المناطق القطبية ..عيون و عقول أكبر
صفحة 1 من اصل 1
المناطق القطبية ..عيون و عقول أكبر
مقدمة البحث :
عاش البشر لبضع عشرات من آلاف السنين في المناطق القطبية ، ولكن يبدو أن النظم البصرية قد تكيفت بسرعة إلى درجة تثير الدهشة في الشتاء الطويل ،والسماء ملبدة بالغيوم.
تفاصيل البحث :
هذا ما تم التوصل إليه الباحثون من جامعة أكسفورد من قياس حجم الجماجم لعدد 55 شخص من 12 مجتمع سكني مختلف من الذين عاشوا منذ 200 سنة مضت ، حيث تم أخذ العينة البحثية من متحف جامعة أكسفورد مع التركيز على الأبعاد المدارية للجمجمة .
وقد وجد الباحثون علاقات إيجابية كبيرة بين البعد عن خط الاستواء، وحجم مدار الجمجمة وحجم المخ كذلك تفاوتت أحجام مقل العيون حوالي 10 جرام .
كما اكتشفوا أن العقول الأصغر تقع في المناطق الواقعة في "مايكرونيزيا " (Micronesians ) والتي تقترب من خط الاستواء في حين أن العقول الأكبر تقع في الدول "الاسكندينافية " ( Scandinavians) والتي تقع حول القطب .
وأضاف الباحثون إن كبر حجم المخ في المناطق القريبة من القطبين ليس دليلا على ارتفاع معدل ذكاء سكان هذه المناطق إنما حدث بسبب زيادة حجم المناطق المسئولة عن الرؤية في المخ حتى تصل لرؤية أفضل تعوض بها انخفاض مستويات الضوء في هذه المناطق ، وتبين من الأدلة التي قدمها الباحثون أن الحدة البصرية الفعلية في ظل ظروف الإضاءة الطبيعية ثابتة في جميع أنحاء العالم ، الأمر الذي يوحي بأن نظام المعالجة البصرية تكيف مع ظروف الإضاءة المحيطة.
كما استبعد الباحثون أن تكون الزيادة في حجم مقلة العين والدماغ بسبب الزيادة في نسبة الدهون العازلة نتيجة لبرودة الجو في هذه المناطق مؤكدين أن اختلاف معدلات الإضاءة هو السبب الرئيسي الوحيد في زيادة حجم المخ ومقل العين ، حتى وإن كان المناخ عامل مأخوذ في الحسبان .
ويقول "دنبار" أنه عندما تعرض سكان هذه المناطق إلى المعدلات المنخفضة في الإضاءة كان الجسم أمام ثلاثة خيارات:
الأول : هو الحفاظ على حجم العين والدماغ وقبول الحدة البصرية الفقيرة،
والثاني : زيادة حجم المناطق البصرية للحفاظ على قوة البصر ولكن مع الحفاظ على نفس حجم المخ ،
أما الثالث : فهو زيادة حجم المساحات البصرية مع الحفاظ على حجم الأجزاء الأمامية من الدماغ ، وذلك عن طريق زيادة حجم الدماغ الكلي وهو ما حدث فعليا ً مما يعد دليلاً على مدى مرونة وقابلية الأنظمة البشرية بصفة خاصة والحيوانية بصفة عامة على التكيف مع ظروف البيئة المختلفة.
خلاصة البحث :
البشر الذين يعيشون في المناطق القطبية بعيدا عن خط الاستواء زاد حجم عيونهم وعقولهم لمساعدتهم على معالجة التغلب على مشكلة مستوى الإضاءة المنخفض المميز في هذه المناطق.
و بنى هذا البحث على الملاحظات السابقة حول العلاقة بين حجم ومستوى العين في ضوء الدراسات التي أجريت على أنواع من الحيوانات , فالطيور التي تتميز بالعيون الكبيرة هي أول من يبدأ الغناء عندما تشرق الشمس، و الثدييات التي تتمتع بعيون أكبر تكون أكثر قدرة على تناول الطعام في الليل.
نبذة عن الباحث :
د."روبين دنبار"(Dunbar ) رئيس معهد الأنثربولوجيا المعرفي والتطوري جامعة أكسفورد.
صفحتي على الفيس بوك
الحرية هي مطلب العُقلاء..ولكن من يجعل نفسه أسيراً لردود أفعال الآخرين فهو ليس حُرّاً....إصنع الهدف بنفسك ولا تنتظر عطف وشفقة الناس عليك..ولو كنت قويا ستنجح....سامح عسكر
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى