شبكة واحة العلوم الثقافية
أسعدتنا زيارتك و أضاءت الدنيا بوجودك

أهلا بك فى شبكة واحة العلوم الثقافية

يسعدنا تواجدك معنا يدا بيد و قلبا بقلب

لنسبح معا فى سماء الإبداع

ننتظر دخولك الآن

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

شبكة واحة العلوم الثقافية
أسعدتنا زيارتك و أضاءت الدنيا بوجودك

أهلا بك فى شبكة واحة العلوم الثقافية

يسعدنا تواجدك معنا يدا بيد و قلبا بقلب

لنسبح معا فى سماء الإبداع

ننتظر دخولك الآن
شبكة واحة العلوم الثقافية
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

تاريخ افغانستان

اذهب الى الأسفل

تاريخ افغانستان Empty تاريخ افغانستان

مُساهمة من طرف soper_mario الأربعاء سبتمبر 14, 2011 7:14 pm

أولا: التسمية والموقع الجغرافي:

اشتقت أفغانستان اسمها من اسم القبائل الأفغانية التي كانت تعيش فيما مضى في جزء منها , وهذا الاسم يرتبط بأفغانستان منذ قرنين من الزمان فحسب إذ أن الاسم الذي عرفت به أفغانستان في العصور القديمة هو " أريانا " في حين أطلق عليها في العصور الوسطي بلاد خرسان وذلك انتسابا لإقليم خرسان في الجزء الشمالي منها .

وتبلغ مساحة أفغانستان ما يقرب من 647.5 ألف ك م2 , وتقع في وسط أسيا محتلة بذلك موقعا بعيدا عن المنفذ المائية التي جعلت منها دولة حبيسة وتقع على الحدود الشمالية من أفغانستان الاتحاد السوفيتي بينما تشترك ترك في حدودها الشمالية الشرقية مع الصين وكشمير في حين تتاخم حدودها الغربية الاراضى الإيرانية . ومعظم أراضيها جبلية شديدة الوعورة .

ويبلغ عدد سكان أفغانستان نحو 20 مليون نسمة بكثافة عامة تصل إلى ما يقرب من 30 نسمة في ك.م2 واهم العناصر الجنسية التي تدخل في تركيب السكان هم الأفغان الحقيقيون اللذين يكونوا خليطا بين العناصر الإيرانية والتركية والذين يطلق عليها محليا البوختان أو البرتان كما يعرفوا في باكستان . ويكون البوختان ما يقرب من نصف عدد السكان في أفغانستان ومن ثم فليس لهم مناطق تركز معينة ولاسيما وان نسبة منهم تحترف الرعي إلى جانب الزراعة , ولكتن يتواجدون بصفة عامة في منطقة جبال هندوكوش . والى جانب البوختان يكون الاوزيك والهازارا والطاجك وهم عناصر رئيسية للسكان فالجماعة الأولى تكون ما يقرب من 1/20 من مجموع السكان بينما تكون الجماعة الثانية حولي 3% من مجموع السكان . أما الطاجك فيشكلون ربع مجموع السكان . وهناك فروق مذهبية بين العناصر الثلاثة فبينما تدين المجموعات الطاجكية والاوزيكى بالمذهب التي يعتنق الهازارا المذهب الشيعي . كذلك هناك فروق أخرى بين العناصر فعلى حين يعمل الطاجك بالحرفة المدنية إلى جانب الزراعة إذ أن قليل منهم يقطن الأجزاء الجبلية تجد أن جماعات الهازارا التي تتركز في المناطق الجبلية في وسط وجنوب أفغانستان تحترف الرعي إلى جانب الزراعة .
سمة اختلاف آخر بين البوختان والطاجك إذ تتحدث الجماعات الأخيرة اللغة الفارسية بينما تتحدث الجماعات الأولى لغة البشتو .

ونجد أن سكان أفغانستان يرتبطون بأصول عربية خاصة من قريش وبأصول تركية فارسية وهندية ومغولية ونجد أن اللغة العربية بدأت تجد طريقها الى أفغانستان خلال القرن العشرين.

ثانيا :الإسلام فى أفغانستان :-

وصلت جيوش المسلمين الى غرب أفغانستان الحالية فى عهد الخليفة عثمان بن عفان ، كما فتح المنطقة الساحلية لبوخستان المعروفة باسم سكران ، وأخضعت كابول فى عهد معاوية بن أبى سفيان لكن تثبيت اٌلإسلام فى تلك البقاع قد تطلب جهداً وزمناً طويلاً امتد عبر حكم بن امية ثم بنى العباس ولم يثبت فتح كابول ويستقر الأمر للمسلمين فى أفغانستان إلا فى عهد الدولة الغزنوية ابتداء من حوالى عام 871 م ويدين الإسلام حالياً 99% من جملة سكان البلاد ومعظمهم 80% من أهل السنة وبعضهم من الشيعة الجعفرية خاصة قبائل الهازارا ومن الشيعة الإسماعيلية وهناك عدد ضئيل يناهز 1% من جملة السكان يعتنق الهندوكية والزرادشيتية واليهودية .


ثالثا :الصراع البريطانى الروسى :-


اعتقد البريطانيين أن استيلائهم على أفغانستان سوف يبعد الروس عن امتداد نفوذهم بحيث يهددون الهند درة التاج البريطاني .. كما أن الروس سعوا للاستيلاء على أفغانستان بهدف توجيه ضربة شديدة ضد الوجود البريطاني في الهند والسياسة البريطانية بصفة عامة خاصة وأن بريطانيا تعمل على المحافظة على ممتلكات الدولة العثمانية إزاء الأطماع الروسية.

وإزاء ذلك سعت بريطانيا للسيطرة على أفغانستان وجعلها دولة حاجزة buffer state لوجودها في الهند منذ أوائل القرن التاسع عشر فقد دارت الحرب بين الأفغان والبريطانيين مرت بثلاث مراحل امتدت حوالي قرن من الزمان من أوائل القرن التاسع عشر حتى أوائل القرن العشرين .
رابعا : الحرب الأفغانية الأولى :

كانت المرحلة الأولى في الحرب الأفغانية البريطانية لمدة 4 سنوات منذ عام 1838 حتى عام 1842م عرفت بالحرب الأفغانية الأولى خاصة التي تمكن فيها الأفغان رغم قلة عددهم من إبادة
– في بعض المواقع – جيوش بريطانية بأكملها كما حدث عند " خورد كابل " حيث أبيد جيش بريطاني بأكمله قوامه 20 ألف من الجند المجهز بأحدث الأسلحة .

ونتج عن الحرب الأفغانية الأولى تجميد الاتصال بين الأفغان والبريطانيين ، الاعتراف بالأمير / دوست محمد حاكماً لأفغانستان ، واتبع حكام الهند والبريطانيين – سياسة عدم التدخل في الشئون الأفغانية ثم عقدت بريطانيا معاهدة مع أفغانستان عام 1855 وعام 1857 م لمواجهة نوايا كل من روسيا وإيران التوسعية اتجاه أفغانستان .

وعندما مات الأمير دوست محمد عام 1862 م خلفه أبنه " شير على " الذي واجه محاولات البريطانيين للتدخل في شئون أفغانستان ، رغم محاولاته للتحالف مع حكام الهند البريطانية للوقوف ضد محاولات الروس التوغل في وسط أسيا باتجاه أفغانستان .

خامسا : الحرب الافغانية الثانية :

وعندما مات الأمير دوست محمد عام 1862 خلفه ابنه ( شير علي ) الذي واجه محاولات البريطانيين للتدخل في شئون أفغانستان ، رغم محاولاته التحالف مع حكام الهند البريطانية للوقوف ضد محاولات الروس للتدخل في وسط أسيا باتجاه أفغانستان ، ولكن حكومة دزرائيلي البريطانية والتي حكمت في الفترة من 1874 الي 1880 م كان من سياستها الوقوف ضدالتوسع الروسي في اسيا الوسطي بالسيطرة علي افغانسان , ومن هنا دارت ما عرفت باسم الحرب الافغانية الثانية التي استمرت ثلاث سنوات من عام 1878م الي عام 1881 م.

وقد بدات الحرب الافغانية الثانية بدول الجيش البريطاني عام 1878م , باعداد كبيرة مدينة كابل , حيث فر امير الافغان "شير علي" الذي توفي خارج بلادة في 21فبراير 1879 م ولم يقبل شعب افغانستان ان يولي لحكمة "يعقوب خان" بن "شير علي" , علي ان تقوم الي جانبة في كابل بعثة بريطانية , فانطلق يقاوم القوات البريطانية حتي قتل كل اعضاء البعثة البريطانية وقد اضطر البريطانيون الي الانسحاب من كابل . حتي كانت المعركة الحاسمة في 27 يوليو 1880م والتي انتهت بهزيمة كاملة للجيش البريطاني بل وخسر البريطانيون جيشا قوامة سبعة عشر الفا من الجنود المجهزين باحدث الاسلحة امام صلابة الكفاح الكفاح الافغاني مما دفع الحكومة البريطانية الي اصدار قرار في صيف 1881 بانسحاب القوات البريطانية من افغانستان والعودة الي الهند.

وكانت اسباب الحرب الافغانية الثانية تتمثل فيما يلي :
· التنافس البريطاني الروسي علي افغانستان باعتبارها دولة حاجزة بين الطرفين .ذلك التنافس الذي اظهر محاولة الروس اللجوء الي العوامل الانسانية في التعامل مع الافغان . لجات بريطانيا من الهند الي شن الحرب ضد الافغان , خاصة ان نائب الملكة في الهند كان يكن العداء لامير الافغان شير علي .
· عدم استقرار الاوضاع السياسية الاجتماعية في افغانستان اوحي للحكام البريطانين في الهند بسهولة غزو افغانستان والسيطرة عليها .

اما نتائج هذة الحرب والتي استمرت ثلاث سنوات – كما ذكرنا بين عامي 1878 م وعام 1881 م , فهي :
1. تكبدت حكومة الهند البريطانية خسائر بشرية واقتصادية وسياسية ضخمة اثارت سخط البريطانين , وارتفعت الاصوات في لندن بالانسحاب من افغانستان .
2. ازدياد الشعور القومي والاسلامي للافغان , والذي ظهر جليا خلال الحرب , فقد شعر الافغان من جراء الوجود البريطاني في اراضيهم بالمهانة القومية والروحية .
3. شعور روسيا بالخطر البريطاني في اسيا الوسطي وقد وجدت في سياسة بريطانيا تهديدا سياسيا واقتصاديا , وذلك شرعت في المزيد من العمليات العسكرية في مرور عام 1883م وفي الاراضي الافغانية الواقعة الي الجوار من اراضي بخاري .
4. تحديد الحدود الافغانية الروسية وتدخل بريطانا لايقاف اطماع روسيا في الاراضي الافغانية " بادقشان وواخان وبلخ" , وفي تحديد تلك الحدود تعيين المجال السياسي لنفوذ كل من بريطانيا وروسيا في وسط اسيا الاسلامية .

سادسا : بعد الحرب العالمية الاولي :

لم تكن الحرب الافغانية الثانية نهاية العداء او الاطماع البريطانية في الاراضي الافغانية , اذ انم البريطانين ارسلوا عبر الحدود الهندية الافغانية قوات بريطانية ضخمة بدعوي تامين تلك الحدود من ناحية افغانستان , ولك هذة المحاولة انتهت بالفشل عام 1919 م علي يد الامير حبيب الله خان , الذي حاول استرضاء البريطانين بعدم الاستجابة لدعوة السلطان العثماني خليفة المسلمين للجهاد ضد اعداء الاسلام من البريطانين وحلفائهم , ولكن ما لبث ان اغتالتة يد اثيمة مجهولة وهو يقاوم البريطانيين .

وعلي يد الامير امان الله خان ابن حبيب الله خان تم استرداد بقية الاراضي الافغانية من يد القوات البريطانية المنهزمة , وقد اضطرت بريطانيا لاول مرة الي الاعتراف باستقلال افغانستان عام 1919م , ولكن " امان الله خان لم يحسم ادارة البلاد بسبب محاولتة تقليد مصطفي كمال اتاتورك في حركة التغريب والتخلى عن التوجه الاسلامى فثار الشعب الأفغانى المسلم ضده عام 19828 .

وخلفه ابن عمه / محمد نادر شاه الذى كان قائد جيوش تحرير واستقلال افغانستان ضد البريطانيين عام 1919 م ، والذى سعى الى إعادة الوجه الإسلامى للحكم فى أفغانستان ، كما سعى الى إقامة التوازن فى العلاقات الدولية بين بريطانيا فى الهند وبين الاتحاد السوفيتى ، ولكن ما لبث أن لقى مصرعه على يد أثمة عام 1933 بعد حكم لم يدم سوى خمس سنوات .

وتولى الحكم فى أفغانستان الملك / محمد ظاهر شاه خلفاً لوالده / محمد نادر شاه ، فسار سيرته الإسلامية والحضارية وتدعيم علاقات أفغانستان بالدول الإسلامية بصفة خاصة ، ولكن فى 17 يوليو عام 1973 م شجع الاتحاد السوفيتى على حث العناصر الشيوعية الأفغانية للقيام بانقلاب ضد الملك / محمد ظاهر شاه ، حيث ألغى النظام الملكى وأعلن النظالم الجمهورى برئاسة / محمد داود ابن عم الملك السابق / محمند ظاهر شاه .

فظلت أفغانستان مملكة مستقلة منذ القرن الثامن عشر تحكمها أسر ملكية ، وكان أخر ملوكها الملك / ظاهر شاه التى تمت الإطاحة به فى أنقلاب من الجيش فى عام 1973 .. ومنذ ذلك الوقت فقدت الدولة كحل مظاهر الاستقلال السياسى حيث توالى عليها عدة أنظمة انقلابية عسكرية متصارعة داخل الحزب الشويعى الأفغانى ، ونتيجة المعارضة الإسلامية المتصارعة والتى حملت السلاح ضد الانظمة اليسارية المولية لموسكو ، قرر الاتحاد السوفيتى أنذاك عام 1979 الدخول عسكرياً فى أفغانستان ووضع الرئيس / باراك كارمل على رأس السطة فى البلاد .


سابعا : السوفيت وأفغانستان

ومنذ ذلك الوقت بدأ الجهاد الإسلامى فى أفغانستان يقاوم قوى التدخل السوفيتى ويقاوم فى نفس الوقت الحكومات العملية فى الداخل ، وبدأت الدول الإسلامية والعربة تقدم يد العون والمساعدة لحركة الجهاد الأفغانية مادياً ومعنوياً حتى قويت شوكتها واستطاعت أن تلحق بالعدد السوفيتى كثير من الهزائم وبعد تولى جورباتشوف السلطة عام 1985 تغيرت السياسة السوفيتية ، وأخذت تعمل على الانسحاب من أفغانستان وتسعىالى حل سلمى فى المشكلة الأفغانية .

وفى العام التالى 1986 حدث انقلاب جديد بقيادة محمد نجيب الله واستمر يحكم لمدة 6 سنوات ، وكان أيضاً مدعما من الاتحاد السوفيتى .. وعلى الجانب الأخر ساد الانقسام الشديد داخل صفوف المقاومة الإسلامية ، التى انقسمت رغم زعم التوحد فى أصولها الفكرية الى سبع عشر حركة شبه مستقلة ، تسع منها من السنة وأكبرها الحزب الإسلامى بقيادة " قبل الدين حكمتيار " من الباشاتون ، وحزب الجمعية المتحدة الإسلامية بقيادة برهان الدين ربانى وأحمد شاه مسعود من الطاجيك وثمان من الشيعة .. وبينما حظيت جماعات السنة بوجه عام بمعونات مالية وعسكرية من الولايات المتحدة وباكستان ودول الخليج وغيرها ، فإن إيران ساندت بدورها الجماعات الشيعية المختلفة .. ورغم أن هذا الانقسام كان مفهوماً فى ظل الاختلافات العرقية والقبلية بين الجماعات المختلفة ، إلا أنه كان متصوراً أن بوتقة الإسلام كافية تصهر هذه الانقسامات وتوحيدها .

هذا الانقسام دفع الشعب الأفغانى ثمة الفادح بعد ذلك انهاراً من الدم بعد انهيار نظام / نجيب الله ، وبعدها تفكك الجيش الأفغانى وبدأت وحداته وكتائبه فى الالتحاق بقوى المقاومة المختلفة .. واتجه الجزء الأكبر منها بزعامة / عبد الرشيد دستم وهو من الاوزبك الى دعم حزب الجمعية الإسلامية بقيادة / أحمد شاه مسعود وهو من الطاجيك واستطاع الاستيلاء على عدد من البلدان الهامة والأقتراب من العاصمة كابول مكونين تحالفاً فى شمال البلاد تكون عرقياً من الطاجيك والأوزبك والتركمان والطائفة الإسماعيلية وبعض جماعات الشيعة الأخرى وفى المقابل انضمت أجزاء أخرى من الجيش الى الحزب الإسلامى بقيادة حكمة يار ومعظمهم من قبائل الباشتون .. وهكذا فإن أفغانستان انقسمت الى قسمين كبيرين داخل كل منهما تناقضات عديدة .. الأول استند الى الأقليات بصورة عام اللذين يكونون معه حوالى نصف السكان بزعامة الجهة الإسلامية ،والثانى استند الى أكبر مجموعـــة عرقية فى البلاد وهم الباشتون بزعامة الحزب الإسلامى .

وفى الواقع العملى اختلفت الأضراب والفرق فى كل شئ وعلى كل شئ .
- أختلفوا حول الموقف من النظام القديم ، فينما رأت الجهة الإسلامية ومن والاها إمكانية مشاركة النظام القديم فى السلطة بشكل محدود ، رأى الحزب الإسلامى ومن والاه عكس ذلك مطالبين بمحاكمة أشخاص النظام القديم جزاء ما أقترفوه من جرائم .
- واختلفوا حول تشكيل الحكومة المؤقتة ( التى كان مفترضاً أن تقود الدولة خلال الفترة الانتقالية ) فبينما تبنى الطرف الأول ( الجهة الإسلامية ) فكرة المساواه بين الفصائل الإسلامية ، أعتقد الطرف الثانى ( الحزب الإسلامى ) أن تراعى الحكومة النسبة العددية للفصائل ، ومن ثم تحصل جماعة حكمتيار على نصيب الأسد .
- واختلفوا فى مهمة الحكومة المؤقتة فطرحت جماعة ربانى مسعود أن يبدأ التحضير لإجراء انتخابات عامة تحدد مصير أفغانستان فى المستقبل فى إطار الفكر الإسلامى وفى المقابل طرحت حكمتيار أن يقوم الحكم الإسلامى فوراً ويتم إقامة الشريعة الإسلامية حتى قبل الحصول على الشريعة الإسلامية .
- واختلفوا أيضاً حول الموقف من نجيب الله الرئيس السابق فبينما لم يمانع الطرف الأول فى رحيله الى الهند لإنهاء صفحة دموية فى تاريخ أفغانستان ، فإن الطرف الثانى أصر على ضرورة القبض عليه ومحاكمته .
- اختلفوا حول مستقبل الثورة الأفغانية ، فبينما أعتقد البعض فى أهمية التفرغ لعملية البناء القومى وهو ما يتطلب إقامة علاقات طبيعية مع القوى الإقليمية والدولية ، أعتقد البعض الأخر فى استمرارية الثورة وتصديرها الى كل العالم .

وهذه الخلافات كانت طبيعية وعاشت كل حركات التحرر ، ولكن ما لم يكن طبيعياً فى ظل ثورة تحمل شعارات الإسلام أن يكون حسم الخلافات بالسلاح وليس بالاحتكام إلى القرآن والسنة الشرعية .. فبعد فترة انتقالية قصيرة تولى برهان الدين ربانى رئاسة الدولة الأفغانية فى كابول ، ولكن حكتيار أحكم الحصار حول العاصمة .. وبدأت حرب أهلية ضروس راح ضحيتها الآلاف من الاهالى الآمنين .. ولم يلتفت أحد من الشعب الذى ضحى ودمرت بنيته الأساسية الفقيرة أصلاً خلال حرب التحرر ، وأصبح فى حاجة ماسة الى التعمير وليس الى التدمير .

وبدأت محاولات الوساطة المتعددة التى قامت بها الدول فى مقدمتها باكستان والمملكة السعودية وحركات الإسلامية متعددة واتهم كل طرف الطرف الأخر بمناهضة الإسلام حتى الوصول الى حافة التكفير .. فأصبح الخلاف حتمياً فإن المسألة فى النهاية هو اقتسام السلطة بين الأفراد والقبائل وكل طرف كان يسعى فى سبيل الوصول الى أطماعه على حساب الشعب .

وأخيراً ، ظهرت على الساحة السياسية فى أفغانستان حركة إسلامية جديدة هى حركة طالبان لتعلن الحرب على الحكومة الأفغانية وسارت نحو العاصمة شمالاً لتستولى عليها ، وبعد معارك طاحنة وكر وفر وهزيمة وانتصار وعون ومساعدة من قوى خارجية إسلامية وأجنبية ، استطاعت هذه الحركة أن تستولى على العديد من المدن وتواصل زحفها الى العاصمة كابول ، حتى سقطت أخيراً من قبضتهما ، وفرت الحكومة الإسلامية الى مناطق الشمال .


لقد أكدت تلك الصراعات الدائرة بين القوى الإسلامية فى أفغانستان أن الهدف الرئيسى الذى تسعى إليه كل الأطراف المتصارعة للوصول إليه هو كرسى السلطة وبأى ثمن حتى ولو كان ذلك على حساب كيان الدولة واستقلالها ، وربما كانت الطامة الكبرى تكمن فى أن الفكر الإسلامى المعاصر يعطى اهتماماً أكبر من اهتمامه بالجهات الأكبر ، ولذا فإن المجاهدين الأفغان نجحوا فى الأول بامتياز أما فى الثانى فقد فشلوا فشلاً ذريعاً ، وأصبح القرار فى يد العناصر المسلحة والتى لا يحكمها فقه أوعلم بمصلحة البلاد والعباد .

أهم المراجع:

1- يسرى الجوهرى : جغرافيا دول الخليج العربى والمشرق الإسلامى .
2- محمد الجابرى : موسوعة دول العالم حقائق وأرقام .
3- محمد عزبى : معجم بلدان العالم .
soper_mario
soper_mario
عضو نشيط
عضو نشيط

الديانه : الاسلام
البلد : مصر
ذكر
عدد المساهمات : 210
نقاط : 5095
السٌّمعَة : 6
مضبوط

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى