الذكاء فى الإسلام
شبكة واحة العلوم الثقافية :: الساحات المتخصصة :: ساحة العلوم الطبيعية والإنمائية :: علم النفس والباراسيكولوجي
صفحة 1 من اصل 1
الذكاء فى الإسلام
الذكاء عند الأقوام :
الذكاء مفهوم يختلف من قوم لقوم لاختلاف حكم أى دين كل منهم والتعريف
الجامع للذكاء عند الأقوام كلها هو طاعة الإنسان لأحكام دينه أى تنفيذه لما يرضاه
من الأحكام ومما ينبغى ذكره أن الدين أى الحكم ليست أنواعه الأديان المكتوبة أو
الأديان الجماعية وإنما الأديان سواء مكتوبة أم لا وسواء جماعية أم فردية وسواء
تقر بوجود الله أم لا فهناك عدد كبير من الأديان لأن هوى كل إنسان كثيرا ما يختلف
عن الأخرين ولذا قال تعالى بسورة الفرقان "أرأيت من اتخذ إلهه هواه "ومن
ثم يكون الغباء فى تلك الحالة هو مخالفة الإنسان لما يرضاه من الأحكام ويعبر عن
الذكاء بألفاظ عدة فمثلا هو أن ينال الإنسان الفوائد من عمله وهذه الفوائد تختلف من
دين لأخر فمثلا فى الإسلام عمل الجهاد ثوابه إما النصر أو الغنيمة وإما الشهادة أى
دخول الجنة ونفس العمل فى دين أخر يعتبر غباء ومثلا فى اليهودية عمل الربا مع
الأغيار ذكاء وفى الإسلام غباء ومثلا فى النصرانية تبجيل المسيح (ص)ذكاء وفى
اليهودية غباء .
الذكاء فى الإسلام :
لم ترد كلمة الذكاء فى الوحى وورد من الجذر ذكى كلمة ذكيتم بقوله
بسورة المائدة "وما أكل السبع إلا ما ذكيتم "والمعنى إلا ما ذبحتم أى ما
حللتم ومن ثم فالذكاء هو الذبح أى فصل الأشياء عن بعضها فالذابح يفصل نفس البهيمة
عن جسدها إذا فالذكاء هو فصل الحق عن الباطل بالعمل أى عمل الحق واجتناب الباطل
وليس الذكاء العلم بالحق والباطل فقط والدليل أن الله شبه العالم غير العامل
بالعلم كالحمار الذى يحمل أسفارا وفى هذا قال تعالى بسورة الجمعة "مثل الذين
حملوا التوراة ثم لم يحملوها كمثل الحمار يحمل أسفارا بئس مثل الذين كذبوا بآيات
الله "وقد مقت أى حرم الله العلم دون عمل فقال بسورة الصف "يا أيها
الذين أمنوا لم تقولون ما لا تفعلون كبر مقتا عند الله أن تقولوا ما لا تفعلون
" .
مراحل الذكاء :
الذكاء الممثل فى العقل يتكون بالتدريج فكل الأطفال يولدون وهم لا
يعلمون شىء مصداق لقوله بسورة النحل "والله أخرجكم من بطون أمهاتكم لا تعلمون
شيئا"وبعد ذلك يبدأ الإنسان فى التعلم من الأخرين ويمرون بمرحلة الضعف العقلى
المتدرج للقوة وهو الطفولة ولذا سمى الله الأطفال سفهاء بقوله بسورة النساء
"ولا تؤتوا السفهاء أموالكم "وبعد البلوغ يبدأ الذكاء فى النمو الكبير
بدليل قوله بعد الجملة السابقة "وابتلوا اليتامى حتى إذا بلغوا النكاح فإن
آنستم منهم رشدا "ويستمر الإنسان فى صعود فى العقل حتى يبلغ سن الأربعين
الرشد التام وفى هذا قال تعالى بسورة الأحقاف "حتى إذا بلغ أشده وبلغ أربعين
سنة قال ربى أوزعنى أن أشكر نعمتك التى أنعمت على "وبعد مرور مدة يتحول النضج
العقلى لضعف عقلى حتى يصل الإنسان لأرذل العمر فيفقد عقله تماما أى لا يعلم بعد
علم شيئا مصداق لقوله بسورة النحل "ومنكم من يرد إلى أرذل العمر لكى لا يعلم
بعد علم شيئا "ومن ثم فالذكاء يمر بطورى ضعف
وبينهما طور قوة لو عاش الإنسان للشيخوخة .
الذكاء فى كل البشر :
الذكاء وهو العقل جزء من تركيب كل النفوس ويسميه القرآن البصيرة وفيها
قال بسورة القيامة "بل الإنسان على نفسه بصيرة "أى فى نفسه عقل يميز به
بين الحق والباطل وأما المجانين فهم على نوعين :
- المجانين
وهم الكفار وهم يتركون العمل بالعقول بإرادتهم ويتبعون الشهوات ممثل الباطل فى
النفس .
- المجانين
بمعنى من هم فى طور من أطوار الضعف العقلى وفى أحيان يكون طور العقل طور ضعف بسبب
الصدمات أو الإهمال فى التربية والعلاج.
الاجتهاد فى إطار الذكاء :
الاجتهاد يطلق على إصدار حكم بعد تفكير والناس فى الاجتهاد يختلفون
بمعنى أنهم فى مسألة واحدة بعضهم يصيب وبعضهم يخطىء وكل منهم مثاب على اجتهاده وقد
أورد الله مثلا على هذا فى القرآن هو قضية الزرع الذى أفسدته غنم القوم فاجتهد
داود (ص)وحكم بأخذ أصحاب الزرع للغنم واجتهد سليمان (ص)فحكم بأن يزرع أصحاب الغنم
الأرض حتى تعود لحالتها ويأخذ أصحاب الزرع الغنم ثم يردوها لأصحابها عند استلام
الأرض صالحة وهو الحكم السليم وفى هذا قال تعالى بسورة الأنبياء "وداود
وسليمان إذ يحكمان فى الحرث إذ نفشت فيه غنم القوم وكنا لحكمهما شاهدين ففهمناها
سليمان وكلا أتينا حكما وعلما "إذا فسليمان (ص)فهم القضية فهما سليما وفهمهما
داود(ص)خطأ وكلاهما مثاب على عمله ولا يمكن اتهام داود (ص)بالغباء لمجرد أنه أخطأ
فى الحكم وهو لا يعرفه فالغباء أن تفهم وتحكم بالباطل وهنا داود (ص)ظن أنه حكم
بالحق نتيجة فهمه .
هل الذكاء سرعة الفهم ؟يقال
أن الذكاء عند العرب هو سرعة الفهم والحق أن السرعة والبطء لا علاقة لهما بالذكاء
طالما كانت النتيجة هى اتباع الحق فإن سريع الفهم ذكى وبطىء الفهم ذكى بدليل أن من
آمن قبل فتح مكة ذكى أى مسلم ومن أسلم بعده ذكى أى مسلم والفارق بينهما سرعة الفهم
فهى التى أدت بالأوائل للإسلام قبل الأخرين ،زد على هذا أن الإنسان مرة يكون سريع
الفهم كداود(ص) كما فى قضية النعاج وفيها قال بسورة ص"لقد ظلمك بسؤال نعجتك
إلى نعاجه وإن كثيرا من الخلطاء ليبغى بعضهم على بعض إلا الذين أمنوا وعملوا
الصالحات وقليل ما هم "ومرة أخرى يكون بطىء كما فى قضية الحرث والغنم فلم
يفهمها إلا بعد أن عرف حكم ولده سليمان (ص).
هل الذكاء هو المعرفة ؟
يقال أن الذكاء عند الفلاسفة هو النشاط الإدراكى المعرفى وهو خطأ لأن
الله وصف حملة العلم الممثل بالتوراة بأنهم يشبهون الحمير التى تحمل الكتب حيث قال
بسورة الجمعة "مثل الذين حملوا التوراة ثم لم يحملوها كمثل الحمار يحمل
أسفارا بئس مثل القوم الذين كذبوا بآياتنا "وقد مقت الله من يعرف ويقول العلم
دون أن يفعل فقال بسورة الصف "كبر مقتا أن تقولوا ما لا تفعلون "والكفار
رغم علمهم بالحق كما قال تعالى بسورة البقرة "وإن الذين أوتوا الكتاب ليعلمون
أنه الحق من ربهم "فقد وصفهم الله بأنهم لا يعقلون فقال بسورة الفرقان
"أم تحسب أكثرهم يسمعون أو يعقلون إن هم إلا كالأنعام بل هم أضل سبيلا
"إذا فالعلم ليس هو الذكاء .
هل الذكاء هو التكيف :
يقول العاملون بعلم الحياة أن الذكاء هو تكيف الكائن الحى تكيفا صحيحا
مع البيئة المتغيرة وهو خطأ للتالى :
أن التكيف يعنى مسايرة الأخرين والإسلام لا يساير من فى البيئة فمثلا
إذا كان الخضوع للأقوى يكفل حياة الإنسان فهذا محرم على المسلم لأنه يجب عليه ألا
يخضع حتى ولو كانت النتيجة قتله ولذا قال تعالى بسورة التوبة "إن الله اشترى
من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة يقاتلون فى سبيل الله فيقتلون ويقتلون
"ومثلا إذا كان الإسلام يأمر بالجهاد فإن التكيف يفرض على الإنسان تركه لأنه
سينهى حياته أو سيتسبب فى جرحه وهو خطأ فاحش والذكاء يعنى فى هذا القول المحافظة
على الحياة بكل الطرق والحياة الدنيوية ليس مطلوبا منا أن نحافظ عليها إلا من خلال
أحكام الإسلام وأما أن تكون هى الهدف من الحياة فذلك قلب للحقيقة لأن الهدف من
الحياة هو العمل من أجل دخول الجنة .
هل الذكاء زيادة خلايا فى المخ؟
يقول العاملون بعلم وظائف الأعضاء :أن الذكاء هو زيادة عدد خلايا
القشرة المخية أى كبر حجم النتوءات فى المخ والحق هو أن الذكاء لا علاقة له بأى
عضو جسمى لأن النفس شىء يخرج خارج الجسم عند النوم مصداق لقوله بسورة الزمر
"الله يتوفى الأنفس حين موتها والتى لم تمت فى منامها فيمسك التى قضى عليها
الموت ويرسل الأخرى إلى أجل مسمى "فهنا نلاحظ أن النفس خارج الجسم عند النوم
وأن الله يرسلها عند اليقظة لتدخل الجسم ولو كان المخ له علاقة بالذكاء لكان الجسم
يعمل الأعمال وهو فى حالة النوم وهو أمر غير ملاحظ فالجسم ومنه المخ لا يتصرف وقت
النوم كما فى وقت اليقظة ولو كان الأمر كما يقولون لكان السمان والبدناء والمصارعون هم الأكثر ذكاء لكون أجسامهم ضخمة
ومنها أمخاخهم ولكن هذا غير ملاحظ .
هل الذكاء قدرة على التعلم ؟
يقال إن الذكاء هو القدرة
على التعلم وهو تعريف خاطىء للتالى :
أن الكل قادر على التعلم بدليل قوله تعالى بسورة العلق"علم
الإنسان ما لم يعلم "فإذا كان الإنسان الأول قادرا على التعلم فكل ذريته
قادرة عليه والقدرة على التعلم تسوى بين المسلم والكافر وأولهما عاقل والثانى غبى
والسبب هو أن المسلم يعمل بما يعلم والثانى لا يعمل بالحق الذى يعلمه ولذا وصفهم
الله بالجهل فى قوله بسورة الزمر "قل أفغير الله تأمرونى أعبد أيها الجاهلون
".
هل الذكاء تفكير مجرد ؟
يقال إن الذكاء هو القدرة على التفكير المجرد وهو استعمال المفاهيم
والرموز المختلفة للتصرف فى المواقف المختلفة وهو تعريف يركز على جزء من الذكاء
وهو التفكير والأدلة على ذلك هى أن بعض الناس أمنوا بعد التفكير فى الإسلام ولكنهم
لم يصبحوا مسلمين أى أذكياء لأنهم لم يستعملوا التفكير فى العمل من أجل ذلك حذرهم
الله فقال بسورة الصف "يا أيها الذين أمنوا لما تقولون ما لا تفعلون كبر مقتا
عند الله أن تقولوا ما لا تفعلون "وأيضا شبه الذين عرفوا التوراة بالتفكير
ومع ذلك لم يستعملوا التفكير فى العمل بالتوراة بالحمار الذى يحمل أسفارا بها علم
وفى هذا قال تعالى بسورة الجمعة "مثل الذين حملوا التوراة ثم لم يحملوها كمثل
الحمار يحمل أسفارا ".
هل الذكاء توافق مع الظروف ؟
يقال إن الذكاء هو القدرة على التوافق مع الظروف أى القدرة على تنويع
السلوك كلما تغيرت الظروف وهذا نفسه هو تعريف الذكاء بأنه التكيف وهو تعريف خاطىء
لأن السلوك فى بعض الأحكام لا يتغير بتغير الظروف مثل الزواج والحج والصيام ومن ثم
هناك مجموعة من الأعمال السلوكية أحكامها لا تتغير بتغير الظروف وحتى الأعمال
السلوكية التى تتغير أحكامها بتغير الظروف أحكامها ثابتة لأنها وضعت لكل ظرف حكم
معين فمثلا الحديث فى ظرف الأمن يكون حكمه الصدق وفى ظرف الخوف من أذى الكفار يكون
حكمه الكذب وفى ظرف توقع حدوث ضرر بين المسلمين وبعضهم البعض يكون حكمه هو الكذب كالإصلاح بين الزوجين المتخاصمين .
هل الذكاء هو الحكم السليم ؟
يقال إن الذكاء هو الحكم السليم فى أى موضوع وهذا التعريف هو نصف
الذكاء لأن الذكاء حكم سليم يتبعه العمل السليم وهو إما عمل حق أو اجتناب باطل
والدليل مثلا أن المؤمنين يعرفون الحكم السليم فى المواقف المختلفة ولكنهم إذا لم
يعملوا كانوا أغبياء ولذا طالبهم الله بالعمل لأنه يمقت أى يكره أى يحرم القول أى
الحكم السليم دون فعل وفى هذا قال تعالى بسورة الصف "يا أيها الذين أمنوا لما
تقولون ما لا تفعلون كبر مقتا عند الله أن تقولوا ما لا تفعلون ".
هل الذكاء هو العمل الهادف؟
يقال عن الذكاء هو قدرة الفرد على العمل فى سبيل هدف وأيضا على
التعامل بكفاءة مع البيئة وهو تعريف خاطىء للتالى
أن العمل فى سبيل أى هدف ليس كله حلال فالعمل الحلال هو ما كان من أجل
الخير حسب شرع الله وأما ما كان هدفه إبطال حق أو إحقاق باطل فهو محرم ولذا يكون
العمل من أجل هذا الهدف باطل ،زد على هذا أن التعريف أهمل العلم والعمل لا يكون إلا
بناء على العلم ومما ينبغى قوله أن الذكاء هو العمل المباح المبنى على العلم
الإلهى والتعامل مع البيئة بكفاءة هو جزء من التعامل فى الإسلام وفى غير الإسلام مخالفة للإسلام ومن ثم تصبح
إهمال فمثلا فى الإسلام محرم صيد الخنزير للأكل بينما فى غيره حلال ومثلا محرم أكل
الحيوانات الميتة فى الإسلام بينما فى بعض الأديان حلال .
هل الذكاء نجاح فى المدرسة أو الجامعة ؟
هذا تخريف للتالى لأن القدرة على النجاح إنما هى قدرة على التعلم
والعلم الحق هو نصف الذكاء لأنه نصفه الأخر هو العمل بالحق ،زد على هذا أن النجاح
فى الدراسة قد يعتمد على الغش فهل يكون الغشاش ذكيا ؟بالقطع لا .
هل الذكاء قدرة على حل المشكلات؟
حل المشكلات ليس هو الذكاء للتالى :
أن هناك أمور ليس بها مشاكل ومع ذلك إذا لم يؤمن الإنسان بها يكون
غبيا مثل أن الله واحد وأن الجن موجودون كما أن الحلول تنقسم لحلول سليمة تتفق مع
الإسلام وحلول خاطئة تتبع أحكام الباطل فهل كل من المخطىء والسالم ذكى وقد قال
تعالى بسورة القلم "أفنجعل المسلمين كالمجرمين ما لكم كيف تحكمون "؟
هل الذكاء فى الذكور والإناث مختلف ؟
إن الذكاء فى الكل واحد طالما عمل الذكر والأنثى بالحق وأمنا به وفى
هذا قال تعالى بسورة آل عمران "فاستجاب لهم ربهم أنى لا أضيع عمل عامل منكم
من ذكر أو أنثى بعضكم من بعض "ومما ينبغى قوله أن هناك ذكور يتفوقون على إناث
وإناث يتفوقن على ذكور فى الذكاء .
المجانين والذكاء :
إن المجانين بمعنى السفهاء وهم ضعاف العقول على درجة من الذكاء لأن
الذكاء لو إنعدم فيهم نهائيا لأدى ذلك إلى لكونهم كالحجارة ينقلها إنسان من مكان
لأخر ولكن المشاهد هو أن المجانين لهم إرادات يتصرفون بناء
عليها بعض التصرفات الصحيحة مما يدل على وجود نسبة ذكاء فيهم والمجنون لا يولد
مجنونا لأن الناس يولدون كلهم فى حالة واحدة وهى عدم العلم وهو الجهل مصداق لقوله
بسورة النحل "والله أخرجكم من بطون أمهاتكم لا تعلمون شيئا "إذا
فالمجانين يصنعهم الأخرون ويكون ذلك عن
طريق الإهمال فى التربية إهمال كامل أو شبه كامل والإهمال فى علاج أمراضه الجسدية
خاصة والصدمات وهى الضربات العظيمة الوقع على النفس مثل خيانة الزوجة أو إفلاس
الإنسان أو عقوق الابن لوالديه.
الجامع للذكاء عند الأقوام كلها هو طاعة الإنسان لأحكام دينه أى تنفيذه لما يرضاه
من الأحكام ومما ينبغى ذكره أن الدين أى الحكم ليست أنواعه الأديان المكتوبة أو
الأديان الجماعية وإنما الأديان سواء مكتوبة أم لا وسواء جماعية أم فردية وسواء
تقر بوجود الله أم لا فهناك عدد كبير من الأديان لأن هوى كل إنسان كثيرا ما يختلف
عن الأخرين ولذا قال تعالى بسورة الفرقان "أرأيت من اتخذ إلهه هواه "ومن
ثم يكون الغباء فى تلك الحالة هو مخالفة الإنسان لما يرضاه من الأحكام ويعبر عن
الذكاء بألفاظ عدة فمثلا هو أن ينال الإنسان الفوائد من عمله وهذه الفوائد تختلف من
دين لأخر فمثلا فى الإسلام عمل الجهاد ثوابه إما النصر أو الغنيمة وإما الشهادة أى
دخول الجنة ونفس العمل فى دين أخر يعتبر غباء ومثلا فى اليهودية عمل الربا مع
الأغيار ذكاء وفى الإسلام غباء ومثلا فى النصرانية تبجيل المسيح (ص)ذكاء وفى
اليهودية غباء .
بسورة المائدة "وما أكل السبع إلا ما ذكيتم "والمعنى إلا ما ذبحتم أى ما
حللتم ومن ثم فالذكاء هو الذبح أى فصل الأشياء عن بعضها فالذابح يفصل نفس البهيمة
عن جسدها إذا فالذكاء هو فصل الحق عن الباطل بالعمل أى عمل الحق واجتناب الباطل
وليس الذكاء العلم بالحق والباطل فقط والدليل أن الله شبه العالم غير العامل
بالعلم كالحمار الذى يحمل أسفارا وفى هذا قال تعالى بسورة الجمعة "مثل الذين
حملوا التوراة ثم لم يحملوها كمثل الحمار يحمل أسفارا بئس مثل الذين كذبوا بآيات
الله "وقد مقت أى حرم الله العلم دون عمل فقال بسورة الصف "يا أيها
الذين أمنوا لم تقولون ما لا تفعلون كبر مقتا عند الله أن تقولوا ما لا تفعلون
" .
يعلمون شىء مصداق لقوله بسورة النحل "والله أخرجكم من بطون أمهاتكم لا تعلمون
شيئا"وبعد ذلك يبدأ الإنسان فى التعلم من الأخرين ويمرون بمرحلة الضعف العقلى
المتدرج للقوة وهو الطفولة ولذا سمى الله الأطفال سفهاء بقوله بسورة النساء
"ولا تؤتوا السفهاء أموالكم "وبعد البلوغ يبدأ الذكاء فى النمو الكبير
بدليل قوله بعد الجملة السابقة "وابتلوا اليتامى حتى إذا بلغوا النكاح فإن
آنستم منهم رشدا "ويستمر الإنسان فى صعود فى العقل حتى يبلغ سن الأربعين
الرشد التام وفى هذا قال تعالى بسورة الأحقاف "حتى إذا بلغ أشده وبلغ أربعين
سنة قال ربى أوزعنى أن أشكر نعمتك التى أنعمت على "وبعد مرور مدة يتحول النضج
العقلى لضعف عقلى حتى يصل الإنسان لأرذل العمر فيفقد عقله تماما أى لا يعلم بعد
علم شيئا مصداق لقوله بسورة النحل "ومنكم من يرد إلى أرذل العمر لكى لا يعلم
بعد علم شيئا "ومن ثم فالذكاء يمر بطورى ضعف
قال بسورة القيامة "بل الإنسان على نفسه بصيرة "أى فى نفسه عقل يميز به
بين الحق والباطل وأما المجانين فهم على نوعين :
وهم الكفار وهم يتركون العمل بالعقول بإرادتهم ويتبعون الشهوات ممثل الباطل فى
النفس .
بمعنى من هم فى طور من أطوار الضعف العقلى وفى أحيان يكون طور العقل طور ضعف بسبب
الصدمات أو الإهمال فى التربية والعلاج.
بمعنى أنهم فى مسألة واحدة بعضهم يصيب وبعضهم يخطىء وكل منهم مثاب على اجتهاده وقد
أورد الله مثلا على هذا فى القرآن هو قضية الزرع الذى أفسدته غنم القوم فاجتهد
داود (ص)وحكم بأخذ أصحاب الزرع للغنم واجتهد سليمان (ص)فحكم بأن يزرع أصحاب الغنم
الأرض حتى تعود لحالتها ويأخذ أصحاب الزرع الغنم ثم يردوها لأصحابها عند استلام
الأرض صالحة وهو الحكم السليم وفى هذا قال تعالى بسورة الأنبياء "وداود
وسليمان إذ يحكمان فى الحرث إذ نفشت فيه غنم القوم وكنا لحكمهما شاهدين ففهمناها
سليمان وكلا أتينا حكما وعلما "إذا فسليمان (ص)فهم القضية فهما سليما وفهمهما
داود(ص)خطأ وكلاهما مثاب على عمله ولا يمكن اتهام داود (ص)بالغباء لمجرد أنه أخطأ
فى الحكم وهو لا يعرفه فالغباء أن تفهم وتحكم بالباطل وهنا داود (ص)ظن أنه حكم
بالحق نتيجة فهمه .
أن الذكاء عند العرب هو سرعة الفهم والحق أن السرعة والبطء لا علاقة لهما بالذكاء
طالما كانت النتيجة هى اتباع الحق فإن سريع الفهم ذكى وبطىء الفهم ذكى بدليل أن من
آمن قبل فتح مكة ذكى أى مسلم ومن أسلم بعده ذكى أى مسلم والفارق بينهما سرعة الفهم
فهى التى أدت بالأوائل للإسلام قبل الأخرين ،زد على هذا أن الإنسان مرة يكون سريع
الفهم كداود(ص) كما فى قضية النعاج وفيها قال بسورة ص"لقد ظلمك بسؤال نعجتك
إلى نعاجه وإن كثيرا من الخلطاء ليبغى بعضهم على بعض إلا الذين أمنوا وعملوا
الصالحات وقليل ما هم "ومرة أخرى يكون بطىء كما فى قضية الحرث والغنم فلم
يفهمها إلا بعد أن عرف حكم ولده سليمان (ص).
الله وصف حملة العلم الممثل بالتوراة بأنهم يشبهون الحمير التى تحمل الكتب حيث قال
بسورة الجمعة "مثل الذين حملوا التوراة ثم لم يحملوها كمثل الحمار يحمل
أسفارا بئس مثل القوم الذين كذبوا بآياتنا "وقد مقت الله من يعرف ويقول العلم
دون أن يفعل فقال بسورة الصف "كبر مقتا أن تقولوا ما لا تفعلون "والكفار
رغم علمهم بالحق كما قال تعالى بسورة البقرة "وإن الذين أوتوا الكتاب ليعلمون
أنه الحق من ربهم "فقد وصفهم الله بأنهم لا يعقلون فقال بسورة الفرقان
"أم تحسب أكثرهم يسمعون أو يعقلون إن هم إلا كالأنعام بل هم أضل سبيلا
"إذا فالعلم ليس هو الذكاء .
مع البيئة المتغيرة وهو خطأ للتالى :
إذا كان الخضوع للأقوى يكفل حياة الإنسان فهذا محرم على المسلم لأنه يجب عليه ألا
يخضع حتى ولو كانت النتيجة قتله ولذا قال تعالى بسورة التوبة "إن الله اشترى
من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة يقاتلون فى سبيل الله فيقتلون ويقتلون
"ومثلا إذا كان الإسلام يأمر بالجهاد فإن التكيف يفرض على الإنسان تركه لأنه
سينهى حياته أو سيتسبب فى جرحه وهو خطأ فاحش والذكاء يعنى فى هذا القول المحافظة
على الحياة بكل الطرق والحياة الدنيوية ليس مطلوبا منا أن نحافظ عليها إلا من خلال
أحكام الإسلام وأما أن تكون هى الهدف من الحياة فذلك قلب للحقيقة لأن الهدف من
الحياة هو العمل من أجل دخول الجنة .
القشرة المخية أى كبر حجم النتوءات فى المخ والحق هو أن الذكاء لا علاقة له بأى
عضو جسمى لأن النفس شىء يخرج خارج الجسم عند النوم مصداق لقوله بسورة الزمر
"الله يتوفى الأنفس حين موتها والتى لم تمت فى منامها فيمسك التى قضى عليها
الموت ويرسل الأخرى إلى أجل مسمى "فهنا نلاحظ أن النفس خارج الجسم عند النوم
وأن الله يرسلها عند اليقظة لتدخل الجسم ولو كان المخ له علاقة بالذكاء لكان الجسم
يعمل الأعمال وهو فى حالة النوم وهو أمر غير ملاحظ فالجسم ومنه المخ لا يتصرف وقت
النوم كما فى وقت اليقظة ولو كان الأمر كما يقولون لكان السمان والبدناء والمصارعون هم الأكثر ذكاء لكون أجسامهم ضخمة
ومنها أمخاخهم ولكن هذا غير ملاحظ .
على التعلم وهو تعريف خاطىء للتالى :
الإنسان ما لم يعلم "فإذا كان الإنسان الأول قادرا على التعلم فكل ذريته
قادرة عليه والقدرة على التعلم تسوى بين المسلم والكافر وأولهما عاقل والثانى غبى
والسبب هو أن المسلم يعمل بما يعلم والثانى لا يعمل بالحق الذى يعلمه ولذا وصفهم
الله بالجهل فى قوله بسورة الزمر "قل أفغير الله تأمرونى أعبد أيها الجاهلون
".
والرموز المختلفة للتصرف فى المواقف المختلفة وهو تعريف يركز على جزء من الذكاء
وهو التفكير والأدلة على ذلك هى أن بعض الناس أمنوا بعد التفكير فى الإسلام ولكنهم
لم يصبحوا مسلمين أى أذكياء لأنهم لم يستعملوا التفكير فى العمل من أجل ذلك حذرهم
الله فقال بسورة الصف "يا أيها الذين أمنوا لما تقولون ما لا تفعلون كبر مقتا
عند الله أن تقولوا ما لا تفعلون "وأيضا شبه الذين عرفوا التوراة بالتفكير
ومع ذلك لم يستعملوا التفكير فى العمل بالتوراة بالحمار الذى يحمل أسفارا بها علم
وفى هذا قال تعالى بسورة الجمعة "مثل الذين حملوا التوراة ثم لم يحملوها كمثل
الحمار يحمل أسفارا ".
السلوك كلما تغيرت الظروف وهذا نفسه هو تعريف الذكاء بأنه التكيف وهو تعريف خاطىء
لأن السلوك فى بعض الأحكام لا يتغير بتغير الظروف مثل الزواج والحج والصيام ومن ثم
هناك مجموعة من الأعمال السلوكية أحكامها لا تتغير بتغير الظروف وحتى الأعمال
السلوكية التى تتغير أحكامها بتغير الظروف أحكامها ثابتة لأنها وضعت لكل ظرف حكم
معين فمثلا الحديث فى ظرف الأمن يكون حكمه الصدق وفى ظرف الخوف من أذى الكفار يكون
حكمه الكذب وفى ظرف توقع حدوث ضرر بين المسلمين وبعضهم البعض يكون حكمه هو الكذب كالإصلاح بين الزوجين المتخاصمين .
الذكاء لأن الذكاء حكم سليم يتبعه العمل السليم وهو إما عمل حق أو اجتناب باطل
والدليل مثلا أن المؤمنين يعرفون الحكم السليم فى المواقف المختلفة ولكنهم إذا لم
يعملوا كانوا أغبياء ولذا طالبهم الله بالعمل لأنه يمقت أى يكره أى يحرم القول أى
الحكم السليم دون فعل وفى هذا قال تعالى بسورة الصف "يا أيها الذين أمنوا لما
تقولون ما لا تفعلون كبر مقتا عند الله أن تقولوا ما لا تفعلون ".
التعامل بكفاءة مع البيئة وهو تعريف خاطىء للتالى
الخير حسب شرع الله وأما ما كان هدفه إبطال حق أو إحقاق باطل فهو محرم ولذا يكون
العمل من أجل هذا الهدف باطل ،زد على هذا أن التعريف أهمل العلم والعمل لا يكون إلا
بناء على العلم ومما ينبغى قوله أن الذكاء هو العمل المباح المبنى على العلم
الإلهى والتعامل مع البيئة بكفاءة هو جزء من التعامل فى الإسلام وفى غير الإسلام مخالفة للإسلام ومن ثم تصبح
إهمال فمثلا فى الإسلام محرم صيد الخنزير للأكل بينما فى غيره حلال ومثلا محرم أكل
الحيوانات الميتة فى الإسلام بينما فى بعض الأديان حلال .
والعلم الحق هو نصف الذكاء لأنه نصفه الأخر هو العمل بالحق ،زد على هذا أن النجاح
فى الدراسة قد يعتمد على الغش فهل يكون الغشاش ذكيا ؟بالقطع لا .
غبيا مثل أن الله واحد وأن الجن موجودون كما أن الحلول تنقسم لحلول سليمة تتفق مع
الإسلام وحلول خاطئة تتبع أحكام الباطل فهل كل من المخطىء والسالم ذكى وقد قال
تعالى بسورة القلم "أفنجعل المسلمين كالمجرمين ما لكم كيف تحكمون "؟
هذا قال تعالى بسورة آل عمران "فاستجاب لهم ربهم أنى لا أضيع عمل عامل منكم
من ذكر أو أنثى بعضكم من بعض "ومما ينبغى قوله أن هناك ذكور يتفوقون على إناث
وإناث يتفوقن على ذكور فى الذكاء .
الذكاء لو إنعدم فيهم نهائيا لأدى ذلك إلى لكونهم كالحجارة ينقلها إنسان من مكان
لأخر ولكن المشاهد هو أن المجانين لهم إرادات يتصرفون بناء
عليها بعض التصرفات الصحيحة مما يدل على وجود نسبة ذكاء فيهم والمجنون لا يولد
مجنونا لأن الناس يولدون كلهم فى حالة واحدة وهى عدم العلم وهو الجهل مصداق لقوله
بسورة النحل "والله أخرجكم من بطون أمهاتكم لا تعلمون شيئا "إذا
فالمجانين يصنعهم الأخرون ويكون ذلك عن
طريق الإهمال فى التربية إهمال كامل أو شبه كامل والإهمال فى علاج أمراضه الجسدية
خاصة والصدمات وهى الضربات العظيمة الوقع على النفس مثل خيانة الزوجة أو إفلاس
الإنسان أو عقوق الابن لوالديه.
????- زائر
ابواحمدالبراوي- نائب المدير
- الديانه : الاسلام
البلد : مصر
عدد المساهمات : 257
نقاط : 5419
السٌّمعَة : 7
مواضيع مماثلة
» الذكاء في علم النفس
» حكم ضرب الزوجة في الإسلام
» التخصص فى الإسلام
» الإسلام أو الطوفان
» النفس فى الإسلام
» حكم ضرب الزوجة في الإسلام
» التخصص فى الإسلام
» الإسلام أو الطوفان
» النفس فى الإسلام
شبكة واحة العلوم الثقافية :: الساحات المتخصصة :: ساحة العلوم الطبيعية والإنمائية :: علم النفس والباراسيكولوجي
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى