صور من بطولات الإخوان على أرض فلسطين(4)

لكى لاننسى (4)
فى الذكرى63 للنكبة . . صور من بطولات الإخوان على ارض فلسطين الأعمال العسكرية للإخوان في النقب:-
توجه أحمد عبد العزيز بأغلب قوات المتطوعين إلى الخليل وبيت لحم، وترك فوج الإخوان بقيادة محمود عبده في بئر سبع وقد باشر محمود عبده بإقامة الخنادق حول المدينة، وتوصيلها بسراديب داخلية للإمدادات، وربط المواقع فيها بالخنادق، وأقيمت نقط الدفاع لمنع اليهود من اختراق المدينة، وقد أدت الوسائل الدفاعية التي اتخذها محمود عيده إلى صد محاولات الصهاينة المتكررة للتقدم إلى بئر سبع، وانطلق الإخوان للقيام بأعمال دوريات والاستطلاع بمعاونة صادقة من أهالي بئر سبع، ولجأ الإخوان إلى حرب العصابات ضد الدوريات الصهيونية وقاموا بتلغيم الطرق التي تربط بين المستعمرات، وقطع طرق الإمدادات الصهيونية، والاشتباك مع قوافله
وكان أول اشتباك قد حدث بعد دخول بئر سبع، وقبيل توجه أحمد عبد العزيز إلى الخليل مع مستعمرة بيت ايشيل القريبة من المدينة، حيث قامت مجموعة من المتطوعين بقصف المستعمرة وقد استشهد في هذا الاشتباك الملازم أنور الصيحي بطلقة طائشة في جبهته، وقد دفن في مقابر بئر سبع، وكان أول شهيد من الضباط النظاميين، وهو من المنتمين إلى الإخوان المسلمين
وكان من أهم عمليات حرب العصابات التي قام بها الإخوان العملية التي قام بها سبعة من الإخوان بقيادة على صديق، وكان أحد أثرياء العرب بالمنطقة قد وصلته أخبار عن تحرك القوات الصهيونية في طرق مجهولة، وأنه يمكن اقتناص مصفحاته ومدرعاته، وقد تحركت قيادة الإخوان لدراسة المكان قبل بدء العملية، وقد اقتصر عدد منفذي العملية على سبعة أفراد نظرا لأن هذه العملية كانت تعتبر من العمليات الاستشهادية حيث كانت ستجري في أرض العدو.
وقد تحركت القوة بعد أن ارتدت ملابس البدو الرحل، واجتازت القوة طريقها بين المستعمرات الصهيونية حتى وصلت إلى وادي عميق بالقرب من الطريق المسفلت الذي يربط المستعمرات بعضها ببعض، وقامت القوة بوضع الألغام فوق قواعد الكوبري الرئيسية الذي يقع فوق الوادي والذي تمر فوقه المصفحات، حتى يتم نسفه وفوقه مصفحات العدو، وتم حفر خنادق للقوة للاحتماء بها، وكمنت القوة داخل الخنادق لمدة يومين حتى لا تنكشف القوة للعدو، وفي اليوم الثالث ظهرت القافلة الصهيونية، وما إن تقدمت المصفحة الصهيونية التي تتسع لأكثر من سبعين مقاتلا حتى تم تفجير الكوبري، وهوت المصفحة في الوادي، وقام الإخوان بإلقاء القنابل ونيران المدافع سريعة الطلقات على المصفحة للإجهاز على من تبقى من العدو، وتم الاتصال عن طريق اللاسلكي بقيادة الإخوان في بئر سبع، فخرجت فرقة من قوات الإخوان لضرب إحدى المستعمرات المجاورة لإشغالها عن التوجه لضرب قوة الإخوان، وجاءت نجدة من مستعمرة ثانية للصهاينة وبدأت في نقل القتلى والجرحى، حيث انهال عليها رصاص قوة الإخوان، وقد حاولت عربة جنود تطويق قوة الإخوان، فانسحبت قوة الإخوان إلى الوادي في الوقت الذي وصل فيه قوات بئر سبع لنجدة الإخوان، فانسحب الصهاينة إلى مستعمراتهم، وبقيت قوة الإخوان طوال الليل في حراسة المصفحة التي لم تصب لمتانة تصفيحها، حتى حضر قائد الإخوان محمود عيده ومعه جرار كبير لرفع المصفحة، التي وصلت إلى بئر سبع وسط فرح الأهالي وتكبيرهم، وقد استشهد في هذه المعركة أحد الإخوان وهو على صبري والذي دفن في بئر سبع في مشهد مؤثر جمع الكثير من العسكريين والأهالي

د صفوت حسين
مدرس التاريخ الحديث والمعاصر
كلية التربية – جامعة دمنهور
Dsafouthousin20020@gmail.com