لا خصوصية لصيام 6 أيام من شوال..
شبكة واحة العلوم الثقافية :: الساحات العلمية والثقافية والحوارية :: ساحة الفقه والعلوم والحوارات الشرعية
صفحة 1 من اصل 1
لا خصوصية لصيام 6 أيام من شوال..
بقلم الشيخ :عدنان عبدالقادر
كثيراً ما يتردد انه من صام رمضان ثم صام بعده ستة ايام من شوال فقط دون غيره من شهور السنة كان كصيام الدهر، فما مدى صحة ذلك؟!
لا خصوصية لشوال
أولاً: لا اختصاص لشوال في صيام هذه الأيام الستة، بل إذا صام المسلم رمضان وصام ستة من نفس السنة القمرية سواء قبل رمضان او بعده كان كصيام الدهر.
ذلك لأن الحسنة تضاعف بعشر امثالها، فشهر رمضان بعشرة أشهر وستة ايام بستين يوماً اي شهرين، فكان تمام اثني عشر شهراً اي سنة كاملة.
الحسنة بعشر امثالها
ثانياً: الأدلة على ذلك كثيرة منها:
ـ1 قول الله تعالى: (من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها).
ـ2 قال الله تعالى في الحديث القدسي في موضوع الصوم »الصوم لي وأنا أجزي به، الحسنة بعشرة أمثالها«، رواه البخاري.
ـ3 وقال النبي صلى الله عليه وسلم لعبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنه: »صم من الشهر ثلاثة أيام، فإن الحسنة بعشرة أمثالها وذلك مثل صيام الدهر«.
ـ4 روى ابن خزيمة في صحيحه عن توبان ان رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: »صيام رمضان بعشرة اشهر، وصيام الستة أيام بشهرين فذلك صيام السنة« يعني رمضان وستة ايام بعده«.
فالنبي صلى الله عليه وسلم لم يحدد شهر شوال لصيام الستة وانما اطلق صيامه طوال السنة لم يحدد قبل رمضان ولا بعده. وأما قوله: »يعني رمضان وستة أيام بعده« فهذا تفسير من قبل احد الرواة وليس هو من النبي صلى الله عليه وسلم ولم يحدد الراوي شهر شوال. ومع ذلك هو تفسير من عنده.
قول الحسن البصري ومالك وأبي يوسف
ثالثا: لذا لا يرى الامام مالك وهو امام المدينة تخصيص شوال بصيام الستة لانه لم ير احدا من اهل العلم والفقه يصومها في المدينة. وقال لم يبلغني ذلك عن احد من السلف وان اهل العلم يكرهون ذلك ويخافون بدعته، وان يلحق برمضان صيام ما ليس من اهل الجهالة والجفاء لو رأوا في ذلك رخصة عند اهل العلم ورأوهم يعملون ذلك »الموطأ«.
وكذلك ابو يوسف صاحب ابي حنيفة كان يكره ان يوصل برمضان صوت الستة من شوال.
وقبلهم الحسن البصري: كان اذا ذكر عنده صيام الستة ايام من شوال يقول: و »الله لقد رضي الله بصيام هذا الشهر »رمضان« من السنة كلها. رواه الترمذي.
قول أبي أيوب رضي الله عنه وليس حديثا
رابعا: اما قول الصحابي الجليل ابي ايوب الانصاري رضي الله عنه »من صام رمضان ثم اتبعه ستة من شوال كان كصيام الدهر«. رواه النسائي والطحاوي بسند صحيح.
فكلام لا يخالف النصوص الشرعية السابقة بل يوافقها لكنه لم ينف ان من صام ستة من غير شوال لم يكن كصيام الدهر حيث لابد من ملاحظة ان هذا القول منسوب الى الصحابي الجليل ابي ايوب في رواية النسائي.
فقد دلت الأدلة القرآنية والسنة النبوية على أن الحسنة بعشر امثالها سواء في شوال او في غير شوال. ولكن القلوب بعد صيامها رمضان قد امتلأت بالايمان والعبادة ولم يبق الا القليل للفوز بصيام الدهر وهو صيام ستة فقط من رمضان. فلو تقادم بها العهد بعد رمضان لربما ضعفت الايمانيات وتهاونت وتكاسلت عن فعل الطاعات، فرغبهم في صيام الدهر حال قوة الايمان. وهذا من فقهه رضي الله عنه. أما لماذا لم يرغبهم فيه قبل رمضان وذلك لأن نفوس العوام ترى أمامها صيام شهر كامل فيصعب عليها ان ترغبها بصيام ستة ايام قبل صيام شهر كامل اذ تستثقلها النفوس.
الحديث ضعفوه
خامساً: أما ما رواه مسلم عن أبي أيوب الأنصاري ان صيام الستة هو من قول النبي صلى الله عليه وسلم فان بعض العلماء لم يوافقوا الامام مسلم في تصحيحه سواء كانوا قبله او بعده اذ ضعفه بعض العلماء منهم الحافظ ابن عينية والامام مالك والباجي والحافظ ابو الخطاب ابن دحية والعلامة جلال الدين التباني الحنفي وغمزه الحسن البصري وإليه مال الامام أحمد.
ولذلك اعرض الامام البخاري عن اخراج هذا الحديث في صحيحه وذكر بدلا منه حديث صيام ثلاثة ايام من شهر تعدل صيام الدهر تحت باب »صيام الدهر«.
وعلة الحديث احد رواته سعد بن سعيد وهو صدوق سيئ الحفظ وقد خالفه اخوه الثقة الذي رواه من قول ابي ايوب، لذا قال الباجي: »وهذا مما لا يحتمل الانفراد بمثل هذا« وقد اضطرب الدراوردي في روايته لهذا الحديث، وأما الطرق الأخرى من غير ابي ايوب فكلها ضعيفة كما ذكر ذلك الحافظ ابو الخطاب بن دحية.
¼ ملاحظة: هذه المسألة مما اختلفت فيها علماء الاسلام وشريعتنا تسع هذا الاختلاف ولا تحتاج المسألة الى تسفيه الآراء المختلفة وكيل الاتهامات من جهل وحب الظهور وعدم الفهم وانما كل يتكلم بما يدين الله مع التأدب مع الرأي المخالف.
كثيراً ما يتردد انه من صام رمضان ثم صام بعده ستة ايام من شوال فقط دون غيره من شهور السنة كان كصيام الدهر، فما مدى صحة ذلك؟!
لا خصوصية لشوال
أولاً: لا اختصاص لشوال في صيام هذه الأيام الستة، بل إذا صام المسلم رمضان وصام ستة من نفس السنة القمرية سواء قبل رمضان او بعده كان كصيام الدهر.
ذلك لأن الحسنة تضاعف بعشر امثالها، فشهر رمضان بعشرة أشهر وستة ايام بستين يوماً اي شهرين، فكان تمام اثني عشر شهراً اي سنة كاملة.
الحسنة بعشر امثالها
ثانياً: الأدلة على ذلك كثيرة منها:
ـ1 قول الله تعالى: (من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها).
ـ2 قال الله تعالى في الحديث القدسي في موضوع الصوم »الصوم لي وأنا أجزي به، الحسنة بعشرة أمثالها«، رواه البخاري.
ـ3 وقال النبي صلى الله عليه وسلم لعبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنه: »صم من الشهر ثلاثة أيام، فإن الحسنة بعشرة أمثالها وذلك مثل صيام الدهر«.
ـ4 روى ابن خزيمة في صحيحه عن توبان ان رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: »صيام رمضان بعشرة اشهر، وصيام الستة أيام بشهرين فذلك صيام السنة« يعني رمضان وستة ايام بعده«.
فالنبي صلى الله عليه وسلم لم يحدد شهر شوال لصيام الستة وانما اطلق صيامه طوال السنة لم يحدد قبل رمضان ولا بعده. وأما قوله: »يعني رمضان وستة أيام بعده« فهذا تفسير من قبل احد الرواة وليس هو من النبي صلى الله عليه وسلم ولم يحدد الراوي شهر شوال. ومع ذلك هو تفسير من عنده.
قول الحسن البصري ومالك وأبي يوسف
ثالثا: لذا لا يرى الامام مالك وهو امام المدينة تخصيص شوال بصيام الستة لانه لم ير احدا من اهل العلم والفقه يصومها في المدينة. وقال لم يبلغني ذلك عن احد من السلف وان اهل العلم يكرهون ذلك ويخافون بدعته، وان يلحق برمضان صيام ما ليس من اهل الجهالة والجفاء لو رأوا في ذلك رخصة عند اهل العلم ورأوهم يعملون ذلك »الموطأ«.
وكذلك ابو يوسف صاحب ابي حنيفة كان يكره ان يوصل برمضان صوت الستة من شوال.
وقبلهم الحسن البصري: كان اذا ذكر عنده صيام الستة ايام من شوال يقول: و »الله لقد رضي الله بصيام هذا الشهر »رمضان« من السنة كلها. رواه الترمذي.
قول أبي أيوب رضي الله عنه وليس حديثا
رابعا: اما قول الصحابي الجليل ابي ايوب الانصاري رضي الله عنه »من صام رمضان ثم اتبعه ستة من شوال كان كصيام الدهر«. رواه النسائي والطحاوي بسند صحيح.
فكلام لا يخالف النصوص الشرعية السابقة بل يوافقها لكنه لم ينف ان من صام ستة من غير شوال لم يكن كصيام الدهر حيث لابد من ملاحظة ان هذا القول منسوب الى الصحابي الجليل ابي ايوب في رواية النسائي.
فقد دلت الأدلة القرآنية والسنة النبوية على أن الحسنة بعشر امثالها سواء في شوال او في غير شوال. ولكن القلوب بعد صيامها رمضان قد امتلأت بالايمان والعبادة ولم يبق الا القليل للفوز بصيام الدهر وهو صيام ستة فقط من رمضان. فلو تقادم بها العهد بعد رمضان لربما ضعفت الايمانيات وتهاونت وتكاسلت عن فعل الطاعات، فرغبهم في صيام الدهر حال قوة الايمان. وهذا من فقهه رضي الله عنه. أما لماذا لم يرغبهم فيه قبل رمضان وذلك لأن نفوس العوام ترى أمامها صيام شهر كامل فيصعب عليها ان ترغبها بصيام ستة ايام قبل صيام شهر كامل اذ تستثقلها النفوس.
الحديث ضعفوه
خامساً: أما ما رواه مسلم عن أبي أيوب الأنصاري ان صيام الستة هو من قول النبي صلى الله عليه وسلم فان بعض العلماء لم يوافقوا الامام مسلم في تصحيحه سواء كانوا قبله او بعده اذ ضعفه بعض العلماء منهم الحافظ ابن عينية والامام مالك والباجي والحافظ ابو الخطاب ابن دحية والعلامة جلال الدين التباني الحنفي وغمزه الحسن البصري وإليه مال الامام أحمد.
ولذلك اعرض الامام البخاري عن اخراج هذا الحديث في صحيحه وذكر بدلا منه حديث صيام ثلاثة ايام من شهر تعدل صيام الدهر تحت باب »صيام الدهر«.
وعلة الحديث احد رواته سعد بن سعيد وهو صدوق سيئ الحفظ وقد خالفه اخوه الثقة الذي رواه من قول ابي ايوب، لذا قال الباجي: »وهذا مما لا يحتمل الانفراد بمثل هذا« وقد اضطرب الدراوردي في روايته لهذا الحديث، وأما الطرق الأخرى من غير ابي ايوب فكلها ضعيفة كما ذكر ذلك الحافظ ابو الخطاب بن دحية.
¼ ملاحظة: هذه المسألة مما اختلفت فيها علماء الاسلام وشريعتنا تسع هذا الاختلاف ولا تحتاج المسألة الى تسفيه الآراء المختلفة وكيل الاتهامات من جهل وحب الظهور وعدم الفهم وانما كل يتكلم بما يدين الله مع التأدب مع الرأي المخالف.
صفحتي على الفيس بوك
الحرية هي مطلب العُقلاء..ولكن من يجعل نفسه أسيراً لردود أفعال الآخرين فهو ليس حُرّاً....إصنع الهدف بنفسك ولا تنتظر عطف وشفقة الناس عليك..ولو كنت قويا ستنجح....سامح عسكر
مواضيع مماثلة
» قراءة فى كتيب أفضل أيام الدنيا
» حكام مصرمن أيام عمرو بن العاص الى الان.
» نظرات فى كتاب خير أيام الدنيا ... ماذا يشرع فيها ؟
» حكام مصرمن أيام عمرو بن العاص الى الان.
» نظرات فى كتاب خير أيام الدنيا ... ماذا يشرع فيها ؟
شبكة واحة العلوم الثقافية :: الساحات العلمية والثقافية والحوارية :: ساحة الفقه والعلوم والحوارات الشرعية
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى