شبكة واحة العلوم الثقافية
أسعدتنا زيارتك و أضاءت الدنيا بوجودك

أهلا بك فى شبكة واحة العلوم الثقافية

يسعدنا تواجدك معنا يدا بيد و قلبا بقلب

لنسبح معا فى سماء الإبداع

ننتظر دخولك الآن

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

شبكة واحة العلوم الثقافية
أسعدتنا زيارتك و أضاءت الدنيا بوجودك

أهلا بك فى شبكة واحة العلوم الثقافية

يسعدنا تواجدك معنا يدا بيد و قلبا بقلب

لنسبح معا فى سماء الإبداع

ننتظر دخولك الآن
شبكة واحة العلوم الثقافية
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

شعراء المعلقات

2 مشترك

اذهب الى الأسفل

شعراء المعلقات Empty شعراء المعلقات

مُساهمة من طرف محمد عز السبت سبتمبر 24, 2011 12:19 pm

امرؤ
القيس



امرؤ القيس بن حجر الكندي واسمه
حُندج (520 م - 565 م) أحد أشهر شعراء العصر الجاهلي رأس الطبقة الأولى من الشعراء
العرب والتي تشمل زهير بن أبي سلمى والنابغة الذبياني والأعشى. وأحد أصحاب
المعلقات السبعة المشهورة. كان من أكثر شعراء عصره خروجاً عن نمطية التقليد، وكان
سباقاً إلى العديد من المعاني والصور. وامرؤ القيس صاحب أوليات في التشابيه
والاستعارات وغير قليل من الأوصاف والملحات.



نسبه


حندج بن حجر بن الحارث بن عمرو بن
حجر (آكل المرار) الِكندي. وله ثلاث كنى وهي : أبو وهب وأبو الحارث وأبو زيد.
إشتهر بلقب إمرئ القيس ومعناه " رجل الشدة ". لقبه الرسول صلى الله عليه
وسلم بالملك الضليل وعرف بذي القروح لإصابته بالجدري خلال عودته من القسطنطينية
وتوفي بسببه. و كندة قبيلة قحطانية من قبائل كهلان مواطنها الأصلية حضرموت وعُمان.
أقاموا دولة في عام خمس مئة وخمس وعشرين للميلاد في حضرموت على أنقاض حمير وأكملوا
مسيرهم شمالا حتى أسس بنو معاوية دولتهم في نجد. وولد شاعرنا هذا في نجد في
اليمامة عند أخواله من بنو تغلب.



ولادته


* يذهب لويس شيخو إلى أن امرأ القيس ولد في
نجد سنة 520م



- يذكر صاحب الروائع أن ولادته
سنة 500م وعلّق على ما قاله شيخو بصدد تاريخ ولادته قائلاً: قد رجعنا...ما يذكره
مؤرخو الروم عن شاعرنا، وقارنا بين حوادث حياته وماجرى على عهده في البلاد
العربية... فرأينا أن نأخذ برأي دي برسفال الجاعل ولادته حول سنة 500م ووفاته حول
540م.



نشأته


ولد في نجد ونشأ ميالا إلى الترف
واللهو شأن أولاد الملوك وكان يتهتك في غزله ويفحش في سرد قصصه الغرامية وهو يعتبر
من أوائل الشعراء الذين ادخلوا الشعر إلى مخادع النساء. كان ماجنا كثير التسكع مع
صعاليك العرب ومعاقرا للخمر. سلك امرؤ القيس في الشعر مسلكاً خالف فيه تقاليد
البيئة، فاتخد لنفسه سيرة لاهية تأنفها الملوك كما يذكر ابن الكلبي حيث قال: كان
يسير في أحياء العرب ومعه أخلاط من شذاذ العرب من طيء وكلب وبكر بن وائل فإذا صادف
غديراً أو روضة أو موضع صيد أقام فذبح وشرب الخمر وسقاهم وتغنيه قيانة، لايزال
كذلك حتى يذهب ماء الغدير ويبتقل عنه إلى غيره. إلتزم نمط حياة لم يرق لوالده فقام
بطرده ورده إلى حضرموت بين أعمامه وبني قومه أملا في تغييره. لكن حندج استمر في ما
كان عليه من مجون وأدام مرافقة صعاليك العرب وألف نمط حياتهم من تسكع بين أحياء
العرب والصيد والهجوم على القبائل الأخرى وسبي متاعها.



وقال ابن قتيبة : هو من أهل كندة
من الطبقة الاُولى. كان يعدّ من عشّاق العرب، ومن أشهر من أحب هي فاطمة بنت العبيد
التي قال فيها في معلّقته الشهيرة:



أفاطم مهلاً بعض هذا التدلل...
وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي



و إن تك قد ساءتك مني خليقةٌ...
فسلي ثيابي من ثيايك تغسل



أغرك مني أن حبك قاتلي... وأنك
مهما تأمري القلب يفعل



و أنك قسمت الفؤاد فنصفه... قتيلٌ
ونصفٌ بالحديد مكبل



و ما ذرفت عيناك إلا لتضربي...
بسهميك في أعشار قلب مقتل



و بيضة خدرٍ لا يرام خباؤها...
تمتعت من لهو بها غير معجل



تجاوزت أحراساً إليها ومعشراً...
علي حراصاً لو يسرون مقتلي



إذا ما الثريا في السماء تعرضت...
تعرض أثناء الوشاح المفضل



فجئت، وقد نضت لنوم ثيابها... لدى
الستر إلا لبسة المتفضل



فقالت يمين الله، ما لك حيلةٌ...
وما إن أرى عنك الغواية تنجلي



خرجت بها أمشي تجر وراءنا... على
أثرينا ذيل مرطٍ مرحل



موت
والده



كان لموت والده حجر على يد بني
أسد أعظم الأثر على حياته ونقلة أشعرته بعظم المسؤولية الواقعة على عاتقه. رغم أنه
لم يكن أكبر أبناء أبيه, إلا أنه هو من أخذ بزمام الأمور وعزم الانتقام من قتلة
أبيه لإنه الوحيد الذي لم يبكي ويجزع من إخوته فور وصول الخبر إليهم في حضرموت.يروى
أنه قال بعد فراغه من اللهو ليلة مقتل أباه على يد بني أسد : ضيعني صغيرا, وحملني
دمه كبيرا. لا صحو اليوم ولا سكر غدا. اليوم خمر وغدا أمر أنشد شعرا وهو في دمون
(واد في حضرموت) قال فيه :



تطاول الليل علينا دمون *** دمون
إنا معشر يمانون



وإنا لأهلنا محبون....


فلبس رداء الحرب في اليوم التالي
وإتجه صوب بني أسد فخافوا منه وحاولوا استرضاءه إلا أنه لم يرض وقاتلهم حتى حتى
أثخن فيهم الجراح وفاحت رائحة الجثث. وذكر الكلبي: أن امرأ القيس أقبل براياته
يريد قتال بني أسد حين قتلوا أباه، فمر بتبالة وبها ذو الخلصة (صنم من أصنام
العرب) وكانت العرب تستقسم عنده، فاستقسم فخرج القدح الناهي، ثم الثانية، ثم
الثالثة كذلك، فكسر القداح وضرب بها وجه ذي الخلصة وقال: عضضت بأير أبيك لو كان
أبوك المقتول لما عوقتني. ثم أغار على بني أسد فقتلهم قتلا ذريعا. ويروي اليعقوبي
أن إمرؤ القيس قصد بني أسد في أول الأمر ولكنه أوقع بــــ كنانة فصاح قائلا :
" ياللثارات" مزهوا بما ظنه ثأرا من قتلة أبيه. فأجابه القوم : "
والله ما نحن إلا من كنانة ". فأنشد قائلا :



ألا يا لهف نفسي، بعد قوم***هم
كانوا الشفاء، فلم يصابوا



وقاهم جدهم ببني أبيهم ***
وبالأشقين ما كان العقاب



وأفلتهن علباء جريضاً *** ولو
أدركنه صفر الوطاب



و حينها أنشد قاتل أبيه عبيد بن
الأبرص الأسدي قائلا :



يا ذا المعيرنا بقتل*** أبيه
إذلالاً وحينا



أزعمت أنك قد قتلت*** سراتنا
كذباً ومينا



هلا على حجر بن أم*** قطام تبكي
لا علينا



إنا إذا عض الثقاف*** برأس صعدتنا
لوينا



نحمي حقيقتنا، وبعض*** القوم يسقط
بين بينا



وفي هذا يقول أيضاً في قصيدة له
طويلة:



يا أيها السائل عن مجدنا *** إنك
مستغبى بنا جاهل



إن كنت لم تأتك أنباؤنا *** فاسأل
بنا يا أيها السائل



سائل بنا حجراً، غداة الوغى ***
يوم يؤتى جمعه الحافل



يوم لقوا سعداً على مأقط ***
وحاولت من خلفه كاهل



فأوردوا سرباً له ذبلاً *** كأنهن
اللهب الشاعل



و إتجه إمرؤ القيس إلى اليمن و
أقام بها زمانا يطلب مددا من قومه. فجمع جمعا من حمير و مذحج أمده بهم الملك ذي
جذن الحميري. فأتجه صوب بني أسد بذلك الجمع و إنتقم من قاتل أبيه و ذبح عمرو بن
الأشقر سيد بني أسد . حينها أنشد الشاعر قائلا مزهوا بنصره :



قولا لدودان عبيد العصا *** ما
غركم بالأسد الباسل



قد قرت العينان من مالك *** ومن
بني عمرو ومن كاهل



ومن بني غنم بن دودان إذ *** نقذف
أعلاهم على السافل



نطعنهم سلكى ومخلوجة *** لفتك لأمين
على نابل



إذ هن أقساط كرجل الدبى *** أو
كقطا كاظمة الناهل



حتى تركناهم لدى معرك *** أرجلهم
كالخشب الشائل



حلت لي الخمر وكنت أمرأ *** عن
شربها في شغل شاغل



فاليوم أسقى غير مستحقب *** إثما
من الله ولا واغل



نهاية
حياته



لم تكن حياة امرؤ القيس طويلة
بمقياس عدد السنين ولكنها كانت طويلة وطويلة جدا بمقياس تراكم الإحداث وكثرة
الإنتاج ونوعية الإبداع. لقد طوف في معظم إرجاء ديار العرب وزار كثيرا من مواقع
القبائل بل ذهب بعيدا عن جزيرة العرب ووصل إلى بلاد الروم إلى القسطنطينية ونصر
واستنصر وحارب وثأر بعد حياة ملأتها في البداية باللهو والشراب ثم توجها بالشدة
والعزم إلى أن تعب جسده وأنهك وتفشى فيه وهو في أرض الغربة داء كالجدري أو هو
الجدري بعينه فلقي حتفه هناك في أنقرة في سنة لا يكاد يجمع على تحديدها المؤرخون
وان كان بعضهم يعتقد أنها سنه 540م، وقبره يقع الآن في تلة هيديرليك بأنقرة[1].



لقد ترك خلفه سجلا حافلا من
ذكريات الشباب وسجلا حافلا من بطولات الفرسان وترك مع هذين السجلين ديوان شعر ضم
بين دفتيه عددا من القصائد والمقطوعات التي جسدت في تاريخ شبابه ونضاله وكفاحه.
وعلى الرغم من صغر ديوان شعره الذي يضم الآن ما يقارب مئة قصيدة ومقطوعة إلا أنه
جاء شاعراً متميزاً فتح أبواب الشعر وجلا المعاني الجديدة ونوع الإغراض واعتبره
القدماء مثالا يقاس عليه ويحتكم في التفوق أو التخلف إليه.



ولذلك فقد عني القدماء بشعره
واحتفوا به نقداً ودراسة وتقليداً كما نال إعجاب المحدثين من العرب والمستشرقين، فأقبلوا
على طباعته منذ القرن الماضي، القرن التاسع عشر في سورية ومصر وفرنسا وألمانيا
وغيرها من البلدان التي تهتم بشؤون الفكر والثقافة.



طرفة بن العبد


طَرَفَة بن العبد شاعر جاهلي
بحراني من شعراء المعلقات.



وقيل اسمه طرفة بن العبد بن سفيان
بن سعد أبو عمرو لُقّب بطَرَفَة، وهو من بني قيس بن ثعلبة من بني بكر بن وائل، ولد
حوالي سنة 543 في قرية المالكية في البحرين من أبوين شريفين وكان له من نسبه
العالي ما يحقق له هذه الشاعرية فجده وأبوه وعماه المرقشان وخاله المتلمس كلهم
شعراء



مات أبوه وهو بعد حدث فكفله
أعمامه إلا أنهم أساؤوا تريبته وضيقوا عليه فهضموا حقوق أمه وما كاد طرفة يفتح
عينيه على الحياة حتى قذف بذاته في أحضانها يستمتع بملذاتها فلها وسكر ولعب وبذر
وأسرف فعاش طفولة مهملة لاهية طريدة راح يضرب في البلاد حتى بلغ أطراف جزيرة العرب
ثم عاد إلى قومه يرعى إبل معبد أخيه ثم عاد إلى حياة اللهو بلغ في تجواله بلاط
الحيرة فقربه عمرو بن هند فهجا الملك فأوقع الملك به مات مقتولاً وهو دون الثلاثين
من عمره سنة 569.



حياته


يتم طرفة من ابيه صغيرا فأبى
اعمامه ان يقسموا له نصيبه من ارث ابيه وظلمو حقه فنشأ مع امه في بؤس



فعانى طرفة من اعمامه كثيراولم
يجد دفعا لظلمهم عنه سوى الانغماس في اللهو الذي أسلمه للإهمال في رعاية ما تبقى
للعائلة من إبل، مما أغضب شقيقه معبد منه...ولما قصد ابن عمه شاكيا نهره بقسوة
فعاد لقبيلته مجددا، لكن ذلك لم يدم طويلا، فقد ضاقت القبيلة بتصرفاته اللاهيه
فحكمت عليه بالابتعاد عنها، فصوّر ذلك في معلقته بصورة تهكمية، مستمدة من ملامح
بيئته الصحراوية، حيث رأى نفسه وكأنه بعير مصاب بالجرب وينبغي إبعاده، بعد تعبيده
بالقار علاجا له، عن بقية القطيع حتى لا تصاب بالعدوى، فكان الشاعرطرفه ذلك البعير
المعبّد.. المفرد.



حينها بدأ تجوله في جزيرة العرب
محتميا بهجائه المهذب, دفعا لغوائل المتربصين بنزقه الملكي، باحثا عن كنزه المفقود
وحكمته المتناسلة من أرحام القوافي. وبين تضاعيف ذلك التطواف نظم تلك المعلقة التي
ارتفعت به إلى الصف الأول من شعراء العربية على حداثة سنه وقلة إنتاجه. لكن شعره
بما فيه المعلقة التي احتلت سدس ديوانه تقريبا، تميز بذلك الحس الإنساني الفريد من
نوعه في جاهلية القصيدة العربية. وأضفت نظراته العميقة للموت والحياة وتصاريفهما
فلسفة شعرية قلما انتبه إليها المتقدمون من الشعراء. بلغ طرفة في نهاية رحلة التيه
مملكة الحيرة، فنادم مليكها عمرو بن كلثوم، لكن لذة الشاعر الموزعة في مثلث المرأة
والفروسية والخمر.. كخلاصة لمعنى الحياة أوغرت صدر الملك عليه. فربما هجا الشاعر
الملك، أو تباهى عليه بفروسيته، أو شبب بشقيقته فغضب الملك من شاعر النزق الملكي
وحكم عليه بالموت. لكنه خشي من مواجهة الشاعر السليط بذلك الحكم القاتل فكتب الملك
إلى عامله بالبحرين ان يقتل طرفة فسجنه ثم قتله وهو في نحو السادسة والعشرين من
عمره وقد كانت معلقته الذهبية الخالدة قد اكتملت فعلا



وقداشترك طرفة في حرب البسوس وكان
معاصرا لملك الحيرة عمرو بن هند وصديقا لاخيه عمرو بن مامة.



موته


وجه طرفة إلى بلاط الحيرة حيث
الملك عمرو بن هند، وكان فيه خاله المتلمّس (جرير بن عبد المسيح).



وكان طرفة في صباه معجباً بنفسه
يتخلّج في مشيته. فمشى تلك المشية مرة بين يديّ الملك عمرو بن هند فنظر إليه نظرة
كادت تبتلعه. وكان المتلمّس حاضراً، فلما قاما قال له المتلمّس: "يا طرفة إني
أخاف عليك من نظرته إليك". فقال طرفة: "كلا"...



بعدها كتب عمرو بن هند لكل من
طرفة والمتلمّس كتاباً إلى المكعبر عامله في البحرين وعمان، وإذ كانا في الطريق
بأرض بالقرب من الحيرة، رأيا شيخاً دار بينهما وبينه حديث. ونبّه الشيخ المتلمّس
إلى ما قد يكون في الرسالة. ولما لم يكن المتلمّس يعرف القراءة، فقد استدعى غلاماً
من أهل الحيرة ليقرأ الرسالة له، فإذا فيها:



"باسمك اللهم.. من عمرو بن
هند إلى المكعبر.. إذا أتاك كتابي هذا من المتلمّس فاقطع يديه ورجليه وادفنه
حياً".



فألقى المتلمّس الصحيفة في النهر،
ثم قال لطرفة أن يطّلع على مضمون الرسالة التي يحملها هو أيضاً فلم يفعل، بل سار
حتى قدم عامل البحرين ودفع إليه بها.



فلما وقف المكعبر على ما جاء في
الرسالة أوعز إلى طرفة بالهرب لما كان بينه وبين الشاعر من نسب، فأبى. فحبسه
الوالي وكتب إلى عمرو بن هند قائلاً : "ابعث إلى عملك من تريد فاني غير
قاتله".



فبعث ملك الحيرة رجلاً من تغلب،
وجيء بطرفة إليه فقال له: "إني قاتلك لا محالة.. فاختر لنفسك ميتة
تهواها".



فقال: "إن كان ولا بدّ
فاسقني الخمر وأفصدني". ففعل به ذلك.



من آثاره


ديوان شعر أشهر ما فيه المعلقة...
نظمها الشاعر بعدما لقيه من ابن عمه من سوء المعاملة وما لقيه من ذوي قرباه من
الاضطهاد



في المعلقة ثلاثة أقسام كبرى (1)
القسم الغزلي من (1 ـ 10) ـ (2) القسم الوصفي (11 ـ 44) ـ (3) القسم الإخباري (45
ـ 99).



و سبب نظم المعلقة إذا كان نظمها
قد تم دفعة واحدة فهو ما لقيه من ابن عمه من تقصير وإيذاء وبخل وأثرة والتواء عن
المودة وربما نظمت القصيدة في أوقات متفرقة فوصف الناقة الطويل ينم على أنه وليد
التشرد ووصف اللهو والعبث يرجح أنه نظم قبل التشرد وقد يكون عتاب الشاعر لابن عمه
قد نظم بعد الخلاف بينه وبين أخيه معبد.



شهرة المعلقة وقيمتها


بعض النقاد فضلوا معلقة طرفة على
جميع الشعر الجاهلي لما فيها من الشعر الإنساني ـ العواصف المتضاربة ـ الآراء في
الحياة ـ والموت جمال الوصف ـ براعة التشبيه، وشرح لأحوال نفس شابة وقلب متوثب.
ولعل انتمائه إلى منطقة من أكثر الأماكن تحضرا في الجزيرة العربية (إقليم
البحرين)، جعل ذلك الشعر الإنساني أكثر بروزاً لديه مقارنة بغيره من شعراء
الجاهلية.



في الخاتمة ـ يتجلى لنا طرفة
شاعرا جليلاً من فئة الشبان الجاهليين ففي معلقته من الفوائد التاريخية الشيء
الكثير كما صورت ناحية واسعة من أخلاق العرب الكريمة وتطلعنا على ما كان للعرب من
صناعات وملاحة وأدوات



نموذج لمعلقته


لخِولة أَطْلالٌ بِبرْقَةِ
ثَهْمَدِ تَلُوحُ كَبَاقي الْوَشْمِ في طَاهِرِالْيَدِ



وُقُوفاً بِهَا صَحْبي عَلَيَّ
مطِيَّهُمْ يَقُولُونَ لا تَهْلِكْ أَسَىً وَتَجَلَّدِ



عَدُو لِيَّةٌ أَوْ مِنْ سَفِينِ
ابْنِ يَامِنٍ يَجُوز بُهَا الْمّلاحُ طَوراً وَيَهْتَدِي



يَشُقُّ حَبَابَ الَماءِ حَيْزُ
ومُها بها كما قَسَمَ التِّرْبَ الْمَفايِلُ باليَدِ



وفِي الَحيِّ أَخْوَى يَنْفُضُ
المرْ دَشادِنٌ مُظَاهِرِ سُمْطَيْ لُؤْلؤٍ وَزَبَرْجَدِ



خذول تراعي ربربا بخميلة تنأول
أطرف البرير وترتدي



الحارث بن حلزة اليشكري


الحارث بن حلزة واسمه الحارث بن
ظليم بن حلزّة اليشكري، من عظماء قبيلة بكر بن وائل، كان شديد الفخر بقومه حتى ضرب
به المثل فقيل «أفخر من الحارث بن حلزة»، ولم يبق لنا من أخباره إلا ما كان من أمر
الاحتكام إلى عمرو بن هند (في 554 - 569 م) لأجل حل الخلاف الذي وقع بين قبيلتي
بكر وتغلب. توفي سنة 580 م، أي في أواخر القرن السادس الميلادي على وجه التقريب.



معلقته


أنشد الشاعر هذه المعلقة


الملك عمرو بن هند رداً على عمرو
بن كلثوم. وقيل أنه قد أعدّها وروّاها جماعة من قومه لينشدوها نيابة عنه لأنه كان
برص وكره أن ينشدها من وراء سبعة ستور ثم يغسل أثره بالماء، كما كان يفعل بسائر
البرص ثم عدل عن رأيه وقام بإنشادها بين يدي الملك وبنفس الشروط السابقة. لما
سمعها الملك وقد وقعت في نفسه موقعاً حسناً أمر برفع الستور وأدناه منه وأطمعه في
جفنته ومنع أن يغسل أثره بالماء.



كان الباعث الأساسي لإنشاد
المعلقة دفاع الشاعر عن قومه وتفنيد أقوال خصمه عمرو بن كلثوم. تقع المعلقة في خمس
وثمانين بيتاً، نظمت بين عامي 554 و569 م. شرحها الزوزني وطبعت في إكسفورد عام
1820 م ثم في بونا سنة 1827 م. ترجمت إلى اللاتينية والفرنسية.



وهي قصيدة همزية على البحر الخفيف
وتقسم إلى:



1. مقدمة: فيها وقوف بالديار وبكاء على الأحبة
ووصف للناقة (الأبيات 1 - 14)



2. المضمون: تكذيب أقوال التغلبيين من
(الأبيات 15 - 20) وعدم اكتراث الشاعر وقومه بالوشايات (الأبيات 21 - 31) ومفاخر
البكريين (الأبيات 32 - 39) ومخازي التغلبيين ونقضهم للسلم (الأبيات 40 - 55)
واستمالة الملك وذكر العداوة (الأبيات 59 - 64) ومدح الملك (الأبيات 65 - 68) وخدم
البكريين للملك (الأبيات 69 - 83) القرابة بينهم وبين الملك (الأبيات 84 - 85).



وتعتبر هذه المعلقة نموذج للفن
الرفيع في الخطابة والشعر الملحمي وفيها قيمة أدبية وتاريخية كبيرة تتجلى فيها قوة
الفكر عند الشاعر ونفاذ الحجة كما أنها تحوي القصص وألوانا من التشبيه الحسّي
كتصوير الأصوات والاستعداد للحرب وفيها من الرزانة ما يجعله أفضل مثال للشعر
السياسي والخطابي في ذلك العصر.



وهذا مطلع المعلقة:


آذَنَتْنا ببَيْنهِا أَسْمَــاءُ ربَّ ثَـاوٍ يُمَلُّ مِنْهُ
اُلْثَّوَاءُ



بَعْدَ عَهْدٍ لَنَـا بِبُرْقَةِ
شَمّــاءَ فَأَدْنَى
دِيَــارِهَا اٌلْخَلْصاءُ



فَالُمحَيَّاةُ فالصِّفـاحُ
فَأَعْنـاقُ فِتَـاقٍ
فَعادِبٌ فَالْوَفَاءُ



فَرِيــاضُ اُلْقَطَا فأوْدِيَةُ
الشُّرْ بُبِ فالشُّعْبَتَـانِ
فالأَبْــلاءُ



لا أرى مَنْ عَهِدْتُ فيهَـا
فأبكي اٌلْيَوْمَ
دَلْهاً وَمَا يُحِيرُ اُلْبُكَاء



وَبِعَيْنَيْكَ أَوْقَدَتْ هِنْدٌ
اُلْنَّــارَ أَخِيراً
تُلْوِي بِها اُلْعَلْيَـاءُ



عمرو بن كلثوم


عمرو بن كلثوم بن مالك بن عتّاب،
أبو الأسود (توفي 39 ق.هـ/584م)، من بني وائل. شاعر جاهلي من أصحاب المعلقات، من
الطبقة الأولى، ولد في شمالي جزيرة العرب في بلاد ربيعة وتجوّل فيها وفي الشام
ونجد. أمه هي ليلى بنت المهلهل بن ربيعة[1]. كان من أعز الناس نفساً، وهو من الفتاك
الشجعان، ساد تغلب، وهو فتىً وعمّر طويلاً. هو قاتل الملك عمرو بن هند ملك
المناذرة. وذلك أن أم عمرو بن هند ادعت يوماً أنها أشرف نساء العرب فهي بنت ملوك
الحيرة وزوجة ملك وأم ملك فقالت إحدى جليساتها: "ليلى بنت المهلهل أشرف منك
فعمها كليب وأبوها المهلهل سادة العرب وزوجها كلثوم بن مالك أفرس العرب وولدها
عمرو بن كلثوم سيد قومه" فأجابتها: " لأجعلنها خادمةً لي". ثم طلبت
من ابنها عمرو بن هند أن يدعو عمرو بن كلثوم وأمه لزيارتهم فكان ذلك.
وأثناءالضيافة حاولت أم الملك أن تنفذ نذرها فأشارت إلى جفنة على الطاولة وقالت
" يا ليلى ناوليني تلك الجفنة" فأجابتها: لتقم صاحبة الحاجة إلى
حاجتها" فلما ألحت عليها صرخت: "يا ويلي يا لذل تغلب" فسمعها ابنها
عمرو بن كلثوم وكان جالساً مع عمرو بن هند في حجرة مجاورة فقام إلى سيف معلق وقتله
به ثم أمر رجاله خارج القصر فقاموا بنهبه.



أشهر شعره معلقته التي مطلعها
"ألا هبي بصحنك فأصبحينا"، يقال: إنها في نحو ألف بيت وإنما بقي منها ما
حفظه الرواة، وفيها من الفخر والحماسة العجب . وقد اشتهر بأنه شاعر القصيدة
الواحدة لأن كل ما روي عنه معلقته وأبيات لا تخرج عن موضوعها.



قال في ثمار القلوب: كان يقال:
«فتكات الجاهلية ثلاث: فتكة البراض بعروة، وفتكة الحارث بن ظالم بخالد بن جعفر،
وفتكة عمرو بن كلثوم بعمرو بن هند ملك المناذرة، فتك به وقتله في دار ملكه وانتهب
رحله وخزائنه وانصرف بالتغالبة إلى خارج الحيرة ولم يصب أحد من أصحابه».



من شعره معلقته الشهيرة:


أَلاَ هُبِّي بِصَحْنِكِ
فَاصْبَحِيْنَا وَلاَ
تُبْقِي خُمُـوْرَ الأَنْدَرِيْنَا



مُشَعْشَعَةً كَأَنَّ الحُصَّ
فِيْهَـا إِذَا مَا المَاءَ
خَالَطَهَا سَخِيْنَا



تَجُوْرُ بِذِي اللَّبَانَةِ عَنْ
هَـوَاهُ إِذَا مَا ذَاقَهَـا
حَتَّـى يَلِيْنَا



تَرَى اللَّحِزَ الشَّحِيْحَ
إِذَا أُمِرَّتْ عَلَيْـهِ
لِمَـالِهِ فِيْهَـا مُهِيْنَا



صَبَنْتِ الكَأْسَ عَنَّا أُمَّ
عَمْـرٍوٍ وَكَانَ الكَأْسُ
مَجْرَاهَا اليَمِيْنَا



وَمَا شَـرُّ الثَّـلاَثَةِ أُمَّ
عَمْـرٍو بِصَاحِبِكِ الذِي
لاَ تَصْبَحِيْنَا



وَكَأْسٍ قَدْ شَـرِبْتُ بِبَعْلَبَـكٍّ
وَأُخْرَى فِي دِمَشْقَ
وَقَاصرِيْنَا



وَإِنَّا سَـوْفَ تُدْرِكُنَا
المَنَـايَا مُقَـدَّرَةً
لَنَـا وَمُقَـدِّرِيْنَا



قِفِـي قَبْلَ التَّفَرُّقِ يَا
ظَعِيْنـَا نُخَبِّـرْكِ
اليَقِيْـنَ وَتُخْبِرِيْنَا



قِفِي نَسْأَلْكِ هَلْ أَحْدَثْتِ
صَرْماً لِوَشْكِ
البَيْنِ أَمْ خُنْتِ الأَمِيْنَا



بِيَـوْمِ كَرِيْهَةٍ ضَرْباً
وَطَعْنـاً أَقَـرَّ بِـهِ
مَوَالِيْـكِ العُيُوْنَا



وَأنَّ غَـداً وَأنَّ اليَـوْمَ
رَهْـنٌ وَبَعْـدَ غَـدٍ
بِمَا لاَ تَعْلَمِيْنَا



تُرِيْكَ إِذَا دَخَلَتْ عَلَى
خَـلاَءٍ وَقَدْ أَمِنْتَ
عُيُوْنَ الكَاشِحِيْنَا



ذِرَاعِـي عَيْطَلٍ أَدَمَـاءَ
بِكْـرٍ هِجَـانِ اللَّوْنِ
لَمْ تَقْرَأ جَنِيْنَا



عنترة بن شداد


عنترة بن عمرو بن شداد بن معاوية
بن قراد العبسي (525 م - 601 م) هو أحد أشهر شعراء العرب في فترة ما قبل الإسلام،
اشتهر بشعر الفروسية، وله معلقة مشهورة. وهو أشهر فرسان العرب وأشعرهم وشاعر
المعلقات والمعروف بشعره الجميل وغزله العفيف بعبلة.



اسمه


اشتقاق اسم عنترة من ضرب من
الذباب يقال له العنتر وإن كانت النون فيه زائدة فهو من العَتْرِ والعَتْرُ الذبح
والعنترة أيضاً هو السلوك في الشدائد والشجاعة في الحرب. وإن كان الأقدمون لا
يعرفون بأيهما كان يدعى: بعنتر أم بعنترة فقد اختلفوا أيضاً في كونه اسماً له أو
لقباً. كان عنترة يلقب بالفلحاء ـ من الفلح ـ أي شق في شفته السفلى وكان يكنى بأبي
الفوارس لفروسيتة و يكنى بأبي المعايش وأبي أوفى وأبي المغلس لجرأته في الغلس أو
لسواده الذي هو كالغلس، وقد ورث ذاك السواد من أمه زبيبة، إذ كانت أمه حبشية وبسبب
هذا السواد عدة القدماء من أغربة العرب.



حياته


اشتهر عنترة بالفروسية والشعر
والخلق السمح. ومما يروى أن بعض أحياء العرب أغاروا على قوم من بني عبس فأصابوا
منهم، فتبعهم العبسيون فلحقوهم فقاتلوهم عما معهم وعنترة فيهم فقال له أبوه: كر يا
عنترة، فقال عنترة: العبد لا يحسن الكر إنما يحسن الحلب والصر، فقال كر وأنت حر،
فكر وأبلى بلاء حسناً يومئذ فادعاه أبوه بعد ذلك وألحق به نسبه، وقد بلغ الأمر
بهذا الفارس الذي نال حريته بشجاعته أنه دوخ أعداء عبس في حرب داحس والغبراء الأمر
الذي دعا الأصمعي إلى القول بأن عنترة قد أخذ الحرب كلها في شعره وبأنه من أشعر
الفرسان.



أما النهاية التي لقيها الشاعر
فالقول فيها مختلف، فئة تقول بأنه مات بسهم مرهرط من رجل أعماه اسمه جابر بن وزر
يلقب بالأسد الرهيص أثناء إغارة قبيلة عبس على قبيلة طيئ وانهزام العبسيين وهذا
الرجل انتقم من عنترة بسبب العما الذي سببه له عنترة في حروب داحس والغبراء ويقال
أن الأسد الرهيص كان أحد الفرسان الأقوياء بذاك العصر. ويروى أن عنترة بعد هزيمة
قومه وإصابته بالسهم المسموم ظل يسير على قومه يلاحظ المؤرخ فيليب حتي «تاريخ
العرب» - في حرب البسوس، وهي أقدم الحروب وأشهرها، وقد شبه المؤرخ عنترة - شاعرًا
ومحاربًا - بأخيل، كرمز لعصر البطولة العربية.



أخلاق الفرسان اشتهر عنترة بقصة
حبه لابنة عمه عبلة، بنت مالك، وكانت من أجمل نساء قومها في نضارة الصبا وشرف
الأرومة، بينما كان عنترة بن عمرو بن شداد العبسي ابن جارية فلحاء، أسود البشرة،
وقد ولد في الربع الأول من القرن السادس الميلادي، وذاق في صباه ذل العبودية،
والحرمان وشظف العيش والمهانة، لأن أباه لم يستلحقه بنسبه، فتاقت روحه إلى الحرية
والانعتاق. غير أن ابن الفلحاء، عرف كيف يكون من صناديد الحرب والهيجاء، يذود عن
الأرض، ويحمي العرض، ويعف عن المغنم. يقول عنترة:



ينبئك من شهد الوقيعة أنني **أغشى
الوغى وأعف عند المغنم



وعنترة (كمثال لأخلاقية الحرب
والنبل والشهامة والحميّة)، استحق تنويه النبي محمد عندما تُلي أمامه قول عنترة:



ولقد أبيت على الطوى وأظلّه حتى
أنال به كريم المأكلِ



يقول صاحب الأغاني: «قال عمر بن
الخطاب للحطيئة: كيف كنتم في حربكم؟ قال: كنا ألف فارس حازم. قال: كيف يكون ذلك؟
قال: كان قيس بن زهير فينا، وكان حازمًا فكنا لا نعصيه. وكان فارسنا عنترة فكنا
نحمل إذا حمل ونحجم إذا أحجم. وكان فينا الربيع بن زياد وكان ذا رأي فكنا نستشيره
ولا نخالفه. وكان فينا عروة بن الورد فكنا نأتم بشعره... إلخ». ولعل في هذا المثل
السالف آية وعلامة على «فن الحرب» الذي كان يعتمد في العصور القديمة على الرأي
والاستراتيجية والقيادة الحكيمة، والشعر (التعبئة) والقوة القائمة على العنف
والغلبة.



قيل لعنترة: أأنت أشجع العرب
وأشدها؟ فقال: لا. فقيل. فبماذا شاع لك هذا في الناس؟ قال: كنت أقدم إذا رأيت
الإقدام عزمًا، وأحجم إذا رأيت الإحجام حزمًا، ولا أدخل إلا موضعًا أرى لي منه
مخرجًا، وكنت أعتمد الضعيف الجبان فأضربه الضربة الهائلة التي يطير لها قلب الشجاع
فأثني عليه فأقتله. وهذه الآراء تؤكد اقتران الحيلة والحنكة في فن الحرب عند عنترة
وأقرانه في عصر السيف والرمح والفروسية. لا مراء في أن عنترة كان أشهر فرسان العرب
في الجاهلية، وأبعدهم صيتًا، وأسيرهم ذكرًا وشيمة، وعزة نفس، ووفاء للعهد،
وإنجازًا للوعد وهي الأخلاقية المثلى في قديم الزمان وحديثه.



بالرغم من هذا، فقد خرج عنترة في
كنف أب من أشراف القوم وأعلاهم نسبًا، ولكن محنته جاءته من ناحية أمه «الأَمَة»
ولم يكن ابن الأمة يلحقه بنسب أبيه إلا إذا برز وأظهر جدارته واستحقاقه للحرية
والعتق، والشرف الرفيع، وهذا ما حصل في حال عنترة الذي اشترى حريته بسيفه وترسه
ويراعه (لسانه) الشعري، وأثبت أن الإنسان صانع نفسه، وصاحب مصيره، بغض النظر عن
أصله وفصله، وجنسه، ولونه وشكله.



يقول عنترة:


لا تسقني ماءَ الحياة بذلةٍ ***
بل فاسقني بالعز كأس الحنظَلِ ماءُ الحياة بذلةٍ كجهنم *** وجهنم بالعزِّ أطيب
منزل



وقد كانت عبلة وظلت الأثيرة في
حياته وحتى مماته. وقد انتهت حياة البطل عنترة بعد أن بلغ من العمر عتيًا، ويشبه
مماته ميتة أخيل، كفارس يقاتل في التسعين من عمره، في كبره، ومات مقتولاً إثر رمية
سهم، وكان الذي قتله يلقب بالأسد الرهيص من قبيلة طيء. وكان لامارتين الشاعر
الفرنسي معجبًا بميتة عنترة الذي ما إن أصيب بالسهم المسموم وأحسّ أنه ميت لا
محالة، حتى اتخذ خطة المناضل - حتى بعد مماته - فظل ممتطيًا صهوة جواده، مرتكزًا
على رمحه السمهري، وأمر الجيش بأن يتراجع القهقرى وينجو من بأس الأعداء، وظل في
وقفته تلك حاميًا ظهر الجيش والعدو يبصر الجيش الهارب، ولكنه لا يستطيع اللحاق به
لاستبسال قائده البطل في الذود عنه ووقوفه دونه، حتى نجا الجيش وأسلم عنترة الروح،
باقيًا في مكانه، متكئًا على الرمح فوق جواده الأبجر.



قصائد عنترة


لا يحْمِلُ الحِقْدَ مَنْ تَعْلُو
بِهِ الرُّتَبُ ولا
ينالُ العلى من طبعهُ الغضبُ



ومن يكنْ عبد قومٍ لا يخالفهمْ إذا جفوهُ ويسترضى إذا
عتبوا



قدْ كُنْتُ فِيما مَضَى أَرْعَى
جِمَالَهُمُ واليَوْمَ
أَحْمي حِمَاهُمْ كلَّما نُكِبُوا



لله دَرُّ بَني عَبْسٍ لَقَدْ
نَسَلُوا منَ الأكارمِ ما قد
تنسلُ الـعربُ



لئنْ يعيبوا سوادي فهوَ لي نسبٌ يَوْمَ النِّزَالِ إذا مَا
فَاتَني النَسبُ



إن كنت تعلمُ يا نعمانُ أن يدي قصيرةٌ عنك فالأيام تنقلب


أليوم تعلم, يانعمان, اي فتىً يلقى أخاك ألذي غرّه
ألعصبُ



إن الأفاعي وإن لانت ملامسها عند التقلب في أنيابها
الــعطبُ



فَتًى يَخُوضُ غِمَارَ الحرْبِ
مُبْتَسِماً وَيَنْثَنِي
وَسِنَانُ الـرُّمْحِ مُخْتَضِبُ



إنْ سلَّ صارمهُ سالتَ مضاربهُ وأَشْرَقَ الجَوُّ
وانْشَقَّتْ لَهُ الحُجُـبُ



والخَيْلُ تَشْهَدُ لي أَنِّي
أُكَفْكِفُهَا والطّعن
مثلُ شرارِ النَّار يلتهبُ



إذا التقيتُ الأعادي يومَ معركة تَركْتُ جَمْعَهُمُ
المَغْرُور يُنْتَهَبُ



لي النفوسُ وللطّيرِاللحومُ ولل ـوحْشِ العِظَامُ
وَلِلخَيَّالَة ِالسَّـلَبُ



لا أبعدَ الله عن عيني غطارفة إنْساً إذَا نَزَلُوا
جِنَّا إذَا رَكِبُوا



أسودُ غابٍ ولكنْ لا نيوبَ لهم إلاَّ الأَسِنَّة ُ
والهِنْدِيَّة ُالقُضْبُ



تعدو بهمْ أعوجيِّاتٌ مضَّمرة ٌمِثْلُ السَّرَاحِينِ في أعناقها
القَببُ



ما زلْتُ ألقى صُدُورَ الخَيْلِ
منْدَفِقاً بالطَّعن حتى
يضجَّ السَّرجُ واللَّببُ



فا لعميْ لو كانَ في أجفانهمْ
نظروا والخُرْسُ لوْ كَانَ
في أَفْوَاهِهمْ خَطَبُوا



والنَّقْعُ يَوْمَ طِرَادِ
الخَيْل يشْهَدُ لي والضَّرْبُ
والطَّعْنُ والأَقْلامُ والكُتُـبُ



في موت عنترة ثلاث روايات أشهرها
صاحب الأغاني قال إنه أي عنترة أغار على بني نبهان فأطرد لهم طريدة وهو شيخ كبير
وجعل يرتجز:



حظ بني نبهان الأخبث....كأنما
آثارهما بالحثحث.



وكان جابر بن وزر النبهاني الملقب
بالأسد الرهيص في فتوة فرماه وقال: خذها وأنا ابن سلمى فقطع ظهره فتحامل بالرمية
حتى أتى أهله وهو مجروح فقال أبياتا مطلعها:



وإن ابن سلمى فأعلموا عنده دمي
وهيهات لا يرجى ابن سلمى ولا دمي.



يريد أن قومه لن يتمكنوا من الأخذ
بثأره.



مشاريع شقيقة هناك المزيد من الملفات في ويكيميديا كومنز
حول: عنترة بن شداد












زهير بن أبي سلمى


... زُهَير بن أبي سُلمَى : (? -
13 ق. هـ / 502 - 609 م)



هو زهير بن ابى سلمى ربيعة بن
رباح المزني ولد عام 205م حكيم الشعراء في الجاهلية وفي أئمة الأدب من يفضّله على
شعراء العرب كافة. قال ابن الأعرابي: كان لزهير من الشعر ما لم يكن لغيره: كان
أبوه شاعراً، وخاله شاعراً، وأخته سلمى شاعرة، وابناه كعب وبجير شاعرين، وأخته
الخنساء شاعرة. ولد في بلاد مُزَينة بنواحي المدينة المنورة وكان يقيم في الحاجر
(من ديار نجد)، واستمر بنوه فيه بعد الإسلام.



أقوال عنه *


* قيل كان ينظم القصيدة في شهر, ويهذبها في
سنة، فكانت قصائده تسمى الحوليات



* إنه، كما قال التبريزي، أحد الثلاثة
المقدمين على سائر الشعراء، وإنما اختلف في تقديم أحد الثلاثة على صاحبيه،
والآخران هما امرؤ القيس والنابغة الذبياني.



* وقال الذين فضّلوا زهيراً: زهير أشعر أهل
الجاهلية، روى هذا الحديث عكرمة عن أبيه جرير. وإلى مثل هذا الرأي ذهب العباس بن
الأحنف حين قال، وقد سئل عن أشعر الشعراء. وقد علّل العبّاس ما عناه بقوله: ألقى
زهير عن المادحين فضول الكلام كمثل قوله:



فما يَكُ منخيرٍ أتوه فإنّما


توارثه
آباء آبائهم قبْل



* وكان عمر بن الخطاب رضي الله عنه شديد
الإعجاب بزهير، أكد هذا ابن عباس إذ قال: خرجت مع عمر بن الخطاب رضي الله عنه في
أول غزاة غزاها فقال لي: أنشدني لشاعر الشعراء، قلت: "ومن هو يا أمير
المؤمنين؟" قال: ابن أبي سلمى، قلت: وبم صار كذلك؟ قال: لا يتبع حوشي الكلام
ولا يعاظل في المنطق، ولا يقول إلا ما يعرف ولا يمتدح أحداً إلا بما فيه".



وأيّد هذا الرأي كثرة بينهم عثمان
بن عفان رضي الله عنه، وعبد الملك بن مروان رضي الله عنه، وآخرون



* واتفقوا على أنّ زهيراً صاحب "أمدح
بيت... وأصدق بيت... وأبين بيت".



فالأمدح قوله:


تراهُ إذا ما جئْتَه مُتَهَلِّلا كأنَّك
تُعطيه الذي أنتَ سائلُهْ



والأصدق قوله:


ومهما تكنْ عند امرئٍ من خليقةٍ وإنْ خَالَها تَخْفي على الناس
تُعْلَمِ



وأما ما هو أبين فقوله يرسم حدود
الحق:



فإنّ الحقّ مقطعُه ثلاثٌ يمينٌ أو نفارُ أو جلاءُ


* قال بعضهم معلّقاً: لو أن زهيراً نظر في
رسالة عمر بن الخطاب إلى أبي موسى الأشعري ما زاد على قوله المشار إليه، ولعلّ
محمد بن سلاّم أحاط إحاطة حسنة بخصائص شاعرية زهير حين قال: "من قدّم زهيراً
احتجّ بأنه كان أحسنهم شعراً وأبعدهم من سخف، وأجمعهم لكثير من المعاني في قليل من
الألفاظ، وأشدّهم مبالغة في المدح، وأكثرهم أمثالاً في شعره". وسنورد لاحقاً
جملة أخرى في مثل هذه الخصائص التي تطالعنا بها أشعاره والتي تكشف عن أهمية شعره
وقيمته.



من حياته وشعره


* كانت ولادة زهير في بني غطفان. وبين هؤلاء
القوم نشأ وترعرع. ومنهم تزوّج مرّتين. في الأولى تزوّج أم أوفى التي يذكرها في
مطلع معلقته:



أمِن أمّ أَوفى دمنةٌ لمْ تكلّم بحوْمانَةِ الدرّاج فالمتثلّم


* وبعد طلاقه أم أوفى بسبب موت أولاده منها،
اقترن زهير بكبشة بنت عمّار الغطفانية ورزق منها بولديه الشاعرين كعب وبجير.



لكن زهيراً- كما يفهم من حديثه
وأهل بيته- كان من مزينة- وما غطفان إلا جيرانهم، وقِدْماً ولدتهم بنو مرّة وفي
الأغاني حديث زهير في هذا الشأن رواه ابن الأعرابي وأبو عمرو الشيباني، ولم نر
ضرورة إثباته.



* ولعلّ البارز في سيرة زهير وأخباره تأصّله
في الشاعرية: فقد ورث الشعر عن أبيه وخاله وزوج أمه أوس بن حجر.



* ولزهير أختان هما الخنساء وسلمى وكانتا
أيضاً شاعرتين. وأورث زهير شاعريته لابنيه كعب وبجير، والعديد من أحفاده وأبناء
حفدته. فمن أحفاده عقبة المضرّب وسعيد الشاعران، ومن أبناء الحفدة الشعراء عمرو بن
سعيد والعوّام ابنا عقبة المضرّب..



* ويطول الكلام في وراثة زهير الشعر وتوريثه
إياه. يكفي في هذا المجال الحوار بينه وبين خال أبيه بشامة بن الغدير الذي قال حين
سأله زهير قسمة من ماله: "يا ابن أختي، لقد قسمت لك أفضل ذلك وأجزله"
قال: "ما هو؟"، قال: شعري ورثتنيه". فقال له زهير: "الشعر شيء
ما قلته فكيف تعتدّ به عليّ؟"، فقال له بشامة: "ومن أين جئت بهذا الشعر؟
لعلك ترى أنّك جئت به من مزينة؟ وقد علمت العرب أن حصاتها وعين مائها في الشعر
لهذا الحيّ من غطفان، ثم لي منهم وقد رويته عنّي".



* فإذا تحوّلنا من شاعرية زهير إلى حياته
وسيرته فأول ما يطالعنا من أخباره أنه كان من المعمّرين، بلغ في بعض الروايات نحوا
من مئة عام. فقد استنتج المؤرخون من شعره الذي قاله في ظروف حرب داحس والغبراء أنه
ولد في نحو السنة 530م. أما سنة وفاته فتراوحت بين سنة 611و 627م أي قبل بعثة
النبيّ بقليل من الزمن، وذكرت الكتب أن زهيراً قصّ قبل موته على ذويه رؤيا كان
رآها في منامه تنبأ بها بظهور الإسلام وأنه قال لولده: "إني لا اشكّ أنه كائن
من خبر السماء بعدي شيء. فإن كان فتمسّكوا به، وسارعوا إليه".



== قصة المعلقة ==


نظمت معلقته لما آلت إليه حرب
داحس والغبراء، وفي مديح الحارث بن عوف وهرم بن سنان، صانعي السلام. كما نظم زهير
عديداً من القصائد في مدح حارم بن سنان، الذي لم يقم على تلبية كل طلبات الشاعر
فقط، بل كان يمنحه لقاء قصيدة مديح إما جارية أو حصان. شعر زهير بالخجل لهذه
المكرمة حتى أنه كان يقول عندما يدخل على قوم فيهم حارم " السلام عليكم
جميعاً باستثناء حارم، رغم أنه أفضلكم".



قرأ أحد أبناء حارم قصيدة مديح في
عائلته للخليفة عمر الذي قال إن زهير مدحكم مدحاً جميلاً. فرد الابن موافقاً وقال
لكننا أجزلنا له العطاء. قال عمر "ما منح يفنى مع الزمن، لكن مديحه
خالد". لم يكن عمر من المعجبين بالشعر، لكنه مدح زهير لأنه مدح في شعره من
يستحق المديح مثل حارم بن سلمى.



كانت أم أوفى التي ذكرها في مطلع
المعلقة زوجة زهير الأولى التي طلقها بسبب غيرتها وندم لاحقاً على فعلته. مات كل
الأبناء التي أنجبتهم صغار السن. أنجبت زوجته الثانية ولدين: كعب من نظم قصيدة
البردة الشهيرة والمعروفة في الشرق بمطلع " بانت سعاد ?" وألقاها في
حضرة الرسول عليه الصلاة والسلام (630 ميلادية) عندما عقد صلحاً معه ودخل الإسلام،
والابن الثاني بوجير وكان من أوائل من دخل الإسلام.



ورد في كتاب الأغاني أن الرسول
قابل زهير وهو في سن المئة وقال: " اللهم أعذني من شيطانه ". ويقال إنه
توفي قبل أن يغادر الرسول البيت. في رواية أخرى أن زهير تنبأ بقدوم الرسول عليه
الصلاة والسلام وذكر ذلك لابنيه كعب وبجير، ونصحهم بالاستماع إلى كلام الرسول عليه
الصلاة والسلام عند قدومه، وهذا يعني أنه توفي قبل ظهور الرسالة. وأيضا يروى انه
لم يحب زوجته لانها كانت السبب في قتل اولا=ده



من أهم قصائده


سعا ساعيا غيض ابن مرة بعدمــا تبزل ما بين العشيرة بالــدم


عَظِيمَيْـنِ فِي عُلْيَا مَعَدٍّ
هُدِيْتُمَـا وَمَنْ
يَسْتَبِحْ كَنْزاً مِنَ المَجْدِ يَعْظُـمِ



لبيد بن ربيعة


لَبيد بن ربيعة بن مالك أبو عقيل
العامِري من هوازن بطن عامر بن صعصعة (توفي 41 هـ/661 م) أحد الشعراء الفرسان
الأشراف في الجاهلية،عمه ملاعب الأسنة وأبوه ربيعة بن مالك والمكنى *بربيعة
المقترن* لكرمه. من أهل عالية نجد، مدح بعض ملوك الغساسنة مثل: عمرو بن جبلة وجبلة
بن الحارث. أدرك الإسلام، ووفد على النبي (صلى الله عليه وسلم) مسلما، ولذا يعد من
الصحابة، ومن المؤلفة قلوبهم. وترك الشعر فلم يقل في الإسلام إلا بيتاً واحداً.
وسكن الكوفة وعاش عمراً طويلاً. وهو أحد أصحاب المعلقات.



في الجاهلية


وفد أبو براء ملاعب الأسنة -وهو
عامر بن مالك بن جعفر بن كلاب- وإخوته طفيل ومعاوية وعبيدة، ومعهم لبيد بن ربيعة
بن مالك بن جعفر، وهو غلام، على النعمان بن المنذر، فوجدوا عنده الربيع بن زياد
العبسي، وكان الربيع ينادم النعمان مع رجل من أهل الشام تاجر، يقال له: سرجون بن
نوفل، -وكان حريفاً للنعمان- يعني سرجون- يبايعه، وكان أديباً حسن الحديث
والمنادمة، فاستخفه النعمان، وكان إذا أراد أن يخلو على شرابه بعث إليه وإلى
النطاسي- متطبب كان له- وإلى الربيع بن زياد، وكان يدعى الكامل. فلما قدم
الجعفريون كانوا يحضرون النعمان لحاجتهم، فإذا خلا الربيع بالنعمان طعن فيهم، وذكر
معايبهم، ففعل ذلك بهم مراراً، وكانت بنو جعفر له أعداء، فصده عنهم، فدخلوا عليه
يوماً فرؤوا منه تغيراً وجفاء، وقد كان يكرمهم قبل ذلك ويقرب مجلسهم، فخرجوا من
عنده غضاباً، ولبيد في رحالهم يحفظ أمتعتهم، ويغدو بإبلهم كل صباح، فيرعاها، فإذا
أمسى انصرف بإبلهم، فأتاهم ذات ليلة فألفاهم يتذاكرون أمر الربيع، وما يلقون منه؛
فسالهم فكتموه، فقال لهم: والله لا أحفظ لكم متاعاً، ولا أسرح لكم بعيراً أو
تخبروني.



وكانت أم لبيد امرأة من بني عبس،
وكانت يتيمة في حجر الربيع، فقالوا: خالك قد غلبنا على الملك، وصد عنا وجهه، فقال
لهم لبيد: هل تقدرون على أن تجمعوا بينه وبيني فأزجره عنكم بقول ممض، ثم لا يلتف
النعمان إليه بعده أبداً. فقالوا: وهل عندك من ذلك شيء? قال: نعم، قالوا: فإنا
نبلوك بشتم هذه البقلة - لبقلة قدامهم دقيقة القضبان قليلة الورق لاصقة فروعها
بالأرض، تدعى التربة - فقال: هذه التربة التي لا تذكى ناراً، ولا تؤهل داراً، ولا
تسر جاراً، عودها ضئيل، وفرعها كليل، وخيرها قليل، بلدها شاسع، ونبتها خاشع،
وآكلها جائع، والمقيم عليها ضائع، أقصر البقول فرعاً، وأخبثها مرعى، وأشدها قلعاً،
فتعساً لها وجدعاً، القوا بي أخا بني عبس، أرجعه عنكم بتعس ونكس، وأتركه من أمره
في لبس. فقالوا: نصبح فنرى فيك رأينا. فقال لهم عامر: انظروا غلامكم؛ فإن رأيتموه
نائماً فليس أمره بشيء، وإنما يتكلم بما جاء على لسانه، ويهذي بما يهجس في خاطره،
وإذا رأيتموه ساهراً فهو صاحبكم. فرمقوه بأبصارهم، فوجدوه قد ركب رحلاً، فهو يكدم بأوسطه
حتى أصبح.



فلما أصبحوا قالوا: أنت والله
صاحبنا، فحلقوا رأسه، وتركوا ذؤابتين، وألبسوه حلة، ثم غدوا به معهم على النعمان،
فوجدوه يتغذى ومعه الربيع وهما يأكلان، ليس معه غيره، والدار والمجالس مملوءة من
الوفود. فلما فرغ من الغداء أذن للجعفريين فدخلوا عليه، وقد كان تقارب أمرهم،
فذكروا للنعمان الذي قدموا له من حاجتهم، فاعترض الربيع في كلامهم، فقام لبيد
يرتجز، ويقول:



يا رب هيجاً هي خير من دعه أكل يوم هامتي مقزعه


نحن بنو أم البنين الأربعه ومن خيار عامر بن صعصعه


المطعمون الجفنة المدعدعه والضاربون الهام تحت الخيضعه


يا واهب الخير الكثير من سعه إليك جاوزنا بلاداً مسبعه


يخبر عن هذا خيبر فاسمعه مهلاً أبيت اللعن لا تأكل معه


إن استه من برص ملمعه وإنه يدخل فيها إصبعه


يدخلها حتى يواري أشجعه كأنما يطلب شيئاً أطعمه


فلما فرغ من إنشاده التفت النعمان
إلى الربيع شزراً يرمقه، فقال: أكذا أنت? قال: لا، والله، لقد كذب علي ابن الحمق
اللئيم. فقال النعمان: أف لهذا الغلام، لقد خبث علي طعامي. فقال: أبيت اللعن، أما
إني قد فعلت بأمه. فقال لبيد: أنت لهذا الكلام أهل، وهي من نساء غير فعل ، وأنت
المرء فعل هذا بيتيمة في حجره. فأمر النعمان ببني جعفر فأخرجوا. وقام الربيع
فانصرف إلى منزله، فبعث إليه النعمان بضعف ما كان يحبوه به، وأمره بالانصراف إلى
أهله. وكتب إليه الربيع: إني قد تخوفت أن يكون قد وقر في صدرك ما قاله لبيد، ولست
برائم حتى تبعث من يجردني فيعلم من حضرك من الناس أني لست كما قال. فأرسل إليه:
إنك لست صانعاً بانتفائك مما قال لبيد شيئاً، ولا قادراً على ما زلت به الألسن،
فالحق بأهلك.



في الأسلام


استقر لبيد في الكوفة بعد إسلامه
حيث وافته المنية قرابة نهاية عهد معاوية (660 ميلادية) في سن 157 سنة كما يذكر
ابن قتيبة أو 145 كما ورد في الأغاني، تسعون منها في الجاهلية وما تبقى في
الإسلام. أرسل حاكم الكوفة يوماً في طلب لبيد وسأله أن يلقي بعضاً من شعره فقرأ
لبيد (سورة البقرة) وقال عندما انتهى " منحني الله هذا عوض شعري بعد أن أصبحت
مسلماً." عندما سمع الخليفة عمر بذلك أضاف مبلغ 500 درهم إلى 2000 درهم التي
كان يتقاضها


شعراء المعلقات 010oksfj30
محمد عز
محمد عز
عضو مشارك
عضو مشارك

ذكر
عدد المساهمات : 51
نقاط : 5006
السٌّمعَة : 1

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

شعراء المعلقات Empty رد: شعراء المعلقات

مُساهمة من طرف سامح عسكر الجمعة سبتمبر 30, 2011 12:00 am

جزاكم الله خيرا أستاذ محمد




صفحتي على الفيس بوك

الحرية هي مطلب العُقلاء..ولكن من يجعل نفسه أسيراً لردود أفعال الآخرين فهو ليس حُرّاً....إصنع الهدف بنفسك ولا تنتظر عطف وشفقة الناس عليك..ولو كنت قويا ستنجح....سامح عسكر



سامح عسكر
سامح عسكر
المدير العام
المدير العام

شعراء المعلقات Empty
الديانه : الاسلام
البلد : مصر
ذكر
عدد المساهمات : 14253
نقاط : 28508
السٌّمعَة : 23
العمر : 44
مثقف

https://azhar.forumegypt.net/

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة


 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى