وحدة الأمة و اتحادها قراءة تاريخية و معاصرة/ بقلم : د. أحمد طويل
3 مشترك
شبكة واحة العلوم الثقافية :: الساحات العلمية والثقافية والحوارية :: ساحة الحوار الموضوعي بين الأديان
صفحة 1 من اصل 1
وحدة الأمة و اتحادها قراءة تاريخية و معاصرة/ بقلم : د. أحمد طويل
وحدة الأمة ... و اتحادها قراءة تاريخية و معاصرة
بقلم : د. أحمد طويل
في ظل المتغيرات الدولية التي يشهدها العالم بأسره، و التي تنعكس آثارها المباشرة على أمتنا العربية و عالمنا الإسلامي، و بالأخص ما تلا أحداث الحادي عشر من سبتمبر من احتلال لأفغانستان و العراق، و في ضوء ما يشهده العالم من تكتلات و تحالفات يتساءل المسلمون اليوم عن موقعهم و عن طموحاتهم و أساليب تحقيقها.
إن ما تعيشه أمتنا اليوم من تفكك و تشرذم يشبه - إلى حد بعيد- حالات عاشتها من قبل، تقطعت فيها الراية الواحدة إلي عدة رايات.. يقاتل بعضها بعضا، و تمزق فيها الشعب الواحد إلى شعوب و دول شتى، وما أشبة الليلة بالبارحة، تلك الحالة تشابه كثيراً ما نقاسيه اليوم من شتات و ضياع.
و لا يكاد يختلف اثنان على أن الوحدة هي السبيل الأمثل – إن لم نقل الأوحد- لتجاوز تحديات المرحلة، و العودة بالأمة إلى موقعها المعهود الذي ذكره الله تعالى بقوله: « كنتم خير امة أخرجت للناس».
و لكن: ما نمط الوحدة المنشودة و ما هويتها؟ أهي فيدرالية أم كونفيدرالية، أم أن نظام الخلافة المتبع في سالف الأيام هو النموذج الأنسب؟ و هل تكون نواتها وحدة بين الأقطار العربية؟
ثم، ما السبيل إلى تحقيقها في ظل الصورة السوداء المأساوية للوضع العربي و الإسلامي الراهن؟
مما لا شك فيه أن مبدأ القومية هو من الحقائق الأساسية للعمران البشري، وأن أمتنا تمتلك كل مقومات الوجود القومي من لغة و تاريخ و حضارة و قيم ... و لعل ابن خلدون كان محقا ً في التأكيد على ضرورة وجود عصبية تبني الدولة و تحافظ عليها و تطورها. فلا بأس أن تكون نواة هذه الوحدة عربية. أما تحقيق هذا الهدف، فمنوط بهمة الشرفاء الغيورين لانتشال الأمة من براثن الصراعات الطائفية و الإقليمية و المعارك المذهبية و النظرة القطرية القاصرة، و الانتباه إلى الأخطار المحدقة بوجود الأمة ككل، و النهوض للقيام بالمهام الجليلة التي تنتظرهم .
و لكن دروس التاريخ، و بالأخص المعاصر منه، تثبت أنه لا يمكن الركون إلى العوامل الموضوعية لتفعل فعلها بشكل آلي خارج إرادة الناس فتوجههم نحو تجسيد ما ترمي إليه تلك العوامل، فمنذ نحو قرن والمشاريع الوحدوية المبنية على أساس القومية العربية تتعرض للإجهاض و الانكفاء. فقد انتهى مشروع الشريف الحسين لإقامة دولة عربية موحدة إلى ما هو أسوأ من الفشل، إلى وعد بلفور و تجزئة الجزيرة العربية و الهلال الخصيب و غيرها.
و تتالت مشاريع الوحدة الفاشلة، و من أهمها الوحدة المصرية السورية، و الاتحاد الهاشمي، و الوحدة المصرية اليمنية، و الاتحاد الثلاثي المصري العراقي السوري، و اتحاد الجمهوريات العربية (المصرية السورية الليبية)، و الوحدة السورية العراقية، و وحدة الضفتين الأردنية الفلسطينية جراء احتلال إسرائيل للضفة الغربية.. و مجلس التعاون العربي المصري اليمني الأردني العراقي، و الاتحاد المغاربي (الذي يراوح مكانه) ...
و عقب كل تجربة فاشلة تعلن العداوات، و تشن الحملات الإعلامية ضد الطرف الآخر المتواطئ و العميل و الرجعي... بل و تتعداها إلى قطيعة اقتصادية و دبلوماسية، و تعطيل للتعاون على كافة الأصعدة، و تآمر و دعم للقوى المعارضة للطرف الآخر.
و كانت الوحدات الناجحة قليلة أهمها: وحدة بعض أقاليم شبه الجزيرة في المملكة العربية السعودية و اتحاد الإمارات العربية، و مجلس التعاون الخليجي، و وحدة شطري اليمن، الذي لا تزال النوائب تتهدده.
تجربة الجامعة العربية
كانت تجربة الجامعة العربية إحدى المحاولات الوحدوية في العالم العربي، فقد تم توقيع ميثاقها عام 1946 في الإسكندرية، و قبل عشر سنوات من انبثاق فكرة الاتحاد الأوروبي. إلا أن الجامعة العربية أخفقت و على جميع الأصعدة، و لم تتحرك إلى الأمام قيد أنملة، رغم الكثير من الاجتماعات و المؤتمرات و اللجان و المؤسسات و الهياكل و القمم.
و إن العاقل ليتولاه اليأس والحزن عندما يمعن فيما آلت إليه الأمور. فبعد مضي قرن من الزمن على أفول السلطنة العثمانية، و الحرب العالمية الأولى و ما تلاها من محاولات وحدوية، ما زالت خيارات العالم العربي يمليها الغير، و يقرر الغريب مستقبله، و يؤثر في صنع قراره...
في العقد الأخير من القرن الماضي أفاق المسلمون عامة و العرب بشكل خاص على جملة من المتغيرات الدولية التي ولدت واقعا مستجدا جعل من وحدتهم (أو اتحادهم) أمرا لا مفر منه إذا أرادوا البقاء في عالم يحكمه الأقوياء.
و من أهم تلك المتغيرات:
· تفكك المعسكر الاشتراكي، و انتهاء الحرب الباردة، و الصراع الأيديولوجي، مما أدى إلى بروز ظاهرة العولمة و إعلان مولد نظام عالمي جديد يكرس الهيمنة الأمريكية.
· إعادة ترتيب البيت الأوروبي، و تشكل الاتحاد الأوربي كاستراتيجيه مواجهة لما بعد الحرب الباردة.
· تولي مجموعة السبع التي تسيطر على ثلاثة أرباع الإنتاج العالمي إدارة الرأسمالية العالمية.
· ظهور الصين كقوة اقتصادية سريعة النمو، و سعيها إلى غزو أسواق الدول النامية، مع إدارة صراع اقتصادي مع الولايات المتحدة.
و يسهب المثقفون و المحللون العرب في عرض أسباب فشل المحاولات المتكررة للوحدة العربية و التي يمكن تلخيص أهمها بما يلي:
الأطماع الاستعمارية في مقدرات الأمة، فهي ارض الديانات و التاريخ، و فيها تتقاطع طرق التجارة والاتصال، و تحتوي على مخزون هائل من النفط و الفوسفات و اليورانيوم... لذلك نرى قوى الشر تتكالب عليها بغرض إبقائها على ما هي عليه من خلاف و فرقة و تمزق و تناقض يصل إلى حد القطيعة والحرب.
العوامل الاجتماعية:
يرى كثيرون أن الوحدة ما زالت قاصرة على السياسيين و المثقفين، و لم تشترك فيها القاعدة الجماهيرية صاحبة المصلحة الأولى في الوحدة، و مرد ذلك غياب علماء الاقتصاد و الاجتماع و خبراء التعليم عن الدعوة للوحدة، و هم من يقع على عاتقهم وضع أسس أية وحدة. فمنذ فترة طويلة غابت قضية الوحدة عن جداول المنتديات الاجتماعية و الاقتصادية و الطلابية، فربما نسمع في نشرات الأخبار عن تظاهرة ضد الاحتلال الأمريكي للعراق، أو مسيرة لدعم صمود إخواننا في فلسطين دون التطرق من قريب أو بعيد لقضية الوحدة، و يرى هؤلاء أن بناء القاعدة الشعبية هي الخطوة الأولى في بناء الصرح الوحدوي للأمة.
العوامل الاقتصادية:
كما يرى المحللون انه إذا لم ترتبط الوحدة بمشاريع اجتماعية ملموسة، و إذا لم ترتبط الوحـدة بالخبز اليومي، و بتوزيع متعادل للثروات، و السُّلطات، و إذا لم ترتبط برفع مستوى عيش المواطن، فهي مجرد شعار استهلاكي و وصولي، و بالتالي فهي وحدة ميتافيزيقية.
غياب التصور الموحد للوحدة العربية و آلية تحقيقها:
انقسم المفكرون العرب في مسألة تحقيق الوحدة إلى عدة فئات، فمنهم من يعتقد بأن درب الوحـدة هو درب اللغة و التراث و التاريخ، و منهم من ينفي ذلك. و فريق آخر يذهب إلى أن درب الوحدة يعني درب حل كل المشاكل المعلقة و المستعصية. و يرى فريق آخر أن الأسلوب العسكري هو الأمثل و الأسرع لتحقيق الوحدة. و يعتقد آخرون أن طريق الوحــدة يكمن في التماثل السياسي و التكـامل الاقتصادي. و منهم من يعتبر أن سلوك درب الحرية و الديمقراطية هو الطريق الأمثل إلى الوحدة. و فريق يقول علينا أن نوجد صيغا جديدة للوحدة. وفريق آخر أكد على ضرورة النقد العقلاني العلمي لتجارب الوحدة السابقة.
كما يرفض الكثيرون (كالناصريين مثلا) الأسلوب الكونفدرالي، و يرون أن دولة الوحدة يجب أن تكون ذات نظام سياسي واحد و قائد واحد، بينما يرى العقيد القذافي أن رؤيته للوحدة العربية تمثل النموذج الأمثل للتطبيق.
نماذج على توحيد الأمة من تاريخنا الإسلامي
إذا عدنا إلى تاريخ أمتنا المجيد، لنقرأ بين صفحاته المضيئة عن تجارب وحدوية فريدة، قام بها رجال أفذاذ تميزوا بصدق النية و إخلاص السريرة، بعيدا عن التنظير و السفسطة و المؤتمرات العقيمة و الانقلابات العسكرية، و على رأس هؤلاء رسول الله صلى الله عليه و سلم الذي حول قبائل العرب المتناحرة فيما بينها إلى خير أمة أخرجت للناس، و بعثها بعثا جديدا أقرب ما يكون إلى المعجزة، فحملت لواء الحضارة الإنسانية و مشت في طليعة الركب البشري لقرون عدة.
كانت الحياة العربية قبل الإسلام تقوم أساساً على نمطية خاصة؛ فالقبيلة هي التنظيم الاجتماعي والسياسي الذي يضم حياة الفرد في القبيلة، فكان انتماء العربي الجاهلي انتماءً قبلياً، و ليس هناك أية رابطة عملية توحد القبائل وتجمعها، بل على النقيض؛ كانت القبائل متناحرة متحاربة، و إذا ما قامت أحلاف قبلية، فلِمُنَاصرة قبيلة على أخرى.
و من هنا كان الانقلاب الذي أحدثه رسول الله صلى الله عليه وسلم عميقاً في حياة الجزيرة العربية؛ إذ استطاع بسياسته التي تُمليها روح الإسلام أن يحول هذه الوحدات القبلية المستقلة، و يرتقي بها لتظهر في إطار الأمة الإسلامية، أمة لا فضل فيها لعربي على أعجمي، أو لأبيض على أسود إلا بالتقوى، يصرح قائدها أمام الملأ: لو أن فاطمة بنت محمد سرقت لقطعت يدها، أمة يتساوى فيها عمر بن الخطاب و هو أمير المؤمنين مع أضعف فرد مسلم و أقلهم شأنا.
ويؤكد ذلك المفكر الألماني رودي بارت بقوله:
"جاء محمد بن عبد الله – صلى الله عليه وسلم – يبشر العرب و الناس أجمعين، بدين جديد، ويدعو إلى القول بالله الواحد الأحد، كانت الشريعة في دعوته لا تختلف عن العقيدة أو الإيمان، وتتمتع مثلها بسلطة إلهية ملزمة، لا تضبط الأمور الدينية فحسب، بل أيضاً الأمور الدنيوية، وعندما قُبض النبي العربي – صلى الله عليه وسلم - ، كان قد انتهى من وضع نظام اجتماعي يسمو كثيراً فوق النظام القبلي الذي كان عليه العرب قبل الإسلام، وصهرهم في وحدة قوية، وتمت للجزيرة العربية وحدة دينية متماسكة، لم تعرف مثلها من قبل.."
ويتحدث الباحث الأمريكي جورج دي تولدز( 1815-1897)، عن فضل الرسول محمد – صلى الله عليه وسلم – على العرب حين نقلهم من الهمجية إلى المدنية، وعن دور الرسالة في تبديل أخلاق عرب الجاهلية، حين عمر ضياء الحق والإيمان قلوبهم، فيقول:
"إن من الظلم الفادح أن نغمض الجفن عن حق محمد – صلى الله عليه وسلم - والعرب على ما علمناهم من التوحش قبل بعثته، ثم كيف تبدلت الحالة بعد إعلان نبوته، وما أورته الديانة الإسلامية من النور في قلوب الملايين من الذين اعتنقوها بكل شوق وإعجاب من الفضائل؛ لذا فإن الشك في بعثة محمد– صلى الله عليه وسلم - إنما هو شك في القدرة الإلهية التي تشمل الكائنات جمعاء".
ويبين آرنولد توينبي أن النبي محمداً قد وقف حياته لتحقيق رسالته في كفالة مظهرين أساسيين في البيئة الاجتماعية العربية؛ هما الوحدانية في الفكرة الدينية، والقانون والنظام في الحكم، وتم ذلك فعلاً؛ فغدت للإسلام بفضل ذلك قوة دافعة جبارة لم تقتصر على كفالة احتياجات العرب، ونقلهم من أمة جهالة إلى أمة متحضرة، بل تدفق الإسلام من حدود شبه الجزيرة، واستولى على أجزاء كبيرة من العالم تمتد من سواحل الأطلسي إلى شواطئ السهب الأوراسي.
كيف حول رسول الله - صلى الله عليه وسلم – أمة العرب من قبائل متناحرة إلى أمة محترمة؟
بهذا الإيمان الواسع العميق، و التعليم النبوي المتقن، و بهذه التربية الحكيمة الدقيقة، و بشخصيته الفذة، و بفضل هذا الكتاب السماوي المعجز الذي لا تنقضي عجائبه، بعث رسول الله محمد - صلى الله عليه وسلم - في الإنسانية المحتضرة حياة جديدة.
عمد إلى الذخائر البشرية و هي أكداس من المواد الخام لا يعرف أحد مكامنها، و قد أضاعتها الجاهلية و الكفر و الإخلاد إلى الأرض، فأوجد فيها بإذن الله الإيمان و العقيدة، و بعث فيها روحا جديدة، و أثار من دفائنها، و أشعل من مواهبها، ثم وضع كل شخص في محله فكأنما خلق له، و كأنما كان المكان شاغراً لم يزل ينتظره و يتطلع إليه، و كأنما كان جماداً؛ فتحول جسماً نامياً و إنساناً متصرفاً، و كأنما كان ميتاً لا يتحرك؛ فعاد حياً يملي على العالم إرادته، و كأنما كان أعمى لا يبصر الطريق فأصبح قائداً بصيراً يقود الأمم.
عمد إلى العرب التائهين، فما لبث العالم أن رأى منهم نوابغ كانوا من عجائب الدهر و سوانح التاريخ، فأصبح عمر الذي كان يرعى الإبل لأبيه الخطاب، و ينهره وكان من أوساط قريش، لا يتبوأ منها المكانة العليا، يفاجئ العالم بعبقريته و عصاميته، و يدحر كسرى و قيصر عن عروشهما، و يؤسس دولة إسلامية، تجمع بين ممتلكاتهما، و تفوقهما في الإدارة و حسن النظام، فضلاً عن الورع و التقوى و العدل، الذي لا يزال فيه المثل السائر.
هل كانت كلمة التوحيد السبب في توحيد الكلمة؟
و تمر السنون، و تتوالى النكبات على الأمة الإسلامية، فتارة يهاجمها الصليبيون في تجمع لم يسبق له مثيل، فاستباحوا الأعراض و الدماء، فهيأ الله للأمة قائدا لملم شتاتها، وحدها تحت راية الدين و الشريعة، و قام بعملية بعث و إحياء على الجبهتين اللتين لا يمكن للأمة المسلمة أن نستغني عنهما، جبهة العلماء و جبهة الحاكم و الوزراء وأصحاب النفوذ الغيورين، فكان الاتحاد بين جبهة العلماء وجبهة الحاكم له كبير الأثر في تحرير المسجد الأقصى من أيدي الصليبين، و هو الهدف الذي تحركت له الأمة و عملت من أجله علي جميع الجبهات.
كان صلاح الدين رجل يتمتع برجاحة العقل و إخلاص النية، فبدأ بتوحيد المسلمين فأرسل حملة إلى جنوب مصر لتأمينها من الجنوب بقيادة شقيقه شاه بن أيوب، و أرسل حملة إلى اليمن بقيادة شقيقه الأمير شمس الدين توران شاه لتأمين البلاد في بحر العرب و مضيق باب المندب و البحر الأحمر. و لما توفى نور الدين محمود زنكي، ضم صلاح الدين دمشق بناء على طلب أهلها، ثم زحف بعد ذلك إلى حمص وحماه و الموصل فتوحدت تحت إمرته. و كان هدف صلاح الدين توحيد الأمة أولاً ثم تجنيد كل الإمكانيات لقتال الصليبيين و إخراجهم من ارض الإسلام، و تحرير القدس و استرداد الكرامة العربية و الإسلامية.
و تارة يبهتها السيل المغولي المدمر الذي لم يبق و لم يذر، و يكتسح الولايات الإسلامية الواحدة تلو الأخرى، و يصل لحدود مصر، فينبري له حكامها المماليك، و لا يكتفون بإبعاد الخطر المغولي عن مصر وحدها، فالقضية بالنسبة لهم قضية أمة، فيلاحقون فلول الجيش المغولي المنهزم، ليتم لهم توحيد الشام و مصر استعدادا لتطهير البلاد من الصليبيين.
نحن مطالبون اليوم – أكثر من أي وقت مضى- بالاستفادة من تلك التجارب ودراستها بجدية و وعي، كي نتعلم منها ونعمل لتحقيق هدف الوحدة الذي تتوق إلية الأمة.
بقلم : د. أحمد طويل
في ظل المتغيرات الدولية التي يشهدها العالم بأسره، و التي تنعكس آثارها المباشرة على أمتنا العربية و عالمنا الإسلامي، و بالأخص ما تلا أحداث الحادي عشر من سبتمبر من احتلال لأفغانستان و العراق، و في ضوء ما يشهده العالم من تكتلات و تحالفات يتساءل المسلمون اليوم عن موقعهم و عن طموحاتهم و أساليب تحقيقها.
إن ما تعيشه أمتنا اليوم من تفكك و تشرذم يشبه - إلى حد بعيد- حالات عاشتها من قبل، تقطعت فيها الراية الواحدة إلي عدة رايات.. يقاتل بعضها بعضا، و تمزق فيها الشعب الواحد إلى شعوب و دول شتى، وما أشبة الليلة بالبارحة، تلك الحالة تشابه كثيراً ما نقاسيه اليوم من شتات و ضياع.
و لا يكاد يختلف اثنان على أن الوحدة هي السبيل الأمثل – إن لم نقل الأوحد- لتجاوز تحديات المرحلة، و العودة بالأمة إلى موقعها المعهود الذي ذكره الله تعالى بقوله: « كنتم خير امة أخرجت للناس».
و لكن: ما نمط الوحدة المنشودة و ما هويتها؟ أهي فيدرالية أم كونفيدرالية، أم أن نظام الخلافة المتبع في سالف الأيام هو النموذج الأنسب؟ و هل تكون نواتها وحدة بين الأقطار العربية؟
ثم، ما السبيل إلى تحقيقها في ظل الصورة السوداء المأساوية للوضع العربي و الإسلامي الراهن؟
مما لا شك فيه أن مبدأ القومية هو من الحقائق الأساسية للعمران البشري، وأن أمتنا تمتلك كل مقومات الوجود القومي من لغة و تاريخ و حضارة و قيم ... و لعل ابن خلدون كان محقا ً في التأكيد على ضرورة وجود عصبية تبني الدولة و تحافظ عليها و تطورها. فلا بأس أن تكون نواة هذه الوحدة عربية. أما تحقيق هذا الهدف، فمنوط بهمة الشرفاء الغيورين لانتشال الأمة من براثن الصراعات الطائفية و الإقليمية و المعارك المذهبية و النظرة القطرية القاصرة، و الانتباه إلى الأخطار المحدقة بوجود الأمة ككل، و النهوض للقيام بالمهام الجليلة التي تنتظرهم .
و لكن دروس التاريخ، و بالأخص المعاصر منه، تثبت أنه لا يمكن الركون إلى العوامل الموضوعية لتفعل فعلها بشكل آلي خارج إرادة الناس فتوجههم نحو تجسيد ما ترمي إليه تلك العوامل، فمنذ نحو قرن والمشاريع الوحدوية المبنية على أساس القومية العربية تتعرض للإجهاض و الانكفاء. فقد انتهى مشروع الشريف الحسين لإقامة دولة عربية موحدة إلى ما هو أسوأ من الفشل، إلى وعد بلفور و تجزئة الجزيرة العربية و الهلال الخصيب و غيرها.
و تتالت مشاريع الوحدة الفاشلة، و من أهمها الوحدة المصرية السورية، و الاتحاد الهاشمي، و الوحدة المصرية اليمنية، و الاتحاد الثلاثي المصري العراقي السوري، و اتحاد الجمهوريات العربية (المصرية السورية الليبية)، و الوحدة السورية العراقية، و وحدة الضفتين الأردنية الفلسطينية جراء احتلال إسرائيل للضفة الغربية.. و مجلس التعاون العربي المصري اليمني الأردني العراقي، و الاتحاد المغاربي (الذي يراوح مكانه) ...
و عقب كل تجربة فاشلة تعلن العداوات، و تشن الحملات الإعلامية ضد الطرف الآخر المتواطئ و العميل و الرجعي... بل و تتعداها إلى قطيعة اقتصادية و دبلوماسية، و تعطيل للتعاون على كافة الأصعدة، و تآمر و دعم للقوى المعارضة للطرف الآخر.
و كانت الوحدات الناجحة قليلة أهمها: وحدة بعض أقاليم شبه الجزيرة في المملكة العربية السعودية و اتحاد الإمارات العربية، و مجلس التعاون الخليجي، و وحدة شطري اليمن، الذي لا تزال النوائب تتهدده.
تجربة الجامعة العربية
كانت تجربة الجامعة العربية إحدى المحاولات الوحدوية في العالم العربي، فقد تم توقيع ميثاقها عام 1946 في الإسكندرية، و قبل عشر سنوات من انبثاق فكرة الاتحاد الأوروبي. إلا أن الجامعة العربية أخفقت و على جميع الأصعدة، و لم تتحرك إلى الأمام قيد أنملة، رغم الكثير من الاجتماعات و المؤتمرات و اللجان و المؤسسات و الهياكل و القمم.
و إن العاقل ليتولاه اليأس والحزن عندما يمعن فيما آلت إليه الأمور. فبعد مضي قرن من الزمن على أفول السلطنة العثمانية، و الحرب العالمية الأولى و ما تلاها من محاولات وحدوية، ما زالت خيارات العالم العربي يمليها الغير، و يقرر الغريب مستقبله، و يؤثر في صنع قراره...
في العقد الأخير من القرن الماضي أفاق المسلمون عامة و العرب بشكل خاص على جملة من المتغيرات الدولية التي ولدت واقعا مستجدا جعل من وحدتهم (أو اتحادهم) أمرا لا مفر منه إذا أرادوا البقاء في عالم يحكمه الأقوياء.
و من أهم تلك المتغيرات:
· تفكك المعسكر الاشتراكي، و انتهاء الحرب الباردة، و الصراع الأيديولوجي، مما أدى إلى بروز ظاهرة العولمة و إعلان مولد نظام عالمي جديد يكرس الهيمنة الأمريكية.
· إعادة ترتيب البيت الأوروبي، و تشكل الاتحاد الأوربي كاستراتيجيه مواجهة لما بعد الحرب الباردة.
· تولي مجموعة السبع التي تسيطر على ثلاثة أرباع الإنتاج العالمي إدارة الرأسمالية العالمية.
· ظهور الصين كقوة اقتصادية سريعة النمو، و سعيها إلى غزو أسواق الدول النامية، مع إدارة صراع اقتصادي مع الولايات المتحدة.
و يسهب المثقفون و المحللون العرب في عرض أسباب فشل المحاولات المتكررة للوحدة العربية و التي يمكن تلخيص أهمها بما يلي:
الأطماع الاستعمارية في مقدرات الأمة، فهي ارض الديانات و التاريخ، و فيها تتقاطع طرق التجارة والاتصال، و تحتوي على مخزون هائل من النفط و الفوسفات و اليورانيوم... لذلك نرى قوى الشر تتكالب عليها بغرض إبقائها على ما هي عليه من خلاف و فرقة و تمزق و تناقض يصل إلى حد القطيعة والحرب.
العوامل الاجتماعية:
يرى كثيرون أن الوحدة ما زالت قاصرة على السياسيين و المثقفين، و لم تشترك فيها القاعدة الجماهيرية صاحبة المصلحة الأولى في الوحدة، و مرد ذلك غياب علماء الاقتصاد و الاجتماع و خبراء التعليم عن الدعوة للوحدة، و هم من يقع على عاتقهم وضع أسس أية وحدة. فمنذ فترة طويلة غابت قضية الوحدة عن جداول المنتديات الاجتماعية و الاقتصادية و الطلابية، فربما نسمع في نشرات الأخبار عن تظاهرة ضد الاحتلال الأمريكي للعراق، أو مسيرة لدعم صمود إخواننا في فلسطين دون التطرق من قريب أو بعيد لقضية الوحدة، و يرى هؤلاء أن بناء القاعدة الشعبية هي الخطوة الأولى في بناء الصرح الوحدوي للأمة.
العوامل الاقتصادية:
كما يرى المحللون انه إذا لم ترتبط الوحدة بمشاريع اجتماعية ملموسة، و إذا لم ترتبط الوحـدة بالخبز اليومي، و بتوزيع متعادل للثروات، و السُّلطات، و إذا لم ترتبط برفع مستوى عيش المواطن، فهي مجرد شعار استهلاكي و وصولي، و بالتالي فهي وحدة ميتافيزيقية.
غياب التصور الموحد للوحدة العربية و آلية تحقيقها:
انقسم المفكرون العرب في مسألة تحقيق الوحدة إلى عدة فئات، فمنهم من يعتقد بأن درب الوحـدة هو درب اللغة و التراث و التاريخ، و منهم من ينفي ذلك. و فريق آخر يذهب إلى أن درب الوحدة يعني درب حل كل المشاكل المعلقة و المستعصية. و يرى فريق آخر أن الأسلوب العسكري هو الأمثل و الأسرع لتحقيق الوحدة. و يعتقد آخرون أن طريق الوحــدة يكمن في التماثل السياسي و التكـامل الاقتصادي. و منهم من يعتبر أن سلوك درب الحرية و الديمقراطية هو الطريق الأمثل إلى الوحدة. و فريق يقول علينا أن نوجد صيغا جديدة للوحدة. وفريق آخر أكد على ضرورة النقد العقلاني العلمي لتجارب الوحدة السابقة.
كما يرفض الكثيرون (كالناصريين مثلا) الأسلوب الكونفدرالي، و يرون أن دولة الوحدة يجب أن تكون ذات نظام سياسي واحد و قائد واحد، بينما يرى العقيد القذافي أن رؤيته للوحدة العربية تمثل النموذج الأمثل للتطبيق.
نماذج على توحيد الأمة من تاريخنا الإسلامي
إذا عدنا إلى تاريخ أمتنا المجيد، لنقرأ بين صفحاته المضيئة عن تجارب وحدوية فريدة، قام بها رجال أفذاذ تميزوا بصدق النية و إخلاص السريرة، بعيدا عن التنظير و السفسطة و المؤتمرات العقيمة و الانقلابات العسكرية، و على رأس هؤلاء رسول الله صلى الله عليه و سلم الذي حول قبائل العرب المتناحرة فيما بينها إلى خير أمة أخرجت للناس، و بعثها بعثا جديدا أقرب ما يكون إلى المعجزة، فحملت لواء الحضارة الإنسانية و مشت في طليعة الركب البشري لقرون عدة.
كانت الحياة العربية قبل الإسلام تقوم أساساً على نمطية خاصة؛ فالقبيلة هي التنظيم الاجتماعي والسياسي الذي يضم حياة الفرد في القبيلة، فكان انتماء العربي الجاهلي انتماءً قبلياً، و ليس هناك أية رابطة عملية توحد القبائل وتجمعها، بل على النقيض؛ كانت القبائل متناحرة متحاربة، و إذا ما قامت أحلاف قبلية، فلِمُنَاصرة قبيلة على أخرى.
و من هنا كان الانقلاب الذي أحدثه رسول الله صلى الله عليه وسلم عميقاً في حياة الجزيرة العربية؛ إذ استطاع بسياسته التي تُمليها روح الإسلام أن يحول هذه الوحدات القبلية المستقلة، و يرتقي بها لتظهر في إطار الأمة الإسلامية، أمة لا فضل فيها لعربي على أعجمي، أو لأبيض على أسود إلا بالتقوى، يصرح قائدها أمام الملأ: لو أن فاطمة بنت محمد سرقت لقطعت يدها، أمة يتساوى فيها عمر بن الخطاب و هو أمير المؤمنين مع أضعف فرد مسلم و أقلهم شأنا.
ويؤكد ذلك المفكر الألماني رودي بارت بقوله:
"جاء محمد بن عبد الله – صلى الله عليه وسلم – يبشر العرب و الناس أجمعين، بدين جديد، ويدعو إلى القول بالله الواحد الأحد، كانت الشريعة في دعوته لا تختلف عن العقيدة أو الإيمان، وتتمتع مثلها بسلطة إلهية ملزمة، لا تضبط الأمور الدينية فحسب، بل أيضاً الأمور الدنيوية، وعندما قُبض النبي العربي – صلى الله عليه وسلم - ، كان قد انتهى من وضع نظام اجتماعي يسمو كثيراً فوق النظام القبلي الذي كان عليه العرب قبل الإسلام، وصهرهم في وحدة قوية، وتمت للجزيرة العربية وحدة دينية متماسكة، لم تعرف مثلها من قبل.."
ويتحدث الباحث الأمريكي جورج دي تولدز( 1815-1897)، عن فضل الرسول محمد – صلى الله عليه وسلم – على العرب حين نقلهم من الهمجية إلى المدنية، وعن دور الرسالة في تبديل أخلاق عرب الجاهلية، حين عمر ضياء الحق والإيمان قلوبهم، فيقول:
"إن من الظلم الفادح أن نغمض الجفن عن حق محمد – صلى الله عليه وسلم - والعرب على ما علمناهم من التوحش قبل بعثته، ثم كيف تبدلت الحالة بعد إعلان نبوته، وما أورته الديانة الإسلامية من النور في قلوب الملايين من الذين اعتنقوها بكل شوق وإعجاب من الفضائل؛ لذا فإن الشك في بعثة محمد– صلى الله عليه وسلم - إنما هو شك في القدرة الإلهية التي تشمل الكائنات جمعاء".
ويبين آرنولد توينبي أن النبي محمداً قد وقف حياته لتحقيق رسالته في كفالة مظهرين أساسيين في البيئة الاجتماعية العربية؛ هما الوحدانية في الفكرة الدينية، والقانون والنظام في الحكم، وتم ذلك فعلاً؛ فغدت للإسلام بفضل ذلك قوة دافعة جبارة لم تقتصر على كفالة احتياجات العرب، ونقلهم من أمة جهالة إلى أمة متحضرة، بل تدفق الإسلام من حدود شبه الجزيرة، واستولى على أجزاء كبيرة من العالم تمتد من سواحل الأطلسي إلى شواطئ السهب الأوراسي.
كيف حول رسول الله - صلى الله عليه وسلم – أمة العرب من قبائل متناحرة إلى أمة محترمة؟
بهذا الإيمان الواسع العميق، و التعليم النبوي المتقن، و بهذه التربية الحكيمة الدقيقة، و بشخصيته الفذة، و بفضل هذا الكتاب السماوي المعجز الذي لا تنقضي عجائبه، بعث رسول الله محمد - صلى الله عليه وسلم - في الإنسانية المحتضرة حياة جديدة.
عمد إلى الذخائر البشرية و هي أكداس من المواد الخام لا يعرف أحد مكامنها، و قد أضاعتها الجاهلية و الكفر و الإخلاد إلى الأرض، فأوجد فيها بإذن الله الإيمان و العقيدة، و بعث فيها روحا جديدة، و أثار من دفائنها، و أشعل من مواهبها، ثم وضع كل شخص في محله فكأنما خلق له، و كأنما كان المكان شاغراً لم يزل ينتظره و يتطلع إليه، و كأنما كان جماداً؛ فتحول جسماً نامياً و إنساناً متصرفاً، و كأنما كان ميتاً لا يتحرك؛ فعاد حياً يملي على العالم إرادته، و كأنما كان أعمى لا يبصر الطريق فأصبح قائداً بصيراً يقود الأمم.
عمد إلى العرب التائهين، فما لبث العالم أن رأى منهم نوابغ كانوا من عجائب الدهر و سوانح التاريخ، فأصبح عمر الذي كان يرعى الإبل لأبيه الخطاب، و ينهره وكان من أوساط قريش، لا يتبوأ منها المكانة العليا، يفاجئ العالم بعبقريته و عصاميته، و يدحر كسرى و قيصر عن عروشهما، و يؤسس دولة إسلامية، تجمع بين ممتلكاتهما، و تفوقهما في الإدارة و حسن النظام، فضلاً عن الورع و التقوى و العدل، الذي لا يزال فيه المثل السائر.
هل كانت كلمة التوحيد السبب في توحيد الكلمة؟
و تمر السنون، و تتوالى النكبات على الأمة الإسلامية، فتارة يهاجمها الصليبيون في تجمع لم يسبق له مثيل، فاستباحوا الأعراض و الدماء، فهيأ الله للأمة قائدا لملم شتاتها، وحدها تحت راية الدين و الشريعة، و قام بعملية بعث و إحياء على الجبهتين اللتين لا يمكن للأمة المسلمة أن نستغني عنهما، جبهة العلماء و جبهة الحاكم و الوزراء وأصحاب النفوذ الغيورين، فكان الاتحاد بين جبهة العلماء وجبهة الحاكم له كبير الأثر في تحرير المسجد الأقصى من أيدي الصليبين، و هو الهدف الذي تحركت له الأمة و عملت من أجله علي جميع الجبهات.
كان صلاح الدين رجل يتمتع برجاحة العقل و إخلاص النية، فبدأ بتوحيد المسلمين فأرسل حملة إلى جنوب مصر لتأمينها من الجنوب بقيادة شقيقه شاه بن أيوب، و أرسل حملة إلى اليمن بقيادة شقيقه الأمير شمس الدين توران شاه لتأمين البلاد في بحر العرب و مضيق باب المندب و البحر الأحمر. و لما توفى نور الدين محمود زنكي، ضم صلاح الدين دمشق بناء على طلب أهلها، ثم زحف بعد ذلك إلى حمص وحماه و الموصل فتوحدت تحت إمرته. و كان هدف صلاح الدين توحيد الأمة أولاً ثم تجنيد كل الإمكانيات لقتال الصليبيين و إخراجهم من ارض الإسلام، و تحرير القدس و استرداد الكرامة العربية و الإسلامية.
و تارة يبهتها السيل المغولي المدمر الذي لم يبق و لم يذر، و يكتسح الولايات الإسلامية الواحدة تلو الأخرى، و يصل لحدود مصر، فينبري له حكامها المماليك، و لا يكتفون بإبعاد الخطر المغولي عن مصر وحدها، فالقضية بالنسبة لهم قضية أمة، فيلاحقون فلول الجيش المغولي المنهزم، ليتم لهم توحيد الشام و مصر استعدادا لتطهير البلاد من الصليبيين.
نحن مطالبون اليوم – أكثر من أي وقت مضى- بالاستفادة من تلك التجارب ودراستها بجدية و وعي، كي نتعلم منها ونعمل لتحقيق هدف الوحدة الذي تتوق إلية الأمة.
صفحتي على الفيس بوك
الحرية هي مطلب العُقلاء..ولكن من يجعل نفسه أسيراً لردود أفعال الآخرين فهو ليس حُرّاً....إصنع الهدف بنفسك ولا تنتظر عطف وشفقة الناس عليك..ولو كنت قويا ستنجح....سامح عسكر
رد: وحدة الأمة و اتحادها قراءة تاريخية و معاصرة/ بقلم : د. أحمد طويل
موضع في غاية الأهمية
بارك الله في استاذنا
بارك الله في استاذنا
<br>
عمرالحسني- كـاتــــب
-
الديانه : الاسلام
البلد : المغرب
عدد المساهمات : 1169
نقاط : 6488
السٌّمعَة : 12
خطوات تحقييق الوحدة
السلام عليكم
أنا ارى أنّ توحيد الامّة الاسلامية يمكن أن يتمّ عبر مراحل بعد التوكّل على اللّه و ارساء ثقافته :
1.تكوين تكتّلات اقتصادية جهوية قويّة كاتحاد المغرب العربي و مجلس التعاون الخليجي و خلق اتحادات أخرى تشمل باقي الدول الغير منضوية كافّة على حسب تقاربها الجغرافي..مع تفعيلها و جعلها تعمل بجدّ و فعاّلية.
2.العمل على تقوية تلك التكتلات الى أن تصبح كهيئة نظام اقتصادي واحد متكامل تذوب فيه معنى الحدود اقتصاديا على الاقلّ..
3.ربط تلك الاتحادات ببعضها البعض شيئا فشيئا، و عقد اتفاقيات بينها تؤدّي في نهاية المطاف الى خلق الوحدة الاقتصادية الكبرى..
4.اشراك جميع أفراد المجتمع من مثقّفين و اعلاميين و اقتصاديين و سياسيين في تثبيت ذلك التكامل و الترابط و جعله مستحيل التفكّك بسهولة كالنسيج الواحد، بربط مصالح الجميع بتلك الوحدة.
5.الانتقال الى توحيد الرؤى السياسية في قضايا الأمّة، كقضية فلسطين و العلاقة مع الغرب...شيئا فشيئا بعقد الندوات و المؤتمرات المشتركة بين كافّة فعاليات الدول الاسلامية و العربية.....الخ.
6.عقد استفتاءات جزئية في مختلف الدول لتبيان الموقف من الوحدة و الاندماج الكلّي، مع بدء نسج علاقات بين الجيوش و ضباطّها الصغار و الكبار.
7.ربط كلّي بين أنظمة وزارات الداخلية لتلك الدول مع مراعات الاستثناءات الخصوصية.
8.اعداد دراسة شاملة لشكل النظام المنتظر و المراد أن يقود عربات الوحدة برمّتها..
9.تنازل الحكّام شيئا فشيئا لصالح هيئة كبرى تشكّل بالتوافق طبعا بين الدوّل و لما لا تحت اشراف منظمة المؤتمر الاسلامي..
10.التسيير المشترك لمصالح تلك الدول بين الهيئة المقترحة و حكوماتها...بصيغة يتمّ التوافق عليها.
في سبيل الوصول الى الوحدة و الاندماج المشترك، نعلم أنّ هناك تحدّيات و معوّقات و مؤامرات خارجية تؤثّر في مسيرتها، لكن يجب منذ البداية التحسّب لذلك و انشاء مختبرات في جميع الميادين و مكاتب دراسات لتعقّب تلك التأثيرات في مهدها بطريقة ذكّية و مدروسة كي لا تحدث الهزّات الغير مرغوب فيها....
و مع هذا و ذاك يجب التوكّل على الله أوّلا و على العقول و السواعد المتوضئة ثانيا و على كافّة القوى الحيّة في البلدان ثالثا، و تجنّب سياسة الاقصاء و التهميش، و البعد عن النعرات و الجهويات القاتلة...
كان هذا في عجالة، الرجاء اثراءه و تعميقه و تعديله و جعله مسودّة للوحدة الاسلامية الكبرى، تمهيدا لارساله الى منظمة المؤتمر الاسلامي و لما لا لمختلف الحكومات و المنظمّات المعنية، ارساله باسم موقعنا الحبيب و أعضاء أسرته النشطة : شبكة محبّي الأزهر الثقافية.
و بارك الله في مجهودك أخي ابو عبد الرحمن، لنكن فعّالين بدل من طرح الاشكاليات نطرح الحلول.
و السلام
أنا ارى أنّ توحيد الامّة الاسلامية يمكن أن يتمّ عبر مراحل بعد التوكّل على اللّه و ارساء ثقافته :
1.تكوين تكتّلات اقتصادية جهوية قويّة كاتحاد المغرب العربي و مجلس التعاون الخليجي و خلق اتحادات أخرى تشمل باقي الدول الغير منضوية كافّة على حسب تقاربها الجغرافي..مع تفعيلها و جعلها تعمل بجدّ و فعاّلية.
2.العمل على تقوية تلك التكتلات الى أن تصبح كهيئة نظام اقتصادي واحد متكامل تذوب فيه معنى الحدود اقتصاديا على الاقلّ..
3.ربط تلك الاتحادات ببعضها البعض شيئا فشيئا، و عقد اتفاقيات بينها تؤدّي في نهاية المطاف الى خلق الوحدة الاقتصادية الكبرى..
4.اشراك جميع أفراد المجتمع من مثقّفين و اعلاميين و اقتصاديين و سياسيين في تثبيت ذلك التكامل و الترابط و جعله مستحيل التفكّك بسهولة كالنسيج الواحد، بربط مصالح الجميع بتلك الوحدة.
5.الانتقال الى توحيد الرؤى السياسية في قضايا الأمّة، كقضية فلسطين و العلاقة مع الغرب...شيئا فشيئا بعقد الندوات و المؤتمرات المشتركة بين كافّة فعاليات الدول الاسلامية و العربية.....الخ.
6.عقد استفتاءات جزئية في مختلف الدول لتبيان الموقف من الوحدة و الاندماج الكلّي، مع بدء نسج علاقات بين الجيوش و ضباطّها الصغار و الكبار.
7.ربط كلّي بين أنظمة وزارات الداخلية لتلك الدول مع مراعات الاستثناءات الخصوصية.
8.اعداد دراسة شاملة لشكل النظام المنتظر و المراد أن يقود عربات الوحدة برمّتها..
9.تنازل الحكّام شيئا فشيئا لصالح هيئة كبرى تشكّل بالتوافق طبعا بين الدوّل و لما لا تحت اشراف منظمة المؤتمر الاسلامي..
10.التسيير المشترك لمصالح تلك الدول بين الهيئة المقترحة و حكوماتها...بصيغة يتمّ التوافق عليها.
في سبيل الوصول الى الوحدة و الاندماج المشترك، نعلم أنّ هناك تحدّيات و معوّقات و مؤامرات خارجية تؤثّر في مسيرتها، لكن يجب منذ البداية التحسّب لذلك و انشاء مختبرات في جميع الميادين و مكاتب دراسات لتعقّب تلك التأثيرات في مهدها بطريقة ذكّية و مدروسة كي لا تحدث الهزّات الغير مرغوب فيها....
و مع هذا و ذاك يجب التوكّل على الله أوّلا و على العقول و السواعد المتوضئة ثانيا و على كافّة القوى الحيّة في البلدان ثالثا، و تجنّب سياسة الاقصاء و التهميش، و البعد عن النعرات و الجهويات القاتلة...
كان هذا في عجالة، الرجاء اثراءه و تعميقه و تعديله و جعله مسودّة للوحدة الاسلامية الكبرى، تمهيدا لارساله الى منظمة المؤتمر الاسلامي و لما لا لمختلف الحكومات و المنظمّات المعنية، ارساله باسم موقعنا الحبيب و أعضاء أسرته النشطة : شبكة محبّي الأزهر الثقافية.
و بارك الله في مجهودك أخي ابو عبد الرحمن، لنكن فعّالين بدل من طرح الاشكاليات نطرح الحلول.
و السلام
????- زائر
رد: وحدة الأمة و اتحادها قراءة تاريخية و معاصرة/ بقلم : د. أحمد طويل
بارك الله فيكم
من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرا أو ليصمت
هانى الإخوانى- المراقب العام
-
الديانه : الاسلام
البلد : مصر
عدد المساهمات : 1177
نقاط : 6703
السٌّمعَة : 17
العمر : 41
العمل/الترفيه :
مواضيع مماثلة
» قراءة في فكر الإمام محمد أبو زهرة حول وحدة الأمة الإسلامية
» وحدة الأمة والحقد المقدس
» الطريق إلى وحدة الأمة / الشيخ عبدالرحمن عبدالخالق
» التحرر من ضغط الثقافة.. بقلم أحمد أبورتيمة
» في فقه التغيير المنهاجي بقلم: الأستاذ أحمد الفراك
» وحدة الأمة والحقد المقدس
» الطريق إلى وحدة الأمة / الشيخ عبدالرحمن عبدالخالق
» التحرر من ضغط الثقافة.. بقلم أحمد أبورتيمة
» في فقه التغيير المنهاجي بقلم: الأستاذ أحمد الفراك
شبكة واحة العلوم الثقافية :: الساحات العلمية والثقافية والحوارية :: ساحة الحوار الموضوعي بين الأديان
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى