيا ,ولدينا بذلك ادلة على ضوءها ذهب علماءنا على وجوب السجود على الارض او ما انبتت .
اما بالنسبة للسجود على التربة الحسينية فهو استحبابا .
اللهم صلِ على النبي المختار واله الاطهار
الحرية الحقيقية هي الحرية من النفس الامارة بالسوء
[center]
الحرية الحقيقية هي الحرية من النفس الامارة بالسوء
[center]
ابو الامير العراقي- فريق الإشراف
- الديانه : الاسلام
البلد : العراق
عدد المساهمات : 182
نقاط : 5341
السٌّمعَة : 9
رد: استيضاح من الأخوة الشيعة
الاخوه الافاضل السلام عليكم ورحمة الله وبركاتهاما بالنسبة للسجود على التربة الحسينية فهو استحبابا .
فى فتره من فترات حياتى كنت مغرمه جدا فى قراءة كتب الشيعه قرأت اغلب الكتب اتذكر منها منهاج الصالحين ,كتاب الاماميه الاثني عشريه وكتاب نهج البلاغه ونهج السعاده الكتب الاصليه من المكتبات الشيعيه نفسها وكتب اخرى لااتذكرها الان
فلم اعثر على النص الذى يجيز السجود على التربه الحسينيه قرأت ان البعض يستخدمها دواء لشفاء بعض الامراض
هللا تفضلتم اخواتى بذكر الاقوال التى تجيز ذلك عن اقول الائمه
الافاضل سلام الله عليهم جميعا
ولكم منى خالص التقدير والاحترام
<br>
نبراس سامى- المراقبه العامه
-
الديانه : الاسلام
البلد : مصر
عدد المساهمات : 604
نقاط : 5928
السٌّمعَة : 8
السلفى- عضو مشارك
- الديانه : الاسلام
البلد : مصر
عدد المساهمات : 59
نقاط : 5184
السٌّمعَة : 0
رد: استيضاح من الأخوة الشيعة
هانى الإخوانى كتب:دائما ما تكون هذه النقطة محورا من محاور الحديث عن شعائر وطقوس الأخوة الشيعة بينى وبين بعض البسطاء معى فى العمل
إنهم لا يسجدون إلا على شقفة " هكذا بلغتنا " أى على قطعة من حجر, وتلك عندهم بدعة من بدع القوم
فيكون ردى أن هذه عند إخواننا الشيعة مسألة فقهية لا أكثر ولا أقل .
فهم يرون أن السجود لا يصح إلا إن كان على الأرض , فإذا كانوا فى المسجد حيث السجاد والحصر , فتكون القطعة الحجرية هذه حلا ليصح السجود وفق مذهبهم
وسؤالى : هل ما ذهبت إليه صحيح أم أن فى الأمر أبعاد أخرى غير الفقهية؟
وهل هذا حكم متفق عليه بين مذاهب الشيعة؟
أرجو التوضيح مع خالص تقديرى
بسم الله الرحمن الرحيم
الصلاة والتسليم على محمد سيد المرسلين
وعلى آله الطيبين الطاهرين
إن السجود وفق الفقه الشيعي يكون
على الأرض وما أنبتت
مع استثناء ما يؤكل
ولا يجوز السجود على ما خرج عن اسم الأرض
من المعادن كالذهب والفضة وغيرهما
ولا يجوز السجود على ما خرج عن اسم النبات
كالرماد وهو الفضلات المتخلفة عن حرق النبات
ولا على ما ينبت على الماء
ويعتبر في جواز السجود على النبات
أن لا يكون مأكولا
كالحنطة والشعير والفواكه
كما يعتبر في جواز السجود على النبات
أن لا يكون ملبوسا
كالقطن والكتان
ويجوز السجود على القرطاس
عن كتاب منهاج الصالحين للسيد علي السيستاني
ج1 العبادات مسألة 549 ، 552،551،550
لذلك فإن استعمال الشيعة للتربة استنادا لقول رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم
جعلت لي الأرض مسجدا وطهورا
وأما استعمال التربة الحسينية
فلأنها قطعة من تراب الأرض أولا
ولأنها من تراب أرض كربلاء المقدسة ثانيا
ولأن هنالك روايات عن أهل البيت عليهم السلام تؤكد أن للحسين عليه السلام
خواص
1- أن في تربته الشفاء
2- استجابة الدعاء تحت قبته
3- جواز الصلاة تحت قبته تماما للمسافر دون تقصير
رد: استيضاح من الأخوة الشيعة
الاخ الفاضل حميد العامرى جزاكم الله على الايضاح خير الجزاء وبارك الله فيكم
<br>
نبراس سامى- المراقبه العامه
-
الديانه : الاسلام
البلد : مصر
عدد المساهمات : 604
نقاط : 5928
السٌّمعَة : 8
رد: استيضاح من الأخوة الشيعة
بسم الله خيرالاسماء, بسم الله الذي لا يضر مع اسمه مرض اوداء ،والحمد لله حمدا كما يليق به , والصلاة والسلام على خير الانام محمد واله الكرام.
اخي الفاضل .
ان السجود على الارض من بين الامور التي اختلف فيها المسلمين من كافة الطوائف , ويمكننا الان ان نستعرض بعض اراء المذاهب في هذه العجالة , ثم نتناول رآي الامامية الاثني عشرية , لنقف على كون اعتقادهم في السجود في على الارض مبني على الدليل الصحيح من عدمه .
اراء المذاهب :-
اتّفق المسلمون على وجوب السجود في الصلاة في كلّ ركعة مرّتين، ولم يختلفوا في المسجود له، فإنّه هو اللّه سبحانه الذي له يسجد من في السماوات والأرض طوعاً وكرهاً((وَللّهِ يَسْجُدُ مَنْ في السَّمواتِ والأرضِ طَوْعاً وَكرْهاً وظلالُهُم بِالغُدُوِّ وَالآصالِ) ـ الرعد/15ـ.
وشعار كلّ مسلم قوله سبحانه: (لا تَسجُدُوا لِلشَّمسِ ولا للقَمَرِ واسجُدُوا للّهِ الَّذي خَلَقَهُنَّ)(اية 37 ,فصلت ) وإنّما اختلفوا في شروط المسجود عليه ـ أعني: ما يضع الساجد جبهته عليه ـ فالشيعة الإمامية تشترط كون المسجود عليه أرضاً أو ما ينبت منها غير مأكول ولا ملبوس كالحصروالبواري، وما أشبه ذلك.
ولنتعرف على بعض تلك الارء .
قال الشيخ الطوسي(احد اعلام الشيعة الامامية)ـ وهو يبيّن آراء الفقهاء ـ: لا يجوز السجود إلاّ على الأرض أو ما أنبتته الأرض ممّا لا يؤكل ولا يلبس من قطن أو كتان مع الاختيار. وخالف فقهاء السنّة في ذلك حيث أجازوا السجود على القطن والكتان والشعر والصوف وغير ذلك وذهب الامام الشافعي الى عدم جواز السجود على ما هو حامل له ككور العمامة، وطرف الرداء، وكُمّ القميص، وروي ذلك عن علي عليه السَّلام وابن عمر، وعبادة بن الصامت، ومالك، وأحمد بن حنبل.
وقال أبو حنيفة وأصحابه: جواز السجود على ما هو محمول كالثياب .
وإن سجد على ما لا ينفصل منه مثل أن يفترش يده ويسجد عليها أجزأه لكنّه مكروه، وروي ذلك عن الحسن البصري.
وقال العلاّمة الحلّي (احد اعلام الشيعة ) ـ وهو يبيّن آراء الفقهاء فيما يسجد عليه ـ: لا يجوز السجود على ما ليس بأرض ولا من نباتها كالجلود والصوف عند علمائنا أجمع، وأطبق جمهور السنّة على الجواز.(التذكرة 2/ 434)
لقد تبين من السابق ان مسالة السجود على الارض من الامور
الخلافية بين علماء المدرستين .
رآي الشيعة الامامية والادلة الدالة على ما ذهبوا اليه :-
قلنا سابقا ان الشيعة الامامية تذهب الى وجوب السجود على الارض وما انبتت.
الدلائل على ذالك الراي :
يمكننا اجمال الدلائل التي دعت الامامية لذهاب الى ما ذهبت اليه من وجوب السجود عللى الارض الى عدة نقاط.
ما ورد عن ائمة ال البيت . روى الصدوق باسناده عن هشام بن الحكم أنّه قال لأبي عبد اللّه ـ عليه السَّلام ـ : أخبرني عمّا يجوز السجود عليه، وعمّا لا يجوز؟ قال: «السجود لا يجوز إلاّ على الأرض، أو على ماأنبتت الأرض إلاّ ما اُكل أو لبس». فقال له: جعلت فداك ما العلّة في ذلك؟
قال: «لأنّ السجود خضوع للّه عزّ وجلّ فلا ينبغي أن يكون على ما يؤكل ويلبس، لأنّ أبناء الدنيا عبيد ما يأكلون ويلبسون، والساجد في سجوده، في عبادة لله عزّ وجلّ، فلا ينبغي أن يضع جبهته في سجوده على معبود أبناء الدنيا الذين اغترّوا بغرورها».(الوسائل: ج 3، الباب 1 من أبواب ما يسجد عليه، الحديث 1)
وقال الصادق ـ عليه السَّلام ـ :«وكلّ شيء يكون غذاء الإنسان في مطعمه أو مشربه، أو ملبسه، فلا تجوز الصلاة عليه، ولا السجود إلاّ ما كان من نبات الأرض من غير ثمر، قبل أن يصير مغزولاً، فإذا صار غزلاً فلا تجوز الصلاة عليه إلاّ في حال ضرورة».(الوسائل:3، الباب 1 من أبواب ما يسجد عليه، الحديث 11.)
من هنا يتبين ان الشيعة في سجودها على الارض غير مبني على العدم انما مبني على الدليل الصحيح الوارد من ائمة اهل البيت الذين هم عدل القران.
لنتجول بعد ذلك في اروقة السنة الشريفة لنرى هل هناك ما يؤيد ما ذهب اليه الامامية في وجوب السجود على الارض .
على أنّ ما رواه أهل السنّة في المقام، يدعم نظريّة الشيعة، وسيظهر لك فيما سيأتي من سرد الأحاديث من طرقهم، ويتّضح أنّ السنّة كانت هي السجود على الأرض، ثمّ جاءت الرخصة في الحصر والبواري فقط، ولم يثبت الترخيص الثالث، بل ثبت المنع عنه كما سيوافيك.
لقد دلت الاحاديث الواردة عن النبي صلى الله عليه واله الى ثلاث مراحل.
اولا :- ما كان الواجب على المسلمين فيه السجود على الارض .
ثانيا :- المرحلة التي ورد فيها الرخصة بالسجود على نبات الأرض من الحصر والبواري والخُمُر، تسهيلاً للأمر، ورفعاً للحرج والمشقّة.
ثالثا :- المرحلة التي رخّص فيها السجود على الثياب اضطراراً وفي حال الضرورة.
المرحلة الاولى
وبيان ذلك :-
روى الفريقان عن النبيّ الأكرم ـ صلَّى الله عليه وآله وسلَّم ـ أنّه قال: «وجُعلت لي الأرض مسجداً وطهوراً».(صحيح البخاري: 1/91 كتاب التيمّم الحديث 2; سنن البيهقي: 2/433 باب: أينماأدركتك الصلاة فصل فهو مسجد، ورواه غيرهما من أصحاب الصحاح والسنن.
وقد قال الشيخ محسن الامين ( من علماء الامامية )
والمتبادر من الحديث أنّ كلّ جزء من الأرض مسجد وطهور يُسجد عليه ويُقصد للتيمّم، وعلى ذلك فالأرض تقصد للجهتين: للسجود تارةً، وللتيمّم أُخرى.
وأمّا تفسير الرواية بأنّ العبادة والسجود للّه سبحانه لا يختص بمكان دون مكان، بل الأرض كلّها مسجد للمسلمين بخلاف غيرهم حيث خصّوا العبادة بالبِيَع والكنائس، فليس هذا المعنى مغايراً لما ذكرناه، فإنّه إذا كانت الأرض على وجه الإطلاق مسجداً للمصلّي فيكون لازمه كون الأرض كلّها صالحة للعبادة، فما ذكر معنى التزامي لما ذكرناه، ويعرب عن كونه المراد ذكر «طهوراً» بعد «مسجداً» وجعلهما مفعولين لـ«جُعلت» والنتيجة هي توصيف الأرض بوصفين: كونها مسجداً وكونها طهوراً، وهذا هو الذي فهمه الجصاص وقال: إنّ ماجعله من الأرض مسجداً ، هو الذي جعله طهوراً.( أحكام القرآن: 2/389 نشر بيروت)
ومثله غيره من شرّاح الحديث.
فإذا كانت التربة والحصى طهوراً فهي أيضاً مسجود عليه للمصلّي . فالحصر حجّة إلى أن يدلّ دليل على الخروج عنه .
ما ورد عن جابر بن عبد اللّه الأنصاري، قال: كنت أُصلّي مع النبيّ ـ صلَّى الله عليه وآله وسلَّم ـ الظهر، ف آخذ قبضة من الحصى، فأجعلها في كفّي ثمّ أُحوّلها إلى الكف الأُخرى حتى تبرد ثمّ أضعها لجبيني، حتّى أسجد عليها من شدّة الحرّ.( مسند أحمد: 3/ 327 من حديث جابر; سنن البيهقي: 1/439 باب ما روي في التعجيل بها في شدّة الحرّ.)
ولو كان السجود على مطلق الثياب سواء كان متصلاً أم منفصلاً جائزاً، لكان أسهل من تبريد الحصى، ولأمكن حمل منديل أو سجّادة أو ما شابه للسجود
روى أنس قال: كنّا مع رسول اللّه ـ صلَّى الله عليه وآله وسلَّم ـ في شدّة الحرّ، فيأخذ أحدنا الحصباء في يده فإذا برد وضعه وسجد عليه (السنن الكبرى: 2/106)
عن خباب بن الأرت قال: شكونا إلى رسول اللّه ـ صلَّى الله عليه وآله وسلَّم ـ شدّة الرمضاء في جباهنا وأكفّنا فلم يشكنا.( سنن البيهقي: 2/105 باب الكشف عن الجبهة.)
قال ابن الأثير في معنى الحديث: إنّهم لمّا شكوا إليه ما يجدون من ذلك، لم يفسح لهم أن يسجدوا على طرف ثيابهم.( النهاية: 2/497، مادة «شكا».)
هذه المأثورات تعرب عن أنّ السنّة في الصلاة كانت جارية على السجود على الأرض فقط، حتّى أنّ الرسول ـ صلَّى الله عليه وآله وسلَّم ـ لم يفسح للمسلمين العدولَ عنها إلى الثياب المتّصلة أو المنسوجات المنفصلة، وهو ـ صلَّى الله عليه وآله وسلَّم ـ مع كونه بالمؤمنين رؤوفاً رحيماً أوجب عليهم مسَّ جباههم الأرض،وإن آذتهم شدّة الحرّ.
وقد ورد ان بعض الصحابة كان يتقي جبهته عند السجود وورد النهي عنه صلى الله عليه واله وسلم .
عن خالد الجهني: قال: رأى النبيّ ـ صلَّى الله عليه وآله وسلَّم ـ صهيباً يسجد كأنّه يتّقي التراب فقال له: «ترّب وجهك يا صهيب».( المتقي الهندي: كنز العمال: 7/465 برقم 19810)
روت ام المؤمنين أُمّ سلمة: رأى النبي ـ صلَّى الله عليه وآله وسلَّم ـ غلاماً لنا يقال له «أفلح» ينفخ إذا سجد، فقال: «يا أفلح ترّب».( المصدر نفسه: 7/459 برقم 19776)
7. وفي رواية: «يا رباح ترّب وجهك».( المصدر نفسه: 7/459 برقم 19777)
8. روى أبو صالح قال: دخلت على ام المؤمنين أُمّ سلمة، فدخل عليها ابن أخ لها فصلّى في بيتها ركعتين، فلمّا سجد نفخ التراب، فقالت أُمّ سلمة: ابن أخي لا تنفخ، فإنّي سمعت رسول اللّه ـ صلَّى الله عليه وآله وسلَّم ـ يقول لغلام له يقال له يسار ـ ونفخ ـ: «ترّب وجهك للّه».( المصدر نفسه: 7/465، برقم 19810; مسند أحمد)
ووردت احاديث دالة على حسر العمامة عن الجبهة
روي: أنّ النبي ـ صلَّى الله عليه وآله وسلَّم ـ كان إذا سجد رفع العمامة عن جبهته.( الطبقات الكبرى: 1/151، كما في السجود على الأرض: 41.)
روي عن علي أمير المؤمنين علي ابن ابي طالب عليه السلام أنّه قال: «إذا كان أحدكم يصلّي فليحسر العمامة عن وجهه» ((منتخب كنز العمال المطبوع في هامش المسند: 3/194.))، يعني حتّى لا يسجد على كور العمامة.
روى صالح بن حيوان السبائي: أنّ رسول اللّه ـ صلَّى الله عليه وآله وسلَّم ـ رأى رجلاً يسجد بجنبه وقد اعتمّ على جبهته فحسر رسول اللّه ـ صلَّى الله عليه وآله وسلَّم ـ عن جبهته.( السنن الكبرى: 2/105.)
عن عياض بن عبد اللّه القرشي: رأى رسول اللّه ـ صلَّى الله عليه وآله وسلَّم ـ رجلاً يسجد على كور عمامته فأومأ بيده: «ارفع عمامتك» وأومأ إلى جبهته.(المصدرالسابق)
الواضح بل الامر الجلي من هذه الاحاديث ان التكليف الشرعي انذاك يقتضي السجود على الارض .
يقول وائل بن حجر: «رأيت النبي ـ صلَّى الله عليه وآله وسلَّم ـ إذا سجد وضع جبهته وأنفه على الأرض».( أحكام القرآن:3/36; مسند أحمد:315، 317)
يقول ابن عباس: انّ النبي ـ صلَّى الله عليه وآله وسلَّم ـ سجد على
الحجر.( السنن للبيهقي:2/102.)
روي عن ام المؤمنين عايشة: ما رأيت رسول اللّه ـ صلَّى الله عليه وآله وسلَّم ـ متقياً وجهه بشيء».( المصنف:1/397 و كنزالعمال:4/212)
قال ابن حجر: وفي الحديث إشارة إلى انّ مباشرة الأرض عند السجود هو الأصل لانّه علق بعدم الاستطاعة.( فتح الباري:1/414.)
وهذا الحديث يعرب عن جواز السجود على الثياب عند الضرورة وعدم جوازه في حال الاختيار، وهذا هو المروي عن أئمّة أهل البيت.
انّ هناك أحاديث وروايات تعرب عن انّ النبي ـ صلَّى الله عليه وآله وسلَّم ـ كان يسجد على الطين والأرض في البرد القارص، وكان يصلي في كساء يتقي به برد الأرض بيده ورجله دون جبهته، وإليك ما يدلّ على ذلك.
عن وائل بن حجر رأيت رسول اللّه ـ صلَّى الله عليه وآله وسلَّم ـ يصلّي في كساء أبيض في غداة باردة يتقي بالكساء برد الأرض بيده ورجله.( السنن الكبرى للبيهقي:2/106)
عن ثابت بن صامت انّ رسول اللّه صلّى في بني عبد الأشهل وعليه كساء متلفف به يضع يديه عليه يقي برد الحصى.( سنن ابن ماجة:1/329.)
عن أبي هريرة قال: سجد رسول اللّه ـ صلَّى الله عليه وآله وسلَّم ـ في يوم مطير حتّى أنّي لانظر إلى أثر ذلك في جبهته وأرنبته.( مجمع الزوائد:2/126.)
سيرة الصحابة والتابعين في السجود
يظهر من غير واحد من الروايات انّ سيرة لفيف من الصحابة كانت جارية على السجود على الأرض.
عن أبي أُميّة انّ أبا بكر كان يسجد أو يصلّي على الأرض مفضياً إليها .( المصنف:1/397)
عن أبي عبيدة انّ ابن مسعود لا يسجد أو قال لا يصلّي إلاّ على الأرض.( المصنف:1/397)
كان مسروق بن الأجدع من أصحاب ابن مسعود لا يرخص في السجود على غير الأرض حتّى في السفينة، وكان يحمل في السفينة شيئاً يسجد عليه.( الطبقات الكبرى لابن سعد:6/53; والمصنف عبد الرزاق: 2/583.)
كان إبراهيم النخعي الفقيه الكوفي التابعي يقوم على البردي ويسجد على الأرض.
قال الراوي: قلنا ما البردي، قال: الحصير.( المصنف لعبد الرزاق:1/397) وفي لفظ انّه كان يصلّي على الحصر ويسجد على الأرض.
كان عمر بن عبدالعزيز لا يكتفي بالخمرة بل يضع عليها التراب ويسجد عليه.( فتح الباري:1/410.)
كان عروة بن الزبير يكره الصلاة على شيء دون الأرض.( فتح الباري:1/410.)
كتب علي بن عبد اللّه بن عباس إلى «زرين» ان ابعث إليّ بلوح من أحجار المروة عليه أسجد.( أخبار مكة للازرقي)
اخي الفاضل .
ان السجود على الارض من بين الامور التي اختلف فيها المسلمين من كافة الطوائف , ويمكننا الان ان نستعرض بعض اراء المذاهب في هذه العجالة , ثم نتناول رآي الامامية الاثني عشرية , لنقف على كون اعتقادهم في السجود في على الارض مبني على الدليل الصحيح من عدمه .
اراء المذاهب :-
اتّفق المسلمون على وجوب السجود في الصلاة في كلّ ركعة مرّتين، ولم يختلفوا في المسجود له، فإنّه هو اللّه سبحانه الذي له يسجد من في السماوات والأرض طوعاً وكرهاً((وَللّهِ يَسْجُدُ مَنْ في السَّمواتِ والأرضِ طَوْعاً وَكرْهاً وظلالُهُم بِالغُدُوِّ وَالآصالِ) ـ الرعد/15ـ.
وشعار كلّ مسلم قوله سبحانه: (لا تَسجُدُوا لِلشَّمسِ ولا للقَمَرِ واسجُدُوا للّهِ الَّذي خَلَقَهُنَّ)(اية 37 ,فصلت ) وإنّما اختلفوا في شروط المسجود عليه ـ أعني: ما يضع الساجد جبهته عليه ـ فالشيعة الإمامية تشترط كون المسجود عليه أرضاً أو ما ينبت منها غير مأكول ولا ملبوس كالحصروالبواري، وما أشبه ذلك.
ولنتعرف على بعض تلك الارء .
قال الشيخ الطوسي(احد اعلام الشيعة الامامية)ـ وهو يبيّن آراء الفقهاء ـ: لا يجوز السجود إلاّ على الأرض أو ما أنبتته الأرض ممّا لا يؤكل ولا يلبس من قطن أو كتان مع الاختيار. وخالف فقهاء السنّة في ذلك حيث أجازوا السجود على القطن والكتان والشعر والصوف وغير ذلك وذهب الامام الشافعي الى عدم جواز السجود على ما هو حامل له ككور العمامة، وطرف الرداء، وكُمّ القميص، وروي ذلك عن علي عليه السَّلام وابن عمر، وعبادة بن الصامت، ومالك، وأحمد بن حنبل.
وقال أبو حنيفة وأصحابه: جواز السجود على ما هو محمول كالثياب .
وإن سجد على ما لا ينفصل منه مثل أن يفترش يده ويسجد عليها أجزأه لكنّه مكروه، وروي ذلك عن الحسن البصري.
وقال العلاّمة الحلّي (احد اعلام الشيعة ) ـ وهو يبيّن آراء الفقهاء فيما يسجد عليه ـ: لا يجوز السجود على ما ليس بأرض ولا من نباتها كالجلود والصوف عند علمائنا أجمع، وأطبق جمهور السنّة على الجواز.(التذكرة 2/ 434)
لقد تبين من السابق ان مسالة السجود على الارض من الامور
الخلافية بين علماء المدرستين .
رآي الشيعة الامامية والادلة الدالة على ما ذهبوا اليه :-
قلنا سابقا ان الشيعة الامامية تذهب الى وجوب السجود على الارض وما انبتت.
الدلائل على ذالك الراي :
يمكننا اجمال الدلائل التي دعت الامامية لذهاب الى ما ذهبت اليه من وجوب السجود عللى الارض الى عدة نقاط.
ما ورد عن ائمة ال البيت . روى الصدوق باسناده عن هشام بن الحكم أنّه قال لأبي عبد اللّه ـ عليه السَّلام ـ : أخبرني عمّا يجوز السجود عليه، وعمّا لا يجوز؟ قال: «السجود لا يجوز إلاّ على الأرض، أو على ماأنبتت الأرض إلاّ ما اُكل أو لبس». فقال له: جعلت فداك ما العلّة في ذلك؟
قال: «لأنّ السجود خضوع للّه عزّ وجلّ فلا ينبغي أن يكون على ما يؤكل ويلبس، لأنّ أبناء الدنيا عبيد ما يأكلون ويلبسون، والساجد في سجوده، في عبادة لله عزّ وجلّ، فلا ينبغي أن يضع جبهته في سجوده على معبود أبناء الدنيا الذين اغترّوا بغرورها».(الوسائل: ج 3، الباب 1 من أبواب ما يسجد عليه، الحديث 1)
وقال الصادق ـ عليه السَّلام ـ :«وكلّ شيء يكون غذاء الإنسان في مطعمه أو مشربه، أو ملبسه، فلا تجوز الصلاة عليه، ولا السجود إلاّ ما كان من نبات الأرض من غير ثمر، قبل أن يصير مغزولاً، فإذا صار غزلاً فلا تجوز الصلاة عليه إلاّ في حال ضرورة».(الوسائل:3، الباب 1 من أبواب ما يسجد عليه، الحديث 11.)
من هنا يتبين ان الشيعة في سجودها على الارض غير مبني على العدم انما مبني على الدليل الصحيح الوارد من ائمة اهل البيت الذين هم عدل القران.
لنتجول بعد ذلك في اروقة السنة الشريفة لنرى هل هناك ما يؤيد ما ذهب اليه الامامية في وجوب السجود على الارض .
على أنّ ما رواه أهل السنّة في المقام، يدعم نظريّة الشيعة، وسيظهر لك فيما سيأتي من سرد الأحاديث من طرقهم، ويتّضح أنّ السنّة كانت هي السجود على الأرض، ثمّ جاءت الرخصة في الحصر والبواري فقط، ولم يثبت الترخيص الثالث، بل ثبت المنع عنه كما سيوافيك.
لقد دلت الاحاديث الواردة عن النبي صلى الله عليه واله الى ثلاث مراحل.
اولا :- ما كان الواجب على المسلمين فيه السجود على الارض .
ثانيا :- المرحلة التي ورد فيها الرخصة بالسجود على نبات الأرض من الحصر والبواري والخُمُر، تسهيلاً للأمر، ورفعاً للحرج والمشقّة.
ثالثا :- المرحلة التي رخّص فيها السجود على الثياب اضطراراً وفي حال الضرورة.
المرحلة الاولى
وبيان ذلك :-
روى الفريقان عن النبيّ الأكرم ـ صلَّى الله عليه وآله وسلَّم ـ أنّه قال: «وجُعلت لي الأرض مسجداً وطهوراً».(صحيح البخاري: 1/91 كتاب التيمّم الحديث 2; سنن البيهقي: 2/433 باب: أينماأدركتك الصلاة فصل فهو مسجد، ورواه غيرهما من أصحاب الصحاح والسنن.
وقد قال الشيخ محسن الامين ( من علماء الامامية )
والمتبادر من الحديث أنّ كلّ جزء من الأرض مسجد وطهور يُسجد عليه ويُقصد للتيمّم، وعلى ذلك فالأرض تقصد للجهتين: للسجود تارةً، وللتيمّم أُخرى.
وأمّا تفسير الرواية بأنّ العبادة والسجود للّه سبحانه لا يختص بمكان دون مكان، بل الأرض كلّها مسجد للمسلمين بخلاف غيرهم حيث خصّوا العبادة بالبِيَع والكنائس، فليس هذا المعنى مغايراً لما ذكرناه، فإنّه إذا كانت الأرض على وجه الإطلاق مسجداً للمصلّي فيكون لازمه كون الأرض كلّها صالحة للعبادة، فما ذكر معنى التزامي لما ذكرناه، ويعرب عن كونه المراد ذكر «طهوراً» بعد «مسجداً» وجعلهما مفعولين لـ«جُعلت» والنتيجة هي توصيف الأرض بوصفين: كونها مسجداً وكونها طهوراً، وهذا هو الذي فهمه الجصاص وقال: إنّ ماجعله من الأرض مسجداً ، هو الذي جعله طهوراً.( أحكام القرآن: 2/389 نشر بيروت)
ومثله غيره من شرّاح الحديث.
فإذا كانت التربة والحصى طهوراً فهي أيضاً مسجود عليه للمصلّي . فالحصر حجّة إلى أن يدلّ دليل على الخروج عنه .
ما ورد عن جابر بن عبد اللّه الأنصاري، قال: كنت أُصلّي مع النبيّ ـ صلَّى الله عليه وآله وسلَّم ـ الظهر، ف آخذ قبضة من الحصى، فأجعلها في كفّي ثمّ أُحوّلها إلى الكف الأُخرى حتى تبرد ثمّ أضعها لجبيني، حتّى أسجد عليها من شدّة الحرّ.( مسند أحمد: 3/ 327 من حديث جابر; سنن البيهقي: 1/439 باب ما روي في التعجيل بها في شدّة الحرّ.)
ولو كان السجود على مطلق الثياب سواء كان متصلاً أم منفصلاً جائزاً، لكان أسهل من تبريد الحصى، ولأمكن حمل منديل أو سجّادة أو ما شابه للسجود
روى أنس قال: كنّا مع رسول اللّه ـ صلَّى الله عليه وآله وسلَّم ـ في شدّة الحرّ، فيأخذ أحدنا الحصباء في يده فإذا برد وضعه وسجد عليه (السنن الكبرى: 2/106)
عن خباب بن الأرت قال: شكونا إلى رسول اللّه ـ صلَّى الله عليه وآله وسلَّم ـ شدّة الرمضاء في جباهنا وأكفّنا فلم يشكنا.( سنن البيهقي: 2/105 باب الكشف عن الجبهة.)
قال ابن الأثير في معنى الحديث: إنّهم لمّا شكوا إليه ما يجدون من ذلك، لم يفسح لهم أن يسجدوا على طرف ثيابهم.( النهاية: 2/497، مادة «شكا».)
هذه المأثورات تعرب عن أنّ السنّة في الصلاة كانت جارية على السجود على الأرض فقط، حتّى أنّ الرسول ـ صلَّى الله عليه وآله وسلَّم ـ لم يفسح للمسلمين العدولَ عنها إلى الثياب المتّصلة أو المنسوجات المنفصلة، وهو ـ صلَّى الله عليه وآله وسلَّم ـ مع كونه بالمؤمنين رؤوفاً رحيماً أوجب عليهم مسَّ جباههم الأرض،وإن آذتهم شدّة الحرّ.
وقد ورد ان بعض الصحابة كان يتقي جبهته عند السجود وورد النهي عنه صلى الله عليه واله وسلم .
عن خالد الجهني: قال: رأى النبيّ ـ صلَّى الله عليه وآله وسلَّم ـ صهيباً يسجد كأنّه يتّقي التراب فقال له: «ترّب وجهك يا صهيب».( المتقي الهندي: كنز العمال: 7/465 برقم 19810)
روت ام المؤمنين أُمّ سلمة: رأى النبي ـ صلَّى الله عليه وآله وسلَّم ـ غلاماً لنا يقال له «أفلح» ينفخ إذا سجد، فقال: «يا أفلح ترّب».( المصدر نفسه: 7/459 برقم 19776)
7. وفي رواية: «يا رباح ترّب وجهك».( المصدر نفسه: 7/459 برقم 19777)
8. روى أبو صالح قال: دخلت على ام المؤمنين أُمّ سلمة، فدخل عليها ابن أخ لها فصلّى في بيتها ركعتين، فلمّا سجد نفخ التراب، فقالت أُمّ سلمة: ابن أخي لا تنفخ، فإنّي سمعت رسول اللّه ـ صلَّى الله عليه وآله وسلَّم ـ يقول لغلام له يقال له يسار ـ ونفخ ـ: «ترّب وجهك للّه».( المصدر نفسه: 7/465، برقم 19810; مسند أحمد)
ووردت احاديث دالة على حسر العمامة عن الجبهة
روي: أنّ النبي ـ صلَّى الله عليه وآله وسلَّم ـ كان إذا سجد رفع العمامة عن جبهته.( الطبقات الكبرى: 1/151، كما في السجود على الأرض: 41.)
روي عن علي أمير المؤمنين علي ابن ابي طالب عليه السلام أنّه قال: «إذا كان أحدكم يصلّي فليحسر العمامة عن وجهه» ((منتخب كنز العمال المطبوع في هامش المسند: 3/194.))، يعني حتّى لا يسجد على كور العمامة.
روى صالح بن حيوان السبائي: أنّ رسول اللّه ـ صلَّى الله عليه وآله وسلَّم ـ رأى رجلاً يسجد بجنبه وقد اعتمّ على جبهته فحسر رسول اللّه ـ صلَّى الله عليه وآله وسلَّم ـ عن جبهته.( السنن الكبرى: 2/105.)
عن عياض بن عبد اللّه القرشي: رأى رسول اللّه ـ صلَّى الله عليه وآله وسلَّم ـ رجلاً يسجد على كور عمامته فأومأ بيده: «ارفع عمامتك» وأومأ إلى جبهته.(المصدرالسابق)
الواضح بل الامر الجلي من هذه الاحاديث ان التكليف الشرعي انذاك يقتضي السجود على الارض .
يقول وائل بن حجر: «رأيت النبي ـ صلَّى الله عليه وآله وسلَّم ـ إذا سجد وضع جبهته وأنفه على الأرض».( أحكام القرآن:3/36; مسند أحمد:315، 317)
يقول ابن عباس: انّ النبي ـ صلَّى الله عليه وآله وسلَّم ـ سجد على
الحجر.( السنن للبيهقي:2/102.)
روي عن ام المؤمنين عايشة: ما رأيت رسول اللّه ـ صلَّى الله عليه وآله وسلَّم ـ متقياً وجهه بشيء».( المصنف:1/397 و كنزالعمال:4/212)
قال ابن حجر: وفي الحديث إشارة إلى انّ مباشرة الأرض عند السجود هو الأصل لانّه علق بعدم الاستطاعة.( فتح الباري:1/414.)
وهذا الحديث يعرب عن جواز السجود على الثياب عند الضرورة وعدم جوازه في حال الاختيار، وهذا هو المروي عن أئمّة أهل البيت.
انّ هناك أحاديث وروايات تعرب عن انّ النبي ـ صلَّى الله عليه وآله وسلَّم ـ كان يسجد على الطين والأرض في البرد القارص، وكان يصلي في كساء يتقي به برد الأرض بيده ورجله دون جبهته، وإليك ما يدلّ على ذلك.
عن وائل بن حجر رأيت رسول اللّه ـ صلَّى الله عليه وآله وسلَّم ـ يصلّي في كساء أبيض في غداة باردة يتقي بالكساء برد الأرض بيده ورجله.( السنن الكبرى للبيهقي:2/106)
عن ثابت بن صامت انّ رسول اللّه صلّى في بني عبد الأشهل وعليه كساء متلفف به يضع يديه عليه يقي برد الحصى.( سنن ابن ماجة:1/329.)
عن أبي هريرة قال: سجد رسول اللّه ـ صلَّى الله عليه وآله وسلَّم ـ في يوم مطير حتّى أنّي لانظر إلى أثر ذلك في جبهته وأرنبته.( مجمع الزوائد:2/126.)
سيرة الصحابة والتابعين في السجود
يظهر من غير واحد من الروايات انّ سيرة لفيف من الصحابة كانت جارية على السجود على الأرض.
عن أبي أُميّة انّ أبا بكر كان يسجد أو يصلّي على الأرض مفضياً إليها .( المصنف:1/397)
عن أبي عبيدة انّ ابن مسعود لا يسجد أو قال لا يصلّي إلاّ على الأرض.( المصنف:1/397)
كان مسروق بن الأجدع من أصحاب ابن مسعود لا يرخص في السجود على غير الأرض حتّى في السفينة، وكان يحمل في السفينة شيئاً يسجد عليه.( الطبقات الكبرى لابن سعد:6/53; والمصنف عبد الرزاق: 2/583.)
كان إبراهيم النخعي الفقيه الكوفي التابعي يقوم على البردي ويسجد على الأرض.
قال الراوي: قلنا ما البردي، قال: الحصير.( المصنف لعبد الرزاق:1/397) وفي لفظ انّه كان يصلّي على الحصر ويسجد على الأرض.
كان عمر بن عبدالعزيز لا يكتفي بالخمرة بل يضع عليها التراب ويسجد عليه.( فتح الباري:1/410.)
كان عروة بن الزبير يكره الصلاة على شيء دون الأرض.( فتح الباري:1/410.)
كتب علي بن عبد اللّه بن عباس إلى «زرين» ان ابعث إليّ بلوح من أحجار المروة عليه أسجد.( أخبار مكة للازرقي)
ابو الامير العراقي- فريق الإشراف
- الديانه : الاسلام
البلد : العراق
عدد المساهمات : 182
نقاط : 5341
السٌّمعَة : 9
رد: استيضاح من الأخوة الشيعة
شكرا أخي الفاضل حسين القيسي
لقد كفيت وأوفيت الموضوع حقه من كل الجوانب
جزاك الله خير الجزاء وبارك بك
لقد كفيت وأوفيت الموضوع حقه من كل الجوانب
جزاك الله خير الجزاء وبارك بك
رد: استيضاح من الأخوة الشيعة
حميد العامري كتب:شكرا أخي الفاضل حسين القيسي
لقد كفيت وأوفيت الموضوع حقه من كل الجوانب
جزاك الله خير الجزاء وبارك بك
الشكرلله اخي الفاضل حميد العامري
وشكرا لمرورك
ابو الامير العراقي- فريق الإشراف
- الديانه : الاسلام
البلد : العراق
عدد المساهمات : 182
نقاط : 5341
السٌّمعَة : 9
رد: استيضاح من الأخوة الشيعة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كنا قد تناولنا في القسم الاول هذا البحث المرحلة الاولى والتي بينا فيها الادلة الواردة عن النبي صلى الله عليه واله وسلم والتي بنى عليها الشيعة الامامية الراي بوجوب السجود على الارض دون غيرها ولاستكمال البحث حتى تعم الفائدة ونحيط بالامر من جميع اتجاهاته ونستكمل ما بداناه من بحثنا نستكمل الرحلة الثانية والثالثة
ونرجوا من الله القبول .
المرحلة الثانية
الترخيص في السجود على الخُمر والحُصر
لقد عرفنا في المرحلة الاولى عرفنا كيف ان السنة النبوية دلت على التركيز حول السجود على الارض في اشد الظروف واقساها, ولكن من عناية الله تعالى ولطفه بعباده ان رخصهم على لسان نبيه صلى الله عليه واله وسلم بالسجود على ما انبتت الارض في بعض الظروف من حر او بر او مطر ليقل العناء على عباده .
لننظر نظرة عابرة في الصحاح والسنن لنطلع على ما نصت عليه سنة المصطفى صلى الله عليه واله للدلالة على ما تقدم .
عن أنس بن مالك قال: كان رسول اللّه ـ صلَّى الله عليه وآله وسلَّم
يصلّي على الخمرة.( أبو نعيم الاصفهاني: أخبار اصبهان: 2/141).
عن ابن عباس: كان رسول اللّه ـ صلَّى الله عليه وآله وسلَّم ـ يصلّي على الخمرة، وفي لفظ: وكان النبيّ ـ صلَّى الله عليه وآله وسلَّم ـ يصلّي على الخمرة.( مسند أحمد: 1/269، 303 ، 309 و358).
عن ام المؤمنين عائشة: كان النبيّ ـ صلَّى الله عليه وآله وسلَّم ـ يصلّي على الخمرة.( مسند احمد: 6/179 وفيه أيضاً قال للجارية وهو في المسجد: ناوليني الخمرة).
عن ام المؤمنين أُمّ سلمة: كان رسول اللّه ـ صلَّى الله عليه وآله وسلَّم ـ يصلّي على الخمرة.( مسند احمد: 302).
عن ام المؤمنين ميمونة: ورسول اللّه ـ صلَّى الله عليه وآله وسلَّم ـ يصلّي على الخمرة فيسجد.( مسند أحمد: 6/ 331 و 335).
عن ام المؤمنين أُمّ سلمة قالت: كان [رسول اللّه ـ صلَّى الله عليه وآله وسلَّم ـ ] يصلّي على الخمرة (المصدر نفسه: 377.).
روى أبو سعيد الخدري أنّه دخل على النبي ـ صلَّى الله عليه وآله وسلَّم ـ ، قال: فرأيته يصلّي على حصير يسجد عليه.( صحيح مسلم:2/62، دارالفكر، بيروت).
وعن أنس بن مالك قال:
«كان رسول اللّه ـ صلَّى الله عليه وآله وسلَّم ـ يصلّي على الخمرة ويسجد عليها».( صحيح ابن خزيمة:2/105، المكتب الإسلامي، ط 2 ـ1412هـ; المعجم الأوسط:8/348; المعجم الكبير:12/292).
بعد ما اطلعنا على ما مر من الاحاديث النبوية الشريفة والتي دلت دلالة واضحة على ان النبي صلى الله عليه واله وسلم اكد على السجود على الارض ويبدو ان الترخيص جاء متاخرا على السجود على ما انبتت الارض ( الخمرة و الحصير) بقرينة عدم قبول شكوى الصحابة من حرارة الحصى وبرودته .
ولنتجول قليلا في اروقة الصحاح والمسانيد والمصنفات لكي نقف هل ان الله تعالى اجاز على لسان نبيه صلى الله عليه واله وسلم السجود على غير ما ورد في المرحلة الاولى والثانية ( اي السجود على غير الارض وما انبتت كالملابس وكور العمائم واطراف القميص والفرو وغيره ) لنبدا بذلك المرحلة الثالثة لنقف على بيان ذلك .
المرحلة الثالثة
السجود على الثياب لعذر
عن أنس بن مالك: كنّا إذا صلّينا مع النبي ـ صلَّى الله عليه وآله وسلَّم ـ فلم يستطع أحدنا أن يمكّن جبهته من الأرض، طرح ثوبه ثم سجد عليه.
وفي لفظ آخر: كنّا نصلّي مع النبيّ ـ صلَّى الله عليه وآله وسلَّم ـ فيضع أحدنا طرف الثوب من شدّة الحرّ. فإذا لم يستطع أحدنا أن يمكّن جبهته من الأرض، بسط ثوبه.
وفي لفظ ثالث: كنّا إذا صلّينا مع النبيّ ـ صلَّى الله عليه وآله وسلَّم ـ فيضع أحدنا طرف الثوب من شدّة الحرّ مكان السجود.( صحيح البخاري: 1/101; صحيح مسلم: 2/109; مسند أحمد: /100; السنن الكبرى:2/106).
وفي هذه الرواية التي نقلها اصحاب السنن والصحاح والمسانيد تدل دلالة واضحة على ان السجود على الثياب جاء لعذر , وقد يتبادرلذهن تعارض هذه الرواية مع بعض الروايات التي دلت في ظاهرها على الجواز دون عذر (والحقيقة انها غير متعارضة انما هي تصب في نفس المعنى بقرينة رواية انس التي اختصت بتحديد عذر , فبرواية انس يرفع التعارض وتكون تلك المطلقات التي وردت في بعض الروايات التي سنقف على بيانها مقيدة بمشروطات ).
عن عبد اللّه بن محرز عن أبي هريرة: كان رسول اللّه ـ صلَّى الله عليه وآله وسلَّم ـ يصلّي على كور عمامته.( كنز العمال: 8/130 برقم 22238).
إنّ هذه الرواية مع أنّها معارضة لما مرّ من نهي النبيّ ـ صلَّى الله عليه وآله وسلَّم ـ عن السجود عليه(لاحظ ص 31.)، محمولة على العذر والضرورة. وقد صرّح بذلك الشيخ البيهقي في سننه، حيث قال: قال الشيخ: وأمّا ما روي في ذلك عن النبيّ ـ صلَّى الله عليه وآله وسلَّم ـ من السجود على كور العمامة فلا يثبت شيء من ذلك . (السنن الكبرى: 2/106).
روي عن ابن راشد قال: رأيت مكحولاً يسجد على عمامته فقلت: لم تسجد عليها؟ قال أتّقي البرد على أسناني.( المصنف لعبد الرزاق: 1/400، كما في سيرتنا وسنّتنا، والسجدة على التربة :93).
ما روي عن أنس: كنّا نصلّي مع النبيّ ـ صلَّى الله عليه وآله وسلَّم ـ فيسجد أحدنا على ثوبه.( السنن الكبرى: 2/106، باب من بسط ثوباً فسجد عليه).
وهذه الرواية محمولة على السجود بعذر لا اختيارا بقرينة رواية انس التي سبق والتي رواها البخاري (كنّا نصلّي مع النبيّ ـ صلَّى الله عليه وآله وسلَّم ـ في شدّة الحرّ، فإذا لم يستطع أحدنا أن يمكّن وجهه من الأرض بسط ثوبه فسجد عليه)((( البخاري: 2/64 كتاب الصلاة باب بسط الثوب في الصلاة للسجود))).
ويؤيّده ما رواه النسائي أيضاً: كنّا إذا صلّينا خلف النبيّ ـ صلَّى الله عليه وآله وسلَّم ـ بالظهائر سجدنا على ثيابنا اتّقاء الحرّ(ابن الأثير: جامع الأُصول: 5/468 برقم 3660).
عن المغيرة بن شعبة: كان رسول اللّه ـ صلَّى الله عليه وآله وسلَّم ـ يصلّي على الحصير والفرو المدبوغة(أبو داود: السنن: باب ما جاء في الصلاة على الخمرة برقم 331)
وهذه رواية ضعيفة بــــــــــ(يونس بن الحرث) .
ولكن رغم ضعفها الا انها ظاهرا لا تدل على السجود عليه ,ولا ملازمة بين الصلاة عليه والسجود عليه فبالامكان ان النبي صلى الله عليه واله وسلم كان يصلي على الفروة ويضع جبهته على الارض او ما انبتت .
وعلى فرض الملازمة فانها تعارض ما مر ذكره من روايات سابقا ويمكن حمل السجود عله لعذر .
خلاصة ما نستدل عله من البحث :-
ان السجود في الصلاة مرة بمرحلتين مهمتين هي انحصار السجود على الارض بغض النظر عن الظروف الجوية وكانت تلك المرحلة الاولى, ام المرحلة الثانية فقد ورد بالادلة القطعية على وجود الترخيص بالسجود على ما انبتت الارض وكانت عناية من الله سبحانه وتعالى ليقلل العبئ على المسلمين .
وان كان بالامكان احتمال مراحل اخرى فلا يمكن ان نحتمل هناك مرحلة الا مرحلة ثالثة جاز فيه السجود على غير الارض او ما انبتت لعذر (وكان ايضا من العناية الالهية بعباده ) فبعدم وجود العذر يسقط جواز السجود على غير الارض او ما انبتت كالملابس او ما حمل كالعمامة والمنديل.
نستنتج من ذلك ان سجود الشيعة على الارض هو عين السنة الشريفة
وما يثار حول الشيعة انما هو لاسقاط هذه الطائفة وتشويهها , ومع احترامنا لاخوتنا من المذاهب الاخرى فاختلافنا معهم في هذه المسالة مبني على الدليل .
نرجوا ن يكون ما قدمناه قد اغنى تسائل الاخ السائل وقدم له الايضاح والاستبيان الكافي .
وختاما
نسال الله الصلاح لنا ولكم في الدنيا والاخرة .
والحمد لله على نعمة الاسلام.
كنا قد تناولنا في القسم الاول هذا البحث المرحلة الاولى والتي بينا فيها الادلة الواردة عن النبي صلى الله عليه واله وسلم والتي بنى عليها الشيعة الامامية الراي بوجوب السجود على الارض دون غيرها ولاستكمال البحث حتى تعم الفائدة ونحيط بالامر من جميع اتجاهاته ونستكمل ما بداناه من بحثنا نستكمل الرحلة الثانية والثالثة
ونرجوا من الله القبول .
المرحلة الثانية
الترخيص في السجود على الخُمر والحُصر
لقد عرفنا في المرحلة الاولى عرفنا كيف ان السنة النبوية دلت على التركيز حول السجود على الارض في اشد الظروف واقساها, ولكن من عناية الله تعالى ولطفه بعباده ان رخصهم على لسان نبيه صلى الله عليه واله وسلم بالسجود على ما انبتت الارض في بعض الظروف من حر او بر او مطر ليقل العناء على عباده .
لننظر نظرة عابرة في الصحاح والسنن لنطلع على ما نصت عليه سنة المصطفى صلى الله عليه واله للدلالة على ما تقدم .
عن أنس بن مالك قال: كان رسول اللّه ـ صلَّى الله عليه وآله وسلَّم
يصلّي على الخمرة.( أبو نعيم الاصفهاني: أخبار اصبهان: 2/141).
عن ابن عباس: كان رسول اللّه ـ صلَّى الله عليه وآله وسلَّم ـ يصلّي على الخمرة، وفي لفظ: وكان النبيّ ـ صلَّى الله عليه وآله وسلَّم ـ يصلّي على الخمرة.( مسند أحمد: 1/269، 303 ، 309 و358).
عن ام المؤمنين عائشة: كان النبيّ ـ صلَّى الله عليه وآله وسلَّم ـ يصلّي على الخمرة.( مسند احمد: 6/179 وفيه أيضاً قال للجارية وهو في المسجد: ناوليني الخمرة).
عن ام المؤمنين أُمّ سلمة: كان رسول اللّه ـ صلَّى الله عليه وآله وسلَّم ـ يصلّي على الخمرة.( مسند احمد: 302).
عن ام المؤمنين ميمونة: ورسول اللّه ـ صلَّى الله عليه وآله وسلَّم ـ يصلّي على الخمرة فيسجد.( مسند أحمد: 6/ 331 و 335).
عن ام المؤمنين أُمّ سلمة قالت: كان [رسول اللّه ـ صلَّى الله عليه وآله وسلَّم ـ ] يصلّي على الخمرة (المصدر نفسه: 377.).
روى أبو سعيد الخدري أنّه دخل على النبي ـ صلَّى الله عليه وآله وسلَّم ـ ، قال: فرأيته يصلّي على حصير يسجد عليه.( صحيح مسلم:2/62، دارالفكر، بيروت).
وعن أنس بن مالك قال:
«كان رسول اللّه ـ صلَّى الله عليه وآله وسلَّم ـ يصلّي على الخمرة ويسجد عليها».( صحيح ابن خزيمة:2/105، المكتب الإسلامي، ط 2 ـ1412هـ; المعجم الأوسط:8/348; المعجم الكبير:12/292).
بعد ما اطلعنا على ما مر من الاحاديث النبوية الشريفة والتي دلت دلالة واضحة على ان النبي صلى الله عليه واله وسلم اكد على السجود على الارض ويبدو ان الترخيص جاء متاخرا على السجود على ما انبتت الارض ( الخمرة و الحصير) بقرينة عدم قبول شكوى الصحابة من حرارة الحصى وبرودته .
ولنتجول قليلا في اروقة الصحاح والمسانيد والمصنفات لكي نقف هل ان الله تعالى اجاز على لسان نبيه صلى الله عليه واله وسلم السجود على غير ما ورد في المرحلة الاولى والثانية ( اي السجود على غير الارض وما انبتت كالملابس وكور العمائم واطراف القميص والفرو وغيره ) لنبدا بذلك المرحلة الثالثة لنقف على بيان ذلك .
المرحلة الثالثة
السجود على الثياب لعذر
عن أنس بن مالك: كنّا إذا صلّينا مع النبي ـ صلَّى الله عليه وآله وسلَّم ـ فلم يستطع أحدنا أن يمكّن جبهته من الأرض، طرح ثوبه ثم سجد عليه.
وفي لفظ آخر: كنّا نصلّي مع النبيّ ـ صلَّى الله عليه وآله وسلَّم ـ فيضع أحدنا طرف الثوب من شدّة الحرّ. فإذا لم يستطع أحدنا أن يمكّن جبهته من الأرض، بسط ثوبه.
وفي لفظ ثالث: كنّا إذا صلّينا مع النبيّ ـ صلَّى الله عليه وآله وسلَّم ـ فيضع أحدنا طرف الثوب من شدّة الحرّ مكان السجود.( صحيح البخاري: 1/101; صحيح مسلم: 2/109; مسند أحمد: /100; السنن الكبرى:2/106).
وفي هذه الرواية التي نقلها اصحاب السنن والصحاح والمسانيد تدل دلالة واضحة على ان السجود على الثياب جاء لعذر , وقد يتبادرلذهن تعارض هذه الرواية مع بعض الروايات التي دلت في ظاهرها على الجواز دون عذر (والحقيقة انها غير متعارضة انما هي تصب في نفس المعنى بقرينة رواية انس التي اختصت بتحديد عذر , فبرواية انس يرفع التعارض وتكون تلك المطلقات التي وردت في بعض الروايات التي سنقف على بيانها مقيدة بمشروطات ).
عن عبد اللّه بن محرز عن أبي هريرة: كان رسول اللّه ـ صلَّى الله عليه وآله وسلَّم ـ يصلّي على كور عمامته.( كنز العمال: 8/130 برقم 22238).
إنّ هذه الرواية مع أنّها معارضة لما مرّ من نهي النبيّ ـ صلَّى الله عليه وآله وسلَّم ـ عن السجود عليه(لاحظ ص 31.)، محمولة على العذر والضرورة. وقد صرّح بذلك الشيخ البيهقي في سننه، حيث قال: قال الشيخ: وأمّا ما روي في ذلك عن النبيّ ـ صلَّى الله عليه وآله وسلَّم ـ من السجود على كور العمامة فلا يثبت شيء من ذلك . (السنن الكبرى: 2/106).
روي عن ابن راشد قال: رأيت مكحولاً يسجد على عمامته فقلت: لم تسجد عليها؟ قال أتّقي البرد على أسناني.( المصنف لعبد الرزاق: 1/400، كما في سيرتنا وسنّتنا، والسجدة على التربة :93).
ما روي عن أنس: كنّا نصلّي مع النبيّ ـ صلَّى الله عليه وآله وسلَّم ـ فيسجد أحدنا على ثوبه.( السنن الكبرى: 2/106، باب من بسط ثوباً فسجد عليه).
وهذه الرواية محمولة على السجود بعذر لا اختيارا بقرينة رواية انس التي سبق والتي رواها البخاري (كنّا نصلّي مع النبيّ ـ صلَّى الله عليه وآله وسلَّم ـ في شدّة الحرّ، فإذا لم يستطع أحدنا أن يمكّن وجهه من الأرض بسط ثوبه فسجد عليه)((( البخاري: 2/64 كتاب الصلاة باب بسط الثوب في الصلاة للسجود))).
ويؤيّده ما رواه النسائي أيضاً: كنّا إذا صلّينا خلف النبيّ ـ صلَّى الله عليه وآله وسلَّم ـ بالظهائر سجدنا على ثيابنا اتّقاء الحرّ(ابن الأثير: جامع الأُصول: 5/468 برقم 3660).
عن المغيرة بن شعبة: كان رسول اللّه ـ صلَّى الله عليه وآله وسلَّم ـ يصلّي على الحصير والفرو المدبوغة(أبو داود: السنن: باب ما جاء في الصلاة على الخمرة برقم 331)
وهذه رواية ضعيفة بــــــــــ(يونس بن الحرث) .
ولكن رغم ضعفها الا انها ظاهرا لا تدل على السجود عليه ,ولا ملازمة بين الصلاة عليه والسجود عليه فبالامكان ان النبي صلى الله عليه واله وسلم كان يصلي على الفروة ويضع جبهته على الارض او ما انبتت .
وعلى فرض الملازمة فانها تعارض ما مر ذكره من روايات سابقا ويمكن حمل السجود عله لعذر .
خلاصة ما نستدل عله من البحث :-
ان السجود في الصلاة مرة بمرحلتين مهمتين هي انحصار السجود على الارض بغض النظر عن الظروف الجوية وكانت تلك المرحلة الاولى, ام المرحلة الثانية فقد ورد بالادلة القطعية على وجود الترخيص بالسجود على ما انبتت الارض وكانت عناية من الله سبحانه وتعالى ليقلل العبئ على المسلمين .
وان كان بالامكان احتمال مراحل اخرى فلا يمكن ان نحتمل هناك مرحلة الا مرحلة ثالثة جاز فيه السجود على غير الارض او ما انبتت لعذر (وكان ايضا من العناية الالهية بعباده ) فبعدم وجود العذر يسقط جواز السجود على غير الارض او ما انبتت كالملابس او ما حمل كالعمامة والمنديل.
نستنتج من ذلك ان سجود الشيعة على الارض هو عين السنة الشريفة
وما يثار حول الشيعة انما هو لاسقاط هذه الطائفة وتشويهها , ومع احترامنا لاخوتنا من المذاهب الاخرى فاختلافنا معهم في هذه المسالة مبني على الدليل .
نرجوا ن يكون ما قدمناه قد اغنى تسائل الاخ السائل وقدم له الايضاح والاستبيان الكافي .
وختاما
نسال الله الصلاح لنا ولكم في الدنيا والاخرة .
والحمد لله على نعمة الاسلام.
اللهم صلِ على النبي المختار واله الاطهار
الحرية الحقيقية هي الحرية من النفس الامارة بالسوء
[center]
الحرية الحقيقية هي الحرية من النفس الامارة بالسوء
[center]
ابو الامير العراقي- فريق الإشراف
- الديانه : الاسلام
البلد : العراق
عدد المساهمات : 182
نقاط : 5341
السٌّمعَة : 9
رد: استيضاح من الأخوة الشيعة
بارك الله فى الاخوه الافاضل من العراق
حسين القيسى ,حميد العامرى على الايضاح
وجزاهم الله خير الجزاء
حسين القيسى ,حميد العامرى على الايضاح
وجزاهم الله خير الجزاء
<br>
نبراس سامى- المراقبه العامه
-
الديانه : الاسلام
البلد : مصر
عدد المساهمات : 604
نقاط : 5928
السٌّمعَة : 8
رد: استيضاح من الأخوة الشيعة
شكرا اختنا الفاضلة وجزاكي الله خيرا
اللهم صلِ على النبي المختار واله الاطهار
الحرية الحقيقية هي الحرية من النفس الامارة بالسوء
[center]
الحرية الحقيقية هي الحرية من النفس الامارة بالسوء
[center]
ابو الامير العراقي- فريق الإشراف
- الديانه : الاسلام
البلد : العراق
عدد المساهمات : 182
نقاط : 5341
السٌّمعَة : 9
رد: استيضاح من الأخوة الشيعة
نسجل إعجابنا بردود إخينا حسين القيسى , التى تكشف عن علم واطلاع
نختلف مع الطرح فى نقاط بسيطة جدا , لعلنا نطرح رأينا فى أقرب فرصة بإذن الله
لكم منا جزيل الشكر
وجزاكم الله خيرا
نختلف مع الطرح فى نقاط بسيطة جدا , لعلنا نطرح رأينا فى أقرب فرصة بإذن الله
لكم منا جزيل الشكر
وجزاكم الله خيرا
من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرا أو ليصمت
هانى الإخوانى- المراقب العام
-
الديانه : الاسلام
البلد : مصر
عدد المساهمات : 1177
نقاط : 6701
السٌّمعَة : 17
العمر : 41
العمل/الترفيه :
مواضيع مماثلة
» قراءة فى كتاب الأخوة في الله
» الشيعة والإرهاب
» الكويت..الشيعة..السنة.. العبرة.. هل تكون فاتحة خير!
» لماذا يخالف الشيعة الإمام علي عليه السلام؟
» الشيعة والمسلمون/ محمد رشيد رضا
» الشيعة والإرهاب
» الكويت..الشيعة..السنة.. العبرة.. هل تكون فاتحة خير!
» لماذا يخالف الشيعة الإمام علي عليه السلام؟
» الشيعة والمسلمون/ محمد رشيد رضا
شبكة واحة العلوم الثقافية :: الساحات العلمية والثقافية والحوارية :: ساحة الحوار الموضوعي بين الأديان :: ساحة التقارب السني الشيعي
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى