هل للإمام جعفر عليه السلام مذهب دعا له ؟
2 مشترك
شبكة واحة العلوم الثقافية :: الساحات العلمية والثقافية والحوارية :: ساحة الحوار الموضوعي بين الأديان :: ساحة التقارب السني الشيعي
صفحة 1 من اصل 1
هل للإمام جعفر عليه السلام مذهب دعا له ؟
هل للأمام جعفر عليه السلام مذهب دعا له
هذا المقال لي في موقع ياحسين
لم يأتني رد مقنع ارجو ان اجد رد موقنع والهدف تذويب الفروق والرجوع الى الأصل وهو الوحده اللأسلاميه
كما كانت في ايام الأمام علي وجعفر عليهم السلام
الأمام جعفرعليه السلام امام وعالم محسوب على علماء
المسلمين كلهم واولهم ابو حنيفه الذي يتبعه نصف
العالم الأسلامي
وكان طلاب الأمام جعفر يعدون بألآلاف وكان له اتباع في العراق يرسل لهم صحيفه توزع في
المساجد وكانت مساجد السنه والشيعه في عصره
موحده فلم يذكر التاريخ ان هناك فروق ومساجد
مختلفه للمسلمين وكان التشيع السياسي وحب ال
البيت متوطن في كل المسلمين لما لاقوه من مظالم من الأمويين والعباسين والعصر يعج بفرق
تدعي التشيع ل ال البيت بالأضافه للخوارج والمرجئه والمعتزله والثورات التى تتحرك من زيد بن علي(ع) ثم ابنه يحي(ع) وبدأ تحرك الأمه
لللأختلاف في الفقه وطلبها للفهم الصحيح وبدأت
حركت التأليف والكتابه
فماذا كان موقف الأمام جعفر من مصلحه الأمه
هل ارسل كتب ورسائل الى الأمصار يبين شكل
مذهبه هل حرك الأتباع برسائل هل امر الأتباع
بكتابه الكتب ونشر المذهب بالدعاه الى الأمصار
هل كفر المذاهب الآخرى لأنهم لايتبعونه هل كفر زيد بن علي وقال له الدين التقيه هل علم ابنه اسماعيل بدينه وبتباعه في 12 امام وان لايخالفه
ويفتح باب ألأئمه اتباعا لحديث الرسول
وهل يعلم الأمام جعفر ان الحسين وزيد بن علي
لايتبعونه في التقيه ولماذا يقول التقيه ديني ودين ابائى ام هي مكذوبه عليه ولم تكتب الا بعد قرنين من حياته
وهل مذهب بإسم جعفر لا يكتب الابعد عصره بقرنين وتصل فرق التشيع الى السلطه
الفاطمين في مصر والقرامطه جنوب العراق والجزير ه والزيود في اليمن فأين التشيع من مذهب جعفر القريب من عصرهم وكل المده قرن
من الزمان فالحمدانيون في الشام شيعه فأين مذهب ال البيت ان كان لهم مذهب ومن يمثله
في هذه الدول الشيعيه ام هو استغلال لل آل لكسب شرعيه سياسيه واين الشريف الرضي
الذي عاصر الفاطمين من مذهبه او مذهب ال البيت ان كان لهم مذهب دعو له او امرو بنشره
وثوره الحسين انجبت فرق ومحبين وثوره زيد ابن علي انجبت فرقه سياسيه تحولت في عصريحي الى فرقه مذهبيه وكتبت الأراء وكتب
كتاب اسمه المجموع ينسب للأ مام يحيا وهنا نعيد السؤال اين مذهب الأما م جعفر ان كان له مذهب
ومن المؤكد ان لاوجود لمذهب اسمه الأماميه لأنه
لم ياتى عصر الأمام الأثنى عشر وكتبت الكتب بعد غيبته بنصف قرن وكان الكافي اول الكتب
والخلاصه ان كان للأمام جعفر مذهب غير مذاهب الأمه لماذا لم يكفرها او يصححها او يحذرها او يتبرأ من اخطائها في عدم الأيمان بالولايه والتبرء والمظلوميه والخمس واللعن
وارجو من اخوانى الشيعه ان لايعتبرو الموضوع تشكيك او تضليل بل نريد الحجه والدليل للوصول
الى الدين الحق والوحده الأسلاميه ونهايه اللأختلاف الذي ينشأ عنه الصراع ولكم الشكر مقدما في المشاركه والبحث
المسلمين كلهم واولهم ابو حنيفه الذي يتبعه نصف
العالم الأسلامي
وكان طلاب الأمام جعفر يعدون بألآلاف وكان له اتباع في العراق يرسل لهم صحيفه توزع في
المساجد وكانت مساجد السنه والشيعه في عصره
موحده فلم يذكر التاريخ ان هناك فروق ومساجد
مختلفه للمسلمين وكان التشيع السياسي وحب ال
البيت متوطن في كل المسلمين لما لاقوه من مظالم من الأمويين والعباسين والعصر يعج بفرق
تدعي التشيع ل ال البيت بالأضافه للخوارج والمرجئه والمعتزله والثورات التى تتحرك من زيد بن علي(ع) ثم ابنه يحي(ع) وبدأ تحرك الأمه
لللأختلاف في الفقه وطلبها للفهم الصحيح وبدأت
حركت التأليف والكتابه
فماذا كان موقف الأمام جعفر من مصلحه الأمه
هل ارسل كتب ورسائل الى الأمصار يبين شكل
مذهبه هل حرك الأتباع برسائل هل امر الأتباع
بكتابه الكتب ونشر المذهب بالدعاه الى الأمصار
هل كفر المذاهب الآخرى لأنهم لايتبعونه هل كفر زيد بن علي وقال له الدين التقيه هل علم ابنه اسماعيل بدينه وبتباعه في 12 امام وان لايخالفه
ويفتح باب ألأئمه اتباعا لحديث الرسول
وهل يعلم الأمام جعفر ان الحسين وزيد بن علي
لايتبعونه في التقيه ولماذا يقول التقيه ديني ودين ابائى ام هي مكذوبه عليه ولم تكتب الا بعد قرنين من حياته
وهل مذهب بإسم جعفر لا يكتب الابعد عصره بقرنين وتصل فرق التشيع الى السلطه
الفاطمين في مصر والقرامطه جنوب العراق والجزير ه والزيود في اليمن فأين التشيع من مذهب جعفر القريب من عصرهم وكل المده قرن
من الزمان فالحمدانيون في الشام شيعه فأين مذهب ال البيت ان كان لهم مذهب ومن يمثله
في هذه الدول الشيعيه ام هو استغلال لل آل لكسب شرعيه سياسيه واين الشريف الرضي
الذي عاصر الفاطمين من مذهبه او مذهب ال البيت ان كان لهم مذهب دعو له او امرو بنشره
وثوره الحسين انجبت فرق ومحبين وثوره زيد ابن علي انجبت فرقه سياسيه تحولت في عصريحي الى فرقه مذهبيه وكتبت الأراء وكتب
كتاب اسمه المجموع ينسب للأ مام يحيا وهنا نعيد السؤال اين مذهب الأما م جعفر ان كان له مذهب
ومن المؤكد ان لاوجود لمذهب اسمه الأماميه لأنه
لم ياتى عصر الأمام الأثنى عشر وكتبت الكتب بعد غيبته بنصف قرن وكان الكافي اول الكتب
والخلاصه ان كان للأمام جعفر مذهب غير مذاهب الأمه لماذا لم يكفرها او يصححها او يحذرها او يتبرأ من اخطائها في عدم الأيمان بالولايه والتبرء والمظلوميه والخمس واللعن
وارجو من اخوانى الشيعه ان لايعتبرو الموضوع تشكيك او تضليل بل نريد الحجه والدليل للوصول
الى الدين الحق والوحده الأسلاميه ونهايه اللأختلاف الذي ينشأ عنه الصراع ولكم الشكر مقدما في المشاركه والبحث
<br>
وراء الحقيقه- عضو جديد
-
الديانه : الاسلام
البلد : قطر
عدد المساهمات : 37
نقاط : 5170
السٌّمعَة : 6
رد: هل للإمام جعفر عليه السلام مذهب دعا له ؟
ما نعلمه معشر أهل السنه أن الإمام جعفر الصادق هو إمام السنة والشيعة علي السواء، وشخصية بهذا الوزن لابد أن تكون حجرا أساسيا للتقريب
أيضا نعلم عنه رحمه الله أنه هو من أسس المذهب الفقهي للإمامية، أما عن تأسيسه لمذهب عقدي فهذا لم أبحث فيه وننتظر الإخوه الإماميه للرد والتوضيح والنقاش في هذا الشأن والهدف هو التوصل لفكرة تجمع أواطر الفهم حول هذه االقضية
مع الابتعاد عن أي نقاش يستهدف إثبات صحة مذهب عن آخر، فما يجمعنا هو الإسلام ،والقرآن خير جامع لأمة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر
أيضا نعلم عنه رحمه الله أنه هو من أسس المذهب الفقهي للإمامية، أما عن تأسيسه لمذهب عقدي فهذا لم أبحث فيه وننتظر الإخوه الإماميه للرد والتوضيح والنقاش في هذا الشأن والهدف هو التوصل لفكرة تجمع أواطر الفهم حول هذه االقضية
مع الابتعاد عن أي نقاش يستهدف إثبات صحة مذهب عن آخر، فما يجمعنا هو الإسلام ،والقرآن خير جامع لأمة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر
صفحتي على الفيس بوك
الحرية هي مطلب العُقلاء..ولكن من يجعل نفسه أسيراً لردود أفعال الآخرين فهو ليس حُرّاً....إصنع الهدف بنفسك ولا تنتظر عطف وشفقة الناس عليك..ولو كنت قويا ستنجح....سامح عسكر
رد: هل للإمام جعفر عليه السلام مذهب دعا له ؟
الإمام الصادق والوحدة الإسلامية/ بقلم: الشيخ مصطفى ملص
الإمام جعفر الصادق ابن الإمام محمد الباقر سليل بيت النبوة ووارث العلم النبوي، عالمٌ أجمعت الأمة على أعلميته، وعلى كونه النبع الذي استقى منه علماء الإسلام ما استمده من جده محمد (صلي الله عليه وسلم) ومن آبائه علي ابن أبي طالب والحسين وعلي زين العابدين ومحمد الباقر.
سلالة طيبة حملت العلم وتخلّقت بأعظم الأخلاق وتميزت بالتقوى، واتصفت بالشجاعة والجرأة والصدق، والجود والكرم فما من مؤمن إلا وله في قلبه من الحب والمودة ما هو متصل إلى رسول الله (صلي الله عليه وسلم)، الذي لم يسأل الناس لنفسه شيئاً وإنما قال الله تعالى معلماً له:﴿قُل لا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى﴾.
ولن استفيض في تقريظ الإمام جعفر بن محمد (عليه وعلى آبائه وأبنائه السلام)، فهو غني عن ذلك من أمثالي، وإنما الثناء على هؤلاء يشرفنا نحن ويطهرنا ويزكينا، فصلِّ اللهم على سيدنا محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين وأصحابه الميامين وعلى عباد الله الصالحين.
أردتُ أن أكتب تحت عنوان "الإمام الصادق والوحدة الإسلامية" فخطر لي أن أطرح على نفسي السؤال: عندما نطرح مسألة الوحدة الإسلامية في أي عنوان، ما هو المعنى الذي يستند إليه السؤال في أذهاننا؟.. وما هو الحافز الذي يدفعنا لطرح المسألة؟ أهو الخوف على الفكرة؟ أم السعي من أجل نشرها وتوسيعها؟ أم هو الواقع الذي يشعرنا بأننا بتنا مقسمين ومجزئين أو لنقل بتنا متناقضين ومتباعدين؟. إن قضية الوحدة الإسلامية يمكن أن تطال المسائل التالية:
1- وحدة الدين بمعنى العقائد والشرائع والعبادات.
2- وحدة الأمة السياسية بمعنى أن تكون الأمة كياناً سياسياً واحداً أي أنها متأطرة في إطار سياسي معين يضمن لها وحدة المرجعية في القرار.
3- وحدة الغايات والأهداف أو وحدة الرؤية الاجتماعية والحضارية (الإنسانية) ووحدة المصالح.
فما هي الوحدة التي نطمح إليها؟.. هل هي وحدة الدين أو وحدة الكيان أم وحدة الرؤية؟ أية صورة هي التي نريدها منها؟ أم أننا نريد كل تلك الصور مجتمعة؟.. ثم أننا قد نطرح سؤالاً مفاده هل هناك صورة تجسدت عبر التاريخ يمكن أن تشكل نموذجاً يحتذى في العصر الحاضر؟ أم أن علينا أن نبتكر وحدة تتناسب والعصر الحاضر؟.. ومن هو المسؤول عما آلت إليه حال الأمة اليوم؟ هل هي شريحة العلماء الدينيين أم هي شريحة الحكام والأمراء والسياسيين أم هم المفكرون وأربابُ الفرق على اختلاف أنواعها.
لا شك أن الحافز الأول الذي يدفع المسلمين للتفكير في مسألة الوحدة إنما هو حال الضعف والوهن والتمزق والاختلاف والتنازع الذي جعل الأمة عرضة للأطماع ولقمة سائغة لكل راغب وهي تشعر أن حديث رسول الله ينطبق عليها انطباقاً كاملاً وهو الحديث الذي جاء فيه: " يوشك أن تتداعى عليكم الأمم كما تتداعى الآكلة إلى قصعتها. قالوا أمن قلة نحن يومئذ يا رسول الله؟ قال: لا، بل كثير لكنكم كغثاء السيل ولينزعن الله مهابتكم من قلوب أعدائكم وليقذفن في قلوبكم الوهن. قالوا: ما الوهن يا رسول الله؟ قال: حب الدنيا وكراهية الموت".
فجميع أمم الأرض طامعة في ثروات أمتنا وفي أرضها، ومختلف دول الأرض تدفع بجنودها للتواجد على أرضنا، وهذا الواقع ليس جديداً، بل هو قديم قدم الاختلاف والتنازع بين أبناء أمتنا. أضف إلى ذلك أنك لا تكاد تجد شعبين متجاورين من المسلمين إلا والخلافات راسخة بينهما، وهي غالباً ما تؤدي إلى الاقتتال والتحارب، فيقتل المسلمُ المسلمَ ويعتدي على ماله وعرضه لأسباب لا تخرج إلا عن الحقد والضغينة والكراهية، بل نجد أن الانتماء إلى الإقليم أو الجغرافيا أو العرق أو المذهب مقدم على الانتماء الذي جعله الله تعالى جامعاً للأمة وهو الانتماء إلى الإسلام، الدين الجامع والموحد. لذلك تجد المؤمنين الصادقين الشيعين للفتن والمدركين لمخاطر واقع الانقسام والتدابر يعملون ويدعون الأمة وأبناءَها إلى الالتفات إلى عوامل وحدتها أولاً لأن الوحدة هي مطلب إيماني وتوجيه إلهي بموجب قوله تعالى: ﴿إِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ﴾.. وبموجب قوله تعالى: ﴿إِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاتَّقُونِ﴾.. وبموجب قوله تعالى: ﴿وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللهِ جَمِيعاً وَلاَ تَفَرَّقُواْ وَاذْكُرُواْ نِعْمَةَ اللهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاء فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا﴾.. وبموجب قوله تعالى: ﴿وَلا تَكُونُوا مِنَ الْمُشْرِكِينَ * مِنَ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعاً كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ﴾.
وثانياً لأن الوحدة عامل قوةٌ لا تشتمل عليه من التعاون والتكافل والتضامن ومظهر القوة يرهب الأعداء ويردعهم كما يقول تعالى:﴿وَأَعِدُّواْ لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ وَمِن رِّبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدْوَّ اللهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِن دُونِهِمْ لاَ تَعْلَمُونَهُمُ اللهُ يَعْلَمُهُمْ﴾.
ونحن اليوم إذ نطرح موضوع الوحدة نجد أنه يطرح كعنوان عريض دون الدخول في التفاصيل، وقد تجد الجميع متفقين في العنوان العريض ولكن التفاصيل هي التي تكمن فيها عناصر الاختلاف.
نعم في العنوان العريض الأمة واحدة، أمة القرآن واحدة، أمة النبي (صلي الله عليه وسلم) واحدة، وأمة العلم الشرعي واحدة، ولكن حينما نخرج من هذه الدوائر إلى دوائر أخرى عندئذ تبدأ الأمة بالتفتت والتشظي والتناحر والتباغض.
ما هي الوحدة التي نطمح إليها؟
قلنا إن هناك عدة صور للوحدة يمكن أن تكون غاية للساعين إليها وحدة الدين، وحدة الكيان السياسي، وحدة الغايات والرؤى، ووحدة المصالح. وعلى ضوء كل صورة من هذه الصور سنحاول أن نبين موقف الإمام الصادق منها.
- وحدة الدين:
﴿إِنَّ الدِّينَ عِندَ اللهِ الإِسْلاَمُ﴾.. ﴿وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلاَمِ دِينًا فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ﴾. وقد أتم الله هذا الدين وأكمله: ﴿الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِينًا﴾. ومصادر هذا الدين مرجعها إلى مصدرين أساسين وقد يتفرع عنهما مصادر أخرى ولكنها جميعاً لا يمكن أن تخرج عن هذين الأصلين وهما الكتاب المهيمن والسنة الصحيحة المبينة. والمسلمون جميعاً متفقون على أن الكتاب محفوظ لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه. فهو قطعي الثبوت بأنه تنزيل العزيز الحكيم. وأن الكتاب الكريم هو موضوع تدبر وتفكر وإعمال عقل، وأن فيه المحكم والمتشابه والخاص والعام والمطلق والمقيد، وفيه الأحكام والأخلاق والآداب والعظات والعبر والقصص، وفيه خبر ما قبلكم ونبأ ما بعدكم وفصل ما بينكم. لذلك لا بد من تدبره وإعمال العقل فيه:﴿أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا﴾.. ﴿وَتِلْكَ الأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ وَمَا يَعْقِلُهَا إِلا الْعَالِمُونَ﴾.
وبما أن سنّة النبي (صلي الله عليه وسلم) وهي أعماله وأقواله وتقريراته قد حدثت على مدى أيام بعثته (صلي الله عليه وسلم)، فقد رأى بعضها أناس ولم يرها أناس آخرون، وربما حصلت الحادثة أمام واحد وأثنين، وربما حصلت أمام الجمع الكثير، لذلك لم تكن السنة قطعية الثبوت كما هو القرآن الكريم، فبعضها قطعي الثبوت وهو المتواتر وهو قليل نسبياً وبعضها ظني الثبوت كحديث الآحاد. ولكن القرآن الكريم والسنة الشريفة ينقسمان من حيث الدلالة على المعاني والغايات إلى قسمين: قطعي الدلالة وهو النص من الكتاب والسنة الذي لا يحتمل إلا معنىً واحداً. وظني الدلالة وهو النص الذي يحتمل أكثر من معنى بسبب وجود ألفاظ وعبارات فيه تقبل أكثر من معنى وهو ما يطلق عليه بالمشترك. ولهذه الأسباب تعددت الآراء والإفهام في النصوص الشرعية واختلفت الأحكام في بعض الأحيان، أما بسبب ثبوت النص أم ظنيته وأما بسبب الاختلاف في دلالاته.
وليس من اختلاف حول هذا الأمر بين الفقهاء وأرباب العلم، والإمام الصادق عليه السلام ليس واحداً من الفقهاء والعلماء فقط بل هو أستاذهم ومعلمهم ولا تجد منهم أحداً إلا وهو مقر بفضله وأعلميته وبصدقه وورعه وتقواه. فعلى الرغم من تمييز الدعوة لأهل البيت وبروزها منذ أيام الإمام الحسين عليه السلام بل منذ موقعة صفين، فلم يكن الصادق ليدعو جماعته أو شيعته إلى أن يشكلوا جزءاً منفصلاً أو متمايزاً عن بقية الأمة، بل على العكس من ذلك كان يدعوهم إلى الاختلاط ببقية الأمة، ما يدل على أنه لم يكن يرى أن الأمة ليست واحدة، كان يقول لأتباعه: " صلوا جماعتهم وشيعوا جنائزهم وعودوا مرضاهم، حتى يقولوا رحم الله جعفر بن محمد فلقد أدَّبَ أصحابه، فإن ذلك من الأدب".
كان يريد من أصحابه ومن المسلمين أن يكونوا جماعة واحدة لا تفرق بينهم الخلافات الصغيرة في بعض تفاصيل العبادة، كان يرى أن مظهر الوحدة في الجماعة يوحي بوحدة الأمة في واقعها وفي مصيرها وفي أهدافها. ومما روي عنه أنه كان يرفض الطعن بالشيخين أبي بكر وعمر (رض) فقد روى جاء الجعفي وهو من الشيعة الجعفرية أن الإمام الباقر وهو أبو جعفر الصادق وأستاذه الذي أخذ عنه أنه قال وهو يودعه عائداً إلى العراق: "يا جابر أبلغ أهل الكوفة أني بريء ممن تبرأ من أبي بكر وعمر (رضي الله عنهما وأرضاهما) ((الإمام الصادق/ محمد أبو زهرة ص: 207)).
وممن أخذ العلم عن الإمام جعفر الصادق وروى عنه الحديث كما ذكر الإمام محمد أبو زهرة في كتابه "الإمام الصادق ـ حياته ـ عصره ـ آراؤه الفقهية" عدد من كبار الأعلام ومنهم سفيان بن عبينة وسفيان الثوري وكان له مريداً، وروى عنه مالك وأبو حنيفة ويحيى بن سعيد الأنصاري، وروى عنه أيضاً أصحاب السنن أبو داوود والترمذي والنسائي وابن ماجه والدارقطني ومسلم. وكان من الثقات عند أهل الحديث وقد قال فيه بن حبّان: "كان من سادات أهل العلم فقهاً وعلماً يحتج بحديثه، وقال فيه الساجي: كان صدوقاً مأموناً، وإذا حدث عنه الثقات فحديثه مستقيم" ((محمد أبو زهرة/ الإمام جعفر الصادق- ص 252)). ومما أخذ عن الصادق يتبين أنه عليه السلام كما أخذ عن آبائه، فقد أخذ عن بعض الصحابة والتابعين من غير أهل البيت.
جاء في كتاب الآثار لأبي يوسف ما نصه: حدثنا يوسف عن أبيه عن أبي حنيفة عن جعفر بن محمد عن سعيد بن جبير عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: "جاء رجل فقال: إني قضيت المناسك كلها غير الطواف بالبيت ثم وافقت أهلي، قال: فاقضي ما بقي عليك، وأهرق دماً، وعليك الحج من قابل، قال: فعاد إليه فقال: إني جئت من شقة بعيدة، قال: فقال له مثل قوله"((الآثار- ص 124)). يقول الشيخ محمد أبو زهرة: إن هذا الخبر يستفاد منه أموراً ثلاثاً، أولها ـ وهو أوضحها ـ: أن الصادق رضي الله عنه وعن آله الكرام يروي عن سعيد بن جبير ما يرويه عن ابن عمر وذلك يدل على أن الصادق ما كان منقطعاً عن عصره، بل كان يأخذ عن كبار التابعين، وينقل ما يأخذ إلى رواته... وثانيهما: إن الصادق عليه السلام كان يأخذ علم أهل المدينة من أهل المدينة، فإن فقه ابن عمر رضي عنه كان يعد من فقه أهل المدينة وأن أبا حنيفة أخذ ذلك عن الصادق.. والأمر الثالث الذي يدل عليه الخبر: وهو أن الصادق كان يأخذ بفتوى الصحابة، فإن الخبر أو الحديث منقطع عند عبد الله بن عمر رضي الله عنهما ولم يسنده إلى النبي (صلي الله عليه وسلم) ولا شك أن ذلك يكون فتوى لعبد الله بن عمر. ((المصدر نفسه ص 254)).
إن ما نريد قوله في هذا المجال إن الصادق عليه السلام كان يعتبر أن فقهاء المذاهب الأخرى أو المختلفين معه هم جزء من الأمة ولهم المكانة المحترمة علمياً وثقةً، بالإضافة إلى أن الثوابت الإيمانية هي واحدة لأن اختلال الثوابت هو الكفيل بهز وحدة الدين وهذا ليس موجوداً.
وحدة الكيان
تأتي مسألة وحدة الكيان في درجة هي بدون شك دون وحدة الدين التي تمثل الأصل المجمع عليه من قبل جميع المسلمين ووحدة الكيان قد تعني وحدة الأمة ككيان واحد له خصائص مشتركة تتمثل في الإيمان بالدين الواحد ﴿إِنَّ الدِّينَ عِندَ اللهِ الإِسْلاَمُ﴾ أو وحدة الكيان السياسي وتعني قيام دولة واحدة، أو كيان سياسي واحد كان نموذجه سابقاً دولة الخلافة، ويمكن قيام نموذج آخر معاصر يأخذ بعين الاعتبار التطورات والمتغيرات في الواقع الحالي.
مما لا شك فيه أن قيام كيان سياسي واحد تنضوي تحت رايته معظم الشعوب والأقاليم الإسلامية هو غاية تنسجم مع دين الإسلام الذي يرفض التفرق والتجزئة، وهو غاية تنسجم مع الفقه السياسي المعاصر الذي يجنح نحو التكتلات الكبرى ونحو قيام التعاون بين مختلف الشعوب، فكيف بالشعوب التي تنتمي إلى ثقافة واحدة. إذاً، ما هو موقف الإمام الصادق من وحدة الكيان السياسي الإسلامي؟..
لا ريب أن فقه أهل البيت السياسي كان مع وحدة الكيان السياسي للأمة منذ أيام الإمام علي بن أبي طالب الذي قال: (لأسالمن ما سلمت أمور المسلمين) على الرغم من أنه كان يعتقد بأحقيته في تسلم سدة الخلافة. وظهر ذلك أيضاً في موقفه من حروب الردة التي جرت أيام خلافة أبي بكر الصديق (رض). ولم يعُرف عن الصادق عليه السلام أنه دعا إلى دولة غير الدولة القائمة، أو أنه خرج على الحاكم، وعدم خروجه لا يعني موافقته عليه أو الإقرار بصلاحه، والسكوت على حاكم أو رفضه لا يعني رفضاً للكيان السياسي الذي يترأسه هذا الحاكم، والمسلمون مأمورون بعدم الخروج على الحاكم إلا أن يروا منه كفراً بواحاً خشية الفتنة، وهذه الفتنة المحذّر منها ربما كانت مانعاً لكثير من المصلحين من المطالبة بالتصدي لحاكم فاسد بالقوة، ولاسيما عندما يتدرّع هذا الحاكم ببعض أهل الفقه أو العلم والعياذ بالله.
وحدة الغايات والرؤى والمصالح
هل يطلب منا لنكون أمة واحدة وأن تكون غاياتنا ورؤانا ومصالحنا واحدة؟.. إن هذا الأمر يحتاج إلى تفصيل. أما الغايات والرؤى فيمكن أن تتفق وأن تختلف، وهناك منها ما هو مرتبط بالعناوين الكبرى وهو ما يتفق عليه البشر جميعاً ربما أو صالحو الأمم كلها وهو يتعلق بالقيم الأخلاقية والإنسانية كالعدالة ورفض الظلم والبغي والعدوان والتعاون لتحقيق الرفاهية والآمان. وهناك من الغايات والرؤى ما هو متعلق بالتفاصيل والقضايا الثانوية وهو بالتأكيد مجال اختلاف بين الناس حتى بين الأخوة الأشقاء.
لذلك لا يمكن أن نطلب وحدة الرؤيا والأهداف في القضايا الثانوية التي تتأثر بمصالح الأفراد أو الجماعات. أما الأهداف العليا والإستراتيجية فيجب أن تكون موحدة في العناوين الكبيرة وقد تقبل تعدد الآراء في بعض وجوهها. أما المصالح فتخضع للظروف والمتغيرات وهو ما يستلزم إقامة الاعتبار لها بحيث يجري احترام المصالح ما أمكن ذلك في مقابل الأهداف العليا المتعلقة بوحدة الكيان السياسي، أما فيما يتعلق بوحدة الدين فإن المصالح يجب أن تخضع بالكامل لسلطة الدين فلا تتعارض معه.
الخلاصة
إن الوحدة الإسلامية بما هي غاية واضحة في كتاب الله وسنة رسوله ( ص) وبما هي عامل من عوامل القوة التي تحتاج الأمة إليها ـ لكي لا أقول تستطيع استعادة مجدها السابق ـ وإنما لتبني مجدها للمستقبل والحاضر فإنها مسؤولية النخب الدينية والسياسية والاجتماعية، مسؤولية أصحاب الفكر والرؤى، والمستنيرين بقضايا العصر.
إن غاية الإسلام إنقاذ الإنسان من حياة الفقر والضعف والمرض والانحراف، وتحقيق مجتمعات العدل والأمن والطمأنينة والكفاية، ودفع العوز والخوف ودفع الفتن على اختلاف أنواعها وتعدد مصادرها، وهذا لا يتحقق مع حالات الاختلاف والتناقض والتنازع وتوزع الولاءات والخضوع للسيطرة، وقد حذرنا القرآن الكريم من التنازع لأنه يؤدي إلى الفشل: ﴿وَلاَ تَنَازَعُواْ فَتَفْشَلُواْ وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ﴾. وفي نفس الوقت نحن مأمورون بالاعتصام: ﴿وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللهِ جَمِيعًا وَلاَ تَفَرَّقُواْ﴾. وفي ظل الوحدة نستطيع أن نحمل لواء دعوة الله عز وجل وهو مضمون الرسالة التي كلفنا بها من قبل ربنا عز وجل.
وغاية الإسلام أيضاً إنقاذ الإنسان يوم القيامة من عذاب يومٍ عظيم وهذه الغاية الأهم، ونحن ندرك أن التقرب إلى الله في ظل الوحدة أيسر منه في ظل الشرذمة لأن الله تعالى يقول:﴿وَتَعَاوَنُواْ عَلَى الْبرِّ وَالتَّقْوَى وَلاَ تَعَاوَنُواْ عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ﴾.. فإذا ثبت أن الوحدة هي غاية سامية فما هي مسؤولياتنا كنخب علماء ومفكرين وسياسيين ومسلمين بشكلٍ عام؟
http://www.wahdaislamyia.org/issues/112/mmalass.htm
الإمام جعفر الصادق ابن الإمام محمد الباقر سليل بيت النبوة ووارث العلم النبوي، عالمٌ أجمعت الأمة على أعلميته، وعلى كونه النبع الذي استقى منه علماء الإسلام ما استمده من جده محمد (صلي الله عليه وسلم) ومن آبائه علي ابن أبي طالب والحسين وعلي زين العابدين ومحمد الباقر.
سلالة طيبة حملت العلم وتخلّقت بأعظم الأخلاق وتميزت بالتقوى، واتصفت بالشجاعة والجرأة والصدق، والجود والكرم فما من مؤمن إلا وله في قلبه من الحب والمودة ما هو متصل إلى رسول الله (صلي الله عليه وسلم)، الذي لم يسأل الناس لنفسه شيئاً وإنما قال الله تعالى معلماً له:﴿قُل لا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى﴾.
ولن استفيض في تقريظ الإمام جعفر بن محمد (عليه وعلى آبائه وأبنائه السلام)، فهو غني عن ذلك من أمثالي، وإنما الثناء على هؤلاء يشرفنا نحن ويطهرنا ويزكينا، فصلِّ اللهم على سيدنا محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين وأصحابه الميامين وعلى عباد الله الصالحين.
أردتُ أن أكتب تحت عنوان "الإمام الصادق والوحدة الإسلامية" فخطر لي أن أطرح على نفسي السؤال: عندما نطرح مسألة الوحدة الإسلامية في أي عنوان، ما هو المعنى الذي يستند إليه السؤال في أذهاننا؟.. وما هو الحافز الذي يدفعنا لطرح المسألة؟ أهو الخوف على الفكرة؟ أم السعي من أجل نشرها وتوسيعها؟ أم هو الواقع الذي يشعرنا بأننا بتنا مقسمين ومجزئين أو لنقل بتنا متناقضين ومتباعدين؟. إن قضية الوحدة الإسلامية يمكن أن تطال المسائل التالية:
1- وحدة الدين بمعنى العقائد والشرائع والعبادات.
2- وحدة الأمة السياسية بمعنى أن تكون الأمة كياناً سياسياً واحداً أي أنها متأطرة في إطار سياسي معين يضمن لها وحدة المرجعية في القرار.
3- وحدة الغايات والأهداف أو وحدة الرؤية الاجتماعية والحضارية (الإنسانية) ووحدة المصالح.
فما هي الوحدة التي نطمح إليها؟.. هل هي وحدة الدين أو وحدة الكيان أم وحدة الرؤية؟ أية صورة هي التي نريدها منها؟ أم أننا نريد كل تلك الصور مجتمعة؟.. ثم أننا قد نطرح سؤالاً مفاده هل هناك صورة تجسدت عبر التاريخ يمكن أن تشكل نموذجاً يحتذى في العصر الحاضر؟ أم أن علينا أن نبتكر وحدة تتناسب والعصر الحاضر؟.. ومن هو المسؤول عما آلت إليه حال الأمة اليوم؟ هل هي شريحة العلماء الدينيين أم هي شريحة الحكام والأمراء والسياسيين أم هم المفكرون وأربابُ الفرق على اختلاف أنواعها.
لا شك أن الحافز الأول الذي يدفع المسلمين للتفكير في مسألة الوحدة إنما هو حال الضعف والوهن والتمزق والاختلاف والتنازع الذي جعل الأمة عرضة للأطماع ولقمة سائغة لكل راغب وهي تشعر أن حديث رسول الله ينطبق عليها انطباقاً كاملاً وهو الحديث الذي جاء فيه: " يوشك أن تتداعى عليكم الأمم كما تتداعى الآكلة إلى قصعتها. قالوا أمن قلة نحن يومئذ يا رسول الله؟ قال: لا، بل كثير لكنكم كغثاء السيل ولينزعن الله مهابتكم من قلوب أعدائكم وليقذفن في قلوبكم الوهن. قالوا: ما الوهن يا رسول الله؟ قال: حب الدنيا وكراهية الموت".
فجميع أمم الأرض طامعة في ثروات أمتنا وفي أرضها، ومختلف دول الأرض تدفع بجنودها للتواجد على أرضنا، وهذا الواقع ليس جديداً، بل هو قديم قدم الاختلاف والتنازع بين أبناء أمتنا. أضف إلى ذلك أنك لا تكاد تجد شعبين متجاورين من المسلمين إلا والخلافات راسخة بينهما، وهي غالباً ما تؤدي إلى الاقتتال والتحارب، فيقتل المسلمُ المسلمَ ويعتدي على ماله وعرضه لأسباب لا تخرج إلا عن الحقد والضغينة والكراهية، بل نجد أن الانتماء إلى الإقليم أو الجغرافيا أو العرق أو المذهب مقدم على الانتماء الذي جعله الله تعالى جامعاً للأمة وهو الانتماء إلى الإسلام، الدين الجامع والموحد. لذلك تجد المؤمنين الصادقين الشيعين للفتن والمدركين لمخاطر واقع الانقسام والتدابر يعملون ويدعون الأمة وأبناءَها إلى الالتفات إلى عوامل وحدتها أولاً لأن الوحدة هي مطلب إيماني وتوجيه إلهي بموجب قوله تعالى: ﴿إِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ﴾.. وبموجب قوله تعالى: ﴿إِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاتَّقُونِ﴾.. وبموجب قوله تعالى: ﴿وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللهِ جَمِيعاً وَلاَ تَفَرَّقُواْ وَاذْكُرُواْ نِعْمَةَ اللهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاء فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا﴾.. وبموجب قوله تعالى: ﴿وَلا تَكُونُوا مِنَ الْمُشْرِكِينَ * مِنَ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعاً كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ﴾.
وثانياً لأن الوحدة عامل قوةٌ لا تشتمل عليه من التعاون والتكافل والتضامن ومظهر القوة يرهب الأعداء ويردعهم كما يقول تعالى:﴿وَأَعِدُّواْ لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ وَمِن رِّبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدْوَّ اللهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِن دُونِهِمْ لاَ تَعْلَمُونَهُمُ اللهُ يَعْلَمُهُمْ﴾.
ونحن اليوم إذ نطرح موضوع الوحدة نجد أنه يطرح كعنوان عريض دون الدخول في التفاصيل، وقد تجد الجميع متفقين في العنوان العريض ولكن التفاصيل هي التي تكمن فيها عناصر الاختلاف.
نعم في العنوان العريض الأمة واحدة، أمة القرآن واحدة، أمة النبي (صلي الله عليه وسلم) واحدة، وأمة العلم الشرعي واحدة، ولكن حينما نخرج من هذه الدوائر إلى دوائر أخرى عندئذ تبدأ الأمة بالتفتت والتشظي والتناحر والتباغض.
ما هي الوحدة التي نطمح إليها؟
قلنا إن هناك عدة صور للوحدة يمكن أن تكون غاية للساعين إليها وحدة الدين، وحدة الكيان السياسي، وحدة الغايات والرؤى، ووحدة المصالح. وعلى ضوء كل صورة من هذه الصور سنحاول أن نبين موقف الإمام الصادق منها.
- وحدة الدين:
﴿إِنَّ الدِّينَ عِندَ اللهِ الإِسْلاَمُ﴾.. ﴿وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلاَمِ دِينًا فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ﴾. وقد أتم الله هذا الدين وأكمله: ﴿الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِينًا﴾. ومصادر هذا الدين مرجعها إلى مصدرين أساسين وقد يتفرع عنهما مصادر أخرى ولكنها جميعاً لا يمكن أن تخرج عن هذين الأصلين وهما الكتاب المهيمن والسنة الصحيحة المبينة. والمسلمون جميعاً متفقون على أن الكتاب محفوظ لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه. فهو قطعي الثبوت بأنه تنزيل العزيز الحكيم. وأن الكتاب الكريم هو موضوع تدبر وتفكر وإعمال عقل، وأن فيه المحكم والمتشابه والخاص والعام والمطلق والمقيد، وفيه الأحكام والأخلاق والآداب والعظات والعبر والقصص، وفيه خبر ما قبلكم ونبأ ما بعدكم وفصل ما بينكم. لذلك لا بد من تدبره وإعمال العقل فيه:﴿أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا﴾.. ﴿وَتِلْكَ الأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ وَمَا يَعْقِلُهَا إِلا الْعَالِمُونَ﴾.
وبما أن سنّة النبي (صلي الله عليه وسلم) وهي أعماله وأقواله وتقريراته قد حدثت على مدى أيام بعثته (صلي الله عليه وسلم)، فقد رأى بعضها أناس ولم يرها أناس آخرون، وربما حصلت الحادثة أمام واحد وأثنين، وربما حصلت أمام الجمع الكثير، لذلك لم تكن السنة قطعية الثبوت كما هو القرآن الكريم، فبعضها قطعي الثبوت وهو المتواتر وهو قليل نسبياً وبعضها ظني الثبوت كحديث الآحاد. ولكن القرآن الكريم والسنة الشريفة ينقسمان من حيث الدلالة على المعاني والغايات إلى قسمين: قطعي الدلالة وهو النص من الكتاب والسنة الذي لا يحتمل إلا معنىً واحداً. وظني الدلالة وهو النص الذي يحتمل أكثر من معنى بسبب وجود ألفاظ وعبارات فيه تقبل أكثر من معنى وهو ما يطلق عليه بالمشترك. ولهذه الأسباب تعددت الآراء والإفهام في النصوص الشرعية واختلفت الأحكام في بعض الأحيان، أما بسبب ثبوت النص أم ظنيته وأما بسبب الاختلاف في دلالاته.
وليس من اختلاف حول هذا الأمر بين الفقهاء وأرباب العلم، والإمام الصادق عليه السلام ليس واحداً من الفقهاء والعلماء فقط بل هو أستاذهم ومعلمهم ولا تجد منهم أحداً إلا وهو مقر بفضله وأعلميته وبصدقه وورعه وتقواه. فعلى الرغم من تمييز الدعوة لأهل البيت وبروزها منذ أيام الإمام الحسين عليه السلام بل منذ موقعة صفين، فلم يكن الصادق ليدعو جماعته أو شيعته إلى أن يشكلوا جزءاً منفصلاً أو متمايزاً عن بقية الأمة، بل على العكس من ذلك كان يدعوهم إلى الاختلاط ببقية الأمة، ما يدل على أنه لم يكن يرى أن الأمة ليست واحدة، كان يقول لأتباعه: " صلوا جماعتهم وشيعوا جنائزهم وعودوا مرضاهم، حتى يقولوا رحم الله جعفر بن محمد فلقد أدَّبَ أصحابه، فإن ذلك من الأدب".
كان يريد من أصحابه ومن المسلمين أن يكونوا جماعة واحدة لا تفرق بينهم الخلافات الصغيرة في بعض تفاصيل العبادة، كان يرى أن مظهر الوحدة في الجماعة يوحي بوحدة الأمة في واقعها وفي مصيرها وفي أهدافها. ومما روي عنه أنه كان يرفض الطعن بالشيخين أبي بكر وعمر (رض) فقد روى جاء الجعفي وهو من الشيعة الجعفرية أن الإمام الباقر وهو أبو جعفر الصادق وأستاذه الذي أخذ عنه أنه قال وهو يودعه عائداً إلى العراق: "يا جابر أبلغ أهل الكوفة أني بريء ممن تبرأ من أبي بكر وعمر (رضي الله عنهما وأرضاهما) ((الإمام الصادق/ محمد أبو زهرة ص: 207)).
وممن أخذ العلم عن الإمام جعفر الصادق وروى عنه الحديث كما ذكر الإمام محمد أبو زهرة في كتابه "الإمام الصادق ـ حياته ـ عصره ـ آراؤه الفقهية" عدد من كبار الأعلام ومنهم سفيان بن عبينة وسفيان الثوري وكان له مريداً، وروى عنه مالك وأبو حنيفة ويحيى بن سعيد الأنصاري، وروى عنه أيضاً أصحاب السنن أبو داوود والترمذي والنسائي وابن ماجه والدارقطني ومسلم. وكان من الثقات عند أهل الحديث وقد قال فيه بن حبّان: "كان من سادات أهل العلم فقهاً وعلماً يحتج بحديثه، وقال فيه الساجي: كان صدوقاً مأموناً، وإذا حدث عنه الثقات فحديثه مستقيم" ((محمد أبو زهرة/ الإمام جعفر الصادق- ص 252)). ومما أخذ عن الصادق يتبين أنه عليه السلام كما أخذ عن آبائه، فقد أخذ عن بعض الصحابة والتابعين من غير أهل البيت.
جاء في كتاب الآثار لأبي يوسف ما نصه: حدثنا يوسف عن أبيه عن أبي حنيفة عن جعفر بن محمد عن سعيد بن جبير عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: "جاء رجل فقال: إني قضيت المناسك كلها غير الطواف بالبيت ثم وافقت أهلي، قال: فاقضي ما بقي عليك، وأهرق دماً، وعليك الحج من قابل، قال: فعاد إليه فقال: إني جئت من شقة بعيدة، قال: فقال له مثل قوله"((الآثار- ص 124)). يقول الشيخ محمد أبو زهرة: إن هذا الخبر يستفاد منه أموراً ثلاثاً، أولها ـ وهو أوضحها ـ: أن الصادق رضي الله عنه وعن آله الكرام يروي عن سعيد بن جبير ما يرويه عن ابن عمر وذلك يدل على أن الصادق ما كان منقطعاً عن عصره، بل كان يأخذ عن كبار التابعين، وينقل ما يأخذ إلى رواته... وثانيهما: إن الصادق عليه السلام كان يأخذ علم أهل المدينة من أهل المدينة، فإن فقه ابن عمر رضي عنه كان يعد من فقه أهل المدينة وأن أبا حنيفة أخذ ذلك عن الصادق.. والأمر الثالث الذي يدل عليه الخبر: وهو أن الصادق كان يأخذ بفتوى الصحابة، فإن الخبر أو الحديث منقطع عند عبد الله بن عمر رضي الله عنهما ولم يسنده إلى النبي (صلي الله عليه وسلم) ولا شك أن ذلك يكون فتوى لعبد الله بن عمر. ((المصدر نفسه ص 254)).
إن ما نريد قوله في هذا المجال إن الصادق عليه السلام كان يعتبر أن فقهاء المذاهب الأخرى أو المختلفين معه هم جزء من الأمة ولهم المكانة المحترمة علمياً وثقةً، بالإضافة إلى أن الثوابت الإيمانية هي واحدة لأن اختلال الثوابت هو الكفيل بهز وحدة الدين وهذا ليس موجوداً.
وحدة الكيان
تأتي مسألة وحدة الكيان في درجة هي بدون شك دون وحدة الدين التي تمثل الأصل المجمع عليه من قبل جميع المسلمين ووحدة الكيان قد تعني وحدة الأمة ككيان واحد له خصائص مشتركة تتمثل في الإيمان بالدين الواحد ﴿إِنَّ الدِّينَ عِندَ اللهِ الإِسْلاَمُ﴾ أو وحدة الكيان السياسي وتعني قيام دولة واحدة، أو كيان سياسي واحد كان نموذجه سابقاً دولة الخلافة، ويمكن قيام نموذج آخر معاصر يأخذ بعين الاعتبار التطورات والمتغيرات في الواقع الحالي.
مما لا شك فيه أن قيام كيان سياسي واحد تنضوي تحت رايته معظم الشعوب والأقاليم الإسلامية هو غاية تنسجم مع دين الإسلام الذي يرفض التفرق والتجزئة، وهو غاية تنسجم مع الفقه السياسي المعاصر الذي يجنح نحو التكتلات الكبرى ونحو قيام التعاون بين مختلف الشعوب، فكيف بالشعوب التي تنتمي إلى ثقافة واحدة. إذاً، ما هو موقف الإمام الصادق من وحدة الكيان السياسي الإسلامي؟..
لا ريب أن فقه أهل البيت السياسي كان مع وحدة الكيان السياسي للأمة منذ أيام الإمام علي بن أبي طالب الذي قال: (لأسالمن ما سلمت أمور المسلمين) على الرغم من أنه كان يعتقد بأحقيته في تسلم سدة الخلافة. وظهر ذلك أيضاً في موقفه من حروب الردة التي جرت أيام خلافة أبي بكر الصديق (رض). ولم يعُرف عن الصادق عليه السلام أنه دعا إلى دولة غير الدولة القائمة، أو أنه خرج على الحاكم، وعدم خروجه لا يعني موافقته عليه أو الإقرار بصلاحه، والسكوت على حاكم أو رفضه لا يعني رفضاً للكيان السياسي الذي يترأسه هذا الحاكم، والمسلمون مأمورون بعدم الخروج على الحاكم إلا أن يروا منه كفراً بواحاً خشية الفتنة، وهذه الفتنة المحذّر منها ربما كانت مانعاً لكثير من المصلحين من المطالبة بالتصدي لحاكم فاسد بالقوة، ولاسيما عندما يتدرّع هذا الحاكم ببعض أهل الفقه أو العلم والعياذ بالله.
وحدة الغايات والرؤى والمصالح
هل يطلب منا لنكون أمة واحدة وأن تكون غاياتنا ورؤانا ومصالحنا واحدة؟.. إن هذا الأمر يحتاج إلى تفصيل. أما الغايات والرؤى فيمكن أن تتفق وأن تختلف، وهناك منها ما هو مرتبط بالعناوين الكبرى وهو ما يتفق عليه البشر جميعاً ربما أو صالحو الأمم كلها وهو يتعلق بالقيم الأخلاقية والإنسانية كالعدالة ورفض الظلم والبغي والعدوان والتعاون لتحقيق الرفاهية والآمان. وهناك من الغايات والرؤى ما هو متعلق بالتفاصيل والقضايا الثانوية وهو بالتأكيد مجال اختلاف بين الناس حتى بين الأخوة الأشقاء.
لذلك لا يمكن أن نطلب وحدة الرؤيا والأهداف في القضايا الثانوية التي تتأثر بمصالح الأفراد أو الجماعات. أما الأهداف العليا والإستراتيجية فيجب أن تكون موحدة في العناوين الكبيرة وقد تقبل تعدد الآراء في بعض وجوهها. أما المصالح فتخضع للظروف والمتغيرات وهو ما يستلزم إقامة الاعتبار لها بحيث يجري احترام المصالح ما أمكن ذلك في مقابل الأهداف العليا المتعلقة بوحدة الكيان السياسي، أما فيما يتعلق بوحدة الدين فإن المصالح يجب أن تخضع بالكامل لسلطة الدين فلا تتعارض معه.
الخلاصة
إن الوحدة الإسلامية بما هي غاية واضحة في كتاب الله وسنة رسوله ( ص) وبما هي عامل من عوامل القوة التي تحتاج الأمة إليها ـ لكي لا أقول تستطيع استعادة مجدها السابق ـ وإنما لتبني مجدها للمستقبل والحاضر فإنها مسؤولية النخب الدينية والسياسية والاجتماعية، مسؤولية أصحاب الفكر والرؤى، والمستنيرين بقضايا العصر.
إن غاية الإسلام إنقاذ الإنسان من حياة الفقر والضعف والمرض والانحراف، وتحقيق مجتمعات العدل والأمن والطمأنينة والكفاية، ودفع العوز والخوف ودفع الفتن على اختلاف أنواعها وتعدد مصادرها، وهذا لا يتحقق مع حالات الاختلاف والتناقض والتنازع وتوزع الولاءات والخضوع للسيطرة، وقد حذرنا القرآن الكريم من التنازع لأنه يؤدي إلى الفشل: ﴿وَلاَ تَنَازَعُواْ فَتَفْشَلُواْ وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ﴾. وفي نفس الوقت نحن مأمورون بالاعتصام: ﴿وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللهِ جَمِيعًا وَلاَ تَفَرَّقُواْ﴾. وفي ظل الوحدة نستطيع أن نحمل لواء دعوة الله عز وجل وهو مضمون الرسالة التي كلفنا بها من قبل ربنا عز وجل.
وغاية الإسلام أيضاً إنقاذ الإنسان يوم القيامة من عذاب يومٍ عظيم وهذه الغاية الأهم، ونحن ندرك أن التقرب إلى الله في ظل الوحدة أيسر منه في ظل الشرذمة لأن الله تعالى يقول:﴿وَتَعَاوَنُواْ عَلَى الْبرِّ وَالتَّقْوَى وَلاَ تَعَاوَنُواْ عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ﴾.. فإذا ثبت أن الوحدة هي غاية سامية فما هي مسؤولياتنا كنخب علماء ومفكرين وسياسيين ومسلمين بشكلٍ عام؟
http://www.wahdaislamyia.org/issues/112/mmalass.htm
صفحتي على الفيس بوك
الحرية هي مطلب العُقلاء..ولكن من يجعل نفسه أسيراً لردود أفعال الآخرين فهو ليس حُرّاً....إصنع الهدف بنفسك ولا تنتظر عطف وشفقة الناس عليك..ولو كنت قويا ستنجح....سامح عسكر
مواضيع مماثلة
» جعفر بن أبي طالب رضوان الله عليه
» الامام علي بن أبي طالب عليه السلام
» حقيقة طوفان نوح عليه السلام
» خبر النبي دانيال عليه السلام
» قصة :سيدنا يوسف عليه السلام
» الامام علي بن أبي طالب عليه السلام
» حقيقة طوفان نوح عليه السلام
» خبر النبي دانيال عليه السلام
» قصة :سيدنا يوسف عليه السلام
شبكة واحة العلوم الثقافية :: الساحات العلمية والثقافية والحوارية :: ساحة الحوار الموضوعي بين الأديان :: ساحة التقارب السني الشيعي
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى