الدستور واركان الدولة في القرآن الكريم
+2
كاره اليهود
ahmed alhaj
6 مشترك
شبكة واحة العلوم الثقافية :: الساحات العلمية والثقافية والحوارية :: ساحة الفقه والعلوم والحوارات الشرعية
صفحة 2 من اصل 3
صفحة 2 من اصل 3 • 1, 2, 3
رد: الدستور واركان الدولة في القرآن الكريم
أخي عمر الحسني
اشكرك على مشاركتك .. ولو أنها كتاب طويل
هي مشاركة متعلقة في صميم الموضوع .. ولكنها لم تتداخل في الحوار وصولا الى تأييد الفكرة الأساسية المطروحة أو معارضتها.
أخي الكريم
حين تتعقد الامور وتتشابك.. لا بد لنا ان نستخدم ادوات قياس بسيطة ، تنسجم مع الفطرة السليمة
نحن لا نستطيع ان نثبت النظريات إلا بالبديهيات ... والاسلام هو دين البديهية .. وهو دين الفطرة
قد يختلف المسلمون في تقييم دولة عمر بن الخطاب رضي الله عنه ، أو دولة معاوية او دولة علي بن ابي طالب رضي الله عنه او دولة يزيد او دولة ابوجعفر المنصور ، او دولة المعتصم ، او دولة الفاتح ، او دولة بايزيد ، او دولة حسني مبارك ، او دولة محمد السادس.......
ولكنني على يقين ان المسلمين متفقون على ان لا فضل لعربي على أعجمي إلا بالتقوى ولا فضل لقومية على قومية إلا بالتقوى ولا فضل لأسرة على أسرة الا بالتقوى ولا فضل لاحد على احد الا بالعمل الصالح والتقوى
هذا مبدأ دستوري (إسلامي) بسيط لم تتوصل له الحضارة البشرية الوضعية الا في القرن الثامن عشر ، قرن الاكتشافات والاختراعات
توريث الحكم ضمن اسرة حاكمة .. هو اعتداء على هذا المبدأ الاسلامي
و ولاية العهد اعتداء على الأمانة .. فالحكم أمانة ترد إلى أهلها وليست ملكا يورث.
و قد ترك لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم قدوة حسنة عظيمة الِشأن ، وهي انه لم يعهد لمن بعده
كنت وانا صغير اتسائل لماذا غابت هذه المسالة عن رسول الله ولماذا سكت رسول الله عن تسمية من بعده . والآن أدركت ان هذا السكوت أقوى من القول ، وان هذا الصمت اقوى من العمل ، وأن هذه سنة مؤكدة ، وقدوة حسنة علينا ان نتبعها الى يوم القيامة.
اني ادعوك وادعوا بقية الإخوة في المنتدى على التركيز على الحوار حول آلية تداول الحكم بطريقة تنسجم مع المبادئ الإسلامية . فباب الاجتهاد العلمي لم يغلق ، وهو مشرع إلى يوم القيامة
" والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا"
اشكرك على مشاركتك .. ولو أنها كتاب طويل
هي مشاركة متعلقة في صميم الموضوع .. ولكنها لم تتداخل في الحوار وصولا الى تأييد الفكرة الأساسية المطروحة أو معارضتها.
أخي الكريم
حين تتعقد الامور وتتشابك.. لا بد لنا ان نستخدم ادوات قياس بسيطة ، تنسجم مع الفطرة السليمة
نحن لا نستطيع ان نثبت النظريات إلا بالبديهيات ... والاسلام هو دين البديهية .. وهو دين الفطرة
قد يختلف المسلمون في تقييم دولة عمر بن الخطاب رضي الله عنه ، أو دولة معاوية او دولة علي بن ابي طالب رضي الله عنه او دولة يزيد او دولة ابوجعفر المنصور ، او دولة المعتصم ، او دولة الفاتح ، او دولة بايزيد ، او دولة حسني مبارك ، او دولة محمد السادس.......
ولكنني على يقين ان المسلمين متفقون على ان لا فضل لعربي على أعجمي إلا بالتقوى ولا فضل لقومية على قومية إلا بالتقوى ولا فضل لأسرة على أسرة الا بالتقوى ولا فضل لاحد على احد الا بالعمل الصالح والتقوى
هذا مبدأ دستوري (إسلامي) بسيط لم تتوصل له الحضارة البشرية الوضعية الا في القرن الثامن عشر ، قرن الاكتشافات والاختراعات
توريث الحكم ضمن اسرة حاكمة .. هو اعتداء على هذا المبدأ الاسلامي
و ولاية العهد اعتداء على الأمانة .. فالحكم أمانة ترد إلى أهلها وليست ملكا يورث.
و قد ترك لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم قدوة حسنة عظيمة الِشأن ، وهي انه لم يعهد لمن بعده
كنت وانا صغير اتسائل لماذا غابت هذه المسالة عن رسول الله ولماذا سكت رسول الله عن تسمية من بعده . والآن أدركت ان هذا السكوت أقوى من القول ، وان هذا الصمت اقوى من العمل ، وأن هذه سنة مؤكدة ، وقدوة حسنة علينا ان نتبعها الى يوم القيامة.
اني ادعوك وادعوا بقية الإخوة في المنتدى على التركيز على الحوار حول آلية تداول الحكم بطريقة تنسجم مع المبادئ الإسلامية . فباب الاجتهاد العلمي لم يغلق ، وهو مشرع إلى يوم القيامة
" والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا"
ahmed alhaj- كـاتــــب
-
الديانه : الاسلام
البلد : مصر
عدد المساهمات : 88
نقاط : 5093
السٌّمعَة : 6
رد: الدستور واركان الدولة في القرآن الكريم
أنا أعتقد أن الفكرة الجيدة التي لا تصلح للتنفيذ فهي فكرة غير جيدة
و أن الرأي الصائب الذي لا يعطي نتيجة ايجابية فهو رأي غير صائب ....
وأما في السياسة والحكم ، فان القانون الجيد الذي لا يضمن ولا يتضمن آلية نفاذه و تفعيله و تطبيقه فهو قانون غير جيد.
و أن الرأي الصائب الذي لا يعطي نتيجة ايجابية فهو رأي غير صائب ....
وأما في السياسة والحكم ، فان القانون الجيد الذي لا يضمن ولا يتضمن آلية نفاذه و تفعيله و تطبيقه فهو قانون غير جيد.
ahmed alhaj- كـاتــــب
-
الديانه : الاسلام
البلد : مصر
عدد المساهمات : 88
نقاط : 5093
السٌّمعَة : 6
رد: الدستور واركان الدولة في القرآن الكريم
استكمالا للفكرة الرئيسية:
إذا تهيأ اختيار وانتخاب خطيب الجمعة من طرف المصلين ، فإننا بذلك نكون قد وضعنا اللبنة الأولى في بنيان الركن الثالث للدولة المدنية المنشودة .
هذا الركن هو محور التوازن والاستقرار، لدولة العدل والميزان.
فالعدل لا يتحقق الا بميزان ، والميزان لا يستقر الا حول محور ثابت.
خطباء الجمعة المنتخبون هم نخبة من الشعب ، عددهم بعدد المساجد التي تقام بها الجمعة ، وهم خير من يمثل السكان المسلمين في شأن دينهم . وهم خير من يمثل المسلمين في مدنهم وقراهم وباديتهم .
تمثيلهم عريض ، يتناسب مع توزيع المساجد في الدولة.
وتوزيع المساجد بطبيعته يتناسب مع الكثافة السكانية ، ويتناسب أيضا مع المساحات الجغرافية
خطباء الجمعة ينتخبون منهم مجلسا يسمى " مجلس خطباء الجمعة"
عدد أعضاء مجلس خطباء الجمعة يساوي عدد أعضاء مجلس نواب الشعب
اجتماع المجلسين يسمى "مجلس الامة"
ان مجلس خطباء الجمعة في الدولة المنشودة هو نخبة النخبة في الشأن الإسلامي وهو مجلس الله ورسوله. وهو المعول عليه لتبوء مكان الحكم الذي ترد إليه نزاعات المسلمين امتثالا لقول الله تعالى " فان تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول"
ان وجود "مجلس خطباء الجمعة" المنتخب يكمل الصورة البهية للدستور والدولة. ويعطي تمثيلا حقيقيا ل"ضمير الامة" ، و يمنح الفقراء والمستضعفين حليفا قويا في النظام السياسي للدولة.
فيصبح الناس في هذه الدولة المنشودة ، لهم من يمثلهم في مختلف شؤونهم
لهم حكومتهم وأميرهم "رئيسهم المنتخب" الذي يتولى أمرهم ويقودهم في دولة الأمن و النظام
ولهم "مجلس النواب" الذي ينتخبونه ليمثل مصالحهم وأعمالهم من تجارة و زراعة وصناعة وغيرها من فعاليات المجتمع
ولهم أيضا "مجلس خطباء الجمعة" الذي يمثل ضمير الأمة. يمثل قيمهم الإسلامية و يحفظ عليهم دينهم واستقرار دولتهم
و يشكل كابحا "طبيعيا" لجموح الرغبة المرتبطة بالمال وأصحابه
ويشكل رادعا "طبيعيا " يمنع انحراف السلطان بسلطته. فهم لهم نفوذ حقيقي على السلطان
فجنود السلطان هم من جمهور المصلين الذين يستمعون للخطيب في خطبة الجمعة
و جمهور المصلين في المسجد هم أغلبية المقترعين في صناديق الانتخابات الرئاسية والبرلمانية.
بوجود "مجلس خطباء الجمعة" المنتخب يتحقق الركن الثالث من اركان الدولة الاسلامية المنشودة . هذه الاركان الثلاثة هي التي وردت في آيات الامارة في القرآن الكريم .
الركن الاول هو الامير الحاكم ولي الأمر ، المأمور باداء الامانة وبالحكم العادل امتثالا لامر الله تعالى " ان الله يامركم ان تؤدوا الامانات الى اهلها واذا حكمتم بين الناس ان تحكموا بالعدل.
والركن الثاني هو الشعب الذي يفوض قائدا له ويؤمر اميرا عليه ، ويقر لهذا الامير ولاية الامر، فيطيعه في طاعة الله ورسوله ، امتثالا لقول الله تعالى " واطيعوا الله والرسول واولي الامر منكم" .
أما الركن الثالث فهو ركن الاتزان الضروري الذي لا بد من وجوده لضبط التوازن بين الركن الاول والركن الثاني . الركن الثالث هو مجلس علماء المسلمين ، هو "مجلس خطباء الجمعة" الذي ينتخبه المصلون ليحكم بحكم الله ورسوله في حالة التنازع بين السلطة الحاكمة والشعب امتثالا لامر الله " فان تنازعتم في شيء فردوه الى الله والرسول.
في المساهمة القادمة ان شاء الله ، سوف نرى معضلة غياب ضمير الامة "الركن الثالث" عن الديمقراطيات الحديثة مثل أمريكا وفرنسا وغيرهما . فالرئيس المنتخب الذي يتولى قيادة السلطة التنفيذية ، والبرلمان المنتخب الذي يفترض فيه تمثيل كل فئات الشعب. هما في واقع الحال يمثلان فئة قليلة من المجتمع ، ويتنافسان على حساب السواد الأعظم والأغلبية الصامتة .
سنعلل الأسباب بطريقة علمية
ahmed alhaj- كـاتــــب
-
الديانه : الاسلام
البلد : مصر
عدد المساهمات : 88
نقاط : 5093
السٌّمعَة : 6
رد: الدستور واركان الدولة في القرآن الكريم
فكرة انتخاب خطيب الجمعه هي فكره موفقه لو حصلت علي آليات التنفيذ المناسبه، وهذا يجعلني أتوافق معكم في هذه الكلمه
وهذا سيقودنا إلي مسالة الإستخلاف، وهل الخلافه مقصود بها الإمامه أم التمكين للعموم وذلك مصداقا لقوله تعالي(وعد الله الذين أمنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم فى الأرض كما استخلف الذين من قبلهم وليمكنن لهم دينهم الذى ارتضى) فلو فصلنا بين الإمامة والتمكين لوقفنا علي ماهية الآليات المناسبه.
وهي في نظري إنكارا للذات والإيمان بالتكليف...
أما الشُبهه التي ربما تعترض مشروع المجلس هي مسألة التداخل بين الديني والسياسي وهل يحق لهيئة خطباء الجمعه التدخل فيما لا يعني الأمور الدينيه أم لا، وما هي المسائل المرتبطه بعملهم خارج الإطار، وكيفية تمييز الديني من السياسي كل هذه أشياء لابد من البت فيها قبل الإنشاء.
وقياسا علي دوره يوجد مجلس للحكماء رأيه استشاري وهو معروف في مصر ب(مجلس الشوري) وفي الولا يات المتحده ب(مجلس الشيوخ) ويحتوي علي خلاصة الأفكار والعقول المنتجه.
أنا أعتقد أن الفكرة الجيدة التي لا تصلح للتنفيذ فهي فكرة غير جيدة
و أن الرأي الصائب الذي لا يعطي نتيجة ايجابية فهو رأي غير صائب ....
وأما في السياسة والحكم ، فان القانون الجيد الذي لا يضمن ولا يتضمن آلية نفاذه و تفعيله و تطبيقه فهو قانون غير جيد.
وهذا سيقودنا إلي مسالة الإستخلاف، وهل الخلافه مقصود بها الإمامه أم التمكين للعموم وذلك مصداقا لقوله تعالي(وعد الله الذين أمنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم فى الأرض كما استخلف الذين من قبلهم وليمكنن لهم دينهم الذى ارتضى) فلو فصلنا بين الإمامة والتمكين لوقفنا علي ماهية الآليات المناسبه.
وهي في نظري إنكارا للذات والإيمان بالتكليف...
أما الشُبهه التي ربما تعترض مشروع المجلس هي مسألة التداخل بين الديني والسياسي وهل يحق لهيئة خطباء الجمعه التدخل فيما لا يعني الأمور الدينيه أم لا، وما هي المسائل المرتبطه بعملهم خارج الإطار، وكيفية تمييز الديني من السياسي كل هذه أشياء لابد من البت فيها قبل الإنشاء.
وقياسا علي دوره يوجد مجلس للحكماء رأيه استشاري وهو معروف في مصر ب(مجلس الشوري) وفي الولا يات المتحده ب(مجلس الشيوخ) ويحتوي علي خلاصة الأفكار والعقول المنتجه.
صفحتي على الفيس بوك
الحرية هي مطلب العُقلاء..ولكن من يجعل نفسه أسيراً لردود أفعال الآخرين فهو ليس حُرّاً....إصنع الهدف بنفسك ولا تنتظر عطف وشفقة الناس عليك..ولو كنت قويا ستنجح....سامح عسكر
رد: الدستور واركان الدولة في القرآن الكريم
الاخ الفاضل ابو عبد الرحمن طرح أربعة عناوين مهمة في اسطر قليلة
العنوان الأول: آليات التنفيذ المناسبة
العنوان الثاني: مفهوم الاستخلاف
العنوان الثالث:تداخل الديني والسياسي
العنوان الرابع: مقارنة مع مجلس الشيوخ في فرنسا او امريكا
وسأبدأ بتوضيح العنوان الثالث من وجهة نظري ، لأنه سيقودنا إلى الإجابة على المواضيع الأخرى في مساهمة لاحقة
محور الدين و محور السياسة يتقاطعان في خطبة الجمعة
العلمانيون يقولون ان مبادئ الديمقراطية العلمانية هي فصل الدين عن الدولة ، وضمان حرية الاعتقاد والممارسة الدينية
هل هذا ممكن في الدول التي يشكل المسلمون اغلبية سكانها؟
من الناحية الموضوعية فان إقامة حكم علماني قائم على فصل الدين عن الدولة على النمط الديموقراطي الغربي لا يمكن أن يتحقق ويستقر في الدول التي يشكل المسلمون أغلبية سكانها .
والأسباب وراء ذلك متعددة ولكن أهمها هو طبيعة العبادات الإسلامية المفروضة ، ومعظمها يتداخل في الشأن السياسي والاجتماعي والاقتصادي والإعلامي في المجتمع والدولة.
وأوضح مثال على هذه العبادات هو فريضة صلاة الجمعة
فهذه الصلاة تتطلب اجتماع المسلمين بشكل أسبوعي في صفوف منتظمة للقيام بعمل جماعي في غاية الانضباط وهو ركعتي صلاة الجمعة، و هذه الصلاة لا تكتمل الا بعد حضور خطبة الجمعة التي تعادل بحد ذاتها ركعتين من الصلاة المفروضة. إن صلاة الجمعة بشقيها يعتبر اكبر وأضخم التجمعات البشرية حضورا وانتظاما وانضباطا.
حضور خطبة الجمعة والإصغاء للإمام والاهتمام بما يقوله يعتبر جزء من الفريضة مما يجعل خطبة الجمعة أكثر الأجهزة الإعلامية تأثيرا في المجتمع ، حيث يقف خطيب الجمعة على المنبر ويحدث الناس في شؤون دينهم ودنياهم بأسلوب خطابي يتضمن تعليم المسلمين وتعبئتهم وتحريضهم على القيام بواجباتهم الدينية.
فصل الدين عن الدولة وهو شعار الدولة العلمانية يعني إعطاء الحرية الكاملة لممارسة العبادات و الشعائر الدينية دون تدخل الدولة ، وخطبة الجمعة جزء مهم من هذه العبادات وهنا يكمن الخطر ويظهر التناقض .
فإذا تحدث الخطيب عن المعاملات في الإسلام بما في ذلك محاربة الربا فهو يتدخل في النظام الاقتصادي للدولة
وإذا تحدث الخطيب عن الزنا وشرب الخمر والقمار وإقامة الحدود فهو يتدخل في قانون الجنايات
وإذا تحدث الخطيب عن فريضة الجهاد فهو يتدخل في شئون الدولة الدفاعية وسياستها الخارجية
وهكذا......
هنا تضطر الدولة العلمانية لمخالفة شعارها بفصل الدين عن الدولة وتضطر للتدخل السافر في شئون الدين لضبط خطبة الجمعة ومحاولة جعل منبر الجمعة منبرا إعلاميا تابع لها وهذا بحد ذاته يوقع الدولة في مأزق التدخل في تفاصيل العبادات و تعاليم الإسلام والتناقض الصريح مع الواجبات الدينية وبالتالي تضع نفسها في خصومة وتناحر مع جمهور المصلين .
جمهور المصلين في المجتمعات الإسلامية هم الأغلبية وهم القاعدة الشعبية اللازمة لإعطاء الشرعية الدستورية لأي نظام حكم حديث من خلال صندوق الاقتراع والانتخابات.
فإذا فقدت الدولة قاعدتها الشعبية التي تستمد منها شرعيتها فإنها تصبح دولة ضعيفة غير مستقرة تلجأ للأحكام العرفية وتلجأ للقوانين الاستثنائية لمعالجة حالة التناقض بينها وبين مواطنيها، بل وتلجأ في كثير من الأحيان إلى التخلي عن النهج الديموقراطي القائم على الانتخابات
أو إلى تزوير الانتخابات
وهذا هو حال أنظمة الحكم العلمانية التي تحكم مجتمعات المسلمين. فعدم قدرة هذه الأنظمة الاستناد في شرعيتها الانتخابية الدستورية على القاعدة الشعبية يجعلها ضعيفة ويجعلها بحاجة دائمة الى تحالفات وارتباطات مصلحيه مع القوى الخارجية لتعزيز قوة نظام الحكم ولو أدى ذلك إلى ضعف الدولة .
إذا، فان فصل الدين عن الدولة وإتباع النهج الديموقراطي العلماني على نمط الدول الغربية لا يودي إلى قيام دول قوية ومستقرة تحكم أغلبية مسلمة.
لا بد في حالة المسلمين من تداخل الدين الإسلامي والدولة لإقامة دولة قوية ومستقرة فالعمل الاجتماعي والاقتصادي والسياسي لمجتمع المسلمين له خصوصية لا يمكن تجاوزها وهي نابعة من خصوصية الدين الإسلامي. وفي سبيل ذلك لا بد من قيام نظام سياسي دستوري يستوعب هذه الخصوصية الإسلامية ، قابل للتطبيق في البلاد ذات الأغلبية الإسلامية ، وصولا الى انتاج حالة من الانسجام بين الحومة والشعب وبالتالي دولة قوية
هذه المشكلة غير موجودة في الدول التي تكون فيها اغلبية السكان من المسيحيين او البوذيين او الهندوس ، والسبب ببساطة هو الفرق بين موعظة الاحد في الكنيسة و بين خطبة الجمعة في المسجد
موعظة الاحد في الكنيسة فيها موعظة وتوصية واستحسان واستهجان..
ولكن خطبة الجمعة في المسجد فيها أمر ونهي وتحليل وتحريم ....
اذا ضمن أي الدستور حرية الخطيب على المنبر في أي دولة يشكل السكان ثلثي سكانها ، فان ذلك سيؤدي إلى اسلمة أركان الدولة بشكل طبيعي
ولنا متابعة ان شاء الله نبين فيها ان هذا الطرح لا يخيف احد ولا يشكل تهديد لاحد
العنوان الأول: آليات التنفيذ المناسبة
العنوان الثاني: مفهوم الاستخلاف
العنوان الثالث:تداخل الديني والسياسي
العنوان الرابع: مقارنة مع مجلس الشيوخ في فرنسا او امريكا
وسأبدأ بتوضيح العنوان الثالث من وجهة نظري ، لأنه سيقودنا إلى الإجابة على المواضيع الأخرى في مساهمة لاحقة
محور الدين و محور السياسة يتقاطعان في خطبة الجمعة
العلمانيون يقولون ان مبادئ الديمقراطية العلمانية هي فصل الدين عن الدولة ، وضمان حرية الاعتقاد والممارسة الدينية
هل هذا ممكن في الدول التي يشكل المسلمون اغلبية سكانها؟
من الناحية الموضوعية فان إقامة حكم علماني قائم على فصل الدين عن الدولة على النمط الديموقراطي الغربي لا يمكن أن يتحقق ويستقر في الدول التي يشكل المسلمون أغلبية سكانها .
والأسباب وراء ذلك متعددة ولكن أهمها هو طبيعة العبادات الإسلامية المفروضة ، ومعظمها يتداخل في الشأن السياسي والاجتماعي والاقتصادي والإعلامي في المجتمع والدولة.
وأوضح مثال على هذه العبادات هو فريضة صلاة الجمعة
فهذه الصلاة تتطلب اجتماع المسلمين بشكل أسبوعي في صفوف منتظمة للقيام بعمل جماعي في غاية الانضباط وهو ركعتي صلاة الجمعة، و هذه الصلاة لا تكتمل الا بعد حضور خطبة الجمعة التي تعادل بحد ذاتها ركعتين من الصلاة المفروضة. إن صلاة الجمعة بشقيها يعتبر اكبر وأضخم التجمعات البشرية حضورا وانتظاما وانضباطا.
حضور خطبة الجمعة والإصغاء للإمام والاهتمام بما يقوله يعتبر جزء من الفريضة مما يجعل خطبة الجمعة أكثر الأجهزة الإعلامية تأثيرا في المجتمع ، حيث يقف خطيب الجمعة على المنبر ويحدث الناس في شؤون دينهم ودنياهم بأسلوب خطابي يتضمن تعليم المسلمين وتعبئتهم وتحريضهم على القيام بواجباتهم الدينية.
فصل الدين عن الدولة وهو شعار الدولة العلمانية يعني إعطاء الحرية الكاملة لممارسة العبادات و الشعائر الدينية دون تدخل الدولة ، وخطبة الجمعة جزء مهم من هذه العبادات وهنا يكمن الخطر ويظهر التناقض .
فإذا تحدث الخطيب عن المعاملات في الإسلام بما في ذلك محاربة الربا فهو يتدخل في النظام الاقتصادي للدولة
وإذا تحدث الخطيب عن الزنا وشرب الخمر والقمار وإقامة الحدود فهو يتدخل في قانون الجنايات
وإذا تحدث الخطيب عن فريضة الجهاد فهو يتدخل في شئون الدولة الدفاعية وسياستها الخارجية
وهكذا......
هنا تضطر الدولة العلمانية لمخالفة شعارها بفصل الدين عن الدولة وتضطر للتدخل السافر في شئون الدين لضبط خطبة الجمعة ومحاولة جعل منبر الجمعة منبرا إعلاميا تابع لها وهذا بحد ذاته يوقع الدولة في مأزق التدخل في تفاصيل العبادات و تعاليم الإسلام والتناقض الصريح مع الواجبات الدينية وبالتالي تضع نفسها في خصومة وتناحر مع جمهور المصلين .
جمهور المصلين في المجتمعات الإسلامية هم الأغلبية وهم القاعدة الشعبية اللازمة لإعطاء الشرعية الدستورية لأي نظام حكم حديث من خلال صندوق الاقتراع والانتخابات.
فإذا فقدت الدولة قاعدتها الشعبية التي تستمد منها شرعيتها فإنها تصبح دولة ضعيفة غير مستقرة تلجأ للأحكام العرفية وتلجأ للقوانين الاستثنائية لمعالجة حالة التناقض بينها وبين مواطنيها، بل وتلجأ في كثير من الأحيان إلى التخلي عن النهج الديموقراطي القائم على الانتخابات
أو إلى تزوير الانتخابات
وهذا هو حال أنظمة الحكم العلمانية التي تحكم مجتمعات المسلمين. فعدم قدرة هذه الأنظمة الاستناد في شرعيتها الانتخابية الدستورية على القاعدة الشعبية يجعلها ضعيفة ويجعلها بحاجة دائمة الى تحالفات وارتباطات مصلحيه مع القوى الخارجية لتعزيز قوة نظام الحكم ولو أدى ذلك إلى ضعف الدولة .
إذا، فان فصل الدين عن الدولة وإتباع النهج الديموقراطي العلماني على نمط الدول الغربية لا يودي إلى قيام دول قوية ومستقرة تحكم أغلبية مسلمة.
لا بد في حالة المسلمين من تداخل الدين الإسلامي والدولة لإقامة دولة قوية ومستقرة فالعمل الاجتماعي والاقتصادي والسياسي لمجتمع المسلمين له خصوصية لا يمكن تجاوزها وهي نابعة من خصوصية الدين الإسلامي. وفي سبيل ذلك لا بد من قيام نظام سياسي دستوري يستوعب هذه الخصوصية الإسلامية ، قابل للتطبيق في البلاد ذات الأغلبية الإسلامية ، وصولا الى انتاج حالة من الانسجام بين الحومة والشعب وبالتالي دولة قوية
هذه المشكلة غير موجودة في الدول التي تكون فيها اغلبية السكان من المسيحيين او البوذيين او الهندوس ، والسبب ببساطة هو الفرق بين موعظة الاحد في الكنيسة و بين خطبة الجمعة في المسجد
موعظة الاحد في الكنيسة فيها موعظة وتوصية واستحسان واستهجان..
ولكن خطبة الجمعة في المسجد فيها أمر ونهي وتحليل وتحريم ....
اذا ضمن أي الدستور حرية الخطيب على المنبر في أي دولة يشكل السكان ثلثي سكانها ، فان ذلك سيؤدي إلى اسلمة أركان الدولة بشكل طبيعي
ولنا متابعة ان شاء الله نبين فيها ان هذا الطرح لا يخيف احد ولا يشكل تهديد لاحد
<br>
ahmed alhaj- كـاتــــب
-
الديانه : الاسلام
البلد : مصر
عدد المساهمات : 88
نقاط : 5093
السٌّمعَة : 6
رد: الدستور واركان الدولة في القرآن الكريم
جزاكم الله خيرا أستاذ أحمد متابع معك إن شاء الله ولكن أحببت التعليق علي فكره جاءت بين ثنايا الكلام
فإذا تحقق ونجح في دوله ك(تركيا) علي سبيل المثال،هل لنا بتغيير الموازين والفكره الأصليه التي انطلقنا منها، أم ثمة تغيرات طرأت علي الفكره التي نتحرك من خلالها ولم ننتبه لها بعد؟
من الناحية الموضوعية
فان إقامة حكم علماني قائم على فصل الدين عن الدولة على النمط الديموقراطي
الغربي لا يمكن أن يتحقق ويستقر في الدول التي يشكل المسلمون أغلبية
سكانها .
فإذا تحقق ونجح في دوله ك(تركيا) علي سبيل المثال،هل لنا بتغيير الموازين والفكره الأصليه التي انطلقنا منها، أم ثمة تغيرات طرأت علي الفكره التي نتحرك من خلالها ولم ننتبه لها بعد؟
صفحتي على الفيس بوك
الحرية هي مطلب العُقلاء..ولكن من يجعل نفسه أسيراً لردود أفعال الآخرين فهو ليس حُرّاً....إصنع الهدف بنفسك ولا تنتظر عطف وشفقة الناس عليك..ولو كنت قويا ستنجح....سامح عسكر
رد: الدستور واركان الدولة في القرآن الكريم
تركيا شعبها مسلم ، وهي خير مثال على تناقض فكرة الدولة العلمانية مع جمهور هذه الدولة
الدستور التركي كدستور علماني يضمن حرية الاعتقاد والممارسة الدينية لكل مواطن ( في المادة 24 من الدستور)
الا انه لم يتعامل مع خطبة الجمعة باعتبارها ممارسة دينية فقط ، بل قيدها ضمنيا في المادة 14 حيث أن أي ممارسة دينية تمس النظام العلماني "والحريات الممنوحة فيه" هو اعتداء يعاقب عليه القانون
لذلك حرص النظام على ان يكون امام المسجد موظف خاضع في دراسته وتعيينه وموعظته للدولة.
ونرى ان معظم التعديلات الدستورية منذ اتتاتورك كانت تتمحور حول التعليم الديني ، و سيطرة الدولة على المساجد ، فمرة يتم الغاء تعليم الاسلام في المدارس ، ومرة يسمح به كمادة اختيارية ، ومرة يصبح التعليم الديني اجباريا لمرحلة معينة ...
تركيا عانت من عدة أزمات دستورية وانقلابات عسكرية بسبب تناقض الروح الإسلامية النامية باستمرار جماهيريا مع النظام العلماني الذي اعتبر ان امام المسجد ليس اكثر من موظف منضبط في مؤسسة الدولة
ولكن الروح الاسلامية نمت وترسخت مجددا عند المواطنين بشكل طبيعي و بمعزل عن ارادة النظام و قد أدى ذلك الى فوز حزب الرفاه الاسلامي 1996 (نجم الدين اربكان) فما كان من الجيش (حامي الدستور) الا ان تدخل وقام بانقلاب على هذه الحكومة ، ووضع ضوابط اضافية على التعليم الديني وعلى المسجد.
و مع ذلك فان هامش الحرية السياسية في الدستور العلماني اتاح للاحزاب الاسلامية حرية التحول من شكل الى آخر وصولا الى حزب العدالة والتنمية (اردوغان)
نجح اردوغان وحزبه في الوصول إلى سدة الحكم وتجنب الانقلاب العسكري مستفيدا من تجربة حزب الرفاه ، حيث أصبح طرح حزب العدالة والتنمية السياسي أكثر علمانية وأكثر ليبيرالية ، وشعاره السياسي هو "التغريب" وصولا الى تلبية متطلبات "دول الاتحاد الاوروبي" التي تتطلب الدولة المدنية القائمة على الحرية والديموقراطية وعدم تدخل الجيش.. وهو ايضا الطرح الذي يلاقي هوى الاحزاب القومية و التنظير "الاتاتوركي .. مما وضع ضوابط امام الانقلابيين "
هذه الظروف بالاضافة الى الاداء المتميز (نظافة اليد) ساعدت في تمكين حزب العدالة والتنمية
الأمور منذ استلام حزب العدالة والتنمية تتفاقم (ايجابيا) ، إلا أن التناقض بين مؤسسات النظام والمسجد ما زال قائما ويحول دون قيام دولة تركية (قوية عالميا) . وتجربة حزب العدالة والتنمية تجربة تفاعلية نتمنى لها مزيد من التوفيق في اعطاء الاتراك حريتهم الحقيقية (المعززة دستوريا) في ممارسة عباداتهم
الا ان حزب العدالة والتنمية في نظر (المحكمة الدستورية) والجيش ما زال يسير عكس هوى الدستور العلماني وهو تحت المراقبة بالاضافة الى معطيات الاتحاد الاوروبي وحلف الاطلسي
فالنظام في تركيا يعيش مرحلة مخاض وما زال بعيدا عن الاستقرار
وعلينا ان نتذكر اننا في موضوعنا لا نتحدث عن ممارسة حزب استثنائي
ولكننا نتحدث عن تشكيل دستوري يضمن الانسجام الحقيقي بين مؤسسة الحكم وأغلبية الشعب حين تكون هذه الاغلبية من المسلمين
الدستور التركي كدستور علماني يضمن حرية الاعتقاد والممارسة الدينية لكل مواطن ( في المادة 24 من الدستور)
الا انه لم يتعامل مع خطبة الجمعة باعتبارها ممارسة دينية فقط ، بل قيدها ضمنيا في المادة 14 حيث أن أي ممارسة دينية تمس النظام العلماني "والحريات الممنوحة فيه" هو اعتداء يعاقب عليه القانون
لذلك حرص النظام على ان يكون امام المسجد موظف خاضع في دراسته وتعيينه وموعظته للدولة.
ونرى ان معظم التعديلات الدستورية منذ اتتاتورك كانت تتمحور حول التعليم الديني ، و سيطرة الدولة على المساجد ، فمرة يتم الغاء تعليم الاسلام في المدارس ، ومرة يسمح به كمادة اختيارية ، ومرة يصبح التعليم الديني اجباريا لمرحلة معينة ...
تركيا عانت من عدة أزمات دستورية وانقلابات عسكرية بسبب تناقض الروح الإسلامية النامية باستمرار جماهيريا مع النظام العلماني الذي اعتبر ان امام المسجد ليس اكثر من موظف منضبط في مؤسسة الدولة
ولكن الروح الاسلامية نمت وترسخت مجددا عند المواطنين بشكل طبيعي و بمعزل عن ارادة النظام و قد أدى ذلك الى فوز حزب الرفاه الاسلامي 1996 (نجم الدين اربكان) فما كان من الجيش (حامي الدستور) الا ان تدخل وقام بانقلاب على هذه الحكومة ، ووضع ضوابط اضافية على التعليم الديني وعلى المسجد.
و مع ذلك فان هامش الحرية السياسية في الدستور العلماني اتاح للاحزاب الاسلامية حرية التحول من شكل الى آخر وصولا الى حزب العدالة والتنمية (اردوغان)
نجح اردوغان وحزبه في الوصول إلى سدة الحكم وتجنب الانقلاب العسكري مستفيدا من تجربة حزب الرفاه ، حيث أصبح طرح حزب العدالة والتنمية السياسي أكثر علمانية وأكثر ليبيرالية ، وشعاره السياسي هو "التغريب" وصولا الى تلبية متطلبات "دول الاتحاد الاوروبي" التي تتطلب الدولة المدنية القائمة على الحرية والديموقراطية وعدم تدخل الجيش.. وهو ايضا الطرح الذي يلاقي هوى الاحزاب القومية و التنظير "الاتاتوركي .. مما وضع ضوابط امام الانقلابيين "
هذه الظروف بالاضافة الى الاداء المتميز (نظافة اليد) ساعدت في تمكين حزب العدالة والتنمية
الأمور منذ استلام حزب العدالة والتنمية تتفاقم (ايجابيا) ، إلا أن التناقض بين مؤسسات النظام والمسجد ما زال قائما ويحول دون قيام دولة تركية (قوية عالميا) . وتجربة حزب العدالة والتنمية تجربة تفاعلية نتمنى لها مزيد من التوفيق في اعطاء الاتراك حريتهم الحقيقية (المعززة دستوريا) في ممارسة عباداتهم
الا ان حزب العدالة والتنمية في نظر (المحكمة الدستورية) والجيش ما زال يسير عكس هوى الدستور العلماني وهو تحت المراقبة بالاضافة الى معطيات الاتحاد الاوروبي وحلف الاطلسي
فالنظام في تركيا يعيش مرحلة مخاض وما زال بعيدا عن الاستقرار
وعلينا ان نتذكر اننا في موضوعنا لا نتحدث عن ممارسة حزب استثنائي
ولكننا نتحدث عن تشكيل دستوري يضمن الانسجام الحقيقي بين مؤسسة الحكم وأغلبية الشعب حين تكون هذه الاغلبية من المسلمين
<br>
ahmed alhaj- كـاتــــب
-
الديانه : الاسلام
البلد : مصر
عدد المساهمات : 88
نقاط : 5093
السٌّمعَة : 6
رد: الدستور واركان الدولة في القرآن الكريم
اما بخصوص مقارنة الفكرة الرئيسية " مجلس خطباء الجمعة " مع مجلس الشيوخ في فرنسا أو مجلس الشيوخ في الولايات المتحدة
فانه يتبادر الى اذهاننا السؤال التالي:
الولايات المتحدة الامريكية وفرنسا وغيرها من الدول المنتصرة تنتهج نظام انتخابات نزيه لا يتم الطعن فيه وتنتهج نظام واضح وشفاف لتداول السلطة ، فلماذا نتعب انفسنا بابتداع نظام جديد يختص بالمسلمين وما العيب بانتهاج نفس الانظمة المتبعة في الديموقراطيات الحديثة ؟؟
للاجابة على هذا السؤال لا بد لنا اولا ان نعترف بان وسائل الانتخاب المباشر وغير المباشر ونظام تداول السلطة المحكوم بالدستور يعتبر من الإنجازات الحديثة ومن أهم الإبداعات التي توصلت لها المجتمعات البشرية، وقد تطورت هذه الأدوات الفنية للحكم بالتوازي وفي نفس الوقت ومن نفس المنطقة التي شهدت تطورا هائلا في العلوم النظرية والتطبيقية على مدى القرنين التاسع عشر والعشرين.خاصة في الولايات المتحدة الأمريكية والدول الغربية حيث أصبح لكل دولة دستور وقانون ينظم طريقة الحكم وتداول السلطة، وقد أثبتت هذه الأنظمة قدرتها على الاستمرار وقدرتها على تجاوز الأزمات المتعلقة بنظام الحكم و تداول السلطة .
إن شكل نظام الحكم الحديث أصبح محددا بالدستور كما أن اختيار عناصر الحكم أصبح يعتمد بشكل أساسي على صندوق الاقتراع. وبالتالي على خيارات أفراد الشعب ونظام الأغلبية.
وبافتراض حسن الظن والمقاصد النبيلة فان عملية الانتخابات وما يتبعها لا يمكن أن تكون نزيهة إلا بتوفر الحرية الكاملة لكل مواطن من مواطني الدولة الذين يدلون بأصواتهم، وقد كفل الدستور –ظاهريا – هذه الحرية وركز عليها.
إلا أن واقع الحال يدل على غير ذلك فحرية المواطن يتم سلبها من خلال تضييق الخيارات المتاحة أمامه. فالمواطن يتعرف على المرشح من خلال وسائط الاتصال الجماهيري مثل الاعلانات في الراديو والتلفزيون والصحف والمهرجانات الانتخابية، والمنشورات والملصقات...الخ
وسائل الاتصال هذه عبارة عن سلع لها اثمانها
ولا يستطيع امتلاكها او استئجارها او شرائها الا من كان قادرا على دفع الثمن المادي لها
إن استخدام أي من وسائل الاتصال الجماهيري يتطلب إمكانيات مادية و مبالغ ضخمة لا يقدر عليها إلا من كان ثريا بحد ذاته أو من وجد مؤسسة ثرية تتبناه وفي كلتا الحالتين فان المرشح يمثل الفئة الثرية في المجتمع
ومهما استخدم المرشح من شعارات تناسب الفقراء والمظلومين كشعارات العدالة والمساواة ومنع الفساد وتوزيع الثروات...الخ وهي الشعارات الضرورية لصندوق الاقتراع إلا أن أدائه وممارساته لا بد أن تصب في مصلحته ومصلحة المؤسسات الثرية التي تمكنت من توفير وسائل الاتصال الجماهيري له.
إن أنظمة الانتخابات وآليات الحكم الحديثة تطورت مع تطور القطاع الخاص الأهلي في الدولة بحيث تكونت شركات ربحية قوية وضخمة. وكان لا بد لهذه الشركات أن يكون لها من يمثلها قي نظام الحكم ، بل لا بد لها إن تهيمن على نظام الحكم السياسي في الدولة ، فنشاطاتها واستثماراتها وأرباحها مرتبطة ارتباط وثيق بما يصدر عن الدولة من قوانين وقرارات وسياسات.
إن آلية الانتخابات في الأنظمة الديموقراطية الحديثة تنسجم تماما مع مصالح الشركات الربحية الضخمة وتضمن وصول ممثليها أو من تتبناهم إلى مراكز السلطة والقرار، وذلك من خلال قدرتها على السيطرة على رأي المواطنين بواسطة توظيف واستخدام الأدوات الإعلانية و الإعلامية، خاصة وان أجهزة الإعلام والإعلان هي في حد ذاتها شركات ربحية تعمل بأسلوب مهني لخدمة زبائنها .
إن أساليب الدعاية والإعلان أثبتت قدرتها الهائلة على تشكيل رأي وفكر ومزاج المواطن المستهدف في الدعاية. وأساليب الدعاية والإعلام لا تقوم على مخاطبة الفكر والمنطق فقط كما يعتقد البعض بل إن نجاحها يعتمد على مدى تأثيرها على أحاسيس وأعصاب وعواطف الإنسان المستهدف.
ولتوضيح ذلك ندقق في الأساليب الدعائية لواحدة من أكثر السلع المعروفة وهو مشروب البيبسى على سبيل المثال. ان انتشار هذه السلعة الهائل يعود بالدرجة الاولى الى طريقة وحجم الدعاية ، ومع ذلك نلاحظ ان اية دعاية للبيبسي لا تذكر شيء عن فوائد هذا المشروب أي انها لا تخاطب العقل بل انها تستهدف التأثير على الأجهزة الحسية والعصبية للانسان فيما يعرف بعملية الانعكاس الشرطي في علم النفس. دعايات بيبسي في الشوارع كل مئة متر، وفي الصحف في الصفحة الاولى وفي الاسواق في كل بقالة وفي الراديو كل ساعة وفي التلفزيون كل مسلسل.
المباراة الرياضية برعاية بيسي لمن يحبون الرياضة، صورة الفتاة الجميلة مقترنة بعبوة البيبسي للتأثير على المراهقين ، وتقوم الشركة في كل موسم من مواسم الدعاية باعتماد شعار من كلمتين او ثلاثة كي يسهل حفظه مثل (انطلق مع بيبسى، أو عيش حياتك..الخ) . لا شيء في هذه الدعايات عن فوائد المشروب ومع ذلك نجد تأثيرها الواضح على رأي الجمهور المستهدف من خلال التكرار وأساليب مخاطبة الإنسان ليس كصاحب رأي وإنما كحالة نفسية .
إن أساليب الدعاية الانتخابية في الأنظمة الديموقراطية الحديثة تشبه إلى حد كبير أساليب الدعاية التجارية . عليك ان تستبدل كلمة بيبسي باسم المرشح . فصورة المرشح في الشوارع كل مئة متر وفي الصحف في الصفحة الاولى ويرعى مباراة كرة القدم ويتبرع لجمعية الايتام ويعتمد شعار من كلمتين او ثلاثة مثل( نصير المظلومين، او القوي الأمين ..الخ)
ان نظام الحكم في الديموقراطيات الحديثة يمثل الشركات الربحية الرئيسية في البلاد وهو نظام تمثيلي معقول لتقوية هذه الشركات وبالتالي النهوض بقطاع الصناعة والتجارة والزراعة والخدمات وزيادة رأس المال ودخل الدولة من الضرائب وما الى ذلك من نمو اقتصادي .
الا ان مثل هذا النظام لا يمكن ان يكون لوحده صالحا لبناء نظام سياسي لامة او لدولة. النظام السياسي للدولة يهدف الى زيادة الانتاج والارباح وتقوية الصناعة والتجارة . ولكنه لا يستقر ولا يتزن الا اذا ارتكز على منظومة القيم التي يؤمن بها المجتمع والتي من شأنها توفير العدالة والمساواة ومنع الاستغلال ومنع الاحتكار وتوفير التكافل الاجتماعي وحماية المجتمع من الفساد الاخلاقي .
لا يمكن لهذا النظام ان يستقر ويتزن الا اذا وفر حماية كافية لمتوسطي الدخل والفقراء في المجتمع وهم السواد الاعظم
حاول النظام الديموقراطي الحديث ان لا يغفل منظومة القيم التي يؤمن بها المجتمع فوضع القوانين وكفل حرية القضاء ووضع المؤسسات الرقابية الدستورية بهدف وضع الضوابط أمام جموح مؤسسات الربح للاستغلال وبحيث يصبح مجلس الرقابة سواء كان مجلس نواب او مجلس شيوخ او مجلس دستور هو المكان الذي يتم اللجوء اليه وهو المكان الذي يتم فيه الصراع والتنافس بين طرفي المعادلة. مؤسسات الربح ومن يمثلها من جهة، والمدافعين عن القوانين ومنظومة القيم من جهه أخرى.
هذا هو الهدف ولكن الحقيقة مختلفة فالصراع والتنافس غبر متكافئ فممثلي مؤسسات الربح هم الأقدر على الحركة وهم الأوسع نفوذا كما أن الطرف الآخر لا يمثل تناقض حقيقي مع مصلحة مؤسسة الربح ، فآلية الانتخاب للنائب أو لأي عضو في مجلس الرقابة هي نفسها آلية الانتخاب لرأس الدولة الذي يعين الحكومة. فعضو البرلمان لم يتمكن من النجاح في الانتخابات إلا من خلال قدرته على التواصل مع المواطنين ولا يتم ذلك إلا من خلال قدرته على دفع مصاريف وسائل الاتصال الجماهيري من أجهزة الإعلام والدعاية. هذا يعني ببساطة أن عضو مجلس الرقابة إما ان يكون ثريا بذاته او انه يمثل احدى المؤسسات الربحية الثرية. ولذلك نجد أن الصراع الحقيقي في المجالس النيابية إنما هو صراع بين ممثلين لمؤسسات ربحية متنافسة. وتصبح الشعارات المتعلقة بعقيدة الأمة و بمنظومة القيم الاجتماعية مجرد أدوات يستخدمها كل من المتنافسين، في حين أن الممثل الحقيقي لمنظومة القيم غائب عن حلبة الصراع.
اذا ما هو الحل وكيف لنا ان نخلق تمثيلا حقيقيا لمنظومة القيم في مجالس الحكم.
ان الدين بشكل عام يشكل احد المقومات الرئيسية لمنظومة القيم في اي مجتمع ولكن الدين الاسلامي هو الاكثر ارتباطا بمنظومة القيم ويشكل عقيدة الامة الاسلامية ويكون تاثيره قويا من خلال قدسية التشريع الذي ينظم العلاقات المختلفة في المجتمع ويكون تأثيره ايضا من خلال كونه احد المركبات النفسية لشخصية الانسان المسلم. الدين الاسلامي آخر الرسالات السماوية ولذلك فهو يختلف عن كل الاديان التي عرفتها البشرية وقد جعل الله فية كل المقومات التي تكفل قوته واستمراره .
الدين الاسلامي يمتزج في شخصية المسلم امتزاجا عضويا فهو ليس مجرد راي يتم اتباعه او رمز يتم احترامه . الاسلام يتداخل مع فكر المسلم ومع وجدان المسلم ومع جسد المسلم
الاسلام راي وفكر يتفاعل مع عقل المسلم تصديقا وتكذيبا وشكا ويقينا.
والاسلام مفاهيم وجدانية تتداخل مع شعور الانسان بعبوديته وحريته، عبوديته الخالصة لله تجعله اكثر تحررا امام كل اصناف العبودية الاخرى
وخضوعه لمتجبر او قبوله للظلم او رضوخه لمغريات المادة تنتقص من عبوديته الخالصة لله
والاسلام يتداخل مع ذوق المسلم واحساسة وجهازه العصبي والعضلي فاركان الاسلام خمسة: ثلاثة منها تقوم على التدريب الحسي والعملي لاجهزة الانسان العضوية. فالصلاة خمسة مرات في اليوم تتصل مع اذكار يذكرها اللسان وحركات تقوم بها العضلات وتتصل مع مواعيد النوم ومواعيد والصحيان وتتصل مع الممارسات المتعلقة بالنجاسة والطهارة. والصوم شهرا كاملا كل سنة وهو موسم يتدرب فيه الانسان على مشاعر الجوع والعطش وكبح جماح الشهوة وضبط النفس بالقول والعمل . وكذلك الحج فهو عبادة تربوية فريدة ، فكما ان كل المسلمين يتوجهون في صلاتهم الى القبلة فهم مأمورون ايضا للتحرك الى هذه القبلة كي تكون مكان اللقاء العظيم الذي يتم من خلاله تكريس فكرة العقل الجماعي والفكر الجماعي والحركة الجماعية لأمة المسلمين.
هذه المقومات في الدين الاسلامي جعلته دائم الحضور في المجتمع المسلم ولذلك نجد أن أنظمة الحكم التي تحكم مجتمعات إسلامية لا تستطيع تجاوز هذا الحضور القوي للمفاهيم الإسلامية.
الدول الغربية استطاعت بسهولة تغييب الدين المسيحي عن خصوصيات الحكم والدولة وكذلك فعلت الدول الشرقية . ولكن حكومات الدول العربية والإسلامية ورغم تبعيتها في معظمها للأنظمة الغربية فهي لم تتمكن من إلغاء الحضور الإسلامي سواء كان ذلك في الدستور أو القوانين. لذلك نجد أن وزارة الأوقاف ومفتي الدولة والقاضي الشرعي وغيرها من المراكز الرسمية جزء لا يتجزأ من نظام الحكم في الدولة.
ان الحكم على النمط الديموقراطي العلماني الحديث انشأ دولا قوية في اوروبا وامريكا واليابان ولكن مثل هذا النظام لا يمكن له ان ينشيء دولة قوية ومستقرة في اي من بلاد المسلمين.
فالدين الإسلامي ليس مجموعة وصايا ولكنه تشريع يتداخل عضويا في النظام الاجتماعي والاقتصادي والسياسي.
من هنا نرى مجددا ان خطبة الجمعة تشكل خصوصية سياسية ودينية في المجتمع الإسلامي لا يمكن للسلطة ان تتجاهلها او تتجاوزها وبالتالي فان منبر الجمعة يصبح بالضرورة نقطة التقاطع الاجباري بين محور السياسة ومحور الدين ، وهو كذلك نقطة الالتقاء الاجباري بين محور الحكم ومحور الشريعة.
<br>
ahmed alhaj- كـاتــــب
-
الديانه : الاسلام
البلد : مصر
عدد المساهمات : 88
نقاط : 5093
السٌّمعَة : 6
رد: الدستور واركان الدولة في القرآن الكريم
اعذرونا على التقصير لكن فعلا لا املك الوقت للتعليق
ولم اتمكن حتى الآن من قراءة البحث القيم هذا جيدا
دعواتكم
اخوكم
ولم اتمكن حتى الآن من قراءة البحث القيم هذا جيدا
دعواتكم
اخوكم
<br>
كاره اليهود- عضو مشارك
-
الديانه : الاسلام
البلد : مصر
عدد المساهمات : 98
نقاط : 5188
السٌّمعَة : 0
ابواحمدالبراوي- نائب المدير
- الديانه : الاسلام
البلد : مصر
عدد المساهمات : 257
نقاط : 5422
السٌّمعَة : 7
رد: الدستور واركان الدولة في القرآن الكريم
اشكر الإدارة على تثبيت الموضوع واشكر تعليقات الإخوة الأعضاء
وسأقوم بمتابعة التحليل والحوار في هذا الموضوع قريبا إن شاء الله
وسأقوم بمتابعة التحليل والحوار في هذا الموضوع قريبا إن شاء الله
<br>
ahmed alhaj- كـاتــــب
-
الديانه : الاسلام
البلد : مصر
عدد المساهمات : 88
نقاط : 5093
السٌّمعَة : 6
رد: الدستور واركان الدولة في القرآن الكريم
اما بخصوص آليات الانتخابات
نود في البداية إعطاء نبذه عن طريقة انتخاب مجلس الشيوخ في فرنسا وهي اعرق دولة في الانتخابات
مجلس البرلمان في فرنسا يتكون من مجلسين
المجلس الاول هو الجمعية الوطنية (577 عضو) و أعضاء هذا المجلس يتم انتخابهم مباشرة وكل عضو يمثل 100000 من السكان تقريبا بالطريقة المباشرة المعروفة مثل أعضاء مجلس الشعب في مصر
المجلس الثاني هو مجلس الشيوخ 326 عضو وهو يعتبر مجلس النخبة ويتم انتخابه بطريقة مختلفة عن مجلس النواب " الجمعية الوطنية"
عضو مجلس الشيوخ يتم انتخابه لمدة ستة سنوات وتتم الانتخابات كل ثلاثة سنوات لنصف عدد اعضاء مجلس الشيوخ وذلك ضمانا لاستقرار المجلس والتحول التدريجي
اعضاء مجلس الشيوخ لا يتم انتخابهم مباشرة من الشعب وانما يتم انتخابهم من هيئات انتخابية تتكون بشكل رئيسي من مفوضين عن المجالس البلدية بواقع مفوض عن كل 1000 مواطن تقريبا من سكان البلدية
وظيفة مجلس الشيوخ الرئيسة هي المصادقة على التشريعات والقوانين التي تنشأ من الحكومة او مجلس النواب وكذلك تمثيل المجتمع المحلي ولكن أهم واجباته هي في الشئون الدستورية
المجلس الدستوري يتكون من تسعة أعضاء يتم تعيين ثلاثة من طرف رئيس الجمهورية ، وثلاثة من طرف رئيس الجمعية الوطنية ، وثلاثة من طرف رئيس مجلس الشيوخ
مدة الولاية تسعة سنوات غير قابلة للتجديد ويتم الانتخاب كل ثلاث سنوات لثلث أعضاء المجلس
ما الفرق بين الانتخاب المباشر وانتخاب الهيئة الانتخابية
لماذا تلجأ دول علمانية مثل فرنسا وأمريكا إلى الانتخاب غير المباشر لمجلس الشيوخ عن طريق الهيئات الانتخابية
كما ذكرنا سابقا ، فان العامل المهم في الانتخابات المباشرة التي يشارك بها جموع المواطنين هي الدعاية الانتخابية
والدعاية الانتخابية تتم من خلال الإعلانات التجارية التي تعتمد بالدرجة الاولى على التأثير النفسي على المواطن البسيط
الدعاية الانتخابية التي تستهدف الجمهور تعتمد على نفس مباديء الاعلان التجاري
الاعلان التجاري لا يستهدف التفاعل مع عقل الانسان وافكاره وانما يستهدف التفاعل مع الجهاز العصبي للانسان
ونجاح الدعاية الانتخابية القائمة على الاعلان التجاري يتناسب طرديا مع حجم الحملة الانتخابية بما في ذلك الصور والملصقات واللافتات والشعارات والمهرجانات ...
اي شخص مغمور يبدأ حملة انتخابية لمجلس الشعب ويصرف عليها مليون دولار يصبح في نهاية الحملة علم من أعلام المجتمع ، ولا يتفوق عليه إلا منافسه الذي صرف مليوني دولار
للأسف هذه هي القاعدة العامة وهذا لا يلغي الاستثناءات
المرشح الأوفر حظا هو المرشح الذي يمتلك المال ويمتلك الجرأة الاجتماعية التي قد تصل به إلى درجة الوقاحة .. للأسف
ولكن
في كل مجتمع يوجد أشخاص رصينين ، موظفين اكفياء ، عقول متميزة ، قضاة اشتهروا بالنزاهة ، مهندس او طبيب او مهني مبدع .. وغير ذلك من الشخصيات المرموقة
هؤلاء الناس غير معروفين لعامة الناس وليس لديهم من الأموال ما يؤهلهم للقيام بحملات انتخابية ناجحة
ولكنهم معروفون في مجتمعهم المحلي و في الدوائر الاجتماعية الضيقة التي تحيط بهم
لذلك أوجد الدستور الفرنسي فكرة الهيئة الانتخابية حيث يقوم الناس بتفويض نخبة في المجتمع المحلي كي تشارك في انتخابات مجلس الشيوخ ( ضمن قانون منظم لهذه الانتخابات )
وبهذه الطريقة يصل الاكثر تميزا في المجتمع الى مقاعد مجلس الشيوخ وهو مجلس النخبة دون المرور بمراحل الدعاية الانتخابية القائمة على الاعلان التجاري
هذه هي الفلسفة الدستورية لمجالس النخبة في فرنسا
وهي كذلك في الولايات المتحدة الأمريكية (ELECTORAL COLLEGE ) علما بأن هذه الفلسفة الدستورية معطلة تماما في فرنسا وامريكا وغيرها من الدول الاوروبية بسبب هيمنة الشركات وأصحاب المال على الاحزاب الرئيسية المتنافسة
( وهذا موضوع آخر )
الفكرة الأساسية واضحة و ايجابية
وقانون الانتخاب لمجلس الشيوخ قانون يبدوا للوهلة الأولى معقدا وغير مفهوم ولكنه مطبق منذ عشرات السنين بشكل ناجح
أحببت أن ابدأ بهذا الاستعراض كي اصل بكم إلى اقتراح الآليات والنظام لانتخاب خطيب الجمعة ثم انتخاب مجلس خطباء الجمعة ، ثم دور و وظيفة مجلس خطباء الجمعة في الدولة المنشودة
نود في البداية إعطاء نبذه عن طريقة انتخاب مجلس الشيوخ في فرنسا وهي اعرق دولة في الانتخابات
مجلس البرلمان في فرنسا يتكون من مجلسين
المجلس الاول هو الجمعية الوطنية (577 عضو) و أعضاء هذا المجلس يتم انتخابهم مباشرة وكل عضو يمثل 100000 من السكان تقريبا بالطريقة المباشرة المعروفة مثل أعضاء مجلس الشعب في مصر
المجلس الثاني هو مجلس الشيوخ 326 عضو وهو يعتبر مجلس النخبة ويتم انتخابه بطريقة مختلفة عن مجلس النواب " الجمعية الوطنية"
عضو مجلس الشيوخ يتم انتخابه لمدة ستة سنوات وتتم الانتخابات كل ثلاثة سنوات لنصف عدد اعضاء مجلس الشيوخ وذلك ضمانا لاستقرار المجلس والتحول التدريجي
اعضاء مجلس الشيوخ لا يتم انتخابهم مباشرة من الشعب وانما يتم انتخابهم من هيئات انتخابية تتكون بشكل رئيسي من مفوضين عن المجالس البلدية بواقع مفوض عن كل 1000 مواطن تقريبا من سكان البلدية
وظيفة مجلس الشيوخ الرئيسة هي المصادقة على التشريعات والقوانين التي تنشأ من الحكومة او مجلس النواب وكذلك تمثيل المجتمع المحلي ولكن أهم واجباته هي في الشئون الدستورية
المجلس الدستوري يتكون من تسعة أعضاء يتم تعيين ثلاثة من طرف رئيس الجمهورية ، وثلاثة من طرف رئيس الجمعية الوطنية ، وثلاثة من طرف رئيس مجلس الشيوخ
مدة الولاية تسعة سنوات غير قابلة للتجديد ويتم الانتخاب كل ثلاث سنوات لثلث أعضاء المجلس
ما الفرق بين الانتخاب المباشر وانتخاب الهيئة الانتخابية
لماذا تلجأ دول علمانية مثل فرنسا وأمريكا إلى الانتخاب غير المباشر لمجلس الشيوخ عن طريق الهيئات الانتخابية
كما ذكرنا سابقا ، فان العامل المهم في الانتخابات المباشرة التي يشارك بها جموع المواطنين هي الدعاية الانتخابية
والدعاية الانتخابية تتم من خلال الإعلانات التجارية التي تعتمد بالدرجة الاولى على التأثير النفسي على المواطن البسيط
الدعاية الانتخابية التي تستهدف الجمهور تعتمد على نفس مباديء الاعلان التجاري
الاعلان التجاري لا يستهدف التفاعل مع عقل الانسان وافكاره وانما يستهدف التفاعل مع الجهاز العصبي للانسان
ونجاح الدعاية الانتخابية القائمة على الاعلان التجاري يتناسب طرديا مع حجم الحملة الانتخابية بما في ذلك الصور والملصقات واللافتات والشعارات والمهرجانات ...
اي شخص مغمور يبدأ حملة انتخابية لمجلس الشعب ويصرف عليها مليون دولار يصبح في نهاية الحملة علم من أعلام المجتمع ، ولا يتفوق عليه إلا منافسه الذي صرف مليوني دولار
للأسف هذه هي القاعدة العامة وهذا لا يلغي الاستثناءات
المرشح الأوفر حظا هو المرشح الذي يمتلك المال ويمتلك الجرأة الاجتماعية التي قد تصل به إلى درجة الوقاحة .. للأسف
ولكن
في كل مجتمع يوجد أشخاص رصينين ، موظفين اكفياء ، عقول متميزة ، قضاة اشتهروا بالنزاهة ، مهندس او طبيب او مهني مبدع .. وغير ذلك من الشخصيات المرموقة
هؤلاء الناس غير معروفين لعامة الناس وليس لديهم من الأموال ما يؤهلهم للقيام بحملات انتخابية ناجحة
ولكنهم معروفون في مجتمعهم المحلي و في الدوائر الاجتماعية الضيقة التي تحيط بهم
لذلك أوجد الدستور الفرنسي فكرة الهيئة الانتخابية حيث يقوم الناس بتفويض نخبة في المجتمع المحلي كي تشارك في انتخابات مجلس الشيوخ ( ضمن قانون منظم لهذه الانتخابات )
وبهذه الطريقة يصل الاكثر تميزا في المجتمع الى مقاعد مجلس الشيوخ وهو مجلس النخبة دون المرور بمراحل الدعاية الانتخابية القائمة على الاعلان التجاري
هذه هي الفلسفة الدستورية لمجالس النخبة في فرنسا
وهي كذلك في الولايات المتحدة الأمريكية (ELECTORAL COLLEGE ) علما بأن هذه الفلسفة الدستورية معطلة تماما في فرنسا وامريكا وغيرها من الدول الاوروبية بسبب هيمنة الشركات وأصحاب المال على الاحزاب الرئيسية المتنافسة
( وهذا موضوع آخر )
الفكرة الأساسية واضحة و ايجابية
وقانون الانتخاب لمجلس الشيوخ قانون يبدوا للوهلة الأولى معقدا وغير مفهوم ولكنه مطبق منذ عشرات السنين بشكل ناجح
أحببت أن ابدأ بهذا الاستعراض كي اصل بكم إلى اقتراح الآليات والنظام لانتخاب خطيب الجمعة ثم انتخاب مجلس خطباء الجمعة ، ثم دور و وظيفة مجلس خطباء الجمعة في الدولة المنشودة
<br>
ahmed alhaj- كـاتــــب
-
الديانه : الاسلام
البلد : مصر
عدد المساهمات : 88
نقاط : 5093
السٌّمعَة : 6
رد: الدستور واركان الدولة في القرآن الكريم
وقبل ان نتطرق الى الآليات والادوات الفنية التي يمكن اتباعها لاختيار خطيب الجمعة وبما لا يتناقض مع الشريعة الاسلامية ومن اجل اكتمال الصورة علينا ان نناقش الرأي القائل بضرورة تبعية الدولة للدين تبعية كاملة فهو رأي تجتمع عليه كثير من المنظمات او الاحزاب السياسية الاسلامية ومعظمها يتبنى شعار " دستورنا القرآن". وهذا الراي يلقى قبولا شعبيا وعاطفيا واسعا ولكنه يقع في المأزق عندما يتعرض لتجربة التطبيق الفعلي. وخاصة عندما يتعلق الامر بمن يمثل الاسلام وما هي الضوابط العملية لضمان التمثبل الصادق للاسلام.
يبدأ المأزق من الشعار حين نقول ان "دستورنا القرآن" والحقيقة ان القرآن الكريم كتاب الله الذي انزل الينا وللعالمين وهو كتاب هداية حمال اوجه، يزيد المؤمنين ايمانا ويزيد الكافرين كفرا وهو اعلى مرتبة من الدستور ،اما الدستور فهو اصطلاح حديث وهو قانون وضعي يجب ان يكون قابلا للمناقشة وللتطوير وهو اداة من ادوات بناء الدولة. والدستور لا يسمى دستورا اذا لم يحدد بوضوح طريقة وآلية الحكم وتداول السلطة وهي من الامور التي لم يحسمها القرآن الكريم بل جعلها الله امتحانا للمسلمين ليتوصلوا الى صيغة الحكم استرشادا بالقرآن الكريم والسنة النبوية .
الدين الاسلامي موجود منذ بعث محمد صلى الله علية وسلم الى يوم القيامة وهو واجب التطبيق بوجود الدولة وبغيابها اما وجود الدولة الاسلامية فهو مرتبط بتوفر مقومات قيام الدولة من الناحية الجغرافية والاجتماعية والاقتصادية والسياسية ومرتبط كذلك بتوفر نظام ودستور الدولة الاسلامي الذي يصبغها الصبغة الاسلامية.
ان دولة امير المؤمنين عمر بن الخطاب تعتبر النموذج الاقرب لنظام الدولة الاسلامية النموذجية، فقد تهيأت لهذه الدولة عناصر التكامل و التوازن ما بين رعاية شؤون الدولة ومراعات تطبيق الشريعة الاسلامية، ونستدل على ذلك في المقولة المشهورة لعمر بن الخطاب رضي الله عنه حين قال " لولا علي لهلك عمر" وقال ايضا " لولا معاذ لهلك عمر" فعمر كان يمثل الدولة والولاية وكان مطلوبا منه الاجتهاد في تطبيق الانظمة الجديدة للتعامل مع ما يستجد في دولة الاسلام التي تتوسع وتكبر يوما بعد يوم . وكان معرضا للهلاك بمعنى الخطا والانحراف عن التشريع الاسلامي لولا وجود الصحابة الابرار مثل علي ومعاذ وغيرهم.
وهنا علينا ان ندرك ان علي كان سلطة رقابية مستقلة لها ثقلها الاجتماعي والديني والسياسي وليس مجرد مستشار يستطيع الحاكم تجاهل رايه متى يشاء .ومصدر الاستقلالية والثقل السياسي لعلي لم يكن محددا بنظام ودستور الدولة وانما كان متعلقا بخصوصية الشخصية فقد كان ابن عم الرسول ، وكان صحابيا مقربا واحد المبشرين بالجنة وما الى ذلك من صفات اكتسبها ايام الرسول عليه الصلاة والسلام . و مثل هذا ينطبق ايضا على بقية الصحابه المقربين الذين ساهموا في خلق حالة التوازن ما بين الدولة والدين في خلافة عمر رضي الله عنه.
ما تهيأ للدولة الراشدية في عهد عمر رضي الله عنه من حيث التوازن لا يمكن ان يتهيأ للدولة الاسلامية الحديثة، فلا يمكن لنا ان نجد عمرا أو ان نجد عليا ولكننا نستطيع ايجاد مؤسسات الحكم الدستورية التي تعتمد مصادر التشريع من الكتاب والسنة، ولكنها تستمد سلطتها السياسية من جمهور المسلمين.
ان وجود مؤسسة الحكم المستقلة ومؤسسة الرقابة الدينية المستقلة كفيل بخلق حالة من التوازن و التدافع الايجابي لمصلحة الدين والدولة وكفيل بمنع استفراد واستبداد من يمثل أي من المؤسستين ، مصداقا لقوله تعالى" ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لفسدت الأرض ولكن الله ذو فضل على العالمين"
ان الصيغة المثلي لنظام الدولة الاسلامية هي الصيغة التي توفر التوازن والتكامل ما بين الدين والدولة ، وهذا يتم من خلال خلق مؤسسات دستورية تعنى بشئون ادارة الحكم ومؤسساست دستورية اخرى تعنى بمراقبة تطبيق الشريعة الاسلامية على مستوى الدولة.
ولا بد من توفر عناصر الاستقلال لمؤسسة الرقابة الدينية حتى تستطيع القيام بواجباتها دون ان تتعرض للتبعية والذوبان ضمن مؤسسة الحكم.
واذا كانت مؤسسة الحكم تاخذ شرعيتها من الناس من خلال الانتخابات فلا بد لمؤسسة الرقابة الدينية من شرعية دستورية موازية تتصل بجمهور المسلمين في الدولة بطريقة مباشرة ، ويمكن ان يتم ذلك ضمن اطار الانضباط التنظيمي والديني الذي تهيئه احدى اهم العبادات الجماعية المفروضة التي يختص بها مجتمع المسلمين ويتميز بها عن سائر المجتمعات الاخرى الا وهي : صلاة الجمعة.
يمكن من الناحية النظرية والعملية ان يكون لمنبر الجمعة دورا سياسيا مستقلا و منظما في اطار دستور الدولة الاسلامية بحيث يصبح جزءا من البناء المتكامل للدولة، لا في اطار المعارضة ولا في اطار الموالاة، بل كيانا مستقلا في اطار الواجب الديني المتفاعل مع آراء الناس واختياراتهم .
ولا يمكن ان يكون للمنبر دورا مستقلا وبناءا الا اذا شارك مجتمع المصلين في اختيار الخطيب وبالتالي ضبطه و حرمانه من استغلال حرمة وقدسية المنبر لاغراض مصلحية بعيدة عن الدين.
من ينتخب الخطيب
ان اولى الناس بانتخاب الخطيب هم مجتمع المصلين المواظبين على الصلاة، والمواظبة على الصلاة ليست من الامور الهينة الا على المتقين الذين يخشون ربهم وبالتالي ممن لديهم الوازع الديني القوي الذي يدفعهم للمشاركة في عملية الانتخاب على اسس دينية بعيدة عن تأثير وسائل الدعاية والاعلام التجاري او السلطوي ولكنهم يتأثرون بما يستمعونه في خطبة الجمعة من طرح اعلامي ديني واجتماعي وسياسي ضمن دائرة المسجد وفي ظل اجواء خشوع الصلاة وتقوى الله والوازع الديني ومحاسبة النفس
ان اجتماع المصلين لسماع خطبة الجمعة يأتي تلبية لنداء الهي وليس رغبة في هذا الخطيب او ذاك، وبالتالي فان تلبيتهم لهذا النداء تكون مرتبطة بالضمير والوجدان والتقوى قبل ان تكون مرتبطة بالنشاط الاجتماعي او السياسي.
وبناء عليه فان الوازع الديني سيقود المصلي في عملية انتخاب الخطيب. ولكن هل يعقل ان تنظم لوائح انتخابية من المصلين فقط؟ الجواب لا فجماعة المصلين ليست جمعية او تنظيم ينتسب اليه اعضاءه، كما ان صلاة المصلين من اهل الحي في مسجد الحي محبذه ولكنها ليست ملزمة ، اي ان المصلي يستطيع ان يختار المسجد الذي يريده ، وبالتالي فان اعتماد اللوائح الانتخابية بناء على التوزيع ألمناطقي والإداري لا تصلح للاستخدام لانتخاب خطيب الجمعة.
... يتبع
يبدأ المأزق من الشعار حين نقول ان "دستورنا القرآن" والحقيقة ان القرآن الكريم كتاب الله الذي انزل الينا وللعالمين وهو كتاب هداية حمال اوجه، يزيد المؤمنين ايمانا ويزيد الكافرين كفرا وهو اعلى مرتبة من الدستور ،اما الدستور فهو اصطلاح حديث وهو قانون وضعي يجب ان يكون قابلا للمناقشة وللتطوير وهو اداة من ادوات بناء الدولة. والدستور لا يسمى دستورا اذا لم يحدد بوضوح طريقة وآلية الحكم وتداول السلطة وهي من الامور التي لم يحسمها القرآن الكريم بل جعلها الله امتحانا للمسلمين ليتوصلوا الى صيغة الحكم استرشادا بالقرآن الكريم والسنة النبوية .
الدين الاسلامي موجود منذ بعث محمد صلى الله علية وسلم الى يوم القيامة وهو واجب التطبيق بوجود الدولة وبغيابها اما وجود الدولة الاسلامية فهو مرتبط بتوفر مقومات قيام الدولة من الناحية الجغرافية والاجتماعية والاقتصادية والسياسية ومرتبط كذلك بتوفر نظام ودستور الدولة الاسلامي الذي يصبغها الصبغة الاسلامية.
ان دولة امير المؤمنين عمر بن الخطاب تعتبر النموذج الاقرب لنظام الدولة الاسلامية النموذجية، فقد تهيأت لهذه الدولة عناصر التكامل و التوازن ما بين رعاية شؤون الدولة ومراعات تطبيق الشريعة الاسلامية، ونستدل على ذلك في المقولة المشهورة لعمر بن الخطاب رضي الله عنه حين قال " لولا علي لهلك عمر" وقال ايضا " لولا معاذ لهلك عمر" فعمر كان يمثل الدولة والولاية وكان مطلوبا منه الاجتهاد في تطبيق الانظمة الجديدة للتعامل مع ما يستجد في دولة الاسلام التي تتوسع وتكبر يوما بعد يوم . وكان معرضا للهلاك بمعنى الخطا والانحراف عن التشريع الاسلامي لولا وجود الصحابة الابرار مثل علي ومعاذ وغيرهم.
وهنا علينا ان ندرك ان علي كان سلطة رقابية مستقلة لها ثقلها الاجتماعي والديني والسياسي وليس مجرد مستشار يستطيع الحاكم تجاهل رايه متى يشاء .ومصدر الاستقلالية والثقل السياسي لعلي لم يكن محددا بنظام ودستور الدولة وانما كان متعلقا بخصوصية الشخصية فقد كان ابن عم الرسول ، وكان صحابيا مقربا واحد المبشرين بالجنة وما الى ذلك من صفات اكتسبها ايام الرسول عليه الصلاة والسلام . و مثل هذا ينطبق ايضا على بقية الصحابه المقربين الذين ساهموا في خلق حالة التوازن ما بين الدولة والدين في خلافة عمر رضي الله عنه.
ما تهيأ للدولة الراشدية في عهد عمر رضي الله عنه من حيث التوازن لا يمكن ان يتهيأ للدولة الاسلامية الحديثة، فلا يمكن لنا ان نجد عمرا أو ان نجد عليا ولكننا نستطيع ايجاد مؤسسات الحكم الدستورية التي تعتمد مصادر التشريع من الكتاب والسنة، ولكنها تستمد سلطتها السياسية من جمهور المسلمين.
ان وجود مؤسسة الحكم المستقلة ومؤسسة الرقابة الدينية المستقلة كفيل بخلق حالة من التوازن و التدافع الايجابي لمصلحة الدين والدولة وكفيل بمنع استفراد واستبداد من يمثل أي من المؤسستين ، مصداقا لقوله تعالى" ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لفسدت الأرض ولكن الله ذو فضل على العالمين"
ان الصيغة المثلي لنظام الدولة الاسلامية هي الصيغة التي توفر التوازن والتكامل ما بين الدين والدولة ، وهذا يتم من خلال خلق مؤسسات دستورية تعنى بشئون ادارة الحكم ومؤسساست دستورية اخرى تعنى بمراقبة تطبيق الشريعة الاسلامية على مستوى الدولة.
ولا بد من توفر عناصر الاستقلال لمؤسسة الرقابة الدينية حتى تستطيع القيام بواجباتها دون ان تتعرض للتبعية والذوبان ضمن مؤسسة الحكم.
واذا كانت مؤسسة الحكم تاخذ شرعيتها من الناس من خلال الانتخابات فلا بد لمؤسسة الرقابة الدينية من شرعية دستورية موازية تتصل بجمهور المسلمين في الدولة بطريقة مباشرة ، ويمكن ان يتم ذلك ضمن اطار الانضباط التنظيمي والديني الذي تهيئه احدى اهم العبادات الجماعية المفروضة التي يختص بها مجتمع المسلمين ويتميز بها عن سائر المجتمعات الاخرى الا وهي : صلاة الجمعة.
يمكن من الناحية النظرية والعملية ان يكون لمنبر الجمعة دورا سياسيا مستقلا و منظما في اطار دستور الدولة الاسلامية بحيث يصبح جزءا من البناء المتكامل للدولة، لا في اطار المعارضة ولا في اطار الموالاة، بل كيانا مستقلا في اطار الواجب الديني المتفاعل مع آراء الناس واختياراتهم .
ولا يمكن ان يكون للمنبر دورا مستقلا وبناءا الا اذا شارك مجتمع المصلين في اختيار الخطيب وبالتالي ضبطه و حرمانه من استغلال حرمة وقدسية المنبر لاغراض مصلحية بعيدة عن الدين.
من ينتخب الخطيب
ان اولى الناس بانتخاب الخطيب هم مجتمع المصلين المواظبين على الصلاة، والمواظبة على الصلاة ليست من الامور الهينة الا على المتقين الذين يخشون ربهم وبالتالي ممن لديهم الوازع الديني القوي الذي يدفعهم للمشاركة في عملية الانتخاب على اسس دينية بعيدة عن تأثير وسائل الدعاية والاعلام التجاري او السلطوي ولكنهم يتأثرون بما يستمعونه في خطبة الجمعة من طرح اعلامي ديني واجتماعي وسياسي ضمن دائرة المسجد وفي ظل اجواء خشوع الصلاة وتقوى الله والوازع الديني ومحاسبة النفس
ان اجتماع المصلين لسماع خطبة الجمعة يأتي تلبية لنداء الهي وليس رغبة في هذا الخطيب او ذاك، وبالتالي فان تلبيتهم لهذا النداء تكون مرتبطة بالضمير والوجدان والتقوى قبل ان تكون مرتبطة بالنشاط الاجتماعي او السياسي.
وبناء عليه فان الوازع الديني سيقود المصلي في عملية انتخاب الخطيب. ولكن هل يعقل ان تنظم لوائح انتخابية من المصلين فقط؟ الجواب لا فجماعة المصلين ليست جمعية او تنظيم ينتسب اليه اعضاءه، كما ان صلاة المصلين من اهل الحي في مسجد الحي محبذه ولكنها ليست ملزمة ، اي ان المصلي يستطيع ان يختار المسجد الذي يريده ، وبالتالي فان اعتماد اللوائح الانتخابية بناء على التوزيع ألمناطقي والإداري لا تصلح للاستخدام لانتخاب خطيب الجمعة.
... يتبع
<br>
ahmed alhaj- كـاتــــب
-
الديانه : الاسلام
البلد : مصر
عدد المساهمات : 88
نقاط : 5093
السٌّمعَة : 6
رد: الدستور واركان الدولة في القرآن الكريم
بارك الله فيك اخى الحبيب
لازلنا بانتظار اليتبع ..!!
أخوكم
لازلنا بانتظار اليتبع ..!!
أخوكم
<br>
كاره اليهود- عضو مشارك
-
الديانه : الاسلام
البلد : مصر
عدد المساهمات : 98
نقاط : 5188
السٌّمعَة : 0
رد: الدستور واركان الدولة في القرآن الكريم
لا شك أن أي اقتراح بهذا الخصوص لا يمكن النظر إليه بمعزل عن الإطار العام للهيكل التنظيمي في الدولة . وعادة يتم رسم الملامح الأساسية في الدستور ثم يتم التفصيل بقانون منفصل لاحقا ، لكن وحيث أن فكرة انتخاب خطيب الجمعة لم يتم التطرق إليها سابقا ، فاني تطرقت إلى بعض التفاصيل.
هذه التفاصيل هي مجرد أفكار يمكن تحسينها ويمكن البناء عليها ، وهي بالتأكيد ليست الأفكار الوحيدة ، و أنا اعتقد أن من أهم واجبات المسلمين الذين يعانون أثناء خطبة الجمعة - بسبب ضعف الخطيب و الخطبة – أن يفكروا في كيفية تحسين نوعية الخطيب وبالتالي تحسين محتوى الخطبة وصولا إلى إعلاء شأن منبر الجمعة ، بحيث يصبح منبرا اعلاميا يتفوق على المنابر الاعلامية التجارية ، وبحيث يساهم ايجابيا في تكوين الرأي العام وبالتالي كافة الهيئات المنتخبة في الدولة (الديموقراطية) المنشودة.
أما ما يتعلق بالاقليات الدينية ، فعلينا ان نعلم ان الكنيسة بحكم نظامها الداخلي المنظم والمنضبط ، فهي ممثلة في المجتمع ولها تأثير في اركان الدولة بنسبة أكبر من نسبة المسيحيين في المجتمع ، ويمكن مناقشة بعض الافكار بهذا الخصوص لاحقا.
أحكام دستورية مقترحة في الدولة المنشودة
النص المقترح:
الإسلام هو دين الأغلبية في الدولة وهو يمثل عقيدة الأمة ومنظومة القيم التي تضبط مواد الدستور ومصادر التشريع وأحكام القوانين و مؤسسة الحكم و مؤسسة الرقابة الدينية.
نظام الحكم في الدولة يقوم على التوازن ما بين الجهاز التنفيذي والتشريعي والقضائي ويسمى (مؤسسة الحكم) من جهة وما بين جهاز ممثلي عقيدة الأمة ويسمى (مؤسسة الرقابة الدينية ) من جهة أخرى وبحيث تكون كل من هاتين المؤسستين مستقلة عن الأخرى من حيث طريقة التشكيل والتمويل والانتخاب وبحيث لا تستطيع أي من هاتين المؤسستين أن تطغى على المؤسسة الأخرى بحكم الصلاحيات الموكلة لها.
مؤسسة الحكم
تتشكل مؤسسة الحكم كما يلي:
الحاكم: ويتم اختياره بطريقة الانتخاب المباشر من المواطنين في الانتخابات العامة . ويتم إجراء الانتخابات العامة كل ستة سنوات . ويتم تحديد أهلية المرشح والمنتخب وطريقة الانتخابات في قانون انتخاب الحاكم. ويحق للحاكم أن يترشح لفترتين بحد أقصى.
مجلس النواب الموحد: ويتكون من فئتين من النواب كما يلي:
نواب المحافظات أو الأقاليم ويتم تحديد عدد النواب بحيث يكون لكل إقليم أو محافظة (حسب التنظيم الإداري للدولة) عدد عشرة نواب. يتم انتخابهم كل أربع سنوات .ويكون انتخاب نائب المحافظة فقط من الدوائر الانتخابية التابعة لمحافظته.ويكون النواب الفائزين هم الذين يحصلون على اكبر عدد من أصوات الدوائر الانتخابية التابعة للمحافظة
نواب الشعب: وعددهم يساوي مجموع عدد نواب المحافظات إلا أن انتخابهم لا يقتصر على المنتخبين من الدوائر الانتخابية التابعة للمحافظة التي ينتمي لها النائب، بل من أي من الدوائر الانتخابية التابعة للدولة (تعتبر الدولة دائرة انتخابية واحدة) . ويكون النواب الفائزون هم الذين يحصلون على اكبر عدد من الأصوات .
يتم انتخاب مجلس النواب الموحد في نفس الدورة الانتخابية بحيث يضع المواطن ورقتي اقتراع احداهما في صندوق نائب المحافظة والأخرى في صندوق نائب الشعب . ويتم تحديد مواعيد الانتخابات والدوائر الانتخابية وأهلية المرشح والمنتخب ضمن قانون انتخابات النواب. ويراعى أن يتم منع اللوائح الانتخابية سواء لنواب المحافظة أو نواب الشعب، (والسبب في منع اللوائح الانتخابية هو قطع الطريق على الجماعات المنظمة القوية بما في ذلك السلطة الحاكمة على فرض لوائحها الانتخابية وطمس المرشحين المستقلين أو التابعين للجماعات الأضعف مستغلة بذلك قدراتها الإعلامية بما يتوفر لها من مصادر تمويل).
مؤسسة الرقابة الدينية
تتشكل مؤسسة الرقابة الدينية كما يلي:
الرقيب: ويكون احد أعضاء مجلس خطباء الجمعة ويتم انتخابه بطريقة الاقتراع العلني من مجلس خطباء الجمعة لدورة انتخابية مدتها ثلاث سنوات ويحق له أن يترشح لثلاث فترات انتخابية بحد أقصى ويمكن أن تكون متتابعة أو غير متتابعة.
مجلس خطباء الجمعة: ويكون عددهم يساوي عدد مجلس النواب الموحد ويتم انتخابهم بطريقة الاقتراع العلني من قبل الهيئة العامة لخطباء الجمعة المنتخبين. وتكون فترة الانتخاب للعضو ثلاث سنوات ويحق لكل عضو الترشيح لأكثر من دورة انتخابية.
والاقتراع العلني يعني انه يتم تدوينه في سجلات المجلس ويسمح بنشره في أجهزة الإعلام .
الهيئة العامة لخطباء الجمعة: هي كل خطباء الجمعة المنتخبين من المواطنين على مستوى الدولة. ويتم تنظيم عملية الترشيح و الانتخابات العامة لخطباء الجمعة على الأسس التالية:
يحق لكل مواطن تنطبق عليه أهلية الانتخاب أن يشارك في انتخاب خطيب الجمعة بشرط أن يكون مسلما.
يقوم إمام المسجد بإعداد قسائم انتخابية للمواطنين عددها يساوي ضعف قدرة المسجد الاستيعابية وتشتمل قسيمة الانتخاب على المعلومات التالية :
1- اسم المسجد
2- رقم متسلسل
3- أسماء مرشحي خطبة الجمعة للمسجد. وترتيب الأسماء حسب الحروف الهجائية.
يتم توزيع هذه القسائم على المصلين في صلاة يوم الجمعة الثاني من شهر رمضان ، ويكون التوزيع بعد الخطبة وأثناء الاصطفاف للصلاة وقبل إقامة الصلاة. ويكون التوزيع متتابعا حسب الرقم المتسلسل ابتداء من الصف الأول ثم الثاني وصولا لآخر صف . وبعد انتهاء التوزيع يقوم إمام المسجد بإعلان عدد البطاقات التي تم توزيعها على المصلين، ثم يقوم بإتلاف البطاقات المتبقية.
يتم الانتخاب بطريقة الاقتراع السري كما يلي:
تتشكل لجنة الانتخاب من إمام المسجد والمرشحين ويمكن أن يكون إمام السجد احد المرشحين.
يتم تجهيز صندوق الاقتراع داخل المسجد.
تتم عملية الانتخاب في اليوم التالي ليوم الجمعة الثاني من شهر رمضان بعد صلاة الفجر مباشرة ، وتتم عملية فرز الأصوات بعد وضع آخر صوت في صندوق الاقتراع . وتنتهي فترة الاقتراع قبل طلوع الشمس .
تكون عملية الفرز علنية بحضور من يرغب من المصلين. ويفوز الخطيب الذي يحصل على أكثر الأصوات . وإذا تساوى خطيبين أو أكثر يفوز الأكبر سنا.
تجري عملية الاقتراع بالطريقة المذكورة أعلاه حتى لو كان المرشح خطيبا واحدا بحيث يتم ترسيخ الممارسة الانتخابية وتجنب التزكية.
تتم المباركة للخطيب الفائز من قبل الخطباء المرشحين ويكون نائب الخطيب هو الثاني من حيث عدد الأصوات ولكنه لا يشارك في انتخابات مجلس الخطباء.
ترشيح خطيب الجمعة:
كل مسلم أنهى مرحلة التعليم الأساسي (الثانوية العامة) وحصل على معدل فوق المتوسط، و يحفظ جزء كامل من القرآن الكريم على الأقل يستطيع أن يرشح نفسه لمركز خطيب يوم الجمعة.
يقوم طالب الترشيح بتقديم رسالة خطية بخط اليد موجهه إلى جمهور المصلين ويقوم بتسليم هذه الرسالة إلى إمام المسجد أو خادم المسجد .
يتم تجهيز كل مسجد بلوحة إعلانات يتم تعليقها عند باب المسجد من الداخل .
يقوم خادم المسجد بتعليق رسالة الخطيب المرشح على لوحة الإعلانات المذكورة.
رسالة الخطيب المرشح تكون بخط اليد على ورقة بيضاء واحدة ذات قياس معياري
يحق للخطيب المرشح أن يوزع نسخ من هذه الرسالة على من يريد كدعاية انتخابية.
موعد الترشيح يكون خلال شهر شعبان من كل سنة. ويكتمل عدد المرشحين مع نهاية شهر شعبان . حيث يتم تدوين أسماء المرشحين في قائمة واحدة و تعليقها في لوحة إعلانات المسجد حسب الحروف الأبجدية .
(يفضل ان لا يتجاوز عدد المرشحين خمسة مرشحين ، وإذا كان العدد أكثر من ذلك يتم اختيار ذوي المؤهلات الأعلى في الدراسة )
يعطى المرشح فرصة لإلقاء خطبة دينية أو درس ديني واحد أمام من يرغب من المصلين بعد صلاة العصر ابتداء من اليوم الثاني من شهر رمضان إلى موعد الانتخاب والأولوية تعطى حسب الحروف الأبجدية لاسم الخطيب.
يقوم مجلس الخطباء الأول لاحقا بتشريع قانون انتخابات الخطباء يتم فيه توضيح الخطوات الإجرائية.
مجلس الأمة:
وهو المجلس المشترك الذي يضم مجلس النواب الموحد ومجلس خطباء الجمعة
مجلس الدستور:
يتشكل مجلس الدستور كما يلي:
رئيس مجلس الدستور هو الرقيب ويحق له التصويت كعضو
عدد أعضاء مجلس الدستور أربعة عشر كما يلي:
ثلاثة أعضاء من ذوي المؤهلات العلمية الشرعية ( شهادة جامعية على الأقل في أي من العلوم الشرعية) يتم اختيارهم من الرقيب على أن يكونوا أعضاء في مجلس خطباء الجمعة .
ثلاثة أعضاء من ذوي المؤهلات العلمية ( شهادة جامعية على الأقل في أي من العلوم) يتم اختيارهم من الرقيب على أن يكونوا أعضاء في مجلس خطباء الجمعة .
ثلاثة أعضاء من ذوي المؤهلات العلمية ( شهادة جامعية على الأقل ) يتم اختيارهم من الحاكم.على أن يكونوا من نواب الأقاليم
ثلاثة أعضاء من ذوي المؤهلات العلمية ( شهادة جامعية على الأقل ) يتم اختيارهم من الحاكم.على أن يكونوا من نواب الشعب .
الحاكم يكون عضوا في مجلس الدستور الإسلامي ويحق له التصويت غيابيا أي بدون حضور الجلسات
أمين عام المجلس ونائبه لا يعتبروا أعضاء وإنما موظفين ذوي مؤهلات عالية في علم القانون يتم تنسيهم من قبل الحاكم و موافقة الرقيب.
وتكون وظيفة مجلس الدستور المصادقة على التشريعات والقوانين التي تصدر عن مجلس النواب الموحد قبل أن تصبح سارية المفعول. وفي حال عدم موافقة مجلس الدستور على أي من القوانين أو التشريعات الصادرة عن مجلس النواب الموحد فان على مجلس الدستور عمل التعديلات اللازمة وإعادة صياغة القانون أو التشريع ثم يطرح القانون المعدل في جلسة مشتركة تضم مجلس النواب الموحد ومجلس خطباء الجمعة (مجلس الأمة) للموافقة أو الاعتراض ، وتكون الموافقة بأغلبية الأصوات.
.
مجلس الوزراء
مجلس الوزراء يتكون من رئيس الوزراء والوزراء ويتم اختيارهم جميعا من الحاكم على أن لا يكونوا أعضاء في أي من مجلس النواب أو مجلس خطباء الجمعة أو مجلس الدستور. ويقوم الحاكم بتلاوة البيان الوزاري في جلسة الثقة بحضور مجلس النواب ومجلس خطباء الجمعة . وتمنح الثقة على أساس أغلبية الأصوات.
انتهى النص الجزئي المقترح
ان الآلية التنظيمية الموضحة في فقرة الدستور المقترح لانتخاب الهيئة العامة لخطباء الجمعة تعتبر حلا عمليا ومنظما دون الحاجة الى تدخل السجلات المدنية التابعة للدولة، كما ان هذه الطريقة تنسجم مع الغاية والهدف من انتخاب خطيب الجمعة حيث انها تلبي المتطلبات التالية:
هذه الأفكار ليست فتوى أو اجتهاد ديني ، وإنما هي محاولة للتفكير بشكل منظم ، وسأقوم بوضع مخطط الهيكل التنظيمي لا حقا
ان شاء الله
هذه التفاصيل هي مجرد أفكار يمكن تحسينها ويمكن البناء عليها ، وهي بالتأكيد ليست الأفكار الوحيدة ، و أنا اعتقد أن من أهم واجبات المسلمين الذين يعانون أثناء خطبة الجمعة - بسبب ضعف الخطيب و الخطبة – أن يفكروا في كيفية تحسين نوعية الخطيب وبالتالي تحسين محتوى الخطبة وصولا إلى إعلاء شأن منبر الجمعة ، بحيث يصبح منبرا اعلاميا يتفوق على المنابر الاعلامية التجارية ، وبحيث يساهم ايجابيا في تكوين الرأي العام وبالتالي كافة الهيئات المنتخبة في الدولة (الديموقراطية) المنشودة.
أما ما يتعلق بالاقليات الدينية ، فعلينا ان نعلم ان الكنيسة بحكم نظامها الداخلي المنظم والمنضبط ، فهي ممثلة في المجتمع ولها تأثير في اركان الدولة بنسبة أكبر من نسبة المسيحيين في المجتمع ، ويمكن مناقشة بعض الافكار بهذا الخصوص لاحقا.
أحكام دستورية مقترحة في الدولة المنشودة
النص المقترح:
الإسلام هو دين الأغلبية في الدولة وهو يمثل عقيدة الأمة ومنظومة القيم التي تضبط مواد الدستور ومصادر التشريع وأحكام القوانين و مؤسسة الحكم و مؤسسة الرقابة الدينية.
نظام الحكم في الدولة يقوم على التوازن ما بين الجهاز التنفيذي والتشريعي والقضائي ويسمى (مؤسسة الحكم) من جهة وما بين جهاز ممثلي عقيدة الأمة ويسمى (مؤسسة الرقابة الدينية ) من جهة أخرى وبحيث تكون كل من هاتين المؤسستين مستقلة عن الأخرى من حيث طريقة التشكيل والتمويل والانتخاب وبحيث لا تستطيع أي من هاتين المؤسستين أن تطغى على المؤسسة الأخرى بحكم الصلاحيات الموكلة لها.
مؤسسة الحكم
تتشكل مؤسسة الحكم كما يلي:
الحاكم: ويتم اختياره بطريقة الانتخاب المباشر من المواطنين في الانتخابات العامة . ويتم إجراء الانتخابات العامة كل ستة سنوات . ويتم تحديد أهلية المرشح والمنتخب وطريقة الانتخابات في قانون انتخاب الحاكم. ويحق للحاكم أن يترشح لفترتين بحد أقصى.
مجلس النواب الموحد: ويتكون من فئتين من النواب كما يلي:
نواب المحافظات أو الأقاليم ويتم تحديد عدد النواب بحيث يكون لكل إقليم أو محافظة (حسب التنظيم الإداري للدولة) عدد عشرة نواب. يتم انتخابهم كل أربع سنوات .ويكون انتخاب نائب المحافظة فقط من الدوائر الانتخابية التابعة لمحافظته.ويكون النواب الفائزين هم الذين يحصلون على اكبر عدد من أصوات الدوائر الانتخابية التابعة للمحافظة
نواب الشعب: وعددهم يساوي مجموع عدد نواب المحافظات إلا أن انتخابهم لا يقتصر على المنتخبين من الدوائر الانتخابية التابعة للمحافظة التي ينتمي لها النائب، بل من أي من الدوائر الانتخابية التابعة للدولة (تعتبر الدولة دائرة انتخابية واحدة) . ويكون النواب الفائزون هم الذين يحصلون على اكبر عدد من الأصوات .
يتم انتخاب مجلس النواب الموحد في نفس الدورة الانتخابية بحيث يضع المواطن ورقتي اقتراع احداهما في صندوق نائب المحافظة والأخرى في صندوق نائب الشعب . ويتم تحديد مواعيد الانتخابات والدوائر الانتخابية وأهلية المرشح والمنتخب ضمن قانون انتخابات النواب. ويراعى أن يتم منع اللوائح الانتخابية سواء لنواب المحافظة أو نواب الشعب، (والسبب في منع اللوائح الانتخابية هو قطع الطريق على الجماعات المنظمة القوية بما في ذلك السلطة الحاكمة على فرض لوائحها الانتخابية وطمس المرشحين المستقلين أو التابعين للجماعات الأضعف مستغلة بذلك قدراتها الإعلامية بما يتوفر لها من مصادر تمويل).
مؤسسة الرقابة الدينية
تتشكل مؤسسة الرقابة الدينية كما يلي:
الرقيب: ويكون احد أعضاء مجلس خطباء الجمعة ويتم انتخابه بطريقة الاقتراع العلني من مجلس خطباء الجمعة لدورة انتخابية مدتها ثلاث سنوات ويحق له أن يترشح لثلاث فترات انتخابية بحد أقصى ويمكن أن تكون متتابعة أو غير متتابعة.
مجلس خطباء الجمعة: ويكون عددهم يساوي عدد مجلس النواب الموحد ويتم انتخابهم بطريقة الاقتراع العلني من قبل الهيئة العامة لخطباء الجمعة المنتخبين. وتكون فترة الانتخاب للعضو ثلاث سنوات ويحق لكل عضو الترشيح لأكثر من دورة انتخابية.
والاقتراع العلني يعني انه يتم تدوينه في سجلات المجلس ويسمح بنشره في أجهزة الإعلام .
الهيئة العامة لخطباء الجمعة: هي كل خطباء الجمعة المنتخبين من المواطنين على مستوى الدولة. ويتم تنظيم عملية الترشيح و الانتخابات العامة لخطباء الجمعة على الأسس التالية:
يحق لكل مواطن تنطبق عليه أهلية الانتخاب أن يشارك في انتخاب خطيب الجمعة بشرط أن يكون مسلما.
يقوم إمام المسجد بإعداد قسائم انتخابية للمواطنين عددها يساوي ضعف قدرة المسجد الاستيعابية وتشتمل قسيمة الانتخاب على المعلومات التالية :
1- اسم المسجد
2- رقم متسلسل
3- أسماء مرشحي خطبة الجمعة للمسجد. وترتيب الأسماء حسب الحروف الهجائية.
يتم توزيع هذه القسائم على المصلين في صلاة يوم الجمعة الثاني من شهر رمضان ، ويكون التوزيع بعد الخطبة وأثناء الاصطفاف للصلاة وقبل إقامة الصلاة. ويكون التوزيع متتابعا حسب الرقم المتسلسل ابتداء من الصف الأول ثم الثاني وصولا لآخر صف . وبعد انتهاء التوزيع يقوم إمام المسجد بإعلان عدد البطاقات التي تم توزيعها على المصلين، ثم يقوم بإتلاف البطاقات المتبقية.
يتم الانتخاب بطريقة الاقتراع السري كما يلي:
تتشكل لجنة الانتخاب من إمام المسجد والمرشحين ويمكن أن يكون إمام السجد احد المرشحين.
يتم تجهيز صندوق الاقتراع داخل المسجد.
تتم عملية الانتخاب في اليوم التالي ليوم الجمعة الثاني من شهر رمضان بعد صلاة الفجر مباشرة ، وتتم عملية فرز الأصوات بعد وضع آخر صوت في صندوق الاقتراع . وتنتهي فترة الاقتراع قبل طلوع الشمس .
تكون عملية الفرز علنية بحضور من يرغب من المصلين. ويفوز الخطيب الذي يحصل على أكثر الأصوات . وإذا تساوى خطيبين أو أكثر يفوز الأكبر سنا.
تجري عملية الاقتراع بالطريقة المذكورة أعلاه حتى لو كان المرشح خطيبا واحدا بحيث يتم ترسيخ الممارسة الانتخابية وتجنب التزكية.
تتم المباركة للخطيب الفائز من قبل الخطباء المرشحين ويكون نائب الخطيب هو الثاني من حيث عدد الأصوات ولكنه لا يشارك في انتخابات مجلس الخطباء.
ترشيح خطيب الجمعة:
كل مسلم أنهى مرحلة التعليم الأساسي (الثانوية العامة) وحصل على معدل فوق المتوسط، و يحفظ جزء كامل من القرآن الكريم على الأقل يستطيع أن يرشح نفسه لمركز خطيب يوم الجمعة.
يقوم طالب الترشيح بتقديم رسالة خطية بخط اليد موجهه إلى جمهور المصلين ويقوم بتسليم هذه الرسالة إلى إمام المسجد أو خادم المسجد .
يتم تجهيز كل مسجد بلوحة إعلانات يتم تعليقها عند باب المسجد من الداخل .
يقوم خادم المسجد بتعليق رسالة الخطيب المرشح على لوحة الإعلانات المذكورة.
رسالة الخطيب المرشح تكون بخط اليد على ورقة بيضاء واحدة ذات قياس معياري
يحق للخطيب المرشح أن يوزع نسخ من هذه الرسالة على من يريد كدعاية انتخابية.
موعد الترشيح يكون خلال شهر شعبان من كل سنة. ويكتمل عدد المرشحين مع نهاية شهر شعبان . حيث يتم تدوين أسماء المرشحين في قائمة واحدة و تعليقها في لوحة إعلانات المسجد حسب الحروف الأبجدية .
(يفضل ان لا يتجاوز عدد المرشحين خمسة مرشحين ، وإذا كان العدد أكثر من ذلك يتم اختيار ذوي المؤهلات الأعلى في الدراسة )
يعطى المرشح فرصة لإلقاء خطبة دينية أو درس ديني واحد أمام من يرغب من المصلين بعد صلاة العصر ابتداء من اليوم الثاني من شهر رمضان إلى موعد الانتخاب والأولوية تعطى حسب الحروف الأبجدية لاسم الخطيب.
يقوم مجلس الخطباء الأول لاحقا بتشريع قانون انتخابات الخطباء يتم فيه توضيح الخطوات الإجرائية.
مجلس الأمة:
وهو المجلس المشترك الذي يضم مجلس النواب الموحد ومجلس خطباء الجمعة
مجلس الدستور:
يتشكل مجلس الدستور كما يلي:
رئيس مجلس الدستور هو الرقيب ويحق له التصويت كعضو
عدد أعضاء مجلس الدستور أربعة عشر كما يلي:
ثلاثة أعضاء من ذوي المؤهلات العلمية الشرعية ( شهادة جامعية على الأقل في أي من العلوم الشرعية) يتم اختيارهم من الرقيب على أن يكونوا أعضاء في مجلس خطباء الجمعة .
ثلاثة أعضاء من ذوي المؤهلات العلمية ( شهادة جامعية على الأقل في أي من العلوم) يتم اختيارهم من الرقيب على أن يكونوا أعضاء في مجلس خطباء الجمعة .
ثلاثة أعضاء من ذوي المؤهلات العلمية ( شهادة جامعية على الأقل ) يتم اختيارهم من الحاكم.على أن يكونوا من نواب الأقاليم
ثلاثة أعضاء من ذوي المؤهلات العلمية ( شهادة جامعية على الأقل ) يتم اختيارهم من الحاكم.على أن يكونوا من نواب الشعب .
الحاكم يكون عضوا في مجلس الدستور الإسلامي ويحق له التصويت غيابيا أي بدون حضور الجلسات
أمين عام المجلس ونائبه لا يعتبروا أعضاء وإنما موظفين ذوي مؤهلات عالية في علم القانون يتم تنسيهم من قبل الحاكم و موافقة الرقيب.
وتكون وظيفة مجلس الدستور المصادقة على التشريعات والقوانين التي تصدر عن مجلس النواب الموحد قبل أن تصبح سارية المفعول. وفي حال عدم موافقة مجلس الدستور على أي من القوانين أو التشريعات الصادرة عن مجلس النواب الموحد فان على مجلس الدستور عمل التعديلات اللازمة وإعادة صياغة القانون أو التشريع ثم يطرح القانون المعدل في جلسة مشتركة تضم مجلس النواب الموحد ومجلس خطباء الجمعة (مجلس الأمة) للموافقة أو الاعتراض ، وتكون الموافقة بأغلبية الأصوات.
.
مجلس الوزراء
مجلس الوزراء يتكون من رئيس الوزراء والوزراء ويتم اختيارهم جميعا من الحاكم على أن لا يكونوا أعضاء في أي من مجلس النواب أو مجلس خطباء الجمعة أو مجلس الدستور. ويقوم الحاكم بتلاوة البيان الوزاري في جلسة الثقة بحضور مجلس النواب ومجلس خطباء الجمعة . وتمنح الثقة على أساس أغلبية الأصوات.
انتهى النص الجزئي المقترح
ان الآلية التنظيمية الموضحة في فقرة الدستور المقترح لانتخاب الهيئة العامة لخطباء الجمعة تعتبر حلا عمليا ومنظما دون الحاجة الى تدخل السجلات المدنية التابعة للدولة، كما ان هذه الطريقة تنسجم مع الغاية والهدف من انتخاب خطيب الجمعة حيث انها تلبي المتطلبات التالية:
1. تمنح الفرصة لأكبر عدد من المصلين لأخذ قسيمة المشاركة الانتخابية حيث ان اكبر عدد من المصلين عادة ما يتواجدون لحضور صلاة الجمعة في شهر رمضان.
2. يتم توزيع قسائم الاشتراك ذات الارقام المتسلسلة على المصلين خلال دقائق مستفيدين من روعة التنظيم اثناء الاصطفاف بعد خطبة الجمعة وعند الاقامة للصلاة. وبالتالي نضمن ان من يشارك في هذه الانتخابات لخطيب الجمعة في مسجد معين هم من يشاركون بالصلاة ويحضرون خطبة الجمعة في نفس المسجد.
3. من المعروف ان اكثر المصلين التزاما وتعلقا بالصلاة هم من يؤدون صلاة الفجر في المسجد ولذلك فقد تم اختيار موعد الانتخاب بعد صلاة الفجر في المسجد في اليوم التالي ليوم الجمعة الذي تم فيه توزيع القسائم الانتخابية ، وهذا ينسجم مع الهدف من هذه الانتخابات وهو مشاركة المواطنين الاكثر قربا والتزاما وتعلقا بالصلاة . ان خلق الظروف الموضوعية المتعلقة بزمان ومكان الانتخاب يساعد الى درجة كبيرة في جعل اسس اختيار الخطيب مبنية على الدوافع الدينية بعيدا عن المصالح العائلية والاجتماعية. فالوازع النفسي للمسلم يكون حاضرا وقويا اثناء اداء صلاة الفجر وهو صائم في شهر رمضان المبارك
4. ان من شأن هذه المشاركة التفاعلية ان تزيد من حضور المسلمين لصلاة الفجر في المسجد وهذا انجاز بحد ذاته
5. ان اختيار الخطيب من قبل المصلين من شأنه ان يحسن ويضبط ويرفع مستوى الخطباء . فاهتمام الخطيب بخطبة الجمعة يصبح كاهتمامه ببيانه الانتخابي.
6. المساجد في واقع الحال هي البنية التحتية لاقامة الشعائر الدينية الجماعية، وبهذه الطريقة تصبح المساجد ايضا جزءا اساسيا من البنية التحتية اللازمة لاقامة النظام السياسي المنضبط إسلاميا
هذه الأفكار ليست فتوى أو اجتهاد ديني ، وإنما هي محاولة للتفكير بشكل منظم ، وسأقوم بوضع مخطط الهيكل التنظيمي لا حقا
ان شاء الله
<br>
ahmed alhaj- كـاتــــب
-
الديانه : الاسلام
البلد : مصر
عدد المساهمات : 88
نقاط : 5093
السٌّمعَة : 6
رد: الدستور واركان الدولة في القرآن الكريم
مهما كان الرأي بخصوص الفكرة الجديدة ، استحسانا أو استهجانا ، مع أو ضد ، فهو مفيد
و مهما كان الجهد المبذول في التعليق متواضعا ، فهو أيضا مفيد
و مهما كان الجهد المبذول في التعليق متواضعا ، فهو أيضا مفيد
<br>
ahmed alhaj- كـاتــــب
-
الديانه : الاسلام
البلد : مصر
عدد المساهمات : 88
نقاط : 5093
السٌّمعَة : 6
رد: الدستور واركان الدولة في القرآن الكريم
هذاالمخطط التنظيمي يبين مسارات الانتخابات، التعيين، والمصادقة على القوانين
<br>
ahmed alhaj- كـاتــــب
-
الديانه : الاسلام
البلد : مصر
عدد المساهمات : 88
نقاط : 5093
السٌّمعَة : 6
رد: الدستور واركان الدولة في القرآن الكريم
بارك الله فيكم أستاذنا الفاضل
الحقيقة أننى ندمت لما فاتنى من وقت لم أقرأ فيه هذا البحث الرائع كاملا
وقد أبهرنى ما طرحته فيه من فكر واضح الرؤية وواعى ودارس للرؤى المخالفة
وأدعو كل من لم يقرأوه كاملا , أن يتفرغوا لقراءته ولن يندموا
أرى أن الفكرة والتى أحسبها غاية فى الصعوبة فى التنفيذ ـ فقط للظروف والملابسات الحالية ـ هى خلاصة هامة تحتاج للنشر والعرض وتقديمها لجهات عدة على أكبر مستوى ممكن من الهيئات والمواقع الإلكترونية
الحقيقة أننى ندمت لما فاتنى من وقت لم أقرأ فيه هذا البحث الرائع كاملا
وقد أبهرنى ما طرحته فيه من فكر واضح الرؤية وواعى ودارس للرؤى المخالفة
وأدعو كل من لم يقرأوه كاملا , أن يتفرغوا لقراءته ولن يندموا
أرى أن الفكرة والتى أحسبها غاية فى الصعوبة فى التنفيذ ـ فقط للظروف والملابسات الحالية ـ هى خلاصة هامة تحتاج للنشر والعرض وتقديمها لجهات عدة على أكبر مستوى ممكن من الهيئات والمواقع الإلكترونية
من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرا أو ليصمت
هانى الإخوانى- المراقب العام
-
الديانه : الاسلام
البلد : مصر
عدد المساهمات : 1177
نقاط : 6707
السٌّمعَة : 17
العمر : 41
العمل/الترفيه :
رد: الدستور واركان الدولة في القرآن الكريم
أشكرك أخي هاني الاخواني على تفاعلك وعلى تعقيباتك المعمقة والمفيدة
وإذا كانت هذه الدراسة مفيدة - و أحسبها كذلك- فأنت وكل أخ يسعى إلى التدقيق بها وتهذيبها وتحسينها وتطويرها ابتغاء وجه الله ، فهو شريك بها ، وشريك بالأجر ان شاء الله
و هي ملك لكل من يقتنع بها ويسعى الى نشرها بغرض التقرب الى الله والى منهج الله في الحكم
وهي كذلك أمانة يحملها معي كل من يرى بها خير لهذه الأمة
هذه الدراسة ليست مجرد فكرة ، انها ثقافة قرآنية ، تنسجم مع الأمر الإلهي الدائم للفريق الأول في المجتمع ، وهو الحاكم الذي ائتمنه الناس بأمانة الحكم " إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَىٰ أَهْلِهَا وَإِذَا حَكَمْتُمْ بَيْنَ النَّاسِ أَنْ تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ ۚ "
وتنسجم مع الأمر الإلهي الدائم للفريق الثاني في المجتمع وهو المحكوم المأمور بطاعة أولي الأمر " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ "
وتنسجم مع تأويل الأمر الإلهي الدائم بضرورة تشكيل الفريق الثالث وهو مجلس التحكيم المستقل الذي تشير اليه بقية الآية " فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ۚ ذَٰلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا "
و حيث أن رد النزاع الى الله والرسول واجب ‘ فإن تشكيل " مجلس الله والرسول" واجب " لان ما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب"
مجلس الله والرسول هو مجلس تحكيم لفض النزاع بين الحاكم والمحكوم ، بين الأمير والمأمور ، بين السلطة الحاكمة والشعب
ومجلس التحكيم في الفقه القانوني هو طرف ثالث يتفق عليه ويشارك في تشكيله كل من الطرف الاول والطرف الثاني
أما مبادئ التحكيم فهي التي تعطي للمجلس صفته ،
و يستحق مجلس التحكيم صفة "مجلس الله والرسول" إذا كانت مبادئ التحكيم هي كلام الله والرسول وما بني عليه.
ان مجلس الدستور المقترح والذي يتشكل من أعضاء : نصفهم من طرف الحاكم المنتخب ، ونصفهم من طرف "مجلس خطباء الجمعة المنتخبين " يستحق صفة "مجلس الله والرسول" لثلاثة اسباب:
السبب الأول انه يعطي المعنى الدقيق المتكامل لعبارة " ولي الأمر " في القرآن الكريم ،
ف "ولي الأمر" في إحدى الآيات تشير إلى الأمير الحاكم "وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ ۖ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ"
وفي آية أخرى تشير إلى العلماء الذين يستنبطون الحكم " وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَىٰ أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ ۗ "
وفي هذا المجلس يتمثل كل من الأمير وعالم الدين . يتمثل الأمير الحاكم الذي يتولى الإمارة والقيادة ويتمثل مجلس خطباء الجمعة وهو نخبة علماء الدين
السب الثاني: هو أن الغلبة (الأغلبية المطلقة بالتصويت) هي بالضرورة للمبادئ الاسلامية القائمة على كلام الله والرسول وما بني عليه. فممثلي الحاكم يمثلون عباد الله المستخلفين في الارض بتجارتهم وصناعتهم وزراعتهم وعلومهم و مواهبهم وإمكانياتهم التي أوصلتهم إلى هذا الموقع ، وهم بأغلبيتهم ليسوا بعيدين عن المبادئ الإسلامية ولكنهم – في دفاعهم عن مصالحهم – قد يغفلون حق الضعفاء في المجتمع .أما ممثلي خطباء الجمعة فهم عباد الله المستخلفين في الارض بعلمهم الديني وبتقواهم وورعهم وهم بالضرورة ملتزمين بالمبادئ الإسلامية التي يدعون إليها على منابر الجمعة. وبالتالي فإن اجتماع ممثلي الحاكم وممثلي خطباء الجمعة يؤمن أغلبية التصويت للتشريعات التي تنسجم مع مبادئ الإسلام ، و التي تؤمن للقوي حقه كاملا ولكن دون إغفال حق الضعيف
السبب الثالث هو أن هذا المجلس له صفة الحَكَم واجب الطاعة من طرف الحاكم والمحكوم . وهذه الصفة ليست فقط بسبب الموقع الدستوري لمجلس الدستور في الدولة ، ولكنها أيضا بسبب النفوذ الحقيقي القوي لمجلس خطباء الجمعة في المجتمع ، وهو نفوذ إعلامي وتربوي مرتبط بمنبر الجمعة ، المنبر الإلهي الذي يتفوق على كل المنابر الإعلامية ، وبالتالي فهو يشكل الرأي العام ، والذي بدوره يتحكم في صناديق الاقتراع التي تنتج الحاكم و مجلس النواب و مجلس المحافظات في الدولة المنشودة
بدون مجلس خطباء الجمعة المنتخب لا يمكن لنا أن نتوصل الى مثل هذا المجلس التي يقترب من صفة
" مجلس الله والرسول" لتطبيق الأمر الالهي " فأن تنازعتم في شئ فردوه الى الله والرسول".
وهنا نأتي الى سؤال وجيه:
إذا كانت فكرة "مجلس خطباء الجمعة المنتخب " صحيحة ولها هذا القدر من الأهمية ، فلماذا لم يطرحها أي من أئمتنا وعلمائنا الأجلاء ، ولماذا لم يتم تطبيقها في أي عهد من عهود الدول الإسلامية المتتابعة إلى يومنا
هذا سؤال وجيه يستحق الإجابة الشافية ، وسأحاول ذلك في مساهمة لاحقة إن شاء الله
وإذا كانت هذه الدراسة مفيدة - و أحسبها كذلك- فأنت وكل أخ يسعى إلى التدقيق بها وتهذيبها وتحسينها وتطويرها ابتغاء وجه الله ، فهو شريك بها ، وشريك بالأجر ان شاء الله
و هي ملك لكل من يقتنع بها ويسعى الى نشرها بغرض التقرب الى الله والى منهج الله في الحكم
وهي كذلك أمانة يحملها معي كل من يرى بها خير لهذه الأمة
هذه الدراسة ليست مجرد فكرة ، انها ثقافة قرآنية ، تنسجم مع الأمر الإلهي الدائم للفريق الأول في المجتمع ، وهو الحاكم الذي ائتمنه الناس بأمانة الحكم " إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَىٰ أَهْلِهَا وَإِذَا حَكَمْتُمْ بَيْنَ النَّاسِ أَنْ تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ ۚ "
وتنسجم مع الأمر الإلهي الدائم للفريق الثاني في المجتمع وهو المحكوم المأمور بطاعة أولي الأمر " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ "
وتنسجم مع تأويل الأمر الإلهي الدائم بضرورة تشكيل الفريق الثالث وهو مجلس التحكيم المستقل الذي تشير اليه بقية الآية " فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ۚ ذَٰلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا "
و حيث أن رد النزاع الى الله والرسول واجب ‘ فإن تشكيل " مجلس الله والرسول" واجب " لان ما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب"
مجلس الله والرسول هو مجلس تحكيم لفض النزاع بين الحاكم والمحكوم ، بين الأمير والمأمور ، بين السلطة الحاكمة والشعب
ومجلس التحكيم في الفقه القانوني هو طرف ثالث يتفق عليه ويشارك في تشكيله كل من الطرف الاول والطرف الثاني
أما مبادئ التحكيم فهي التي تعطي للمجلس صفته ،
و يستحق مجلس التحكيم صفة "مجلس الله والرسول" إذا كانت مبادئ التحكيم هي كلام الله والرسول وما بني عليه.
ان مجلس الدستور المقترح والذي يتشكل من أعضاء : نصفهم من طرف الحاكم المنتخب ، ونصفهم من طرف "مجلس خطباء الجمعة المنتخبين " يستحق صفة "مجلس الله والرسول" لثلاثة اسباب:
السبب الأول انه يعطي المعنى الدقيق المتكامل لعبارة " ولي الأمر " في القرآن الكريم ،
ف "ولي الأمر" في إحدى الآيات تشير إلى الأمير الحاكم "وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ ۖ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ"
وفي آية أخرى تشير إلى العلماء الذين يستنبطون الحكم " وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَىٰ أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ ۗ "
وفي هذا المجلس يتمثل كل من الأمير وعالم الدين . يتمثل الأمير الحاكم الذي يتولى الإمارة والقيادة ويتمثل مجلس خطباء الجمعة وهو نخبة علماء الدين
السب الثاني: هو أن الغلبة (الأغلبية المطلقة بالتصويت) هي بالضرورة للمبادئ الاسلامية القائمة على كلام الله والرسول وما بني عليه. فممثلي الحاكم يمثلون عباد الله المستخلفين في الارض بتجارتهم وصناعتهم وزراعتهم وعلومهم و مواهبهم وإمكانياتهم التي أوصلتهم إلى هذا الموقع ، وهم بأغلبيتهم ليسوا بعيدين عن المبادئ الإسلامية ولكنهم – في دفاعهم عن مصالحهم – قد يغفلون حق الضعفاء في المجتمع .أما ممثلي خطباء الجمعة فهم عباد الله المستخلفين في الارض بعلمهم الديني وبتقواهم وورعهم وهم بالضرورة ملتزمين بالمبادئ الإسلامية التي يدعون إليها على منابر الجمعة. وبالتالي فإن اجتماع ممثلي الحاكم وممثلي خطباء الجمعة يؤمن أغلبية التصويت للتشريعات التي تنسجم مع مبادئ الإسلام ، و التي تؤمن للقوي حقه كاملا ولكن دون إغفال حق الضعيف
السبب الثالث هو أن هذا المجلس له صفة الحَكَم واجب الطاعة من طرف الحاكم والمحكوم . وهذه الصفة ليست فقط بسبب الموقع الدستوري لمجلس الدستور في الدولة ، ولكنها أيضا بسبب النفوذ الحقيقي القوي لمجلس خطباء الجمعة في المجتمع ، وهو نفوذ إعلامي وتربوي مرتبط بمنبر الجمعة ، المنبر الإلهي الذي يتفوق على كل المنابر الإعلامية ، وبالتالي فهو يشكل الرأي العام ، والذي بدوره يتحكم في صناديق الاقتراع التي تنتج الحاكم و مجلس النواب و مجلس المحافظات في الدولة المنشودة
بدون مجلس خطباء الجمعة المنتخب لا يمكن لنا أن نتوصل الى مثل هذا المجلس التي يقترب من صفة
" مجلس الله والرسول" لتطبيق الأمر الالهي " فأن تنازعتم في شئ فردوه الى الله والرسول".
وهنا نأتي الى سؤال وجيه:
إذا كانت فكرة "مجلس خطباء الجمعة المنتخب " صحيحة ولها هذا القدر من الأهمية ، فلماذا لم يطرحها أي من أئمتنا وعلمائنا الأجلاء ، ولماذا لم يتم تطبيقها في أي عهد من عهود الدول الإسلامية المتتابعة إلى يومنا
هذا سؤال وجيه يستحق الإجابة الشافية ، وسأحاول ذلك في مساهمة لاحقة إن شاء الله
<br>
ahmed alhaj- كـاتــــب
-
الديانه : الاسلام
البلد : مصر
عدد المساهمات : 88
نقاط : 5093
السٌّمعَة : 6
رد: الدستور واركان الدولة في القرآن الكريم
سؤال وجيه حقاahmed alhaj كتب:[color=#1f497d]إذا كانت فكرة "مجلس خطباء الجمعة المنتخب " صحيحة ولها هذا القدر من الأهمية ، فلماذا لم يطرحها أي من أئمتنا وعلمائنا الأجلاء ، ولماذا لم يتم تطبيقها في أي عهد من عهود الدول الإسلامية المتتابعة إلى يومنا[/font">
هذا سؤال وجيه يستحق الإجابة الشافية ، وسأحاول ذلك في مساهمة لاحقة إن شاء الله
أتلهف لمعرفة إجابته
وليت التاريخ الإسلامى لا يمس بسوء عند تناول هذا الأمر
على كل فنحن مستمتعون في المتصفح الزاخر
وبانتظار إكمال الموعود ليحصل المقصود.
جزاكم الله خيرا
من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرا أو ليصمت
هانى الإخوانى- المراقب العام
-
الديانه : الاسلام
البلد : مصر
عدد المساهمات : 1177
نقاط : 6707
السٌّمعَة : 17
العمر : 41
العمل/الترفيه :
رد: الدستور واركان الدولة في القرآن الكريم
وليت التاريخ الإسلامى لا يمس بسوء عند تناول هذا الأمر
لن نمس التاريخ الإسلامي بسوء إن شاء الله ، فنحن دعاة بناء ولسنا دعاة هدم
وإذا كنا لا نتفق مع كثير من الممارسات وما بني عليها من مبادئ " سياسية وضعية" في العهد الملكي للتاريخ الإسلامي فقد علمنا القرآن الكريم كيف نتعامل مع أحداث الماضي بايجابية حيث يقول الله تعالى " تِلْكَ أُمَّةٌ قَدْ خَلَتْ ۖ لَهَا مَا كَسَبَتْ وَلَكُمْ مَا كَسَبْتُمْ ۖ وَلَا تُسْأَلُونَ عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ ) "
بل إننا نرجو أن نكون ممن ينطبق عليهم قول الله تعالى " وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ "
النظام السياسي القديم الذي أصبح غير فعال وغير صالح للتطبيق ، هو تماما كالبناء التاريخي القديم ، الذي تم هجره لأسباب تتعلق بقدم البناء وعدم قابليته للسكن ، أو تم هجره بسبب تغير ظروف الساكنين .
إن التعامل مع مثل هذا البناء يتم من خلال واحدة من ثلاث طرق :
الطريقة الأولى هي محاولة إصلاحه وترقيعه ، وهذه الطريقة تجمل البناء من الخارج ولكنها لا تصلح الأساس القديم ولا تعزز أركانه
الطريقة الثانية هي هدم البناء القديم من أساسه ، وإقامة بناء حديث مكانه ، وهذه الطريقة تغضب كل من أحبوا هذا البناء القديم و تتصادم معهم
والطريقة الثالثة هي إبقاء البناء القديم على حاله ، واعتباره معلما محترما من معالم التاريخ ، ثم اختيار مكان آخر ، مكان جديد لإقامة البناء الحديث ، على أسس أقوى من أسس البناء القديم ، وبمساحات أرحب من مساحات البناء القديم . في هذه الحالة نبقي على البناء القديم احترامه ، ونزوره متى شئنا لا لهدمه ولكن لننظر بايجابية الى مواقع الضعف فنتجنبها ، والى مواقع القوة فنعززها في مخطط البناء الحديث.
نحن إن شاء الله ممن يتبعون الطريقة الثالثة ، أي بناء دون حاجة إلى الهدم
<br>
ahmed alhaj- كـاتــــب
-
الديانه : الاسلام
البلد : مصر
عدد المساهمات : 88
نقاط : 5093
السٌّمعَة : 6
رد: الدستور واركان الدولة في القرآن الكريم
اما لماذا الآن ، ولماذا لم تطرح هذه الفكرة في أي من عهود الدول الإسلامية عبر التاريخ
فالجواب على ذلك بسيط
في العهود السابقة كان قصر الحاكم و ديوانه و مجلسه هي محطات البث الإسلامية، وأماكن الشرعية السياسية الإسلامية. أما الآن فان قلوب المسلمين وبيوتهم ومساجدهم وجمعياتهم هي مقرات الهدى والنور الإسلامي دون وصاية من السلطة ودون ولاية من الحاكم.
في العهود السابقة كانت الأقاليم و بلاد الفتح تسمى إسلامية لان الدولة الفاتحة إسلامية، ولان العاصمة إسلامية، ولان الخليفة أو السلطان له أهلية وشرعية إسلامية ، أما الآن فان البلاد إسلامية لسبب بسيط وهو ان الشعوب إسلامية
ولاية مصر في الدولة الأموية كانت إسلامية لان والي مصر كان عاملا للخليفة الإسلامي في العاصمة الإسلامية ، ومصر في الدولة الفاطمية كانت إسلامية لان الخليفة الفاطمي كان ذو مرجعية تاريخية إسلامية . أما الآن فان مصر إسلامية لان أغلبية الشعب المصري مسلمون . إسلام الشعب هو الأمر الواقع الذي يفرض نفسه بقوة بغض النظر عن التاريخ والجغرافيا. أغلب المصريين مسلمون " يسعى نورهم بين أيديهم وبإيمانهم" دون أن يدفعهم أو يحثهم حاكم أو سلطة إلى الإسلام .
بل إنهم مسلمون رغما عن إرادة الحاكم ورغما عن إرادة السلطة ، وكذلك الأمر في بقية الدول الاسلامية . في تركيا الحديثة مثلا عملت السلطة العلمانية الاتاتوركية عشرات السنين على إلغاء كل مظهر من مظاهر الإسلام ، و كانت المحصلة أن الأتراك أصبحوا أكثر قربا من الإسلام .
يتوافد المسلمون الى المساجد يوم الجمعة لا إعجابا في الإمام الذي تعينه الدولة ، ولا رغبة في سماع خطبته المكررة ، وإنما طاعة لله .
هذا لعمري إسلام قوي و عميق يتفوق على إسلام كثير من الأوائل. يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم حين سأله بعض الصحابة " يا رسول الله ! هل أحد خير منا ؟ قال : قوم يجيئون من بعدكم ، فيجدون كتابا بين لوحين يؤمنون بما فيه ، ويؤمنون بي ولم يروني ، ويصدقون بما جئت به ويعملون به ، فهم خير منكم"
الراوي: أبو جمعة المحدث: ابن عبدالبر - المصدر: الاستذكار - الصفحة أو الرقم: 1/229
خلاصة حكم المحدث: رجاله ثقات
وهذا إسلام إخوان رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي يقارن بإسلام أصحابه ، إذ يقول رسول الله
" وددت أني لقيت إخواني . فقال أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم : نحن إخوانك قال : أنتم أصحابي ولكن إخواني الذين آمنوا بي ولم يروني
الراوي: أنس المحدث: الحكمي - المصدر: معارج القبول - الصفحة أو الرقم: 1202/3
خلاصة حكم المحدث: إسناده حسن وقد صحح "
في العهود القديمة ، كان الحاكم ، عادلا كان أم جائر ، يتمسك بشرعيته الإسلامية كي يكتسب صفة ولي الأمر واجب الطاعة ، لأنه وبدون هذه الصفة لا يستطيع عربي أن يحكم فارسي ، ولا يستطيع تركي أن يحكم عربي ، ولا يستطيع قيسي أن يحكم يمني .. وهكذا
اما الآن فان الحاكم في دول الشعوب المسلمة يتمسك بالشرعية الدولية ، التي تهيئ له بقائه والتي تهيئ له الدعم الدولي و تهيئ له السلطة الوطنية برعاية السلطة الدولية .
الآن ، أصبح الحاكم حريصا على الشرعية الدولية أكثر من حرصه على الشرعية الإسلامية
و لأول مرة في تاريخ الشعوب الإسلامية ، يصبح الإسلام مطلبا شعبيا ذاتي الدفع ، يتدفق من قلوب الناس ، رغما عن إرادة السلطة الحاكمة وما فوقها من سلطات عالمية مهيمنة
لهذه الأسباب أصبح المواطنون المسلمون هم الأولى برعاية مساجدهم ، و أصبح المصلون هم الأولى باختيار خطباء الجمعة ومن يمثلهم من علماء الدين .
<br>
ahmed alhaj- كـاتــــب
-
الديانه : الاسلام
البلد : مصر
عدد المساهمات : 88
نقاط : 5093
السٌّمعَة : 6
رد: الدستور واركان الدولة في القرآن الكريم
الآن ، أصبح الحاكم حريصا على الشرعية الدولية أكثر من حرصه على الشرعية الإسلامية
و لأول مرة في تاريخ الشعوب الإسلامية ، يصبح الإسلام مطلبا شعبيا ذاتي الدفع ، يتدفق من قلوب الناس ، رغما عن إرادة السلطة الحاكمة وما فوقها من سلطات عالمية مهيمنة
لهذه الأسباب أصبح المواطنون المسلمون هم الأولى برعاية مساجدهم ، و أصبح المصلون هم الأولى باختيار خطباء الجمعة ومن يمثلهم من علماء الدين .
الله الله
كلمات من ذهب
بارك الله فى قائلها ونسأل الله أن يجعلها فى ميزان حسناتكم
حقيقة أستاذنا فى كل إضافة ومشاركة تتبلور الصورة أكثر ويتجلى جمال هذا الطرح
وليتك أستاذنا تعرض لنا تصورك ـ ولو باختصار وربما فى موضوع آخر ـ عن ماهية وحال المجتمع الإسلامى المنشود الذى يتحقق على يديه النصر الموعود من رب العزة سبحانه , ليدخل هذا الأمر ويظهر هذا الدين على الدين كله ؟
البعض يرى أن الأمر سيتحقق بعودة الخلافة الإسلامية ؟ والبعض الآخر يرى أن فكرة الخلافة ـ فى المرحلة المقبلة ـ إنما هى فكرة هلامية ويستحيل عودتها فى المراحل الزمنية القادمة .
هل يمكن تعميم تصوركم الرائع فى معالجة موضوع من الخطورة بمكان كقضية الخلافة ؟!
من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرا أو ليصمت
هانى الإخوانى- المراقب العام
-
الديانه : الاسلام
البلد : مصر
عدد المساهمات : 1177
نقاط : 6707
السٌّمعَة : 17
العمر : 41
العمل/الترفيه :
رد: الدستور واركان الدولة في القرآن الكريم
قضية الخلافة أو "النظام السياسي في الدولة الاسلامية المنشودة" هو في صميم هذا الموضوع ، و للاقتراب من موضوع الخلافة سأكرر السؤال " الوجيه" مرة أخرى ، وسأجيب عليه من زاوية ثانية.
والسؤال هو : لماذا لم تطرح فكرة انتخاب خطيب الجمعة، واستقلال منبر الجمعة في أي من العهود السابقة؟
وللإجابة ، نستعرض سريعا مراحل دور المسجد ومنبر الجمعة في التاريخ الإسلامي.
في البداية كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إمام المسلمين وأمير الدولة وقائدها
كان المسجد بيته ومقر عمله ، وكان المسجد هو مجلس الشورى في الدولة
بعد وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم ، ارتضى المسلمون أبا بكر ثم عمر ثم علي ثم عثمان رضي الله عنهم
كل واحد منهم كان له بيته المستقل ولكن بقي المسجد مقرا للعمل الأميري و مجلسا للشورى حيث يجتمع المسلمون ويتداولون مع الأمير في شؤون الدعوة والدولة.
و مع بداية الدولة الاموية اصبح الحكم ملكيا وراثيا ، مثله مثل بقية انظمة الحكم الكسروية او الهرقلية المألوفة والمشهورة في ذلك العهد ، و لكن بقيت الدولة اسلامية
انتقل مقر العمل الاميري ومركز الثقل السياسي من المسجد الى قصر الامير ، وانتقل مكان اجتماع النخبة من المسجد الى ديوان الامير ، ولكن الدولة بقيت اسلامية.
انتقل الحكم من نظام الشورى الى نظام الاسرة الحاكمة و ولاية العهد ، ولكن حرص الحاكم دائما على الشرعية الاسلامية من خلال عقد " البيعة"
لماذا ، لان الحاكم لجمهور المسلمين - عادلا كان أم جائر - لا يستطيع ضبط الدولة وفرض السلطة إلا إذا اكتسب صفة ولي الأمر واجب الطاعة بالأمر الهي
و كما قلنا سابقا ، بدون هذه الصفة فان الحاكم ليس بأفضل من المحكوم ، فالفارسي لا يقبل أن يحكمه عربي ، و اليمني لا يقبل أن يحكمه قيسي ، والهاشمي لا يقبل أن يحكمه أموي .. وهكذا
و مهما كانت قوة الحاكم ، و أيا كانت قبيلته، ومهما كان جبروته ، - عادلا كان او جائرا- فهو يدرك أن صفة ولي الأمر لا تكتسب إلا بشرعية إسلامية ، والشرعية الإسلامية لا تتم إلا بالبيعة ، والبيعة في العاصمة والأقاليم مقرها الرئيسي في المسجد ومكانها منبر الجمعة.
إذاً ورغم انتقال مركز الثقل السياسي من المسجد إلى قصر الأمير ، إلا أن الأمير كان حريصا كل الحرص على تبعية منبر الجمعة له ، فمن على هذا المنبر تتم البيعة ، ثم يتم تأكيدها أسبوعيا من خلال الدعاء للامير ولي الأمر ، والدعاء لولي العهد ، بل وفي كثير من الأحيان لعن عدو الأمير أو رمز المعارضة في الدولة الإسلامية.
لذلك فان أي دعوة لاستقلال المنبر وانتخاب خطيب الجمعة في ذلك العهد هي انقلاب سياسي بمعنى الكلمة لأن مثل هذا الانتخاب هو عقد بين جمهور المصلين وخطيب الجمعة ، وهذا يتنافى مع النظام السياسي القائم في ذلك العهد ، فالعقد السياسي الوحيد في الدولة هو عقد البيعة بين أهل الحل والعقد وبين الخليفة أو الحاكم
أما الآن فان عقد الحاكم مع الجمهور في دولة المسلمين لا يكون بالبيعة بالطريقة المعهودة ، وإنما من خلال صناديق الانتخابات.
بالإضافة إلى ذلك ، فان النظام السياسي في الدولة الحديثة لا يقوم على عقد سياسي "نظام انتخابات" واحد بين السلطة الحاكمة والشعب ، وانما يقوم على عدة عقود سياسية واجتماعية ، فانتخاب الرئيس هو عقد ، وانتخاب النائب في البرلمان هو عقد ، وانتخاب رئيس البلدية هو عقد ، والاستفتاء على الدستور أو أي تشريع هو عقد .
لذلك ، أصبح انتخاب خطيب الجمعة من طرف المصلين ، ومن ثم انتخاب مجلس خطباء الجمعة ، لا يشكل انقلابا على النظام السياسي ، بل أصبح من الضرورات المكملة للنظام السياسي في أي دولة يشكل المسلمون أغلبية سكانها .
بل إن انتخاب خطيب الجمعة ومجلس خطباء الجمعة ثم اعتماد مجلس خطباء الجمعة ضمن الهيكل التنظيمي لمؤسسات وأجهزة الدولة ، هو السبيل الوحيد لخلق حالة من الانسجام والتوافق بين السلطة الحاكمة وجمهور المصلين الذين يشكلون الأغلبية الفاعلة للشعب.
وبدون حالة الانسجام والتوافق بين السلطة والشعب ، لا يمكن إنتاج دولة قوية مستقلة تمثل شعبها تمثيلا حقيقيا .
بالإضافة إلى ذلك فان تمثيل مجلس خطباء الجمعة في المجلس الدستوري للدولة بنسبة 50% يعتبر صمام الأمان ، وعامل التوازن الرئيسي في حال النزاعات بين السلطة والشعب ، أو في حل النزاعات ذات الطابع الإقليمي أو العصبي أو القبلي ضمن الدولة ذاتها . ذلك أن مجلس خطباء الجمعة يحتل موقع المٌحََكّم الأقرب إلى صفة (مجلس الله والرسول) "فان تنازعتم في شيء فردوه الى الله والرسول" وهو ذاته لديه القدرة على فرض الحكم على المتخاصمين لأنه يمتلك سلاح رباني من أقوى الاسلحة الاعلامية والتنظيمية ، ألا وهو منبر الجمعة.
هذا السلاح يعتبر سلاح حق عابر للقوميات والعصبيات والطوائف والطبقات ، سلاح الحق الموجه إلى القلوب فيذكرها بطاعة الله ،ويخرجها من الظلمات الى النور، وينقيها من ما شابها من أمراض العصبية ، سلاح الحق الموجه الى العامة والخاصة ، الى الحاكم والمحكوم ، الى المدني والعسكري ...
خطيب الجمعة له احترامه الخاص ، احترام لا يرتبط بنسبه أو عشيرته أو قوميته أو لونه ، ولا يرتبط بالفئة الاجتماعية التي جاء منها سواء كان من طبقة غنية او فقيرة من القرية او المدينة ..
و لتوضيح ذلك ، علينا أن نعقد مقارنة بين موقعين اجتماعيين في ظروف متطرفة :
الموقع الأول لمهندس مصري عالي الكفاءة في دولة خليجية
والموقع الثاني ل خطيب جمعة عالي الكفاءة في نفس الدولة الخليجية
المهندس المصري مهما كانت أقدميته و كفاءته وإبداعاته فانه لن يصل الى موقع الموظف الاول في دائرته ، لان الموقع الأول مخصص للجنسية الوطنية أو للعائلة الفلانية
أما خطيب الجمعة المصري صاحب الكفاءة والتميز فانه وبكل سهولة يحتل المقام المناسب من الاحترام والتبجيل وباعتراف المواطنين الخليجيين ، مما يجعله متفوقا على زميله الخليجي بدون أية حساسية أو حرج ، ومتجاوزا حواجز وقيود الجنسية .
ما ينطبق على هذا المثال ينطبق على حواجز الاقليم والحي والمحافظة والعائلة والقبيلة في نفس البلد
فخطيب الجمعة على المنبر له موقع رباني وله أهلية شرعية وانتماء إسلامي في المقام الأول ، والانتماء الإسلامي يهيمن على كل أشكال الانتماءات الأخرى.
وللحديث بقية
والسؤال هو : لماذا لم تطرح فكرة انتخاب خطيب الجمعة، واستقلال منبر الجمعة في أي من العهود السابقة؟
وللإجابة ، نستعرض سريعا مراحل دور المسجد ومنبر الجمعة في التاريخ الإسلامي.
في البداية كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إمام المسلمين وأمير الدولة وقائدها
كان المسجد بيته ومقر عمله ، وكان المسجد هو مجلس الشورى في الدولة
بعد وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم ، ارتضى المسلمون أبا بكر ثم عمر ثم علي ثم عثمان رضي الله عنهم
كل واحد منهم كان له بيته المستقل ولكن بقي المسجد مقرا للعمل الأميري و مجلسا للشورى حيث يجتمع المسلمون ويتداولون مع الأمير في شؤون الدعوة والدولة.
و مع بداية الدولة الاموية اصبح الحكم ملكيا وراثيا ، مثله مثل بقية انظمة الحكم الكسروية او الهرقلية المألوفة والمشهورة في ذلك العهد ، و لكن بقيت الدولة اسلامية
انتقل مقر العمل الاميري ومركز الثقل السياسي من المسجد الى قصر الامير ، وانتقل مكان اجتماع النخبة من المسجد الى ديوان الامير ، ولكن الدولة بقيت اسلامية.
انتقل الحكم من نظام الشورى الى نظام الاسرة الحاكمة و ولاية العهد ، ولكن حرص الحاكم دائما على الشرعية الاسلامية من خلال عقد " البيعة"
لماذا ، لان الحاكم لجمهور المسلمين - عادلا كان أم جائر - لا يستطيع ضبط الدولة وفرض السلطة إلا إذا اكتسب صفة ولي الأمر واجب الطاعة بالأمر الهي
و كما قلنا سابقا ، بدون هذه الصفة فان الحاكم ليس بأفضل من المحكوم ، فالفارسي لا يقبل أن يحكمه عربي ، و اليمني لا يقبل أن يحكمه قيسي ، والهاشمي لا يقبل أن يحكمه أموي .. وهكذا
و مهما كانت قوة الحاكم ، و أيا كانت قبيلته، ومهما كان جبروته ، - عادلا كان او جائرا- فهو يدرك أن صفة ولي الأمر لا تكتسب إلا بشرعية إسلامية ، والشرعية الإسلامية لا تتم إلا بالبيعة ، والبيعة في العاصمة والأقاليم مقرها الرئيسي في المسجد ومكانها منبر الجمعة.
إذاً ورغم انتقال مركز الثقل السياسي من المسجد إلى قصر الأمير ، إلا أن الأمير كان حريصا كل الحرص على تبعية منبر الجمعة له ، فمن على هذا المنبر تتم البيعة ، ثم يتم تأكيدها أسبوعيا من خلال الدعاء للامير ولي الأمر ، والدعاء لولي العهد ، بل وفي كثير من الأحيان لعن عدو الأمير أو رمز المعارضة في الدولة الإسلامية.
لذلك فان أي دعوة لاستقلال المنبر وانتخاب خطيب الجمعة في ذلك العهد هي انقلاب سياسي بمعنى الكلمة لأن مثل هذا الانتخاب هو عقد بين جمهور المصلين وخطيب الجمعة ، وهذا يتنافى مع النظام السياسي القائم في ذلك العهد ، فالعقد السياسي الوحيد في الدولة هو عقد البيعة بين أهل الحل والعقد وبين الخليفة أو الحاكم
أما الآن فان عقد الحاكم مع الجمهور في دولة المسلمين لا يكون بالبيعة بالطريقة المعهودة ، وإنما من خلال صناديق الانتخابات.
بالإضافة إلى ذلك ، فان النظام السياسي في الدولة الحديثة لا يقوم على عقد سياسي "نظام انتخابات" واحد بين السلطة الحاكمة والشعب ، وانما يقوم على عدة عقود سياسية واجتماعية ، فانتخاب الرئيس هو عقد ، وانتخاب النائب في البرلمان هو عقد ، وانتخاب رئيس البلدية هو عقد ، والاستفتاء على الدستور أو أي تشريع هو عقد .
لذلك ، أصبح انتخاب خطيب الجمعة من طرف المصلين ، ومن ثم انتخاب مجلس خطباء الجمعة ، لا يشكل انقلابا على النظام السياسي ، بل أصبح من الضرورات المكملة للنظام السياسي في أي دولة يشكل المسلمون أغلبية سكانها .
بل إن انتخاب خطيب الجمعة ومجلس خطباء الجمعة ثم اعتماد مجلس خطباء الجمعة ضمن الهيكل التنظيمي لمؤسسات وأجهزة الدولة ، هو السبيل الوحيد لخلق حالة من الانسجام والتوافق بين السلطة الحاكمة وجمهور المصلين الذين يشكلون الأغلبية الفاعلة للشعب.
وبدون حالة الانسجام والتوافق بين السلطة والشعب ، لا يمكن إنتاج دولة قوية مستقلة تمثل شعبها تمثيلا حقيقيا .
بالإضافة إلى ذلك فان تمثيل مجلس خطباء الجمعة في المجلس الدستوري للدولة بنسبة 50% يعتبر صمام الأمان ، وعامل التوازن الرئيسي في حال النزاعات بين السلطة والشعب ، أو في حل النزاعات ذات الطابع الإقليمي أو العصبي أو القبلي ضمن الدولة ذاتها . ذلك أن مجلس خطباء الجمعة يحتل موقع المٌحََكّم الأقرب إلى صفة (مجلس الله والرسول) "فان تنازعتم في شيء فردوه الى الله والرسول" وهو ذاته لديه القدرة على فرض الحكم على المتخاصمين لأنه يمتلك سلاح رباني من أقوى الاسلحة الاعلامية والتنظيمية ، ألا وهو منبر الجمعة.
هذا السلاح يعتبر سلاح حق عابر للقوميات والعصبيات والطوائف والطبقات ، سلاح الحق الموجه إلى القلوب فيذكرها بطاعة الله ،ويخرجها من الظلمات الى النور، وينقيها من ما شابها من أمراض العصبية ، سلاح الحق الموجه الى العامة والخاصة ، الى الحاكم والمحكوم ، الى المدني والعسكري ...
خطيب الجمعة له احترامه الخاص ، احترام لا يرتبط بنسبه أو عشيرته أو قوميته أو لونه ، ولا يرتبط بالفئة الاجتماعية التي جاء منها سواء كان من طبقة غنية او فقيرة من القرية او المدينة ..
و لتوضيح ذلك ، علينا أن نعقد مقارنة بين موقعين اجتماعيين في ظروف متطرفة :
الموقع الأول لمهندس مصري عالي الكفاءة في دولة خليجية
والموقع الثاني ل خطيب جمعة عالي الكفاءة في نفس الدولة الخليجية
المهندس المصري مهما كانت أقدميته و كفاءته وإبداعاته فانه لن يصل الى موقع الموظف الاول في دائرته ، لان الموقع الأول مخصص للجنسية الوطنية أو للعائلة الفلانية
أما خطيب الجمعة المصري صاحب الكفاءة والتميز فانه وبكل سهولة يحتل المقام المناسب من الاحترام والتبجيل وباعتراف المواطنين الخليجيين ، مما يجعله متفوقا على زميله الخليجي بدون أية حساسية أو حرج ، ومتجاوزا حواجز وقيود الجنسية .
ما ينطبق على هذا المثال ينطبق على حواجز الاقليم والحي والمحافظة والعائلة والقبيلة في نفس البلد
فخطيب الجمعة على المنبر له موقع رباني وله أهلية شرعية وانتماء إسلامي في المقام الأول ، والانتماء الإسلامي يهيمن على كل أشكال الانتماءات الأخرى.
وللحديث بقية
<br>
ahmed alhaj- كـاتــــب
-
الديانه : الاسلام
البلد : مصر
عدد المساهمات : 88
نقاط : 5093
السٌّمعَة : 6
رد: الدستور واركان الدولة في القرآن الكريم
بالاضافة الى ذلك فان تنظيم المساجد من خلال نظام انتخابي لخطيب الجمعة في كل مسجد (من طرف المصلين بعد صلاة الفجر في السبت الذي يلي الجمعة الاولى من رمضان ) ثم انتخاب مجلس خطباء الجمعة من طرف الخطباء ، فان ذلك يشكل الخلية الاجتماعية والسياسية الاولى في تنظيم مجتمع المسلمين
وجود هذه الخلية يمنح المجتمع الحصانة والمناعة الحيوية ضد كل اشكال الفتن او الحروب الاهلية في غياب ادوات الضبط الاخرى ، أي في حالة ضعف الدولة وغياب أجهزة الامن
وقد لوحظ في تجربة الثورة المصرية ان اللجان الشعبية التي تشكلت حين اختفت اجهزة الامن كانت في معظمها تتشكل في المسجد
فالمسجد هو البنية التحتية الملائمة لاجتماع الناس ، وخطيب الجمعة هو الاقدر على توجيه الناس توجيها بعيدا عن التعصب العائلي أو القبلي او الحزبي .....
وحيث ان التوزيع السكاني في مجتمع المسلمين لا يضم (جيتوهات للأقليات المذهبية) فان عملية الانتخاب لن تفرز ائمة متعصبين او متطرفين مذهبيا ، واذا حصل ذلك فان عدد الائمة المتطرفين في "مجلس خطباء الجمعة" سيكون قليل بحيث لن يطغى رأيهم على رأي الاغلبية
وجود الائمة المعتدلين يساهم في رفع مستوى الحكمة في المجتمع ويساهم ايضا في تخفيف حدة الاحتقان الطائفي والديني بين المسلمين والاقليات الدينية الاخرى
مجلس خطباء الجمعة المنتخب الذي يشارك في تكوين مؤسات الدولة من خلال مجلس الامة والمجلس الدستوري يؤدي الى حالة من الانسجام والانضباط الطوعي لقوانين الدولة ، بما في ذلك قانون الضرائب ، قانون السير ، قانون التجنيد الاجباري ... الخ
باعتقادي أن الدولة المنشودة يجب ان تلبي شرطين
الشرط الاول هو القوة و الاستقلال والاستقرار، وهذا لا يتم إلا من خلال انسجام الشعب ومؤسسات الحكم والانسجام ليس صورة مثالية خيالية رومانسية ، و انما هو التوافق الدستوري على رد النزاع الى "مجلس الله والرسول" امتثالا لقول الله تعالى " وان تنازعتم في شيء فردوه الى الله والرسول"
والشرط الثاني هو أدائها لرسالة الدعوة وهذا يتم من خلال بناء النموذج الناجح الجدير بالإتباع.
وجود هذه الخلية يمنح المجتمع الحصانة والمناعة الحيوية ضد كل اشكال الفتن او الحروب الاهلية في غياب ادوات الضبط الاخرى ، أي في حالة ضعف الدولة وغياب أجهزة الامن
وقد لوحظ في تجربة الثورة المصرية ان اللجان الشعبية التي تشكلت حين اختفت اجهزة الامن كانت في معظمها تتشكل في المسجد
فالمسجد هو البنية التحتية الملائمة لاجتماع الناس ، وخطيب الجمعة هو الاقدر على توجيه الناس توجيها بعيدا عن التعصب العائلي أو القبلي او الحزبي .....
وحيث ان التوزيع السكاني في مجتمع المسلمين لا يضم (جيتوهات للأقليات المذهبية) فان عملية الانتخاب لن تفرز ائمة متعصبين او متطرفين مذهبيا ، واذا حصل ذلك فان عدد الائمة المتطرفين في "مجلس خطباء الجمعة" سيكون قليل بحيث لن يطغى رأيهم على رأي الاغلبية
وجود الائمة المعتدلين يساهم في رفع مستوى الحكمة في المجتمع ويساهم ايضا في تخفيف حدة الاحتقان الطائفي والديني بين المسلمين والاقليات الدينية الاخرى
مجلس خطباء الجمعة المنتخب الذي يشارك في تكوين مؤسات الدولة من خلال مجلس الامة والمجلس الدستوري يؤدي الى حالة من الانسجام والانضباط الطوعي لقوانين الدولة ، بما في ذلك قانون الضرائب ، قانون السير ، قانون التجنيد الاجباري ... الخ
باعتقادي أن الدولة المنشودة يجب ان تلبي شرطين
الشرط الاول هو القوة و الاستقلال والاستقرار، وهذا لا يتم إلا من خلال انسجام الشعب ومؤسسات الحكم والانسجام ليس صورة مثالية خيالية رومانسية ، و انما هو التوافق الدستوري على رد النزاع الى "مجلس الله والرسول" امتثالا لقول الله تعالى " وان تنازعتم في شيء فردوه الى الله والرسول"
والشرط الثاني هو أدائها لرسالة الدعوة وهذا يتم من خلال بناء النموذج الناجح الجدير بالإتباع.
<br>
ahmed alhaj- كـاتــــب
-
الديانه : الاسلام
البلد : مصر
عدد المساهمات : 88
نقاط : 5093
السٌّمعَة : 6
صفحة 2 من اصل 3 • 1, 2, 3
مواضيع مماثلة
» نقد كتاب خواص القرآن الكريم
» منهج الحوار في القرآن الكريم
» الإشارات الكونية في القرآن الكريم
» بحوث منهجية في علوم القرآن الكريم
» نظرات فى رسالة فواصل القرآن الكريم
» منهج الحوار في القرآن الكريم
» الإشارات الكونية في القرآن الكريم
» بحوث منهجية في علوم القرآن الكريم
» نظرات فى رسالة فواصل القرآن الكريم
شبكة واحة العلوم الثقافية :: الساحات العلمية والثقافية والحوارية :: ساحة الفقه والعلوم والحوارات الشرعية
صفحة 2 من اصل 3
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى