الشيخ عوض القرني: اربعه محاور للتوافق بين السنة والشيعة
شبكة واحة العلوم الثقافية :: الساحات العلمية والثقافية والحوارية :: ساحة الحوار الموضوعي بين الأديان :: ساحة التقارب السني الشيعي
صفحة 1 من اصل 1
الشيخ عوض القرني: اربعه محاور للتوافق بين السنة والشيعة
نداء إلى "عقلاء الشيعة" وجهه من خلال شبكة "أون إسلام"
عوض القرني: 4 محاور للتوافق بين السنة والشيعة
الأحد, 31 أكتوبر 2010 14:35
داوود الكثيري
جدة – دعا المفكر والداعية الإسلامي السعودي د. عوض القرني الإسلاميين إلى التعامل مع الغرب بوعي وألا يبقوا أسرى لمقولات تاريخية بالتأثيم والتجريم، معتبرا في الوقت نفسه أن "تأليب" الدول الغربية للمسلمين على الحركات الإسلامية المسلحة لا يهدف إلى حل مشكلة العنف وإنما لإيجاد مزيد من الأزمات في مجتمعاتنا.
جاء ذلك في حوار خاص مع شبكة "أون إسلام"، تمحور حول حال الإسلام والمسلمين بعد عشر سنوات على هجمات 11 سبتمبر 2001.
وفي هذا السياق، أسهب القرني في الحديث عن التحديات التي تواجه العالم الإسلامي حاليا ، ورأى أنه إذا أحسن المسلمون التعامل مع قضية الإسلاموفوبيا من خلال السعي بقوة للتعريف بحقيقة الإسلام، فستكون نتائجها عكس ما يأمله صانعوها من "المتطرفين المتصهينين"، معربا عن توقعه بأن تصبح القارة الأوروبية "قارة إسلامية" بعد حين.
وعن وسطية الإسلام، أشار القرني إلى أنه لا توجد "جماعة معينة" تمثل الإسلام الوسطي المعتدل الحق؛ لأن الإسلام يجب أن يكون وسطيا وبالتالي على كل أتباعه وليس جماعة معينة التحلي بهذا النهج.
وبشأن العلاقة بين السنة والشيعة، طرح القرني على "عقلاء الشيعة" أربعة محاور من أجل إيجاد "أبعاد توافقية" في العلاقة بين الطرفين تتمثل في: الاحترام المتبادل للمقدسات والتعاون من أجل قضايا الأمة الكبرى بجانب القضايا الوطنية الخاصة بكل قطر، وأخيرا التحاور بين أهل العلم هنا وهناك حول الأمور الدينية من أجل إعلاء القواسم المشتركة.
ملامح الإسلام المعتدل
في البداية، رأى د. عوض القرني أنه بعد هجمات 11 سبتمبر وفي ظل الحرص على إبراز ملامح الإسلام المعتدل واختلاف معايير هذه الملامح "يجب أن يكون التقويم ووضع الأهداف حاضرا في الأذهان، فإن لم يفعل المسلمون ذلك أثموا وقصروا في حق الرسالة، وقصروا فيما يجب لأمتهم وللعالم حولهم".
واستطرد قائلا: "وبالتالي ليس التعاطي مع قضية التقويم والتسديد والتصحيح مرتبطا بأحداث بعينها، وإن كانت الأحداث ذات الأثر العظيم في حياة الأمة تجعل التوجه نحو قضية التصحيح أكثر إلحاحا، ويمكننا أن نضع أحداث الحادي عشر من سبتمبر في هذا الإطار".
وأضاف القرني قائلا: "وإذا نظرنا إلى هذه الأحداث نظرة مجردة، فإنه يمر بالبشرية كل عام عشرات الأحداث الجسام فعلى سبيل المثال: منطقة البحيرات في أفريقيا، قتل فيها بالعقد الماضي ملايين البشر، وفي العراق الآن قتل الملايين من البشر، وفي أفغانستان كذلك إبان الغزو السوفييتي والاحتلال الأمريكي الآن، وغير ذلك".
واستدرك قائلا: "لكن لأن أحداث الحادي عشر من سبتمبر وقعت في أمريكا، فالقرصة في أمريكا تعد كارثة للبشرية كلها، وهذا لا يعني أننا نهون من الأمر بتداعياته وآثاره أو أننا نسوغ أو نبرر له كلا، ولكن نقول إن هذا الحدث استغل لأجندة جاهزة كانت تنتظر المسوغ والمبرر، وأدخل العالم كله في أزمات ومآزق تحت ما يسمى (حرب الإرهاب)".
وتابع: "ثم كانت انعكاسات ذلك على العالم الإسلامي في جوانب متعددة منها البحث عن الإسلام الوسطي المعتدل الذي يمثل رحمة للعالمين".
ورأى القرني أن "الناس في تعاطيهم مع الوسطية على طرق شتى، فمنهم من أجل أن يدافع عن الإسلام أو ذاته، يحاول أن يحول الإسلام إلى ذليل تابع، دوره فقط تبرير وتسويغ الظلم في العالم، ومن الناس من رأى أن ما حدث (في 11 سبتمبر) هو صورة من صور الجهاد الصحيح والدفاع عن المسلمين، وكلا الفريقين مخطئ".
لكنه أكد على أن "الأكثرية والحمد لله من علماء الأمة ومثقفيها الذين يستشعرون المسئولية أمام الله عز وجل يعلمون أن الإسلام الحقيقي هو ميراث النبوة القائم على الكتاب والسنة، وفهم مقاصد الشريعة، ولذلك لا نستطيع أن نقول أن جماعة معينة هي التي تمثل الإسلام الوسطي المعتدل الحق؛ لأن الإسلام يجب أن يكون وسطيا، وهذه الوسطية قد يراها البعض تحللا وقد يراها البعض تشددا من طرفي النقيض هنا وهناك".
ويؤكد القرني أن "الوسطية تكون في العقائد والتصورات، وفي العبادات والشعائر، وفي الشرائع والتنظيمات، وفي السياسات والبرامج، ولا يمكن أن يحتكرها اتجاه رسمي أو اتجاه شعبي، أو عمل دعوي مستقل، أو عمل تنظيمي حركي، وهي مشتركة بين جميع طبقات الأمة وعلى جميع المستويات، فالحق متاح للجميع، من أخذ به كان يمثله في أي موقع كان".
ويشدد على أن "الحقيقة هي أننا نجد في الاتجاهات الرسمية والشعبية والمنظمات والجماعات من يتبنى هذا، والجميع بمجموعه يمثل ميراث ومنهج النبوة الذي لا يستقل به أحدٌ عن أحد، لكن الجميع يأخذ بطرف منه فيتكاملون ويمثلونه".
الإسلاميون..الثمار والخلل
وحول تقييم دور الحركات السياسية الإسلامية من حيث دورها وحجمها ودعاوى تراجع دورها في العقد الأخير، وعدم تقديمها المطلوب منها يؤكد القرني "أن هذا كلام ليس بصحيح، فليس من المناسب أن نلغي الثمرات العظيمة للحركات السياسة الإسلامية إلغاء كاملا، ونقول أنها لم تحقق شيئًا".
واعتبر – دون أن يحدد جماعة بعينها - أن "بعض هذه الحركات التي بدأت ببعض المجددين الذين كانوا يُحاربون، نراها الآن يعتنقها الملايين من الناس في بلدان العالم الإسلامي ويصوتون لها، وهذا إنجاز ليس بالهين".
وأضاف القرني أن "هذه الحركات السياسية الإسلامية هي التي كانت صاحبة الدور الأكبر في دحر الاستعمار، وأسهمت في تحرير كثير من بلاد العالم الإسلامي التي كانت محتلة، وهذا ليس في الدول التي كانت مستعمرة أو محتلة سابقا، بل حتى الآن نرى الكثير من الحكومات العربية والحركات العلمانية تخلت عن قضية فلسطين وباعتها بثمن بخس، وما زال الإسلاميون رغم الحصار العالمي يدافعون عنها وعن مقدساتها".
وشدد في السياق نفسه على أنه "ليس من الإنصاف أن يُختزل تقييم الحركات بكل هذه البساطة، والمسلمون لا يمكن أن يحيدوا دينهم عن باقي حياتهم، نعم نحن بحاجة إلى التكنوقراط المتخصص لكن يجب أن يكون إسلاميا وتكون هويتنا إسلامية، وأكثر تكنوقراط الأمة هم ولله الحمد من الإسلاميين، بينما التيارات التغريبية هي محدودة في المجال الثقافي والإعلامي والعلوم الإنسانية".
وضرب مثالا على انتشار التكنوقراط الإسلاميين بـ"نقابات الأطباء"..متسائلا: "من يفوز بها من عشرات السنين؟ ونقابات المهندسين، ونقابات الاقتصاديين وهكذا".
ورغم رؤيته للخلل الذي قد تقع فيه بعض الحركات السياسية عند التوسع في العمل السياسي على حساب جوانب أخرى فإن القرني يشدد على "أننا لن نتخلى عن رسالة الإسلام الربانية، فإقامتها في مناحي الحياة واجب شرعي، وبعض الحركات الإسلامية قد تكون توسعت في العمل السياسي على حساب الجوانب الاجتماعية والثقافية وغيرها وهذا خلل يجب تصحيحه".
الغرب والإسلاميون والصوفية
وبشأن نظرة الغرب إلى بعض الحركات الصوفية كممثل مناسب للإسلام، أكد القرني على أن "الغرب لا يقبل من الإسلام شيئا البتة، لكنه عندما يقع في المآزق تصبح لديه أولويات، فيضرب البعض بالبعض، فإذا فرغ ونجح في استهدافه، تخلى عن الذين كان يستعملهم سابقا؛ ولذلك يمكن للغرب أن يستخدم الصوفية أو السلفية أو يستخدم ما يسمى حركات الإسلام السياسي أو الحركات الجهادية، هذا كله ممكن في ظروف معينة إذا أتيح له ذلك".
ورأى أنه "إذا توفر في المسلم الصدق والإخلاص لله تعالى في أي وقت وموقع كان إضافة إلى الفقه في الدين والوعي بالعصر، فإنه يمكن أن يستثمر ذلك لمصلحة دينه ودعوته، ولن يتحول إلى مخلب في يد أعدائه للنيل من أمته".
ودلل بذلك من "التاريخ الذي يبين لنا أنه كلما كانت الحركات أو التجمعات أكثر بعدا عن ميراث النبوة، وكلما كانت أكثر إغراقا في البدع والخرافات كلما كانت أقرب إلى أن يستخدمها الآخرون، وما من تيار من تلك التيارات إلا وقد استغل من قبل المستعمر، فعندما نرسم خارطة لأكثر الحركات التي استغلت من قبل الأعداء نجد أن تلك الحركات أقل صفاء وأكثر إغراقا في البدع والخرافات".
ودعا القرني الإسلاميين "الواعين الصادقين لأن يتعاملوا مع الغرب بوعي، وألا يبقوا أسرى لمقولات تاريخية؛ فالواقع أصبح يعبر عن معطيات ومشكلات أخرى جديدة، ونحن نعرف منذ زمن أن الغرب يدعم الاتجاه التغريبي في العالم الإسلامي، وها هي مراكز الأبحاث العالمية مثل مؤسسة (راند) الأمريكية تدعو صناع القرار في العالم الغربي إلى دعم الحركات الصوفية".
واعتبر القرني أن "هناك تحديا يجب أن نتعامل معه بوعي وفقه، بمعنى أن نضع خططنا وتعاملنا مع الصوفية والشيعة، ومع غيرهم، بوعي وفقه مع استلهامه للتاريخ وعبره يستوعب الواقع ومعطياته وهذا يؤكد احتياجنا إلى تغيير جذري في التعاطي مع تلك الفرق".
الحركات المسلحة
وطرح د.عوض القرني أسئلة متعددة حول ظاهرة "الحركات الإسلامية المسلحة" التي يراها "إحدى المعضلات الساخنة في العالم الإسلامي"، فبشأن أسبابها المتعددة التي رأى "أننا بحاجة إلى دراسة تاريخ تلك الحركات، وأسباب التفاف الشباب حولها من جديد"، تساءل: "هل من أسباب ذلك مثلا: تخاذل المسلمين في الدفاع عن قضاياهم؟ أم هي السجون؟ أم الظلم والاستبداد؟ أم وقاحة التيارات التغريبية في النيل من ثوابت الدين؟ أم تقصير العلماء والدعاة؟ أم براعة وذكاء دعاة الغلو والتطرف والتكفير؟ كل ذلك محتمل"..
واستنكر قول البعض "أنتم تسوغون للإرهاب عندما تقولون مثل هذا الكلام"؛ حيث أكد أن "أي ظاهرة من الظواهر الفكرية أو الاجتماعية لها أسباب أدت إليها، ولا يمكن اجتثاث هذه الظاهرة إلا إذا تمكنا من معرفة أسبابها، ليس بالأماني والآمال، ولكن بالدارسات العلمية المنصفة".
ومجددا استدل القرني من التاريخ، لكنه هذه المرة دلل على "معاناة الأمة عبر تاريخها من هذا الفكر بالخوارج، فهناك ثلاثة من الخلفاء الراشدين قتلوا بسبب التطرف".
ورفض القرني الانسياق للرؤى الغربية حول هذه الحركات الإسلامية المسلحة، "فهم لا يريدون خيرًا بأحد منا على الإطلاق، ونحن نرى اليوم تأليب الدول الغربية المسلمين على تلك الحركات لإيجاد مزيد من الأزمات في مجتمعاتنا لا لحل هذه المشكلة، وفي الوقت ذاته نرى تعمق تلك الحركات وزيادة التفاف الناس حولها في العديد من المجتمعات".
لكن القرني استثني الحركات الجهادية التحريرية من هذا السياق قائلا: "ويجب في هذا السياق أن نفرق بين الحركات الجهادية التحريرية الراشدة مثل (حماس) في فلسطين، وبين حركات العنف التي تستند على التكفير، وتوجه سلاحها إلى المسلمين، وإلى البلدان التي لا يجوز أن يوجه إليها حتى من غير المسلمين".
توافق السنة والشيعة
من جهة أخرى، وحول الوصول إلى أبعاد توافقية في العلاقات بين السنة والشيعة التي تشهد تأزمات أحيانا، أعرب القرني بداية عن ثقته في أن "كثيرا من الأفكار المغالية" من هذا الطرف أو ذاك "ستضمحل وتتلاشى, والمنصفون الذين يتابعون التطورات في داخل تلك الحركات يوافقونني هذا الرأي".
ووجه القرني نداء إلى "عقلاء الشيعة" بالبحث عن المحاور التي يفترض أن نتفق عليها، موضحا أن "أولها: أن هناك كثيرا من المقدسات المشتركة يجب أن لا نسمح لبعض السفهاء أن ينالوا منها".
وذكر بأن "أهل السنة في العالم قاطبة يحبون آل البيت ويترضون عنهم أجمعين، لكن المشكلة عند بعض الشيعة أنهم ينالون من الصحابة ومن أمهات المؤمنين، وبعضهم ينال من القرآن الكريم".
وقال القرني: "أقول لعقلاء علماء الشيعة أيضا دعونا نتجاوز تلك المآزق التاريخية باللقاءات والزيارات الخاصة للحوار الهادئ البعيد عن صخب الإعلام وضغوط الجماهير ثم يمكن إعلان نتائج ذلك بالطرق المناسبة المتفق عليها".
وحول المحور الثاني، أشار القرني إلى "أن هناك قضايا إسلامية كبرى تستغرق وقتا كثيرًا في التعاطي معها، فمن المفترض أن نتعاون نحن (سنة وشيعة) في مواجهتها على مستوى العالم الإسلامي، مثل (أوطان محتلة - هجمة تغريبية - استبداد وفساد)".
كما رأى أن المحور الثالث يتمثل في أن "هناك في كل بلد قضايا وطنية يمكن أن نلتقي عليها ونتعايش في ظلها، وليكن ذلك كله في أجواء الحوار البناء، بعيدا عن التهديد والوعيد والتشنج؛ ورابع هذه المحاور هو أنه يمكن بعد ذلك لأهل العلم أن يتحاوروا في القضايا الدينية، ولتكن أرضيتنا في ذلك كتاب الله، وصحيح سنة الرسول صلى الله عليه وسلم والاحتكام إلى عقولنا التي وهبنا الله إياها".
وأبدي القرني اطمئنانه "لأن ورثة سنة النبي صلى الله عليه وسلم قد كفل الله لنا ما ينفعنا، فقال: {... فأما الزبد فيذهب جفاء، وأما ما ينفع الناس يمكث في الأرض}".
ظاهرة الإعلام الإسلامي
وفيما يتعلق بظاهرة الإعلام الإسلامي (من إنترنت وفضائيات،... إلخ) رأى القرني أن "طبيعة العمل في الحياة وسنن الله الجارية تجعلنا نتعقد أنه لا يجوز أن نقول أنها أنجزت الهدف المنشود إنجازا نهائيا، فكلما حققت هدفا، برز لها هدف آخر، وكلما أجابت على سؤال، أفرزت لها الإجابة سؤالا آخرا، وكلما قدمت حلا لمشكلة، نشأ عن هذا الحل مشكلة جديدة، وهذه هي سنة الحياة".
وأكمل القرني قائلا: "فقضية أنها حققت أهدافها مائة في المائة هذا غير صحيح، وهو خلاف سنة الحياة، وأنا أقول إن النهضة الإعلامية الإسلامية نهضة مباركة رائعة يجب أن نتعامل معها بإيجابية، ونسعى لتطويرها، وأن لا نغمض أعيننا مكتفين بما حققته من إنجازات ونقول هذا نجاح ما بعده نجاح.. هذا لا يجوز".
وقدر القرني "كمراقب بعيد" أن أحداث الإسلاموفوبيا (من حظر المآذن والحجاب وحرق المصحف.. إلخ) "إذا أحسن استثمارها فستكون نتائجها عكس ما يأمله صانعوها من المتطرفين المتصهينين؛ لأن الشعوب الغربية الآن شعوب تائهة تتميز بالحرية الفكرية التي لا حدود لها، وإذا التقى بحقائق الإسلام إنسانٌ يعيش التيه والفراغ وهو أيضا حر بتفكيره، فسيلج الإسلام الذي يخاطب فطرته سيلج إلى داخله بدون استئذان؛ لذا يمكن استغلال الأحداث لتعريف الناس بالإسلام وإطلاعهم عليه".
واختتم د.عوض القرني حواره قائلا: "أنا أتوقع أن القارة الأوربية -كما يقول الكثير من ذوي البصائر المقيمين في أوروبا- ستصبح قارة إسلامية بإذن الله تعالى".
عوض القرني: 4 محاور للتوافق بين السنة والشيعة
الأحد, 31 أكتوبر 2010 14:35
داوود الكثيري
جدة – دعا المفكر والداعية الإسلامي السعودي د. عوض القرني الإسلاميين إلى التعامل مع الغرب بوعي وألا يبقوا أسرى لمقولات تاريخية بالتأثيم والتجريم، معتبرا في الوقت نفسه أن "تأليب" الدول الغربية للمسلمين على الحركات الإسلامية المسلحة لا يهدف إلى حل مشكلة العنف وإنما لإيجاد مزيد من الأزمات في مجتمعاتنا.
جاء ذلك في حوار خاص مع شبكة "أون إسلام"، تمحور حول حال الإسلام والمسلمين بعد عشر سنوات على هجمات 11 سبتمبر 2001.
وفي هذا السياق، أسهب القرني في الحديث عن التحديات التي تواجه العالم الإسلامي حاليا ، ورأى أنه إذا أحسن المسلمون التعامل مع قضية الإسلاموفوبيا من خلال السعي بقوة للتعريف بحقيقة الإسلام، فستكون نتائجها عكس ما يأمله صانعوها من "المتطرفين المتصهينين"، معربا عن توقعه بأن تصبح القارة الأوروبية "قارة إسلامية" بعد حين.
وعن وسطية الإسلام، أشار القرني إلى أنه لا توجد "جماعة معينة" تمثل الإسلام الوسطي المعتدل الحق؛ لأن الإسلام يجب أن يكون وسطيا وبالتالي على كل أتباعه وليس جماعة معينة التحلي بهذا النهج.
وبشأن العلاقة بين السنة والشيعة، طرح القرني على "عقلاء الشيعة" أربعة محاور من أجل إيجاد "أبعاد توافقية" في العلاقة بين الطرفين تتمثل في: الاحترام المتبادل للمقدسات والتعاون من أجل قضايا الأمة الكبرى بجانب القضايا الوطنية الخاصة بكل قطر، وأخيرا التحاور بين أهل العلم هنا وهناك حول الأمور الدينية من أجل إعلاء القواسم المشتركة.
ملامح الإسلام المعتدل
في البداية، رأى د. عوض القرني أنه بعد هجمات 11 سبتمبر وفي ظل الحرص على إبراز ملامح الإسلام المعتدل واختلاف معايير هذه الملامح "يجب أن يكون التقويم ووضع الأهداف حاضرا في الأذهان، فإن لم يفعل المسلمون ذلك أثموا وقصروا في حق الرسالة، وقصروا فيما يجب لأمتهم وللعالم حولهم".
واستطرد قائلا: "وبالتالي ليس التعاطي مع قضية التقويم والتسديد والتصحيح مرتبطا بأحداث بعينها، وإن كانت الأحداث ذات الأثر العظيم في حياة الأمة تجعل التوجه نحو قضية التصحيح أكثر إلحاحا، ويمكننا أن نضع أحداث الحادي عشر من سبتمبر في هذا الإطار".
وأضاف القرني قائلا: "وإذا نظرنا إلى هذه الأحداث نظرة مجردة، فإنه يمر بالبشرية كل عام عشرات الأحداث الجسام فعلى سبيل المثال: منطقة البحيرات في أفريقيا، قتل فيها بالعقد الماضي ملايين البشر، وفي العراق الآن قتل الملايين من البشر، وفي أفغانستان كذلك إبان الغزو السوفييتي والاحتلال الأمريكي الآن، وغير ذلك".
واستدرك قائلا: "لكن لأن أحداث الحادي عشر من سبتمبر وقعت في أمريكا، فالقرصة في أمريكا تعد كارثة للبشرية كلها، وهذا لا يعني أننا نهون من الأمر بتداعياته وآثاره أو أننا نسوغ أو نبرر له كلا، ولكن نقول إن هذا الحدث استغل لأجندة جاهزة كانت تنتظر المسوغ والمبرر، وأدخل العالم كله في أزمات ومآزق تحت ما يسمى (حرب الإرهاب)".
وتابع: "ثم كانت انعكاسات ذلك على العالم الإسلامي في جوانب متعددة منها البحث عن الإسلام الوسطي المعتدل الذي يمثل رحمة للعالمين".
ورأى القرني أن "الناس في تعاطيهم مع الوسطية على طرق شتى، فمنهم من أجل أن يدافع عن الإسلام أو ذاته، يحاول أن يحول الإسلام إلى ذليل تابع، دوره فقط تبرير وتسويغ الظلم في العالم، ومن الناس من رأى أن ما حدث (في 11 سبتمبر) هو صورة من صور الجهاد الصحيح والدفاع عن المسلمين، وكلا الفريقين مخطئ".
لكنه أكد على أن "الأكثرية والحمد لله من علماء الأمة ومثقفيها الذين يستشعرون المسئولية أمام الله عز وجل يعلمون أن الإسلام الحقيقي هو ميراث النبوة القائم على الكتاب والسنة، وفهم مقاصد الشريعة، ولذلك لا نستطيع أن نقول أن جماعة معينة هي التي تمثل الإسلام الوسطي المعتدل الحق؛ لأن الإسلام يجب أن يكون وسطيا، وهذه الوسطية قد يراها البعض تحللا وقد يراها البعض تشددا من طرفي النقيض هنا وهناك".
ويؤكد القرني أن "الوسطية تكون في العقائد والتصورات، وفي العبادات والشعائر، وفي الشرائع والتنظيمات، وفي السياسات والبرامج، ولا يمكن أن يحتكرها اتجاه رسمي أو اتجاه شعبي، أو عمل دعوي مستقل، أو عمل تنظيمي حركي، وهي مشتركة بين جميع طبقات الأمة وعلى جميع المستويات، فالحق متاح للجميع، من أخذ به كان يمثله في أي موقع كان".
ويشدد على أن "الحقيقة هي أننا نجد في الاتجاهات الرسمية والشعبية والمنظمات والجماعات من يتبنى هذا، والجميع بمجموعه يمثل ميراث ومنهج النبوة الذي لا يستقل به أحدٌ عن أحد، لكن الجميع يأخذ بطرف منه فيتكاملون ويمثلونه".
الإسلاميون..الثمار والخلل
وحول تقييم دور الحركات السياسية الإسلامية من حيث دورها وحجمها ودعاوى تراجع دورها في العقد الأخير، وعدم تقديمها المطلوب منها يؤكد القرني "أن هذا كلام ليس بصحيح، فليس من المناسب أن نلغي الثمرات العظيمة للحركات السياسة الإسلامية إلغاء كاملا، ونقول أنها لم تحقق شيئًا".
واعتبر – دون أن يحدد جماعة بعينها - أن "بعض هذه الحركات التي بدأت ببعض المجددين الذين كانوا يُحاربون، نراها الآن يعتنقها الملايين من الناس في بلدان العالم الإسلامي ويصوتون لها، وهذا إنجاز ليس بالهين".
وأضاف القرني أن "هذه الحركات السياسية الإسلامية هي التي كانت صاحبة الدور الأكبر في دحر الاستعمار، وأسهمت في تحرير كثير من بلاد العالم الإسلامي التي كانت محتلة، وهذا ليس في الدول التي كانت مستعمرة أو محتلة سابقا، بل حتى الآن نرى الكثير من الحكومات العربية والحركات العلمانية تخلت عن قضية فلسطين وباعتها بثمن بخس، وما زال الإسلاميون رغم الحصار العالمي يدافعون عنها وعن مقدساتها".
وشدد في السياق نفسه على أنه "ليس من الإنصاف أن يُختزل تقييم الحركات بكل هذه البساطة، والمسلمون لا يمكن أن يحيدوا دينهم عن باقي حياتهم، نعم نحن بحاجة إلى التكنوقراط المتخصص لكن يجب أن يكون إسلاميا وتكون هويتنا إسلامية، وأكثر تكنوقراط الأمة هم ولله الحمد من الإسلاميين، بينما التيارات التغريبية هي محدودة في المجال الثقافي والإعلامي والعلوم الإنسانية".
وضرب مثالا على انتشار التكنوقراط الإسلاميين بـ"نقابات الأطباء"..متسائلا: "من يفوز بها من عشرات السنين؟ ونقابات المهندسين، ونقابات الاقتصاديين وهكذا".
ورغم رؤيته للخلل الذي قد تقع فيه بعض الحركات السياسية عند التوسع في العمل السياسي على حساب جوانب أخرى فإن القرني يشدد على "أننا لن نتخلى عن رسالة الإسلام الربانية، فإقامتها في مناحي الحياة واجب شرعي، وبعض الحركات الإسلامية قد تكون توسعت في العمل السياسي على حساب الجوانب الاجتماعية والثقافية وغيرها وهذا خلل يجب تصحيحه".
الغرب والإسلاميون والصوفية
وبشأن نظرة الغرب إلى بعض الحركات الصوفية كممثل مناسب للإسلام، أكد القرني على أن "الغرب لا يقبل من الإسلام شيئا البتة، لكنه عندما يقع في المآزق تصبح لديه أولويات، فيضرب البعض بالبعض، فإذا فرغ ونجح في استهدافه، تخلى عن الذين كان يستعملهم سابقا؛ ولذلك يمكن للغرب أن يستخدم الصوفية أو السلفية أو يستخدم ما يسمى حركات الإسلام السياسي أو الحركات الجهادية، هذا كله ممكن في ظروف معينة إذا أتيح له ذلك".
ورأى أنه "إذا توفر في المسلم الصدق والإخلاص لله تعالى في أي وقت وموقع كان إضافة إلى الفقه في الدين والوعي بالعصر، فإنه يمكن أن يستثمر ذلك لمصلحة دينه ودعوته، ولن يتحول إلى مخلب في يد أعدائه للنيل من أمته".
ودلل بذلك من "التاريخ الذي يبين لنا أنه كلما كانت الحركات أو التجمعات أكثر بعدا عن ميراث النبوة، وكلما كانت أكثر إغراقا في البدع والخرافات كلما كانت أقرب إلى أن يستخدمها الآخرون، وما من تيار من تلك التيارات إلا وقد استغل من قبل المستعمر، فعندما نرسم خارطة لأكثر الحركات التي استغلت من قبل الأعداء نجد أن تلك الحركات أقل صفاء وأكثر إغراقا في البدع والخرافات".
ودعا القرني الإسلاميين "الواعين الصادقين لأن يتعاملوا مع الغرب بوعي، وألا يبقوا أسرى لمقولات تاريخية؛ فالواقع أصبح يعبر عن معطيات ومشكلات أخرى جديدة، ونحن نعرف منذ زمن أن الغرب يدعم الاتجاه التغريبي في العالم الإسلامي، وها هي مراكز الأبحاث العالمية مثل مؤسسة (راند) الأمريكية تدعو صناع القرار في العالم الغربي إلى دعم الحركات الصوفية".
واعتبر القرني أن "هناك تحديا يجب أن نتعامل معه بوعي وفقه، بمعنى أن نضع خططنا وتعاملنا مع الصوفية والشيعة، ومع غيرهم، بوعي وفقه مع استلهامه للتاريخ وعبره يستوعب الواقع ومعطياته وهذا يؤكد احتياجنا إلى تغيير جذري في التعاطي مع تلك الفرق".
الحركات المسلحة
وطرح د.عوض القرني أسئلة متعددة حول ظاهرة "الحركات الإسلامية المسلحة" التي يراها "إحدى المعضلات الساخنة في العالم الإسلامي"، فبشأن أسبابها المتعددة التي رأى "أننا بحاجة إلى دراسة تاريخ تلك الحركات، وأسباب التفاف الشباب حولها من جديد"، تساءل: "هل من أسباب ذلك مثلا: تخاذل المسلمين في الدفاع عن قضاياهم؟ أم هي السجون؟ أم الظلم والاستبداد؟ أم وقاحة التيارات التغريبية في النيل من ثوابت الدين؟ أم تقصير العلماء والدعاة؟ أم براعة وذكاء دعاة الغلو والتطرف والتكفير؟ كل ذلك محتمل"..
واستنكر قول البعض "أنتم تسوغون للإرهاب عندما تقولون مثل هذا الكلام"؛ حيث أكد أن "أي ظاهرة من الظواهر الفكرية أو الاجتماعية لها أسباب أدت إليها، ولا يمكن اجتثاث هذه الظاهرة إلا إذا تمكنا من معرفة أسبابها، ليس بالأماني والآمال، ولكن بالدارسات العلمية المنصفة".
ومجددا استدل القرني من التاريخ، لكنه هذه المرة دلل على "معاناة الأمة عبر تاريخها من هذا الفكر بالخوارج، فهناك ثلاثة من الخلفاء الراشدين قتلوا بسبب التطرف".
ورفض القرني الانسياق للرؤى الغربية حول هذه الحركات الإسلامية المسلحة، "فهم لا يريدون خيرًا بأحد منا على الإطلاق، ونحن نرى اليوم تأليب الدول الغربية المسلمين على تلك الحركات لإيجاد مزيد من الأزمات في مجتمعاتنا لا لحل هذه المشكلة، وفي الوقت ذاته نرى تعمق تلك الحركات وزيادة التفاف الناس حولها في العديد من المجتمعات".
لكن القرني استثني الحركات الجهادية التحريرية من هذا السياق قائلا: "ويجب في هذا السياق أن نفرق بين الحركات الجهادية التحريرية الراشدة مثل (حماس) في فلسطين، وبين حركات العنف التي تستند على التكفير، وتوجه سلاحها إلى المسلمين، وإلى البلدان التي لا يجوز أن يوجه إليها حتى من غير المسلمين".
توافق السنة والشيعة
من جهة أخرى، وحول الوصول إلى أبعاد توافقية في العلاقات بين السنة والشيعة التي تشهد تأزمات أحيانا، أعرب القرني بداية عن ثقته في أن "كثيرا من الأفكار المغالية" من هذا الطرف أو ذاك "ستضمحل وتتلاشى, والمنصفون الذين يتابعون التطورات في داخل تلك الحركات يوافقونني هذا الرأي".
ووجه القرني نداء إلى "عقلاء الشيعة" بالبحث عن المحاور التي يفترض أن نتفق عليها، موضحا أن "أولها: أن هناك كثيرا من المقدسات المشتركة يجب أن لا نسمح لبعض السفهاء أن ينالوا منها".
وذكر بأن "أهل السنة في العالم قاطبة يحبون آل البيت ويترضون عنهم أجمعين، لكن المشكلة عند بعض الشيعة أنهم ينالون من الصحابة ومن أمهات المؤمنين، وبعضهم ينال من القرآن الكريم".
وقال القرني: "أقول لعقلاء علماء الشيعة أيضا دعونا نتجاوز تلك المآزق التاريخية باللقاءات والزيارات الخاصة للحوار الهادئ البعيد عن صخب الإعلام وضغوط الجماهير ثم يمكن إعلان نتائج ذلك بالطرق المناسبة المتفق عليها".
وحول المحور الثاني، أشار القرني إلى "أن هناك قضايا إسلامية كبرى تستغرق وقتا كثيرًا في التعاطي معها، فمن المفترض أن نتعاون نحن (سنة وشيعة) في مواجهتها على مستوى العالم الإسلامي، مثل (أوطان محتلة - هجمة تغريبية - استبداد وفساد)".
كما رأى أن المحور الثالث يتمثل في أن "هناك في كل بلد قضايا وطنية يمكن أن نلتقي عليها ونتعايش في ظلها، وليكن ذلك كله في أجواء الحوار البناء، بعيدا عن التهديد والوعيد والتشنج؛ ورابع هذه المحاور هو أنه يمكن بعد ذلك لأهل العلم أن يتحاوروا في القضايا الدينية، ولتكن أرضيتنا في ذلك كتاب الله، وصحيح سنة الرسول صلى الله عليه وسلم والاحتكام إلى عقولنا التي وهبنا الله إياها".
وأبدي القرني اطمئنانه "لأن ورثة سنة النبي صلى الله عليه وسلم قد كفل الله لنا ما ينفعنا، فقال: {... فأما الزبد فيذهب جفاء، وأما ما ينفع الناس يمكث في الأرض}".
ظاهرة الإعلام الإسلامي
وفيما يتعلق بظاهرة الإعلام الإسلامي (من إنترنت وفضائيات،... إلخ) رأى القرني أن "طبيعة العمل في الحياة وسنن الله الجارية تجعلنا نتعقد أنه لا يجوز أن نقول أنها أنجزت الهدف المنشود إنجازا نهائيا، فكلما حققت هدفا، برز لها هدف آخر، وكلما أجابت على سؤال، أفرزت لها الإجابة سؤالا آخرا، وكلما قدمت حلا لمشكلة، نشأ عن هذا الحل مشكلة جديدة، وهذه هي سنة الحياة".
وأكمل القرني قائلا: "فقضية أنها حققت أهدافها مائة في المائة هذا غير صحيح، وهو خلاف سنة الحياة، وأنا أقول إن النهضة الإعلامية الإسلامية نهضة مباركة رائعة يجب أن نتعامل معها بإيجابية، ونسعى لتطويرها، وأن لا نغمض أعيننا مكتفين بما حققته من إنجازات ونقول هذا نجاح ما بعده نجاح.. هذا لا يجوز".
وقدر القرني "كمراقب بعيد" أن أحداث الإسلاموفوبيا (من حظر المآذن والحجاب وحرق المصحف.. إلخ) "إذا أحسن استثمارها فستكون نتائجها عكس ما يأمله صانعوها من المتطرفين المتصهينين؛ لأن الشعوب الغربية الآن شعوب تائهة تتميز بالحرية الفكرية التي لا حدود لها، وإذا التقى بحقائق الإسلام إنسانٌ يعيش التيه والفراغ وهو أيضا حر بتفكيره، فسيلج الإسلام الذي يخاطب فطرته سيلج إلى داخله بدون استئذان؛ لذا يمكن استغلال الأحداث لتعريف الناس بالإسلام وإطلاعهم عليه".
واختتم د.عوض القرني حواره قائلا: "أنا أتوقع أن القارة الأوربية -كما يقول الكثير من ذوي البصائر المقيمين في أوروبا- ستصبح قارة إسلامية بإذن الله تعالى".
صفحتي على الفيس بوك
الحرية هي مطلب العُقلاء..ولكن من يجعل نفسه أسيراً لردود أفعال الآخرين فهو ليس حُرّاً....إصنع الهدف بنفسك ولا تنتظر عطف وشفقة الناس عليك..ولو كنت قويا ستنجح....سامح عسكر
مواضيع مماثلة
» الإسلام بين السنة والشيعة/ بقلم الشيخ دياب المهداوي
» الإمامة (الخلافة) بين السنة والشيعة/ فضيلة الشيخ الدكتور عدنان ابراهيم
» الشيخ القرنى يدعو لقرار سياسى ينزع فتيل الأزمة بين السنة والشيعة
» التقارب بين السنة والشيعة
» محاولة جادة للتقريب بين السنة والشيعة وفق آلية محددة
» الإمامة (الخلافة) بين السنة والشيعة/ فضيلة الشيخ الدكتور عدنان ابراهيم
» الشيخ القرنى يدعو لقرار سياسى ينزع فتيل الأزمة بين السنة والشيعة
» التقارب بين السنة والشيعة
» محاولة جادة للتقريب بين السنة والشيعة وفق آلية محددة
شبكة واحة العلوم الثقافية :: الساحات العلمية والثقافية والحوارية :: ساحة الحوار الموضوعي بين الأديان :: ساحة التقارب السني الشيعي
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى