الشاذ

ما رواه المقبول مخالفاً لمن هو أولى منه بكثرة عدد او زيادة حفظ ويقع الشذوذ في السند كما يقع في المتن. ويقابله – المحفوظ-.

أ- الشذوذ في السند:

ما رواه الترمذي والنسائي وابن ماجه من طريق ابن عيينة.

عن عمرو بن دينار عن عوسجة عن ابن عباس ( أن رجلاً توفي على عهد

رسول الله صلى الله علبه وسلم ولم يدع وارثاً إلا مولى هو أعتقه ).

وتابع ابن عيينة على وصله ابن جريج وغيره.

وخالفهم حماد بن زيد فرواه عن عمرو بن دينار عن عوسجة ولم يذكر ابن عباس.

ولذا قال ابن أبي حاتم: "المحفوظ حديث ابن عيينة" "والشاذ حديث حماد بن زيد".

فحماد بن زيد من أهل العدالة والضبط، ومع ذلك فقد رجّح أبو حاتم مَن هم أكثر عدداً منه.



ب- الشذوذ في المتن والسند:

ما أخرجه الدارقطني في سننه عن عائشة رضي الله عنها:

(أن رسول الله صلى الله علبه وسلم كان يقصر في السفر ويتمّ ويفطر ويصوم).

فهذا حديث رجال إسناده ثقات. وقد صحح إسناده الدارقطني لكنه شاذ سنداً ومتناً.



أما السند: فلأنه مخالف لما اتفق عليه الثقات عن عائشة أنه من فعلها غير مرفوع إلى النبي صلى الله علبه وسلم.



وأما المتن: فلأن الثابت عندهم مواظبة الرسول صلى الله علبه وسلم على قصر الصلاة في السفر.



ت- الشذوذ في المتن:

ما رواه ابو داوود والترمذي من حديث عبد الواحد بن زياد عن الأعمش عن أبي صالح عن ابي هريرة مرفوعاً:

( إذا صلى أحدكم الفجر فليضطجع عن يمينه ).

قال البيهقي: خالف عبد الواحد العدد الكثير في هذا، فان الناس إنما رووه من فعل النبي صلى الله علبه وسلم وانفرد به عبد الواحد من بين ثقات أصحاب الأعمش بهذا اللفظ.



حكمه: مردود ولا يحتج به ( لأن راويه، وإن كان ثقة، لكنه لمّا خالف مَن هو أقوى منه علِمْنا أنه لم يضبط هذا الحديث، فيكون مردوداً).



المحفوظ: ما رواه الأوثق مخالفاً لما رواه الثقة.

والأمثلة المذكورة سابقاً هي أمثلة على المحفوظ معكوسة.

فالمحفوظ من قول عائشة هو " من فعلها " كما في المثال السابق.

أي رواية ذلك موقوفاً عليها، لا مرفوعاً الى النبي صلى الله علبه وسلم .

والمحفوظ: حديث مقبول يحتجّ به.



الفرق بين الشاذ والمحفوظ:

الشاذ: ما رواه المقبول مخالفاً لمن هو أولى منه. وهو مردود.

المحفوظ: ما رواه الأوثق مخالفاً لرواية الثقة. وهو مقبول.



الفرق بين الشاذ والمنكر:

الشاذ: ما رواه المقبول مخالفاً لمن هو أولى منه. وهو مردود.

المنكر: ما رواه الضعيف مخالفاً للثقة. وهو مردود.