من تاريخنا ، محاولة فهم
صفحة 1 من اصل 1
من تاريخنا ، محاولة فهم
قسّم الدارسون التاريخ الإسلامي ست مراحل :
* الأولى ، تبدأ بعهد النبي ، صلى الله عليه وسلم ، من العام 610 حتى العام 632م
* الثانية ، عصر الخلافة الراشدة من العام 634 حتى العام 660م = 10 : 41 هـ
* الثالثة ، عصر الخلافة الأُموية من العام 661م حتى العام 745م = 41 : 127 هـ
* الرابعة ، عصر الخلافة العباسية من العام 750 م حتى العام 1516م = 132 : 922 هـ
* الخامسة ، خلال هذه الخلافة قامت الخلافة الفاطمية ( !!!!!!!!!!!! ) وقد حكمت مصر ، والشام ، من العام 909 حتى العام 1160م = 793 : 555 هـ
* السادسة ، وفيها انتهى الأمر إلى " السلطنة العثمانية " ، وقد بدأت العام 1281م واستمرت حتى العام 1517م = 680 : 918 هـ ، وهى سلطنة " عادية " ، ثم بدأت " تدّعي " أنها " السلطنة الإسلامية " !!! وقد ورثت " الخلافة " من العام 1517م حتى العام 1924م = 927 : 1343 هـ
غير أن هذا التقسيم فيه كثير من العمومية والإرسال ، ما يؤدي ، برأينا ، إلى التعميم والتخليط والتفريط في فهم التاريخ " الإسلامي " خاصة لدى الفرد " العادي " !!!
هناك دراسات تحاول بيان " عدد " الإمارات ، أو السلطنات ، أو " الدول " ، على سبيل التجاوز ، التي حكمت على مدى " التاريخ الإسلامي " ، ما يمهد لأن نعيد ترتيب عصور الخلافة الإسلامية فيما بعد عهد النبي صلى الله عليه وسلم وعصر الخلفاء الراشدين رضي الله عنهم ، علنا نبيّن ، لنفهم ، " خفايا " التاريخ وعناصر حركته وعوامل مده وجزره ، أو ارتفاعه وانهياره ... يقول ابن خلدون !!!
هي كالآتي :
* العصر الأُموي ، ويتضمن حكم معاوية بن أبى سفيان ، ثم يزيد بن معاوية ، ثم معاوية بن يزيد ... من العام 166م حتى العام 683 م = 41 : 64 هـ.
* العصر المروانى ، ويبدأ بمروان بن الحكم ، وينتهي بمروان بن محمد ... وذلك من العام 683م حتى العام 745 م = 64 : 127 هـ
* العصر العباسي الأول ، ويبدأ من قيام الخلافة العباسية حتى سيطرة الترك على الحكم من العام 750م حتى العام 842 م = 132 : 232 هـ ، ولنا ، بقراءة تاريخية ناقدة ، أن نسميه " العصر الفارسي الأول " !!!
* العصر العباسي الثاني ، ويبدأ بخلافة المتوكل على الله العباسي ، وينتهي بظهور الدولة البويهية من العام 847م حتى العام 944 م = 232 : 334 هـ ! وهذا يمكن تسميته " العصر التركي الأول " !!!
* العصر العباسي الثالث ، ويبدأ باستقرار الدولة البويهية ، وينتهي بدخول السلاجقة إلى بغداد ، من العام 946 م حتى العام 1055 م، = 334 : 447 هـ ، وهذا نسميه " العصر الفارسي الثاني " !!!
* العصر العباسي الرابع ، ويبدأ بدخول السلاجقة إلى بغداد ، وينتهي بدخول المغول إليها ، من العام 1055 حتى العام 1256 م = 447 : 656 هـ ، وهذا هو العصر التركي الثاني . !!!
نضيف إلى ما فات الخلافة الفاطمية ، تلك التي قامت ، بالأساس ، على يد البربر والصقليين ، كذا " السلطنة العثمانية " والتي هي من الترك .
نعلم أن أهم " فرعين " في قبيلة " قريش " هما الأمويون ، ويتزعمهم أبو سفيان بن حرب ، والهاشميون ، ويتزعمهم العباس عم النبي صلى الله عليه وسلم . وكان الفرع الأموي أكثر ثراء وأشد دهاء ! وقد سكت هذا الفرع طيلةَ وجود النبي صلى الله عليه وسلم ، خاصة وأن أبا سفيان لم يُسْلم إلا عند فتح مكة العام 8 هـ وخلال خلافة أبى أبكر وعمر ، رضي الله عنهما . فلما وُلي عثمان بن عفان ، رضي الله عنه ، الخلافة ، بدأ ظهرهم بشكل اجتماعي ثم بشكل سياسي ، فكان منهم الشيء الكثير من استغلال السلطة والنفوذ ، وقد استسلم عثمان لمروان بن الحكم فجعله " أكبر مستشاريه " ، خاصة وقد زوجه عثمان ابنته وجعل له خُمس غنائم إفريقية !!! س
وبسبب ميل عثمان ، رضي الله عنه ، إلى عشيرته من الأمويين ، وربما يبين التاريخ أنه كانت هناك أسبابٌ أخرى ، ثار عليه البعض في مشهد انتهى بقتله رحمه الله ، فبويع لعلي بن أبي طالب بالخلافة ، ووقعت أحداث ما يعرف بـ " الفتنة الكبرى " ، وانتهى الأمر إلى أن قُتل علي بن أبى طالب ، ما أهل لأن تميل الكفة لصالح " الأمويين " خاصة وقد بويع معاوية بالخلافة العام 41 هـ بعد تنازل الحسن بن علي له , وذلك بعد خطبة موجَزة خطبها في " أهل العراق " عاب عليهم فيها أموراً ثلاثة توجِد نفسه عليهم !!!
يُتبع ...
* الأولى ، تبدأ بعهد النبي ، صلى الله عليه وسلم ، من العام 610 حتى العام 632م
* الثانية ، عصر الخلافة الراشدة من العام 634 حتى العام 660م = 10 : 41 هـ
* الثالثة ، عصر الخلافة الأُموية من العام 661م حتى العام 745م = 41 : 127 هـ
* الرابعة ، عصر الخلافة العباسية من العام 750 م حتى العام 1516م = 132 : 922 هـ
* الخامسة ، خلال هذه الخلافة قامت الخلافة الفاطمية ( !!!!!!!!!!!! ) وقد حكمت مصر ، والشام ، من العام 909 حتى العام 1160م = 793 : 555 هـ
* السادسة ، وفيها انتهى الأمر إلى " السلطنة العثمانية " ، وقد بدأت العام 1281م واستمرت حتى العام 1517م = 680 : 918 هـ ، وهى سلطنة " عادية " ، ثم بدأت " تدّعي " أنها " السلطنة الإسلامية " !!! وقد ورثت " الخلافة " من العام 1517م حتى العام 1924م = 927 : 1343 هـ
غير أن هذا التقسيم فيه كثير من العمومية والإرسال ، ما يؤدي ، برأينا ، إلى التعميم والتخليط والتفريط في فهم التاريخ " الإسلامي " خاصة لدى الفرد " العادي " !!!
هناك دراسات تحاول بيان " عدد " الإمارات ، أو السلطنات ، أو " الدول " ، على سبيل التجاوز ، التي حكمت على مدى " التاريخ الإسلامي " ، ما يمهد لأن نعيد ترتيب عصور الخلافة الإسلامية فيما بعد عهد النبي صلى الله عليه وسلم وعصر الخلفاء الراشدين رضي الله عنهم ، علنا نبيّن ، لنفهم ، " خفايا " التاريخ وعناصر حركته وعوامل مده وجزره ، أو ارتفاعه وانهياره ... يقول ابن خلدون !!!
هي كالآتي :
* العصر الأُموي ، ويتضمن حكم معاوية بن أبى سفيان ، ثم يزيد بن معاوية ، ثم معاوية بن يزيد ... من العام 166م حتى العام 683 م = 41 : 64 هـ.
* العصر المروانى ، ويبدأ بمروان بن الحكم ، وينتهي بمروان بن محمد ... وذلك من العام 683م حتى العام 745 م = 64 : 127 هـ
* العصر العباسي الأول ، ويبدأ من قيام الخلافة العباسية حتى سيطرة الترك على الحكم من العام 750م حتى العام 842 م = 132 : 232 هـ ، ولنا ، بقراءة تاريخية ناقدة ، أن نسميه " العصر الفارسي الأول " !!!
* العصر العباسي الثاني ، ويبدأ بخلافة المتوكل على الله العباسي ، وينتهي بظهور الدولة البويهية من العام 847م حتى العام 944 م = 232 : 334 هـ ! وهذا يمكن تسميته " العصر التركي الأول " !!!
* العصر العباسي الثالث ، ويبدأ باستقرار الدولة البويهية ، وينتهي بدخول السلاجقة إلى بغداد ، من العام 946 م حتى العام 1055 م، = 334 : 447 هـ ، وهذا نسميه " العصر الفارسي الثاني " !!!
* العصر العباسي الرابع ، ويبدأ بدخول السلاجقة إلى بغداد ، وينتهي بدخول المغول إليها ، من العام 1055 حتى العام 1256 م = 447 : 656 هـ ، وهذا هو العصر التركي الثاني . !!!
نضيف إلى ما فات الخلافة الفاطمية ، تلك التي قامت ، بالأساس ، على يد البربر والصقليين ، كذا " السلطنة العثمانية " والتي هي من الترك .
نعلم أن أهم " فرعين " في قبيلة " قريش " هما الأمويون ، ويتزعمهم أبو سفيان بن حرب ، والهاشميون ، ويتزعمهم العباس عم النبي صلى الله عليه وسلم . وكان الفرع الأموي أكثر ثراء وأشد دهاء ! وقد سكت هذا الفرع طيلةَ وجود النبي صلى الله عليه وسلم ، خاصة وأن أبا سفيان لم يُسْلم إلا عند فتح مكة العام 8 هـ وخلال خلافة أبى أبكر وعمر ، رضي الله عنهما . فلما وُلي عثمان بن عفان ، رضي الله عنه ، الخلافة ، بدأ ظهرهم بشكل اجتماعي ثم بشكل سياسي ، فكان منهم الشيء الكثير من استغلال السلطة والنفوذ ، وقد استسلم عثمان لمروان بن الحكم فجعله " أكبر مستشاريه " ، خاصة وقد زوجه عثمان ابنته وجعل له خُمس غنائم إفريقية !!! س
وبسبب ميل عثمان ، رضي الله عنه ، إلى عشيرته من الأمويين ، وربما يبين التاريخ أنه كانت هناك أسبابٌ أخرى ، ثار عليه البعض في مشهد انتهى بقتله رحمه الله ، فبويع لعلي بن أبي طالب بالخلافة ، ووقعت أحداث ما يعرف بـ " الفتنة الكبرى " ، وانتهى الأمر إلى أن قُتل علي بن أبى طالب ، ما أهل لأن تميل الكفة لصالح " الأمويين " خاصة وقد بويع معاوية بالخلافة العام 41 هـ بعد تنازل الحسن بن علي له , وذلك بعد خطبة موجَزة خطبها في " أهل العراق " عاب عليهم فيها أموراً ثلاثة توجِد نفسه عليهم !!!
يُتبع ...
<br>
amalou_first1- عضو نشيط
- الديانه : الاسلام
البلد : مصر
عدد المساهمات : 198
نقاط : 5143
السٌّمعَة : 1
رد: من تاريخنا ، محاولة فهم
من تاريخنا ، محاولة فهم (2) :
في عصر ما قبل الإسلام ، العصر الجاهلي ، كانت العصبية عرفاً ذا هيبة بين القبائل بسبب الأنساب التي تعود إلى القبيلة والعشيرة والبطن فيها والفرع منها ... وهكذا ، لكن الثابت أن الإسلام ، لما جاء ، استبدل بقيم " الجاهلية " قيماً أخرى سعى لإحلالها محلها عبر ثلاث عشرة سنة مضّاها الرسول ، صلى الله عليه وسلم ، في مكة ، على حين مضّى ، عليه الصلاة والسلام ، في المدينة عشر سنوات !!! . وقد عمل " الإسلام " على إنشاء أمة ( = جماعة ) من المؤمنين تربطهم علائق الإيمان كدعوة لإذابة " أنتان " القبليّة !!! ، فلما بدأ العصر الأُموي حدث انقلاب ، نراه جذرياً ، في كثير من مفاهيم ، وقيم ، الإسلام ، بل وامتد الأمر ليشمل النُّظم والتطبيق كذلك !!! ؛ فقد كانت الخلافة من قبله " مدنية " تصدر عن المسلمين ، ثم صارت من بعده " مُلكاً عضوداً " و " قيصرية " واقعاً وحقيقة ! ، وكان الحكم " شورى " ( حتى وإن يدت غير مُلزِمة ) ، فأصبح غلبةً وإرثاً ، وكان المال " مالَ المسلمين " كقولة أبي ذر ، فأصبح " مال الخليفة " يأخُذ منه ما يشاء ويعطى ما فضل عنه ، فضلا منه على الناس ... تحت تأويلات ما أنزل الله بها من سلطان كقول معاوية " لو أن ربي لم يرني أهلاً لهذا الأمر ما تركني وإياه ، ولو كره الله ما نحن فيه لغيّـره " و" أنا خازن من خُزان الله تعالى ، أعطي من أعطاه الله ، وأمنع من منعه الله " و" إني أقاتلكم على أن أتأمّر عليكم ، وقد أمّرني الله عليكم " !!! .
ومع هذا " الاستبداد " مع المسلمين ، تعصب الأُمويون للعرب واختصوا أنفسهم بالخير وبقيت خشونة " البادية " وجلافتها ظاهرتين على حكمهم ، ما أثار عوامل الحسد في نفوس القبائل المسلمة التي كانت ذات شأن في الجاهلية وصدمها أن ذهب شأنها وضاع فضلها في هذا الجو القبلي غير الإسلامي بحال ، فانقسم المسلمون إلى جانب يضم المهاجرين من قريش وقبائل كنانة وثقيف وهذيل وأهل مكة والمدينة ، وجانب يضم قبائل بكر بن وائل وعبد القيس من ربيعة وكندة والأُزد من اليمن وتميم وقيس من مصر !!! . فكان القرشيون، أو قل ، الأمويون يترفعون ويتسيدون على غيرهم ومعهم من ظاهرهم ، على حين يبغَض الجانب الآخر من القرشيين ومظاهريهم ! ، ومع الوقت تحول " الصراع " إلى " نزاع " فحروب بين اليمنية القحطانية ( = العرب العاربة )، وبين العدنانيين النزاريين ( = العرب المستعربة ) ، وظل هذا الصراع يحكم التاريخ الإسلامي مدىً طويلاً في الشام والعراق ومصر وخراسان وإفريقيا والأندلس !!! .
ولما كان معاوية ، مؤسسُ الخلافة الأموية ، داهيةً ، فقد عمد ، لتثبيت مُلكه وتحويله إلى الإرث ، إلى أن " يصانع " الكثيرين ويتألفهم بالمال حتى آل الملك إلى المر وانية ، مروان بن محمد ثم عبد الملك بن مروان ثم الوليد فسليمان ، فإذا النزعة " القبلية " والنعرة " العصبية " تعلو بشدة ، ما دعا الجاحظ أن يصف هذه الخلافة بأنها ( عربية أعرابية ، والأعراب ، " أشد كفراً ونفاقاً وأجدر ألا يعلموا حدود ما أنزل الله " : سورة التوبة ، الآية رقم 97 ) !!! ذلك أن الأعراب " أجلاف ، يعرفون الإسلام على حرف ، ويطبقون تعاليمه بسطحية وتأويل يناسب أغراضهم ولا يلتزم الجوهر " !!! .
في هذا المناخ القبلي رأت العرب أن الإسلام " دين خاص " بها !!! عبر فهم قاصر لبعض آيات الذكر الحكيم ... " إنا أنزلناه قرآنا عربيا " : سورة يوسف ، الآية رقم 2، و " وما أرسلنا من رسول إلا بلسان قومه ليبين لهم " : سورة إبراهيم ، الآية رقم 4، و " نزل به الروح الأمين ، على قلبك لتكون من المنذرين ، بلسان عربي مبين " : سورة الشعراء ، الآيات 193 : 195 ونتيجة لهذا الفهم غير الصحيح فرضَ الأمويون الجزية على أي بلد ، مدينة كانت أم قرية ، تكون تحت إمرتهم فتحاً أو " غزواً " دون أن يعرضوا الإسلام على أهله ، ما دام أهل هذه القرية من غير العرب !!! :
(أ) في وقعة " الوالجة " بفارس ، أبقى خالد بن الوليد على الفلاحين ليظلوا في فلاحة الأرض ، لكنه " سبى " أولاد المقاتلين ومن أعانهم !!! ، ثم دعا " أهل الأرض " إلى الجزية ، وإلى أن يصيروا من " أهل الذمة " ... رغم أنهم ليسوا من " أهل الكتاب " : تاريخ الطبري) ، الجزء الثالث ، طبعة دار المعارف المصرية ص 354
(ب) كتب معاوية إلى عمر بن الخطاب ، رضي الله عنه ، يرغّبه في ركوب المسلمين البحر لغزو قبرص ، فجاء قوله في ذلك ( إن بالشام قريةً يسمع أهلُها نباحَ كلاب الروم وصياح ديوكهم ) !!! وهو هنا يقصد قبرص ... والتعبير ، لا شك ، مجازيّ ؛ فقبرص تبعد عن الشام كثيراً ولا يمكن أن يسمع من بالشام " نباح كلابها وصياح ديوكها " !!! ورفض عمر أن يركب المسلمون البحر ، لكن الثابت أن معاوية غزا قبرص في عهد عثمان بن عفان و ( صالح أهلها على جزية قدرها سبعة آلاف دينار يؤدونها إلى المسلمين كل سنة ، دون أن يعرض عليهم الإسلام ) : تاريخ الطبري ، الجزء الرابع ص 262
ثم الثابت ، تاريخياً ، أن أعداداً كبيرة من غير العرب دخلت في الإسلام لسبب أو لآخر ، وقد أنفت " العرب " أن يتساوى هؤلاء بهم فكان أن سموهم " الموالي " واشترطوا على كل منهم أن يتخذ له من العرب ولياً له ، يكون من حقه " التصرف في " كل " شئونه " !!! ، وكانت الجزية تُرفع عمن يسلم من هؤلاء الموالى ، حتى أزعج بعضَ الحكام دخولُ الناس في الإسلام فِراراً من الجزية ، تلك التي كانت مع قلة مبلغها تفيد معنى الذل والمهانة عند من يُجبرَون على دفعها ... وقد كتب عمال لـ " الحجاج بن يوسف الثقفي " ، وهو أشهر ولاة عبد الملك بن مروان ... بل والمروانية قاطبةً ، يقولون له " إن الخراج قد انكسر ، وإن أهل الذمة قد أسلموا ولحقوا بالأمصار " ، فأمر الحجاج بأن تؤخذ منهم الجزية مع إسلامهم !!! : كامل ابن الأثير ، الجزء الرابع ص 179
ولما وُلّى عمر بن عبد العزيز أمرَ الخلافة ( من العام 717م حتى العام 719 م ) = 99 : 101 هـ ، أسقط الجزية عن المسلمين من غير العرب ، وجاء في ذلك قوله (إن محمداً قد أُرسل هادياً ولم يرسَلْ جابياً ) ، غير أن " العرب " لم تقبل صلح عمر هذا ، وهو حفيد عمر بن الخطاب ، ولم ترتضِ فهمَه للإسلام على أنه " عقيدة وشريعة " وليس جزية واستعباداً ، فدسوا له السم فمات ولم يحكم إلا عاماً واحداً وتسعةَ أشهر ، وكان أن أُعيدَ فرضُ الجزية على المسلمين من غير العرب .
إذاً ، فإنه وإن كانت الفترة الأموية فيها تعصب للعرب عامة ، وللعدنانيين خاصة ، ولقريش بصفة أخص ، وللأمويين بما هو أخص الأخص ، فإن الفترة المروانية أضافت إلى عصبية المروانيين ونعرتهم الاستعلائية اضطهاداً لغير العرب حتى وإن أسلموا ، ففرضت عليهم الجزية .
وبردّ الفعل ، فقد أدت " العصبية العربية " إلى " عصبية الموالي " ، والفُرس منهم تحديداً وتخصيصاً ، فغلبت القومياتُ ، وهى العنصرية بلغة العصر ، الروحَ " الإنسانية " للدين ، واستغل الهاشميون ، من عباسيين وعَلويين ، غضبَ الفُرس من العرب ورغبتهم في التخلص من حكم المنتسبين إليهم من الأمويين ، فاستثاروهم حتى استطاعوا ، بقيادة أبي مسلم الخراساني الفارسي ، القضاء على الحكم " المرواني " وإحلال الحكم " العباسي " بدلاً منه ، وكان هذا الحكم مختلفاً عن سابقه بشكل بيّن :
· فينما كانت " الخلافة الأموية " ، بعصريها ، عربية أعرابية ( = بدوية ) ، فقد صارت " الخلافة العباسية " فارسية أُممية
· وفى حين كانت عاصمة الخلافة الأموية المروانية في دمشق على حدود بادية العرب ، وكان الخلفاء عربَ الآباء والأمهات ، وكان القادة والولاة والجنود والقضاة والكتاب ورجال الحكم عرباً ، فإن العباسيين اتخذوا الوزراء والقواد والولاة من الفُرس غالباً ، واتخذوا بغداد عاصمةً لهم ، وهى على حدود بلاد فارس ، وفتحت البلاد أبوابها للناس جميعاً فجاءها ، وأقام فيها ، جمع كثير من مختلف الجنسيات والشرائع ، ما مهّد لأن تصير بغداد ، بهذه الروح ، بؤرة العلم ومجمع العلماء ومركز التسامح ، ثم كان أن انتقلت هذه الحال إلى كثير من الحواضر الإسلامية كالفسطاط ودمشق وقرطبة والقيروان وغيرها ، ما أدى إلى ظهور واستقرار الحضارة الإسلامية .
وقد كان من نتائج هذا كله أن الموالى ، وهم المسلمون غير العرب ، صاروا " محور " الحكم و " أساس " النهضة !!! ؛ فبعد أن كان الأمويون لا يهتمون بهؤلاء قرّبهم العباسيون ، وفيهم الخراسانيون الذين نصروهم في تقويض الحكم المروانى وتأسيس خلافتهم ، وقدموا سائر الموالي واستخدموهم في أمور الحكم ، وكان من أشهر الحكام الفرس آل برمك وآل الفضل ، وبادل الموالي هذا التسامحَ معهم بتسامح آخر من جانبهم ، ذلك أنه مع بقاء الفرس عامة على لسانهم الفارسي حتى اليوم ، فإن من عاش منهم في بغداد ، وفى كنف العباسيين ، وفى ظل الحكم العباسي ، غيّر لسانه واستبدل باسمه الفارسي اسماً عربياً ، فصارت لغتهم العربية ، وصارت أسماؤهم عربية كذلك ، حتى أنه ليصعب على غير الدارس أن يميز الفارسي من العربي حين يسمع عنه أو يقرأ له ... خاصة في وقتنا الحالي .
يُتبع ...
في عصر ما قبل الإسلام ، العصر الجاهلي ، كانت العصبية عرفاً ذا هيبة بين القبائل بسبب الأنساب التي تعود إلى القبيلة والعشيرة والبطن فيها والفرع منها ... وهكذا ، لكن الثابت أن الإسلام ، لما جاء ، استبدل بقيم " الجاهلية " قيماً أخرى سعى لإحلالها محلها عبر ثلاث عشرة سنة مضّاها الرسول ، صلى الله عليه وسلم ، في مكة ، على حين مضّى ، عليه الصلاة والسلام ، في المدينة عشر سنوات !!! . وقد عمل " الإسلام " على إنشاء أمة ( = جماعة ) من المؤمنين تربطهم علائق الإيمان كدعوة لإذابة " أنتان " القبليّة !!! ، فلما بدأ العصر الأُموي حدث انقلاب ، نراه جذرياً ، في كثير من مفاهيم ، وقيم ، الإسلام ، بل وامتد الأمر ليشمل النُّظم والتطبيق كذلك !!! ؛ فقد كانت الخلافة من قبله " مدنية " تصدر عن المسلمين ، ثم صارت من بعده " مُلكاً عضوداً " و " قيصرية " واقعاً وحقيقة ! ، وكان الحكم " شورى " ( حتى وإن يدت غير مُلزِمة ) ، فأصبح غلبةً وإرثاً ، وكان المال " مالَ المسلمين " كقولة أبي ذر ، فأصبح " مال الخليفة " يأخُذ منه ما يشاء ويعطى ما فضل عنه ، فضلا منه على الناس ... تحت تأويلات ما أنزل الله بها من سلطان كقول معاوية " لو أن ربي لم يرني أهلاً لهذا الأمر ما تركني وإياه ، ولو كره الله ما نحن فيه لغيّـره " و" أنا خازن من خُزان الله تعالى ، أعطي من أعطاه الله ، وأمنع من منعه الله " و" إني أقاتلكم على أن أتأمّر عليكم ، وقد أمّرني الله عليكم " !!! .
ومع هذا " الاستبداد " مع المسلمين ، تعصب الأُمويون للعرب واختصوا أنفسهم بالخير وبقيت خشونة " البادية " وجلافتها ظاهرتين على حكمهم ، ما أثار عوامل الحسد في نفوس القبائل المسلمة التي كانت ذات شأن في الجاهلية وصدمها أن ذهب شأنها وضاع فضلها في هذا الجو القبلي غير الإسلامي بحال ، فانقسم المسلمون إلى جانب يضم المهاجرين من قريش وقبائل كنانة وثقيف وهذيل وأهل مكة والمدينة ، وجانب يضم قبائل بكر بن وائل وعبد القيس من ربيعة وكندة والأُزد من اليمن وتميم وقيس من مصر !!! . فكان القرشيون، أو قل ، الأمويون يترفعون ويتسيدون على غيرهم ومعهم من ظاهرهم ، على حين يبغَض الجانب الآخر من القرشيين ومظاهريهم ! ، ومع الوقت تحول " الصراع " إلى " نزاع " فحروب بين اليمنية القحطانية ( = العرب العاربة )، وبين العدنانيين النزاريين ( = العرب المستعربة ) ، وظل هذا الصراع يحكم التاريخ الإسلامي مدىً طويلاً في الشام والعراق ومصر وخراسان وإفريقيا والأندلس !!! .
ولما كان معاوية ، مؤسسُ الخلافة الأموية ، داهيةً ، فقد عمد ، لتثبيت مُلكه وتحويله إلى الإرث ، إلى أن " يصانع " الكثيرين ويتألفهم بالمال حتى آل الملك إلى المر وانية ، مروان بن محمد ثم عبد الملك بن مروان ثم الوليد فسليمان ، فإذا النزعة " القبلية " والنعرة " العصبية " تعلو بشدة ، ما دعا الجاحظ أن يصف هذه الخلافة بأنها ( عربية أعرابية ، والأعراب ، " أشد كفراً ونفاقاً وأجدر ألا يعلموا حدود ما أنزل الله " : سورة التوبة ، الآية رقم 97 ) !!! ذلك أن الأعراب " أجلاف ، يعرفون الإسلام على حرف ، ويطبقون تعاليمه بسطحية وتأويل يناسب أغراضهم ولا يلتزم الجوهر " !!! .
في هذا المناخ القبلي رأت العرب أن الإسلام " دين خاص " بها !!! عبر فهم قاصر لبعض آيات الذكر الحكيم ... " إنا أنزلناه قرآنا عربيا " : سورة يوسف ، الآية رقم 2، و " وما أرسلنا من رسول إلا بلسان قومه ليبين لهم " : سورة إبراهيم ، الآية رقم 4، و " نزل به الروح الأمين ، على قلبك لتكون من المنذرين ، بلسان عربي مبين " : سورة الشعراء ، الآيات 193 : 195 ونتيجة لهذا الفهم غير الصحيح فرضَ الأمويون الجزية على أي بلد ، مدينة كانت أم قرية ، تكون تحت إمرتهم فتحاً أو " غزواً " دون أن يعرضوا الإسلام على أهله ، ما دام أهل هذه القرية من غير العرب !!! :
(أ) في وقعة " الوالجة " بفارس ، أبقى خالد بن الوليد على الفلاحين ليظلوا في فلاحة الأرض ، لكنه " سبى " أولاد المقاتلين ومن أعانهم !!! ، ثم دعا " أهل الأرض " إلى الجزية ، وإلى أن يصيروا من " أهل الذمة " ... رغم أنهم ليسوا من " أهل الكتاب " : تاريخ الطبري) ، الجزء الثالث ، طبعة دار المعارف المصرية ص 354
(ب) كتب معاوية إلى عمر بن الخطاب ، رضي الله عنه ، يرغّبه في ركوب المسلمين البحر لغزو قبرص ، فجاء قوله في ذلك ( إن بالشام قريةً يسمع أهلُها نباحَ كلاب الروم وصياح ديوكهم ) !!! وهو هنا يقصد قبرص ... والتعبير ، لا شك ، مجازيّ ؛ فقبرص تبعد عن الشام كثيراً ولا يمكن أن يسمع من بالشام " نباح كلابها وصياح ديوكها " !!! ورفض عمر أن يركب المسلمون البحر ، لكن الثابت أن معاوية غزا قبرص في عهد عثمان بن عفان و ( صالح أهلها على جزية قدرها سبعة آلاف دينار يؤدونها إلى المسلمين كل سنة ، دون أن يعرض عليهم الإسلام ) : تاريخ الطبري ، الجزء الرابع ص 262
ثم الثابت ، تاريخياً ، أن أعداداً كبيرة من غير العرب دخلت في الإسلام لسبب أو لآخر ، وقد أنفت " العرب " أن يتساوى هؤلاء بهم فكان أن سموهم " الموالي " واشترطوا على كل منهم أن يتخذ له من العرب ولياً له ، يكون من حقه " التصرف في " كل " شئونه " !!! ، وكانت الجزية تُرفع عمن يسلم من هؤلاء الموالى ، حتى أزعج بعضَ الحكام دخولُ الناس في الإسلام فِراراً من الجزية ، تلك التي كانت مع قلة مبلغها تفيد معنى الذل والمهانة عند من يُجبرَون على دفعها ... وقد كتب عمال لـ " الحجاج بن يوسف الثقفي " ، وهو أشهر ولاة عبد الملك بن مروان ... بل والمروانية قاطبةً ، يقولون له " إن الخراج قد انكسر ، وإن أهل الذمة قد أسلموا ولحقوا بالأمصار " ، فأمر الحجاج بأن تؤخذ منهم الجزية مع إسلامهم !!! : كامل ابن الأثير ، الجزء الرابع ص 179
ولما وُلّى عمر بن عبد العزيز أمرَ الخلافة ( من العام 717م حتى العام 719 م ) = 99 : 101 هـ ، أسقط الجزية عن المسلمين من غير العرب ، وجاء في ذلك قوله (إن محمداً قد أُرسل هادياً ولم يرسَلْ جابياً ) ، غير أن " العرب " لم تقبل صلح عمر هذا ، وهو حفيد عمر بن الخطاب ، ولم ترتضِ فهمَه للإسلام على أنه " عقيدة وشريعة " وليس جزية واستعباداً ، فدسوا له السم فمات ولم يحكم إلا عاماً واحداً وتسعةَ أشهر ، وكان أن أُعيدَ فرضُ الجزية على المسلمين من غير العرب .
إذاً ، فإنه وإن كانت الفترة الأموية فيها تعصب للعرب عامة ، وللعدنانيين خاصة ، ولقريش بصفة أخص ، وللأمويين بما هو أخص الأخص ، فإن الفترة المروانية أضافت إلى عصبية المروانيين ونعرتهم الاستعلائية اضطهاداً لغير العرب حتى وإن أسلموا ، ففرضت عليهم الجزية .
وبردّ الفعل ، فقد أدت " العصبية العربية " إلى " عصبية الموالي " ، والفُرس منهم تحديداً وتخصيصاً ، فغلبت القومياتُ ، وهى العنصرية بلغة العصر ، الروحَ " الإنسانية " للدين ، واستغل الهاشميون ، من عباسيين وعَلويين ، غضبَ الفُرس من العرب ورغبتهم في التخلص من حكم المنتسبين إليهم من الأمويين ، فاستثاروهم حتى استطاعوا ، بقيادة أبي مسلم الخراساني الفارسي ، القضاء على الحكم " المرواني " وإحلال الحكم " العباسي " بدلاً منه ، وكان هذا الحكم مختلفاً عن سابقه بشكل بيّن :
· فينما كانت " الخلافة الأموية " ، بعصريها ، عربية أعرابية ( = بدوية ) ، فقد صارت " الخلافة العباسية " فارسية أُممية
· وفى حين كانت عاصمة الخلافة الأموية المروانية في دمشق على حدود بادية العرب ، وكان الخلفاء عربَ الآباء والأمهات ، وكان القادة والولاة والجنود والقضاة والكتاب ورجال الحكم عرباً ، فإن العباسيين اتخذوا الوزراء والقواد والولاة من الفُرس غالباً ، واتخذوا بغداد عاصمةً لهم ، وهى على حدود بلاد فارس ، وفتحت البلاد أبوابها للناس جميعاً فجاءها ، وأقام فيها ، جمع كثير من مختلف الجنسيات والشرائع ، ما مهّد لأن تصير بغداد ، بهذه الروح ، بؤرة العلم ومجمع العلماء ومركز التسامح ، ثم كان أن انتقلت هذه الحال إلى كثير من الحواضر الإسلامية كالفسطاط ودمشق وقرطبة والقيروان وغيرها ، ما أدى إلى ظهور واستقرار الحضارة الإسلامية .
وقد كان من نتائج هذا كله أن الموالى ، وهم المسلمون غير العرب ، صاروا " محور " الحكم و " أساس " النهضة !!! ؛ فبعد أن كان الأمويون لا يهتمون بهؤلاء قرّبهم العباسيون ، وفيهم الخراسانيون الذين نصروهم في تقويض الحكم المروانى وتأسيس خلافتهم ، وقدموا سائر الموالي واستخدموهم في أمور الحكم ، وكان من أشهر الحكام الفرس آل برمك وآل الفضل ، وبادل الموالي هذا التسامحَ معهم بتسامح آخر من جانبهم ، ذلك أنه مع بقاء الفرس عامة على لسانهم الفارسي حتى اليوم ، فإن من عاش منهم في بغداد ، وفى كنف العباسيين ، وفى ظل الحكم العباسي ، غيّر لسانه واستبدل باسمه الفارسي اسماً عربياً ، فصارت لغتهم العربية ، وصارت أسماؤهم عربية كذلك ، حتى أنه ليصعب على غير الدارس أن يميز الفارسي من العربي حين يسمع عنه أو يقرأ له ... خاصة في وقتنا الحالي .
يُتبع ...
<br>
amalou_first1- عضو نشيط
- الديانه : الاسلام
البلد : مصر
عدد المساهمات : 198
نقاط : 5143
السٌّمعَة : 1
رد: من تاريخنا ، محاولة فهم
من تاريخنا ، محاولة فهم (3) :
نعتقد أن الحضارة تأثر وتأثير ؛ فالحضارة القائمة قامت بعد تأثر بالتي سبقتها ... ثم هي تؤثر في التي تليها وهكذا دواليك ، ولا توجد حضارة " بنتُ ذاتها " !!! ، وقد كان من دواعي ابتداء الحضارة العربية / الإسلامية نقل العلوم والفنون والآداب اليونانية والفارسية والهندية، والكلدانية والنبطية والبابلية والمصرية وغيرها إلى السريانية ثم العربية ، وقد ساهم كثيرون في وضع أسس هذه الحضارة ورفع ألوية التمدن الشاهدة عليها :
فمن الموالى الفُرس ، وفي الشعر ، بشار بن برد والحسن بن هاني ( = أبو نُوَاس ) ، وإسماعيل بن القاسم بن سويد ( = أبو العتاهية ) ، والحسين بن الضحاك . ومنهم في علم النحو سيبويه ( = أبو بشر عمرو بن عثمان ) ، والكسائى ( = على بن حمزة ) ، والفرَاء ( = أبو زكريا يحيى بن زياد الديلمى ) ، وابن السكيت ( = أبو يوسف يعقوب بن إسحاق ) . ومنهم في الآداب عبد الله بن المقفع ، وهو من ترجم كتاب كليلة ودمنة ، وسهْل بن هارون ، وهو من كان يأتم به الجاحظ . ومنهم في الفقه أبو حنيفة ( = النعمان بن ثابت ) . ومنهم في الحديث ابن جريح وسفيان بن عيينه والواقدى وابن نافع الصنعانى ، ومنهم في التاريخ الواقدى ( = أبو عبد الله محمد بن عمر بن واقد ) ، ومحمد بن إسحاق .
ولا شك لدينا أن غلبة الفُرس في العصر العباسي الأول ، خاصة في شئون الحكم والسياسة ، قد أدّتْ إلى أن يُطْبقوا سيطرتهم على " كل " شيء ، ما مهّد لأن يُحكِموا قبضتهم على الناس والمال معاً !!! ، حتى قيل إن هارون الرشيد كان يطلب المال ، أو الشيء ، فلا يحصل عليه بسهولة نتيجة شدة قبضة البرامكة ... ، وهُمْ وزراؤه ، على أزمّة الأمور وخزائن المال !!! ، ولعل هذا أن يكون أحد الأسباب التي أدت به إلى نكبتهم ذائعة الصيت في تاريخنا القديم ، وقد تطرقت هذه النكبة إلى تحوّط الخلفاء من الفرس وتخوّف الفرس من الخلفاء .
وفى عهد المعتصم ، وهو الابن الثالث لهارون الرشيد .. والذي وُلّي الخلافةَ بعد أخويه الأمين والمأمون ، بدأ سياسة " الاستغناء " عن الفرس و " الاستكثار " من الترك ... وهؤلاء سرعان ما استبدوا بالحكم في عهد المتوكل الذي انتهى أمر بأن قُتل بأيدي من استكثر منهم !!! .
بهذا ، بدأ " العنصر التركي " يظهر على " مسرح " أو " ساحة " السياسة في عالمنا الإسلامي القديم !!! ، وسيظل هذا " العنصر " عاملاً شديدَ الفاعلية منذ هذا الوقت القديم وحتى مارس العام 1924م أي القرن الفائت !!!!!!!!! ، الأمر الذي يتطلب بياناً " علمياً " يتقصى الحقائق ويسمّي الأشياء بأسمائها فيما له تعلق بهؤلاء " الترك " :
التُّرك اصطلاحُ يطلق ، في معناه الواسع ، على الشعوب التي تتكلم اللغة التركية في تركيا وفى الجمهوريات التركستانية التي استقلت عن الاتحاد السوفيتي ، كذا فى تركستان الصينية، كذا شرق إيران .
وثَمّ أكثر من قول في المكان الذي بدأت فيه هذه الشعوب ؛ فقول يرى أنهم بدؤوا من شمال كوريا وشمال الصين ثم اندفعوا إلى الغرب مع بقاء عناصر منهم حول المنطقة التي بدؤوا منها ، وقول أخر يرى أنهم عاشوا ، أصلاً ، في جنوب سيبريا وفى تركستان ( = منطقة وسط آسيا ) ثم توسعوا في الانتشار جنوباً وغرباً .
وهذه الشعوب ، أو قُلْ القبائل ، هي " التتار " !!! : وهى من أرومة ( = أصول ) مغولية ، ونظراً لأن لفظ التتار اكتسب ، في التراث ، والوعي ، البشري معنىً سيئاً يفيد القضاء على الزرع والضرع ، مثل ما يفعل الجراد ، فقد حرص التتار على أن يُسموا أنفسهم الترك نسبة إلى اللغة التي يتكلمونها حتى يخفوا حقيقة أمرهم كتتار !!! ومن ثم فقد قيل عنهم إنهم ترك . ومن هؤلاء التتار قبائل غزت آسيا الصغرى ، وسموا أنفسهم العثمانيين ، نسبة إلى قائدهم آنذاك عثمان بن أرطغرل بن سليمان شاه ( 1281 : 1325 م ) . وفيما عدا تركيا ، فإن التتار يتركزون ، في أيامنا هذه ، فيما يسمى تركستان الغربية وتركستان الشرقية .
وتركستان الغربية تضم الجمهوريات الإسلامية التي استقلت ، حديثاً ، عن الاتحاد السوفيتى وصارت تكوّن ما يعرف بجمهوريات آسيا الوسطى ... وهى تركمانستان وأوزبكستان وتادجكستان وقرغيرستان وقازاقستان .
أما تركستان الشرقية ، أو الصينية ، فهي مقاطعة سكيانج بالصين .
ومنطقة تركستان الغربية كانت ، ولم تزل ، معبراً يربط الشرق بالغرب ، كما كانت طريقاً سلكه كثير من الغزاة والشعوب والقبائل المهاجرة . وقد ظهر فيها البترول مؤخراً ، ما يؤذن بأنها سوف تكون منطقة مهمة للغاية .
التتار ، من ثَم ، اسم عام يطلق على شعوب اكتسحت أجزاء من آسيا وأوربا بزعامة المغول ، وقد أبنّا أنهم من أصول التتار ، في القرن الثالث عشر الميلادي ، وقد استولت قبائل منهم على " الروسيا " وظلت منطقة سيبيريا تُعرف ببلاد التتار ( = ترتاري ) ، كما زحفوا على منطقة القرم ، وهى شبة جزيرة على الساحل الشمالي للبحر الأسود ، وظلت هذه المنطقة تُعرف ببلاد التتار الصغرى .
والمغول شعب أسيوي منتشر ، أيامنا هذه ، في منغوليا وشرق وغرب منشوريا وفي جنوب ، ووسط ، سيبيريا .
ظهر المغول ، على المسرح العالمي ، وهم يقودون جحافل يشكل التتار القوة الأساس منها ، ويتزعمهم جنكيزخان ( 1167: 1227 ) وخلفاؤه ، ومنهم باطوخان وقبلاي خان ، ففتح منغوليا وأسس بها عاصمة له في قرقورم ، ثم هاجم ، العام 1213م إمبراطورية الشان شمال الصين ، وفى العام 1215م استولى على أغلب أراضى الصين بما في ذلك العاصمة يتشنج ، بكين الحالية ، وفتح خلال عامي 1218م ، 1224م تركستان الشرقية وبلاد ما وراء النهر وأفغانستان ، وأغار على فارس ومنطقة تركستان الغربية ، ثم ظهر منهم تيمورلنك ( 1336 : 1405 ) على وجه التقريب ، وادعى أنه من سلالة جنيكيزخان فاستولى على منطقة تركستان الغربية ودانت له كليةً العام 1369م ، واتخذ من سمرقند عاصمة له ، ومنها غزا فارس وجنوب الروسيا وجنوب الهند واستولى على مدينة دلهي ، وفى العام 1400م اكتسح بلاد الكرج ، ثم اكتسح شمال سوريا واستولى على مدينة حلب فانتهبها وخرّبها هو ، ثم سقطت في يده دمشق فنقل ، عنوةً ، طائفة من أفضل علمائها وأمهر صُنّاعها وفنانيها إلى سمرقند ، تماماً كما سيفعل خلفه ، وصنوه ، سليم الأول حين استولى على مصر العام 1517م ، وزحف بعد ذلك على بغداد فدخلها للمرة الثانية ( كان التتار من أسلافه قد دخلوها ، ودمروها ، من قبل في العام 1242م ) ... ثم والى الزحف إلى آسيا الصغرى وهزم العثمانيين ، وهم أولاد عمومته ، فى موقعة أنقرة العام 1402م وأسر سلطانهم بايزيد !!! .
هؤلاء هم الترك الذين هم ، في الحقيقة ، تتار من أرومة ( = أصول ) مغولية ، قادهم المغول في حروب ضارية وحملات قاضية على الشعوب وعلى الحضارة ،فأصبح لاسمهم ، تتار أو مغول ، وقع بشع في آذان الناس وأسماع التاريخ ، ما دفعهم ، ودفع ، وهنا مكمن الخطورة ، المؤرخين الموالين لهم ، إلى أن يسبغوا عليهم وصف الترك ، وهو اسم اللغة التي يتكلمون بها وليس اسماً لشعوبهم أو قبائلهم ، ذلك حتى يتخفَّوا وراء هذا الاسم فلا يعرف الناس حقيقتهم ولا يذكر التاريخ أصولهم !!! ... كيف ، إذن ، اتصل هؤلاء التتار بالإسلام فصار أغلبهم مسلمين ، ونذكّر ، فالذكرى تنفع المؤمنين ، أن قبائل منهم اعتنقت اليهودية ، وهي قبائل الخزر ، وصاروا هم اليهود الأشكيناز الذي أقام غالبهم في شرق أوربا !!! ؟ .
يُتبع ...
نعتقد أن الحضارة تأثر وتأثير ؛ فالحضارة القائمة قامت بعد تأثر بالتي سبقتها ... ثم هي تؤثر في التي تليها وهكذا دواليك ، ولا توجد حضارة " بنتُ ذاتها " !!! ، وقد كان من دواعي ابتداء الحضارة العربية / الإسلامية نقل العلوم والفنون والآداب اليونانية والفارسية والهندية، والكلدانية والنبطية والبابلية والمصرية وغيرها إلى السريانية ثم العربية ، وقد ساهم كثيرون في وضع أسس هذه الحضارة ورفع ألوية التمدن الشاهدة عليها :
فمن الموالى الفُرس ، وفي الشعر ، بشار بن برد والحسن بن هاني ( = أبو نُوَاس ) ، وإسماعيل بن القاسم بن سويد ( = أبو العتاهية ) ، والحسين بن الضحاك . ومنهم في علم النحو سيبويه ( = أبو بشر عمرو بن عثمان ) ، والكسائى ( = على بن حمزة ) ، والفرَاء ( = أبو زكريا يحيى بن زياد الديلمى ) ، وابن السكيت ( = أبو يوسف يعقوب بن إسحاق ) . ومنهم في الآداب عبد الله بن المقفع ، وهو من ترجم كتاب كليلة ودمنة ، وسهْل بن هارون ، وهو من كان يأتم به الجاحظ . ومنهم في الفقه أبو حنيفة ( = النعمان بن ثابت ) . ومنهم في الحديث ابن جريح وسفيان بن عيينه والواقدى وابن نافع الصنعانى ، ومنهم في التاريخ الواقدى ( = أبو عبد الله محمد بن عمر بن واقد ) ، ومحمد بن إسحاق .
ولا شك لدينا أن غلبة الفُرس في العصر العباسي الأول ، خاصة في شئون الحكم والسياسة ، قد أدّتْ إلى أن يُطْبقوا سيطرتهم على " كل " شيء ، ما مهّد لأن يُحكِموا قبضتهم على الناس والمال معاً !!! ، حتى قيل إن هارون الرشيد كان يطلب المال ، أو الشيء ، فلا يحصل عليه بسهولة نتيجة شدة قبضة البرامكة ... ، وهُمْ وزراؤه ، على أزمّة الأمور وخزائن المال !!! ، ولعل هذا أن يكون أحد الأسباب التي أدت به إلى نكبتهم ذائعة الصيت في تاريخنا القديم ، وقد تطرقت هذه النكبة إلى تحوّط الخلفاء من الفرس وتخوّف الفرس من الخلفاء .
وفى عهد المعتصم ، وهو الابن الثالث لهارون الرشيد .. والذي وُلّي الخلافةَ بعد أخويه الأمين والمأمون ، بدأ سياسة " الاستغناء " عن الفرس و " الاستكثار " من الترك ... وهؤلاء سرعان ما استبدوا بالحكم في عهد المتوكل الذي انتهى أمر بأن قُتل بأيدي من استكثر منهم !!! .
بهذا ، بدأ " العنصر التركي " يظهر على " مسرح " أو " ساحة " السياسة في عالمنا الإسلامي القديم !!! ، وسيظل هذا " العنصر " عاملاً شديدَ الفاعلية منذ هذا الوقت القديم وحتى مارس العام 1924م أي القرن الفائت !!!!!!!!! ، الأمر الذي يتطلب بياناً " علمياً " يتقصى الحقائق ويسمّي الأشياء بأسمائها فيما له تعلق بهؤلاء " الترك " :
التُّرك اصطلاحُ يطلق ، في معناه الواسع ، على الشعوب التي تتكلم اللغة التركية في تركيا وفى الجمهوريات التركستانية التي استقلت عن الاتحاد السوفيتي ، كذا فى تركستان الصينية، كذا شرق إيران .
وثَمّ أكثر من قول في المكان الذي بدأت فيه هذه الشعوب ؛ فقول يرى أنهم بدؤوا من شمال كوريا وشمال الصين ثم اندفعوا إلى الغرب مع بقاء عناصر منهم حول المنطقة التي بدؤوا منها ، وقول أخر يرى أنهم عاشوا ، أصلاً ، في جنوب سيبريا وفى تركستان ( = منطقة وسط آسيا ) ثم توسعوا في الانتشار جنوباً وغرباً .
وهذه الشعوب ، أو قُلْ القبائل ، هي " التتار " !!! : وهى من أرومة ( = أصول ) مغولية ، ونظراً لأن لفظ التتار اكتسب ، في التراث ، والوعي ، البشري معنىً سيئاً يفيد القضاء على الزرع والضرع ، مثل ما يفعل الجراد ، فقد حرص التتار على أن يُسموا أنفسهم الترك نسبة إلى اللغة التي يتكلمونها حتى يخفوا حقيقة أمرهم كتتار !!! ومن ثم فقد قيل عنهم إنهم ترك . ومن هؤلاء التتار قبائل غزت آسيا الصغرى ، وسموا أنفسهم العثمانيين ، نسبة إلى قائدهم آنذاك عثمان بن أرطغرل بن سليمان شاه ( 1281 : 1325 م ) . وفيما عدا تركيا ، فإن التتار يتركزون ، في أيامنا هذه ، فيما يسمى تركستان الغربية وتركستان الشرقية .
وتركستان الغربية تضم الجمهوريات الإسلامية التي استقلت ، حديثاً ، عن الاتحاد السوفيتى وصارت تكوّن ما يعرف بجمهوريات آسيا الوسطى ... وهى تركمانستان وأوزبكستان وتادجكستان وقرغيرستان وقازاقستان .
أما تركستان الشرقية ، أو الصينية ، فهي مقاطعة سكيانج بالصين .
ومنطقة تركستان الغربية كانت ، ولم تزل ، معبراً يربط الشرق بالغرب ، كما كانت طريقاً سلكه كثير من الغزاة والشعوب والقبائل المهاجرة . وقد ظهر فيها البترول مؤخراً ، ما يؤذن بأنها سوف تكون منطقة مهمة للغاية .
التتار ، من ثَم ، اسم عام يطلق على شعوب اكتسحت أجزاء من آسيا وأوربا بزعامة المغول ، وقد أبنّا أنهم من أصول التتار ، في القرن الثالث عشر الميلادي ، وقد استولت قبائل منهم على " الروسيا " وظلت منطقة سيبيريا تُعرف ببلاد التتار ( = ترتاري ) ، كما زحفوا على منطقة القرم ، وهى شبة جزيرة على الساحل الشمالي للبحر الأسود ، وظلت هذه المنطقة تُعرف ببلاد التتار الصغرى .
والمغول شعب أسيوي منتشر ، أيامنا هذه ، في منغوليا وشرق وغرب منشوريا وفي جنوب ، ووسط ، سيبيريا .
ظهر المغول ، على المسرح العالمي ، وهم يقودون جحافل يشكل التتار القوة الأساس منها ، ويتزعمهم جنكيزخان ( 1167: 1227 ) وخلفاؤه ، ومنهم باطوخان وقبلاي خان ، ففتح منغوليا وأسس بها عاصمة له في قرقورم ، ثم هاجم ، العام 1213م إمبراطورية الشان شمال الصين ، وفى العام 1215م استولى على أغلب أراضى الصين بما في ذلك العاصمة يتشنج ، بكين الحالية ، وفتح خلال عامي 1218م ، 1224م تركستان الشرقية وبلاد ما وراء النهر وأفغانستان ، وأغار على فارس ومنطقة تركستان الغربية ، ثم ظهر منهم تيمورلنك ( 1336 : 1405 ) على وجه التقريب ، وادعى أنه من سلالة جنيكيزخان فاستولى على منطقة تركستان الغربية ودانت له كليةً العام 1369م ، واتخذ من سمرقند عاصمة له ، ومنها غزا فارس وجنوب الروسيا وجنوب الهند واستولى على مدينة دلهي ، وفى العام 1400م اكتسح بلاد الكرج ، ثم اكتسح شمال سوريا واستولى على مدينة حلب فانتهبها وخرّبها هو ، ثم سقطت في يده دمشق فنقل ، عنوةً ، طائفة من أفضل علمائها وأمهر صُنّاعها وفنانيها إلى سمرقند ، تماماً كما سيفعل خلفه ، وصنوه ، سليم الأول حين استولى على مصر العام 1517م ، وزحف بعد ذلك على بغداد فدخلها للمرة الثانية ( كان التتار من أسلافه قد دخلوها ، ودمروها ، من قبل في العام 1242م ) ... ثم والى الزحف إلى آسيا الصغرى وهزم العثمانيين ، وهم أولاد عمومته ، فى موقعة أنقرة العام 1402م وأسر سلطانهم بايزيد !!! .
هؤلاء هم الترك الذين هم ، في الحقيقة ، تتار من أرومة ( = أصول ) مغولية ، قادهم المغول في حروب ضارية وحملات قاضية على الشعوب وعلى الحضارة ،فأصبح لاسمهم ، تتار أو مغول ، وقع بشع في آذان الناس وأسماع التاريخ ، ما دفعهم ، ودفع ، وهنا مكمن الخطورة ، المؤرخين الموالين لهم ، إلى أن يسبغوا عليهم وصف الترك ، وهو اسم اللغة التي يتكلمون بها وليس اسماً لشعوبهم أو قبائلهم ، ذلك حتى يتخفَّوا وراء هذا الاسم فلا يعرف الناس حقيقتهم ولا يذكر التاريخ أصولهم !!! ... كيف ، إذن ، اتصل هؤلاء التتار بالإسلام فصار أغلبهم مسلمين ، ونذكّر ، فالذكرى تنفع المؤمنين ، أن قبائل منهم اعتنقت اليهودية ، وهي قبائل الخزر ، وصاروا هم اليهود الأشكيناز الذي أقام غالبهم في شرق أوربا !!! ؟ .
يُتبع ...
<br>
amalou_first1- عضو نشيط
- الديانه : الاسلام
البلد : مصر
عدد المساهمات : 198
نقاط : 5143
السٌّمعَة : 1
رد: من تاريخنا ، محاولة فهم
منذ عهد المعتصم ( أبو إسحاق محمد بن هارون الرشيد ) العام 833م بدأت الخلافة تعتمد على التتار ، وقد قيل إنهم ترك ، بدلاً من الفُرس وهُم من " ركنت " إليهم الخلافة العباسية الأولى .
بعد المعتصم تولّى الخلافةَ الواثق بالله ، ابنه ، ثم المتوكل على الله ابن الواثق العام 847م ، وفى هذا المدى القصير ، وهو لا يتجاوز العشر سنوات ، ارتفع شأن التتار ( = الترك ) واشتد بأسهم وساد استبدادهم ؛ فسلبوا المتوكل كل سلطة وجعلوه مجرد " صورة " لا عمل لها ولا نفع منها ... حتى قال المتوكل يصف حاله تلك :
أليس من العجائب أن مثلي
يرى ما قل ممتنعاً عليه
وتؤخذ باسمه الدنيا جميعاً
وما من ذاك شيء في يديه ؟؟؟ !!!
فإذا كان الخليفة العباسي قد صار إلى هذه الحال التي يصفها بنفسه فيقول ما يعني أن التتار ( = الترك ) يأخذون الدنيا كلها باسمه بينما يداه صفر من كل شيء ! فكيف يقال إن هذا العصر هو ذات العصر العباسي ؟ ، ولا يوصف بوصفه الحقيقي ... : وهو العصر التتاري ( = التركي ) الأول ؟
لقد كانت في نفوس هؤلاء التتار غصصٌ منذ " استذلتهم " العرب ، فما أن سنحت لهم الفرصة حتى قبضوا عليها بشدة ، فبدأ بهم عهد أدنى إلى عهود الإرهاب ؛ فلقد أغووا المنتصر ، أو أغراهم هو ، بقتل أبيه المتوكل فقتلوه وولوا المنتصر خليفة ، ولم يحكم غير بضعة أشهر ، ثم ولوا بعده المستعين بالله ، ثم المعتز بالله الذي قتلوه شر قتلة ، وولوا الخليفة المستكفي ثم سملوا عينيه وحبسوه حتى مات ، ومنعوا عن القاهر أيَّ زاد أو مئونة حتى أنه تكفف الناس يسألهم ما يعينه على المعاش .
وزاد على ذلك أنه لم يعد الأمر في يد قادة الجيش وجنوده ، بل وأصبح للخدم سلطان بالغ ، واستكثر الخلفاء من هؤلاء الخدم ليستعينوا بهم ! حتى أنه كان للمقتدر بالله ( 908 : 932م ) من الخدم والخصيتان أحد عشر ألف شخص ، وكان يقدم هؤلاء الخدم ويستعين بهم ، وولاهم قيادة الجند وغيرها من الرئاسات ، ما أدّى إلى استشراء الفساد والرشوة ، وإلى تبادل المصادرات والاغتيالات بين الخلفاء من جانب والوزراء والقواد من جانب أخر ، فضعف شأن السلطة المركزية في بغداد ، وطمع العمال والولاة في أعمالهم وولاياتهم ، فبدأ استقلال الإمارات والممالك ، وظلت الحال في هذا التردي ، تزداد سوءا على سوء، حتى انهار حكم التتاري في أيام المستكفي ( 944 : 946م ) فدخل الديلمُ الفُرسُ بغدادَ ، وبدأ عصر الفرس الثاني .
يُتبع ...
بعد المعتصم تولّى الخلافةَ الواثق بالله ، ابنه ، ثم المتوكل على الله ابن الواثق العام 847م ، وفى هذا المدى القصير ، وهو لا يتجاوز العشر سنوات ، ارتفع شأن التتار ( = الترك ) واشتد بأسهم وساد استبدادهم ؛ فسلبوا المتوكل كل سلطة وجعلوه مجرد " صورة " لا عمل لها ولا نفع منها ... حتى قال المتوكل يصف حاله تلك :
أليس من العجائب أن مثلي
يرى ما قل ممتنعاً عليه
وتؤخذ باسمه الدنيا جميعاً
وما من ذاك شيء في يديه ؟؟؟ !!!
فإذا كان الخليفة العباسي قد صار إلى هذه الحال التي يصفها بنفسه فيقول ما يعني أن التتار ( = الترك ) يأخذون الدنيا كلها باسمه بينما يداه صفر من كل شيء ! فكيف يقال إن هذا العصر هو ذات العصر العباسي ؟ ، ولا يوصف بوصفه الحقيقي ... : وهو العصر التتاري ( = التركي ) الأول ؟
لقد كانت في نفوس هؤلاء التتار غصصٌ منذ " استذلتهم " العرب ، فما أن سنحت لهم الفرصة حتى قبضوا عليها بشدة ، فبدأ بهم عهد أدنى إلى عهود الإرهاب ؛ فلقد أغووا المنتصر ، أو أغراهم هو ، بقتل أبيه المتوكل فقتلوه وولوا المنتصر خليفة ، ولم يحكم غير بضعة أشهر ، ثم ولوا بعده المستعين بالله ، ثم المعتز بالله الذي قتلوه شر قتلة ، وولوا الخليفة المستكفي ثم سملوا عينيه وحبسوه حتى مات ، ومنعوا عن القاهر أيَّ زاد أو مئونة حتى أنه تكفف الناس يسألهم ما يعينه على المعاش .
وزاد على ذلك أنه لم يعد الأمر في يد قادة الجيش وجنوده ، بل وأصبح للخدم سلطان بالغ ، واستكثر الخلفاء من هؤلاء الخدم ليستعينوا بهم ! حتى أنه كان للمقتدر بالله ( 908 : 932م ) من الخدم والخصيتان أحد عشر ألف شخص ، وكان يقدم هؤلاء الخدم ويستعين بهم ، وولاهم قيادة الجند وغيرها من الرئاسات ، ما أدّى إلى استشراء الفساد والرشوة ، وإلى تبادل المصادرات والاغتيالات بين الخلفاء من جانب والوزراء والقواد من جانب أخر ، فضعف شأن السلطة المركزية في بغداد ، وطمع العمال والولاة في أعمالهم وولاياتهم ، فبدأ استقلال الإمارات والممالك ، وظلت الحال في هذا التردي ، تزداد سوءا على سوء، حتى انهار حكم التتاري في أيام المستكفي ( 944 : 946م ) فدخل الديلمُ الفُرسُ بغدادَ ، وبدأ عصر الفرس الثاني .
يُتبع ...
<br>
amalou_first1- عضو نشيط
- الديانه : الاسلام
البلد : مصر
عدد المساهمات : 198
نقاط : 5143
السٌّمعَة : 1
رد: من تاريخنا ، محاولة فهم
في العصر العباسي الثاني ، كالعصر السابق له ، كان للموالي باعٌ طويل في العلوم والشعر والتاريخ والترجمة ؛ : فمنهم ، في الشعر ، ابن الرومي ( أبو الحسن على بن العباس بن جريج ) ، وفى الأدب : الجاحظ ( أبو عثمان عمرو بن بحر ) ، وابن أبى الدنيا ( أبو بكر عبيد الله بن محمد ) وكان مؤدب المكتفي بالله ، وقدامة بن جعفر ، وابن عبد ربه ( أبو عمر أحمد بن محمد القرطبي ) ، وأبو بكر الصولى ( محمد بن يحيى ) . وفى النحو ، أبو العباس ثعلب ( أحمد بن يحيى بن زيد ) ، وابن ولاد ( المصري ) ، وأبو جعفر النحاس ( أحمد بن محمد بن إسماعيل ) ، وأبو القاسم الزجاجي ( عبد الرحمن بن إسحاق ) . وفى التاريخ ، ابن عبد الحكم ( عبد الرحمن بن عبد الله ) ، والبلاذرى ( أبو جعفر أحمد بن يحيى ) ، ومحمد بن حبيب ( أبو جعفر ) ، وعمر بن شبه ( أبو زيد عمر ) ، وابن طيفور ( أبو الفضل أحمد بن أبى طاهر ) ، واليعقوبى ( أحمد بن أبى يعقوب ) ، والطبري ( أبو جعفر محمد بن جرير الطبري ) ، وأبو زيد البلي ( أحمد بن سهل ) . وفى الجغرافيا ، ابن خرداذبة ( أبو القاسم عبيد الله بن أحمد ) ، وابن رستة ( أبو على أحمد بن عمر ) ، وابن فضلان . وفى الحديث ، البخاري ( أبو عبد الله محمد بن أبى الحسين ) ، وابن ماجة ( محمد بن يزيد ) . وفي الفلسفة ، الفارابي ( محمد بن طرخان ) . وفي الطب: ابن ماسيويه (أبو زكريا يوحنا)، ابن سهل (سابور بن سهل)، والرازي (أبو بكر محمد بن زكريا) .
وكان من نتائج غلبة التتار (الترك) على الحكم والسلطان أن ظهر بين العلماء والأدباء ، في عصرهم ذاك ، تتار منهم ، أشهرهم هو البخاري صاحب أهم " صحيح " في كتب الحديث ؛ إذ هو من بخارى ...وهي تقع في جمهورية أوزبكستان وعاصمتها سمرقند ، من بلاد التركمستان الغربية ، وكذلك مسلم تلميذُه ؛ فهو من نيسابور التي تقع بالقرب من بخارى .
هذا مع بقاء الموالي ( = المسلمين غير العرب ) مهيمنين ومسيرين لحركة الفكر عامةً والفكر الديني خاصةً ، ومنهم الطبري ، صاحب تاريخ الطبري الشهير وتفسير القرآن ، فهو من طبرستان ، وكانت منطقة بين بلاد فارس والتتار ، وهي الآن في إيران ! .
وفى هذا العصر ، العصر العباسي الثاني التتاري التركي ، ترجم سعيد الفيومي ( 282هـ ) ، وهو إسرائيلي من مصر ، كُتب موسى الخمسة من التوراة إلى العربية ، كما ترجم سفرَي أشعيا وأيوب .
لما ضعفت سلطة الخلفاء ووهنت قوتهم ، استقلت بعض الممالك بالحكم ؛ فقامت في العراق وفارس المملكة البويهية ، وملوكها آل بويه من فارس ... وهم من الشيعة العَلوية ، والمملكة السامانية في تركستان ، والمملكة الزيادية في طبرستان ، والمملكة الغزنوية بأفغانستان والهند ، والخلافة المروانية بالأندلس ، والخلافة الفاطمية بمصر .
استطاعت المملكة البويهية أن تسيطر على الخلافة في بغداد في عصر المستكفي ( 944 : 946 ) فبدأ بذلك العصر الفارسي الثاني ، وهو عصر شيعي عَلوي ، رفَع منار التشيع وأحيا معالم دعواه ، ما نتج عنه تقويض نفوذ التتار ( الترك ) ، واستمرار ضعف سلطة الخلافة.
وفي بيان وضع ، وفضل ، الفرس في هذا العصر ، يقول الشاعر أبو الفضل السكري :
من مِثْل الفُرس ذوي الأبصار
الثوب رهنٌ في يد القصّار
وتوالى بروز دور الموالي وتكاثرت أنشطتهم في الشعر والآداب والعلوم ؛ ففي الشعر ظهر كشاجم ( أبو الفتح محمود بن الحسين ) ، وابن هاني الأندلسي ( أبو القاسم محمد ) ، ومهيار الديلمى ( أبو الحسن مهيار ) . وفى الأدب والرسائل ، ابن العميد ( أبو الفضل محمد ) ، والأصبهانى ( أبو بكر محمد بن العباس ) ، وبديع الزمان الهمذانى ( أبو الفضل أحمد بن الحسين ) ، والثعالبي ( أبو منصور عبد الملك بن محمد ) ، والأجهانى ( على بن الحسين أبو الفرج ) والقيرواني ( أبو العباس حسن بن رشيق ) . وفى النحو ، ابن خالويه ( أبو عبد الله الحسين ) ، والزبيدى ( أبو بكر محمد ) وابن جنّي ( أبو الفتح عثمان ) . وفى اللغة ، المطرز البارودي ( أبو عمر محمد بن عبد الواحد ) ، وأبو أحمد العسكري ، وابن فارس ( أبو الحسين أحمد بن فارس ) ، والجوهري ( أبو نصر إسماعيل بن حماد ) ، والقزاز ( أبو عبد الله محمد بن جعفر القيرواني ) ، وابن سيده ( الحافظ أبو الحسن المرسى الأندلسي ) . وفى التاريخ ، الأصفهاني ( حمزة بن حسن ) ، ومكسويه ( أبو على الخازن ) ، والعتبي ( أبو النصر محمد بن عبد الجبار ) ، وهلال الصابي ( أبو الحسن بن المحسن ) ، وفي الجغرافيا ، الأصطرخى ( أبو إسحاق الفارسي ) . وفى الفلسفة والعلوم ، ابن سينا ( أبو على الحسين بن عبد الله ) ، والبيروني ( أبو الريحان محمد أحمد ) .
في العام 1055م / 447هـ ، بدأ عهد جديد للتتار الترك السلاجقة ؛ فقد وهنت ، مع الأيام ، قوة وسلطة البويهيين في بغداد وفارس ، كما ضعفت أحوال الفاطميين في مصر ، وكلاهما من الشيعة ؛ فالبويهيون شيعة إمامية عَلوية ، والفاطميون شيعة إسماعيلية ، وفى ذلك الوقت ظهرت أمة / جماعة ذات سلطان وبطش في منطقة تركستان الغربية ( التتارية ) يتزعمها سلجوق بن بكباك ، وهو أمير تتاري تركي . ولكي يحقق مطامعه في السيطرة على الخلافة الإسلامية فقد أسلم ( رئاء بأصح الفروض ) هو ورجاله ، وقاد جيشاً من التتار ، فقطعوا نهر جيجون وهم يقتحمون ويكتسحون حتى امتد سلطانهم من أفغانستان إلى البحر المتوسط ( = الأبيض ) ثم تقطعوا في إمارات : فالسلاجقة العظام حكموا من 429 : 552هـ ، وسلاجقة كرمان من 433 : 583هـ ، وسلاجقة الشام من 487 : 511هـ ، وسلاجقة العراق وكردستان من 511 : 590هـ ، وسلاجقة بلاد الروم من 470 : 700هـ ، أي أن السلاجقة حكموا مناطق متعددة وشاسعة نحو ثلاثة قرون ، وبلغ اتساع مملكتهم من حدود الهند إلى آخر حدود الشام ، ودخلوا بغداد العام 447هـ / 1055م فبدأ بذلك عهد التتار ( = الترك ) الثاني على ما سلف ، وكان أهم وزرائهم نظّام المُلك ، وهو الذي كان الدافع الحقيقي لما كتبه أبو حامد الغزالي !!! .
وخلال فترة سيطرة التتار على الخلافة العباسية ، بدأت الحملات الصليبية ، فسيطر الصليبيون على بلاد الشام مدة 90 عاماً من العام 492 حتى العام 582هـ !!!
وفى أواخر عصر السلاجقة ظهر جنكيزخان ، القائد المغولي ، فحمل على بلاد العالم الإسلامي ، فخرّب مُدنَها وأحرق مكاتبها وقتل أهلها بما لم يسبق له مثيل ، ثم ظهر بعده هولاكو التتاري الذي غزا بغداد وخرّبها وقتل الخليفة المستعصم ( 656هـ / 1258م ) .
كان نتيجة هذا الاضطراب السياسي ، وما أدى إليه من تخريب وتحريق ، أن عَمد بعض العلماء إلى حفظ ما بقي من الكتب واكتنازها بالتلخيص والجمع مع حذف الأسانيد والمراجع ، ذلك حتى يمكن جمع كثير من الحقائق في حجم صغير ويكون الكتاب الواحد زُبدة عشرات من الكتب ، وهذا ما فعله ياقوت بمعجمه ، وابن خلّكان بوفياته ، وابن أبى أصيبعة بطبقاته .
وكانت ثمة نتيجةٌ أخرى مهمة ، هي انتقال جانب كبير من الشعر ، وغيره ، إلى مصر ، خاصة في نهاية حكم الفاطميين وسلطان الأيوبيين ( 567 : 650هـ) .
ظهر في مصر من الشعراء : ابن قلاقس ( أبو الفتوح نصر الله الملقب بالقاضي الأغر ) ، وابن سناء الملك ( هبة الله بن القاضي الرشيد والملقب بالقاضي السعيد ) ، وابن النبيه ( علي بن محمد بن الحسين كمال الدين ) ، وابن شمس الخلافة ( أبو الفضل جعفر ) ، وعمر بن الفارض ( أبو حفص عمر بن أبى الحسن ) ، وجمال الدين بن مطروح ، وسيف الدين الباروقي ، وبهاء الدين زهير ( أبو الفضل بن محمد بن على المهلبي ) . وظهر في الإنشاء : القاضي الفاضل ( عبد الرحيم بن على ) .وظهر فى النحو : ابن مايشار . ومن الذين ظهروا في بغداد : الزمخشري ( أبو القاسم محمود ) وهو تتاري من خوارزم ... وكان إمام عصره في اللغة والنحو والبيان والتفسير والحديث ، وناصر المطرزي ( أبو الفتح ناصر ) وهو تتاري من خوارزم كذلك . وظهر فيها أبو حامد الغزالي ( محمد بن محمد بن أحمد ) وهو فارسي ولد في طوس ونشأ فيها ثم انتقل إلى بغداد ، والشهرستاني ، صاحب كتاب الملل والنحل ، ومحيي الدين بن عربي ، وهو موولود بمرسية بالأندلس ، ثم نزح إلى بغداد ... هذا فضلاً عن ابن رشد ، أبو الوليد محمد بن أحمد ، المولود بقرطبة بالأندلس .
سقطت بغداد في قبضة المغول العام 656هـ / 1258م ، وبذلك صارت أكثر بلاد العالم الإسلامي في قبضة المغول والتتار ، ويقول عنهم البعض إنهم الترك !!! وقد امتدت سلطة المغول / التتار من حدود الهند شرقاً إلى حدود سوريا غرباً ، تتخللها بلاد في سيادة الفرس فترة قصيرة ، وبلاد تحت حكم المماليك ، وهم تتار وشراكسة وقوقاز ؛ فقد كانت مصر والشام في حوزة السلاطين المماليك منذ العام 648م / 938هـ ، وكانت آسيا الصغرى في حَوْزة السلاجقة ثم أخذها العثمانيون ، وكلاهما من التتار / الترك ، وكانت العراق وفارس في سلطة السلطنة الألخانية ، وهى مغولية تتارية ، ثم صارت فارس إلى الحكم التيموري ، وهو مغولي تتاري ، وتخلل ذلك فترات صارت فيها الأحوال إلى إمارتين في فارس : الجلايرية والمظفرية ! وإمارتين في آسيا الصغرى : القراقيونلية والأقاقيونلية ! ، وكانت تركستان وأفغانستان في يد الشفطائية ثم صارتا إلى قبضة التيمورية ... وكلتاهما مغولية تتارية .
ونظراً لسيادة المغول / التتار على بلاد العالم الإسلامي بأجمعها ، فقد انحصرت سيادة العرب في اليمن والمغرب ، ذلك أن اليمن تجزّأ في إمارات صغيرة هي زبيد وصنعاء وعدن . وأما المغرب ، فقد تقطّع في ممالك هي تونس والجزائر ومراكش وغرناطة ! بعضها يحكمه العرب وبعضها في سيادة البربر . أما الهند ، فلم يفتحْ المغول منطقة دلهي إلا بعد ذهاب هذا العصر !!! ... وفى العام 897هـ / 1492م فرّ من غرناطة بالأندلس ، جنوب أسبانيا ، أبو عبد الله محمد آخر ملوك الطوائف . ما يشير إلى أن اكتساح المغول / التتار للعالم الإسلامي نحّى العنصر العربي ، كما هدد اللغة العربية ذاتها ، لولا أن القرآن هو الذي أبقاها حية فعالة ، خاصة وقد ترتبت عليه علوم عدة كالتفسير والتاريخ والحديث والفقه وغيره .
يُتبع ...
<br>
amalou_first1- عضو نشيط
- الديانه : الاسلام
البلد : مصر
عدد المساهمات : 198
نقاط : 5143
السٌّمعَة : 1
رد: من تاريخنا ، محاولة فهم
في العام 1516م ، استولى العثمانيون على بلاد الشام ، وفي العام 1517م ، استولوا على مصر ونقلوا الخلافة إلى أسرتهم ( !!!!!! ) وإن ظلوا يلقَّبون بالسلاطين . والعثمانيون ، قد بيّنا ذلك ، هم في الأصل تتار من تركستان الغربية ، أو شراكسة من بلاد الشركس ، وهي منطقة تقع في جنوب شرق الروسيا الأوروبية بين البحر الأسود ونهر كوبال من جهة ، ومنطقة القوقاز الكبرى من جهة أخرى . وقد ترك الشركس المسيحيةَ واعتنقوا الإسلام في القرن السابع عشر الميلادي ! وكانت تركيا تقوم بحكم شركسيا ، أي بلاد الشركس ، حتى نزلت / تنازلت عنها للروسيا العام 1829م .
وظلت مصر في حكم المماليك ، الذين كانوا يدفعون جزية إلى السلطنة العثمانية ( وهى جزية ظلت مصر تدفعها وتسمى الصدّة ، ربما من قبيل السهو والخطأ ، حتى بعد سقوط العثمانيين !!!!!!!!!!!!!!!!!! ) . ولما تولى محمد علي الكبير حُكم مصر العام 1805م بدأت عصر " مصر الحديثة " ... وهو ما تداعى إلى باقي البلاد العربية التي شرعت ، تباعاً ، في الاستقلال وإقامة نظام الدولة " الوطنية " .
نخلُص إذاً ، إن إعادة ترتيب أوراق التاريخ الإسلامي والنظر إليها من خلال أسلوب علمي نظامي واضح ومطرد ، ستؤدي إلى تغيير كثير من المفاهيم ، كذا تبديل عديد من المعاني وتقويض وفير من الدعاوَى ... وهذا أمرٌ ، مع لزومه وضرورته ، قد يصدم مشاعر " غير سوية " ، وقد يفجّر عواطف " غير ناضجة " .
فنتيجة للفهم والتقييم العلميين ننتهي إلى ما يلي :
( أولاً ) : السلطة السياسية ( الخلافة أو السلطنة أو الإمارة أو غيرها ) لم تكن إسلامية أبداً بالمفهوم الدقيق ، بدءاً من انتهاء عهد الخلفاء الراشدين ! ؛ فالخلافة الأموية المروانية كانت عربية أعرابية ، تعصبت للعنصر العربي ! بل وقصَرت الإسلام على العرب وحدهم ! بل وسمحت لنفسها أن تفرض الجزية على المسلمين من غير العرب باعتبارهم " عبيداً " لهم لم يحررهم الإسلام من الجزية التي لا تفرض بنص القرآن إلا على غير المسلم ، ذلك حالَ رغب أن يدخل في عهد ، أو في ذمة ، المسلمين ! . والخلافة العباسية قامت بجهود وحروب الفرس الموالي ، وهم الذين ثاروا على الخلافة الأموية المروانية كرد فعل للعنصرية العربية ورغبة منهم في إنهاء الذل والاستعباد الذي فرضه عليهم ، وعلى غيرهم من المسلمين غير العرب ، بنو أُمية !!! . ولما نجح الفرس في إقامة الخلافة العباسية سيطروا عليها تماماً خاصةً في عهدها الأول ، فكانت عباسية اسماً وفارسيةً فعلاً ، وفى هذا الحكم الفارسي تجلّت النعرة العنصرية وتبدت شهوة الانتقام من العرب ابتداءً ، ثم من غيرهم تِباعاً .
وسقط الحكم الفارسي ، فحل محله الحكم التتاري ( يقولون عنه إنه حكم الترك ، دون بيان كيف أن هذا الطرح مخالف للحقيقة !!! ) ، وقد بدأ العرب بغزو بلاد التتار ( تركستان الغربية) فاستولَوا عليها وتسيدوا على شعوبها ، غير أن هؤلاء التتار أدركوا قوانين اللعبة واستعدوا للمنازلة ، فاعتنقوا الإسلام ( ولو ظاهرياً ) ثم نفذوا إلى سدة الحكم فقبضوا عليها بقوة وحولوا الخلفاء إلى دُمى في أيديهم وصورٍ أمام الناس !!! .
وتداولَ السلطةَ ، في الخلافة العباسية بشقيها ، كلٌّ من الفرس والتتار ، حتى انتهت إلى السلاجقة التتار ! ثم إلى العثمانيين التتار كذلك !!! .
( ثانياً ) : أن العنصر الذي حكم البلاد الإسلامية أطول فترة هو العنصر التتاري سواء قيل إنه المغول ، حيث إن التتار من أرومة / أصول مغولية، ما يعني أن المغول تتار وأن التتار مغول !!! أو على الأقل فإن المغول قادوا التتار زمناً حتى انفرد التتار بالأمر السياسي فالتاريخي !!! وقد قيل إنه العنصر التركي ؛ فالتركية لغة أطلق منها اسم التحرك على المتحدثين بها بعد أن اتخذ لفظ التتار معنى سيئاً نتيجة ما كانوا يفعلونه في الحروب من قضاء على الزرع والضرع بما يشبه عمل الجراد عندما يحط على مناطق خضراء مزروعة فيتركها وقد صارت أعواداً يابسة ، غير أنه من المؤكد أن دولة تركيا الحديثة ، والتي أصبح الفهم الدارج يتصور أن الترك متصلون بها أو قادمون منها ، لم تكن قد نشأت في العصر العباسي الثاني ( = عصر التتار ) ، وقد قامت كدولة في أسيا الصغرى من قبائل تتارية نازحة بداية من العام 1281م = 680هـ.
فالتتار ، الذين قيل إنهم ترك ، حكموا عصرين إبان الخلافة العباسية ، ثم نزعوا الخلافة من العباسيين ونقلوها إليهم إثر غزو مصر العام 1517م !!! هذا فضلاً عن أن المماليك الذين حكموا مصر والشام وامتد نفوذهم إلى أرض الحجاز هم تتار في الغالب الأعم ! أو شراكسة ، وهؤلاء أبناء عمومة التتار ، أما العثمانيون فهم تتار نزحوا إلى آسيا الصغرى واستولوا عليها ، والسلطنة الغزنوية في أفغانستان وفى سلطنة دلهي هي سلطنة مغولية ، أي تتارية ، وهكذا دواليك على نحو ما قد سلف .
( ثالثاً ) : أن نسبة التاريخ الإسلامي إلى الإسلام ذاته إهانة للدين وإساءة للشريعة ؛ فهذا التاريخ هو تاريخ صراع القبائل ، وهو تاريخ العنصر التتاري ، وهو ، بهذه المثابة ، مرحلة من مراحل التاريخ الإسلامي لا ينبغى أن يفرض على الإسلام ذاته ليصبح هو النموذج الديني والمثل الشرعي ، ذلك حتى لا يؤدي بالمسلمين إلى أن يأتموا بأعمال التتار وأن يتطبعوا بسلوكياتهم العدوانية .
( رابعاً ) : أن أهم الأشخاص الذين أثّروا في الفكر الإسلامي وصاغوا عقلية المسلمين ، ولا يزالوا مؤثرين فعّالين ، هم فرس أو تتار ؛ فمن الفرس : أبو حامد الغزالي والطبري . ومن التتار ( الترك ) البخاري ومسلم ، هذا فضلاً عن أن ابن سينا من أفغانستان وقد نزح إلى بخارى التتارية ، وأن كلاً من الجوهري ، واضع قاموس الصحاح ، والزمخشري تتاري .
( خامساً ) : أن إخفاء الحقائق بتغيير لفظ التتار إلى لفظ الترك ، وهو في الأصل اسم للغة لا لجنس ، أو باستعارة أسماء عربية بدلاً من الأسماء الفارسية أو التتارية وضع مضلل وحال مبلبل ، إذ أدى ، ويؤدي ، بالمسلمين إلى فهم المسائل على غير حقيقتها وتقدير الوقائع تقديراً مخالفاً لأصولها ؛ فحين يقال عن التتار خطأً إنهم ترك ، فإن ذلك يوحي بأنهم من الترك العثمانيين الذين أقاموا سلطنة في آسيا الصغرى وصاروا خلفاء المسلمين من العام 1517م حتى العام 1924م ما يفرض على المسلمين احترامهم بحسبانهم " الخلفاء وحماة الحرمين " كذا رسّب في نفوس العامة تقديراً لهم ينسحب بطبيعة الحال إلى من يوصفون ، خطأً ، بأنهم أتراك وهم في الحقيقة تتار كما أن العثمانيين أنفسهم تتار .
وحين يقرأ المسلم العادي اسم أبى حامد الغزالي أو ابن جرير الطبري أو أبى عبد الله البخاري أو أبى الحسين مسلم القشيري ، وغير ذلك من أسماء ، يقر في نفسه أنهم مسلمون عرب فيأخذهم على هذا المحمل ، ويقدر أفكارهم في ذلك الإطار ، مع أن معرفة مكان الميلاد والنشأة وحقيقة الجنس واللغة الأم أمور ، وشروط ، لابد منها ، في صحيح العلم الفهم ، لتقدير أعمال الكاتب أو الباحث أو الفيلسوف !!! ، إذ قد يكون قد تشرب أفكاراً من بيئته الأولى خلال طفولته أثّرت في مفاهيمه ووجهت بعض تقديراته حتى وإن لم يدركْ هو ذلك ، كأن تترسب في أعماق الفارسي أفكار ، وممارسات ، فولكولورية فيها الكثير من الزرادشتية أو المجوسية فينقلها إلى الفكر الإسلامي بوعي منه أو دون وعي ؛ هذا بالإضافة إلى أن بعض الفرس وبعض التتار كان يحمل بغضاً شديداً للعرب ربما دفعه إلى التأثير السلبي على الفكر الإسلامي ذاته تنفيساً عن ذلك !!! .
انتهى
وظلت مصر في حكم المماليك ، الذين كانوا يدفعون جزية إلى السلطنة العثمانية ( وهى جزية ظلت مصر تدفعها وتسمى الصدّة ، ربما من قبيل السهو والخطأ ، حتى بعد سقوط العثمانيين !!!!!!!!!!!!!!!!!! ) . ولما تولى محمد علي الكبير حُكم مصر العام 1805م بدأت عصر " مصر الحديثة " ... وهو ما تداعى إلى باقي البلاد العربية التي شرعت ، تباعاً ، في الاستقلال وإقامة نظام الدولة " الوطنية " .
نخلُص إذاً ، إن إعادة ترتيب أوراق التاريخ الإسلامي والنظر إليها من خلال أسلوب علمي نظامي واضح ومطرد ، ستؤدي إلى تغيير كثير من المفاهيم ، كذا تبديل عديد من المعاني وتقويض وفير من الدعاوَى ... وهذا أمرٌ ، مع لزومه وضرورته ، قد يصدم مشاعر " غير سوية " ، وقد يفجّر عواطف " غير ناضجة " .
فنتيجة للفهم والتقييم العلميين ننتهي إلى ما يلي :
( أولاً ) : السلطة السياسية ( الخلافة أو السلطنة أو الإمارة أو غيرها ) لم تكن إسلامية أبداً بالمفهوم الدقيق ، بدءاً من انتهاء عهد الخلفاء الراشدين ! ؛ فالخلافة الأموية المروانية كانت عربية أعرابية ، تعصبت للعنصر العربي ! بل وقصَرت الإسلام على العرب وحدهم ! بل وسمحت لنفسها أن تفرض الجزية على المسلمين من غير العرب باعتبارهم " عبيداً " لهم لم يحررهم الإسلام من الجزية التي لا تفرض بنص القرآن إلا على غير المسلم ، ذلك حالَ رغب أن يدخل في عهد ، أو في ذمة ، المسلمين ! . والخلافة العباسية قامت بجهود وحروب الفرس الموالي ، وهم الذين ثاروا على الخلافة الأموية المروانية كرد فعل للعنصرية العربية ورغبة منهم في إنهاء الذل والاستعباد الذي فرضه عليهم ، وعلى غيرهم من المسلمين غير العرب ، بنو أُمية !!! . ولما نجح الفرس في إقامة الخلافة العباسية سيطروا عليها تماماً خاصةً في عهدها الأول ، فكانت عباسية اسماً وفارسيةً فعلاً ، وفى هذا الحكم الفارسي تجلّت النعرة العنصرية وتبدت شهوة الانتقام من العرب ابتداءً ، ثم من غيرهم تِباعاً .
وسقط الحكم الفارسي ، فحل محله الحكم التتاري ( يقولون عنه إنه حكم الترك ، دون بيان كيف أن هذا الطرح مخالف للحقيقة !!! ) ، وقد بدأ العرب بغزو بلاد التتار ( تركستان الغربية) فاستولَوا عليها وتسيدوا على شعوبها ، غير أن هؤلاء التتار أدركوا قوانين اللعبة واستعدوا للمنازلة ، فاعتنقوا الإسلام ( ولو ظاهرياً ) ثم نفذوا إلى سدة الحكم فقبضوا عليها بقوة وحولوا الخلفاء إلى دُمى في أيديهم وصورٍ أمام الناس !!! .
وتداولَ السلطةَ ، في الخلافة العباسية بشقيها ، كلٌّ من الفرس والتتار ، حتى انتهت إلى السلاجقة التتار ! ثم إلى العثمانيين التتار كذلك !!! .
( ثانياً ) : أن العنصر الذي حكم البلاد الإسلامية أطول فترة هو العنصر التتاري سواء قيل إنه المغول ، حيث إن التتار من أرومة / أصول مغولية، ما يعني أن المغول تتار وأن التتار مغول !!! أو على الأقل فإن المغول قادوا التتار زمناً حتى انفرد التتار بالأمر السياسي فالتاريخي !!! وقد قيل إنه العنصر التركي ؛ فالتركية لغة أطلق منها اسم التحرك على المتحدثين بها بعد أن اتخذ لفظ التتار معنى سيئاً نتيجة ما كانوا يفعلونه في الحروب من قضاء على الزرع والضرع بما يشبه عمل الجراد عندما يحط على مناطق خضراء مزروعة فيتركها وقد صارت أعواداً يابسة ، غير أنه من المؤكد أن دولة تركيا الحديثة ، والتي أصبح الفهم الدارج يتصور أن الترك متصلون بها أو قادمون منها ، لم تكن قد نشأت في العصر العباسي الثاني ( = عصر التتار ) ، وقد قامت كدولة في أسيا الصغرى من قبائل تتارية نازحة بداية من العام 1281م = 680هـ.
فالتتار ، الذين قيل إنهم ترك ، حكموا عصرين إبان الخلافة العباسية ، ثم نزعوا الخلافة من العباسيين ونقلوها إليهم إثر غزو مصر العام 1517م !!! هذا فضلاً عن أن المماليك الذين حكموا مصر والشام وامتد نفوذهم إلى أرض الحجاز هم تتار في الغالب الأعم ! أو شراكسة ، وهؤلاء أبناء عمومة التتار ، أما العثمانيون فهم تتار نزحوا إلى آسيا الصغرى واستولوا عليها ، والسلطنة الغزنوية في أفغانستان وفى سلطنة دلهي هي سلطنة مغولية ، أي تتارية ، وهكذا دواليك على نحو ما قد سلف .
( ثالثاً ) : أن نسبة التاريخ الإسلامي إلى الإسلام ذاته إهانة للدين وإساءة للشريعة ؛ فهذا التاريخ هو تاريخ صراع القبائل ، وهو تاريخ العنصر التتاري ، وهو ، بهذه المثابة ، مرحلة من مراحل التاريخ الإسلامي لا ينبغى أن يفرض على الإسلام ذاته ليصبح هو النموذج الديني والمثل الشرعي ، ذلك حتى لا يؤدي بالمسلمين إلى أن يأتموا بأعمال التتار وأن يتطبعوا بسلوكياتهم العدوانية .
( رابعاً ) : أن أهم الأشخاص الذين أثّروا في الفكر الإسلامي وصاغوا عقلية المسلمين ، ولا يزالوا مؤثرين فعّالين ، هم فرس أو تتار ؛ فمن الفرس : أبو حامد الغزالي والطبري . ومن التتار ( الترك ) البخاري ومسلم ، هذا فضلاً عن أن ابن سينا من أفغانستان وقد نزح إلى بخارى التتارية ، وأن كلاً من الجوهري ، واضع قاموس الصحاح ، والزمخشري تتاري .
( خامساً ) : أن إخفاء الحقائق بتغيير لفظ التتار إلى لفظ الترك ، وهو في الأصل اسم للغة لا لجنس ، أو باستعارة أسماء عربية بدلاً من الأسماء الفارسية أو التتارية وضع مضلل وحال مبلبل ، إذ أدى ، ويؤدي ، بالمسلمين إلى فهم المسائل على غير حقيقتها وتقدير الوقائع تقديراً مخالفاً لأصولها ؛ فحين يقال عن التتار خطأً إنهم ترك ، فإن ذلك يوحي بأنهم من الترك العثمانيين الذين أقاموا سلطنة في آسيا الصغرى وصاروا خلفاء المسلمين من العام 1517م حتى العام 1924م ما يفرض على المسلمين احترامهم بحسبانهم " الخلفاء وحماة الحرمين " كذا رسّب في نفوس العامة تقديراً لهم ينسحب بطبيعة الحال إلى من يوصفون ، خطأً ، بأنهم أتراك وهم في الحقيقة تتار كما أن العثمانيين أنفسهم تتار .
وحين يقرأ المسلم العادي اسم أبى حامد الغزالي أو ابن جرير الطبري أو أبى عبد الله البخاري أو أبى الحسين مسلم القشيري ، وغير ذلك من أسماء ، يقر في نفسه أنهم مسلمون عرب فيأخذهم على هذا المحمل ، ويقدر أفكارهم في ذلك الإطار ، مع أن معرفة مكان الميلاد والنشأة وحقيقة الجنس واللغة الأم أمور ، وشروط ، لابد منها ، في صحيح العلم الفهم ، لتقدير أعمال الكاتب أو الباحث أو الفيلسوف !!! ، إذ قد يكون قد تشرب أفكاراً من بيئته الأولى خلال طفولته أثّرت في مفاهيمه ووجهت بعض تقديراته حتى وإن لم يدركْ هو ذلك ، كأن تترسب في أعماق الفارسي أفكار ، وممارسات ، فولكولورية فيها الكثير من الزرادشتية أو المجوسية فينقلها إلى الفكر الإسلامي بوعي منه أو دون وعي ؛ هذا بالإضافة إلى أن بعض الفرس وبعض التتار كان يحمل بغضاً شديداً للعرب ربما دفعه إلى التأثير السلبي على الفكر الإسلامي ذاته تنفيساً عن ذلك !!! .
انتهى
<br>
amalou_first1- عضو نشيط
- الديانه : الاسلام
البلد : مصر
عدد المساهمات : 198
نقاط : 5143
السٌّمعَة : 1
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى