تأملات أزهرية .. الخضر عليه السلام
شبكة واحة العلوم الثقافية :: الساحات العلمية والثقافية والحوارية :: ساحة الفقه والعلوم والحوارات الشرعية
صفحة 1 من اصل 1
تأملات أزهرية .. الخضر عليه السلام
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين .. منير القلوب بعد ظلامها ومبدد الكفريات بعد سوادها .. وأصلي وأسلم على خير البشرية وسيدها على الإطلاق ولا فخر عبد الله ورسوله محمد بن عبدالله وأله وصحبة ومن تبعهم بإحسان إلي يوم الدين ثم أما بعــد ....
حُصر معي حوار في مسألة تتعلق بالخضر عليه السلام ..فأحببت أن أفتح عليكم الباب حتى نتعلم جميعاً فما وفقت فيه فمن الله وما خالفت فيه الحق فمني ومن الشيطان أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق ومن العجُب بالنفس ... اللهم آمين يا رب العالمين
نبدأ الموضوع بسؤال يوضح ما سيكون .
هل الخضر نبي ..كما يزعم البعض ، هل تقطع أن هناك في وقتنا الحالي من هو على شاكلة الخضر
تبدأ القصة بعجب موسي بنفسه وعلمه وظن أنه أعلم أهل الأرض وذلك لتشريف الله له بالكلام بلا واسطة دون سائر البشر ويظهر ذلك من سؤال الإسرائيلي الذي قال له كما ذكر في البخاري مما روي عن ما حدث بين ابن عباس و الْحُرُّ بْنُ قَيْسٍ الْفَزَارِيُّ من تماري في أمر صاحب موسي وطلب ابن عباس شهادة أبي بن كعب فقال لهم خبر موسي والإسرائيلي {.. بَيْنَمَا مُوسَى فِي مَلأٍ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ جَاءَهُ رَجُلٌ ، فَقَالَ : هَلْ تَعْلَمُ أَحَدًا أَعْلَمَ مِنْكَ قَالَ : لاََ فَأَوْحَى اللَّهُ إِلَى مُوسَى بَلَى عَبْدُنَا خَضِرٌ فَسَأَلَ مُوسَى السَّبِيلَ إِلَيْهِ فَجُعِلَ لَهُ الْحُوتُ آيَةً ... }
والخبر هنا يعلمنا ألا نقطع بالعلم في مسألة بل علينا أن نكل الأمر فيها إلي الله وأن نقول الله أعلم بذلك . كما ذكر البخاري من طريق أبي ابن كعب
{ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ : قَامَ مُوسَى النَّبِيُّ خَطِيبًا فِي بَنِي إِسْرَائِيلَ فَسُئِلَ أَيُّ النَّاسِ أَعْلَمُ فَقَالَ أَنَا أَعْلَمُ فَعَتَبَ اللَّهُ عَلَيْهِ إِذْ لَمْ يَرُدَّ الْعِلْمَ إِلَيْهِ فَأَوْحَى اللَّهُ إِلَيْهِ أَنَّ عَبْدًا مِنْ عِبَادِي بِمَجْمَعِ الْبَحْرَيْنِ هُوَ أَعْلَمُ مِنْكَ ... }
والمستفاد هنا أننا إذا سؤلنا حالياً هل هناك من هو مثل الخضر حي يرزق .. فلا نتسرع في الإجابة بالنفي أو الموافقة بل علينا أن نرد العلم في الأمر إلي الله سبحانه وتعالى .
وأن نقول نحن لا نقطع بأن هناك من هو مثله اليوم وكذلك لا ننفي وجود المشابه له .
لماذا سمي الخضر خضراً هذا السؤال يجيب عليه حديث النبي صلى الله عليه وسلم والذي ذكر في البخاري ..
3402- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَعِيدٍ الأَصْبَهَانِيُّ ، أَخْبَرَنَا ابْنُ الْمُبَارَكِ عَنْ مَعْمَرٍ عَنْ هَمَّامِ بْنِ مُنَبِّهٍ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ : إِنَّمَا سُمِّيَ الْخَضِرُ أَنَّهُ جَلَسَ عَلَى فَرْوَةٍ بَيْضَاءَ فَإِذَا هِيَ تَهْتَزُّ مِنْ خَلْفِهِ خَضْرَاءَ.
مسألة العلم :-
يروي لنا البخاري في صحيحة { ... فَسَلَّمَ مُوسَى فَقَالَ الْخَضِرُ وَأَنَّى بِأَرْضِكَ السَّلاَمُ فَقَالَ أَنَا مُوسَى فَقَالَ مُوسَى بَنِي إِسْرَائِيلَ قَالَ نَعَمْ قَالَ {هَلْ أَتَّبِعُكَ عَلَى أَنْ تُعَلِّمَنِي مِمَّا عُلِّمْتَ رَشَدًا} قَالَ {إِنَّكَ لَنْ تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْرًا} يَا مُوسَى إِنِّي عَلَى عِلْمٍ مِنْ عِلْمِ اللهِ عَلَّمَنِيهِ لاَ تَعْلَمُهُ أَنْتَ وَأَنْتَ عَلَى عِلْمٍ عَلَّمَكَهُ لاَ أَعْلَمُهُ {قَالَ سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ صَابِرًا ، وَلاَ أَعْصِي لَكَ أَمْرًا} ...}
ولتوجيه الكلام هنا نجد هذه العبارة ( يَا مُوسَى إِنِّي عَلَى عِلْمٍ مِنْ عِلْمِ اللهِ عَلَّمَنِيهِ لاَ تَعْلَمُهُ أَنْتَ وَأَنْتَ عَلَى عِلْمٍ عَلَّمَكَهُ لاَ أَعْلَمُهُ )
أن الحديث أظهر عِلمين .. والسؤال الآن إن كان موسي يعرف علم فما هو ؟؟
إن العلم المقصود هنا هو علم النبوة فلا نعرف لموسي علم غير النبوة فهو نبي اصطفاه الله بالرسالة وهذا هو علم موسي ولذلك الخضر يقول أنه لا يوحي له بعلم نبوي أو إرشادي .. إذاً ما هو علم الخضر هل هو علم خصوص أم عموم ؟؟
إن علم موسي علم عموم فلا يحق له أن يخفي شيء من علم النبوة ، ولكن الخضر علمه علم خصوص والدليل أنه لم يطلع عليه أحد سوى موسي ولآن الخضر قال إِنِّي عَلَى عِلْمٍ مِنْ عِلْمِ اللهِ عَلَّمَنِيهِ لاَ تَعْلَمُهُ فهذا هو الخصوص المتعلق بالخضر عليه السلام ، أما علم موسي فهو علم عموم هو فقط من يعلمة ثم يعلمه لأمة الدعوة .
مسألة الادعاء أن الخضر عليه السلام نبي ..
هذه الدعوة لا أساس لها من الصحة وقد تبناها بعض العلماء ولكن بلا دليل يذكر حيث أنهم زعموا أن الخضر نبي من خلال سياق الكلام .. ولكن لنا سؤال لو أن الخضر نبي فأين أمة الدعوة التي تتعلق بنبوته فما من نبي ذكر في الكتاب أو السنة إلا وذكرت أمته معه ولكن الخضر لم يذكر له أمة دعوة ، الأمر الأهم هو أن الخضر لم يثبت له ولو حديث ضعيف يقول أنه نبي إذاً كيف وقع لمن أثبتوا له النبوة أمر النبوة !!!
وهناك إشكالية .. بهذا الزعم فقد عرض هؤلاء العلماء وهم قلة ، بجمهور أهل العلم ممن نفى نبوة الخضر ... فالسواد الأعظم أنكر نبوة الخضر وإذا كان الخضر حقاً نبياً فيجب على كل من أثبت النبوة أن يكفر السواد الأعظم من العلماء لآن الجمهور أخلوا بشرط من شروط الإيمان وهو التصديق بكل الأنبياء فهناك نبي تم إنكاره !!
الحمد لله رب العالمين .. منير القلوب بعد ظلامها ومبدد الكفريات بعد سوادها .. وأصلي وأسلم على خير البشرية وسيدها على الإطلاق ولا فخر عبد الله ورسوله محمد بن عبدالله وأله وصحبة ومن تبعهم بإحسان إلي يوم الدين ثم أما بعــد ....
حُصر معي حوار في مسألة تتعلق بالخضر عليه السلام ..فأحببت أن أفتح عليكم الباب حتى نتعلم جميعاً فما وفقت فيه فمن الله وما خالفت فيه الحق فمني ومن الشيطان أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق ومن العجُب بالنفس ... اللهم آمين يا رب العالمين
نبدأ الموضوع بسؤال يوضح ما سيكون .
هل الخضر نبي ..كما يزعم البعض ، هل تقطع أن هناك في وقتنا الحالي من هو على شاكلة الخضر
تبدأ القصة بعجب موسي بنفسه وعلمه وظن أنه أعلم أهل الأرض وذلك لتشريف الله له بالكلام بلا واسطة دون سائر البشر ويظهر ذلك من سؤال الإسرائيلي الذي قال له كما ذكر في البخاري مما روي عن ما حدث بين ابن عباس و الْحُرُّ بْنُ قَيْسٍ الْفَزَارِيُّ من تماري في أمر صاحب موسي وطلب ابن عباس شهادة أبي بن كعب فقال لهم خبر موسي والإسرائيلي {.. بَيْنَمَا مُوسَى فِي مَلأٍ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ جَاءَهُ رَجُلٌ ، فَقَالَ : هَلْ تَعْلَمُ أَحَدًا أَعْلَمَ مِنْكَ قَالَ : لاََ فَأَوْحَى اللَّهُ إِلَى مُوسَى بَلَى عَبْدُنَا خَضِرٌ فَسَأَلَ مُوسَى السَّبِيلَ إِلَيْهِ فَجُعِلَ لَهُ الْحُوتُ آيَةً ... }
والخبر هنا يعلمنا ألا نقطع بالعلم في مسألة بل علينا أن نكل الأمر فيها إلي الله وأن نقول الله أعلم بذلك . كما ذكر البخاري من طريق أبي ابن كعب
{ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ : قَامَ مُوسَى النَّبِيُّ خَطِيبًا فِي بَنِي إِسْرَائِيلَ فَسُئِلَ أَيُّ النَّاسِ أَعْلَمُ فَقَالَ أَنَا أَعْلَمُ فَعَتَبَ اللَّهُ عَلَيْهِ إِذْ لَمْ يَرُدَّ الْعِلْمَ إِلَيْهِ فَأَوْحَى اللَّهُ إِلَيْهِ أَنَّ عَبْدًا مِنْ عِبَادِي بِمَجْمَعِ الْبَحْرَيْنِ هُوَ أَعْلَمُ مِنْكَ ... }
والمستفاد هنا أننا إذا سؤلنا حالياً هل هناك من هو مثل الخضر حي يرزق .. فلا نتسرع في الإجابة بالنفي أو الموافقة بل علينا أن نرد العلم في الأمر إلي الله سبحانه وتعالى .
وأن نقول نحن لا نقطع بأن هناك من هو مثله اليوم وكذلك لا ننفي وجود المشابه له .
لماذا سمي الخضر خضراً هذا السؤال يجيب عليه حديث النبي صلى الله عليه وسلم والذي ذكر في البخاري ..
3402- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَعِيدٍ الأَصْبَهَانِيُّ ، أَخْبَرَنَا ابْنُ الْمُبَارَكِ عَنْ مَعْمَرٍ عَنْ هَمَّامِ بْنِ مُنَبِّهٍ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ : إِنَّمَا سُمِّيَ الْخَضِرُ أَنَّهُ جَلَسَ عَلَى فَرْوَةٍ بَيْضَاءَ فَإِذَا هِيَ تَهْتَزُّ مِنْ خَلْفِهِ خَضْرَاءَ.
مسألة العلم :-
يروي لنا البخاري في صحيحة { ... فَسَلَّمَ مُوسَى فَقَالَ الْخَضِرُ وَأَنَّى بِأَرْضِكَ السَّلاَمُ فَقَالَ أَنَا مُوسَى فَقَالَ مُوسَى بَنِي إِسْرَائِيلَ قَالَ نَعَمْ قَالَ {هَلْ أَتَّبِعُكَ عَلَى أَنْ تُعَلِّمَنِي مِمَّا عُلِّمْتَ رَشَدًا} قَالَ {إِنَّكَ لَنْ تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْرًا} يَا مُوسَى إِنِّي عَلَى عِلْمٍ مِنْ عِلْمِ اللهِ عَلَّمَنِيهِ لاَ تَعْلَمُهُ أَنْتَ وَأَنْتَ عَلَى عِلْمٍ عَلَّمَكَهُ لاَ أَعْلَمُهُ {قَالَ سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ صَابِرًا ، وَلاَ أَعْصِي لَكَ أَمْرًا} ...}
ولتوجيه الكلام هنا نجد هذه العبارة ( يَا مُوسَى إِنِّي عَلَى عِلْمٍ مِنْ عِلْمِ اللهِ عَلَّمَنِيهِ لاَ تَعْلَمُهُ أَنْتَ وَأَنْتَ عَلَى عِلْمٍ عَلَّمَكَهُ لاَ أَعْلَمُهُ )
أن الحديث أظهر عِلمين .. والسؤال الآن إن كان موسي يعرف علم فما هو ؟؟
إن العلم المقصود هنا هو علم النبوة فلا نعرف لموسي علم غير النبوة فهو نبي اصطفاه الله بالرسالة وهذا هو علم موسي ولذلك الخضر يقول أنه لا يوحي له بعلم نبوي أو إرشادي .. إذاً ما هو علم الخضر هل هو علم خصوص أم عموم ؟؟
إن علم موسي علم عموم فلا يحق له أن يخفي شيء من علم النبوة ، ولكن الخضر علمه علم خصوص والدليل أنه لم يطلع عليه أحد سوى موسي ولآن الخضر قال إِنِّي عَلَى عِلْمٍ مِنْ عِلْمِ اللهِ عَلَّمَنِيهِ لاَ تَعْلَمُهُ فهذا هو الخصوص المتعلق بالخضر عليه السلام ، أما علم موسي فهو علم عموم هو فقط من يعلمة ثم يعلمه لأمة الدعوة .
مسألة الادعاء أن الخضر عليه السلام نبي ..
هذه الدعوة لا أساس لها من الصحة وقد تبناها بعض العلماء ولكن بلا دليل يذكر حيث أنهم زعموا أن الخضر نبي من خلال سياق الكلام .. ولكن لنا سؤال لو أن الخضر نبي فأين أمة الدعوة التي تتعلق بنبوته فما من نبي ذكر في الكتاب أو السنة إلا وذكرت أمته معه ولكن الخضر لم يذكر له أمة دعوة ، الأمر الأهم هو أن الخضر لم يثبت له ولو حديث ضعيف يقول أنه نبي إذاً كيف وقع لمن أثبتوا له النبوة أمر النبوة !!!
وهناك إشكالية .. بهذا الزعم فقد عرض هؤلاء العلماء وهم قلة ، بجمهور أهل العلم ممن نفى نبوة الخضر ... فالسواد الأعظم أنكر نبوة الخضر وإذا كان الخضر حقاً نبياً فيجب على كل من أثبت النبوة أن يكفر السواد الأعظم من العلماء لآن الجمهور أخلوا بشرط من شروط الإيمان وهو التصديق بكل الأنبياء فهناك نبي تم إنكاره !!
صفحتي على الفيس بوك
الحرية هي مطلب العُقلاء..ولكن من يجعل نفسه أسيراً لردود أفعال الآخرين فهو ليس حُرّاً....إصنع الهدف بنفسك ولا تنتظر عطف وشفقة الناس عليك..ولو كنت قويا ستنجح....سامح عسكر
رد: تأملات أزهرية .. الخضر عليه السلام
نأتي لمسألة فيصلية وهي فعل الخضر عليه السلام أي " قتل النفس الزكية بغير نفس " هل هذا تشريع للخضر يثبت نبوته حسب الزعم .
هذه إشكالية عظيمة لا يدرك البعض المراد منها وللتوضيح أقول
كلنا يعلم أن التشريع يقع على الكل ويجب على الكل تطبيقه فهذه سنة الله في خلقه .. فإذا كان من تشريع موسي القصاص ومن تشريع موسي عدم الزنى و خلافه فإن موسي ليس هو الوحيد المكلف بتنفيذ ذلك فبعد موت موسي من يقوم مقامة ينفذ القصاص وكذا يمتنع الكل عن القتل والزنى لآن التشريع تشريع عموم وليس خصوص .
وحسب زعم البعض أيضاً أن ذلك تشريع ، فالاحتمال يوقعهم في إشكالية وهي إذا كان القصاص في شريعة موسي حاضراً في الأذهان ، وإذا كان قتل النفس الزكية من شريعة الخضر وحاضراً أيضاً في الأذهان إذا فهناك تسويد لأمر على أمر ولا يكون ذلك إلا بالنسخ ففعل الخضر نسخ شريعة موسي .. وهذا الأمر حقيقة يوقع الزاعمين في إشكال لا مفر لهم منه .
وبنفس المنطق لو أن الخضر فعله تشريع حقاً كما يزعم فإنه تشريع عموم وليس خصوص فكيف نطبق هذا التشريع .. أو كيف تطبق أمة الخضر هذا التشريع في حالة وفاة الخضر عليه السلام ؟؟
وهناك تسائل :-
كثيراً ما نجد في أفعال الخضر اعتراض من موسي ، مع العلم أن موسي أخبر من الله أنه سيلقي عبد صالح فهذا في حد ذاته تزكية للخضر أمام موسي .. ومع ذلك نجد موسي يصطدم دائماً بفعل غريب من الخضر ويعترض عليه .
فهل موسي أقل إدراك من أمة الخضر " حسب الزعم " فإن كان موسي لم يستطع أن يتقبل فعل الخضر فهل هناك بشر من العوام يتقبلوا ذلك !!!
والأمر الظاهر أيضاً أن الخضر يعرف جيداً قدر العلم الذي أتاه الله إياه ولذلك قال لموسي مسبقاً عندما طلب موسي مصاحبته ( لن تستطيع معي صبر ) فهل يعني ذلك إلا أن هذا العلم لا قبل لأحد به إلا صاحبه فقط ؟
إذاً نخلص في هذا الأمر إلي أن فعل الخضر عليه السلام هو عينه العلم الخاص الذي خصه الله به و إن خالف في الظاهر الشرع إلا أنه في الأصل أمر إلهي يخفي الله حكمته عن البعض ويتبين لهم فيما بعد المراد من الفعل ... وهذا ما نسميه علم الخصوص .
هذا والله أعلم
محمود بن سالم الازهري
هذه إشكالية عظيمة لا يدرك البعض المراد منها وللتوضيح أقول
كلنا يعلم أن التشريع يقع على الكل ويجب على الكل تطبيقه فهذه سنة الله في خلقه .. فإذا كان من تشريع موسي القصاص ومن تشريع موسي عدم الزنى و خلافه فإن موسي ليس هو الوحيد المكلف بتنفيذ ذلك فبعد موت موسي من يقوم مقامة ينفذ القصاص وكذا يمتنع الكل عن القتل والزنى لآن التشريع تشريع عموم وليس خصوص .
وحسب زعم البعض أيضاً أن ذلك تشريع ، فالاحتمال يوقعهم في إشكالية وهي إذا كان القصاص في شريعة موسي حاضراً في الأذهان ، وإذا كان قتل النفس الزكية من شريعة الخضر وحاضراً أيضاً في الأذهان إذا فهناك تسويد لأمر على أمر ولا يكون ذلك إلا بالنسخ ففعل الخضر نسخ شريعة موسي .. وهذا الأمر حقيقة يوقع الزاعمين في إشكال لا مفر لهم منه .
وبنفس المنطق لو أن الخضر فعله تشريع حقاً كما يزعم فإنه تشريع عموم وليس خصوص فكيف نطبق هذا التشريع .. أو كيف تطبق أمة الخضر هذا التشريع في حالة وفاة الخضر عليه السلام ؟؟
وهناك تسائل :-
كثيراً ما نجد في أفعال الخضر اعتراض من موسي ، مع العلم أن موسي أخبر من الله أنه سيلقي عبد صالح فهذا في حد ذاته تزكية للخضر أمام موسي .. ومع ذلك نجد موسي يصطدم دائماً بفعل غريب من الخضر ويعترض عليه .
فهل موسي أقل إدراك من أمة الخضر " حسب الزعم " فإن كان موسي لم يستطع أن يتقبل فعل الخضر فهل هناك بشر من العوام يتقبلوا ذلك !!!
والأمر الظاهر أيضاً أن الخضر يعرف جيداً قدر العلم الذي أتاه الله إياه ولذلك قال لموسي مسبقاً عندما طلب موسي مصاحبته ( لن تستطيع معي صبر ) فهل يعني ذلك إلا أن هذا العلم لا قبل لأحد به إلا صاحبه فقط ؟
إذاً نخلص في هذا الأمر إلي أن فعل الخضر عليه السلام هو عينه العلم الخاص الذي خصه الله به و إن خالف في الظاهر الشرع إلا أنه في الأصل أمر إلهي يخفي الله حكمته عن البعض ويتبين لهم فيما بعد المراد من الفعل ... وهذا ما نسميه علم الخصوص .
هذا والله أعلم
محمود بن سالم الازهري
صفحتي على الفيس بوك
الحرية هي مطلب العُقلاء..ولكن من يجعل نفسه أسيراً لردود أفعال الآخرين فهو ليس حُرّاً....إصنع الهدف بنفسك ولا تنتظر عطف وشفقة الناس عليك..ولو كنت قويا ستنجح....سامح عسكر
مواضيع مماثلة
» حقيقة طوفان نوح عليه السلام
» الامام علي بن أبي طالب عليه السلام
» خبر النبي دانيال عليه السلام
» قصة :سيدنا يوسف عليه السلام
» قصة :سيدنا يحيي عليه السلام
» الامام علي بن أبي طالب عليه السلام
» خبر النبي دانيال عليه السلام
» قصة :سيدنا يوسف عليه السلام
» قصة :سيدنا يحيي عليه السلام
شبكة واحة العلوم الثقافية :: الساحات العلمية والثقافية والحوارية :: ساحة الفقه والعلوم والحوارات الشرعية
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى