رحلة في كتاب ( الرَحيق المَختوم )
صفحة 1 من اصل 1
رحلة في كتاب ( الرَحيق المَختوم )
مدخل | اجعل هذا الكتاب ، الكتاب التالي الذي ستقرأه. وأعد قراءته مرة اخرى إن كنت مررت به من قبل.
بحث وتحقيق عالي القيمة جعل منه أشهر كتاب مختصر متداول عن سيرة النبي الكريم محمد - صلى الله عليه وسلم - امتاز بأدوات البحث الصارمة ومعاني التحقيق الهامة ولكن كل هذا لم يجعل منه مادة جامدة علمية لأنه يتناول أجمل قصة وأعظم رواية على الإطلاق يمكن أن يقرأها الإنسان. إنها رواية انبثاق النور في دُجة الظلام. إنها رواية الجَلَد والصبر في حلقة العذاب والنكال. إنها رواية قوم انتشروا بالسلام والإسلام والحب والخير والإيمان. قد أحدقت بهم العرب في عزة لتبيدهم ودينهم بكل الوسائل الممكنة بالحرب والإغتيال والخديعة وبث الرعب والسخرية وهجاء الشعر وتضليل الناس وصدهم عن نور أرسله الله ليكن خاتم الأنبياء والمرسلين. ونهاية الشرائع الإلهية حتى يرث الله الأرض ومن عليها.
كنتُ قد درستُ هذا الكتاب في الجامعة بإعتماده مقرر لمادة حرة في شبعة الدراسات الإسلامية. ولكنك كما تعلم كان كل ما يهم هو تحصيل الدرجة وحفظ التواريخ وأسماء وأعداد الغزوات وغيرها. ولكني عزمت على قراءته مرة اخرى. لأني اقدّر جداً أن يُجمع تأريخ سيرة النبي الكريم - عليه الصلاة والسلام - في كتاب تزيد صفحاته على الـ400 ورقة بقليل. إنها حسنة العلماء والمحققين الذين تعبوا كثيراً ليستخلصوا لنا الخلاصة في غير نقص مخل ولا استطراد معيب. فابتدأ الكتاب بتأريخ العرب قبل بعثة الرسول الكريم بما يؤهل روح وفكر القارئ ليعي ما كان القوم فيه وكيف كان خروجه إليهم، فذكر ملوكهم ودياناتهم وإختلافاتهم منذ عهد نبي الله إسماعيل - عليه السلام - وقبل أن ينهي هذا الفصل رسم صورة هذا المجتمع الجاهلي وقد ذهب في تصنيف هذا الكتاب بكيفية وصفية حديثة فمن فقرات هذا الفصل الأخير لما كان عليه المجتمع الجاهلي كانت هذه العناوين " الحالة الإجتماعية" " الحالة الاقتصادية" " الأخلاق". ثم بدأ في سرد النسب والنشأة والمولد، وهنا لي وقفة؛ فنحن تربينا منذ القديم على قصص وأحاديث عن نشأة الرسول الكريم ومولده ولكننا لما كبرنا لم نعد لنجدد تلك الأخبار ونتفحصها جيداً لنفهمها جيداً ونعيشها في سياق السيرة كاملة وهذا مهم لأننا تركناها كما هي في ذواكرنا الصغيرة وقد حان وقت الاهتمام بها. فقد وجدت بعد الإنتهاء من القراءة إعادة ذهنية لترتيب كثير من الأحداث التي كانت مختلطة في فكري إضافة إلى معرفة أسباب كثير من الأحداث التي كانت مجردة منها. أما الفصل التالي عنون له بـ " العهد المكي" في عنوان شامل وآخر تفصيلي بـ ( حياة النبوة والرسالة والدعوة ). هنا تبقى في كون آخر وتهيم في تلك اللحظات الخالدة لوحدك تتمعناها تماماً وتسكنك تماماً ويقعشر لها بدنك تماماً. وفي ظل هذا التبسيط الحاضر في هذا الكتاب لم يغفل المؤلف إيراد بعض التوضيحات الفقهيه الخاطفة للقارئ كأقسام الوحي مثلاً. ثم راح يسرد الأحداث تحت عناوين صغيرة متلاحقة في كل صفحة من هذا الكتاب إلا ما ندر. وانتقل بنا المؤلف من حدث إلى آخر ومن تطور إلى آخر وهو في ظل هذا التحقيق لم يُغفل سرد أهم القصص والأحداث التي أثرت في مسيرة هذه الدعوة وحتى لو لم يظهر أثرها إلا في أواخر حياة النبي الكريم -عليه الصلاة والسلام-. وتوالت أحداث مكة من عناد قريش واستكبارها وتنكيلها بالمسلمين والإسراء والمعراج وبيعتي العقبة والإتصال مع الأوس والخزرج في الحج.
انظر معي لمثل هذه العناوين العصرية التي أوردها المؤلف في ثنايا هذا الفصل " المجلس الاستشاري لكف الحجاج عن استماع الدعوة" " المقاطعة العامة" " النجاح المغتبط" " النقاش البرلماني والاجماع على قرار غاشم بقتل النبي -صلى الله عليه وسلم-" هذا ما كنتُ أقصده بتقريب الأحداث بمقارنتها بالحاضر في وضعهاعلى شكل مصطلحات تناسب الحياة السياسة والفكرية العامة اليوم. ثم يأتي فصل "العهد المدني" بعد هجرة النبي الكريم - عليه الصلاة والسلام - ( عهد الدعوة والجهاد والنجاح)، وفيه نرتقي أكثر مع فهم أوسع لما كان يحدق من مخاطر بفشل دعوة هذا الرسول؛ مخاطر تكثر وتتوالى حتى إنه في ذلك العهد أرسل 64 سرية لأسباب متعددة وشارك في 27 غزوة. وهنا أحب أن اثير نقطة هامة لربما يعلمها البعض ويجهلها البعض الآخر وهي أنه -صلى الله عليه وسلم - لم يدعُ إلى الإسلام بالسيف أبداً وهذا مما استقرأته من خلال إبداع هذا الكتاب. فقد كان لكل غزوة أو سرية سبب لم ينس المؤلف أن يبتدأ بها سرد كل غزوة أو سرية. ولذا ستجد أنه كان -صلى الله عليه وسلم - يبعث الرسل والكتب إلى رؤوساء القبائل والملوك يدعوهم إلى الإسلام أولاً ثم بعد أن يمكن الله له يُخيرهم بين الجزية أو السيف. ولكنه لم يعقد -صلى الله عليه وسلم- لواءاً لسرية أو غزوة لتُلحقَ القتل والتنكيل بالقبائل إلا وكان هناك سبباً ابتدرته هذه القبيلة أولاً وهذا أعتقدُ مما يستخلص من السيرة فيما يُسمى بفقه السيرة. وقد كان العهد المدني حكاية شيقة جداً يختلط فيها الإيمان والتصديق بالنفاق والمكر بالحرب والدماء بالنصر والفوز وبعد بدر وأحد والأحزاب كان التفرغ لليهود وطردهم من حصونهم المنيعة. فظهرت بطولات الصحابة رضوان الله عليهم في كل هذا. ثم استمرت السرايا والغزوات لتأديب بعض القبائل وبث الرعب في آخرين. ثم كانت عمرة الحديبة والقضاء في العام التالي، وخضوع قريش للرسول بالهدنة وجاءت معركة مؤتة ثم حقق الله لرسوله فتح مكة وكان لهذا الفتح أيضاً سبب وهو أن اعتدت بنو بكر التي كانت في عهد قريش على خزاعة التي كانت في عهد الرسول الكريم -صلى الله عليه وسلم - من أجل ثأر قديم. فانظر أن لكل غزوة أو سرية سبب أثارها.
يشعرك الكتاب بالحنين فحين تصل إلى غزوة حنين ومع رسول الله 10 آلاف من المسلمين تتذكر في أول الكتاب عندما ذهب وحيداً للطائف يدعوهم إلى الإسلام، وعلى الرغم مما حصل للجيش من الهزيمة في مبتدأ الأمر إلا أنه عاد وتماسك بفضل شجاعة وتماسك نبيه وهو يقول ( أنا النبي لا كذب أنا ابن عبدالمطلب ). ثم غزوة تبوك وهروب جيش الروم العظيم بعد أن بُث الرعب فيهم. ثم عنون المؤلف الفصل الأخير بـ ( آخر باب من الحياة الطيبة ) " إلى الرفيق الأعلى". ستشعرك هذه السيرة بعمق الحب الذي يسكنك لنبيك محمد -صلى الله عليه وسلم - ولم تعانقه. ستترقرق عيناك مرات ومرات. وستنظر إلى السماء في شدة صمتك وتسبح الله. ستضحك وأنت تبكي فعلاً. هذا ما حدث لي عندما قرأت هذه القطعة :
"..
آخر يوم من الحياة :
روى أنس بن مالك : أن المسلمين بينا هم في صلاة الفجر من يوم الاثنين - وأبوبكر يصلي بهم- لم يفجأهم إلا رسول -صلى الله عليه وسلم- كشف ستر حجرة عائشة فنظر إليهم، وهم في صفوف الصلاة ، ثم تبسم يضحك ، فنكص أبو بكر على عقبيه ؛ ليصل الصف، وظن أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم - يريد أن يخرج إلى الصلاة . فقال أنس: وهَمَّ المسلمون أن يفتتنوا في صلاتهم ، فرحاً برسول الله -صلى الله عليه وسلم - فأشار إليهم بيده رسول الله -صلى الله عليه وسلم - أن أتموا صلاتكم، ثم دخل الحجرة وأرخى الستر. ثم لم يأت على رسول الله -صلى الله عليه وسلم - وقت صلاة أخرى . ".
امتاز الكتاب كما ذكرت بأنه قدم للقارئ الخلاصة الهامة الصحيحة المتفق عليها لما ورد من كتب السير والأحاديث. فاتخذ أكثر من 90 مرجعاً ولكنه اعتمد كثيراً على عدة كتب وهي "سيرة ابن هشام" و " صحيح البخاري" و"زاد المعاد"و "السيرة الحلبية" . واختار لغة عربية مفهومة وهمّش لكل غريبها. دفعني هذا الكتاب إلى النظر في الكتب الاخرى التي أُلفت في السيرة النبوية من القديم والحديث فوقفت اليوم على بعض منها مثل " تهذيب سيرة ابن هشام" و " عبقرية محمد" و " محمد .. الإنسان الكامل" و " بعض الكتب التي اكتفت بـ "السيرة النبوية" وفقاً لمؤلفيها المختلفين, و" تأملات في السيرة النبوبة" و " مع المصطفى " لـ بنت الشاطئ وآخر بنفس الاسم لـ سلمان العودة. و" حياة محمد" لمحمد حسين هيكل.
مخرج |
كتبتُ مرة قبل عامين أحلم: حُلمُ هِجرة
عن الكتاب:
عنوان الكتاب: الرحيق المختوم - بحث في السيرة النبوية على صاحبها أفضل الصلاة والسلام.
المؤلف : الشيخ صفي الرحمن المباركفوري.
الطبعة التاسعة عشر - 1428هـ.
الناشر: دار الوفاء.
عدد الصفحات: 440.
سعر الكتاب: 20 ريال سعودي.
بحث وتحقيق عالي القيمة جعل منه أشهر كتاب مختصر متداول عن سيرة النبي الكريم محمد - صلى الله عليه وسلم - امتاز بأدوات البحث الصارمة ومعاني التحقيق الهامة ولكن كل هذا لم يجعل منه مادة جامدة علمية لأنه يتناول أجمل قصة وأعظم رواية على الإطلاق يمكن أن يقرأها الإنسان. إنها رواية انبثاق النور في دُجة الظلام. إنها رواية الجَلَد والصبر في حلقة العذاب والنكال. إنها رواية قوم انتشروا بالسلام والإسلام والحب والخير والإيمان. قد أحدقت بهم العرب في عزة لتبيدهم ودينهم بكل الوسائل الممكنة بالحرب والإغتيال والخديعة وبث الرعب والسخرية وهجاء الشعر وتضليل الناس وصدهم عن نور أرسله الله ليكن خاتم الأنبياء والمرسلين. ونهاية الشرائع الإلهية حتى يرث الله الأرض ومن عليها.
كنتُ قد درستُ هذا الكتاب في الجامعة بإعتماده مقرر لمادة حرة في شبعة الدراسات الإسلامية. ولكنك كما تعلم كان كل ما يهم هو تحصيل الدرجة وحفظ التواريخ وأسماء وأعداد الغزوات وغيرها. ولكني عزمت على قراءته مرة اخرى. لأني اقدّر جداً أن يُجمع تأريخ سيرة النبي الكريم - عليه الصلاة والسلام - في كتاب تزيد صفحاته على الـ400 ورقة بقليل. إنها حسنة العلماء والمحققين الذين تعبوا كثيراً ليستخلصوا لنا الخلاصة في غير نقص مخل ولا استطراد معيب. فابتدأ الكتاب بتأريخ العرب قبل بعثة الرسول الكريم بما يؤهل روح وفكر القارئ ليعي ما كان القوم فيه وكيف كان خروجه إليهم، فذكر ملوكهم ودياناتهم وإختلافاتهم منذ عهد نبي الله إسماعيل - عليه السلام - وقبل أن ينهي هذا الفصل رسم صورة هذا المجتمع الجاهلي وقد ذهب في تصنيف هذا الكتاب بكيفية وصفية حديثة فمن فقرات هذا الفصل الأخير لما كان عليه المجتمع الجاهلي كانت هذه العناوين " الحالة الإجتماعية" " الحالة الاقتصادية" " الأخلاق". ثم بدأ في سرد النسب والنشأة والمولد، وهنا لي وقفة؛ فنحن تربينا منذ القديم على قصص وأحاديث عن نشأة الرسول الكريم ومولده ولكننا لما كبرنا لم نعد لنجدد تلك الأخبار ونتفحصها جيداً لنفهمها جيداً ونعيشها في سياق السيرة كاملة وهذا مهم لأننا تركناها كما هي في ذواكرنا الصغيرة وقد حان وقت الاهتمام بها. فقد وجدت بعد الإنتهاء من القراءة إعادة ذهنية لترتيب كثير من الأحداث التي كانت مختلطة في فكري إضافة إلى معرفة أسباب كثير من الأحداث التي كانت مجردة منها. أما الفصل التالي عنون له بـ " العهد المكي" في عنوان شامل وآخر تفصيلي بـ ( حياة النبوة والرسالة والدعوة ). هنا تبقى في كون آخر وتهيم في تلك اللحظات الخالدة لوحدك تتمعناها تماماً وتسكنك تماماً ويقعشر لها بدنك تماماً. وفي ظل هذا التبسيط الحاضر في هذا الكتاب لم يغفل المؤلف إيراد بعض التوضيحات الفقهيه الخاطفة للقارئ كأقسام الوحي مثلاً. ثم راح يسرد الأحداث تحت عناوين صغيرة متلاحقة في كل صفحة من هذا الكتاب إلا ما ندر. وانتقل بنا المؤلف من حدث إلى آخر ومن تطور إلى آخر وهو في ظل هذا التحقيق لم يُغفل سرد أهم القصص والأحداث التي أثرت في مسيرة هذه الدعوة وحتى لو لم يظهر أثرها إلا في أواخر حياة النبي الكريم -عليه الصلاة والسلام-. وتوالت أحداث مكة من عناد قريش واستكبارها وتنكيلها بالمسلمين والإسراء والمعراج وبيعتي العقبة والإتصال مع الأوس والخزرج في الحج.
انظر معي لمثل هذه العناوين العصرية التي أوردها المؤلف في ثنايا هذا الفصل " المجلس الاستشاري لكف الحجاج عن استماع الدعوة" " المقاطعة العامة" " النجاح المغتبط" " النقاش البرلماني والاجماع على قرار غاشم بقتل النبي -صلى الله عليه وسلم-" هذا ما كنتُ أقصده بتقريب الأحداث بمقارنتها بالحاضر في وضعهاعلى شكل مصطلحات تناسب الحياة السياسة والفكرية العامة اليوم. ثم يأتي فصل "العهد المدني" بعد هجرة النبي الكريم - عليه الصلاة والسلام - ( عهد الدعوة والجهاد والنجاح)، وفيه نرتقي أكثر مع فهم أوسع لما كان يحدق من مخاطر بفشل دعوة هذا الرسول؛ مخاطر تكثر وتتوالى حتى إنه في ذلك العهد أرسل 64 سرية لأسباب متعددة وشارك في 27 غزوة. وهنا أحب أن اثير نقطة هامة لربما يعلمها البعض ويجهلها البعض الآخر وهي أنه -صلى الله عليه وسلم - لم يدعُ إلى الإسلام بالسيف أبداً وهذا مما استقرأته من خلال إبداع هذا الكتاب. فقد كان لكل غزوة أو سرية سبب لم ينس المؤلف أن يبتدأ بها سرد كل غزوة أو سرية. ولذا ستجد أنه كان -صلى الله عليه وسلم - يبعث الرسل والكتب إلى رؤوساء القبائل والملوك يدعوهم إلى الإسلام أولاً ثم بعد أن يمكن الله له يُخيرهم بين الجزية أو السيف. ولكنه لم يعقد -صلى الله عليه وسلم- لواءاً لسرية أو غزوة لتُلحقَ القتل والتنكيل بالقبائل إلا وكان هناك سبباً ابتدرته هذه القبيلة أولاً وهذا أعتقدُ مما يستخلص من السيرة فيما يُسمى بفقه السيرة. وقد كان العهد المدني حكاية شيقة جداً يختلط فيها الإيمان والتصديق بالنفاق والمكر بالحرب والدماء بالنصر والفوز وبعد بدر وأحد والأحزاب كان التفرغ لليهود وطردهم من حصونهم المنيعة. فظهرت بطولات الصحابة رضوان الله عليهم في كل هذا. ثم استمرت السرايا والغزوات لتأديب بعض القبائل وبث الرعب في آخرين. ثم كانت عمرة الحديبة والقضاء في العام التالي، وخضوع قريش للرسول بالهدنة وجاءت معركة مؤتة ثم حقق الله لرسوله فتح مكة وكان لهذا الفتح أيضاً سبب وهو أن اعتدت بنو بكر التي كانت في عهد قريش على خزاعة التي كانت في عهد الرسول الكريم -صلى الله عليه وسلم - من أجل ثأر قديم. فانظر أن لكل غزوة أو سرية سبب أثارها.
يشعرك الكتاب بالحنين فحين تصل إلى غزوة حنين ومع رسول الله 10 آلاف من المسلمين تتذكر في أول الكتاب عندما ذهب وحيداً للطائف يدعوهم إلى الإسلام، وعلى الرغم مما حصل للجيش من الهزيمة في مبتدأ الأمر إلا أنه عاد وتماسك بفضل شجاعة وتماسك نبيه وهو يقول ( أنا النبي لا كذب أنا ابن عبدالمطلب ). ثم غزوة تبوك وهروب جيش الروم العظيم بعد أن بُث الرعب فيهم. ثم عنون المؤلف الفصل الأخير بـ ( آخر باب من الحياة الطيبة ) " إلى الرفيق الأعلى". ستشعرك هذه السيرة بعمق الحب الذي يسكنك لنبيك محمد -صلى الله عليه وسلم - ولم تعانقه. ستترقرق عيناك مرات ومرات. وستنظر إلى السماء في شدة صمتك وتسبح الله. ستضحك وأنت تبكي فعلاً. هذا ما حدث لي عندما قرأت هذه القطعة :
"..
آخر يوم من الحياة :
روى أنس بن مالك : أن المسلمين بينا هم في صلاة الفجر من يوم الاثنين - وأبوبكر يصلي بهم- لم يفجأهم إلا رسول -صلى الله عليه وسلم- كشف ستر حجرة عائشة فنظر إليهم، وهم في صفوف الصلاة ، ثم تبسم يضحك ، فنكص أبو بكر على عقبيه ؛ ليصل الصف، وظن أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم - يريد أن يخرج إلى الصلاة . فقال أنس: وهَمَّ المسلمون أن يفتتنوا في صلاتهم ، فرحاً برسول الله -صلى الله عليه وسلم - فأشار إليهم بيده رسول الله -صلى الله عليه وسلم - أن أتموا صلاتكم، ثم دخل الحجرة وأرخى الستر. ثم لم يأت على رسول الله -صلى الله عليه وسلم - وقت صلاة أخرى . ".
امتاز الكتاب كما ذكرت بأنه قدم للقارئ الخلاصة الهامة الصحيحة المتفق عليها لما ورد من كتب السير والأحاديث. فاتخذ أكثر من 90 مرجعاً ولكنه اعتمد كثيراً على عدة كتب وهي "سيرة ابن هشام" و " صحيح البخاري" و"زاد المعاد"و "السيرة الحلبية" . واختار لغة عربية مفهومة وهمّش لكل غريبها. دفعني هذا الكتاب إلى النظر في الكتب الاخرى التي أُلفت في السيرة النبوية من القديم والحديث فوقفت اليوم على بعض منها مثل " تهذيب سيرة ابن هشام" و " عبقرية محمد" و " محمد .. الإنسان الكامل" و " بعض الكتب التي اكتفت بـ "السيرة النبوية" وفقاً لمؤلفيها المختلفين, و" تأملات في السيرة النبوبة" و " مع المصطفى " لـ بنت الشاطئ وآخر بنفس الاسم لـ سلمان العودة. و" حياة محمد" لمحمد حسين هيكل.
مخرج |
كتبتُ مرة قبل عامين أحلم: حُلمُ هِجرة
عن الكتاب:
عنوان الكتاب: الرحيق المختوم - بحث في السيرة النبوية على صاحبها أفضل الصلاة والسلام.
المؤلف : الشيخ صفي الرحمن المباركفوري.
الطبعة التاسعة عشر - 1428هـ.
الناشر: دار الوفاء.
عدد الصفحات: 440.
سعر الكتاب: 20 ريال سعودي.
صفحتي على الفيس بوك
الحرية هي مطلب العُقلاء..ولكن من يجعل نفسه أسيراً لردود أفعال الآخرين فهو ليس حُرّاً....إصنع الهدف بنفسك ولا تنتظر عطف وشفقة الناس عليك..ولو كنت قويا ستنجح....سامح عسكر
مواضيع مماثلة
» رحلة إلي مثلث برمودا "قاعدة الشيطان
» نظرات في كتاب بدع رجب
» قراءة فى كتاب الزيادات في كتاب الفتن والملاحم الطارقات
» قراءة في كتاب جزء فيه أحاديث مستخرجة من كتاب الخلافة
» نقد كتاب الاستخارة
» نظرات في كتاب بدع رجب
» قراءة فى كتاب الزيادات في كتاب الفتن والملاحم الطارقات
» قراءة في كتاب جزء فيه أحاديث مستخرجة من كتاب الخلافة
» نقد كتاب الاستخارة
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى