لمحات من حياة الشيخ على الخفيف الفقيه المجدد
شبكة واحة العلوم الثقافية :: الساحات العلمية والثقافية والحوارية :: ساحة الحوار الموضوعي بين الأديان :: شخصيات
صفحة 1 من اصل 1
لمحات من حياة الشيخ على الخفيف الفقيه المجدد
الشيخ علي الخفيف الفقيه المجدد
أولاً :ملامح عصره:
عاش الشيخ علي الخفيف- على وجه التقريب- في القرن الرابع عشر الهجري الموافق للقرن العشرين الميلادي، حيث ولد سنة (1309هـ-1891م) وتوفي سنة (1398هـ=1978م)، وفي هذه الفترة تعرض العالم الإسلامي لأشرس هجمة غربية صليبية يهودية، فلم تكن تلك الهجمة مجرد ردة فعل كالهجمات السابقة، وإنما كانت هجمة منظمة ومخطط لها، فقد عمل الغرب الصليبي واليهودي منذ مئات السنين على إضعاف العالم الإسلامي من جميع النواحي السياسية والاجتماعية والعلمية وغير ذلك.
أولاً: من الناحية السياسية:
استولت فرنسا على مراكش بالإضافة إلى الجزائر، واستولت إيطاليا على ليبيا، ثم انتزعتها منها إنكلترا، وأقاموا فيها دولة للسنوسيين، واحتلت إنكلترا مصر في سنة (1882م) احتلالاً فعلياً، ولكن الدولة العثمانية ظلت تنازعها السيادة من الناحية القانونية؛ حتى قامت الحرب العالمية الأولى سنة (1914م)، وبقي للمسلمين في هذا القرن دولتان، ولكنهما ضعيفتان: الدولة العثمانية التركية بقيادة السلطان عبدالحميد، ودولة الفاجاربيين بفارس، وكان يتولاها ناصر الدين شاه، ولكنها كانت مصابة بداء الفتنة، فقد قتل ناصر الدين بيد أحد أفراد عائلته سنة (1896م) وتولى بعده ابنه مظفر الدين شاه، فقامت عليه ثورة أطاحت به سنة (1906م).
وأهم الأحداث السياسية التي برزت في القرن الرابع عشر الهجري:
1- قيام الحرب العالمية الأولى (1914-1918م) بين كل من إنكلترا وفرنسا وروسيا وإيطاليا وصربيا وبلجيكا، وبين ألمانيا والنمسا وهنغاريا والدولة العثمانية، وانتهت بانتصار الفريق الأول، وتقسيم العالم الإسلامي الذي كان يخضع للدولة التركية بين إنكلترا وحلفائها، فاستولت إنكلترا على فلسطين وشرقي الأردن والعراق بالإضافة إلى مصر، واستولت فرنسا على سوريا ولبنان.
2- إعطاء الإنكليز فلسطين كوطن قومي لليهود سنة (1917م)
كانت فرنسا تتطلع إلى السيطرة على بلاد الشام بما فيها فلسطين، ولكن بريطانيا سبقتها إلى فلسطين والأردن لتنفيذ وعد بلفور وزير الخارجية البريطاني، الذي وعد اليهود بالمساعدة على إقامة وطن قومي لهم في فلسطين، وضيقوا على العرب والمسلمين فيها، وفتحوا باب الهجرة لليهود إلى فلسطين، وسمحوا للوكالة اليهودية أن تقوم بالإشراف على اليهود من الناحية السياسية والتعليمية والاقتصادية، في الوقت الذي منع العرب من الإشراف على أمورهم. هذا بالإضافة إلى بريطانيا منحت اليهود أراضي واسعة ليقيموا عليها مستعمراتهم، وقد أدى هذا إلى زيادة عدد اليهود في فلسطين فبعد أن كانوا لا يتجاوزون (75) ألف يهودي بلغوا في نهاية عهد الانتداب (750) ألف يهودي، ولم تنسحب بريطانيا من فلسطين إلا بعد أن مهدت لقيام الدولة العبرية في فلسطين 15/5/1948، وبذلك نفذ الإنكليز أبشع جريمة إنسانية في العصر الحديث.
3- سقوط الخلافة العثمانية التركية سنة (1924م):
كان من آثار الحرب العالمية الأولى السيئة على المسلمين سقوط الخلافة الإسلامية وإقصاء حكم الإسلام عن بلاد المسلمين، وقد ساعد في ذلك تآمر اليهود ضد هذه الدولة، وظهور الدعوات الهدامة من عنصرية وقومية وطورانية وغير ذلك.
وقد أدى سقوط الخلافة الإسلامية إلى إحكام الغرب سيطرته على البلاد الإسلامية، التي كانت تخضع لتركيا، وقد عمل الغرب على إحلال القوانين الوضعية الغربية محل القوانين الإسلامية، وقد وجد الغرب من يؤيده في ذلك، مثل الشيخ علي عبدالرازق الذي كتب كتاباً بعنوان (الإسلام وأصول الحكم) وبين فيه أن الإسلام ليس فيه نظام حكم وإنما هو مجموعة من التوجيهات الأخلاقية ليس غير.
4- انتهاء دولة روسيا القيصرية وقيام الثورة الشيوعية سنة (1917م):
في نهاية الحرب العالمية الأولى قامت الثورة الروسية بالإجهاز على الدولة القيصرية، وأحلت محلها حكومة شيوعية تدعو إلى المساواة بين الناس في المال وما إلى ذلك من أصول الاشتراكية المتطرفة، وتتظاهر بإنكار استعمار الحكومات الرأسمالية والإطاحة بها بشتى الوسائل، وقد ترتب على ذلك أن انقسم العالم إلى معسكرين: المعسكر الرأسمالي وعلى رأسه الولايات المتحدة الأمريكية، والمعسكر الشيوعي وعلى رأسه روسيا ودول شرق أوروبية والصين، وقد أثر هذا على العالم الإسلامي فانقسم إلى قسمين: قسم يتبع المعسكر الرأسمالي، وقسم يتبع المعسكر الشيوعي.
هذه جملة الأحداث السياسية التي عصفت بالعالم الإسلامي في القرن الرابع عشر الهجري، والناظر في آثار الشيخ علي الخفيف يجده لم يقف مكتوف الأيدي منها، وإنما تصدى لها، وبين بقلمه في كثير من الكتب الفقهية المقارنة بين الشريعة والقانون الوضعي ميزة الشريعة الإسلامية، وقدرتها على سد حاجات الناس في المعاملات وغيرها، وأن الشريعة الإسلامية ما وجدت إلا لتحقيق مصالح الناس، ودفع المفاسد عنهم، ولما ثارت قضية الخلافة، وأن الإسلام ليس فيه نظام حكم، كتب كتاب الخلافة وكتاب نظام الحكم في الإسلام. ولما افتتن الناس بالنظام الشيوعي كتب بحث (الفكر التشريعي واختلافه باختلاف الشرائع) فيبين فيه عيوب كل من النظام الشيوعي والنظام الرأسمالي .
أولاً :ملامح عصره:
عاش الشيخ علي الخفيف- على وجه التقريب- في القرن الرابع عشر الهجري الموافق للقرن العشرين الميلادي، حيث ولد سنة (1309هـ-1891م) وتوفي سنة (1398هـ=1978م)، وفي هذه الفترة تعرض العالم الإسلامي لأشرس هجمة غربية صليبية يهودية، فلم تكن تلك الهجمة مجرد ردة فعل كالهجمات السابقة، وإنما كانت هجمة منظمة ومخطط لها، فقد عمل الغرب الصليبي واليهودي منذ مئات السنين على إضعاف العالم الإسلامي من جميع النواحي السياسية والاجتماعية والعلمية وغير ذلك.
أولاً: من الناحية السياسية:
استولت فرنسا على مراكش بالإضافة إلى الجزائر، واستولت إيطاليا على ليبيا، ثم انتزعتها منها إنكلترا، وأقاموا فيها دولة للسنوسيين، واحتلت إنكلترا مصر في سنة (1882م) احتلالاً فعلياً، ولكن الدولة العثمانية ظلت تنازعها السيادة من الناحية القانونية؛ حتى قامت الحرب العالمية الأولى سنة (1914م)، وبقي للمسلمين في هذا القرن دولتان، ولكنهما ضعيفتان: الدولة العثمانية التركية بقيادة السلطان عبدالحميد، ودولة الفاجاربيين بفارس، وكان يتولاها ناصر الدين شاه، ولكنها كانت مصابة بداء الفتنة، فقد قتل ناصر الدين بيد أحد أفراد عائلته سنة (1896م) وتولى بعده ابنه مظفر الدين شاه، فقامت عليه ثورة أطاحت به سنة (1906م).
وأهم الأحداث السياسية التي برزت في القرن الرابع عشر الهجري:
1- قيام الحرب العالمية الأولى (1914-1918م) بين كل من إنكلترا وفرنسا وروسيا وإيطاليا وصربيا وبلجيكا، وبين ألمانيا والنمسا وهنغاريا والدولة العثمانية، وانتهت بانتصار الفريق الأول، وتقسيم العالم الإسلامي الذي كان يخضع للدولة التركية بين إنكلترا وحلفائها، فاستولت إنكلترا على فلسطين وشرقي الأردن والعراق بالإضافة إلى مصر، واستولت فرنسا على سوريا ولبنان.
2- إعطاء الإنكليز فلسطين كوطن قومي لليهود سنة (1917م)
كانت فرنسا تتطلع إلى السيطرة على بلاد الشام بما فيها فلسطين، ولكن بريطانيا سبقتها إلى فلسطين والأردن لتنفيذ وعد بلفور وزير الخارجية البريطاني، الذي وعد اليهود بالمساعدة على إقامة وطن قومي لهم في فلسطين، وضيقوا على العرب والمسلمين فيها، وفتحوا باب الهجرة لليهود إلى فلسطين، وسمحوا للوكالة اليهودية أن تقوم بالإشراف على اليهود من الناحية السياسية والتعليمية والاقتصادية، في الوقت الذي منع العرب من الإشراف على أمورهم. هذا بالإضافة إلى بريطانيا منحت اليهود أراضي واسعة ليقيموا عليها مستعمراتهم، وقد أدى هذا إلى زيادة عدد اليهود في فلسطين فبعد أن كانوا لا يتجاوزون (75) ألف يهودي بلغوا في نهاية عهد الانتداب (750) ألف يهودي، ولم تنسحب بريطانيا من فلسطين إلا بعد أن مهدت لقيام الدولة العبرية في فلسطين 15/5/1948، وبذلك نفذ الإنكليز أبشع جريمة إنسانية في العصر الحديث.
3- سقوط الخلافة العثمانية التركية سنة (1924م):
كان من آثار الحرب العالمية الأولى السيئة على المسلمين سقوط الخلافة الإسلامية وإقصاء حكم الإسلام عن بلاد المسلمين، وقد ساعد في ذلك تآمر اليهود ضد هذه الدولة، وظهور الدعوات الهدامة من عنصرية وقومية وطورانية وغير ذلك.
وقد أدى سقوط الخلافة الإسلامية إلى إحكام الغرب سيطرته على البلاد الإسلامية، التي كانت تخضع لتركيا، وقد عمل الغرب على إحلال القوانين الوضعية الغربية محل القوانين الإسلامية، وقد وجد الغرب من يؤيده في ذلك، مثل الشيخ علي عبدالرازق الذي كتب كتاباً بعنوان (الإسلام وأصول الحكم) وبين فيه أن الإسلام ليس فيه نظام حكم وإنما هو مجموعة من التوجيهات الأخلاقية ليس غير.
4- انتهاء دولة روسيا القيصرية وقيام الثورة الشيوعية سنة (1917م):
في نهاية الحرب العالمية الأولى قامت الثورة الروسية بالإجهاز على الدولة القيصرية، وأحلت محلها حكومة شيوعية تدعو إلى المساواة بين الناس في المال وما إلى ذلك من أصول الاشتراكية المتطرفة، وتتظاهر بإنكار استعمار الحكومات الرأسمالية والإطاحة بها بشتى الوسائل، وقد ترتب على ذلك أن انقسم العالم إلى معسكرين: المعسكر الرأسمالي وعلى رأسه الولايات المتحدة الأمريكية، والمعسكر الشيوعي وعلى رأسه روسيا ودول شرق أوروبية والصين، وقد أثر هذا على العالم الإسلامي فانقسم إلى قسمين: قسم يتبع المعسكر الرأسمالي، وقسم يتبع المعسكر الشيوعي.
هذه جملة الأحداث السياسية التي عصفت بالعالم الإسلامي في القرن الرابع عشر الهجري، والناظر في آثار الشيخ علي الخفيف يجده لم يقف مكتوف الأيدي منها، وإنما تصدى لها، وبين بقلمه في كثير من الكتب الفقهية المقارنة بين الشريعة والقانون الوضعي ميزة الشريعة الإسلامية، وقدرتها على سد حاجات الناس في المعاملات وغيرها، وأن الشريعة الإسلامية ما وجدت إلا لتحقيق مصالح الناس، ودفع المفاسد عنهم، ولما ثارت قضية الخلافة، وأن الإسلام ليس فيه نظام حكم، كتب كتاب الخلافة وكتاب نظام الحكم في الإسلام. ولما افتتن الناس بالنظام الشيوعي كتب بحث (الفكر التشريعي واختلافه باختلاف الشرائع) فيبين فيه عيوب كل من النظام الشيوعي والنظام الرأسمالي .
من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرا أو ليصمت
هانى الإخوانى- المراقب العام
-
الديانه : الاسلام
البلد : مصر
عدد المساهمات : 1177
نقاط : 6701
السٌّمعَة : 17
العمر : 41
العمل/الترفيه :
رد: لمحات من حياة الشيخ على الخفيف الفقيه المجدد
ثانياً: وأما من الناحية الاجتماعية:
فقد عمل الغرب على إضعافها حتى أصبح الفرد لا يشعر بمسؤوليته أياً كان دوره في المجتمع، فهو جشع في المطالبة بحقه، ومهمل كل الإهمال بواجباته تجاه الغير، وأدخلت المرأة كسلاح في المعركة ضد المسلمين، وقد وجد الغير من يؤيده من المسلمين في ذلك مثل (قاسم أمين) الذي نادى بتحرير المرأة من قيود الإسلام وأحكامه، وتبنى القضية فريق من النسوة على رأسهن (هدى شعراوي)، وفريق من الرجال المدافعين عن حقوق المرأة، وأصبح الحق الأول الذي تطالب به النسوة هو السفور، فقد سافرت (هدى شعراوي) بنت محمد باشا سلطان إلى فرنسا لتتعلم، وسافرت محجبة، ولكنها لما رجعت خلعت الحجاب، وأصبحت تستقبل الرجال الأجانب دون الحجاب. وتحلق حولها مجموعة من الرجال والنساء وقامت مجموعة من النساء بمظاهرة في ميدان قصر النيل أمام ثكنات الجيش الإنكليزي سنة (1919م) هتفن فيها ضد الاحتلال، وقمن بخلع الحجاب عن رؤوسهن، والإلقاء به على الأرض، وسكبن عليه البترول، وأشعلن فيه النار، هذا بالإضافة إلى ظهور بعض الأمراض الاجتماعية كحرمان بعض الورثة من الميراث تحت ستار الوقف الأهلي.
والناظر في مؤلفات الشيخ علي الخفيف يجده قد تصدى للأمراض الاجتماعية التي تفشت في المجتمع الإسلامي **** في أكثر من بحث موقفه منها.
ففي بحث (الفكر التشريعي) قال: (يقم الإسلام مجتمعه على أسس قويمة تصونه من الأنانية في المعاملة والسلوك، ومن طغيان نوازع النفوس التي تدعو إلى الشر، وتوقد نار العداوة والبغضاء بين أفراده، وتؤدي بهم إلى الانزعاج والفساد، والفرقة والتنابذ والفشل، أسس تربط بين أفراد المجتمع وتؤلف بينهم، وتوحدها، وتجعلهم إخوة متناصرين بعضهم أولياء بعض ومن نتائج ذلك شعور كل فرد في المجتمع بأن عليه واجبات يؤديها إليه لقاء ما له من حقوق قبله يتوقف وفاؤه بها على القيام بهذه الواجبات، وإذا قصر في أدائها أدى ذلك إلى انهيار البناء وتفكك روابطه، وذهاب ريحه".
ثم تكلم عن الأسرة ودور المرأة الصالحة فيها.
وفي بحث الوقف الأهلي طرح المشكلة من جميع جوانبها، ووصف العلاج والحل لها.
ثالثاً: وأما الناحية العلمية:
فقد عمل الغرب على إضعافها بقصد إحلال الثقافة الغربية محل الثقافة الإسلامية، فسيطر الاستعمار في الدول العربية على التربية والتعليم وغير كثيراً من المناهج الدراسية، وبعث المبعوثين إلى الجامعات الغربية، لغسل أدمغتهم، وتحويل أنظارهم، فانبهر الكثير منهم بالعلوم الغربية التجريبية، وجعلوها تطغى على العلوم الشرعية: من عقيدة وتفسير وحديث وغير ذلك، مما أدى ذلك إلى ظهور دعوات هدامة في مجال التعليم: كالدعوة إلى العامية بدلاً من اللغة الغربية الفصحى، واتخاذ العامية أداة للكتابة والتأليف، والدعوة إلى نبذ السنة بحجة أنه دخلها الموضوع وغير الصحيح، واختلط الصحيح بغير الصحيح، فيكفي القرآن وحده، وقد عمل الاستعمار على إبعاد خريجي الأزهر الشريف عن الوظائف الحكومية بحجة عدم معرفتهم بواقع العلوم العصرية، وحاصروهم في المساجد والكتاتيب، مما أدى ذلك إلى إضعاف الثقة بهم، وإضعاف الدراسة الشرعية في الأزهر والمدارس الشرعية، ومما ساعد على ذلك جمود بعض العلماء وتعصبهم لمذاهبهم الفقهية.
والناظر في حياة الشيخ الخفيف ومؤلفاته يجد أنه تنبه إلى هذا مبكراً فجمع في دراسته الجامعية بين القديم والحديث، حيث درس في مدرسة القضاء الشرعي العلوم الشرعية، والقوانين والإجراءات القضائية العملية، فنال بذلك أعلى الوظائف من تدريس جامعي وقضاء ومحاماة شرعية، وكتب في أكثر من كتاب وبحث، يدعو إلى نبذ الجمود والتعصب المذهبي، وكان غيوراً على سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، فكتب بحثاً في (مكانة السنة في بيان الأحكام الإسلامية والرد على ما أثير من شبهات حول حجيتها أو روايتها) ولفت أنظار الذين انبهروا بعلوم الغرب في مجال القوانين والمبادئ القانونية إلى الشريعة الإسلامية بمقارناته الدقيقة الهادفة كما ذكر ذلك الدكتور محمد مصطفى القللي زميله في كلية الحقوق .
فقد عمل الغرب على إضعافها حتى أصبح الفرد لا يشعر بمسؤوليته أياً كان دوره في المجتمع، فهو جشع في المطالبة بحقه، ومهمل كل الإهمال بواجباته تجاه الغير، وأدخلت المرأة كسلاح في المعركة ضد المسلمين، وقد وجد الغير من يؤيده من المسلمين في ذلك مثل (قاسم أمين) الذي نادى بتحرير المرأة من قيود الإسلام وأحكامه، وتبنى القضية فريق من النسوة على رأسهن (هدى شعراوي)، وفريق من الرجال المدافعين عن حقوق المرأة، وأصبح الحق الأول الذي تطالب به النسوة هو السفور، فقد سافرت (هدى شعراوي) بنت محمد باشا سلطان إلى فرنسا لتتعلم، وسافرت محجبة، ولكنها لما رجعت خلعت الحجاب، وأصبحت تستقبل الرجال الأجانب دون الحجاب. وتحلق حولها مجموعة من الرجال والنساء وقامت مجموعة من النساء بمظاهرة في ميدان قصر النيل أمام ثكنات الجيش الإنكليزي سنة (1919م) هتفن فيها ضد الاحتلال، وقمن بخلع الحجاب عن رؤوسهن، والإلقاء به على الأرض، وسكبن عليه البترول، وأشعلن فيه النار، هذا بالإضافة إلى ظهور بعض الأمراض الاجتماعية كحرمان بعض الورثة من الميراث تحت ستار الوقف الأهلي.
والناظر في مؤلفات الشيخ علي الخفيف يجده قد تصدى للأمراض الاجتماعية التي تفشت في المجتمع الإسلامي **** في أكثر من بحث موقفه منها.
ففي بحث (الفكر التشريعي) قال: (يقم الإسلام مجتمعه على أسس قويمة تصونه من الأنانية في المعاملة والسلوك، ومن طغيان نوازع النفوس التي تدعو إلى الشر، وتوقد نار العداوة والبغضاء بين أفراده، وتؤدي بهم إلى الانزعاج والفساد، والفرقة والتنابذ والفشل، أسس تربط بين أفراد المجتمع وتؤلف بينهم، وتوحدها، وتجعلهم إخوة متناصرين بعضهم أولياء بعض ومن نتائج ذلك شعور كل فرد في المجتمع بأن عليه واجبات يؤديها إليه لقاء ما له من حقوق قبله يتوقف وفاؤه بها على القيام بهذه الواجبات، وإذا قصر في أدائها أدى ذلك إلى انهيار البناء وتفكك روابطه، وذهاب ريحه".
ثم تكلم عن الأسرة ودور المرأة الصالحة فيها.
وفي بحث الوقف الأهلي طرح المشكلة من جميع جوانبها، ووصف العلاج والحل لها.
ثالثاً: وأما الناحية العلمية:
فقد عمل الغرب على إضعافها بقصد إحلال الثقافة الغربية محل الثقافة الإسلامية، فسيطر الاستعمار في الدول العربية على التربية والتعليم وغير كثيراً من المناهج الدراسية، وبعث المبعوثين إلى الجامعات الغربية، لغسل أدمغتهم، وتحويل أنظارهم، فانبهر الكثير منهم بالعلوم الغربية التجريبية، وجعلوها تطغى على العلوم الشرعية: من عقيدة وتفسير وحديث وغير ذلك، مما أدى ذلك إلى ظهور دعوات هدامة في مجال التعليم: كالدعوة إلى العامية بدلاً من اللغة الغربية الفصحى، واتخاذ العامية أداة للكتابة والتأليف، والدعوة إلى نبذ السنة بحجة أنه دخلها الموضوع وغير الصحيح، واختلط الصحيح بغير الصحيح، فيكفي القرآن وحده، وقد عمل الاستعمار على إبعاد خريجي الأزهر الشريف عن الوظائف الحكومية بحجة عدم معرفتهم بواقع العلوم العصرية، وحاصروهم في المساجد والكتاتيب، مما أدى ذلك إلى إضعاف الثقة بهم، وإضعاف الدراسة الشرعية في الأزهر والمدارس الشرعية، ومما ساعد على ذلك جمود بعض العلماء وتعصبهم لمذاهبهم الفقهية.
والناظر في حياة الشيخ الخفيف ومؤلفاته يجد أنه تنبه إلى هذا مبكراً فجمع في دراسته الجامعية بين القديم والحديث، حيث درس في مدرسة القضاء الشرعي العلوم الشرعية، والقوانين والإجراءات القضائية العملية، فنال بذلك أعلى الوظائف من تدريس جامعي وقضاء ومحاماة شرعية، وكتب في أكثر من كتاب وبحث، يدعو إلى نبذ الجمود والتعصب المذهبي، وكان غيوراً على سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، فكتب بحثاً في (مكانة السنة في بيان الأحكام الإسلامية والرد على ما أثير من شبهات حول حجيتها أو روايتها) ولفت أنظار الذين انبهروا بعلوم الغرب في مجال القوانين والمبادئ القانونية إلى الشريعة الإسلامية بمقارناته الدقيقة الهادفة كما ذكر ذلك الدكتور محمد مصطفى القللي زميله في كلية الحقوق .
من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرا أو ليصمت
هانى الإخوانى- المراقب العام
-
الديانه : الاسلام
البلد : مصر
عدد المساهمات : 1177
نقاط : 6701
السٌّمعَة : 17
العمر : 41
العمل/الترفيه :
رد: لمحات من حياة الشيخ على الخفيف الفقيه المجدد
مولده:
ولد الشيخ علي محمد الخفيف في سنة (1309هـ=1891م) في قرية الشهداء بالمنوفية وهي من أخصب جهات مصر وأكثفها سكاناً، تقع جنوب الدلتا بين دمياط ورشيد، وسميت القرية التي ولد فيها بقرية الشهداء، لكثرة من دفن فيها من الشهداء في سنة (65هـ) حيث وقعت حروب بين مروان بن الحكم وجنوده الذين قدموا من الشام، وبين عبدالرحمن بن جحدم القرشي أحد أتباع ابن الزبير، وقتل من الفريقين عدد عظيم، فدفنا في هذا الموضع، فعرفت منذ ذلك الوقت بهذا الاسم.
حفظه للقرآن الكريم:
ولد الشيخ علي الخفيف في أسرة كريمة محافظة، فوجهت ابنها منذ نعومة أظفاره إلى كتاب القرية لحفظ القرآن الكريم، وتعلم مبادئ علوم اللغة العربية وعلوم الدين من فقه وتفسير وحديث وغير ذلك، مما يؤهله للالتحاق بالأزهر الشريف، ومما يدل على توجه هذه الأسرة هذه الوجهة أنها كانت تدعو ابنها بالشيخ وهو ما زال حدثاً يتردد على كتاب القرية، ويحفظ القرآن الكريم، كما ذكر ابنه الدكتور حميد نقلاً عن جدته: والدة الشيخ علي.
ومن العلماء الذين تتلمذ عليهم في القرية والقرى المجاورة لقريته الشيخ عبدالمجيد سليم شيخ الأزهر الشريف.
التحاقه بالأزهر الشريف:
بعد أن أتم الشيخ علي الخفيف حفظ القرآن الكريم وتعلم مبادئ العلوم التحق بالأزهر الشريف سنة (1904م) أي قبل تنظيمه وتطويره بعدة سنوات، فقد كان التدريس في الأزهر يتم عن طريق حلقات التدريس، حيث يجلس كل شيخ إلى عمود من أعمدة مسجد الأزهر، ويحضر أمامه من الطلبة من يحضر، وقد يكون في المسجد شيخ آخر يدرس المادة نفسها التي يدرسها الأول، ويترك الخيار للطالب في الدوام والالتزام واختيار المدرس.
وكانت المواد الدراسية تقتصر على اللغة العربية والعلوم الشرعية، وبقيت العلوم الأخرى من رياضية وجغرافية وفلسفية وقانونية وإدارية مهجورة، ينظر إليها بعين السخط، ويفر من سماعها فرار الصحيح من الأجرب، ولما حاول بعض ولاة الأمور إعادة تدريس هذه المواد تهرب بعض العلماء بحجة أنها تنافي الدين.
لهذا كله لم تظل إقامة الشيخ علي الخفيف في الأزهر الشريف، ولم يمكث فيه إلا ثلاث سنوات أو أقل، وانتقل منه في النهاية سنة (1906م) إلى معهد الإسكندرية الديني.
التحاقه بمعهد الإسكندرية الديني:
بحث الشيخ علي الخفيف عن معهد علمي يجمع في تدريسه بين القديم والحديث، فلم يجد في ذلك الوقت إلا معهد الإسكندرية الديني، ولم تكن الجامعة المصرية في ذلك الوقت قد أنشئت بعد، فالتحق بمعهد الإسكندرية في أوائل سنة (1907م)، وهو معهد أزهري أنشئ بتوجيهات الشيخ محمد عبده في سنة (1904م) للشيخ محمد شاكر، فبعد أن طاف الأخير مدارس الإسكندرية الوطنية والأجنبية، ودرس مناهجها ونظمها، أعد تقريراً يتضمن إنشاء هذا المعهد، وما يحتاج إليه من ميزانية، وعرض الأمر على الخديوي عباس، فوافق فوراً، واختار جامع أبي العباس مكاناً للدراسة. وهو يهدف إلى إعداد طالب كفء يلتزم بالنظم الحديثة في التكوين العلمي والخلقي .
التحاقه بمدرسة القضاء الشرعي:
لما علم الشيخ علي الخفيف بإنشاء مدرسة القضاء الشرعي في سنة (1907م) انتقل إليها، وترك معهد الإسكندرية، لأن هذه المدرسة بمثابة جامعة راقية شامخة في حينها، تفوق في مناهجها ونظامها معهد الإسكندرية الديني.
إن فكرة إنشاء هذه المدرسة قديمة، ترجع إلى فكرة المرحوم علي باشا مبارك سنة (1888م) حيث أعد نظاماً خاصاً لتخصص القضاء والإفتاء في دار العلوم، ولكن سرعان ما ألغي هذا التخصص في سنة (1895م)، ثم أعاد الفكرة الشيخ محمد عبده في التقرير الذي أعده عن القضاء الشرعي في مصر، فاقترح إنشاء مدرسة لتخريج قضاة شرعيين أكفاء، فوافقت الدولة على ذلك، وصدر قرار إنشاء المدرسة في فبراير (1907م) على أن تكون قسماً من الأزهر، ويكون لها محل خاص، وتقسم إلى قسمين:
الأول: لتخريج كتاب للمحاكم الشرعية.
والقسم الثاني: لتخريج قضاة شرعيين.
وقد عينت الدولة لجنة مشكلة من الشيخ محمد عبده مفتي الديار المصرية رئيساً، وحسين رشدي أحد القضاة في المحاكم المختلطة، وأمين سامي بك مدير مدرسة الناصرية، والشيخ محمد زيد الأبياني المدرس بمدرسة الحقوق أعضاء، وأحمد سمير سكرتيراً للجنة، ونيط بهذه اللجنة تحضير لائحة للمدرسة، ووضع مناهج الدراسة والكتب الدراسية.
ولما أنهت اللجنة عملها وقدمته للدولة أصدرت قرارها النهائي بإنشاء هذه المدرسة على أن يتخذ التعليم فيها صبغة حرة، فلا يقتصر على دراسة المسائل الدينية فقط، والطلبة الذين يختارون يتلقون التعليم مجاناً، وتعطى لهم مكافأة شهرية على مثال الأزهر، والشهادة التي تعطى لمن يجوزون الشروط اللازمة للتعيين في وظائف القضاة أو المفتين أو الأعضاء في المجالس تكون مماثلة للشهادة التي يمنحها الأزهر، وأساتذة المدرسة الذين سينتخبون من العلماء الذين امتازوا بالكفاءة، ولكن يجب أن يكون للحكومة رقابة حقيقية على سير الامتحانات، فألحقت بوزارة المعارف في عهد وزارة سعد باشا زغلول.
واختير لإدارتها المرحوم محمد عاطف بركات، وقد عرف بالعلم والدقة في الأمور، قال فيه أحد خريجي هذه المدرسة الشيخ عبدالوهاب خلاف: «أشهد بالله أنه كان رجلاً من أفضل رجالات مصر، قوة إرادة، ومضاء عزيمة، وشدة حزم، وبعد نظر، وكان لا يخشى في الحق لومة لائم، وأبغض الأخلاق إليه الكذب والرياء والمجاملة والمداهنة، وأبغض الناس إليه المراءون والمجاملون والمداهنون»، وهو من خريجي دار العلوم، وأكمل دراسته في إنكلترا، وقد استطاع- رحمه الله- بصراحته وحزمه أن يختار لهذه المدرسة نخبة من العلماء للتدريس في هذه المدرسة، فاستعان بالمدنيين لتدريس العلوم العصرية، وبالأزهريين لتدريس العلوم الدينية، يقول الأستاذ أحمد أمين في وصفه لأعضاء هيئة التدريس: «كنت ترى مزيجاً عجيباً من الأساتذة، هذا الشيخ أزهري تربى تربية أزهرية بحتة، ودنياه كلها هي الأزهر وما حوله، بجانبه أستاذ للتاريخ على آخر طراز تخرج من جامعات إنكلترا، وأستاذ لطبيعة تخرج من أشهر جامعات فرنسا، وعلى رأسهم ناظر تعلم في الأزهر وفي دار العلوم وفي إنكلترا، وكل من هؤلاء يلون الطلبة بلونه، ويصبغهم بصبغته».
وأما طلبة هذه المدرسة فيختارون من الأزهريين النجباء، الذين يتجاوزون امتحاناً عسيراً، ومن ثم يعدون إعداد فقهياً عملياً يؤهلهم للعمل في القضاء والمحاماة وغير ذلك.
يقول الشيخ علي الخفيف في وصف طلاب هذه المدرسة: «يعد الطالب فيها إعداداً فقهياً تطبيقياً ذا طابع خلقي اجتماعي يؤهلهم لتولي القضاء الشرعي في مصر، وكان منهج الدراسة فيها، وما يلقى على طلبتها من العلوم منهجاً تربوياً إصلاحياً روعي فيه استكمال ما كان في الأزهر يومئذ من نقص ماثل في بعض المواد وفي نظم الدراسة ومناهجها، وفي إضاعة الزمن في قراءة كتب من سلف من المؤلفين، وتفهم عباراتها على أي وضع كانت عليه، وفي الحرص على تحميلها من الدلالات والإرشادات ما لا تحمله مما صرف عن تفهم لباب العلوم، والتعرف على أصولها، وحال دون بلوغهم ما يطلب لهم من وعي لقواعدها وضوابطها، وتحصيل لمسائلها، وفقه لأسسها».
كما روعي في هذه الدراسة أن تكون وافية بدراسة اللغة العربية وعلومها وآدابها، دراسة تكشف عن أسرارها وأحكام دلالاتها وإرشاداتها، وجمال أساليبها، وتنوع طرق أدائها، دراسة تعين على فهم كتاب الله، وتبيين أسراره، وتعرف أحكامه وشرائعه، وترقى بطلبتها إلى المستوى العلمي الديني القضائي المرجو لهم.
وكان مديرها ينوي إنشاء مدينة جامعية متكاملة في ضاحية من ضواحي القاهرة تجمع بين طلاب المدرسة وأساتذتها، وتوفر فيها كل وسائل البحث والدرس ومتطلبات العيش الكريم.
وفي الجملة فإن عصر إنشاء هذه الدراسة كان عصر تجديد للفقه والقضاء، فقد كاد القضاء الشرعي أن يبلى قبل إنشاء هذه المدرسة، لكن بإنشاء هذه المدرسة وتخريج الدفعات المتتالية من القضاة الشرعيين انتعش القضاء الشرعي، وعادت إليه روحه، فأغلب الذين عينوا في القضاء من خريجي هذه المدرسة كانوا من الرجال الذين يشعرون بعظم المسؤولية الملقاة على عاتقهم.
وقد بقي الشيخ علي الخفيف في هذه المدرسة مدة ثماني سنوات، حتى نال الشهادة العالية فيها التي تؤهله لتولي مناصب عديدة، منها القضاء والمحاماة والتدريس في سنة (1915م)، وكان من المتفوقين في الدراسة، فقد فاق كثيراً من أقرانه الذين عاصروه في الدراسة من أقرانه الذين درسوا معه في هذه المدرسة الشيخ عبدالوهاب خلاف، والدكتور أمين الخولي، والشيخ محمد فرج السنهوري، وهم أصحاب فضل وعلم لا ينكر .
ولد الشيخ علي محمد الخفيف في سنة (1309هـ=1891م) في قرية الشهداء بالمنوفية وهي من أخصب جهات مصر وأكثفها سكاناً، تقع جنوب الدلتا بين دمياط ورشيد، وسميت القرية التي ولد فيها بقرية الشهداء، لكثرة من دفن فيها من الشهداء في سنة (65هـ) حيث وقعت حروب بين مروان بن الحكم وجنوده الذين قدموا من الشام، وبين عبدالرحمن بن جحدم القرشي أحد أتباع ابن الزبير، وقتل من الفريقين عدد عظيم، فدفنا في هذا الموضع، فعرفت منذ ذلك الوقت بهذا الاسم.
حفظه للقرآن الكريم:
ولد الشيخ علي الخفيف في أسرة كريمة محافظة، فوجهت ابنها منذ نعومة أظفاره إلى كتاب القرية لحفظ القرآن الكريم، وتعلم مبادئ علوم اللغة العربية وعلوم الدين من فقه وتفسير وحديث وغير ذلك، مما يؤهله للالتحاق بالأزهر الشريف، ومما يدل على توجه هذه الأسرة هذه الوجهة أنها كانت تدعو ابنها بالشيخ وهو ما زال حدثاً يتردد على كتاب القرية، ويحفظ القرآن الكريم، كما ذكر ابنه الدكتور حميد نقلاً عن جدته: والدة الشيخ علي.
ومن العلماء الذين تتلمذ عليهم في القرية والقرى المجاورة لقريته الشيخ عبدالمجيد سليم شيخ الأزهر الشريف.
التحاقه بالأزهر الشريف:
بعد أن أتم الشيخ علي الخفيف حفظ القرآن الكريم وتعلم مبادئ العلوم التحق بالأزهر الشريف سنة (1904م) أي قبل تنظيمه وتطويره بعدة سنوات، فقد كان التدريس في الأزهر يتم عن طريق حلقات التدريس، حيث يجلس كل شيخ إلى عمود من أعمدة مسجد الأزهر، ويحضر أمامه من الطلبة من يحضر، وقد يكون في المسجد شيخ آخر يدرس المادة نفسها التي يدرسها الأول، ويترك الخيار للطالب في الدوام والالتزام واختيار المدرس.
وكانت المواد الدراسية تقتصر على اللغة العربية والعلوم الشرعية، وبقيت العلوم الأخرى من رياضية وجغرافية وفلسفية وقانونية وإدارية مهجورة، ينظر إليها بعين السخط، ويفر من سماعها فرار الصحيح من الأجرب، ولما حاول بعض ولاة الأمور إعادة تدريس هذه المواد تهرب بعض العلماء بحجة أنها تنافي الدين.
لهذا كله لم تظل إقامة الشيخ علي الخفيف في الأزهر الشريف، ولم يمكث فيه إلا ثلاث سنوات أو أقل، وانتقل منه في النهاية سنة (1906م) إلى معهد الإسكندرية الديني.
التحاقه بمعهد الإسكندرية الديني:
بحث الشيخ علي الخفيف عن معهد علمي يجمع في تدريسه بين القديم والحديث، فلم يجد في ذلك الوقت إلا معهد الإسكندرية الديني، ولم تكن الجامعة المصرية في ذلك الوقت قد أنشئت بعد، فالتحق بمعهد الإسكندرية في أوائل سنة (1907م)، وهو معهد أزهري أنشئ بتوجيهات الشيخ محمد عبده في سنة (1904م) للشيخ محمد شاكر، فبعد أن طاف الأخير مدارس الإسكندرية الوطنية والأجنبية، ودرس مناهجها ونظمها، أعد تقريراً يتضمن إنشاء هذا المعهد، وما يحتاج إليه من ميزانية، وعرض الأمر على الخديوي عباس، فوافق فوراً، واختار جامع أبي العباس مكاناً للدراسة. وهو يهدف إلى إعداد طالب كفء يلتزم بالنظم الحديثة في التكوين العلمي والخلقي .
التحاقه بمدرسة القضاء الشرعي:
لما علم الشيخ علي الخفيف بإنشاء مدرسة القضاء الشرعي في سنة (1907م) انتقل إليها، وترك معهد الإسكندرية، لأن هذه المدرسة بمثابة جامعة راقية شامخة في حينها، تفوق في مناهجها ونظامها معهد الإسكندرية الديني.
إن فكرة إنشاء هذه المدرسة قديمة، ترجع إلى فكرة المرحوم علي باشا مبارك سنة (1888م) حيث أعد نظاماً خاصاً لتخصص القضاء والإفتاء في دار العلوم، ولكن سرعان ما ألغي هذا التخصص في سنة (1895م)، ثم أعاد الفكرة الشيخ محمد عبده في التقرير الذي أعده عن القضاء الشرعي في مصر، فاقترح إنشاء مدرسة لتخريج قضاة شرعيين أكفاء، فوافقت الدولة على ذلك، وصدر قرار إنشاء المدرسة في فبراير (1907م) على أن تكون قسماً من الأزهر، ويكون لها محل خاص، وتقسم إلى قسمين:
الأول: لتخريج كتاب للمحاكم الشرعية.
والقسم الثاني: لتخريج قضاة شرعيين.
وقد عينت الدولة لجنة مشكلة من الشيخ محمد عبده مفتي الديار المصرية رئيساً، وحسين رشدي أحد القضاة في المحاكم المختلطة، وأمين سامي بك مدير مدرسة الناصرية، والشيخ محمد زيد الأبياني المدرس بمدرسة الحقوق أعضاء، وأحمد سمير سكرتيراً للجنة، ونيط بهذه اللجنة تحضير لائحة للمدرسة، ووضع مناهج الدراسة والكتب الدراسية.
ولما أنهت اللجنة عملها وقدمته للدولة أصدرت قرارها النهائي بإنشاء هذه المدرسة على أن يتخذ التعليم فيها صبغة حرة، فلا يقتصر على دراسة المسائل الدينية فقط، والطلبة الذين يختارون يتلقون التعليم مجاناً، وتعطى لهم مكافأة شهرية على مثال الأزهر، والشهادة التي تعطى لمن يجوزون الشروط اللازمة للتعيين في وظائف القضاة أو المفتين أو الأعضاء في المجالس تكون مماثلة للشهادة التي يمنحها الأزهر، وأساتذة المدرسة الذين سينتخبون من العلماء الذين امتازوا بالكفاءة، ولكن يجب أن يكون للحكومة رقابة حقيقية على سير الامتحانات، فألحقت بوزارة المعارف في عهد وزارة سعد باشا زغلول.
واختير لإدارتها المرحوم محمد عاطف بركات، وقد عرف بالعلم والدقة في الأمور، قال فيه أحد خريجي هذه المدرسة الشيخ عبدالوهاب خلاف: «أشهد بالله أنه كان رجلاً من أفضل رجالات مصر، قوة إرادة، ومضاء عزيمة، وشدة حزم، وبعد نظر، وكان لا يخشى في الحق لومة لائم، وأبغض الأخلاق إليه الكذب والرياء والمجاملة والمداهنة، وأبغض الناس إليه المراءون والمجاملون والمداهنون»، وهو من خريجي دار العلوم، وأكمل دراسته في إنكلترا، وقد استطاع- رحمه الله- بصراحته وحزمه أن يختار لهذه المدرسة نخبة من العلماء للتدريس في هذه المدرسة، فاستعان بالمدنيين لتدريس العلوم العصرية، وبالأزهريين لتدريس العلوم الدينية، يقول الأستاذ أحمد أمين في وصفه لأعضاء هيئة التدريس: «كنت ترى مزيجاً عجيباً من الأساتذة، هذا الشيخ أزهري تربى تربية أزهرية بحتة، ودنياه كلها هي الأزهر وما حوله، بجانبه أستاذ للتاريخ على آخر طراز تخرج من جامعات إنكلترا، وأستاذ لطبيعة تخرج من أشهر جامعات فرنسا، وعلى رأسهم ناظر تعلم في الأزهر وفي دار العلوم وفي إنكلترا، وكل من هؤلاء يلون الطلبة بلونه، ويصبغهم بصبغته».
وأما طلبة هذه المدرسة فيختارون من الأزهريين النجباء، الذين يتجاوزون امتحاناً عسيراً، ومن ثم يعدون إعداد فقهياً عملياً يؤهلهم للعمل في القضاء والمحاماة وغير ذلك.
يقول الشيخ علي الخفيف في وصف طلاب هذه المدرسة: «يعد الطالب فيها إعداداً فقهياً تطبيقياً ذا طابع خلقي اجتماعي يؤهلهم لتولي القضاء الشرعي في مصر، وكان منهج الدراسة فيها، وما يلقى على طلبتها من العلوم منهجاً تربوياً إصلاحياً روعي فيه استكمال ما كان في الأزهر يومئذ من نقص ماثل في بعض المواد وفي نظم الدراسة ومناهجها، وفي إضاعة الزمن في قراءة كتب من سلف من المؤلفين، وتفهم عباراتها على أي وضع كانت عليه، وفي الحرص على تحميلها من الدلالات والإرشادات ما لا تحمله مما صرف عن تفهم لباب العلوم، والتعرف على أصولها، وحال دون بلوغهم ما يطلب لهم من وعي لقواعدها وضوابطها، وتحصيل لمسائلها، وفقه لأسسها».
كما روعي في هذه الدراسة أن تكون وافية بدراسة اللغة العربية وعلومها وآدابها، دراسة تكشف عن أسرارها وأحكام دلالاتها وإرشاداتها، وجمال أساليبها، وتنوع طرق أدائها، دراسة تعين على فهم كتاب الله، وتبيين أسراره، وتعرف أحكامه وشرائعه، وترقى بطلبتها إلى المستوى العلمي الديني القضائي المرجو لهم.
وكان مديرها ينوي إنشاء مدينة جامعية متكاملة في ضاحية من ضواحي القاهرة تجمع بين طلاب المدرسة وأساتذتها، وتوفر فيها كل وسائل البحث والدرس ومتطلبات العيش الكريم.
وفي الجملة فإن عصر إنشاء هذه الدراسة كان عصر تجديد للفقه والقضاء، فقد كاد القضاء الشرعي أن يبلى قبل إنشاء هذه المدرسة، لكن بإنشاء هذه المدرسة وتخريج الدفعات المتتالية من القضاة الشرعيين انتعش القضاء الشرعي، وعادت إليه روحه، فأغلب الذين عينوا في القضاء من خريجي هذه المدرسة كانوا من الرجال الذين يشعرون بعظم المسؤولية الملقاة على عاتقهم.
وقد بقي الشيخ علي الخفيف في هذه المدرسة مدة ثماني سنوات، حتى نال الشهادة العالية فيها التي تؤهله لتولي مناصب عديدة، منها القضاء والمحاماة والتدريس في سنة (1915م)، وكان من المتفوقين في الدراسة، فقد فاق كثيراً من أقرانه الذين عاصروه في الدراسة من أقرانه الذين درسوا معه في هذه المدرسة الشيخ عبدالوهاب خلاف، والدكتور أمين الخولي، والشيخ محمد فرج السنهوري، وهم أصحاب فضل وعلم لا ينكر .
من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرا أو ليصمت
هانى الإخوانى- المراقب العام
-
الديانه : الاسلام
البلد : مصر
عدد المساهمات : 1177
نقاط : 6701
السٌّمعَة : 17
العمر : 41
العمل/الترفيه :
رد: لمحات من حياة الشيخ على الخفيف الفقيه المجدد
شيوخه
أخذ الشيخ علي الخفيف- رحمه الله- العلم والخلق والفضيلة من شيوخ أماجد، وعلماء أفذاذ، ومربين أصلاء، وجهوه إلى الخلق الكريم، والعلم الشرعي الحكيم، والبحث في الفقه، والتدقيق في الآراء، والمناقشة الهادئة للأدلة، ومن هؤلاء الشيخ أحمد إبراهيم، والشيخ فرج السنهوري، والشيخ علي قراعة، والشيخ محمد الخضري، والشيخ محمد عبد المطلب، وناظر مدرسة القضاء الشرعي محمد عاطف بركات، وغيرهم، وسوف أترجم لبعض هؤلاء الشيوخ:
1- الشيخ أحمد إبراهيم بك:
يعتبر الشيخ أحمد إبراهيم أديب الفقهاء، وفقيه الأدباء، ولد سنة (1874م) بالقاهرة، وتخرج في دار العلوم سنة (1897م) وعين أستاذاً للغة العربية في المدارس المصرية، ثم انتقل للتدريس في مدرسة الحقوق الملكية، ومكث بها سنة واحدة، ولما أنشئت مدرسة القضاء الشرعي اختير مدرساً بها فدرس الفقه الإسلامي وهو مادة أساسية في هذه المدرسة، وهي المادة التي تطلعت الأنظار إلى دراستها ومن يدرسها، لهذا شمر الشيخ عن ساعد الجد، وواصل أوقات العمل، ولم يدع مجهوداً في بحث فقهي إلا بذله، ولا كتاباً معروفاً في الفقه إلا درسه، وأخذ في إعداد دروسه على خير وجه وأنفعه، وفي تحرير مذكراته بدقة وتحقيق، وأمده في هذا ذكاؤه الذي عرف به منذ نشأته، وإخلاصه الذي كان حليفه طول حياته، وطلبته الذين كانوا على استعداد تام للاستفادة والاستزادة، ولا شيء يبعث روح الجد في نفس الأستاذ مثل طلبته، فما زال الأستاذ يجد في دراسته ويجتهد في بحوثه حتى اتسع أفقه، وتكونت ملكته، وصار فقيه نفس، يؤتي كل حين ثماراً طيبة من فقهه وعلمه ويخرج كل عام نخبة من تلاميذه. ولما عبثت عواصف الأهواء بمدرسة القضاء الشرعي، وتم إلغاؤها في سنة (1924م) عين في مدرسة الحقوق أستاذاً مساعداً للشريعة الإسلامية، ثم في كلية الحقوق بالجامعة المصرية، وصرف- رحمه الله- مواهبه الجليلة لصياغة الفقه الإسلامي من جديد، وألف عدة كتب وأبحاث في الفقه، منها المعاملات في الشريعة الإسلامية، وأحكام الأحوال الشخصية وغير ذلك، توفي سنة (1945م).
2- الشيخ محمد الخضري:
يعتبر الشيخ محمد الخضري من الرواد في تاريخ التشريع الإسلامي حيث قال: «لم أجد في هذا الكتاب أحداً سبقني في هذا الموضوع، ولد الشيخ محمد الخضري / عفيفي الباجوري في القاهرة سنة (1872م) وهو أخو الأستاذ عبدالله عفيفي صاحب كتاب "المرأة العربية" تخرج في دار العلوم سنة (1895م) عمل في التدريس في المدارس المصرية، ثم عين أستاذاً بمدرسة القضاء الشرعي سنة (1907م) وألف كتابه في أصول الفقه، اختصر فيه وهذب وقارب، فهو كتاب في هذا العلم لا كتاب هذا العلم كما قال الرافعي، وتوفي سنة (1927م) له بالإضافة إلى الكتب السابقة: نور اليقين، وتاريخ الأمم الإسلامية، وغير ذلك.
3- الشيخ محمد عبدالمطلب واصل:
يعتبر الشيخ محمد عبدالمطلب واصل شاعراً موهوباً، غرس في تلاميذه حب الأدب والفضيلة، ودفعهم إلى التعصب إلى اللغة العربية في وقت كانت هدفاً للهجوم الصارخ من المناوئين، ولد الشيخ محمد عبدالمطلب سنة (1870م) في قرية باصونة بسوهاج، وحفظ القرآن في كتاب القرية، والتحق بالأزهر الشريف، ثم بمدرسة دار العلوم، وتخرج فيها سنة (1896م) عين مدرساً للغة العربية بمدينة سوهاج، ثم اختير أستاذاً للغة العربية بمدرسة القضاء الشرعي، وكانت شهرته قد طارت إليها بما نشره من نظم ونشر في الصحف المصرية اليومية، فاستقبل فيها بالتجلة والترحيب، ووجد نفسه أمام عقول مستنيرة تفهم آراءه وتسايرها، وتطرب لشعره .
أخذ الشيخ علي الخفيف- رحمه الله- العلم والخلق والفضيلة من شيوخ أماجد، وعلماء أفذاذ، ومربين أصلاء، وجهوه إلى الخلق الكريم، والعلم الشرعي الحكيم، والبحث في الفقه، والتدقيق في الآراء، والمناقشة الهادئة للأدلة، ومن هؤلاء الشيخ أحمد إبراهيم، والشيخ فرج السنهوري، والشيخ علي قراعة، والشيخ محمد الخضري، والشيخ محمد عبد المطلب، وناظر مدرسة القضاء الشرعي محمد عاطف بركات، وغيرهم، وسوف أترجم لبعض هؤلاء الشيوخ:
1- الشيخ أحمد إبراهيم بك:
يعتبر الشيخ أحمد إبراهيم أديب الفقهاء، وفقيه الأدباء، ولد سنة (1874م) بالقاهرة، وتخرج في دار العلوم سنة (1897م) وعين أستاذاً للغة العربية في المدارس المصرية، ثم انتقل للتدريس في مدرسة الحقوق الملكية، ومكث بها سنة واحدة، ولما أنشئت مدرسة القضاء الشرعي اختير مدرساً بها فدرس الفقه الإسلامي وهو مادة أساسية في هذه المدرسة، وهي المادة التي تطلعت الأنظار إلى دراستها ومن يدرسها، لهذا شمر الشيخ عن ساعد الجد، وواصل أوقات العمل، ولم يدع مجهوداً في بحث فقهي إلا بذله، ولا كتاباً معروفاً في الفقه إلا درسه، وأخذ في إعداد دروسه على خير وجه وأنفعه، وفي تحرير مذكراته بدقة وتحقيق، وأمده في هذا ذكاؤه الذي عرف به منذ نشأته، وإخلاصه الذي كان حليفه طول حياته، وطلبته الذين كانوا على استعداد تام للاستفادة والاستزادة، ولا شيء يبعث روح الجد في نفس الأستاذ مثل طلبته، فما زال الأستاذ يجد في دراسته ويجتهد في بحوثه حتى اتسع أفقه، وتكونت ملكته، وصار فقيه نفس، يؤتي كل حين ثماراً طيبة من فقهه وعلمه ويخرج كل عام نخبة من تلاميذه. ولما عبثت عواصف الأهواء بمدرسة القضاء الشرعي، وتم إلغاؤها في سنة (1924م) عين في مدرسة الحقوق أستاذاً مساعداً للشريعة الإسلامية، ثم في كلية الحقوق بالجامعة المصرية، وصرف- رحمه الله- مواهبه الجليلة لصياغة الفقه الإسلامي من جديد، وألف عدة كتب وأبحاث في الفقه، منها المعاملات في الشريعة الإسلامية، وأحكام الأحوال الشخصية وغير ذلك، توفي سنة (1945م).
2- الشيخ محمد الخضري:
يعتبر الشيخ محمد الخضري من الرواد في تاريخ التشريع الإسلامي حيث قال: «لم أجد في هذا الكتاب أحداً سبقني في هذا الموضوع، ولد الشيخ محمد الخضري / عفيفي الباجوري في القاهرة سنة (1872م) وهو أخو الأستاذ عبدالله عفيفي صاحب كتاب "المرأة العربية" تخرج في دار العلوم سنة (1895م) عمل في التدريس في المدارس المصرية، ثم عين أستاذاً بمدرسة القضاء الشرعي سنة (1907م) وألف كتابه في أصول الفقه، اختصر فيه وهذب وقارب، فهو كتاب في هذا العلم لا كتاب هذا العلم كما قال الرافعي، وتوفي سنة (1927م) له بالإضافة إلى الكتب السابقة: نور اليقين، وتاريخ الأمم الإسلامية، وغير ذلك.
3- الشيخ محمد عبدالمطلب واصل:
يعتبر الشيخ محمد عبدالمطلب واصل شاعراً موهوباً، غرس في تلاميذه حب الأدب والفضيلة، ودفعهم إلى التعصب إلى اللغة العربية في وقت كانت هدفاً للهجوم الصارخ من المناوئين، ولد الشيخ محمد عبدالمطلب سنة (1870م) في قرية باصونة بسوهاج، وحفظ القرآن في كتاب القرية، والتحق بالأزهر الشريف، ثم بمدرسة دار العلوم، وتخرج فيها سنة (1896م) عين مدرساً للغة العربية بمدينة سوهاج، ثم اختير أستاذاً للغة العربية بمدرسة القضاء الشرعي، وكانت شهرته قد طارت إليها بما نشره من نظم ونشر في الصحف المصرية اليومية، فاستقبل فيها بالتجلة والترحيب، ووجد نفسه أمام عقول مستنيرة تفهم آراءه وتسايرها، وتطرب لشعره .
من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرا أو ليصمت
هانى الإخوانى- المراقب العام
-
الديانه : الاسلام
البلد : مصر
عدد المساهمات : 1177
نقاط : 6701
السٌّمعَة : 17
العمر : 41
العمل/الترفيه :
رد: لمحات من حياة الشيخ على الخفيف الفقيه المجدد
تلاميذه:
1- الشيخ محمد أبو زهرة:
يعد الشيخ محمد أبو زهرة من العمالقة في الفقه الإسلامي، كان راسخ القدم، ونافذ البصيرة، وبليغ اللسان، وقوي الحجة، وصارماً في مواجهة الظالمين.
ولد الشيخ محمد أبو زهرة بمدينة المحلة الكبرى سنة (1316هـ=1898م) وتربى بالجامع الأحمدي، ودرس في مدرسة القضاء الشرعي في الفترة (1916-1925م)، بدأ اتجاهه إلى البحث العلمي في كلية أصول الدين بالأزهر الشريف، وعين أستاذاً محاضراً للدراسات العليا بالجامعة وعضواً للمجلس الأعلى للبحوث العلمية، له من المؤلفات أكثر من أربعين كتاباً منها: (الخطابة) و (تاريخ الجدل في الإسلام) و (أصول الفقه) و (الملكية ونظرية العقد)، وغير ذلك.
توفي- رحمه الله- في القاهرة سنة (1394هـ=1974م).
2- الدكتور عبدالوهاب عزام:
ولد الدكتور عبدالوهاب عزام في الشوبك من قرى الجيزة بمصر سنة (1312هـ=1894م)، حفظ القرآن الكريم في كتاب القرية، والتحق بالأزهر الشريف، ودرس في مدرسة القضاء الشرعي، وتخرج فيها سنة (1920م)، ثم اتجه بعد ذلك إلى الجامعة المصرية وحصل على ليسانس في الآداب والفلسفة، واختير مستشاراً للشؤون الدينية في السفارة المصرية بلندن، وحصل على درجة الدكتوراه في الآداب الفارسية من لندن، وعين بعد عودته أستاذاً للغة الفارسية بجامعة القاهرة، وتقلد عدة مناصب:
عميد لكلية الآداب في جامعة القاهرة، ووزير مفوض لمصر في المملكة العربية السعودية وفي الباكستان، وسفير لمصر في المملكة العربية السعودية، وتوفي بالسكتة القلبية بمنزله في الرياض، حيث كان يقيم بدعوة من الحكومة السعودية لإنشاء جامعة الملك سعود، ونقل جثمانه بالطائرة إلى القاهرة ودفن بحلوان سنة (1378هـ=1959م)، (ذكرى أبي الطيب بعد ألف عام) و (مجالس السلطان الغوري).
3- الدكتور إبراهيم مدكور:
يعد الدكتور إبراهيم مدكور أحد رجال الفكر والفلسفة واللغة، تولى رئاسة مجمع اللغة العربية بالقاهرة فترة من الزمن.
ولد الدكتور إبراهيم بيومي مدكور بالجيزة سنة (1320هـ=1902م) درس في مدرسة القضاء الشرعي، وتتلمذ على الشيخ علي الخفيف كما ذكر في حفل تأبينه، ثم اتجه إلى دار العلوم، فحصل على دبلومها، وحصل على ليسانس في الآداب من جامعة باريس، وليسانس في الحقوق من جامعة السوربون، ثم حصل على الدكتوراه في الفلسفة من جامعة السوربون. عين مدرساً في جامعة القاهرة وفي بعض كليات الأزهر، توفي سنة (1414هـ=1995م)، وله من المؤلفات: (نشأة المصطلحات الفلسفية في الإسلام، في الفلسفة الإسلامية، دمع الخالدين، مجمع اللغة العربية في ثلاثين عاماً، في الفكر الإسلامي) .
1- الشيخ محمد أبو زهرة:
يعد الشيخ محمد أبو زهرة من العمالقة في الفقه الإسلامي، كان راسخ القدم، ونافذ البصيرة، وبليغ اللسان، وقوي الحجة، وصارماً في مواجهة الظالمين.
ولد الشيخ محمد أبو زهرة بمدينة المحلة الكبرى سنة (1316هـ=1898م) وتربى بالجامع الأحمدي، ودرس في مدرسة القضاء الشرعي في الفترة (1916-1925م)، بدأ اتجاهه إلى البحث العلمي في كلية أصول الدين بالأزهر الشريف، وعين أستاذاً محاضراً للدراسات العليا بالجامعة وعضواً للمجلس الأعلى للبحوث العلمية، له من المؤلفات أكثر من أربعين كتاباً منها: (الخطابة) و (تاريخ الجدل في الإسلام) و (أصول الفقه) و (الملكية ونظرية العقد)، وغير ذلك.
توفي- رحمه الله- في القاهرة سنة (1394هـ=1974م).
2- الدكتور عبدالوهاب عزام:
ولد الدكتور عبدالوهاب عزام في الشوبك من قرى الجيزة بمصر سنة (1312هـ=1894م)، حفظ القرآن الكريم في كتاب القرية، والتحق بالأزهر الشريف، ودرس في مدرسة القضاء الشرعي، وتخرج فيها سنة (1920م)، ثم اتجه بعد ذلك إلى الجامعة المصرية وحصل على ليسانس في الآداب والفلسفة، واختير مستشاراً للشؤون الدينية في السفارة المصرية بلندن، وحصل على درجة الدكتوراه في الآداب الفارسية من لندن، وعين بعد عودته أستاذاً للغة الفارسية بجامعة القاهرة، وتقلد عدة مناصب:
عميد لكلية الآداب في جامعة القاهرة، ووزير مفوض لمصر في المملكة العربية السعودية وفي الباكستان، وسفير لمصر في المملكة العربية السعودية، وتوفي بالسكتة القلبية بمنزله في الرياض، حيث كان يقيم بدعوة من الحكومة السعودية لإنشاء جامعة الملك سعود، ونقل جثمانه بالطائرة إلى القاهرة ودفن بحلوان سنة (1378هـ=1959م)، (ذكرى أبي الطيب بعد ألف عام) و (مجالس السلطان الغوري).
3- الدكتور إبراهيم مدكور:
يعد الدكتور إبراهيم مدكور أحد رجال الفكر والفلسفة واللغة، تولى رئاسة مجمع اللغة العربية بالقاهرة فترة من الزمن.
ولد الدكتور إبراهيم بيومي مدكور بالجيزة سنة (1320هـ=1902م) درس في مدرسة القضاء الشرعي، وتتلمذ على الشيخ علي الخفيف كما ذكر في حفل تأبينه، ثم اتجه إلى دار العلوم، فحصل على دبلومها، وحصل على ليسانس في الآداب من جامعة باريس، وليسانس في الحقوق من جامعة السوربون، ثم حصل على الدكتوراه في الفلسفة من جامعة السوربون. عين مدرساً في جامعة القاهرة وفي بعض كليات الأزهر، توفي سنة (1414هـ=1995م)، وله من المؤلفات: (نشأة المصطلحات الفلسفية في الإسلام، في الفلسفة الإسلامية، دمع الخالدين، مجمع اللغة العربية في ثلاثين عاماً، في الفكر الإسلامي) .
من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرا أو ليصمت
هانى الإخوانى- المراقب العام
-
الديانه : الاسلام
البلد : مصر
عدد المساهمات : 1177
نقاط : 6701
السٌّمعَة : 17
العمر : 41
العمل/الترفيه :
رد: لمحات من حياة الشيخ على الخفيف الفقيه المجدد
من الأوساط العلمية والرسمية التي كرمته وحرصت على الاستفادة منه:
نظراً لمكانة الشيخ علي الخفيف العلمية المرموقة حرصت الأوساط العلمية والرسمية على تكريمه، والاستفادة مما لديه من علم وخبرة في مجال الفقه واللغة والعلوم القانونية والإدارية والإنسانية وغير ذلك.
1- فقد اختير عضواً مؤسساً في موسوعة الفقه الإسلامي بالمجلس الأعلى للشؤون الإسلامية، وقد أنشئت هذه الموسوعة بقرار وزاري في يناير سنة (1961م)، وتألفت اللجنة أثناء الوحدة المصرية السورية من المصريين والسوريين، وأطلق على الموسوعة: (موسوعة جمال عبدالناصر في الفقه الإسلامي)، وكان من خطة اللجنة في هذا العمل:
أ- أن تكون الموسوعة مدونة، ترتيب موادها ترتيب حروف المعجم- مراعي في ذلك أول الكلمة والحروف التالية لها- كما ينطق بها من غير نظر إلى أصلها.
ب- أن تكون أسماء أبواب الفقه مواد مستقلة (مصطلحات) توضع في ترتيبها الهجائي، أما ما عدا ذلك فيتبع بشأنه ما تقرره لجنة المراجعة، ثم اللجنة العامة.
ج- أن تكون الموسوعة جامعة لأحكام المذاهب الفقهية الثمانية: الحنفية، والمالكية، والشافعية، والحنابلة، والظاهرية، والشيعة الإمامية، والزيدية، والإباضية. وجمع ما في كل منها من الأقوال الشاذة.
د- أن يكون إيراد أدلة الأحكام في الاعتدال وبمقدار ما تستبين به وجهة النظر.
هـ-أن تتناول الموسوعة مسائل أصول الفقه والقواعد الفقهية، لارتباطها الوثيق بالأحكام الفقهية.
و- أن وظيفة الموسوعة ليست الموازنة بين الشرائع ولا بين المذاهب، ولا ترجيح بعض الأقوال على بعض، ولا نشر البحوث والآراء، وإنما وظيفتها جمع الأحكام الفقهية وترتيبها في دقة وأمانة بعبارات سهلة تساير أحوالنا، من المراجع الفقهية التي تلقاها الناس بالقبول حتى نهاية القرن الثالث عشر الهجري، وذلك دون تفرقة بين المعمول به وغير المعمول به الآن. أما ما عدا ذلك مما ليس من وظيفتها الأصلية فيكون له ملحق خاص. وقد أصدر المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية في (23) يونيو سنة (1961م) جزءاً نموذجياً للموسوعة على سبيل التجربة أراد به أن يكون تحت أنظار العلماء والمشتغلين بالفقه والقانون على أن يبدأ بإعداد الجزء الأول من الجزء النموذج بكتابة مصطلح (دين).
ولما انفصلت سورية عن مصر سنة (1961م) وتعذر ذهاب الأعضاء السوريين إلى مصر شكلت لجنة الموسوعة تشكيلاً جديداً سنة (1962م) الشيخ علي الخفيف عضواً في هذا التشكيل، وكتب كثيراً من المصطلحات الفقهية مثل (إجارة، وادعاء، وإذن، وارتفاق، وأرش، واستبدال، واستبانة، واستناد، واستيلاء، وإسلام، واعتصار، واعتقال، وافتقار، وإقطاع، وانقراض، وإيمان، وأمير، وإمارة، وأهل الحل والعقد).
2- وفي سنة (1961م) شارك في أسبوع الفقه الإسلامي ومهرجان الإمام ابن تيمية الذي انعقد في دمشق، وكان عضواً فعالاً فيه، إذ قدم بحثاً عن (الحسية)، وقام بالتعقيب على أبحاث كل من الشيخ أحمد فهمي أبو سنة والشيخ عبدالمقصود شلتوت حول موضوع (التعسف في استعمال الحق).
3- وفي سنة (1961م) اختير عضواً مؤسساً في مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر الشريف الذي أنشئ في السنة نفسها، وهو يتكون من خمسين عضواً، ثلاثون من العلماء المصريين وعشرون من أبرز علماء العالم الإسلامي من المطلعين على آراء المجتهدين في الشريعة الإسلامية، وهو يهدف إلى دراسة ما يستجد من القضايا المعاصرة، وتقديم الحلول المناسبة لها، ويجتمع المجمع مرة في كل شهر على الأقل، ويجتمع مؤتمر المجمع اجتماعاً عادياً مرة كل سنة.
وقد كان للشيخ علي الخفيف دوره البارز في المجمع، فقد شارك في أغلب مؤتمرات المجمع ببحوث: ففي المؤتمر الأول المنعقد في (شوال 1383هـ=مارس 1964م) قدم بحثه (الملكية الفردية وتحديدها في الإسلام) وحظي هذا البحث بقبول ظهر في قرارات وتوصيات المؤتمر، حيث جاء في التوصية الثالثة الفقرة (ب): "إن من حق أولياء الأمر في كل بلد أن يحدوا من حرية التملك بالقدر الذي يكفل درء المفاسد البينة، وتحقيق المصالح الراجحة"، وفي المؤتمر الثاني المنعقد في (محرم 1385هـ= مايو 1965م) قدم بحثاً في التأمين، وفي المؤتمر الثالث المنعقد في (جمادى الآخرة 1386هـ=أكتوبر 1966م) قدم بحثاً في (مكانة السنة في بيان الأحكام الإسلامية والرد على ما أثير من شبهات حول حجيتها وروايتها)، وفي المؤتمر السادس المنعقد في (محرم 1391هـ=1971م) قدم بحثاً في (الفكر التشريعي الإسلامي واختلافه باختلاف الشرائع)، وفي المؤتمر السابع قدم بحثاً في (حكم الشريعة على شهادات الاستثمار بأنواعها الثلاث تطبيقاً للقواعد الفقهية العامة والأصول الشرعية للمعاملات)، وكان- رحمه الله- رئيساً للجنة السنة في المجمع.
4- وفي سنة (1967م) اختير عضواًَ في المجلس الأعلى للأزهر، وهو يتكون من شيخ الأزهر ووكيله ومدير جامعة الأزهر وعمداء كليات الأزهر وأربعة علماء من أعضاء مجمع البحوث الإسلامية، يختارهم المجمع بالإضافة إلى وكلاء وزارات الأوقاف والتربية والعدل والمالية ومدير الثقافة والبحوث الإسلامية ومدير المعاهد الأزهرية، وثلاثة من ذوي الخبرة في شؤون التعليم الجامعي، ويختص هذا المجلس في التخطيط ورسم السياسة العامة لكل ما يحقق الأغراض التي يقوم عليها الأزهر ويعمل لها في خدمة الفكرة الإسلامية.
5- وفي سنة (1969م) اختير عضواً في مجمع اللغة العربية بالقاهرة، وقد صدر مرسوم إنشاء هذا المجمع في سنة (1932م) وبدأ انعقاد الأول سنة (1934م)، وهو يضم عشرين عضواً عاملاً من بين العلماء المعروفين بتعمقهم في اللغة العربية، أو ببحوثهم في فقهها ولهجاتها دون تقيد بالحسية المصرية، وهو يهدف إلى بذل الجهود للحفاظ على اللغة العربية، وجعلها وافية بحاجات العلوم والفنون وشؤون الحياة في العصر الحاضر، وتهيئة الوسائل لذلك بوضع المعاجم وغيرها، والتنبيه على ما ينبو من العربية من الألفاظ والصيغ، والعمل على وضع معجم تاريخي لغوي، والعناية بدراسة اللهجات العربية الحديثة في مصر وغيرها، واتخاذ كل الأسباب لتقدم العربية.
وقد وقع الاختيار على الشيخ علي الخفيف لتضلعه في اللغة العربية ولشهرته العلمية، فقد قال الدكتور محمد مصطفى القللي في حفل استقبال فضيلته (لست أعدو الحقيقة في شيء إذا قلت بأن الأستاذ الجليل الشيخ علي الخفيف الذي يسعدنا أن نحتفي به اليوم ليس بغريب على أحد منا، فقد ملأ الأسماع منذ زمن بعيد صيت علمه).
وسرى إلينا الحديث عن واسع فضله وعظيم خبرته، قبل أن نحظى بلقاء شخصه وضمه إلى سمط المجمع).
وكان فضيلته عضواً فعالاً في المجمع، قال فيه الدكتور إبراهيم مدكور: (فقد نفحنا بزمالته في هذه الدار زمناً، ويوم أن دخلها عددناه غنماً كبيراً، وسنداً عظيماً، حرص ما وسعه على أن يشترك في بعض لجاننا، وأن يتابع مجلسنا، ولم يتخلف قط إلا لعذر قاهر، أعطى لجاننا في سخاء، وله علمه الفياض، وذوقه السليم، وحكمه الدقيق، وأثار مجلسنا بآرائه الصائبة، وتوجيهاته السديدة، لم يعرض الإسراف قط لا في القول ولا في العمل، وقد عني بالمصطلح الفقهي وعقد له لجنة فرعية خاصة، وأقر فيه ما أقر، ووفاء لذكراه آمل أن نخرج ما أقره إلى النور، ولاسيما وهو تراث يخشى عليه الضياع).
نظراً لمكانة الشيخ علي الخفيف العلمية المرموقة حرصت الأوساط العلمية والرسمية على تكريمه، والاستفادة مما لديه من علم وخبرة في مجال الفقه واللغة والعلوم القانونية والإدارية والإنسانية وغير ذلك.
1- فقد اختير عضواً مؤسساً في موسوعة الفقه الإسلامي بالمجلس الأعلى للشؤون الإسلامية، وقد أنشئت هذه الموسوعة بقرار وزاري في يناير سنة (1961م)، وتألفت اللجنة أثناء الوحدة المصرية السورية من المصريين والسوريين، وأطلق على الموسوعة: (موسوعة جمال عبدالناصر في الفقه الإسلامي)، وكان من خطة اللجنة في هذا العمل:
أ- أن تكون الموسوعة مدونة، ترتيب موادها ترتيب حروف المعجم- مراعي في ذلك أول الكلمة والحروف التالية لها- كما ينطق بها من غير نظر إلى أصلها.
ب- أن تكون أسماء أبواب الفقه مواد مستقلة (مصطلحات) توضع في ترتيبها الهجائي، أما ما عدا ذلك فيتبع بشأنه ما تقرره لجنة المراجعة، ثم اللجنة العامة.
ج- أن تكون الموسوعة جامعة لأحكام المذاهب الفقهية الثمانية: الحنفية، والمالكية، والشافعية، والحنابلة، والظاهرية، والشيعة الإمامية، والزيدية، والإباضية. وجمع ما في كل منها من الأقوال الشاذة.
د- أن يكون إيراد أدلة الأحكام في الاعتدال وبمقدار ما تستبين به وجهة النظر.
هـ-أن تتناول الموسوعة مسائل أصول الفقه والقواعد الفقهية، لارتباطها الوثيق بالأحكام الفقهية.
و- أن وظيفة الموسوعة ليست الموازنة بين الشرائع ولا بين المذاهب، ولا ترجيح بعض الأقوال على بعض، ولا نشر البحوث والآراء، وإنما وظيفتها جمع الأحكام الفقهية وترتيبها في دقة وأمانة بعبارات سهلة تساير أحوالنا، من المراجع الفقهية التي تلقاها الناس بالقبول حتى نهاية القرن الثالث عشر الهجري، وذلك دون تفرقة بين المعمول به وغير المعمول به الآن. أما ما عدا ذلك مما ليس من وظيفتها الأصلية فيكون له ملحق خاص. وقد أصدر المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية في (23) يونيو سنة (1961م) جزءاً نموذجياً للموسوعة على سبيل التجربة أراد به أن يكون تحت أنظار العلماء والمشتغلين بالفقه والقانون على أن يبدأ بإعداد الجزء الأول من الجزء النموذج بكتابة مصطلح (دين).
ولما انفصلت سورية عن مصر سنة (1961م) وتعذر ذهاب الأعضاء السوريين إلى مصر شكلت لجنة الموسوعة تشكيلاً جديداً سنة (1962م) الشيخ علي الخفيف عضواً في هذا التشكيل، وكتب كثيراً من المصطلحات الفقهية مثل (إجارة، وادعاء، وإذن، وارتفاق، وأرش، واستبدال، واستبانة، واستناد، واستيلاء، وإسلام، واعتصار، واعتقال، وافتقار، وإقطاع، وانقراض، وإيمان، وأمير، وإمارة، وأهل الحل والعقد).
2- وفي سنة (1961م) شارك في أسبوع الفقه الإسلامي ومهرجان الإمام ابن تيمية الذي انعقد في دمشق، وكان عضواً فعالاً فيه، إذ قدم بحثاً عن (الحسية)، وقام بالتعقيب على أبحاث كل من الشيخ أحمد فهمي أبو سنة والشيخ عبدالمقصود شلتوت حول موضوع (التعسف في استعمال الحق).
3- وفي سنة (1961م) اختير عضواً مؤسساً في مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر الشريف الذي أنشئ في السنة نفسها، وهو يتكون من خمسين عضواً، ثلاثون من العلماء المصريين وعشرون من أبرز علماء العالم الإسلامي من المطلعين على آراء المجتهدين في الشريعة الإسلامية، وهو يهدف إلى دراسة ما يستجد من القضايا المعاصرة، وتقديم الحلول المناسبة لها، ويجتمع المجمع مرة في كل شهر على الأقل، ويجتمع مؤتمر المجمع اجتماعاً عادياً مرة كل سنة.
وقد كان للشيخ علي الخفيف دوره البارز في المجمع، فقد شارك في أغلب مؤتمرات المجمع ببحوث: ففي المؤتمر الأول المنعقد في (شوال 1383هـ=مارس 1964م) قدم بحثه (الملكية الفردية وتحديدها في الإسلام) وحظي هذا البحث بقبول ظهر في قرارات وتوصيات المؤتمر، حيث جاء في التوصية الثالثة الفقرة (ب): "إن من حق أولياء الأمر في كل بلد أن يحدوا من حرية التملك بالقدر الذي يكفل درء المفاسد البينة، وتحقيق المصالح الراجحة"، وفي المؤتمر الثاني المنعقد في (محرم 1385هـ= مايو 1965م) قدم بحثاً في التأمين، وفي المؤتمر الثالث المنعقد في (جمادى الآخرة 1386هـ=أكتوبر 1966م) قدم بحثاً في (مكانة السنة في بيان الأحكام الإسلامية والرد على ما أثير من شبهات حول حجيتها وروايتها)، وفي المؤتمر السادس المنعقد في (محرم 1391هـ=1971م) قدم بحثاً في (الفكر التشريعي الإسلامي واختلافه باختلاف الشرائع)، وفي المؤتمر السابع قدم بحثاً في (حكم الشريعة على شهادات الاستثمار بأنواعها الثلاث تطبيقاً للقواعد الفقهية العامة والأصول الشرعية للمعاملات)، وكان- رحمه الله- رئيساً للجنة السنة في المجمع.
4- وفي سنة (1967م) اختير عضواًَ في المجلس الأعلى للأزهر، وهو يتكون من شيخ الأزهر ووكيله ومدير جامعة الأزهر وعمداء كليات الأزهر وأربعة علماء من أعضاء مجمع البحوث الإسلامية، يختارهم المجمع بالإضافة إلى وكلاء وزارات الأوقاف والتربية والعدل والمالية ومدير الثقافة والبحوث الإسلامية ومدير المعاهد الأزهرية، وثلاثة من ذوي الخبرة في شؤون التعليم الجامعي، ويختص هذا المجلس في التخطيط ورسم السياسة العامة لكل ما يحقق الأغراض التي يقوم عليها الأزهر ويعمل لها في خدمة الفكرة الإسلامية.
5- وفي سنة (1969م) اختير عضواً في مجمع اللغة العربية بالقاهرة، وقد صدر مرسوم إنشاء هذا المجمع في سنة (1932م) وبدأ انعقاد الأول سنة (1934م)، وهو يضم عشرين عضواً عاملاً من بين العلماء المعروفين بتعمقهم في اللغة العربية، أو ببحوثهم في فقهها ولهجاتها دون تقيد بالحسية المصرية، وهو يهدف إلى بذل الجهود للحفاظ على اللغة العربية، وجعلها وافية بحاجات العلوم والفنون وشؤون الحياة في العصر الحاضر، وتهيئة الوسائل لذلك بوضع المعاجم وغيرها، والتنبيه على ما ينبو من العربية من الألفاظ والصيغ، والعمل على وضع معجم تاريخي لغوي، والعناية بدراسة اللهجات العربية الحديثة في مصر وغيرها، واتخاذ كل الأسباب لتقدم العربية.
وقد وقع الاختيار على الشيخ علي الخفيف لتضلعه في اللغة العربية ولشهرته العلمية، فقد قال الدكتور محمد مصطفى القللي في حفل استقبال فضيلته (لست أعدو الحقيقة في شيء إذا قلت بأن الأستاذ الجليل الشيخ علي الخفيف الذي يسعدنا أن نحتفي به اليوم ليس بغريب على أحد منا، فقد ملأ الأسماع منذ زمن بعيد صيت علمه).
وسرى إلينا الحديث عن واسع فضله وعظيم خبرته، قبل أن نحظى بلقاء شخصه وضمه إلى سمط المجمع).
وكان فضيلته عضواً فعالاً في المجمع، قال فيه الدكتور إبراهيم مدكور: (فقد نفحنا بزمالته في هذه الدار زمناً، ويوم أن دخلها عددناه غنماً كبيراً، وسنداً عظيماً، حرص ما وسعه على أن يشترك في بعض لجاننا، وأن يتابع مجلسنا، ولم يتخلف قط إلا لعذر قاهر، أعطى لجاننا في سخاء، وله علمه الفياض، وذوقه السليم، وحكمه الدقيق، وأثار مجلسنا بآرائه الصائبة، وتوجيهاته السديدة، لم يعرض الإسراف قط لا في القول ولا في العمل، وقد عني بالمصطلح الفقهي وعقد له لجنة فرعية خاصة، وأقر فيه ما أقر، ووفاء لذكراه آمل أن نخرج ما أقره إلى النور، ولاسيما وهو تراث يخشى عليه الضياع).
من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرا أو ليصمت
هانى الإخوانى- المراقب العام
-
الديانه : الاسلام
البلد : مصر
عدد المساهمات : 1177
نقاط : 6701
السٌّمعَة : 17
العمر : 41
العمل/الترفيه :
رد: لمحات من حياة الشيخ على الخفيف الفقيه المجدد
مسرد عام لمؤلفاته:
في هذا المبحث سوف أذكر جميع المؤلفات التي ألفها الشيخ علي الخفيف- رحمه الله- وسوف أبدأ بالكتب المطبوعة، ثم الأبحاث والمقالات، ثم المصطلحات التي كتبها للموسوعة الفقهية، وسوف أرتبها حسب ترتيب المعجم:
1- أحكام المعاملات الشرعية.
2- أحكام الوصية: بحوث مقارنة تضمنت شرح قانون الوصية رقم (71) سنة (1946م).
3- أسباب اختلاف الفقهاء.
4- البيع في الكتاب والسنة، ذكره الحوفي، مجلة المجمع (46/169).
5- التأمين وحكمه على هدى الشريعة الإسلامية.
6- التركة والحقوق المتعلقة بها، مطبعة البرلمان – مصر، 1952م.
7- التصرف الانفرادي والإرادة المنفردة، بحث مقارن.
8- الحق والذمة، مكتبة وهبة – القاهرة، 1945م.
9- حكم على شهادات الاستثمار بأنواعها الثلاث، تطبيقاً للقواعد الفقهية العامة والأصول الشرعية للمعاملات.
10- الخلافة، ذكره القللي، مجلة المجمع (25/212) والحوفي مجلة المجمع (46/169)، ومحمد حسين خلاف، مجلة المجمع (47/194)، ومحمد مهدي علام في كتاب (المجمعيون) ص204.
11- الدين، مذكرات لطلبة الدراسات العليا بكلية الحقوق.
12- الدبات والأروش، مطبوع مع كتاب الضمان في الفقه الإسلامي.
13- الرهن، مذكرات لطلبة الدراسات العليا بكلية الحقوق بجامعة القاهرة.
14- الشركات في الفقه الإسلامي.
15- الضمان في الفقه الإسلامي.
16- فرق الزواج في المذاهب الإسلامية، بحث مقارن.
17- الكفالة، مطبوع مع كتاب الضمان في الفقه الإسلامي.
18- مختصر المعاملات الشرعية.
19- مذكرة السياسة الشرعية لطلبة تخصص القضاء الشرعي- كلية الشريعة، (1935م).
20- مكانة السنة في بيان الأحكام الإسلامية، والرد على ما أثير من شبهات حول حجيتها وروايتها.
21- الملكية في الشريعة الإسلامية مع مقارنتها بالقوانين العربية.
22- المواريث، ذكره ناشر أسباب اختلاف الفقهاء.
23- نظام الحكم، ذكره ناشر أسباب اختلاف الفقهاء.
24- النيابة عن الغير في التصرف.
الأبحاث والمقالات المنشورة
25- الاستصحاب.
26- الأسس التي قام عليها التشريع الإسلامي.
27- تأثير الموت في حقوق الإنسان والتزاماته.
28- تعقيب على (التعسف في استعمال الحق) أسبوع الفقه الإسلامي- دمشق.
29- تقديم كتاب تحفة الفقهاء للسمرقندي، بتحقيق محمد ذكي عبدالبر، 1958م.
30- الجعالة والوعد بجائزة.
31- جوابه على الاستفتاء المقدم من السيد عبدالرحمن عبدالعزيز القاسم بشأن تقنين الأحكام الشرعية في البلاد السعودية، مطبعة المدني- القاهرة، 1966م.
32- الحسبة.
33- الحكومة الإسلامية الأولى. مجلة الرسالة المصرية، عدد (246) مارس (1938).
34- رعاية المصلحة في الشريعة.
35- الشفعة.
36- الفكر التشريعي واختلافه باختلاف الشرائع.
37- كلمة في وداع الدكتور أمين الخولي في حفل استقبال الشيخ علي الخفيف في مجمع اللغة، مجلة المجمع (25/214).
38- كلمة في تأبين الشيخ عبدالرحمن تاج في مجمع اللغة العربية، مجلة المجمع (36/223).
39- مدى تعلق الحقوق بالتركة.
40- الملكية الفردية وتحديدها في الإسلام.
41- المنافع في الشريعة الإسلامية.
42- الوقف الأهلي: نشأته، مشروعيته، عيوبه، حله، إصلاحه.
المصطلحات الفقهية التي كتبها لموسوعة الفقه الإسلامي
مصر:-
43- إجارة (2/199-330).
44- ادعاء (4/162-187).
45- إذن (4/221-246).
46- ارتفاق (4/274-278).
47- أرش (5/83-107).
48- استبدال (5/177-182).
49- استنابة (8/92).
50- استناد (8/92-94).
51- استيلاء (8/207-214).
52- إسلام (9/275-293).
53- اعتصار (16/100-102).
54- اعتقال (16/103-105).
55- اقتصار (21/332-233).
56- إقطاع (23/6-18).
57- انقراض، لم تطبع بعد.
58- إيمان، لم تطبع بعد.
59- أمير وإمارة، لم تطبع بعد.
60- أهل الحل والعقد، لم تطبع بعد.
61- دين، طبع ضمن طبعة الموسوعة النموذج .
في هذا المبحث سوف أذكر جميع المؤلفات التي ألفها الشيخ علي الخفيف- رحمه الله- وسوف أبدأ بالكتب المطبوعة، ثم الأبحاث والمقالات، ثم المصطلحات التي كتبها للموسوعة الفقهية، وسوف أرتبها حسب ترتيب المعجم:
1- أحكام المعاملات الشرعية.
2- أحكام الوصية: بحوث مقارنة تضمنت شرح قانون الوصية رقم (71) سنة (1946م).
3- أسباب اختلاف الفقهاء.
4- البيع في الكتاب والسنة، ذكره الحوفي، مجلة المجمع (46/169).
5- التأمين وحكمه على هدى الشريعة الإسلامية.
6- التركة والحقوق المتعلقة بها، مطبعة البرلمان – مصر، 1952م.
7- التصرف الانفرادي والإرادة المنفردة، بحث مقارن.
8- الحق والذمة، مكتبة وهبة – القاهرة، 1945م.
9- حكم على شهادات الاستثمار بأنواعها الثلاث، تطبيقاً للقواعد الفقهية العامة والأصول الشرعية للمعاملات.
10- الخلافة، ذكره القللي، مجلة المجمع (25/212) والحوفي مجلة المجمع (46/169)، ومحمد حسين خلاف، مجلة المجمع (47/194)، ومحمد مهدي علام في كتاب (المجمعيون) ص204.
11- الدين، مذكرات لطلبة الدراسات العليا بكلية الحقوق.
12- الدبات والأروش، مطبوع مع كتاب الضمان في الفقه الإسلامي.
13- الرهن، مذكرات لطلبة الدراسات العليا بكلية الحقوق بجامعة القاهرة.
14- الشركات في الفقه الإسلامي.
15- الضمان في الفقه الإسلامي.
16- فرق الزواج في المذاهب الإسلامية، بحث مقارن.
17- الكفالة، مطبوع مع كتاب الضمان في الفقه الإسلامي.
18- مختصر المعاملات الشرعية.
19- مذكرة السياسة الشرعية لطلبة تخصص القضاء الشرعي- كلية الشريعة، (1935م).
20- مكانة السنة في بيان الأحكام الإسلامية، والرد على ما أثير من شبهات حول حجيتها وروايتها.
21- الملكية في الشريعة الإسلامية مع مقارنتها بالقوانين العربية.
22- المواريث، ذكره ناشر أسباب اختلاف الفقهاء.
23- نظام الحكم، ذكره ناشر أسباب اختلاف الفقهاء.
24- النيابة عن الغير في التصرف.
الأبحاث والمقالات المنشورة
25- الاستصحاب.
26- الأسس التي قام عليها التشريع الإسلامي.
27- تأثير الموت في حقوق الإنسان والتزاماته.
28- تعقيب على (التعسف في استعمال الحق) أسبوع الفقه الإسلامي- دمشق.
29- تقديم كتاب تحفة الفقهاء للسمرقندي، بتحقيق محمد ذكي عبدالبر، 1958م.
30- الجعالة والوعد بجائزة.
31- جوابه على الاستفتاء المقدم من السيد عبدالرحمن عبدالعزيز القاسم بشأن تقنين الأحكام الشرعية في البلاد السعودية، مطبعة المدني- القاهرة، 1966م.
32- الحسبة.
33- الحكومة الإسلامية الأولى. مجلة الرسالة المصرية، عدد (246) مارس (1938).
34- رعاية المصلحة في الشريعة.
35- الشفعة.
36- الفكر التشريعي واختلافه باختلاف الشرائع.
37- كلمة في وداع الدكتور أمين الخولي في حفل استقبال الشيخ علي الخفيف في مجمع اللغة، مجلة المجمع (25/214).
38- كلمة في تأبين الشيخ عبدالرحمن تاج في مجمع اللغة العربية، مجلة المجمع (36/223).
39- مدى تعلق الحقوق بالتركة.
40- الملكية الفردية وتحديدها في الإسلام.
41- المنافع في الشريعة الإسلامية.
42- الوقف الأهلي: نشأته، مشروعيته، عيوبه، حله، إصلاحه.
المصطلحات الفقهية التي كتبها لموسوعة الفقه الإسلامي
مصر:-
43- إجارة (2/199-330).
44- ادعاء (4/162-187).
45- إذن (4/221-246).
46- ارتفاق (4/274-278).
47- أرش (5/83-107).
48- استبدال (5/177-182).
49- استنابة (8/92).
50- استناد (8/92-94).
51- استيلاء (8/207-214).
52- إسلام (9/275-293).
53- اعتصار (16/100-102).
54- اعتقال (16/103-105).
55- اقتصار (21/332-233).
56- إقطاع (23/6-18).
57- انقراض، لم تطبع بعد.
58- إيمان، لم تطبع بعد.
59- أمير وإمارة، لم تطبع بعد.
60- أهل الحل والعقد، لم تطبع بعد.
61- دين، طبع ضمن طبعة الموسوعة النموذج .
من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرا أو ليصمت
هانى الإخوانى- المراقب العام
-
الديانه : الاسلام
البلد : مصر
عدد المساهمات : 1177
نقاط : 6701
السٌّمعَة : 17
العمر : 41
العمل/الترفيه :
رد: لمحات من حياة الشيخ على الخفيف الفقيه المجدد
وفاته وثناء العلماء عليه
توفي الشيخ علي الخفيف في القاهرة يوم (11/7/1978م الموافق 1398هـ) بعد أن صلى المغرب والعشاء جمع تقديم بسبب المرض الذي نزل به، وأقام له مجمع اللغة العربية بالقاهرة حفل تأبين يوم الأربعاء (7) من ذي الحجة 1398هـ الموافق 8/11/1978م، وقد تكلم في هذا الحفل كل من الدكتور إبراهيم مدكور رئيس مجمع اللغة العربية في ذلك الوقت، وهو أحد تلاميذ الشيخ علي الخفيف كما بينا سابقاً، والدكتور أحمد محمد الحوفي أحد أعضاء مجمع اللغة العربية، وهو أحد محبي الشيخ علي الخفيف كما ذكر: "ولا أخفي عليكم أنني تهيبت في أول الأمر رثاءه، لأنني أحببته وأحبني، ولأنني أعلم علاء قدره، وعظمة أثاره في أجيال متعاقبة، وقد يبدو عند النظرة الأولى أن الحب المتبادل، وأن عظمة المرثى كفيلان بسهولة رثائه، ولكن الحق غير ذلك، لأن مشاعر الأسى المنبعثة عن محبة من شأنها أن تهز النفس هزاً، وتملأ القلب وجداً، فيعجز اللسان عن التعبير أيما عجز، ثم لأن عظمة المرثى وضخامة تأثيره توحي بالرهبة والتهيب والمعجزة، ولكن الظروف اقتضت أن أرثيه بما أستطيع".
كما تكلم في هذا الحفل نيابة عن أسرة الفقيد- رحمه الله- ابنه الدكتور حميد علي الخفيف، وتحرج هو أيضاً من رثاء والده ومدحه كما قال: "إنني لأجد نفسي في موقف بالغ الحرج، فأنا إذا أقف أمام هذه الصفوة المختارة من كل قمة في العلم والأدب والفضل أحس بضعف يكاد يعجزني عن الكلام، هذه واحدة، وأنا إذ أحاول أن أتحدث عن مناقب الشيخ- يرحمه الله- وأنا بضعة منه أراني كمن يمدح نفسه، ولست أحب أن أوضع هذا الموضوع وهذه أخرى"، واختتم حفل التأبين بكلمة موجزة لرئيس المجمع جاء فيها: "لم يكن الفقيد فيد المجمع فحسب، ولكنه كان فقيد العلم أياً كان موقعه" رحمه الله رحمة واسعة وأسكنه فسيح جناته، فقد بلغ الفقيد درجة عالية من العلم والمعرفة والقدر، وكان لهذه المنزلة صدى كبير في نفوس الناس وبخاصة العلماء فأخذوا يثنون عليه، ومن هؤلاء:
1- الدكتور / إبراهيم مدكور رئيس مجمع اللغة العربية بالقاهرة:
جاء في كلمته التي ألقاها في حفل تأبين الشيخ علي الخفيف- رحمه الله-: "فقد نفحنا بزمالته في هذه الدار زمناً، ويوم أن دخلها عددناه غنماً كبيراً، جلسات مجلسنا، ولم يتخلف قط إلا لعذر قاهر، أعطى لجاننا، في سخاء، وله علمه الفياض، وذوقه السليم، وحكمه الدقيق، وأثار مجلسنا بآرائه الصائبة وتوجيهاته السديدة، لم يعرف الإسراف قط لا في القول ولا في العمل".
وقال أيضاً: "وأودع أخيراً علي الخفيف الفقيه والمشرع، تمكن من الفقه الإسلامي تمكناً لا يجاريه فيه كثير من معاصريه، حذقه في بصر وبصيرة، ومارسه علماً وعملاً، وضم إليه قدراً غير قليل من علوم القانون، فتوافرت له أسباب الاجتهاد والفتوى".
2- الشيخ / مصطفى أحمد الزرقا:
قال عنه في كتاب المدخل الفقهي العام: "الأستاذ الجليل الفقيه الشيخ علي الخفيف".
3- الدكتور / أحمد محمد الحوفي عضو مجمع اللغة العربية:
جاء في كلمته التي ألقاها في حفل تأبين الشيخ علي الخفيف- رحمه الله-:
"كان من نعم الله عليه أنه كان جليلاً في كل مكان عمل به، فهو في مجمع البحوث الإسلامية ينبوع دفاق، وفي موسوعة الفقه الإسلامي سحاب عيداق، وفي مدرسة القضاء الشرعي وكليات الشريعة والحقوق علم خفاق، وفي مجمع اللغة العربية عالم مرموق، وفي تطوير التشريع الإسلامي وتيسيره رائد سباق".
وقال أيضاً: "لقد كان للمرحوم الشيخ علي الخفيف صوته المسموع في كلية الحقوق مدوياً بعظمة الشريعة الإسلامية، لأنه- رحمه الله- أحسن الانتفاع بالتراث النفيس الذي خلفه أسلافنا من الفقهاء الأجلاء فتفهمه، وأحسن عرضه وتهذيبه وتنظيمه وتبويبه في أسلوب عصري سهل شائق، يجاري المنطق، ويسامي القانون، من نظريات في موضوعات نفسها، ومن فتاوى عريقة تتسم بالذكاء والحصافة والصواب، ومعنى هذا أن فقدنا كان من الأفذاذ الذين نبهوا الأذهان إلى سمو تشريعنا وإلى فضل علمائنا، وإلى أصالة فقهنا، حتى لا تبهرنا نظريات الغرب وآراء الغرب وبحوث الغرب، وحتى تستطيع إبطال دعاوى بعض الذين ينكرون فضلنا، ويعزون السبق كله إلى علمائهم".
4- الدكتور / حسين خلاف: الذي حل محل الفقيد في مجمع اللغة العربية:
جاء في الكلمة التي ألقاها في حفل استقباله ليحل محل الشيخ علي الخفيف بعد وفاته: "إنه لمن ما يزيد إحساسي بشرف هذه المهمة أن أشغل المكان الذي كان يشغله فضيلة المرحوم الشيخ علي الخفيف، وهو من نعرف سمو خلق، ورجحان رأي، وغزارة علم".
"والجمود كان كثيراً ما يطلعني على منهجي البحث والتثبت ما يجعلني أن أشهد الله على أنه كان يرعى الله حق رعايته في دراساته وأحكامه وفتاواه".
وقال أيضاً: "كان منطقياً واضحاً، سهلاً ميسراً دون تزمت ولا تعقيد".
وكان- رحمه الله- متزوجاً من امرأة فاضلة عشقت القرآن الكريم، فبالرغم من أنها أمية إلا أنها استطاعت أن تحفظ ثلاثة أرباعه عن طريق الأشرطة المسجلة. توفيت في بلاد الحجاز أثناء أداء الحج (ذي الحجة 1384هـ الموافق 1965م)، وأنجبت بنتاً (عزة)، وثلاثة أولاد محمد (صيدلي)، ومحمود (مهندس)، وحميد (طبيب).
5- الدكتور / محمد مهدي علام:
زميله في كل من مجمع اللغة العربية ومجمع البحوث الإسلامية ونائب رئيس مجمع اللغة العربية.
جاء في كتابه المجمعيون في خمسين عاماً: "سعدت بزمالته في مجمع البحوث الإسلامية منذ نشأته، وكان من جهابذة الفقهاء، إماماً يسمع إلى فتواه، كان سمع الخلق، عف اللسان، خير رفيق على طريق".
وقال فيه في بداية كتابه أيضاً: "علي الخفيف" تحية إلى من علم وعلم، تحية إلى صاحب الرأي الحصيف، والمجتهد الذي له أجران، وبقية الخلق الرائق".
6- الدكتور / حميد علي الخفيف أستاذ الطب الشرعي:
جاء في كلمته التي ألقاها في حفل التأبين: "كان- رحمه الله- إلى آخر عمره- مكباً على العلم، منتفعاً به، نافعاً به الناس، وكم كان إيمانه بالحق عميقاً، وإيمانه بالخلق القويم عميقاً، كما كان اقتناعه بأن الذين منهج للحياة جميعاً، وكم كان يجتهد في مواءمة ذلك كله مع متشفيات التقدم وسنة التطور".
واعمل من أبرز ما كانت ألحظه فيه أنه كان حريصاً كل الحرص على أن يبعد عن الفكر خاصاً وعاماً أن بالدين جموداً عن مسايرة التطور، أو قصوراً عن مبادئ الشريعة والفقه الحنيف.
وما أشد وأضنى ما يتعرض له كل من يسعى إلى تلك الغاية، وهو يحمل بين إحدى يديه كتاب الله الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، وفي يده الأخرى منار العقل والاجتهاد، يهتك به حجب التزمت والانغلاق .
اختصار لكتاب
الأستاذ الدكتور / محمد عثمان شبير
بعنوان : على الخفيف الفقيه المجدد (1309- 1398هـ / 1891- 1978 )
اختصره وأعده
د/ أحـمد عــرفـة
معيد بجامعة الأزهر
توفي الشيخ علي الخفيف في القاهرة يوم (11/7/1978م الموافق 1398هـ) بعد أن صلى المغرب والعشاء جمع تقديم بسبب المرض الذي نزل به، وأقام له مجمع اللغة العربية بالقاهرة حفل تأبين يوم الأربعاء (7) من ذي الحجة 1398هـ الموافق 8/11/1978م، وقد تكلم في هذا الحفل كل من الدكتور إبراهيم مدكور رئيس مجمع اللغة العربية في ذلك الوقت، وهو أحد تلاميذ الشيخ علي الخفيف كما بينا سابقاً، والدكتور أحمد محمد الحوفي أحد أعضاء مجمع اللغة العربية، وهو أحد محبي الشيخ علي الخفيف كما ذكر: "ولا أخفي عليكم أنني تهيبت في أول الأمر رثاءه، لأنني أحببته وأحبني، ولأنني أعلم علاء قدره، وعظمة أثاره في أجيال متعاقبة، وقد يبدو عند النظرة الأولى أن الحب المتبادل، وأن عظمة المرثى كفيلان بسهولة رثائه، ولكن الحق غير ذلك، لأن مشاعر الأسى المنبعثة عن محبة من شأنها أن تهز النفس هزاً، وتملأ القلب وجداً، فيعجز اللسان عن التعبير أيما عجز، ثم لأن عظمة المرثى وضخامة تأثيره توحي بالرهبة والتهيب والمعجزة، ولكن الظروف اقتضت أن أرثيه بما أستطيع".
كما تكلم في هذا الحفل نيابة عن أسرة الفقيد- رحمه الله- ابنه الدكتور حميد علي الخفيف، وتحرج هو أيضاً من رثاء والده ومدحه كما قال: "إنني لأجد نفسي في موقف بالغ الحرج، فأنا إذا أقف أمام هذه الصفوة المختارة من كل قمة في العلم والأدب والفضل أحس بضعف يكاد يعجزني عن الكلام، هذه واحدة، وأنا إذ أحاول أن أتحدث عن مناقب الشيخ- يرحمه الله- وأنا بضعة منه أراني كمن يمدح نفسه، ولست أحب أن أوضع هذا الموضوع وهذه أخرى"، واختتم حفل التأبين بكلمة موجزة لرئيس المجمع جاء فيها: "لم يكن الفقيد فيد المجمع فحسب، ولكنه كان فقيد العلم أياً كان موقعه" رحمه الله رحمة واسعة وأسكنه فسيح جناته، فقد بلغ الفقيد درجة عالية من العلم والمعرفة والقدر، وكان لهذه المنزلة صدى كبير في نفوس الناس وبخاصة العلماء فأخذوا يثنون عليه، ومن هؤلاء:
1- الدكتور / إبراهيم مدكور رئيس مجمع اللغة العربية بالقاهرة:
جاء في كلمته التي ألقاها في حفل تأبين الشيخ علي الخفيف- رحمه الله-: "فقد نفحنا بزمالته في هذه الدار زمناً، ويوم أن دخلها عددناه غنماً كبيراً، جلسات مجلسنا، ولم يتخلف قط إلا لعذر قاهر، أعطى لجاننا، في سخاء، وله علمه الفياض، وذوقه السليم، وحكمه الدقيق، وأثار مجلسنا بآرائه الصائبة وتوجيهاته السديدة، لم يعرف الإسراف قط لا في القول ولا في العمل".
وقال أيضاً: "وأودع أخيراً علي الخفيف الفقيه والمشرع، تمكن من الفقه الإسلامي تمكناً لا يجاريه فيه كثير من معاصريه، حذقه في بصر وبصيرة، ومارسه علماً وعملاً، وضم إليه قدراً غير قليل من علوم القانون، فتوافرت له أسباب الاجتهاد والفتوى".
2- الشيخ / مصطفى أحمد الزرقا:
قال عنه في كتاب المدخل الفقهي العام: "الأستاذ الجليل الفقيه الشيخ علي الخفيف".
3- الدكتور / أحمد محمد الحوفي عضو مجمع اللغة العربية:
جاء في كلمته التي ألقاها في حفل تأبين الشيخ علي الخفيف- رحمه الله-:
"كان من نعم الله عليه أنه كان جليلاً في كل مكان عمل به، فهو في مجمع البحوث الإسلامية ينبوع دفاق، وفي موسوعة الفقه الإسلامي سحاب عيداق، وفي مدرسة القضاء الشرعي وكليات الشريعة والحقوق علم خفاق، وفي مجمع اللغة العربية عالم مرموق، وفي تطوير التشريع الإسلامي وتيسيره رائد سباق".
وقال أيضاً: "لقد كان للمرحوم الشيخ علي الخفيف صوته المسموع في كلية الحقوق مدوياً بعظمة الشريعة الإسلامية، لأنه- رحمه الله- أحسن الانتفاع بالتراث النفيس الذي خلفه أسلافنا من الفقهاء الأجلاء فتفهمه، وأحسن عرضه وتهذيبه وتنظيمه وتبويبه في أسلوب عصري سهل شائق، يجاري المنطق، ويسامي القانون، من نظريات في موضوعات نفسها، ومن فتاوى عريقة تتسم بالذكاء والحصافة والصواب، ومعنى هذا أن فقدنا كان من الأفذاذ الذين نبهوا الأذهان إلى سمو تشريعنا وإلى فضل علمائنا، وإلى أصالة فقهنا، حتى لا تبهرنا نظريات الغرب وآراء الغرب وبحوث الغرب، وحتى تستطيع إبطال دعاوى بعض الذين ينكرون فضلنا، ويعزون السبق كله إلى علمائهم".
4- الدكتور / حسين خلاف: الذي حل محل الفقيد في مجمع اللغة العربية:
جاء في الكلمة التي ألقاها في حفل استقباله ليحل محل الشيخ علي الخفيف بعد وفاته: "إنه لمن ما يزيد إحساسي بشرف هذه المهمة أن أشغل المكان الذي كان يشغله فضيلة المرحوم الشيخ علي الخفيف، وهو من نعرف سمو خلق، ورجحان رأي، وغزارة علم".
"والجمود كان كثيراً ما يطلعني على منهجي البحث والتثبت ما يجعلني أن أشهد الله على أنه كان يرعى الله حق رعايته في دراساته وأحكامه وفتاواه".
وقال أيضاً: "كان منطقياً واضحاً، سهلاً ميسراً دون تزمت ولا تعقيد".
وكان- رحمه الله- متزوجاً من امرأة فاضلة عشقت القرآن الكريم، فبالرغم من أنها أمية إلا أنها استطاعت أن تحفظ ثلاثة أرباعه عن طريق الأشرطة المسجلة. توفيت في بلاد الحجاز أثناء أداء الحج (ذي الحجة 1384هـ الموافق 1965م)، وأنجبت بنتاً (عزة)، وثلاثة أولاد محمد (صيدلي)، ومحمود (مهندس)، وحميد (طبيب).
5- الدكتور / محمد مهدي علام:
زميله في كل من مجمع اللغة العربية ومجمع البحوث الإسلامية ونائب رئيس مجمع اللغة العربية.
جاء في كتابه المجمعيون في خمسين عاماً: "سعدت بزمالته في مجمع البحوث الإسلامية منذ نشأته، وكان من جهابذة الفقهاء، إماماً يسمع إلى فتواه، كان سمع الخلق، عف اللسان، خير رفيق على طريق".
وقال فيه في بداية كتابه أيضاً: "علي الخفيف" تحية إلى من علم وعلم، تحية إلى صاحب الرأي الحصيف، والمجتهد الذي له أجران، وبقية الخلق الرائق".
6- الدكتور / حميد علي الخفيف أستاذ الطب الشرعي:
جاء في كلمته التي ألقاها في حفل التأبين: "كان- رحمه الله- إلى آخر عمره- مكباً على العلم، منتفعاً به، نافعاً به الناس، وكم كان إيمانه بالحق عميقاً، وإيمانه بالخلق القويم عميقاً، كما كان اقتناعه بأن الذين منهج للحياة جميعاً، وكم كان يجتهد في مواءمة ذلك كله مع متشفيات التقدم وسنة التطور".
واعمل من أبرز ما كانت ألحظه فيه أنه كان حريصاً كل الحرص على أن يبعد عن الفكر خاصاً وعاماً أن بالدين جموداً عن مسايرة التطور، أو قصوراً عن مبادئ الشريعة والفقه الحنيف.
وما أشد وأضنى ما يتعرض له كل من يسعى إلى تلك الغاية، وهو يحمل بين إحدى يديه كتاب الله الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، وفي يده الأخرى منار العقل والاجتهاد، يهتك به حجب التزمت والانغلاق .
اختصار لكتاب
الأستاذ الدكتور / محمد عثمان شبير
بعنوان : على الخفيف الفقيه المجدد (1309- 1398هـ / 1891- 1978 )
اختصره وأعده
د/ أحـمد عــرفـة
معيد بجامعة الأزهر
من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرا أو ليصمت
هانى الإخوانى- المراقب العام
-
الديانه : الاسلام
البلد : مصر
عدد المساهمات : 1177
نقاط : 6701
السٌّمعَة : 17
العمر : 41
العمل/الترفيه :
مواضيع مماثلة
» الشيخ الإمام المجدد / محمد عبده
» فيصل مولوي .. القاضي الفقيه
» الشيخ عبدالحميد كشك
» الشيخ محمد الغزالي
» صدق او لاتصدق ...قبيلة يمنية حميرية مازالت تعيش حياة عصور ماقبل التاريخ
» فيصل مولوي .. القاضي الفقيه
» الشيخ عبدالحميد كشك
» الشيخ محمد الغزالي
» صدق او لاتصدق ...قبيلة يمنية حميرية مازالت تعيش حياة عصور ماقبل التاريخ
شبكة واحة العلوم الثقافية :: الساحات العلمية والثقافية والحوارية :: ساحة الحوار الموضوعي بين الأديان :: شخصيات
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى