شبكة واحة العلوم الثقافية
أسعدتنا زيارتك و أضاءت الدنيا بوجودك

أهلا بك فى شبكة واحة العلوم الثقافية

يسعدنا تواجدك معنا يدا بيد و قلبا بقلب

لنسبح معا فى سماء الإبداع

ننتظر دخولك الآن

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

شبكة واحة العلوم الثقافية
أسعدتنا زيارتك و أضاءت الدنيا بوجودك

أهلا بك فى شبكة واحة العلوم الثقافية

يسعدنا تواجدك معنا يدا بيد و قلبا بقلب

لنسبح معا فى سماء الإبداع

ننتظر دخولك الآن
شبكة واحة العلوم الثقافية
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

المسلمون بين الوحدة الإسلامية الواقعية والوحدة السياسية الظاهرية!!

اذهب الى الأسفل

المسلمون بين الوحدة الإسلامية الواقعية والوحدة السياسية الظاهرية!! Empty المسلمون بين الوحدة الإسلامية الواقعية والوحدة السياسية الظاهرية!!

مُساهمة من طرف سامح عسكر السبت يوليو 16, 2011 12:03 pm

بقلم: الشيخ توفيق حسن علوية

هناك جدل واسع دائر بين أوساط المسلمين الحركيين حول "الوحدة الإسلامية"؛ ابتداء من وجوب أو جواز الاتحاد في المشروع الجهادي ضد أعداء الإسلام والمسلمين وانتهاء بجواز الدعاء للذين يخوضون حربا ضروسا ضد أعداء الإسلام والأمة.

ونستطيع اختصار هذا الجدل بعدة اتجاهات

الاتجاه الأول: رفض الوحدة بالكلية

فهؤلاء يرفضون الوحدة الإسلامية بضرس قاطع؛ وبالتالي هم لا يقبلون الوحدة لا شكلا ولا مضمونا ، ولا من باب الأولويات ولا بأي نحو من الأنحاء؛ بل على العكس من ذلك هم يدعون إلى محاربة كل من لا يعتقد باعتقادهم من المسلمين من باب أن قتال الأقرب من الكفار أوجب من قتال الأبعد وذلك عملاً بالآية القرآنية في سورة التوبة والتي تقول: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قَاتِلُوا الَّذِينَ يَلُونَكُمْ مِنَ الْكُفَّارِ وَلْيَجِدُوا فِيكُمْ غِلْظَةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ) (التوبة:123).

وأصحاب هذا الاتجاه بالحق والحقيقة لم ينتسبوا يوماً للتاريخ المشرق للإسلام، وإنما أتوا في هذا القرن ليحاكوا الفكر الظلامي والانظلامي الذي تبنته تلك الفرق التاريخية التي ادعت الإسلام يوماً.

إن هؤلاء شهروا على الإسلام والمسلمين سيف التكفير الهدام الذي مصدره تلك الأفكار الهجينة المبنيّة على مجموعة عوامل شخصانية شهوية دنيئة أو هلوسات مجنونة استساغتها عقول بليدة وجاهلة وذمم رخيصة لشرذمة قليلة من الناس لا طعم لها ولا لون ولا رائحة؛ وهي غير معدودة لا من صف العلماء ولا من صف الشرفاء!!.

هذا وقد وصلت أفكار هذه الشرذمة المستنكرة والمنفرة والقبيحة إلى حد مفرط جداً بحيث أنها قالت باستحالة الوحدة الإسلامية حتى في الأمور المتفق عليها بداهة بين المسلمين؛ فلا وحدة عند هؤلاء حتى على "الله" و "محمد" و "القرآن" و.. و ...، فالله تعالى بنظر هؤلاء غير متفق عليه، وشخصية الرسول الأعظم (ص) يصوره بعضهم بصورة مغايرة لما يصوره البعض الآخر، والقرآن المجيد عند طائفة مرسوم برسم مغاير للرسم الذي عند الأخرى وهكذا!! وهذه الشرذمة الزاعمة بمثل هذا الزعم ليست من طائفة بعينها، ولا من مذهب بعينه؛ وإنما موجودة في كل الطوائف وكل المذاهب.

الاتجاه الثاني: القبول بالوحدة الظاهرية التقليدية

وأصحاب هذا الاتجاه هم الذين يفهمون التراث الإسلامي برمته فهماً تقليدياً غير حركي وخال من أي مرونة ومن أي إسقاط على أرض الواقع المعيوش؛ وهؤلاء يرون بأن للمسلمين مجموعة من المشتركات الظاهرية التي توحدهم كالتوحيد والنبوة والكعبة والصلاة والصوم والزكاة وغيره؛ وهذه المشتركات الظاهرية تجعل المسلم في مناخ ملائم للمجاملة والمداراة في أوقات اللقاء وتريحه من مشكلة خلق مشتركات ادّعائية!! وهؤلاء يدعون إلى الوحدة الإسلامية بهذا المعنى فقط على الصعيد النظري؛ وهم بالتالي لا يتحركون عملياً لإرساء الوحدة الإسلامية بين المسلمين وتكريسها وتعميمها بالانطلاق من هذه المشتركات، وإنما ينحازون إلى الانعزال والانطواء وعدم طرح قضية الوحدة في العلن، والشعار المطروح في هذا المجال: عليك بصلاتك وصيامك وكفى!! وقول القائل:

نحن بما عندنا وأنت بما * عندك راض والرأي مختلف

ونستطيع القول بأن أصحاب هذا الاتجاه ممن تحرجهم عبارة "الوحدة "، وممن يتمنون عدم البحث فيها والخوض في جدواها، وكل ما يهم أحدهم الانطواء على مذهبه أو طائفته الخاصة به.

الاتجاه الثالث: القول بالوحدة السياسية الظرفية دون الواقعية الدائمة

وأصحاب هذا الاتجاه هم ممن وضعوا أمام أعينهم عدة أولويات، منها:

أ – مصالح الإسلام والمسلمين

ب – مواجهة أعداء الإسلام والمسلمين

ج – الحيلولة دون حدوث فتن بين المسلمين.

د – العمل على أساس نشر نور الإسلام وسعادة ورقي المسلمين.

وكما نرى فإن هذا الاتجاه له منطلق سياسي مصلحي، وهو بالتأكيد يستبطن عدة ايجابيات وسلبيات، فمن ايجابياته: وجود نحو وحدة بين المسلمين، والأمن من الفتن البينية، والصف الواحد في قبالة الأعداء، واللقاءات والاجتماعات والندوات المشتركة التي من شأنها التواصل والتواد وتلاقح الأفكار، ومعرفة الآخر عن كثب وغير ذلك، كما أن من إيجابيات هذا الاتجاه أن من هؤلاء من عدل عن هذا الاتجاه إلى اتجاه وحدوي أصح ببركة اللقاءات والاجتماعات التي كانت منطلقة من هذا الاتجاه، ومن سلبيات هذا الاتجاه: عدم وجود وحدة عميقة الجذور، وطغيان الجانب المجاملاتي المداراتي حال التلاقي وعكسه حال الافتراق، وتصريح البعض بأن المعركة مع المسلم الآخر مؤجلة ومع العدو الحالي معجلة وغير ذلك.

الاتجاه الرابع: القول بالوحدة الحقيقية مع إبقاء المحتفظات

وأصحاب هذا الاتجاه هم الذين يقولون بالوحدة الإسلامية الحقيقية في السر والعلن، في الغربة والوطن، وعلى جميع الأصعدة مع ضمان بقاء كل على عقيدته ومذهبه دون أن يشكل ذلك أي حساسية تجاه الآخر(1).

وهذا الاتجاه هو الاتجاه الأنسب ـ وإن لم يكن ملبِّياً لكامل الطموح ـ والأصلح للمسلمين، بل مما ينبغي الجري على وفقه بشكل بديهي وطبيعي وبلا أي تحفظ. وما ذلك إلا لان هذه الوحدة بهذا المعنى هي وحدة ممكنة من جهة، وواقعة ومجربة من جهة أخرى.

إنه وعلى مر التاريخ الإسلامي كان المسلمون يعيشون جو الوحدة الإسلامية الحقيقية من دون أي حساسية من الخلاف أو الاختلاف الموجود بينهم، فقد كان أحد أعلامهم يلقي دروسه على طلابه ويقول: قال فلان، وخالفه آخر، وقال ثالث بخلاف ما قالا، وتحقيق المسالة كذا وكذا... ثم يبين رأيه الخاص دون أي تحسس لا من الملقي ولا من الحضور!!! وقد ورد الكثير من قبيل ذلك، فقد كانت المناقشات العلمية وفي كل مسألة دون خطوط حمر كما يقال، وكانت هذه المناقشات الكلامية والفقهية تنتهي بالود والوئام!!

لقد كان الإمام الصادق عليه السلام يلتقي بعلماء المذاهب ويناقشهم ثم تنتهي بكل تقدير ومحبة، وكشاهد على ذلك ورد عن أبي حنيفة النعمان وهو إمام المذهب الحنفي المعروف قوله: "ما رأيت أفقه من جعفر بن محمد، لمّا أقدمه المنصور بعث إلي، فقال: يا أبا حنيفة إن الناس قد افتتنوا بجعفر بن محمد فهيئ له من المسائل الشداد، فهيّأتُ له أربعين مسألة، ثم بعث إلي أبو جعفر وهو بالحيرة، فأتيته فدخلت عليه وجعفر بن محمد جالس عن يمينه، فلما أبصرت به دخلني من الهيبة لجعفر بن محمد الصادق ما لم يدخلني لأبي جعفر، فسلمت عليه وأومأ إلي فجلست، ثم التفت إليه فقال: يا أبا عبد الله هو أبو حنيفة. قال جعفر: نعم، ثم أتبعها: قد أتانا ـ كأنه كره ما يقول فيه قوم: إنه إذا رأى الرجل عرفه ـ ثم التفت المنصور إلي فقال: يا أبا حنيفة ألق على أبي عبد الله من مسائلك، فجعلت ألقي عليه فيجيبني فيقول: أنتم تقولون كذا، وأهل المدينة يقولون كذا، ونحن نقول كذا، فربما تابعهم، وربما خالفنا جميعاً حتى أتيت على الأربعين مسألة". ثم قال أبو حنيفة: "ألسنا قد روينا: أن أعلم الناس أعلمهم باختلاف الناس" . وقال أيضاً: "لولا السنتان لهلك النعمان"(2).

فنلاحظ أن الرواية تحدثت عن وجود اختلاف في أربعين مسألة من دون أي حساسية أو تكفير؛ بل قيد إمام الأحناف الأعلمية بقيد "إن أعلم الناس أعلمهم باختلاف الناس".

وبالعموم فالوحدة الحقيقية مع بقاء كل على عقيدته ومذهبه كان ممكناً من جهة، وواقعاً ومجرباً من جهة أخرى، والوقوع خير شاهد على الإمكان فتدبّر!!!..

ونحن في هذا الزمان ما أحوجنا إلى علماء وأتباع يتعوّدون على تقبّل الآخر في الباطن والسريرة تماماً كما يتظاهرون بتقبله في الظاهر دون أي فارق!!. ما أحوجنا إلى عالِمٍ سنّي يصلي بصلاته فيرى أن مسلماً شيعياً يصلي خلفه بصلاته الخاصة به!! وكذا ما أحوجنا إلى عالم شيعي يصلّي خلفه مسلم سني كل بحسب صلاته!!.. ما أحوجنا إلى خطيب سني يخطب في مساجد الشيعة، وإلى خطيب شيعي يخطب في مساجد السنة من دون تكلُّف أو مجهدة أو غرابة تماماً كما لو أن الخطيب الحنبلي يخطب في المسجد الحنفي أو المالكي أو الشافعي والعكس بالعكس!!.. ما أحوجنا إلى سني يسأل عالماً شيعياً عن معالم دينه بعد سبق تخرجه من معهده الديني على أساس دراسة كل المذاهب، وإلى شيعي يسأل عالماً سنياً عن ذلك بلا أي غضاضة أو حزازة وكان هذه الحالة عادية تماماً كما يسأل أي واحد من الشيعة والسنة عالماً من علماء مذهبه!!! كم أتمنى أنا الشيخ الشيعي لو أنه يتاح لي وبصورة اعتيادية أن أخطب في مسجد سني لأطرح أطروحتي الإسلامية على وفق مذهب أهل البيت عليهم السلام!!! وكم يتمنى أخي الشيخ السني ـ كما صرّح لي بذلك ـ أن يخطب في مسجد شيعي لطرح أطروحته على وفق معتقده وفقهه!!.

نعم هكذا هي الوحدة الحقيقية، فالشيعي الذي يسبُّ عموم الصحابة هو على خطأ، والسني الذي يرضى بإزالة محمد وآل محمد عن مراتبهم التي رتّبهم الله فيها هو على خطأ!!!.. والعالم الشيعي الذي يعلم أن ما يقال عن السنة ليس صحيحاً ثم يحكم بصحته مسايرة لعامة الشيعة هو على خطأ!!! والعالم السني الذي يؤيد ما يقال عن الشيعة وهو بعلم ببطلانه طلباً لمرضاة عموم السنة هو على خطأ!!!.

الاتجاه الخامس: القول بالوحدة الحقيقية من دون الإبقاء على المحتفظات

والمراد بهذه الوحدة عند أصحاب هذا الاتجاه هي الوحدة الفكرية على نحو التطابق لا على نحو الاشتراك، أي أن أبناء الإسلام بناء على هذا الاتجاه ينبغي أن يكونوا على معتقد واحد وعلى مذهب واحد وبقراءة موحّدة غير منفكة ولا منفصلة، فلا معنى لوجود فرق كلامية ومذاهب فقهية عند أصحاب هذا الاتجاه؛ بل إسلام واحد وعقيدة واحدة وفقه واحد!! وهذا بمجمله وتفصيله يعني شيئاً واحداً وأمراً فارداً خلاصته: أن على المسلمين عموماً ـ بشخص العلماء ـ أن يبحثوا في كل التراث الإسلامي ويخلصوا إلى عقيدة واحدة وفقه واحد لا غير. وتكون النتيجة: إما أن تكون إحدى الفرق الكلامية والمذهبية على حق وباقي الفرق على ضلال فتُتَبنّى؛ وإما أن الإسلام الصحيح والواقعي إنما هو موجود في مجموع الفرق الكلامية والفقهية على نحو مبثوث ومتفرق، فعندها ينبغي أخذه منها وإهمال غير الصحيح.

وهذا الاتجاه صحيح مائة بالمائة ولكن ليس الآن بل في ظروف طبيعية يكون فيها أبناء الإسلام في وضع مشابه لوضع صحي كان عليه المسلمون يوماً. وفي الختام أسال كل مسلم: ألا يوجد في مجموع معتقدك ومذهبك قدراً متيقّناً ولو ضئيلاً من الخطأ؟؟.. وألا يوجد في مجموع معتقد ومذهب غيرك قدراً متيقنا ولو ضئيلاً من الصحة؟؟

الهوامش:

1 – طبعاً بشرط أن يكون لهذا المعتقد ولهذا الرأي المذهبي مستند إسلامي، لا أن يأتي بمعتقد وبآراء مذهبية من عندياته ثم ينسبها للإسلام؛ ومن هنا فإنه من الخطأ الكبير تكفير أي مسلم يستند معتقده ومذهبه إلى أدلة اعتقادية وفقهية يناقشها العلماء والفقهاء أخذاً ورداً طرداً وعكساً ثم ترفض أو تقبل على هذا الأساس!!. إذ انك لو قتلت الغير على أساس رأي تابع لدليل ثم تبين فيما بعد بطلان هذا الدليل وصحة دليل الغير الذي كفر وقتل على أساسه فما هو الموقف الشرعي يوم القيامة؟؟

2- الموسوعة الفقهية الميسرة - الشيخ محمد علي الأنصاري - ج 1 - ص 34




صفحتي على الفيس بوك

الحرية هي مطلب العُقلاء..ولكن من يجعل نفسه أسيراً لردود أفعال الآخرين فهو ليس حُرّاً....إصنع الهدف بنفسك ولا تنتظر عطف وشفقة الناس عليك..ولو كنت قويا ستنجح....سامح عسكر



سامح عسكر
سامح عسكر
المدير العام
المدير العام

المسلمون بين الوحدة الإسلامية الواقعية والوحدة السياسية الظاهرية!! Empty
الديانه : الاسلام
البلد : مصر
ذكر
عدد المساهمات : 14253
نقاط : 28507
السٌّمعَة : 23
العمر : 44
مثقف

https://azhar.forumegypt.net/

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى