علماء أزهريون: "الصراخ" بخطب الجمعة ضد السنة
شبكة واحة العلوم الثقافية :: الساحات العلمية والثقافية والحوارية :: ساحة الفقه والعلوم والحوارات الشرعية
صفحة 1 من اصل 1
علماء أزهريون: "الصراخ" بخطب الجمعة ضد السنة
القاهرة - طالب عدد من العلماء والمسئولين عن الدعوة في مصر بضرورة التزام الدعاة بوقف أسلوب الصراخ في خطب الجمعة، وأكدوا في تصريحات لـ"أون إسلام" أن الصوت العالي والانفعال الذي يصل لحد الصراخ مخالف لسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم في خطبه، كما يخالف توجيهات نصوص صريحة في القرآن والسنة.
وسبق أن صرح وزير الأوقاف المصري الدكتور محمود حمدي زقزوق -خلال لقائه بأئمة ودعاة الفيوم (جنوب) السبت 23-10-2010- بأن "الصراخ والتشنج والانفعال في الخطبة أمر مرفوض، بل ويحدث أثرا عكسيا ينفر الناس من الخطبة".
وأكد أنه ينبغي على الدعاة أن يمتنعوا عن التطويل في خطبة الجمعة حتى لا تفقد تأثيرها، وعدم الصراخ والانفعال على المنبر، لأن ذلك يعد إفلاسا علميا لدى الإمام.
واعتبر زقزوق أن هناك بعض البدع التي تتبع في المساجد من بينها (إذاعة الصلاة والإقامة في الميكرفونات)، وأيضا الإطالة في صلاة الجمعة لأن الرسول -عليه الصلاة والسلام- كان لا يطيل في خطبة الجمعة عن 10 دقائق.
ووصف وزير الأوقاف خطبة الجمعة بأنها "رسالة توعية دينية أسبوعية يراد توصيلها للمواطنين بأيسر وأبسط السبل حتى يفهمها الجميع ويعملوا بما فيها".. مؤكدا ضرورة أن ينشغل الخطاب الديني بأزمات المجتمع وهمومه المعاصرة.
مخالف للقرآن والسنة
وتعليقا على تصريحات زقزوق، اعتبر الشيخ شوقي عبد اللطيف وكيل وزارة الأوقاف للشئون الدينية أن الانفعال غير المبرر في الخطب يخالف نصوصا للقرآن والسنة.وقال لـ"أون إسلام": "إن أول أمر في الخطبة هو الرصانة وعدم الانفعال غير المبرر، حيث يقول تعالى {ولا تجهر بصلاتك ولا تخافت بها}، والرسول صلى الله عليه وسلم قال: (أربعوا على أنفسكم فإنكم لا تدعون أصما ولا غائبا)، فكل هذا دلالة على أن الصوت لا ينبغي أن يرتفع، كما أن الصرخات لا تجدي وتؤدي إلى تداخل الكلمات وتآكلها وقد تصم السمع".
وأضاف أنه يتم توصية الدعاة بأهمية الهدوء في الخطبة من خلال الخطابة العملية، وخاصة أن القرآن الكريم: "عندما يأمرنا بعدم المجاهرة بالصلاة فذلك بدون ميكرفون، فما بالنا بوجود ميكرفون"، بحد قوله.
لكن الشيخ عبد اللطيف أشار إلى أن وزارة الأوقاف لم تصدر أي تعليمات أو قرارات رسمية تمنع الدعاة من الصراخ، حيث تعتمد الوزارة على التوعية من خلال الكتب واللقاءات العملية المستمرة مع الدعاة".
وأوضح أن الوزارة لديها ثلاث دورات تدريبية يتم فيها الخطابة العملية والتوضيح المستمر لأن الإمام مطلوب منه النبرة الهادئة والواقعية وعدم كثرة الإشارة والحركة، وعدم الانفعال لأن هذا أسلوب الرسول صلى الله عليه وسلم.
ومتفقا معه رأى الشيخ صلاح نصار رئيس اتحاد الأئمة بمصر أن الخطابة تحتاج من الخطيب أن يكون رزينا وأسلوبه سلسل ودقيق في اختيار ألفاظه ويعطي المعلومة في هدوء، فينفعل في وقت الانفعال وإلا فسيكون أسلوبه مثل الماء البارد.. لكن الانفعال لا يكون على وتيرة واحدة.
وأكد أنه ينبغي ألاّ نمنع الخطباء من تنوع أسلوب الخطبة بأن يعلو صوته في بعض الأحيان، لكن على الخطيب أن يعي متى يكون صوته عاليا ومتى لا؟
وأشار الشيخ نصار إلى أن هناك انفعالات محددة تتعلق بالمضمون، ولكن لا يؤدي ذلك إلى حد الصراخ، فلا يعلو صوت الخطيب بشكل غير طبيعي، وإلا شتت الناس وبلبل آذانهم عقولهم فلا يعون ما يقوله ولا يدركونه.
الإسلام نفر منه
الدكتور أحمد السايح أستاذ العقيدة والفلسفة بجامعة الأزهر اعتبر أن "من يصرخ يريد تخدير المصلين، وهو أمر نفر منه الإسلام"، وقال: "إن المطلوب من الخطيب أن يلقي الموعظة بحكمة ويؤديها على ما ينبغي حتى يوصل المراد إلى المخاطبين.. لكن المشكلة أن الخطاب الديني عندنا أصبح بعيدًا كل البعد عن الإسلام".وأوضح أنه إذا كان رب العزة يقول في آخر سورة الأعراف: "وَاذْكُر رَبَّكَ فِي نَفْسِكَ تَضَرُّعًا وَخِيفَةً وَدُونَ الْجَهْرِ مِنَ الْقَوْلِ بِالْغُدُوِّ وَالآَصَالِ" فإن ذلك أمر بأن يكون الذكر وقراءة القرآن بصوت غير مرتفع، فما بالنا بالخطب التي يجب أن تكون بهدوء حتى يعيها الناس.
وتطرق السايح لمضمون الخطب التي يراها بعيدا عن واقع الناس بقوله: "لدينا في مصر 103 آلاف مسجد أي 103 آلاف خطبة جمعة، ولم نتقدم على غيرنا والصين ليس لديها خطبة جمعة ولا دين وغزت العالم، فخطب الجمعة بعيدة عن واقع الناس ودفعهم للتقدم".
ومن جانبه أعرب الشيخ فوزي الزفزاف وكيل الأزهر السابق عن ضيقه بشدة من الخطيب الذي ينفعل وصوته عال ويطيل في الخطبة، مؤكدا أن كل هذا يجعل المستمع بعيدًا عن التفكير، وليس لديه تركيز في الخطبة.
وأوضح أن الله تعالى عندما يقول: "ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة" فذلك يعني أن نتكلم بالعقل وبصوت مقبول"، مشيرا إلى أن الموعظة الحسنة ليست بالانفعال والصوت العال، وأن التأثير فيمن يستمع يكون بمخاطبة العقل والمنطق والهدوء، وعليه يجب على الدعاة ومن يتولى الوعظ أن يخاطب الناس بأسلوب يستميلهم إلى جانبه ويجعلهم يستمعون إليه بآذان صاغية.
ورأى الشيخ الزفزاف أن وزارة الأوقاف ليست مسئولة بالكامل عن مخالفات الدعاة في الخطابة، فهي تصدر منشورات وتعقد دورات، ولكن مرض الصراخ في الدعاة راجع إلى الداعية نفسه، والأصل يرجع إلى إعداد الدعاة من البداية، والإصلاح يعتمد على الاستعداد الذاتي للداعية نفسه
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
صفحتي على الفيس بوك
الحرية هي مطلب العُقلاء..ولكن من يجعل نفسه أسيراً لردود أفعال الآخرين فهو ليس حُرّاً....إصنع الهدف بنفسك ولا تنتظر عطف وشفقة الناس عليك..ولو كنت قويا ستنجح....سامح عسكر
مواضيع مماثلة
» شهادة جمهور علماء اهل الحديث بظنية حديث الآحاد
» معجزة حيرت علماء اميريكا
» حكم الإمامة وشروطها عند علماء العقيدة (الأشاعرة والشيعة)
» 107 من علماء الأمة يصدرون بيانا وفتوى بشأن أحداث سوريا
» اتحاد علماء المسلمين يدعو مصر إلى قطع دابر الفتن وأهلها
» معجزة حيرت علماء اميريكا
» حكم الإمامة وشروطها عند علماء العقيدة (الأشاعرة والشيعة)
» 107 من علماء الأمة يصدرون بيانا وفتوى بشأن أحداث سوريا
» اتحاد علماء المسلمين يدعو مصر إلى قطع دابر الفتن وأهلها
شبكة واحة العلوم الثقافية :: الساحات العلمية والثقافية والحوارية :: ساحة الفقه والعلوم والحوارات الشرعية
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى