شبكة واحة العلوم الثقافية
أسعدتنا زيارتك و أضاءت الدنيا بوجودك

أهلا بك فى شبكة واحة العلوم الثقافية

يسعدنا تواجدك معنا يدا بيد و قلبا بقلب

لنسبح معا فى سماء الإبداع

ننتظر دخولك الآن

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

شبكة واحة العلوم الثقافية
أسعدتنا زيارتك و أضاءت الدنيا بوجودك

أهلا بك فى شبكة واحة العلوم الثقافية

يسعدنا تواجدك معنا يدا بيد و قلبا بقلب

لنسبح معا فى سماء الإبداع

ننتظر دخولك الآن
شبكة واحة العلوم الثقافية
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

الطائفية بين مرحلة البشرية ومرحلة الانسانية

اذهب الى الأسفل

الطائفية بين مرحلة البشرية ومرحلة الانسانية Empty الطائفية بين مرحلة البشرية ومرحلة الانسانية

مُساهمة من طرف سامح عسكر الجمعة مايو 06, 2011 10:50 am

الطائفية بين مرحلة البشرية ومرحلة الانسانية


من كان يصدق ونحن في عصر التقنيات الحديثة .. عصر المسير نحو الحريات .. حريات الفكر والمعتقد .. عصر النمو المعرفي والدعوة الى الحوار ونبذ العنف والهجوم اللفظي .. والتجاوز المعنوي .. عصر انتفاضة الشعوب .. عصر تحطم الفردية الحاكمة .. عصر نبذ التوريث وتسخير مفهوم الديمقراطية لتحقيق ذلك .. من كان يصدق ونحن في القرن الحادي والعشرين ، ان يعيش بيننا اشخاص يحملون نفوسا صدئة منذ مئات السنين ويريدون ان يعيدوا صقلها مع الحفاظ على جاهليتها .. من كان يصدق ونحن في عصر التنوع الفكري والثقافي .. ان يقف المواطن العراقي امام ضابط الجوازات الاردني ليسأله انت سني ام شيعي .. من كان يصدق ان الجاهلية وبعد مرور اكثر من الف عام على رحيلها ، لازالت تعيش في ادمغة بعض دعاة الثقافة في كتاباتهم وبعض الدكاترة من اصحاب المناصب في عراق الاحزاب ، في تصريحاتهم واعلامهم .. من كان يصدق ان مسؤولا في الحكومة يصرح خارج البلاد ضد الحكومة ويتهمها بالطائفية ثم يعود ليكون مرحبا به في مجلس النواب لمناقشة اوضاع وشؤون البلاد .. من كان يصدق ان الثلوث الطائفي سيصل الى الحرم الجامعي لتستغل الشهادة العليا واللقب الرفيع.. الدكتور .. الاستاذ .. لنشر فيروس الطائفية بشكل سلبي مقيت
..

من كان يصدق ان تبذل اقليّة حاكمة في البحرين كل الجهود السلبية لمصادرة حق الاغلبية وتجيّر مظاهراتهم لصالح الطائفية من اجل الحفاظ على كرسي الحكم ..

في البحرين اقلية حاكمة مسلحة مسنودة خارجيا واغلبية محكومة لاتحمل السلاح .. معادلة ينبغي لها منطقيا ان تنتهي لصالح اصحاب الحق ، لكن الواقع يظهر ان الشيطان هو المتمكن من كل النزالات مع الحق .. عدا الجولة الاخيرة .. لا لتغيير سيحدث ولكن لأن المعادلة الالهية لاتحتمل رجاحة الباطل على الحق ، لذا فإن الحق هو المنتصر في الجولة الاخيرة وهذا ماسيحدث في البحرين وغيرها من الدول التي انتفضت فيها الشعوب مطالبة بحقوقها..

من كان يصدق ان دخول بلاد فارس الى الاسلام واتخاذهم التشيع منهجا فيه ، سيكون الفزاعة التي تستخدمها بعض انظمة الحكم الجاهلية في البلدان العربية المسلمة لتخويف الشعوب وتعليق الخلافات والاخفاقات على شماعة ايران والتشيع الصفوي ، بينما ائمة بعض مذاهب اهل السنة من اصول فارسية ولم يثر ذلك حفيظة الابواق الفارغة وهي تتحدث عن الولاءات الفارسية..

من كان يصدق ان مئات السنين من الجدال والنقاش والادلة بين مذاهب المسلمين السنة والشيعة سنتهتي الى نفس البداية .. من كان يصدق ان يدفع الناس ثمن افكار ومعتقدات واحقاد ومصالح تتبناها جهات وترعاها دول وانظمة كلها تتحدث باسم الله وباسم الوطن وباسم الدين والمواطن .. وكلها في نهاية المطاف مستعدة لان تقدم الاف الابرياء الى الذبح يوميا من اجل ان تبقى في كراسيها ..

لم يعد الوقت وقت الطائفيين وان كانت لهم محاولات كثيرة هنا وهناك ، لكنها تتلاشى امام يقين الثوار المنادين بالمساواة بين الجميع على اساس انساني، عملا بقول الامام علي عليه السلام ( .. اما اخ لك في الدين او نظير لك في الخلق ..) .

اقول لدعاة الطائفية والمطبلين لها ، ان الخليفة الاموي عمر بن عبد العزيز لم يكن شيعيا عندما منع سبّ الامام علي على المنابر.. والامام ابو حنيفة لم يكن شيعيا عندما ازر ودعا لنصرة ثورة زيد بن علي ضد حكم هشام بن عبد الملك الاموي .. والمسيحيين في العراق لم يكونوا شيعة عندما علقوا احتفالات اعياد رأس السنة لتزامنها مع ذكرى استشهاد الحسين عليه السلام .. والسيد السيستاني لم يكن سنيا عندما قال ان السنة اخوتكم بل هم انفسكم في وقت كان العراق يشهد احداثا طائفية كادت تودي بالبلاد والعباد.. ولم يكن السيستاني مسيحيا عندما شجب الاعتداءات على الكنائس..

ترى ما الذي دعا حمزة سيد الشهداء لان يهجر مكة ومعابدها وآلهتها ويمضي اغلب وقته في العراء ثم يقول لابن اخيه ( انني حين اجوب الصحراء بالليل ادرك ان الله اكبر من ان يوضع بين اربع جدران) ترى ماذا كان وراء سلوكه هذا المختلف عن سلوك كثير من سادة ووجهاء مكة وهم يعيشون مثله في نفس البيئة ونفس الاجواء ..

وما الذي دفع ابو حذيفة بن عتبة اخو هند زوجة ابي سفيان الى ترك والده حيث الثراء والسلطة والسيادة ليلتحق بحفنة عبيد مستضعفين لامكان يؤويهم يحيطون بمحمد صلى الله عليه وآله ..

ان الانتقال من مرحلة كون المرء كائنا بشريا يعيش كباقي المخلوقات يأكل ويشرب ويتناسل ، الى مرحلة كون المرء كائن انساني يشعر بالاخرين ويتفاعل معهم ويتحمل المسؤولية ويسعى للوصول الى الوعي والنضج الفكري .. ان هذا الانتقال هو المطلوب من وجودنا .. وانه لمن المؤسف ان يقف المرء عند مرحلة البشرية فيكتفي بكونه كائنا حيا ياكل ويتناسل وتمر عليه سنوات العمر ليتنهي بالموت الذي لا ذكر له بعده سوى انه تزوج وانجب كغيره من مخلوقات الله الاخرى .. ان الوقوف عند هذه المرحلة البشرية دون السعي للوصول الى مرحلة الانسانية ، كان وراء الكثير من الاحداث التي قد لانجد لها تبريرا ونحن نقف عندها ، فكون حياة المرء عبارة عن مرحلة بشرية تورث عنده حب الانا والنزاع من اجل المصلحة الشخصية والبحث عن الامتيازات وان كانت على حساب الاخر ، لأن الذي يشعر ويقدر الآخر هو فقط الانسان ، والانسان هو ذلك الشخص الواعي المدرك للمسؤولية التي تملي عليه ان يكون مبدئيا ، مقتنعا بتحقيق العدالة ولو على حساب مصلحته الخاصة ..

ان الذي دعا الخليفة عمر بن عبد العزيز الى منع سبّ الامام علي هو مرحلة الانسانية التي كان يعيشها والتي كانت تملي عليه ان ينحو ذلك المنحى .. وعندما وقف الامام ابو حنيفة الى جانب زيد بن علي في ثورته ودعمها بالمال سراً، وهو يعلم بما قد يلحقه من سخط الخليفة وعقابه ، ومع ذلك انصت الى صوت العقل الانساني المسؤول فيه .. ان مرحلة الانسانية تحوي خطوات كثيرة تبدأ بايسرها وصولا الى اعظمها كالتي تجسدت في ثورة الحسين عليه السلام .. ان السبب الذي يدفع القذافي مثلا لان يرتكب كل هذه الجرائم المكشوفة بحق شعبه انما هو من قناعته بجدوى مايفعل لانه لم يرتق الى مرحلة الانسانية وظل رهين مرحلة البشرية فهو لابنظر الى الثوار الا على انهم ينازعونه ملكه ولايستطيع ان ينظر لهم على انهم اصحاب مطالب .. وكذا حال نظام البحرين فعندما اختار ان يرتكب كل هذه المجازر بابناء البلد فهو منبعث من احساسه البشري المجرد عن الانسانية فهو يراهم منافسين له على الحكم ولا قيمة عنده كونهم اكثرية او اقلية، اصحاب حق او متمردين ، فهذه الحسابات لاتدور الا في خلد الانسان .. والانسان هو ذلك الشخص الذي يخطب بالناس عند تعيينه خليفة عليهم ليقول :

إنّ هذه الخلافة حبل الله وأنّ جدّي معاوية نازع الأمر أهله ومَن هو أحقّ به منه عليّ بن أبي طالب(عليه السلام) وركب بكم ما تعلمون حتّى أتته منيّته فصار في قبره رهيناً بذنوبه ثمّ قلّد أبي الأمر وكان غير اهل لهونازع ابن بنت رسول الله صلّى الله عليه (وآله) وسلّم فقصف عمره وانبتر عقبه وصارفي قبره رهيناً بذنوبه، ثمّ بكى وقال: من أعظم الاُمور علينا علمنا بسوء مصرعه وبؤس من قلبه، وقد قتل عترة رسول الله صلّى الله عليه (وآله) وسلّم وأباح الخمر وخرّبالكعبة ولم أذق حلاوة الخلافة فلا أتقلّد مرارتها فشأنكم أمركم، والله لئن كانتالدُّنيا خيراً فقد نلنا منها حظّاً، ولئن كانت شرّاً فكفى ذرّية أبي سفيان ماأصابوا منها، ثمّ تغيّب في منزله حتّى مات بعد أربعين يوماً..

انني اعتقد ان القرآن الكريم جاء من اجل وعينا نحن ومن اجل الارتقاء بنا نحو الانسانية ، بالاضافة الى ابراز قدرات المولى جل شأنه .. وان محمدا صلى الله عليه وآله انما واجه غلاظة قريش بخلق رفيع وصبر على الكثير من الاذى ليس لانه غير قادر على الرد وهو ابن قبيلة مشهود لها بالشجاعة ، بل لانه اراد ان يوصل لنا الوعي الذي به نعطي اعتبارات اكبر من الاعتبارات الجسدية البشرية.. وعندما اشاح علي عليه السلام بوجهه عن عمر بن ود العامري لما صرعه وسقط الى الارض وبصق بوجهه ، وانتظر قليلا ثم عاد ليقضي عليه ،وكان بوسعه ان يقتله من فوره ، انما اراد ان يوصل لنا رسالة توعية عبر تريثه هذا..

وعندما ضرب يزيد الكعبة بالمنجنيق، فانه اراد ان يتخلص بقوة الخلافة من ذلك الدين الذي يملي عليه ان يكون انسانا بينما كان يريد ان يظل كائنا بشريا يسعى لنزواته ورغباته، وكلما كان قويا كانت تلك الرغبات مجابة ولا قيمة لاي اعتبارات اخرى ..

الطائفية هي ذريعة كل من لايجد في نفسه القدرة او الرغبة في الانتقال الى الانسانية ..
الانسانية تلك المرحلة التي املت على توماس كارليل ان يقول في كتابه الابطال :

(( لقد أصبح من أكبر العار، على أي فرد متمدن
من أبناء هذا العصر أن يصغي إلى ما يظن من أن محمداً خداع مزور وآن لنا أن نحارب مايشاع من مثل هذه الأقوال ، فإن الرسالة التي أداها ذلك الرسول ما زالت السراج المنير مدة اثني عشر قرناً لنحو مائتي مليون من الناس أمثالنا، خلقهم الله الذي خلقنا، أفكان أحدكم يظن أن هذه الرسالة التي عاش بها، ومات عليها هذه الملايين الفائتة الحصر. أكذوبة وخدعة؟ أما أنا فلا أستطيع أن أرى هذا الرأي أبداً ))...

والذين يستخدمون الدين غطاء يمررون من ورائه نتاجات مراحلهم البشرية ويسوقونها الى الناس على انها من معطيات الدين ويصدرونها الى العالم الغربي عبر المفخخات والتفجيرات وتبني الارهاب ، ليرسموا في مخيلة العالم صورا سيئة عن الدين الاسلامي بعد ان فشلوا في التطور صوب الانسانية وارادوا من خلال كينونتهم البشرية ان يبدوا اما العالم انهم انسانيون ، مما جعل نظرة الغرب تتلخبط حول الاسلام الامر الذي دفع بقس امريكي الى رغبته في احراق المصحف امام الملأ معتبرا انه يرمز لدين الارهاب والقتل والعنف والاضطهاد .. و صار الغربي يسأل العراقي هناك هل انت سني ام شيعي .. بينما انتفض علي عليه السلام عندما شاهد ذميا يمد يده للحاجة وامر بصرف راتب له من بيت المال ، هكذا هو الدين الانساني عندما يطبقه انسان ، وليس كذلك عندما يطبقه كائن بشري يبحث عن نزوة ورغبة ، فطلحة والزبير لم يكن اي منهما سنيا عندما خرجا على علي عليه السلام في معركة الجمل ، بل وجد كل منهما ان انسانية علي تتعارض مع بشريتهم الطامحة الى منفعة شخصية ، والتي تتقاطع مع نظرة علي عليه السلام للمصلحة المشتركة لعموم الناس ..

الانسانية هي معيار المفاضلة وليست الانتماءات الحزبية والطائفية .. بالانسانية علينا ان نواجه ظلام الجاهلية المعاصرة التي يعيشها بعض القادة والحكام والرعاع .. ان حجم المعاناة كبير جدا ، بكبر ما بلغناه من خطوات في مرحلة الانسانية .. مرحلة المسؤولية والاحساس بها والنظر الى الاخر على انه كائن انساني دون النظر في دينه او مذهبه ، بل التركيز على عمله وانتاجاته في المجتمع ..

الطائفية بعد كل هذا ليست خلافا سنيا شيعيا قدر ما هو نزاع مرحلتين في عمر الانسان ، بين بداية التكوين البشري والنمو التدريجي في هذه المرحلة وبين التقوقع فيها .. بين التحرك نحو الارتقاء بالكيان البشري الى مستوى الانسانية ، وبين خطوات النمو في هذه المرحلة .. بين الشد والجذب بين المرحلتين .. ان مرحلة الانسانية تتطلب نموا عقليا وتهذيبا نفسيا ووعيا فكريا واحساسا يقظا بالمسؤولية وبحثا مستمرا عن تغذية روحية وفكرية ونفسية بالاضافة الى التغذية الجسدية ، بينما المرحلة البشرية لاتحتاج سوى البحث عن التغذية الجسدية فقط ..

عدي عدنان البلداوي




صفحتي على الفيس بوك

الحرية هي مطلب العُقلاء..ولكن من يجعل نفسه أسيراً لردود أفعال الآخرين فهو ليس حُرّاً....إصنع الهدف بنفسك ولا تنتظر عطف وشفقة الناس عليك..ولو كنت قويا ستنجح....سامح عسكر



سامح عسكر
سامح عسكر
المدير العام
المدير العام

الطائفية بين مرحلة البشرية ومرحلة الانسانية Empty
الديانه : الاسلام
البلد : مصر
ذكر
عدد المساهمات : 14253
نقاط : 28508
السٌّمعَة : 23
العمر : 44
مثقف

https://azhar.forumegypt.net/

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى