سلسلة مقالات حين يحب الداعية ::المقــال ::(الأول):: >>>(جاءنى الحب باكيا )...~~~

فى ليلة من ليالى الصيف الخلابة انتابتنى رغبة شديدة فى الاختلاء بنفسى للتفكير فى بعض الأمور الشخصية اتصل بى أحد أصدقائى رددت عليه بشئ من التحفز كان يريد ان يقص على قصة وبغض النظر عن محتوى حكايته تمالكت اعصابى الى أن انهى حديثه وتنهدت بألم قائلا : ( لك الله يا حب )
أخذت كوبا من العصير البارد وصعدت درجات السلم الى اعلى بيتنا

حاولت ان أرتب أفكارى وأن انزع عن راسى ما أفكر به من تصور هذا الصديق عن حقيقة الحب وان اركز فقط فى امورى الخاصة لكن لم أستطع فقررت ان أفعل دائما ما ألوذ اليه وانسى به الدنيا قررت ان أتفكر فى جمال الطبيعة الأخاذ

كانت ليلة مقمرة بحق
القمر يتوسط السماء وقد صار بدرا فى ليلة التمام ويلقى بأشعة فضية بهية انعكست على اوراق الشجر فأضائتها وانطبعت على قيعان الأثر فأنارتها وشعرت بنسمة منعشة أتت من الشمال الى الجنوب فهزت كيانى واتحدت جميعها مع تلك السحابة الزاهية التى تنساب فى هدوء ورفق وتخترقها اشعة القمر لتعطى بهذا الشكل الرائع اجمل صورة
يحتاجها الانسان الرقيق كى يبكى تأثرا بروعتها و
وسمعت صوت بكاء يمزق القلوب ليس لشدته لكن لرقته بحثت عنه طويلا حولى فلم اجده أبدا و
وفجاة شاهدت هذا الظل آتيا من اقصى ركن جائنى فذهلت لمشهده وأشفقت عليه من منظره وقلت له بصوت ملئ بالشفقه من تكون
قال انا الذى
اساؤوا فهم حقيقته
وجهلوا حقيقة روعته
وأخطاوا روعة مقصده
أنا الذى أضأت دروب الأمل
وحض الناس على العمل
ألم تعرفنى بعد ؟!
قلت له زدنى فربما عرفتك
قال انا الذى نزعت الكراهية من قلب الانسان واطفأت كل الغل والنيران
انا الذى اطار النوم من العيون وادمى كل الرموش والجفون
انا الذى جعلت القلوب القاسية قلوبا بالرحمة حانية
أنا الذى جعلت من القلوب الجافية قلوبا من الشدة خالية
انا الذى انرت الظلام وحققت الخير للأنام
أنا شعار الوئام وامان الخلق من كل اللئام
انا طب حياة وآمال النجاة
بالله عليك ألم تعرفنى
قلت لقد أجهدنى التفكير كفاك ما كان وأخبرنى عنك من تكون
قال متعلثما ومترددا
أنا
أنا
أنا
أنا الحب
نطقها فاخرسنى الذهول وأسكتتنى الدهشة وشل جسدى الألم مستحيل أهذا هو الحب نظرت اليه من اعلى الى أسفل فرأيت شعره مشعث أغبر ورايت ثيابه ممزقة مهترأة واذا بقدميه داميتين وعلا وجهه الكثير من الكدمات والجروح والاصابات
وأضف لهذا كله نظرات احباط اطلت من عينيه فزادته بؤسا على بؤس

فقال الحب ارجوك اسمع عنى وبلغ الناس
كنت أنا من قبل تلك العاطفة النقية والروح الفتية
كنت من قبل تلك الرابطة القوية والألفة الزكية
كنت من قبل نور الطريق وطريق النور
كنت من قبل روح الحياة وحياة الروح
كنت انا الحب
اما اليوم فقد ارتكبت باسمى أفظع المصائب والحوادث وسجلت باسمى أبشع المصائب والكوارث
صيرنى البعض ستارا للرزيلة والبعض الآخر جعلنى طريقا للجريمة
لقد جعلوا منى اداة للفظائع ووسيلة لنشر الوجائع
اتفق الجميع على اهانتى ولكن اختلفوا فى صورة الاهانة
حتى قال عنى بعض الأوغاد ان الحب رجل وامراة وحرمان
وقال عنى آخرون ما يفوق هذا بكثير أو أقل بقليل لكنهم اتفقوا على شئ واحد وهو
أن يلصقوا بى كل النقائص وأن يرتكبوا باسمى كل الكوارث ثم يقولون فى النهاية هذا هو الحب و
وارتفع صوته بالنحيب وتشبث بيدى بقوة وازداد ألمه وحزنه وقال
لقد ظلوا طوال الوقت يكيلوا لى اللكمات والضربات فدمروا وجهى وهتكوا سترى ومزقوا ثيابى وكسروا أذرعى فجريت منهم هاربا فدميت قدمى وذهبت للكثيرين فخذلونى وحدثتهم فصدونى
واليوم وجدتك فهل تكون مثلهم
قلت له ودمعة آسية تفر من عينى رغما عنى اخبرنى يا حب قل لى يا من باسمك نطق فؤادى وعنك دافع قلمى وبحقيقتك صرخت عينى ماذا تريد منى وستجدنى سميعا مجيبا
قال بلغ هذه الرسالة لكل الناس
قل لهم
الحب ايها الناس ان الحب هو دليل اللطف وصفاء الأذهان وهو طريق الخير هادى الحيران
قل لهم ان الحب مل مقتكم له وتزويركم لحقيقته مل تشويهكم له وطمسكم لروعته
رجاءا قص عليهم ما دار بيننا وقل لهم أيها الناس رجاءا كفوا فقد تعب الحب
و ............
ودخلت امى بعد ان وصلت لهذه الكلمة فى خطاب الحب للناس وقالت لى اراك تكتب ترى عن أى شئ تكتب هذه المرة
نهضت بعض أن وضعت نقطة فى آخر الصفحة و وضعت يدى فى جيبى و نظرت عبر نافذة حجرتى الى الحديقة المجاورة لمنزلنا وقلت لها اكتب عن الحب فقالت لى فى دهشة لماذا الآن
قلت لها اعذرينى يا امى لقد
[SIZE="5"]جاءنى الحب باكيا [/SIZE]