الانطلاق إلى الوحدة يبدأ من التقريب / الشيخ فيصل مولوي

إن تجربة التقريب بين المذاهب بدأت في القاهرة، واستؤنفت في طهران من أجل هدف واحد وهو الوحدة الإسلامية. وإن التقريب إنما كان في أعقاب تمزق كبير أدى ليس فقط إلى تمزق الأمة إلى دويلات وإطارات سياسية، بل إلى تمزقها إلى مجموعات ومذاهب وأحزاب وقبائل.

فالانطلاق إلى الوحدة يبدأ من التقريب، ومن ثم الانطلاق إلى وحدة الأمة بكل أبنائها، وبعدها إلى وحدة إنسانية عامة وهو مطلوب في شرع الله.

ولا بد أن نمضي مع الصراحة التي انطلق منها علامتنا السيد محمد حسين فضل الله، فالتقريب كان حتى الآن حكراً على إحاطة المذاهب بسياج، ثم الانطلاق إلى الساحات المشتركة، لتجمع الناس على مفاهيم وقضايا مشتركة واحدة، وتترك المذاهب تعمل في مجالاتها الخاصة فتمزق الأمة.

لقد نجحت عملية التقريب في اكتشاف القضايا المشتركة وهي كثيرة، هذا إن لم نكن موحَّدِين أصلاً عليها، والمسألة ليست في الخلاف الفقهي بين المذاهب، وبإمكاننا جميعاً الرجوع إلى كتاب الله وسنة رسوله. لكن المسألة الجوهرية في مستويات فكرية أخرى، تبدأ بالإمامة وما حولها من معاني العصمة وتنتهي بموضوع التقية، مما يترك قدراً كبيراً من الحذر بين المسلمين. بعدما تجاوزنا المناطق الخاصة للمذاهب إلى المساحات المشتركة، (لا يمكن أن تتحقق الوحدة، لأن المذاهب لا تنتج إنساناً يعتبر نفسه ابن الأمة قبل أن يكون ابن المذهب).

لذلك، لا بد من تجاوز المذاهب إلى الأصول، ويجب إعادة النظر في مذاهبنا وموروثاتنا التاريخية، إن مثل هذا المؤتمر في جلسات لاحقة يجب أن يناقش الموضوعات التي تثير لأنها خلفية التباعد. يجب أن نعود إلى معين القرآن الكريم ونتجاوز التاريخ فلا نجعله في قلوبنا أعظم أثراً من كلام الله.

(كلمة أمين عام الجماعة الإسلامية في لبنان، الشيخ فيصل المولوي، في أحد مؤتمرات تجمع علماء لبنان)

المصدر: موقع تجمع علماء لبنان

بارك الله فيكم

رواان كتب:بارك الله فيكم

وبارك عليكم أختنا الفاضله