محاربة الصرب والمجر وواقعة وارنة الشهيرة
صفحة 1 من اصل 1
محاربة الصرب والمجر وواقعة وارنة الشهيرة
إنه بعد أن نكل السلطان بابن قرمان رأى من الضرورة تأديب ملك المجر وجورج برانكو تش أمير الصرب لاتفاقهما على الإضرار بالعثمانيين.
ولما سار الجيش العثماني وعبر نهر الطونة دخل بلاد المجر وعاث فيها حتى بلغ بلاد طمشوار وهرمانشتاد وذهبت فرقة منه إلى بلاد الصرب فاستولت على مدينة سمندرة عاصمة تلك البلاد ثم شرع الجيش العثماني في حصار مدينة بلغراد إلا أنه لم يتمكن من فتحها وبعد ذلك طلب أمير الصرب أن يزوّج ابنته للسلطان ويعقد معه صلحاً فقبل السلطان منه ذلك إلا أنه لما علم أن أعماله كانت ولا تزال مجلبة عليه غضب السلطان فر ملتجئاً إلى ملك المجر لادسلاس ولهذا رأى السلطان من الضرورة سوق الجيش مرة ثانية على بلاد المجر.
ولما دخلها الجيش العثماني أخذ في شن الغارة عليها حتى بلغ مدينة هرمانشتاد وشرع في محاصرتها وفي هذه الأثناء كان ظهورجان هونياد المشهور أمير الأردل وفي خلال ذلك نهض البابا أوجيلينيوس وشرع في عقد تحالف بين دول الفرنج وعصبهم على محاربة العثمانيين فتصدى لادلاس ملك المجر وبولونيا وتقدم بعساكر تحت قيادة جان هونيار القائد المجري الشهير بعدما انضم إلى جيشه جمهور من الفرنساويين والجرمانيين وقصدوا جيوشفي جوار هرمانشتاد سنة 845هـ .
وكان حاكم بلاد ترانسل فانيا التي منها مدينة هرمانشتاد المذكورة تابعاً الملك المجر وكان على هذا الإقليم جان هونياد المذكور الذي أتى مسرعاً للدفاع عن هذه المدينة فانتصر على العثمانيين وقتل منهم قدراً عظيماً حتى ألزم من بقي منهم إلى القهقرى.
ولما علم السلطان بذلك أرسل جيشاً آخر تحت قيادة شاهين باشا فأصابه ما أصاب الأوّل من هونياد وجنوده ووقع شاهين باشا أسيراً في موقعة قرب بلدة يقال لها وازاج 845هـ .
وكان السلطان في خلالها مشتغلاً بمحاربة إبراهيم أمير بلاد قرمان وبعد أن قهره السلطان كان المجريون تقدموا واتفقوا مع الصربيين على محاربة العثمانيين ولما تلاقوا معهم جهة بلغراد صدتهم العساكر العثمانية فانقلبوا على أعقابهم وكانت هذه الفعلة خدعة منهم لأنه بينما كانت جيوشهم آخذة في التقهقر والعثمانيون في تعقبهم إذ بهم ارتدوا على العثمانيين بينما كانوا يسيرون خلفهم في مضيق نيش وأحاطوا بهم من كل جهة في المضيق المذكور وحصلت بين الطرفين واقعة دموية انجلت عن انتصار هونياد وهزيمة العثمانيين هزيمة شنعاء وقتل منهم عدد وافر بين أمراء وجنود وأسر منهم كذلك 846هـ ومال زال فلهم يفر حتى وصل إلى أدرنة.
ثم توسط جورج برنكو فتش ملك الصرب في الصلح فقبله السلطان واشترط فيه بقاء الصرب وبوسنة يدفعان خراجاً للدولة العلية واستقلال الأفلاق عن السلطنة العثمانية تماماً وأن ترد قلعة سمندرة إلى الصرب وإخلاء سبيل بعض أسرى من الجانبين وغير ذلك وتقرر أن تكون الهدنة لمدة عشر سنوات ولما انتهى الأمر على ما تقدّم بعد هذه الحروب والمخاصمات وسكنت الفتن والقلاقل توفي الأمير علاء الدين وكان والده يحبه كثيراً فساورته الهموم حتى إنه عزم على تمضية بقية حياته في راحة معتزلاً عناء الملك فتنازل عن كرسي السلطنة إلى ولده محمد الثاني الملقب بالفاتح ثم ضم إليه بعض خواصه وقصد مدينة مغنيسيا متفرغاً للعبادة.
ولما علم بذلك لادسلاس ملك المجر ظن أن الجو خلا له لنوال مقاصده فتقدّم بجيش عطيم ولم يراعِ الهدنة التي عقدت بينه وبين السلطان وأغار على أملاك السلطنة وكان ذلك بتحريضات البابا ولما رأى السلطان مراد هذه الأحوال خاف من عواقب الأمور فاضطرأن يعود إلى الملك ثانياً وأمر بسرعة التجهيزات الحربية ولما قصد العبور من جهة كليبولي وجد أن سفن الأعداء سدت ذلك المعبر فالتزم العبور من مضيق البحر الأسود وكان بصحبته خليل باشا الوزير الأعظم وشهاب الدين باشا ولما وصل إلى أدرنة ووجد الجيش الهمايوني على قدم الاستعداد تقدم وتلاقى مع جيش المجر المشكل من 80 ألف مقاتل وكان لادسلاس من قبل ذلك دخل بلاد البلغار وبغدان وهرسك وبوسنة واتفق مع أمرائها على أن يكونوا يداً واحدة وكانت ملاقاة الجيشين أمام مدينة وارنة على سواحل البحر الأسود 1444م 28رجب 848 هـ .
ولما اشتعلت بينهما نيران القتال وحمى وطيسها تقدّم لادسلاس ملك بولونيا والمجر ومعه فرقة منتخبة من جنده واقتحم الميدان قاصداً الهجوم بنفسه على السلطان مراد الذي كان واقفاً على تل مرتفع يعطي الأوامر لجيشه وعند ذلك أطبقت الجيوش العثمانية على لادسلاس وقتلوه وبموته انهزمت جيوش المجر ومحالفيهم وتفرق شملهم وأخذتهم سيوف العثمانيين في كل مكان وصار هونياد قائدهم يجمع شتيت العساكر ويحرضهم على الرجوع والثبات فلم ينجح لأن الرعب كان قد استولى عليهم وقتل من جيش الأعداء في ذلك اليوم ما يزيد عن عشرة آلاف نفر واغتنمت الجيوش العثمانية في هذه الواقعة غنائم لا تحصى ثم عادت إلى أدرنة غانمة ظافرة وكان من بين القتلى القونت سيزار يني رسول البابا.
ثم إن السلطان بعد أن رد كيد أعدائه في نحورهم ومهد أمور المملكة تنازل عن الملك ثانية إلى ابنه السلطان محمد الثاني وعاد إلى عزلته كالأوّل ولكن لم ترض الانكشارية بذلك وتذمروا واضطربوا فاضطر أن يعود إلى السلطنة ولما كسر شوكتهم خاف من قيامهم مرة أخرى فأراد إشغالهم بالحرب ولذلك تقدّم وأغار على بلاد اليونان وساعده على مقصوده هذا أن أمانويل ملك القسطنطينية كان قسم مملكته في حال حياته بين أولاده بأن أعطى مدينة القسطنطينية وما حولها من البلاد القريبة إلى ابنه حنا وبلاد مورا وقسماً من تساليا لابنه قسطنطين وهو آخر ملوك الروم.
ولما علم قسطنطين بعزم السلطان مراد على فتح بلاده ابتنى ببرزخ كورنثة حصوناً ومعاقل جعلته لا يرام ومع ذلك فإن هذه القلاع لم تغن شيئاً أمام عساكر العثمانيين الأبطال لأنهم سلطوا مدافعهم على أسوار تلك الحصون حتى أحدثوا بها ثلمة ودخلوا منها قاصدين مدينة كورنثة ففتحوها وقد كان في نية السلطان الاستمرار على فتح هذه البلاد لولا ظهور اسكندر بك الشهير وإثارته القلاقل بالبانيا فاكتفى بضرب الجزية عليها.
ولما سار الجيش العثماني وعبر نهر الطونة دخل بلاد المجر وعاث فيها حتى بلغ بلاد طمشوار وهرمانشتاد وذهبت فرقة منه إلى بلاد الصرب فاستولت على مدينة سمندرة عاصمة تلك البلاد ثم شرع الجيش العثماني في حصار مدينة بلغراد إلا أنه لم يتمكن من فتحها وبعد ذلك طلب أمير الصرب أن يزوّج ابنته للسلطان ويعقد معه صلحاً فقبل السلطان منه ذلك إلا أنه لما علم أن أعماله كانت ولا تزال مجلبة عليه غضب السلطان فر ملتجئاً إلى ملك المجر لادسلاس ولهذا رأى السلطان من الضرورة سوق الجيش مرة ثانية على بلاد المجر.
ولما دخلها الجيش العثماني أخذ في شن الغارة عليها حتى بلغ مدينة هرمانشتاد وشرع في محاصرتها وفي هذه الأثناء كان ظهورجان هونياد المشهور أمير الأردل وفي خلال ذلك نهض البابا أوجيلينيوس وشرع في عقد تحالف بين دول الفرنج وعصبهم على محاربة العثمانيين فتصدى لادلاس ملك المجر وبولونيا وتقدم بعساكر تحت قيادة جان هونيار القائد المجري الشهير بعدما انضم إلى جيشه جمهور من الفرنساويين والجرمانيين وقصدوا جيوشفي جوار هرمانشتاد سنة 845هـ .
وكان حاكم بلاد ترانسل فانيا التي منها مدينة هرمانشتاد المذكورة تابعاً الملك المجر وكان على هذا الإقليم جان هونياد المذكور الذي أتى مسرعاً للدفاع عن هذه المدينة فانتصر على العثمانيين وقتل منهم قدراً عظيماً حتى ألزم من بقي منهم إلى القهقرى.
ولما علم السلطان بذلك أرسل جيشاً آخر تحت قيادة شاهين باشا فأصابه ما أصاب الأوّل من هونياد وجنوده ووقع شاهين باشا أسيراً في موقعة قرب بلدة يقال لها وازاج 845هـ .
وكان السلطان في خلالها مشتغلاً بمحاربة إبراهيم أمير بلاد قرمان وبعد أن قهره السلطان كان المجريون تقدموا واتفقوا مع الصربيين على محاربة العثمانيين ولما تلاقوا معهم جهة بلغراد صدتهم العساكر العثمانية فانقلبوا على أعقابهم وكانت هذه الفعلة خدعة منهم لأنه بينما كانت جيوشهم آخذة في التقهقر والعثمانيون في تعقبهم إذ بهم ارتدوا على العثمانيين بينما كانوا يسيرون خلفهم في مضيق نيش وأحاطوا بهم من كل جهة في المضيق المذكور وحصلت بين الطرفين واقعة دموية انجلت عن انتصار هونياد وهزيمة العثمانيين هزيمة شنعاء وقتل منهم عدد وافر بين أمراء وجنود وأسر منهم كذلك 846هـ ومال زال فلهم يفر حتى وصل إلى أدرنة.
ثم توسط جورج برنكو فتش ملك الصرب في الصلح فقبله السلطان واشترط فيه بقاء الصرب وبوسنة يدفعان خراجاً للدولة العلية واستقلال الأفلاق عن السلطنة العثمانية تماماً وأن ترد قلعة سمندرة إلى الصرب وإخلاء سبيل بعض أسرى من الجانبين وغير ذلك وتقرر أن تكون الهدنة لمدة عشر سنوات ولما انتهى الأمر على ما تقدّم بعد هذه الحروب والمخاصمات وسكنت الفتن والقلاقل توفي الأمير علاء الدين وكان والده يحبه كثيراً فساورته الهموم حتى إنه عزم على تمضية بقية حياته في راحة معتزلاً عناء الملك فتنازل عن كرسي السلطنة إلى ولده محمد الثاني الملقب بالفاتح ثم ضم إليه بعض خواصه وقصد مدينة مغنيسيا متفرغاً للعبادة.
ولما علم بذلك لادسلاس ملك المجر ظن أن الجو خلا له لنوال مقاصده فتقدّم بجيش عطيم ولم يراعِ الهدنة التي عقدت بينه وبين السلطان وأغار على أملاك السلطنة وكان ذلك بتحريضات البابا ولما رأى السلطان مراد هذه الأحوال خاف من عواقب الأمور فاضطرأن يعود إلى الملك ثانياً وأمر بسرعة التجهيزات الحربية ولما قصد العبور من جهة كليبولي وجد أن سفن الأعداء سدت ذلك المعبر فالتزم العبور من مضيق البحر الأسود وكان بصحبته خليل باشا الوزير الأعظم وشهاب الدين باشا ولما وصل إلى أدرنة ووجد الجيش الهمايوني على قدم الاستعداد تقدم وتلاقى مع جيش المجر المشكل من 80 ألف مقاتل وكان لادسلاس من قبل ذلك دخل بلاد البلغار وبغدان وهرسك وبوسنة واتفق مع أمرائها على أن يكونوا يداً واحدة وكانت ملاقاة الجيشين أمام مدينة وارنة على سواحل البحر الأسود 1444م 28رجب 848 هـ .
ولما اشتعلت بينهما نيران القتال وحمى وطيسها تقدّم لادسلاس ملك بولونيا والمجر ومعه فرقة منتخبة من جنده واقتحم الميدان قاصداً الهجوم بنفسه على السلطان مراد الذي كان واقفاً على تل مرتفع يعطي الأوامر لجيشه وعند ذلك أطبقت الجيوش العثمانية على لادسلاس وقتلوه وبموته انهزمت جيوش المجر ومحالفيهم وتفرق شملهم وأخذتهم سيوف العثمانيين في كل مكان وصار هونياد قائدهم يجمع شتيت العساكر ويحرضهم على الرجوع والثبات فلم ينجح لأن الرعب كان قد استولى عليهم وقتل من جيش الأعداء في ذلك اليوم ما يزيد عن عشرة آلاف نفر واغتنمت الجيوش العثمانية في هذه الواقعة غنائم لا تحصى ثم عادت إلى أدرنة غانمة ظافرة وكان من بين القتلى القونت سيزار يني رسول البابا.
ثم إن السلطان بعد أن رد كيد أعدائه في نحورهم ومهد أمور المملكة تنازل عن الملك ثانية إلى ابنه السلطان محمد الثاني وعاد إلى عزلته كالأوّل ولكن لم ترض الانكشارية بذلك وتذمروا واضطربوا فاضطر أن يعود إلى السلطنة ولما كسر شوكتهم خاف من قيامهم مرة أخرى فأراد إشغالهم بالحرب ولذلك تقدّم وأغار على بلاد اليونان وساعده على مقصوده هذا أن أمانويل ملك القسطنطينية كان قسم مملكته في حال حياته بين أولاده بأن أعطى مدينة القسطنطينية وما حولها من البلاد القريبة إلى ابنه حنا وبلاد مورا وقسماً من تساليا لابنه قسطنطين وهو آخر ملوك الروم.
ولما علم قسطنطين بعزم السلطان مراد على فتح بلاده ابتنى ببرزخ كورنثة حصوناً ومعاقل جعلته لا يرام ومع ذلك فإن هذه القلاع لم تغن شيئاً أمام عساكر العثمانيين الأبطال لأنهم سلطوا مدافعهم على أسوار تلك الحصون حتى أحدثوا بها ثلمة ودخلوا منها قاصدين مدينة كورنثة ففتحوها وقد كان في نية السلطان الاستمرار على فتح هذه البلاد لولا ظهور اسكندر بك الشهير وإثارته القلاقل بالبانيا فاكتفى بضرب الجزية عليها.
<br>
محب فلسطين- فريق الإشراف
- الديانه : الاسلام
البلد : مصر
عدد المساهمات : 1379
نقاط : 7605
السٌّمعَة : 3
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى