اليهود في مصر في العصر البطلمي
صفحة 1 من اصل 1
اليهود في مصر في العصر البطلمي
كانت مصر هي الوطن الأول الذي نشأت فيه اليهودية، وبالتالي فإن الوجود اليهودي بمصر هو الأقدم في العالم حتى لو قورن بفلسطين، ذلك أن الوصايا العشر التي تعد البداية الفعلية لليهودية نزلت بشبه سيناء، التي تعد جزء من مصر منذ عهد الأسرات الفرعونية الأولى والدلائل الأثرية الفرعونية بسيناء تؤكد على مصريتها.
رغم الخروج اليهودي من مصر، بما فيه الخروج من سيناء، فإن العلاقة بين اليهود بعد هزيمتهم للكنعانيين وإستيطانهم مكانهم بفلسطين، لم تنقطع تماما، فيرد ذكر مصر وبعض حكامها في التاناخ (المعروف في المسيحية بالعهد القديم أو التوراة والمزامير والأمثال وكتب الأنبياء)، وقد تراوحت العلاقة بين علاقات طيبة إلى عدائية، فنجد على سبيل المثال ذكر لزواج الملك سليمان، ثاني ملوك بني إسرائيل، من إبنة فرعون مصر .. نجد أيضا تحالفات أقامها بعض الملوك من نسل داود.. مع حكام مصر، تلك التحالفات التي أدانها أنبياء بني إسرائيل في التاناخ. وعلى الجانب الأخر نجد أيضا علاقات عدائية أحيانا أخرى كما في النص الذي أمر بنقشه الملك مرينبتاح بن رمسيس الثاني، والذي يخلد فيه إنتصاره على إسرائيل بقوله: وإسرائيل هزمتها لم يعد لساكنيها من وجود.
في أوقات الأزمات التي بدأ يتعرض لها اليهود من سكان المملكة الجنوبية، والتي حكمها الملوك من نسل داود، مع نهايتها، بدأ سكانها في النزوح لمصر، برغم نهي التوراة الصريح لهم بالعودة لمصر. وبرغم .. وإن كان هذا النزوح لا يمنع أن تكون هناك جاليات يهودية سابقة على نزوح اليهود في عهد إرميا، ذلك إن العلاقات التجارية كانت قائمة بين مصر واليهود المقيمين بفلسطين، كما ذكر في التاناخ إستيراد سليمان، بواسطة تجاره، لخيول ومركبات مصرية، وكان نزوح اليهود في عهد إرميا النبي، معاصرا لحكم الملك المصري إبريس من ملوك الأسرة السادسة والعشرين الفرعونية. كما أن بعض اليهود عملوا كمرتزقة في جيوش الأسرة السادسة والعشرين الفرعونية، فأقام لهم أحد ملوكها مستعمرة في جزيرة الفنتين - فيلة - في جنوب مصر وسمح لهم بإقامة معبد هناك، وتواجد اليهود في مدينة أسوان، وقد إغلق المعبد في العصر الفارسي بأمر من الملك داريوس توددا للكهنة المصريين للإله خنوم المقيمين بالجزيرة، حيث شكل وجود المعبد اليهودي بالقرب منهم شوكة في أعينهم على حد تعبير أ، كما إختفت المستعمرة و الوجود اليهودي في بدايات القرن الرابع قبل الميلادي.
في العصر البطلمي العصر الذهبي الأول لليهود بمصر، سواء من حيث المكانة أو الأعداد، فقد تزايد نزوح اليهود من فلسطين إلى مصر خاصة مع إضطراب الأحوال في فلسطين في عصر المكابييين و إنتشار أولئك النازحين في كافة أنحاء مصر و نزولهم للإقامة حتى بالمناطق الريفية بدلتا النيل و واديه. كما إن الملك البطلمي بطليموس الأول، الذي أكمل بناء مدينة الأسكندرية و إتخاذها عاصمة و بقيت كذلك حتى دخول المسلمون لمصر، قد إستقدم بعض اليهود ليسكنوا المدينة، كما عمل الكثير من اليهود كمرتزقة في جيوش البطالمة. كما إتسم حكم البطالمة بالتسامح الديني، و في عهدهم و قد قدر عدد اليهود في مصر في العصر البطلمي بمليون نسمة، و هو تقدير و إن كان يلقى قبول البعض فإنه أيضا يلقى تشكيك البعض الأخر و هم الغالبية، و إن كان في نهاية المطاف دليل على حجم الجالية الكبير، و دورها المتنامي في المجتمع المصري آنذاك و تغلغلها في كافة أنحاء مصر من الأسكندرية و حتى أسوان، على إنه يلاحظ أن العدد المذكور كان يضم ايضا منطقة المدن الخمس التي تماثل ما يعرف ببرقة أو شرق ليبيا، التي كانت جزء من مصر في هذا العصر. و كان مما تمتع به اليهود في العصر البطلمي حرية تنظيم حياتهم بما يوافق قوانينهم، فكان لهم بالأسكندرية رئيس خاص بهم، فضلا عن مجلس للشيوخ و محاكم خاصة تطبق قوانينهم.
رغم الخروج اليهودي من مصر، بما فيه الخروج من سيناء، فإن العلاقة بين اليهود بعد هزيمتهم للكنعانيين وإستيطانهم مكانهم بفلسطين، لم تنقطع تماما، فيرد ذكر مصر وبعض حكامها في التاناخ (المعروف في المسيحية بالعهد القديم أو التوراة والمزامير والأمثال وكتب الأنبياء)، وقد تراوحت العلاقة بين علاقات طيبة إلى عدائية، فنجد على سبيل المثال ذكر لزواج الملك سليمان، ثاني ملوك بني إسرائيل، من إبنة فرعون مصر .. نجد أيضا تحالفات أقامها بعض الملوك من نسل داود.. مع حكام مصر، تلك التحالفات التي أدانها أنبياء بني إسرائيل في التاناخ. وعلى الجانب الأخر نجد أيضا علاقات عدائية أحيانا أخرى كما في النص الذي أمر بنقشه الملك مرينبتاح بن رمسيس الثاني، والذي يخلد فيه إنتصاره على إسرائيل بقوله: وإسرائيل هزمتها لم يعد لساكنيها من وجود.
في أوقات الأزمات التي بدأ يتعرض لها اليهود من سكان المملكة الجنوبية، والتي حكمها الملوك من نسل داود، مع نهايتها، بدأ سكانها في النزوح لمصر، برغم نهي التوراة الصريح لهم بالعودة لمصر. وبرغم .. وإن كان هذا النزوح لا يمنع أن تكون هناك جاليات يهودية سابقة على نزوح اليهود في عهد إرميا، ذلك إن العلاقات التجارية كانت قائمة بين مصر واليهود المقيمين بفلسطين، كما ذكر في التاناخ إستيراد سليمان، بواسطة تجاره، لخيول ومركبات مصرية، وكان نزوح اليهود في عهد إرميا النبي، معاصرا لحكم الملك المصري إبريس من ملوك الأسرة السادسة والعشرين الفرعونية. كما أن بعض اليهود عملوا كمرتزقة في جيوش الأسرة السادسة والعشرين الفرعونية، فأقام لهم أحد ملوكها مستعمرة في جزيرة الفنتين - فيلة - في جنوب مصر وسمح لهم بإقامة معبد هناك، وتواجد اليهود في مدينة أسوان، وقد إغلق المعبد في العصر الفارسي بأمر من الملك داريوس توددا للكهنة المصريين للإله خنوم المقيمين بالجزيرة، حيث شكل وجود المعبد اليهودي بالقرب منهم شوكة في أعينهم على حد تعبير أ، كما إختفت المستعمرة و الوجود اليهودي في بدايات القرن الرابع قبل الميلادي.
في العصر البطلمي العصر الذهبي الأول لليهود بمصر، سواء من حيث المكانة أو الأعداد، فقد تزايد نزوح اليهود من فلسطين إلى مصر خاصة مع إضطراب الأحوال في فلسطين في عصر المكابييين و إنتشار أولئك النازحين في كافة أنحاء مصر و نزولهم للإقامة حتى بالمناطق الريفية بدلتا النيل و واديه. كما إن الملك البطلمي بطليموس الأول، الذي أكمل بناء مدينة الأسكندرية و إتخاذها عاصمة و بقيت كذلك حتى دخول المسلمون لمصر، قد إستقدم بعض اليهود ليسكنوا المدينة، كما عمل الكثير من اليهود كمرتزقة في جيوش البطالمة. كما إتسم حكم البطالمة بالتسامح الديني، و في عهدهم و قد قدر عدد اليهود في مصر في العصر البطلمي بمليون نسمة، و هو تقدير و إن كان يلقى قبول البعض فإنه أيضا يلقى تشكيك البعض الأخر و هم الغالبية، و إن كان في نهاية المطاف دليل على حجم الجالية الكبير، و دورها المتنامي في المجتمع المصري آنذاك و تغلغلها في كافة أنحاء مصر من الأسكندرية و حتى أسوان، على إنه يلاحظ أن العدد المذكور كان يضم ايضا منطقة المدن الخمس التي تماثل ما يعرف ببرقة أو شرق ليبيا، التي كانت جزء من مصر في هذا العصر. و كان مما تمتع به اليهود في العصر البطلمي حرية تنظيم حياتهم بما يوافق قوانينهم، فكان لهم بالأسكندرية رئيس خاص بهم، فضلا عن مجلس للشيوخ و محاكم خاصة تطبق قوانينهم.
صفحتي على الفيس بوك
الحرية هي مطلب العُقلاء..ولكن من يجعل نفسه أسيراً لردود أفعال الآخرين فهو ليس حُرّاً....إصنع الهدف بنفسك ولا تنتظر عطف وشفقة الناس عليك..ولو كنت قويا ستنجح....سامح عسكر
رد: اليهود في مصر في العصر البطلمي
ثوره اليهود
رحب اليهود بدخول الرومان لمصر في عهد أخر ملوك البطالمة، الملكة كليوبترا السابعة، و قد كافىء أكتافيوس، الذي عرف فيما بعد بإسم أغسطس، اليهود على تأييدهم إياه، بأن أبقى لهم حقهم في مجلس للشيوخ و أكد على إحترام جميع حقوقهم التي كانت لهم في العصر البطلمي. في حين حرم سكان الأسكندرية الذين رفضوا الإحتلال الروماني لمصر، من حقهم في وجود مجلس لهم، بما جعل العلاقة بين اليهود و سكان الأسكندرية متوترة طوال العهد الروماني، و وصلت لحد الصدمات المسلحة الدموية في بعض الأحيان، و رفع أحيانا كل طرف شكواه للعاصمة الرومانية روما. على إن اليهود لم يحافظوا على المزايا التي تمتعوا بها طوال العهد الروماني بمصر، و ذلك لثوراتهم المتعددة على إمتداد القرنين الأول و الثاني للميلاد. و كانت أكبر ثوراتهم في عهد الإمبراطور ترجان عام 115 للميلاد و إستمرت لفترة وجيزة من عهد الإمبراطور هدريان، فبالرغم من إنها أخمدت بسرعة في الأسكندرية إلا إنها ظلت مشتعلة لثلاث أعوام في صعيد مصر من نهاية الدلتا إلى إقليم طيبة بصعيد مصر، و ظل صعيد مصر ميدانا لحرب عصابات خلال تلك الأعوام الثلاثة. و قد ظل المصريين في بعض مناطق مصر الوسطى، يتذكرون أحداث تلك الثورة بالرغم مرور مائة عام على إشتعالها، و ظل المصريين في تلك المناطق يذكرون الرومان بصدقاتهم عندما حاربوا معهم جنبا إلى جنب ضد اليهود، و ظلت ذكرى إخماد تلك الثورة إحتفالا للمصريين بالرغم من مرور مائة عام على حدوثها، فقد كانت ثورة مدمرة دمرت فيها طرق و أحرقت فيها بيوت و خربت فيها ممتلكات. كانت نتيجة ثورات اليهود، أن قلص الرومان إمتيازتهم، ففي عام 70 للميلاد، و بالرغم من عدم إشتراك يهود مصر في الثورة التي حدثت في فلسطين، فإن السلطات الرومانية أغلقت معبد اليهود بمنف، كما ألزم اليهود بدفع ضريبة قيمتها درخمتان عن كل ذكر بالغ، و التي كانوا يقدمونها من قبل للمعبد الرئيسي ببيت المقدس، و ذلك لبناء معبد للإله الروماني جوبيتر الذي أحرق اليهود معبده في ثورتهم تلك ببيت المقدس. و قد إستمر الرومان في جباية تلك الضريبة حتى بعد إنتهاء بناء المعبد و ذلك حتى القرن الثاني للميلاد. على إن الرومان لم يحاولوا رغم ذلك أن يرغموا اليهود بمصر على التحول عن عاداتهم، فأبقي لهم حق العيش حسب معتقداتهم و عادتهم، و سمح لهم بختان مواليدهم، و هو الأمر الذي حرم منه المصريين فيما عدا الذين يسلكون سلك الكهنوت
رحب اليهود بدخول الرومان لمصر في عهد أخر ملوك البطالمة، الملكة كليوبترا السابعة، و قد كافىء أكتافيوس، الذي عرف فيما بعد بإسم أغسطس، اليهود على تأييدهم إياه، بأن أبقى لهم حقهم في مجلس للشيوخ و أكد على إحترام جميع حقوقهم التي كانت لهم في العصر البطلمي. في حين حرم سكان الأسكندرية الذين رفضوا الإحتلال الروماني لمصر، من حقهم في وجود مجلس لهم، بما جعل العلاقة بين اليهود و سكان الأسكندرية متوترة طوال العهد الروماني، و وصلت لحد الصدمات المسلحة الدموية في بعض الأحيان، و رفع أحيانا كل طرف شكواه للعاصمة الرومانية روما. على إن اليهود لم يحافظوا على المزايا التي تمتعوا بها طوال العهد الروماني بمصر، و ذلك لثوراتهم المتعددة على إمتداد القرنين الأول و الثاني للميلاد. و كانت أكبر ثوراتهم في عهد الإمبراطور ترجان عام 115 للميلاد و إستمرت لفترة وجيزة من عهد الإمبراطور هدريان، فبالرغم من إنها أخمدت بسرعة في الأسكندرية إلا إنها ظلت مشتعلة لثلاث أعوام في صعيد مصر من نهاية الدلتا إلى إقليم طيبة بصعيد مصر، و ظل صعيد مصر ميدانا لحرب عصابات خلال تلك الأعوام الثلاثة. و قد ظل المصريين في بعض مناطق مصر الوسطى، يتذكرون أحداث تلك الثورة بالرغم مرور مائة عام على إشتعالها، و ظل المصريين في تلك المناطق يذكرون الرومان بصدقاتهم عندما حاربوا معهم جنبا إلى جنب ضد اليهود، و ظلت ذكرى إخماد تلك الثورة إحتفالا للمصريين بالرغم من مرور مائة عام على حدوثها، فقد كانت ثورة مدمرة دمرت فيها طرق و أحرقت فيها بيوت و خربت فيها ممتلكات. كانت نتيجة ثورات اليهود، أن قلص الرومان إمتيازتهم، ففي عام 70 للميلاد، و بالرغم من عدم إشتراك يهود مصر في الثورة التي حدثت في فلسطين، فإن السلطات الرومانية أغلقت معبد اليهود بمنف، كما ألزم اليهود بدفع ضريبة قيمتها درخمتان عن كل ذكر بالغ، و التي كانوا يقدمونها من قبل للمعبد الرئيسي ببيت المقدس، و ذلك لبناء معبد للإله الروماني جوبيتر الذي أحرق اليهود معبده في ثورتهم تلك ببيت المقدس. و قد إستمر الرومان في جباية تلك الضريبة حتى بعد إنتهاء بناء المعبد و ذلك حتى القرن الثاني للميلاد. على إن الرومان لم يحاولوا رغم ذلك أن يرغموا اليهود بمصر على التحول عن عاداتهم، فأبقي لهم حق العيش حسب معتقداتهم و عادتهم، و سمح لهم بختان مواليدهم، و هو الأمر الذي حرم منه المصريين فيما عدا الذين يسلكون سلك الكهنوت
صفحتي على الفيس بوك
الحرية هي مطلب العُقلاء..ولكن من يجعل نفسه أسيراً لردود أفعال الآخرين فهو ليس حُرّاً....إصنع الهدف بنفسك ولا تنتظر عطف وشفقة الناس عليك..ولو كنت قويا ستنجح....سامح عسكر
مواضيع مماثلة
» الطريق إلى بناء حضاري يواجه تحديات العصر
» حمل أخطر كتاب إسلامي في العصر الحديث.."آذان الإنعام"..
» خروج اليهود من مصر
» هتلر ومحارق اليهود
» اليهود وبناء الأهرامات
» حمل أخطر كتاب إسلامي في العصر الحديث.."آذان الإنعام"..
» خروج اليهود من مصر
» هتلر ومحارق اليهود
» اليهود وبناء الأهرامات
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى