مشروع تقارب بين السلفيين والأشاعرة (متجدد)
+4
هانى الإخوانى
ابواحمدالبراوي
عماد عقل75
سامح عسكر
8 مشترك
شبكة واحة العلوم الثقافية :: الساحات العلمية والثقافية والحوارية :: ساحة الحوار الموضوعي بين الأديان
صفحة 1 من اصل 1
مشروع تقارب بين السلفيين والأشاعرة (متجدد)
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
نحب التنويه لجميع الاخوه والاخوات بان هناك مشروعا تقريبيا متكاملا يتم الاعداد له الان من قبل اداره شبكه محبي الازهر الثقافيه،المشروع يخص جميع اوجه التقارب بين المنهج الفكري السلفي والذي تمثله مدرسه الامام ابن تيميه والشيخ محمد بن عبدالوهاب، وبين المدرسه الفكريه السلفيه الاشعريه .
ونأمل ممن لديه فكره عامه اوخاصه تخص هذا المجال من التقريب نرجو منه ان يضعها في هذا الموضوع المتجدد باذن الله
نسأل الله التوفيق والقبول
تابعونا قريبا
نحب التنويه لجميع الاخوه والاخوات بان هناك مشروعا تقريبيا متكاملا يتم الاعداد له الان من قبل اداره شبكه محبي الازهر الثقافيه،المشروع يخص جميع اوجه التقارب بين المنهج الفكري السلفي والذي تمثله مدرسه الامام ابن تيميه والشيخ محمد بن عبدالوهاب، وبين المدرسه الفكريه السلفيه الاشعريه .
ونأمل ممن لديه فكره عامه اوخاصه تخص هذا المجال من التقريب نرجو منه ان يضعها في هذا الموضوع المتجدد باذن الله
نسأل الله التوفيق والقبول
تابعونا قريبا
عدل سابقا من قبل أبو عبدالرحمن في الجمعة أبريل 15, 2011 12:08 pm عدل 3 مرات
صفحتي على الفيس بوك
الحرية هي مطلب العُقلاء..ولكن من يجعل نفسه أسيراً لردود أفعال الآخرين فهو ليس حُرّاً....إصنع الهدف بنفسك ولا تنتظر عطف وشفقة الناس عليك..ولو كنت قويا ستنجح....سامح عسكر
رد: مشروع تقارب بين السلفيين والأشاعرة (متجدد)
متابع معكم بإذن الله
عماد عقل75- عضو جديد
- الديانه : الاسلام
البلد : مصر
عدد المساهمات : 1
نقاط : 5115
السٌّمعَة : 0
ابواحمدالبراوي- نائب المدير
- الديانه : الاسلام
البلد : مصر
عدد المساهمات : 257
نقاط : 5416
السٌّمعَة : 7
رد: مشروع تقارب بين السلفيين والأشاعرة (متجدد)
أسأل الله أن يوفقكم فى هذا العمل الهام ـ والشاق للأسف ـ يعلم الله كم من أخوة نحبهم فى الله ونجلهم ونقدر علمهم يتساقطون أمامنا فريسة للتعصب الذى لا نفهم له داعيا ولا نجد له غاية حين يتورطون فى التدخل فى هذه المعارك ـ لا يخفى عليكم ما أقصده من فرعيات لا يبنى عليها إيمان أو كفر ـ فيتهمون بعضهم البعض بأشنع التهم وهم عندنا جميعا أخوة نحبهم فى الله .
عمل يحتاج لجهد كبير ونية خالصة وتخطيط سليم , نثق فيكم أستاذنا . وفقكم الله
عمل يحتاج لجهد كبير ونية خالصة وتخطيط سليم , نثق فيكم أستاذنا . وفقكم الله
من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرا أو ليصمت
هانى الإخوانى- المراقب العام
-
الديانه : الاسلام
البلد : مصر
عدد المساهمات : 1177
نقاط : 6701
السٌّمعَة : 17
العمر : 41
العمل/الترفيه :
رد: مشروع تقارب بين السلفيين والأشاعرة (متجدد)
عماد عقل75 كتب:متابع معكم بإذن الله
راقبونا ومن ثم تابعونامسلم المصري كتب:عماد عقل75 كتب:متابع معكم بإذن الله
مرحبا بالعمدة
الاخوين الفاضلين دكتور عماد عقل واستاذي وشيخي مسلم المصري
اهلا ومرحبا بكم يسرنا متابعتكم لهذا العمل
اخونا الفاضل هاني الاخواني نرحب بكم اخي الحبيب، كلماتك من ذهب توزن بالماس والياقوت،تحتاج منا الي جهد لتوصيل هذه الافكار للناس بطريقه سلسه مقبوله بعيده عن التكلفهانى الإخوانى كتب:أسأل الله أن يوفقكم فى هذا العمل الهام ـ والشاق للأسف ـ يعلم الله كم من أخوة نحبهم فى الله ونجلهم ونقدر علمهم يتساقطون أمامنا فريسة للتعصب الذى لا نفهم له داعيا ولا نجد له غاية حين يتورطون فى التدخل فى هذه المعارك ـ لا يخفى عليكم ما أقصده من فرعيات لا يبنى عليها إيمان أو كفر ـ فيتهمون بعضهم البعض بأشنع التهم وهم عندنا جميعا أخوة نحبهم فى الله .
عمل يحتاج لجهد كبير ونية خالصة وتخطيط سليم , نثق فيكم أستاذنا . وفقكم الله
احييكم اخي الحبيب واهلا ومرحبا بكم ونتمني ممن لديه اي فكره ان يضعها في هذا الموضوع،حتي لو كانت عباره عن كلمتين، فالكلمه لها معيار القوه وهي اصل من اصول البناء والحضاره فلا نستهين بكلمه قد توضع فربما جعلها الله مسارا حيويا لنقاش دائم يفيد الهدف
حياكم الله ولنا عوده
عدل سابقا من قبل ابو عبدالرحمن في الثلاثاء ديسمبر 07, 2010 6:50 pm عدل 1 مرات
صفحتي على الفيس بوك
الحرية هي مطلب العُقلاء..ولكن من يجعل نفسه أسيراً لردود أفعال الآخرين فهو ليس حُرّاً....إصنع الهدف بنفسك ولا تنتظر عطف وشفقة الناس عليك..ولو كنت قويا ستنجح....سامح عسكر
رد: مشروع تقارب بين السلفيين والأشاعرة (متجدد)
السلام عليكم ورحمه الله
هذه مقدمه للمشروع الذي نسأل الله ان يتمه لنا بانتفاع للجميع باذن الله ، فما نريده هو حوارا ثنائيا سلفيا اشعريا مبنيا علي لغه الحوار وليس الغلبه، فالاهم من التناظر المبني علي الافحام هو الحوار المبني علي التقريب وكانت لي رساله سابقه علي الملتقي في عده مشاركات اكدت فيها بان السبب الرئيسي لفرقه المسلمين وخنوعهم لعدوهم وضعفهم الداخلي ، هذا السبب هو (التناظر) فالنفس البشريه لا تقبل الهزيمه حتي لوكانت علي خطأ، انها المكابره التي تغلب حال المناظرات بين الطرفين هذه الايام بالذات وعنوانها هو (التعصب والجهل والمكابره) كلها عناوين توحي بان الاطراف المتحاوره تزيد من الازمه ولا تحلها.
ونحن في هذا الموضوع نري انه من واجبنا ان ننزع هذه العناوين نزعا ونصل الي صيغه تفاهم مشتركه، حتي لو كلفنا الوقت لشهور بل لسنوات، فالاهم هو بناء ثقافه الحوار بين الطرفين فكلاهما علي طريق الخير باذن الله، وان كان العيب والخطأ هو المعطل فسنحاول علاجه عن طريق فهم موحد وتحديد الاشكاليات ومن ثم مناقشتها بهدوء والوصول الي اعتقاد موحد في الصفات الخبريه يرضي الله عزوجل وان لم نصل فعلي الاقل تقبل اجتهاد الاخر فلكل فهمه وعلمه ، ولكن الاهم من ذلك وما سنعمل عليه هو ان لا نقع في المحظور فلا تشبيه ولا تعطيل فكلاهما مذمه ،وللايضاح اكثر يرجي زياره هذا الرابط لموضوع لنا في موقع الشفاء الاسلامي عنوانه هو (تحرير محل النزاع حتي نضيق هوه الخلاف) وهذا رابطه
http://www.forum.ashefaa.com/showthread.php?t=92534
ربما نطرح هذا الموضوع في شبكه محبي الازهر الثقافيه قريبا باذن الله، فهذه الموضوعات هي نتاج لجهود علماء مخلصين ارادوا للامه الخير والابتعاد عن اي عمل يكلفهم الكثير من الوقت والمجهود في زمن نحتاج فيه الي كل قطره عرق تصب في طريق النهضه والاصلاح، وجزاكم الله خيرا علي سعه صدركم ولنا عوده قريبا باذن الله لوضع قواعد المشروع الذي سنخرج به الي النور.
كتبه/ابو عبدالرحمن
هذه مقدمه للمشروع الذي نسأل الله ان يتمه لنا بانتفاع للجميع باذن الله ، فما نريده هو حوارا ثنائيا سلفيا اشعريا مبنيا علي لغه الحوار وليس الغلبه، فالاهم من التناظر المبني علي الافحام هو الحوار المبني علي التقريب وكانت لي رساله سابقه علي الملتقي في عده مشاركات اكدت فيها بان السبب الرئيسي لفرقه المسلمين وخنوعهم لعدوهم وضعفهم الداخلي ، هذا السبب هو (التناظر) فالنفس البشريه لا تقبل الهزيمه حتي لوكانت علي خطأ، انها المكابره التي تغلب حال المناظرات بين الطرفين هذه الايام بالذات وعنوانها هو (التعصب والجهل والمكابره) كلها عناوين توحي بان الاطراف المتحاوره تزيد من الازمه ولا تحلها.
ونحن في هذا الموضوع نري انه من واجبنا ان ننزع هذه العناوين نزعا ونصل الي صيغه تفاهم مشتركه، حتي لو كلفنا الوقت لشهور بل لسنوات، فالاهم هو بناء ثقافه الحوار بين الطرفين فكلاهما علي طريق الخير باذن الله، وان كان العيب والخطأ هو المعطل فسنحاول علاجه عن طريق فهم موحد وتحديد الاشكاليات ومن ثم مناقشتها بهدوء والوصول الي اعتقاد موحد في الصفات الخبريه يرضي الله عزوجل وان لم نصل فعلي الاقل تقبل اجتهاد الاخر فلكل فهمه وعلمه ، ولكن الاهم من ذلك وما سنعمل عليه هو ان لا نقع في المحظور فلا تشبيه ولا تعطيل فكلاهما مذمه ،وللايضاح اكثر يرجي زياره هذا الرابط لموضوع لنا في موقع الشفاء الاسلامي عنوانه هو (تحرير محل النزاع حتي نضيق هوه الخلاف) وهذا رابطه
http://www.forum.ashefaa.com/showthread.php?t=92534
ربما نطرح هذا الموضوع في شبكه محبي الازهر الثقافيه قريبا باذن الله، فهذه الموضوعات هي نتاج لجهود علماء مخلصين ارادوا للامه الخير والابتعاد عن اي عمل يكلفهم الكثير من الوقت والمجهود في زمن نحتاج فيه الي كل قطره عرق تصب في طريق النهضه والاصلاح، وجزاكم الله خيرا علي سعه صدركم ولنا عوده قريبا باذن الله لوضع قواعد المشروع الذي سنخرج به الي النور.
كتبه/ابو عبدالرحمن
صفحتي على الفيس بوك
الحرية هي مطلب العُقلاء..ولكن من يجعل نفسه أسيراً لردود أفعال الآخرين فهو ليس حُرّاً....إصنع الهدف بنفسك ولا تنتظر عطف وشفقة الناس عليك..ولو كنت قويا ستنجح....سامح عسكر
رد: مشروع تقارب بين السلفيين والأشاعرة (متجدد)
بالتوفيق إن شاء الله
أربع من كُن فيه كان كاملاً, ومن تعلق بهنّ كان من صالحي قومه: دينٌ يُرشده,وعقلٌ يُسدده,وحسبٌ يصونه,وحياءٌ يُوقره..الحسن البصري
من تعلم القرآن عظمت قيمته,ومن كتب الحديث كملت حجته,ومن نظر في الفقه نبل طبعه..الشافعي
من تعلم القرآن عظمت قيمته,ومن كتب الحديث كملت حجته,ومن نظر في الفقه نبل طبعه..الشافعي
رد: مشروع تقارب بين السلفيين والأشاعرة (متجدد)
islamic hero كتب:بالتوفيق إن شاء الله
شاركونا ومن ثم ادعوا لنا
جزاكم الله خيرا اخي الحبيب اسلاميك هيرو،ولواتمني من كل قلبي ان تضع بصمتك المميزه هنا
صفحتي على الفيس بوك
الحرية هي مطلب العُقلاء..ولكن من يجعل نفسه أسيراً لردود أفعال الآخرين فهو ليس حُرّاً....إصنع الهدف بنفسك ولا تنتظر عطف وشفقة الناس عليك..ولو كنت قويا ستنجح....سامح عسكر
رد: مشروع تقارب بين السلفيين والأشاعرة (متجدد)
بسم الله والحمد لله ولا اله الا الله
قبل رمي قواعد المشروع ايها الاحبه علينا اولا ان نمر علي راي شيخنا الامام حسن البنا رحمه الله وذلك في التقريب بين السلفيين والاشاعره، فرأي عالمنا الجليل مهم جدا لاستقراء الحدث ،وقد قرأته عشرات المرات ولم امل الي الان من قرائته، لذلك ادعوكم جميعا الي قرائته وابداء ارائكم نحوه.
كلمه الامام
حسن البنا للفريقين
فلقد سئل الامام حسن البنا رحمه الله في ماهيه الخلاف حول ايات الاسماء والصفات ومذهب السلف والخلف وذلك في مجله المنار اليكم السؤال والجواب معا
سيدي الأستاذ محرر المنار الأغر ، السلام عليكم
ورحمة الله وبركاته (وبعد) :
فلعلكم قرأتم ما دار من الحوار بين كتَّاب مجلة
الإسلام ومجلة الهدي النبوي حول آيات الصفات وأحاديثها ومذهب السلف والخلف ، فما
وجه الحق في هذا الخلاف ؟
وهل يجوز شرعًا أن يتقاذف الفضلاء من المسلمين
بهذه التهم على صفحات الجرائد السيارة ، وأن تذاع مثل هذه البحوث على العامة ؟
وهلا يمكن أن تعملوا على التوفيق بين الفريقين
حتى تنصرف القوى إلى ما يعود على المسلمين بالخير ؟
أفيدوا مأجورين ، والسلام عليكم ورحمة الله
وبركاته .
محمد حلمي نور الدين
بتفتيش ري الجيزة
بسم الله الرحمن الرحيم ، والحمد لله ، والصلاة
على سيدنا محمد ، وعلى آله وصحبه :
( 1 ) قرأت ما دار بين الكتاب الفضلاء على صفحات المجلتين المذكورتين وكثير من حضراتهم أصدقاء لنا ، وكلهم يعمل لخدمة الدعوة الإسلامية ويرجو للمسلمين النهوض من كبوتهم والإقالة من عثرتهم مخلصًا من قلبه ، والحق أني أنا شخصيًّا لا أفهم معنى لإثارة هذا الموضوع في وقت نحن أحوج ما نكون فيه إلى الوحدة والتآزر على إحياء تعاليم الإسلام في نفوس المسلمين .
إن الفريقين مؤمنان أعمق الإيمان بأن ما جاء من هذه الآيات وما صح من الأحاديث التي تعرضت لصفات الباري عز وجل كلها حق لا جدال في صدقها ولا خلاف ، فقوله تعالى :
[ الرَّحْمَنُ عَلَى العَرْشِ اسْتَوَى ]( طه :5 )
و [ يَدُ اللَّهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ ]( الفتح : 10 )
و [كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلاَّ وَجْهَهُ ]( القصص : 88 )
و [وَهُوَ القَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ ]( الأنعام: 18 )
وكل ما نحا هذا المنحى من الآيات والأحاديث التي تثبت صحتها فنيًّا ، كل ذلك موضع إيمان وتصديق وتسليم من الفريقين كليهما .
الفريقان كذلك مؤمنان أعمق الإيمان بأن قوله تعالى :
[ لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ ]( الشورى : 11 )
وقوله تعالى : [ وَلَمْ يَكُن لَّهُ كُفُواً أَحَدٌ ](الإِخلاص : 4)
كل ذلك حق لا مرية فيه ، فلا يشبه الباري أحدًا من خلقه في شيء من صفاته ، ولا يشبهه أحد من هؤلاء الخلق كذلك .
وحقيقة ثالثة يؤمن بها الفريقان أيضًا وهي أن ذات الباري - جل وعلا - وصفاته فوق متناول إدراك العقل البشري الصغير الذي يعجز عن معرفة حقائق ما حوله من عالم الحس فضلاً عن عالم الروح فضلاً عن الملأ الأعلى فضلاً عن ذات الله - جل وعلا - وصفاته .
وأسوق هنا قول شارل ريشيه المدرس بجامعة الطب في فرنسا سابقًا في مقدمة كتاب ( الظواهر النفسية ) .
( لماذا لا نصرخ بصوت جهوري أن كل العلم الذي نفخر به إلى هذا الحد ليس إلا إدراكًا لظواهر الأشياء ، وأما حقائقها فتفلت منا ولا تقع تحت مداركنا ،إن حواسنا من القصور والنقص على حال يكاد معها يفلت من شعورها الوجود كل الإفلات ) .
بل قول الله - تبارك وتعالى وهو أصدق القائلين - [ وَمَا أُوتِيتُم مِّنَ العِلْمِ إِلاَّ قَلِيلاً ]( الإسراء : 85 ) .
هذه الحقائق المقررة والمسلَّم بها من الطرفين تجعل الخلاف لا معنى له ، فماذا على كل منهما لو قال ( استوى الله على عرشه استواء تعجز عقولنا عن إدراك حقيقته مع علمنا بأنه لن يكون كاستواء الخلق ) وبذلك نرد علم الحقائق لله - تبارك وتعالى - ونُصيب بذلك الحق ؛ لأن الحق هو أننا في هذا جهلاء أتم الجهل ، وماذا علينا لو سلكنا هذه الطريقة في كل ما ورد على هذا النحو ( فيد الله التي ذكرها في كتابه بأنها من صفاته تعذر عقولنا عن إدراك حقيقتها مع علمنا التام بأنها لن تكون كأيدينا ) وهكذا .
وقد أرشدنا الله - سبحانه وتعالى - إلى الواجب في مثل هذه المعاني ، ووضع لنا أساس النظر فيها ، فقال :
[ هُوَ الَّذِي أَنزَلَ عَلَيْكَ الكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُّحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأَوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلاَّ اللَّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي العِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِّنْ عِندِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلاَّ أُوْلُوا الأَلْبَابِ ]( آل عمران : 7 )
فتأمل قوله - تعالى - : [ وَالرَّاسِخُونَ فِي العِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِّنْ عِندِ رَبِّنَا ]( آل عمران : 7 ) لتعلم هل لنا أن نخوض ونفيض ، أم أن الرسوخ في العلم أن نقول آمنا به كل من عند ربنا ؟
استطراد : لقد أتى على المسلمين حين من الدهر في عصر الانتقال الأول حين نقلتهم حوادث السياسة والاجتماع من دور الجهاد العملي خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم والأئمة الراشدين المهديين من بعده ، حيث كان هم المسلم إذ ذاك أن يؤدي فريضة ربه ويراقب دخيلة نفسه ويقيم من نفسه حارسًا يحاسبه على كل عمله ثم يمضى في البلاد مجاهدًا في سبيل الله يعرض روحه على الموت في اليوم ألف مرة فلا يظفر إلا بالحياة العزيزة ، وينشر لواء الله في العالمين حتى يدركه الأجل ، فيودع الدنيا شهيدًا سعيدًا ، حين انتقل المسلمون من هذا الدور إلى دور الاستمتاع بمظاهر دنياهم الجديدة ، والإقبال على تنظيم ملكهم الواسع ، والاستفادة من ثمار هذه الحضارات والمدن التي اتصلوا بها ودخلت عليهم آثارها من كل مكان عمرانية واجتماعية وثقافية وعلمية ، فترجموا العلوم الأجنبية وتوسعوا في البحث فيها ومزجوا كثيرًا منها بتعاليم الدين السمحة السهلة ، فسلكوا بدينهم مسلكًا فلسفيًّا قياسيًّا وقد جاءهم فطريًّا نبويًّا فوق العلوم والفلسفات يخاطب الفطرة من غير وساطة ويجذب القلوب بما فيه من جمال وروحانية وصدق توجيه .
في هذا الدور وفي وسط هذه المعمعة انقسم علماء الإسلام إلى معسكرين : معسكر يدعو إلى تطبيق نظريات الدين على نظريات الفلسفة والمزج بينهما ، وبذلك يصطبغ الدين بآراء الفلاسفة ، فيذهب عنه جلال النبوة وروعة الوحي وسماحة الفطرة ، وتتقيد الفلسفة بقداسة الدين وجلال العقيدة فتنزل بذلك عن أخص خصائصها ؛ وإنما الفلسفة تفكير دائم متواصل فيه الخطأ وفيه الصواب ، وفيه الشك وفيه اليقين ، والخطأ فيها سلم للإصابة والشك عندها باعث من بواعث الإيمان ، وهذا المعسكر أطلق على نفسه أو أطلق الناس عليه ألقابًا كثيرة ؛ فهم أهل الرأي وهم أهل القياس وهم النظار وهم المتكلمون على تفاوت بينهم في هذه الألقاب وفي مدى تطبيق هذه الآراء ، ومعسكر يدعو إلى أن يظل الدين بعيدًا عن كل هذا يؤخذ من منابعه الأولى كتاب الله وسنة رسوله ، ويرجع في بيانه وتفصيله إلى الطريقة التي فهمه عليها السلف الصالح - رضوان الله عليهم - وليتناول العقل بعد ذلك ما شاء من البحوث ، ولتجر الفلسفة على أي غرار شاءت ، وليخطئ العلماء الكونيون أو يصيبوا ولكن في ثوب نظري بحت ، قياسي بحت ، لا يتناول عقائد الناس ولا يمس عبادتهم ولا يقرب الحقائق الدينية المقررة المكفولة بتسليم العقل بأحقيتها وصدقها ، وأطلق هذا المعسكر على نفسه أو أطلق الناس عليه أهل الحديث أو السلفيون أو أهل السنة أو أهل الأثر على تفاوت كذلك في هذه الألقاب وفي مدى الأخذ بهذه الفكرة ، ولا شك أن الحق مع هؤلاء ، ولا شك أن المسلمين لو سلكوا هذا السبيل ولم يشتغلوا بهذا الجدل ولم يصبغوا فطرة دينهم بهذه الصبغة ودرجوا على ما كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه ، لكان لهم في ذلك الخير كل الخير ، ولنجوا من انقسامات وفتن كانت من أهم الأسباب لزوال عظمتهم وتوزيع ملكهم ومجدهم ، ولا شك أن كل عاقل يهمه أن يعود للإسلام مجده وعظمته الآن يدعو المسلمين إلى الأخذ بهذا الرأي وهو ما نعمل عليه ، وندعو إليه ، ونسأل الله المعونة فيه ، وفتح مغاليق القلوب لفهمه وفقهه .
كان الأخذ والرد والجذب والشد قويًّا عنيفًا بين الفريقين منذ نجم قرن هذا الخلاف ، وأنت خبير بأن خلافًا كهذا في صدر الإسلام أو قريبًا منه - ولما يمض على المسلمين بعد نبيهم صلى الله عليه وسلم أكثر من قرن من الزمان ، وهو يتصل بالعقيدة وهي أغلى ما يدافع عنه الإنسان - لابد أن يصحبه من مظاهر العنف الشيء الكثير وذلك ما كان ؛ فقد تنابز الفريقان بالألقاب واشتد بينهما التخاصم حتى وصل إلى التكفير والزندقة ، ورمى بعضهم بعضًا بأعظم ما يتصور من التهم ، واستخدمت في ذلك الألفاظ المثيرة .
فأهل الرأي والنظر جهمية معطلة مؤولون حشوية زنادقة لا يعرفون لهم ربًّا ولا يثبتون له صفة ، وأهل الحديث والأثر مشبِّهون مجسمون جامدون متعصبون لا ينزهون الله ولا يقدرون عظمته قدرها ويضعونه في صفة خلقه
.
وأُلقيت إلى جانب ذلك عبارات شديدة ، وأُلفت كتب، وانتصر كل فريق لرأيه ، وبدت الحدة في كل ما قيل وما ألف ؛ لأن تلك طبيعة الموقف ومقتضيات الخلاف .
كان ذلك في هذا الدور الذي ذكرت لك ، ثم نقلت إلينا نحن الآن بعض هذه الآثار والحال غير الحال ، والموقف غير الموقف ، والفرق غير الفرق .
ليس فينا أهل رأي وأهل حديث ، وأنا أعلم أن هذا الحكم قد يكون محل خلاف بيني وبين بعض القارئين ، فها هم يرون فريقين ينتصر كل منهما لفريق ، فما معنى هذا النفي ؟ ولكني أؤكد لحضرات القراء أن طبيعة هذا العصر غير طبيعة العصر الذي شجر فيه هذا الخلاف بين المسلمين ، وأن المشاكل والأفكار التي تشغلنا الآن غير تلك المشاكل والأفكار ، وأن الخلاف في هذه المسائل محصور في نطاق لا يكاد يذكر في بعض المجالس وفي جدران بعض الهيئات ، حتى الأزهر نفسه - وتلك مهمته - مشغول عن هذا الخلاف .
الأمة الآن معسكرات مختلفة ، لكل معسكر فكرته التي يدعو إليها وينادي بها ، فهناك المعسكر الذي يدعو إلى الاندفاع وراء الأفكار والمظاهر الغربية في كل شيء ، وهناك المعسكر الذي يثير المعنى القومي وحده في النفوس ويريد أن يجعله أساسًا للنهوض ، وهناك المعسكر الذي يأخذ بأعناق الناس وجهودهم إلى المسائل السياسية البحتة التي يراد بها استقرار الحكم في الداخل وحفظ الكرامة في الخارج ولا يعنيه إلا هذا ، وهناك معسكرات غير هذه ، ومن وراء ذلك كله معسكر محمدي قرآني يهيب بكل هؤلاء إن الإسلام كفل لكم من السعادة والقوة كل ما تريدون فهلموا إليه .
أريد أن أصل من هذا الاستطراد إلى نتيجتين :
الأولى أننا ليس بيننا في حقيقة الأمر خلاف كالذي بين الفلاسفة والسلفيين في القديم فلا معنى للاحتجاج كذلك بما قال هؤلاء وأولئك ، وأولى لنا جميعًا أن نترك ذلك الدور بما كتب فيه وما كان من أهله في ذمة التاريخ ونرجع جميعًا في ديننا إلى المعين الأصلي الذي ما زال وسيظل صافيًا نقيًّا ، لا تكدره الحوادث ، ولا ينال منه الزمن ، ولا يزعزعه الخلاف ، ذلك هو كتاب الله وسنه رسوله الصحيحة صلى الله عليه وسلم .
(والثانية) أن ننصرف - في صف مؤمن قوي موحد - إلى معالجة مشاكل عصرنا ، ودعوة الناس إلى محاسن هذا الدين وجلاله ، وتقوية معسكرنا معشر المنادين بالإسلام فوق كل المعسكرات حتى يكون له النفوذ الفكري والعملي ، فيعود للإسلام ما كان له من هيمنة على الأرواح والأعمال .
وبعد - فذلك رأيي أيها السائل في موضع الخلاف .
2 - أما هل يجوز للفريقين أن يتقاذفا بهذه التهم على صفحات الجرائد السيارة ، وأن تذاع هذه البحوث على العامة - فذلك ما لا أقرهما عليه ولا أوافقهما فيه ، وفي لين القول وحسن الخطاب مندوحة ، وهذه بحوث دقيقة أولى بها أن تكون بين أهل العلم في حلقهم الخاصة ومجالسهم المحصورة ، وأذكر الفريقين بما رواه البخاري في صحيحه عن علي - كرم الله وجهه - : ( حدِّثوا الناس بما يعرفون ، أتحبون أن يكذَّب الله ورسوله ؟ ! ) .
وما رواه مسلم عن ابن مسعود رضي الله عنه قال : ( ما أنت بمحدث قومًا حديثًا لا تبلغه عقولهم إلا كان لبعضهم فتنة ) فإن كان ولا بد من الكلام في هذه المباحث فليكن ذلك في قول لين وفي بحث هادئ ، حتى لا تسرى عدوى الخلاف والتهاتر من الخاصة إلى العوام وفي ذلك فساد كبير كما هو مشاهد في البلاد التي تشتد فيها العصبية لبعض الآراء ، أقول هذا وأنا أعلم ما سيقال حول هذا الكلام من أن العقيدة أساس كل إصلاح وأن دين الله - تبارك وتعالى - جلي واضح لا خفاء فيه ، ولا يليق أن يكتم فيه شيء عن جميع الناس ، وبأن هذه خصومة في الحق وهي جائزة ، وهذا هو الغضب لله وهو فضيلة ، وهذا هو الدفاع عن دينه وهو واجب ، وهذا من الجهاد بالقول والقلم والقعود عنه إثم ، فكيف يراد منا بعد هذا أن ننصرف إلى إصلاح جزئي والعقيدة فاسدة ؟ وكيف يراد منا أن نجعل هذا الكلام خاصًّا ودين الله عام للناس جميعًا ؟ وأحب أن أقول لمن يدور بفكره أو على لسانه وقلبه مثل هذا القول : احترس أيها الأخ من خداع الألفاظ ومزالق الأسماء ؛ فالعقيدة شيء ، والخلاف في بعض المسائل التي لا يمكن لإنسان أن يعرف حقيقتها شيء آخر ، وأحكام الدين التي هي عامة للناس جميعًا شيء والأسلوب الذي تؤدى به وتقدَّم للناس شيء غيرها ، والخصومة والغضب للدين شيء وخلق هذه الخصومة وإثارة الفتنة بها شيء ثان ، ولم لا يكون هذا من الجدل المنهي عنه ، ومن المراء الذي أغضب رسول الله أشد الغضب على المتمارين ، حتى جعله يقول :
( 1 ) ( ما ضل قوم بعد هدى كانوا عليه إلا أوتوا الجدل ثم قرأ : [ مَا ضَرَبُوهُ لَكَ إِلاَّ جَدَلاً ]( الزخرف : 58 ) رواه الترمذي ، وابن ماجه ، وقال الترمذي : حسن صحيح .
( 2 ) ويقول : ( من ترك المراء وهو مبطل بُني له بيت في ربض الجنة ، ومن تركه وهو محق بُني له في وسطها ، ومن حسن خلقه بُني له في أعلاها ) رواه أبو داود ، والترمذي ، والبيهقي ، وغيرهم ، وحسنه الترمذي .
( 3 ) وروى الطبراني في الكبير عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه ، قال : كنا جلوسًا عند باب رسول الله صلى الله عليه وسلم نتذاكر ، ينزع هذا بآية وينزع هذا بآية ، فخرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم كأنما تفقأ في وجهه حب الرمان ، فقال : ( ما هؤلاء ، أبهذا بعثتم أم بهذا أمرتم ؟ لا ترجعوا بعدي كفارًا يضرب بعضكم رقاب بعض ) .
( 4 ) وعن أبي الدرداء ، وواثلة بن الأسقع ، وأنس بن مالك - رضي الله عنهم - ، قالوا : ( خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم يومًا ونحن نتمارى في شيء من أنباء الدين ، فغضب غضبًا شديدًا لم يغضب مثله ، ثم انتهرنا فقال : (مهلاً يا أمة محمد إنما هلك من كان قبلكم بهذا ، ذروا المراء لقلة خيره .
ذروا المراء فإن المؤمن لا يماري ، ذروا المراء فإن المماري قد تمت خسارته ، ذروا المراء فكفى إثما ألا تزال مماريًا ، ذروا المراء فإن المماري لا أشفع له يوم القيامة ، ذروا المراء فأنا زعيم بثلاثة أبيات في الجنة في رياضها ووسطها وأعلاها لمن ترك المراء وهو صادق ، ذروا المراء فإن أول ما نهاني عنه ربي بعد عبادة الأوثان - المراء ) رواه الطبراني في الكبير أيضًا .
وقد يقال : إن المراء شيء وما نحن فيه شيء آخر ، فأقول : إن لم يكنه فهو نوع منه ، ومن حام حول الحمى أوشك أن يقع فيه ، واتقاء الشبهات استبراء للدين ، والورع أن تدع ما لا بأس به مخافة الوقوع فيما فيه بأس ، فهل بعد ذلك مذهب لذاهب أيها الإخوان ؟
( 3 ) وأما العمل على التوفيق بين الفريقين فنعمَّا هو ، وما أحبه إلى النفس ، وما أعظم فائدته ، وإنا لمحاولون ذلك - إن شاء الله - وأعتقد أن كثيرًا من المختلفين لو التقى بعضهم ببعض وتركوا طريقة التحاور الكتابي إلى طريقة التفاهم الشفهي لأنتج هذا التعارف خيرًا كثيرًا ، ولأدى إلى حل كثير من الخلافات في هدوء وفي توفير للوقت والمجهود ، وحينئذ يستطيع كل رئيس جماعة أن يتقدم إلى جماعته برأي موحد أو بفكرة عامة فيؤدي ذلك إلى الوحدة المنشودة - إن شاء الله -وسنترقب الفرصة المناسبة
لمثل هذا الاجتماع فنعمل على تحقيقه - إن شاء الله - والله حسبنا ونعم الوكيل
قبل رمي قواعد المشروع ايها الاحبه علينا اولا ان نمر علي راي شيخنا الامام حسن البنا رحمه الله وذلك في التقريب بين السلفيين والاشاعره، فرأي عالمنا الجليل مهم جدا لاستقراء الحدث ،وقد قرأته عشرات المرات ولم امل الي الان من قرائته، لذلك ادعوكم جميعا الي قرائته وابداء ارائكم نحوه.
كلمه الامام
حسن البنا للفريقين
فلقد سئل الامام حسن البنا رحمه الله في ماهيه الخلاف حول ايات الاسماء والصفات ومذهب السلف والخلف وذلك في مجله المنار اليكم السؤال والجواب معا
سيدي الأستاذ محرر المنار الأغر ، السلام عليكم
ورحمة الله وبركاته (وبعد) :
فلعلكم قرأتم ما دار من الحوار بين كتَّاب مجلة
الإسلام ومجلة الهدي النبوي حول آيات الصفات وأحاديثها ومذهب السلف والخلف ، فما
وجه الحق في هذا الخلاف ؟
وهل يجوز شرعًا أن يتقاذف الفضلاء من المسلمين
بهذه التهم على صفحات الجرائد السيارة ، وأن تذاع مثل هذه البحوث على العامة ؟
وهلا يمكن أن تعملوا على التوفيق بين الفريقين
حتى تنصرف القوى إلى ما يعود على المسلمين بالخير ؟
أفيدوا مأجورين ، والسلام عليكم ورحمة الله
وبركاته .
محمد حلمي نور الدين
بتفتيش ري الجيزة
بسم الله الرحمن الرحيم ، والحمد لله ، والصلاة
على سيدنا محمد ، وعلى آله وصحبه :
( 1 ) قرأت ما دار بين الكتاب الفضلاء على صفحات المجلتين المذكورتين وكثير من حضراتهم أصدقاء لنا ، وكلهم يعمل لخدمة الدعوة الإسلامية ويرجو للمسلمين النهوض من كبوتهم والإقالة من عثرتهم مخلصًا من قلبه ، والحق أني أنا شخصيًّا لا أفهم معنى لإثارة هذا الموضوع في وقت نحن أحوج ما نكون فيه إلى الوحدة والتآزر على إحياء تعاليم الإسلام في نفوس المسلمين .
إن الفريقين مؤمنان أعمق الإيمان بأن ما جاء من هذه الآيات وما صح من الأحاديث التي تعرضت لصفات الباري عز وجل كلها حق لا جدال في صدقها ولا خلاف ، فقوله تعالى :
[ الرَّحْمَنُ عَلَى العَرْشِ اسْتَوَى ]( طه :5 )
و [ يَدُ اللَّهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ ]( الفتح : 10 )
و [كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلاَّ وَجْهَهُ ]( القصص : 88 )
و [وَهُوَ القَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ ]( الأنعام: 18 )
وكل ما نحا هذا المنحى من الآيات والأحاديث التي تثبت صحتها فنيًّا ، كل ذلك موضع إيمان وتصديق وتسليم من الفريقين كليهما .
الفريقان كذلك مؤمنان أعمق الإيمان بأن قوله تعالى :
[ لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ ]( الشورى : 11 )
وقوله تعالى : [ وَلَمْ يَكُن لَّهُ كُفُواً أَحَدٌ ](الإِخلاص : 4)
كل ذلك حق لا مرية فيه ، فلا يشبه الباري أحدًا من خلقه في شيء من صفاته ، ولا يشبهه أحد من هؤلاء الخلق كذلك .
وحقيقة ثالثة يؤمن بها الفريقان أيضًا وهي أن ذات الباري - جل وعلا - وصفاته فوق متناول إدراك العقل البشري الصغير الذي يعجز عن معرفة حقائق ما حوله من عالم الحس فضلاً عن عالم الروح فضلاً عن الملأ الأعلى فضلاً عن ذات الله - جل وعلا - وصفاته .
وأسوق هنا قول شارل ريشيه المدرس بجامعة الطب في فرنسا سابقًا في مقدمة كتاب ( الظواهر النفسية ) .
( لماذا لا نصرخ بصوت جهوري أن كل العلم الذي نفخر به إلى هذا الحد ليس إلا إدراكًا لظواهر الأشياء ، وأما حقائقها فتفلت منا ولا تقع تحت مداركنا ،إن حواسنا من القصور والنقص على حال يكاد معها يفلت من شعورها الوجود كل الإفلات ) .
بل قول الله - تبارك وتعالى وهو أصدق القائلين - [ وَمَا أُوتِيتُم مِّنَ العِلْمِ إِلاَّ قَلِيلاً ]( الإسراء : 85 ) .
هذه الحقائق المقررة والمسلَّم بها من الطرفين تجعل الخلاف لا معنى له ، فماذا على كل منهما لو قال ( استوى الله على عرشه استواء تعجز عقولنا عن إدراك حقيقته مع علمنا بأنه لن يكون كاستواء الخلق ) وبذلك نرد علم الحقائق لله - تبارك وتعالى - ونُصيب بذلك الحق ؛ لأن الحق هو أننا في هذا جهلاء أتم الجهل ، وماذا علينا لو سلكنا هذه الطريقة في كل ما ورد على هذا النحو ( فيد الله التي ذكرها في كتابه بأنها من صفاته تعذر عقولنا عن إدراك حقيقتها مع علمنا التام بأنها لن تكون كأيدينا ) وهكذا .
وقد أرشدنا الله - سبحانه وتعالى - إلى الواجب في مثل هذه المعاني ، ووضع لنا أساس النظر فيها ، فقال :
[ هُوَ الَّذِي أَنزَلَ عَلَيْكَ الكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُّحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأَوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلاَّ اللَّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي العِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِّنْ عِندِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلاَّ أُوْلُوا الأَلْبَابِ ]( آل عمران : 7 )
فتأمل قوله - تعالى - : [ وَالرَّاسِخُونَ فِي العِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِّنْ عِندِ رَبِّنَا ]( آل عمران : 7 ) لتعلم هل لنا أن نخوض ونفيض ، أم أن الرسوخ في العلم أن نقول آمنا به كل من عند ربنا ؟
استطراد : لقد أتى على المسلمين حين من الدهر في عصر الانتقال الأول حين نقلتهم حوادث السياسة والاجتماع من دور الجهاد العملي خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم والأئمة الراشدين المهديين من بعده ، حيث كان هم المسلم إذ ذاك أن يؤدي فريضة ربه ويراقب دخيلة نفسه ويقيم من نفسه حارسًا يحاسبه على كل عمله ثم يمضى في البلاد مجاهدًا في سبيل الله يعرض روحه على الموت في اليوم ألف مرة فلا يظفر إلا بالحياة العزيزة ، وينشر لواء الله في العالمين حتى يدركه الأجل ، فيودع الدنيا شهيدًا سعيدًا ، حين انتقل المسلمون من هذا الدور إلى دور الاستمتاع بمظاهر دنياهم الجديدة ، والإقبال على تنظيم ملكهم الواسع ، والاستفادة من ثمار هذه الحضارات والمدن التي اتصلوا بها ودخلت عليهم آثارها من كل مكان عمرانية واجتماعية وثقافية وعلمية ، فترجموا العلوم الأجنبية وتوسعوا في البحث فيها ومزجوا كثيرًا منها بتعاليم الدين السمحة السهلة ، فسلكوا بدينهم مسلكًا فلسفيًّا قياسيًّا وقد جاءهم فطريًّا نبويًّا فوق العلوم والفلسفات يخاطب الفطرة من غير وساطة ويجذب القلوب بما فيه من جمال وروحانية وصدق توجيه .
في هذا الدور وفي وسط هذه المعمعة انقسم علماء الإسلام إلى معسكرين : معسكر يدعو إلى تطبيق نظريات الدين على نظريات الفلسفة والمزج بينهما ، وبذلك يصطبغ الدين بآراء الفلاسفة ، فيذهب عنه جلال النبوة وروعة الوحي وسماحة الفطرة ، وتتقيد الفلسفة بقداسة الدين وجلال العقيدة فتنزل بذلك عن أخص خصائصها ؛ وإنما الفلسفة تفكير دائم متواصل فيه الخطأ وفيه الصواب ، وفيه الشك وفيه اليقين ، والخطأ فيها سلم للإصابة والشك عندها باعث من بواعث الإيمان ، وهذا المعسكر أطلق على نفسه أو أطلق الناس عليه ألقابًا كثيرة ؛ فهم أهل الرأي وهم أهل القياس وهم النظار وهم المتكلمون على تفاوت بينهم في هذه الألقاب وفي مدى تطبيق هذه الآراء ، ومعسكر يدعو إلى أن يظل الدين بعيدًا عن كل هذا يؤخذ من منابعه الأولى كتاب الله وسنة رسوله ، ويرجع في بيانه وتفصيله إلى الطريقة التي فهمه عليها السلف الصالح - رضوان الله عليهم - وليتناول العقل بعد ذلك ما شاء من البحوث ، ولتجر الفلسفة على أي غرار شاءت ، وليخطئ العلماء الكونيون أو يصيبوا ولكن في ثوب نظري بحت ، قياسي بحت ، لا يتناول عقائد الناس ولا يمس عبادتهم ولا يقرب الحقائق الدينية المقررة المكفولة بتسليم العقل بأحقيتها وصدقها ، وأطلق هذا المعسكر على نفسه أو أطلق الناس عليه أهل الحديث أو السلفيون أو أهل السنة أو أهل الأثر على تفاوت كذلك في هذه الألقاب وفي مدى الأخذ بهذه الفكرة ، ولا شك أن الحق مع هؤلاء ، ولا شك أن المسلمين لو سلكوا هذا السبيل ولم يشتغلوا بهذا الجدل ولم يصبغوا فطرة دينهم بهذه الصبغة ودرجوا على ما كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه ، لكان لهم في ذلك الخير كل الخير ، ولنجوا من انقسامات وفتن كانت من أهم الأسباب لزوال عظمتهم وتوزيع ملكهم ومجدهم ، ولا شك أن كل عاقل يهمه أن يعود للإسلام مجده وعظمته الآن يدعو المسلمين إلى الأخذ بهذا الرأي وهو ما نعمل عليه ، وندعو إليه ، ونسأل الله المعونة فيه ، وفتح مغاليق القلوب لفهمه وفقهه .
كان الأخذ والرد والجذب والشد قويًّا عنيفًا بين الفريقين منذ نجم قرن هذا الخلاف ، وأنت خبير بأن خلافًا كهذا في صدر الإسلام أو قريبًا منه - ولما يمض على المسلمين بعد نبيهم صلى الله عليه وسلم أكثر من قرن من الزمان ، وهو يتصل بالعقيدة وهي أغلى ما يدافع عنه الإنسان - لابد أن يصحبه من مظاهر العنف الشيء الكثير وذلك ما كان ؛ فقد تنابز الفريقان بالألقاب واشتد بينهما التخاصم حتى وصل إلى التكفير والزندقة ، ورمى بعضهم بعضًا بأعظم ما يتصور من التهم ، واستخدمت في ذلك الألفاظ المثيرة .
فأهل الرأي والنظر جهمية معطلة مؤولون حشوية زنادقة لا يعرفون لهم ربًّا ولا يثبتون له صفة ، وأهل الحديث والأثر مشبِّهون مجسمون جامدون متعصبون لا ينزهون الله ولا يقدرون عظمته قدرها ويضعونه في صفة خلقه
.
وأُلقيت إلى جانب ذلك عبارات شديدة ، وأُلفت كتب، وانتصر كل فريق لرأيه ، وبدت الحدة في كل ما قيل وما ألف ؛ لأن تلك طبيعة الموقف ومقتضيات الخلاف .
كان ذلك في هذا الدور الذي ذكرت لك ، ثم نقلت إلينا نحن الآن بعض هذه الآثار والحال غير الحال ، والموقف غير الموقف ، والفرق غير الفرق .
ليس فينا أهل رأي وأهل حديث ، وأنا أعلم أن هذا الحكم قد يكون محل خلاف بيني وبين بعض القارئين ، فها هم يرون فريقين ينتصر كل منهما لفريق ، فما معنى هذا النفي ؟ ولكني أؤكد لحضرات القراء أن طبيعة هذا العصر غير طبيعة العصر الذي شجر فيه هذا الخلاف بين المسلمين ، وأن المشاكل والأفكار التي تشغلنا الآن غير تلك المشاكل والأفكار ، وأن الخلاف في هذه المسائل محصور في نطاق لا يكاد يذكر في بعض المجالس وفي جدران بعض الهيئات ، حتى الأزهر نفسه - وتلك مهمته - مشغول عن هذا الخلاف .
الأمة الآن معسكرات مختلفة ، لكل معسكر فكرته التي يدعو إليها وينادي بها ، فهناك المعسكر الذي يدعو إلى الاندفاع وراء الأفكار والمظاهر الغربية في كل شيء ، وهناك المعسكر الذي يثير المعنى القومي وحده في النفوس ويريد أن يجعله أساسًا للنهوض ، وهناك المعسكر الذي يأخذ بأعناق الناس وجهودهم إلى المسائل السياسية البحتة التي يراد بها استقرار الحكم في الداخل وحفظ الكرامة في الخارج ولا يعنيه إلا هذا ، وهناك معسكرات غير هذه ، ومن وراء ذلك كله معسكر محمدي قرآني يهيب بكل هؤلاء إن الإسلام كفل لكم من السعادة والقوة كل ما تريدون فهلموا إليه .
أريد أن أصل من هذا الاستطراد إلى نتيجتين :
الأولى أننا ليس بيننا في حقيقة الأمر خلاف كالذي بين الفلاسفة والسلفيين في القديم فلا معنى للاحتجاج كذلك بما قال هؤلاء وأولئك ، وأولى لنا جميعًا أن نترك ذلك الدور بما كتب فيه وما كان من أهله في ذمة التاريخ ونرجع جميعًا في ديننا إلى المعين الأصلي الذي ما زال وسيظل صافيًا نقيًّا ، لا تكدره الحوادث ، ولا ينال منه الزمن ، ولا يزعزعه الخلاف ، ذلك هو كتاب الله وسنه رسوله الصحيحة صلى الله عليه وسلم .
(والثانية) أن ننصرف - في صف مؤمن قوي موحد - إلى معالجة مشاكل عصرنا ، ودعوة الناس إلى محاسن هذا الدين وجلاله ، وتقوية معسكرنا معشر المنادين بالإسلام فوق كل المعسكرات حتى يكون له النفوذ الفكري والعملي ، فيعود للإسلام ما كان له من هيمنة على الأرواح والأعمال .
وبعد - فذلك رأيي أيها السائل في موضع الخلاف .
2 - أما هل يجوز للفريقين أن يتقاذفا بهذه التهم على صفحات الجرائد السيارة ، وأن تذاع هذه البحوث على العامة - فذلك ما لا أقرهما عليه ولا أوافقهما فيه ، وفي لين القول وحسن الخطاب مندوحة ، وهذه بحوث دقيقة أولى بها أن تكون بين أهل العلم في حلقهم الخاصة ومجالسهم المحصورة ، وأذكر الفريقين بما رواه البخاري في صحيحه عن علي - كرم الله وجهه - : ( حدِّثوا الناس بما يعرفون ، أتحبون أن يكذَّب الله ورسوله ؟ ! ) .
وما رواه مسلم عن ابن مسعود رضي الله عنه قال : ( ما أنت بمحدث قومًا حديثًا لا تبلغه عقولهم إلا كان لبعضهم فتنة ) فإن كان ولا بد من الكلام في هذه المباحث فليكن ذلك في قول لين وفي بحث هادئ ، حتى لا تسرى عدوى الخلاف والتهاتر من الخاصة إلى العوام وفي ذلك فساد كبير كما هو مشاهد في البلاد التي تشتد فيها العصبية لبعض الآراء ، أقول هذا وأنا أعلم ما سيقال حول هذا الكلام من أن العقيدة أساس كل إصلاح وأن دين الله - تبارك وتعالى - جلي واضح لا خفاء فيه ، ولا يليق أن يكتم فيه شيء عن جميع الناس ، وبأن هذه خصومة في الحق وهي جائزة ، وهذا هو الغضب لله وهو فضيلة ، وهذا هو الدفاع عن دينه وهو واجب ، وهذا من الجهاد بالقول والقلم والقعود عنه إثم ، فكيف يراد منا بعد هذا أن ننصرف إلى إصلاح جزئي والعقيدة فاسدة ؟ وكيف يراد منا أن نجعل هذا الكلام خاصًّا ودين الله عام للناس جميعًا ؟ وأحب أن أقول لمن يدور بفكره أو على لسانه وقلبه مثل هذا القول : احترس أيها الأخ من خداع الألفاظ ومزالق الأسماء ؛ فالعقيدة شيء ، والخلاف في بعض المسائل التي لا يمكن لإنسان أن يعرف حقيقتها شيء آخر ، وأحكام الدين التي هي عامة للناس جميعًا شيء والأسلوب الذي تؤدى به وتقدَّم للناس شيء غيرها ، والخصومة والغضب للدين شيء وخلق هذه الخصومة وإثارة الفتنة بها شيء ثان ، ولم لا يكون هذا من الجدل المنهي عنه ، ومن المراء الذي أغضب رسول الله أشد الغضب على المتمارين ، حتى جعله يقول :
( 1 ) ( ما ضل قوم بعد هدى كانوا عليه إلا أوتوا الجدل ثم قرأ : [ مَا ضَرَبُوهُ لَكَ إِلاَّ جَدَلاً ]( الزخرف : 58 ) رواه الترمذي ، وابن ماجه ، وقال الترمذي : حسن صحيح .
( 2 ) ويقول : ( من ترك المراء وهو مبطل بُني له بيت في ربض الجنة ، ومن تركه وهو محق بُني له في وسطها ، ومن حسن خلقه بُني له في أعلاها ) رواه أبو داود ، والترمذي ، والبيهقي ، وغيرهم ، وحسنه الترمذي .
( 3 ) وروى الطبراني في الكبير عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه ، قال : كنا جلوسًا عند باب رسول الله صلى الله عليه وسلم نتذاكر ، ينزع هذا بآية وينزع هذا بآية ، فخرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم كأنما تفقأ في وجهه حب الرمان ، فقال : ( ما هؤلاء ، أبهذا بعثتم أم بهذا أمرتم ؟ لا ترجعوا بعدي كفارًا يضرب بعضكم رقاب بعض ) .
( 4 ) وعن أبي الدرداء ، وواثلة بن الأسقع ، وأنس بن مالك - رضي الله عنهم - ، قالوا : ( خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم يومًا ونحن نتمارى في شيء من أنباء الدين ، فغضب غضبًا شديدًا لم يغضب مثله ، ثم انتهرنا فقال : (مهلاً يا أمة محمد إنما هلك من كان قبلكم بهذا ، ذروا المراء لقلة خيره .
ذروا المراء فإن المؤمن لا يماري ، ذروا المراء فإن المماري قد تمت خسارته ، ذروا المراء فكفى إثما ألا تزال مماريًا ، ذروا المراء فإن المماري لا أشفع له يوم القيامة ، ذروا المراء فأنا زعيم بثلاثة أبيات في الجنة في رياضها ووسطها وأعلاها لمن ترك المراء وهو صادق ، ذروا المراء فإن أول ما نهاني عنه ربي بعد عبادة الأوثان - المراء ) رواه الطبراني في الكبير أيضًا .
وقد يقال : إن المراء شيء وما نحن فيه شيء آخر ، فأقول : إن لم يكنه فهو نوع منه ، ومن حام حول الحمى أوشك أن يقع فيه ، واتقاء الشبهات استبراء للدين ، والورع أن تدع ما لا بأس به مخافة الوقوع فيما فيه بأس ، فهل بعد ذلك مذهب لذاهب أيها الإخوان ؟
( 3 ) وأما العمل على التوفيق بين الفريقين فنعمَّا هو ، وما أحبه إلى النفس ، وما أعظم فائدته ، وإنا لمحاولون ذلك - إن شاء الله - وأعتقد أن كثيرًا من المختلفين لو التقى بعضهم ببعض وتركوا طريقة التحاور الكتابي إلى طريقة التفاهم الشفهي لأنتج هذا التعارف خيرًا كثيرًا ، ولأدى إلى حل كثير من الخلافات في هدوء وفي توفير للوقت والمجهود ، وحينئذ يستطيع كل رئيس جماعة أن يتقدم إلى جماعته برأي موحد أو بفكرة عامة فيؤدي ذلك إلى الوحدة المنشودة - إن شاء الله -وسنترقب الفرصة المناسبة
لمثل هذا الاجتماع فنعمل على تحقيقه - إن شاء الله - والله حسبنا ونعم الوكيل
عدل سابقا من قبل سامح عسكر في الأحد أغسطس 04, 2019 12:11 am عدل 1 مرات
صفحتي على الفيس بوك
الحرية هي مطلب العُقلاء..ولكن من يجعل نفسه أسيراً لردود أفعال الآخرين فهو ليس حُرّاً....إصنع الهدف بنفسك ولا تنتظر عطف وشفقة الناس عليك..ولو كنت قويا ستنجح....سامح عسكر
رد: مشروع تقارب بين السلفيين والأشاعرة (متجدد)
بفضل الله تم نشر المشروع واخراجه الي النور
معكم باذن الله لحظه بلحظه لقياس ردات الفعل كمرحله اولي ومن ثم نبني خطواتنا التاليه
اولا:المواقع السلفيه
المجلس العلمي للالوكه
http://majles.alukah.net/showthread.php?t=72653
موقع صوفيه حضرموت السلفي
http://www.soufia-h.net/showthread.php?t=8828
موقع حضرموت السلفي
http://www.hdrmut.net/vb/t386650.html
موقع شبكه الدفاع عن السنه
http://www.dd-sunnah.net/forum/showthread.php?p=1114340
موقع فرسان الحق(موجود في ركن الشكاوي الخاص بي)
http://www.forsanelhaq.com/showthread.php?t=199319
ثانيا: المواقع الاشعريه
موقع الصوفيه
http://www.soufia.org/vb/showthread.php?t=15807
موقع الحوار الاسلامي
http://al7ewar.net/forum/showthread.php?t=24899
موقع النخبه
http://www.nokhbah.net/vb/showthread.php?p=48268
موقع الازهريين
http://www.azahera.net/showthread.php?p=35831
موقع الاصلين
http://www.aslein.net/showthread.php?t=13287
ثالثا: المواقع الدعويه العامه والسياسيه
موقع الملتقي (الاخوان المسلمين)
http://www.ikhwan.net/forum/showthread.php?145280-%E3%D4%D1%E6%DA-%CA%DE%C7%D1%C8-%C8%ED%E4-%C7%E1%D3%E1%DD%ED%ED%E4-%E6%C7%E1%C7%D4%C7%DA%D1%E5%28%E3%CA%CC%CF%CF%29
شبكه فلسطين للحوار
http://paldf.net/forum/showthread.php?p=9862536
موقع الدكتور طارق سويدان
http://www.suwaidan.com/vb1/showthread.php?t=54200
موقع الجزيره توك(قناه الجزيره)
http://aljazeeratalk.net/forum/showthread.php?p=3454605
موقع مجله اقلام الثقافيه
http://www.aklaam.net/forum/showthread.php?p=298240
موقع الجمعيه الدوليه للمترجمين واللغويين العرب
http://wata.cc/forums/showthread.php?p=607166
موقع شبوه نت
http://forum.sh3bwah.maktoob.com/t305491.html
موقع الداعيه مصطفي حسني
http://forum.mustafahosny.com/showthread.php?p=2240273#post2240273
هذا النشر للمتابعه وقياس ردات الفعل والبناء عليها مستقبلا باذن الله بحيث يتم استنتاج مدي الخلافات والعمل علي محاوله وضع اطر لتحديد النزاع والتفكير باذن الله في وضع نقاط متفق عليها خدمه لمصالح الامه.
نرجو التعاون من الجميع
معكم باذن الله لحظه بلحظه لقياس ردات الفعل كمرحله اولي ومن ثم نبني خطواتنا التاليه
اولا:المواقع السلفيه
المجلس العلمي للالوكه
http://majles.alukah.net/showthread.php?t=72653
موقع صوفيه حضرموت السلفي
http://www.soufia-h.net/showthread.php?t=8828
موقع حضرموت السلفي
http://www.hdrmut.net/vb/t386650.html
موقع شبكه الدفاع عن السنه
http://www.dd-sunnah.net/forum/showthread.php?p=1114340
موقع فرسان الحق(موجود في ركن الشكاوي الخاص بي)
http://www.forsanelhaq.com/showthread.php?t=199319
ثانيا: المواقع الاشعريه
موقع الصوفيه
http://www.soufia.org/vb/showthread.php?t=15807
موقع الحوار الاسلامي
http://al7ewar.net/forum/showthread.php?t=24899
موقع النخبه
http://www.nokhbah.net/vb/showthread.php?p=48268
موقع الازهريين
http://www.azahera.net/showthread.php?p=35831
موقع الاصلين
http://www.aslein.net/showthread.php?t=13287
ثالثا: المواقع الدعويه العامه والسياسيه
موقع الملتقي (الاخوان المسلمين)
http://www.ikhwan.net/forum/showthread.php?145280-%E3%D4%D1%E6%DA-%CA%DE%C7%D1%C8-%C8%ED%E4-%C7%E1%D3%E1%DD%ED%ED%E4-%E6%C7%E1%C7%D4%C7%DA%D1%E5%28%E3%CA%CC%CF%CF%29
شبكه فلسطين للحوار
http://paldf.net/forum/showthread.php?p=9862536
موقع الدكتور طارق سويدان
http://www.suwaidan.com/vb1/showthread.php?t=54200
موقع الجزيره توك(قناه الجزيره)
http://aljazeeratalk.net/forum/showthread.php?p=3454605
موقع مجله اقلام الثقافيه
http://www.aklaam.net/forum/showthread.php?p=298240
موقع الجمعيه الدوليه للمترجمين واللغويين العرب
http://wata.cc/forums/showthread.php?p=607166
موقع شبوه نت
http://forum.sh3bwah.maktoob.com/t305491.html
موقع الداعيه مصطفي حسني
http://forum.mustafahosny.com/showthread.php?p=2240273#post2240273
هذا النشر للمتابعه وقياس ردات الفعل والبناء عليها مستقبلا باذن الله بحيث يتم استنتاج مدي الخلافات والعمل علي محاوله وضع اطر لتحديد النزاع والتفكير باذن الله في وضع نقاط متفق عليها خدمه لمصالح الامه.
نرجو التعاون من الجميع
صفحتي على الفيس بوك
الحرية هي مطلب العُقلاء..ولكن من يجعل نفسه أسيراً لردود أفعال الآخرين فهو ليس حُرّاً....إصنع الهدف بنفسك ولا تنتظر عطف وشفقة الناس عليك..ولو كنت قويا ستنجح....سامح عسكر
السلفى- عضو مشارك
- الديانه : الاسلام
البلد : مصر
عدد المساهمات : 59
نقاط : 5184
السٌّمعَة : 0
رد: مشروع تقارب بين السلفيين والأشاعرة (متجدد)
السلفى كتب:وجزاك الله خير
وجزاكم بمثله اخي الكريم
صفحتي على الفيس بوك
الحرية هي مطلب العُقلاء..ولكن من يجعل نفسه أسيراً لردود أفعال الآخرين فهو ليس حُرّاً....إصنع الهدف بنفسك ولا تنتظر عطف وشفقة الناس عليك..ولو كنت قويا ستنجح....سامح عسكر
رد: مشروع تقارب بين السلفيين والأشاعرة (متجدد)
السلام عليكم ورحمه الله
حدث ان اختلف معنا بعض الفضلاء في موقع الاصلين الاشعري علي ماهيه المشروع وقد رددنا عليهم ردا سنعرضه عليكم باذن الله
السلام عليكم ورحمه الله
في دعوات التقريب دوما لا يلزمنا اتباع احد الفريقين، والا فقد افرغنا هذه
الدعوه من مضامينها التي بُنيت عليها، هذا مهم لكي نري شأن المصلحين بين
فئتين كلاهما علي الحق باذن الله، وما نرجوه هو نزع التعصب كمرحله اولي لكي
يكون المشروع ناجحا ويؤتي ثماره، فهذه الدعوه المباركه-باذن الله-هي محل نظر السلفيين والاشاعره الان وكلاهما يتابع ردود فعل الاخر.
طرح الاخ الفاضل جلال الجهاني استفسارا حول ماهيه قول الامام البنا رحمه
الله ولكن قبل الرد علينا ان نعلم ان بعض ما قاله الامام البنا رحمه الله
هو محل شك من الاخوه السلفيين ايضا كما حدث معكم ،وقد رفضه فريق منهم، وهذه
علامه صحيه-وجهه نظر شخصيه- علي ان قول
الامام البنا كان وسطا بين الفريقين، وهذا شرط اساسي ان تكون علي الحياد
بين طرفين متنازعين علي خلاف هو بالاصل خلاف نسبي تنوعي، واحيانا يأخذ شكل
المتوهم، ولكن الذي يجعل هذا الخلاف ظاهرا بهذا الشكل هو التعصب للاقوال
والشيوخ، وبالتالي نأول النصوص تأويلا خاطئا بغير ما فهمه سلفنا الصالح
رضوان الله عليهم.
نقطه اخري لها اهميه وهي ان الشيخ ابن عبدالوهاب رحمه الله قد رويت عنه
نصوص فوض فيها المعني؟؟ولكن بمواجهه بعض تلاميذه ينكرون هذه النصوص
ويتعصبون لاراء اخري له لا نعلم مدي صحتها او حجيتها عنده، وهذه النقطه
بالذات هي اصل المشروع وهو نزع التعصب كمرحله اولي بعد استقراء اراء
الطرفين فقد روي الشيخ أحمد بن حجر آل بوطامي في كتابه "الشيخ محمد بن عبد
الوهاب وعقيدته" في الجزء الأول صفحة 184 هذا النص فتأملوا معي((بل أقروها
كما جاءت؛ وردوا علمها إلى قائلها، ومعناها إلى المتكلم بها؛ وأخذ ذلك الآخر عن الأول؛ ووصى بعضهم بعضا بحسن الأتباع، وحذروه من اتباع طريق أهل البدع والاختلاف ))وويمكن تحميل الكتاب من هنا.
وقد روي نفس النص الدكتور عبدالعزيز بن محمد العبداللطيف في كتابه "دعاوى
المناوئين لدعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب عرض ونقد" ويمكن تحميل الكتاب من هنا ايضا.
وهذا تصريح ذو دلالات علي ان التفويض لم يكن منكرا عند كبار شيوخ السلفيه
المعاصرين، ومن الممكن جدا البناء علي هذه الافكار ونبحث عن مدي وجود توافق
للرؤي لصالح المسلمين، ولمزيد من الحديث في هذا الشأن اليكم هذين البحثين
عن قضيه التفويض من انشاء وجمع الاخ الفاضل الازهر الاصلي المراقب في
الملتقي الاخواني :
البحث الاول بعنوان تفويض المعني هو مذهب السلف وأتباعهم بحق وهذا رابطه
[/b]http://www.ikhwan.net/forum/showthread.php?14506-%CA%DD%E6%ED%D6-%C7%E1%E3%DA%E4%EC-%E5%E6-%E3%D0%E5%C8-%C7%E1%D3%E1%DD-%E6%C3%CA%C8%C7%DA%E5%E3-%C8%CD%DE
البحث الثاني بعنوان "تفويض المعنى" عند كبار مشايخ الدعوة السلفية المعاصرة وهذا رابطه
http://www.ikhwan.net/forum/showthread.php?14053-quot-%CA%DD%E6%ED%D6-%C7%E1%E3%DA%E4%EC-quot-%DA%E4%CF-%DF%C8%C7%D1-%E3%D4%C7%ED%CE-%C7%E1%CF%DA%E6%C9-%C7%E1%D3%E1%DD%ED%C9-%C7%E1%E3%DA%C7%D5%D1%C9
ولابراز ماهيه الدعوه اكثر سنطرح قولا للامام البنا رحمه الله يناقش نفس القضيه ولكن من زاويه اخري يقول الامام البنا:
"ونحن نعتقد أن رأي السلف من السكوت وتفويض علم هذه
المعاني إلى الله تبارك وتعالى أسلم وأولى بالاتباع ، حسما لمادة التأويل
والتعطيل ، فإن كنت ممن أسعده الله بطمأنينة الإيمان ، وأثلج صدره ببرد
اليقين ، فلا تعدل به بديلا ، ونعتقد إلى جانب هذا أن تأويلات الخلف لا
توجب الحكم عليهم بكفر ولا فسوق ، ولا تستدعي هذا النزاع الطويل بينهم وبين
غيرهم قديما وحديثا ،وصدر الإسلام أوسع من هذا كله ."
وقد لجأ أشد الناس تمسكا برأي السلف ، رضوان الله عليهم ، إلى التأويل في
عدة مواطن ، وهو الإمام أحمد بن حنبل رضي الله عنه ، من ذلك تأويله لحديث
(الحجر الأسود يمين الله في أرضه) وقوله صلى الله عليه وسلم (قلب المؤمن
بين إصبعين من أصابع الرحمن) وقوله صلى الله عليه وسلم (إني لأجد نفس
الرحمن من جانب اليمن) .
وقد رأيت للإمام النووي رضي الله عنه ما يفيد قرب مسافة الخلاف بين الرأيين
مما لا يدع مجالا للنزاع والجدال ، ولا سيما وقد قيد الخلف أنفسهم في
التأويل بجوازه عقلا وشرعا ، بحيث لا يصطدم بأصل من أصول الدين .
قال الرازي في كتابه ( أساس التقديس ) : ( ثم إن جوزنا التأويل اشتغلنا على
سبيل التبرع بذكر تلك التأويلات على التفصيل ، وإن لم نجز التأويل فوضنا
العلم بها إلى الله تعالى ، فهذا هو القانون الكلي المرجوع إليه في جميع
المتشابهات ، وبالله التوفيق ) .
وخلاصة هذا البحث أن السلف والخلف قد اتفقا على أن المراد غير الظاهر
المتعارف بين الخلق ، وهو تأويل في الجملة ، واتفقا كذلك على أن كل تأويل
يصطدم بالأصول الشرعية غير جائز ، فانحصر الخلاف في تأويل الألفاظ بما يجوز
في الشرع ، وهو هين كما ترى ، وأمر لجأ إليه بعض السلف أنفسهم ، وأهم ما
يجب أن تتوجه إليه همم المسلمين الآن توحيد الصفوف ، وجمع الكلمة ما
استطعنا إلى ذلك سبيلا ، والله حسبنا ونعم الوكيل"
بالجمع بيبن هذا النص والنص الاخر سنري ان الامام البنا كان يري ان هذه
الخلافات لم يكن ينبني عليها عمل، بل هي اراء وتصورات منها الصحيح ومنها
الخاطئ والا لم نكن لنختلف، بل اري ان نهج الامام البنا قد اتضح تماما حول
هذه القضيه، فلا مجال الان للسؤال عنها لسببين.
1-ان الذي يريد التقارب لابد ان تتوفر لديه النيه اولا، فلا عمل دون نيه،
فاذا كان البعض الان من الطرفين يضع شروطا، فنسأله سؤالا مباشرا هل توفرت
النيه عنده، ام انه يضع شروطا حفاظا علي نفسه؟؟بنظره سريعه سنري الاخيره هي
الاقرب وهو انه يريد الحفاظ علي نفسه لاعتقاده الراسخ بانه علي حق والاخر
علي ضلال، والحق يقول ان احدهما علي حق والاخر علي ضلال، اذا فسندور في
حلقه مفرغه لا نهايه لها، والاسلم لنا هو فتح باب الحوار(البناء) لعل هناك فهما عسيرا او خاطئا نستنتجه من مجريات الحوار، نري منه في نهايه المطاف بان ما كنا نتعصب له هي اراء.
2-اننا قد بينا ماهيه الدعوه واختصرناها باننا لا نطالب السلفي بأن يكون
اشعريا، ولا الاشعري بان يكون سلفيا، بل نطالب بوضع قوالب فكريه متفقا
عليها والبناء عليها مستقبلا، فعقيده الاثنين واحده تجاه عدد من القضايا
الخلافيه بين المسلمين واقرب مثال علي ذلك قضيتي(عداله الصحايه) و(حجيه
السنه)فهما محل اتفاق بين الطرفين، فلماذا لا تكون هذه القضايا وغيرها من
الاتفاقات تشكل قوالب نبني عليها اهدافنا مستقبلا.
لنا عوده باذن الله ان كان في العمر بقيه
حدث ان اختلف معنا بعض الفضلاء في موقع الاصلين الاشعري علي ماهيه المشروع وقد رددنا عليهم ردا سنعرضه عليكم باذن الله
السلام عليكم ورحمه الله
في دعوات التقريب دوما لا يلزمنا اتباع احد الفريقين، والا فقد افرغنا هذه
الدعوه من مضامينها التي بُنيت عليها، هذا مهم لكي نري شأن المصلحين بين
فئتين كلاهما علي الحق باذن الله، وما نرجوه هو نزع التعصب كمرحله اولي لكي
يكون المشروع ناجحا ويؤتي ثماره، فهذه الدعوه المباركه-باذن الله-هي محل نظر السلفيين والاشاعره الان وكلاهما يتابع ردود فعل الاخر.
طرح الاخ الفاضل جلال الجهاني استفسارا حول ماهيه قول الامام البنا رحمه
الله ولكن قبل الرد علينا ان نعلم ان بعض ما قاله الامام البنا رحمه الله
هو محل شك من الاخوه السلفيين ايضا كما حدث معكم ،وقد رفضه فريق منهم، وهذه
علامه صحيه-وجهه نظر شخصيه- علي ان قول
الامام البنا كان وسطا بين الفريقين، وهذا شرط اساسي ان تكون علي الحياد
بين طرفين متنازعين علي خلاف هو بالاصل خلاف نسبي تنوعي، واحيانا يأخذ شكل
المتوهم، ولكن الذي يجعل هذا الخلاف ظاهرا بهذا الشكل هو التعصب للاقوال
والشيوخ، وبالتالي نأول النصوص تأويلا خاطئا بغير ما فهمه سلفنا الصالح
رضوان الله عليهم.
نقطه اخري لها اهميه وهي ان الشيخ ابن عبدالوهاب رحمه الله قد رويت عنه
نصوص فوض فيها المعني؟؟ولكن بمواجهه بعض تلاميذه ينكرون هذه النصوص
ويتعصبون لاراء اخري له لا نعلم مدي صحتها او حجيتها عنده، وهذه النقطه
بالذات هي اصل المشروع وهو نزع التعصب كمرحله اولي بعد استقراء اراء
الطرفين فقد روي الشيخ أحمد بن حجر آل بوطامي في كتابه "الشيخ محمد بن عبد
الوهاب وعقيدته" في الجزء الأول صفحة 184 هذا النص فتأملوا معي((بل أقروها
كما جاءت؛ وردوا علمها إلى قائلها، ومعناها إلى المتكلم بها؛ وأخذ ذلك الآخر عن الأول؛ ووصى بعضهم بعضا بحسن الأتباع، وحذروه من اتباع طريق أهل البدع والاختلاف ))وويمكن تحميل الكتاب من هنا.
وقد روي نفس النص الدكتور عبدالعزيز بن محمد العبداللطيف في كتابه "دعاوى
المناوئين لدعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب عرض ونقد" ويمكن تحميل الكتاب من هنا ايضا.
وهذا تصريح ذو دلالات علي ان التفويض لم يكن منكرا عند كبار شيوخ السلفيه
المعاصرين، ومن الممكن جدا البناء علي هذه الافكار ونبحث عن مدي وجود توافق
للرؤي لصالح المسلمين، ولمزيد من الحديث في هذا الشأن اليكم هذين البحثين
عن قضيه التفويض من انشاء وجمع الاخ الفاضل الازهر الاصلي المراقب في
الملتقي الاخواني :
البحث الاول بعنوان تفويض المعني هو مذهب السلف وأتباعهم بحق وهذا رابطه
[/b]http://www.ikhwan.net/forum/showthread.php?14506-%CA%DD%E6%ED%D6-%C7%E1%E3%DA%E4%EC-%E5%E6-%E3%D0%E5%C8-%C7%E1%D3%E1%DD-%E6%C3%CA%C8%C7%DA%E5%E3-%C8%CD%DE
البحث الثاني بعنوان "تفويض المعنى" عند كبار مشايخ الدعوة السلفية المعاصرة وهذا رابطه
http://www.ikhwan.net/forum/showthread.php?14053-quot-%CA%DD%E6%ED%D6-%C7%E1%E3%DA%E4%EC-quot-%DA%E4%CF-%DF%C8%C7%D1-%E3%D4%C7%ED%CE-%C7%E1%CF%DA%E6%C9-%C7%E1%D3%E1%DD%ED%C9-%C7%E1%E3%DA%C7%D5%D1%C9
ولابراز ماهيه الدعوه اكثر سنطرح قولا للامام البنا رحمه الله يناقش نفس القضيه ولكن من زاويه اخري يقول الامام البنا:
"ونحن نعتقد أن رأي السلف من السكوت وتفويض علم هذه
المعاني إلى الله تبارك وتعالى أسلم وأولى بالاتباع ، حسما لمادة التأويل
والتعطيل ، فإن كنت ممن أسعده الله بطمأنينة الإيمان ، وأثلج صدره ببرد
اليقين ، فلا تعدل به بديلا ، ونعتقد إلى جانب هذا أن تأويلات الخلف لا
توجب الحكم عليهم بكفر ولا فسوق ، ولا تستدعي هذا النزاع الطويل بينهم وبين
غيرهم قديما وحديثا ،وصدر الإسلام أوسع من هذا كله ."
وقد لجأ أشد الناس تمسكا برأي السلف ، رضوان الله عليهم ، إلى التأويل في
عدة مواطن ، وهو الإمام أحمد بن حنبل رضي الله عنه ، من ذلك تأويله لحديث
(الحجر الأسود يمين الله في أرضه) وقوله صلى الله عليه وسلم (قلب المؤمن
بين إصبعين من أصابع الرحمن) وقوله صلى الله عليه وسلم (إني لأجد نفس
الرحمن من جانب اليمن) .
وقد رأيت للإمام النووي رضي الله عنه ما يفيد قرب مسافة الخلاف بين الرأيين
مما لا يدع مجالا للنزاع والجدال ، ولا سيما وقد قيد الخلف أنفسهم في
التأويل بجوازه عقلا وشرعا ، بحيث لا يصطدم بأصل من أصول الدين .
قال الرازي في كتابه ( أساس التقديس ) : ( ثم إن جوزنا التأويل اشتغلنا على
سبيل التبرع بذكر تلك التأويلات على التفصيل ، وإن لم نجز التأويل فوضنا
العلم بها إلى الله تعالى ، فهذا هو القانون الكلي المرجوع إليه في جميع
المتشابهات ، وبالله التوفيق ) .
وخلاصة هذا البحث أن السلف والخلف قد اتفقا على أن المراد غير الظاهر
المتعارف بين الخلق ، وهو تأويل في الجملة ، واتفقا كذلك على أن كل تأويل
يصطدم بالأصول الشرعية غير جائز ، فانحصر الخلاف في تأويل الألفاظ بما يجوز
في الشرع ، وهو هين كما ترى ، وأمر لجأ إليه بعض السلف أنفسهم ، وأهم ما
يجب أن تتوجه إليه همم المسلمين الآن توحيد الصفوف ، وجمع الكلمة ما
استطعنا إلى ذلك سبيلا ، والله حسبنا ونعم الوكيل"
بالجمع بيبن هذا النص والنص الاخر سنري ان الامام البنا كان يري ان هذه
الخلافات لم يكن ينبني عليها عمل، بل هي اراء وتصورات منها الصحيح ومنها
الخاطئ والا لم نكن لنختلف، بل اري ان نهج الامام البنا قد اتضح تماما حول
هذه القضيه، فلا مجال الان للسؤال عنها لسببين.
1-ان الذي يريد التقارب لابد ان تتوفر لديه النيه اولا، فلا عمل دون نيه،
فاذا كان البعض الان من الطرفين يضع شروطا، فنسأله سؤالا مباشرا هل توفرت
النيه عنده، ام انه يضع شروطا حفاظا علي نفسه؟؟بنظره سريعه سنري الاخيره هي
الاقرب وهو انه يريد الحفاظ علي نفسه لاعتقاده الراسخ بانه علي حق والاخر
علي ضلال، والحق يقول ان احدهما علي حق والاخر علي ضلال، اذا فسندور في
حلقه مفرغه لا نهايه لها، والاسلم لنا هو فتح باب الحوار(البناء) لعل هناك فهما عسيرا او خاطئا نستنتجه من مجريات الحوار، نري منه في نهايه المطاف بان ما كنا نتعصب له هي اراء.
2-اننا قد بينا ماهيه الدعوه واختصرناها باننا لا نطالب السلفي بأن يكون
اشعريا، ولا الاشعري بان يكون سلفيا، بل نطالب بوضع قوالب فكريه متفقا
عليها والبناء عليها مستقبلا، فعقيده الاثنين واحده تجاه عدد من القضايا
الخلافيه بين المسلمين واقرب مثال علي ذلك قضيتي(عداله الصحايه) و(حجيه
السنه)فهما محل اتفاق بين الطرفين، فلماذا لا تكون هذه القضايا وغيرها من
الاتفاقات تشكل قوالب نبني عليها اهدافنا مستقبلا.
لنا عوده باذن الله ان كان في العمر بقيه
عدل سابقا من قبل ابو عبدالرحمن في الخميس ديسمبر 30, 2010 9:36 pm عدل 1 مرات
صفحتي على الفيس بوك
الحرية هي مطلب العُقلاء..ولكن من يجعل نفسه أسيراً لردود أفعال الآخرين فهو ليس حُرّاً....إصنع الهدف بنفسك ولا تنتظر عطف وشفقة الناس عليك..ولو كنت قويا ستنجح....سامح عسكر
رد: مشروع تقارب بين السلفيين والأشاعرة (متجدد)
بعد انتهاء المرحله الاولي من نشر المشروع وقياس ردات الفعل نطرح عليكم اخر اخبار المشروع في المواقع الاخري
فقد تم تثبيت المشروع في موقع الدكتور طارق سويدان
وتم غلق الموضوع في موقع الالوكه السلفي ونحن الان في مناقشات مع الاداره هناك لفتح الموضوع مره ثانيه
وما زالت تجري مناقشات المشروع في المواقع الاخري السلفيه والاشعريه علي السواء
معكم باذن الله لمتابعه اخر اخبار المشروع ولنا عوده بالجديد باذن الله
فقد تم تثبيت المشروع في موقع الدكتور طارق سويدان
وتم غلق الموضوع في موقع الالوكه السلفي ونحن الان في مناقشات مع الاداره هناك لفتح الموضوع مره ثانيه
وما زالت تجري مناقشات المشروع في المواقع الاخري السلفيه والاشعريه علي السواء
معكم باذن الله لمتابعه اخر اخبار المشروع ولنا عوده بالجديد باذن الله
صفحتي على الفيس بوك
الحرية هي مطلب العُقلاء..ولكن من يجعل نفسه أسيراً لردود أفعال الآخرين فهو ليس حُرّاً....إصنع الهدف بنفسك ولا تنتظر عطف وشفقة الناس عليك..ولو كنت قويا ستنجح....سامح عسكر
رد: مشروع تقارب بين السلفيين والأشاعرة (متجدد)
مشروع رائع أخي أبا عبد الرحمان
وفكر راق تجاوز كثيرامن المراحل
ليتنا نتعاون ونتقارب ونزيل هذه الفجوات
والله المستعان
وفكر راق تجاوز كثيرامن المراحل
ليتنا نتعاون ونتقارب ونزيل هذه الفجوات
والله المستعان
<br>
صلاح الدين رجاء- عضو جديد
- الديانه : الاسلام
البلد : الجزائر
عدد المساهمات : 12
نقاط : 5078
السٌّمعَة : 0
رد: مشروع تقارب بين السلفيين والأشاعرة (متجدد)
صلاح الدين رجاء كتب:مشروع رائع أخي أبا عبد الرحمان
وفكر راق تجاوز كثيرامن المراحل
ليتنا نتعاون ونتقارب ونزيل هذه الفجوات
والله المستعان
نشكركم أخي الكريم أبا عبدالباسط
نسألكم الدعاء أخي عند الغروب، ولا تنسانا من ورد الرابطه
صفحتي على الفيس بوك
الحرية هي مطلب العُقلاء..ولكن من يجعل نفسه أسيراً لردود أفعال الآخرين فهو ليس حُرّاً....إصنع الهدف بنفسك ولا تنتظر عطف وشفقة الناس عليك..ولو كنت قويا ستنجح....سامح عسكر
رد: مشروع تقارب بين السلفيين والأشاعرة (متجدد)
عظيم, لابد أولاً قبل أن نضع نقاط الاتفاق أو الاختلاف, لابد و أن يعرف الجميع على أي أساس بُني المذهبين, أو بالأحرى تاريخ الحركتين ؟
أربع من كُن فيه كان كاملاً, ومن تعلق بهنّ كان من صالحي قومه: دينٌ يُرشده,وعقلٌ يُسدده,وحسبٌ يصونه,وحياءٌ يُوقره..الحسن البصري
من تعلم القرآن عظمت قيمته,ومن كتب الحديث كملت حجته,ومن نظر في الفقه نبل طبعه..الشافعي
من تعلم القرآن عظمت قيمته,ومن كتب الحديث كملت حجته,ومن نظر في الفقه نبل طبعه..الشافعي
رد: مشروع تقارب بين السلفيين والأشاعرة (متجدد)
islamic hero كتب:عظيم, لابد أولاً قبل أن نضع نقاط الاتفاق أو الاختلاف, لابد و أن يعرف الجميع على أي أساس بُني المذهبين, أو بالأحرى تاريخ الحركتين ؟
الاستاذ الفاضل اسلاميك هيرو حياكم الله
بالنسبه لدراسه تاريخ الطرفين السلفي والاشعري فهي خطوه غير مأمونه العواقب، هذا لان دراسه التاريخ قد تدخلنا في حيز ضيق ملئ بالروايات والنصوص، ونحن في هذا المشروع نواجه ثقافه البناء علي النص التي تجذرت داخل النفوس، هذه الثقافه-اي ثقافه البناء علي النص-لها ما لها وعليها ما عليها، فمن النص الصحيح الصريح والمحكم الي نص ما دون ذلك يدور حوله خلاف في الفهم.
بالطبع لابد ان تكون هناك عواقب للمشروع، فلكل عمل هادف لابد له من عوامل تتصدي له بالحق والباطل علي السواء، بالحق لان القائمون علي المشروع ليسوا ملائكه، بل هم بشر يصيبون ويخطئون، وبالباطل لان التعصب موجود لدي البعض من الطرفين وهو ما نحاول علاجه عن طريق رؤيه خطاب موحده تتجاهل تماما اي خطاب فيه شخصنه او تغيير للمسار، هذا لايماننا الكامل بان هناك من يريد التقريب من الطرفين وان هؤلاء هم من سنناقشهم ونوجه لهم الخطاب.
بالنسبه لدراسه تاريخ الطرفين السلفي والاشعري فهي خطوه غير مأمونه العواقب، هذا لان دراسه التاريخ قد تدخلنا في حيز ضيق ملئ بالروايات والنصوص، ونحن في هذا المشروع نواجه ثقافه البناء علي النص التي تجذرت داخل النفوس، هذه الثقافه-اي ثقافه البناء علي النص-لها ما لها وعليها ما عليها، فمن النص الصحيح الصريح والمحكم الي نص ما دون ذلك يدور حوله خلاف في الفهم.
بالطبع لابد ان تكون هناك عواقب للمشروع، فلكل عمل هادف لابد له من عوامل تتصدي له بالحق والباطل علي السواء، بالحق لان القائمون علي المشروع ليسوا ملائكه، بل هم بشر يصيبون ويخطئون، وبالباطل لان التعصب موجود لدي البعض من الطرفين وهو ما نحاول علاجه عن طريق رؤيه خطاب موحده تتجاهل تماما اي خطاب فيه شخصنه او تغيير للمسار، هذا لايماننا الكامل بان هناك من يريد التقريب من الطرفين وان هؤلاء هم من سنناقشهم ونوجه لهم الخطاب.
صفحتي على الفيس بوك
الحرية هي مطلب العُقلاء..ولكن من يجعل نفسه أسيراً لردود أفعال الآخرين فهو ليس حُرّاً....إصنع الهدف بنفسك ولا تنتظر عطف وشفقة الناس عليك..ولو كنت قويا ستنجح....سامح عسكر
رد: مشروع تقارب بين السلفيين والأشاعرة (متجدد)
يقول
شيخ شيوخ العراق في زمنه شهاب الدين السهروردي الشافعي ، الإمام العالم
الزاهد كان له المحل الرفيع عند العام والخاص الذي ولد سنة 539 هـ وتوفى
سنة 632 هـ في كتابه "أعلام الهدى وعقيدة أرباب التقى" وهو مخطوط يوجد منه
نسخة في مكتبة جامعة الإمام برقم 8281/ف وتقع في حوالي 34 لوحاً:
الفصل السادس: في الآيات والأخبار الواردة في الصفات:
أخبر الحق سبحانه وتعالى أنه استوى، فقال: (الرحمن على العرش استوى) وأخبر
رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ بالنزول وغير ذلك مما جاء في اليد والقدم
والتعجب والتردد، كل ما ورد من هذا القبيل دلائل التوحيد، فلا يُتصرَّف به
بتشبيه وتعطيل، فلو لا إخبار الله وإخبار رسول الله ما تجاسر عقل أن يحوم
حول الحمى، وتلاشى دون ذلك عقل العقلاء ولب الألبّاء، فالله تعالى دنى من
عباده بما أخبر، ودل على نفسه بما أظهر، ورفع حجابا من الحجب عن وجه
الكبرياء، وكشف شيئا من سبحات العظمة والعلى.
فكل أخبار الصفات تجليات
إلهية، وكشوف وألطاف جلية وأنوار خفية، عقل من عقل وجهل من جهل، فلا تبعد
عن الله بالتشبيه وقد قرب منك، ولا تفر منه وقد دنا إليك؛ أطلق الاستواء
وأعرض عن الكيفية، وهكذا سائر الصفات، فهو سبحانه وتعالى لما تجلى لعباده
بهذه الأخبار ظاهر، وبما قصرت العقول عن إدراك كنهها وكيفيتها باطن، فلا
يستكشف من عظيم شأنه ما بطن، ولا يستشف من غير سلطانه ما انكمن، وإياك أيها
الراغب في الدنيا الغالب عليه حب الجاه والعلو والرفعة عن الناس أن تتصرف
فيها بعلمك، فإنها أسرار وإن كانت أخبارا، وأنت مريض فداو أوّلا مزاج قلبك
عن مرض الميل إلى الدنيا والفانية حتى يستقيم مزاج عقلك، ثم اعلم أن
المتصرفين في ذلك من الطوائف مأجورون من حيث إنهم قصدوا التوحيد، ومؤاخذون
من حيث عدولهم عن المنهج القويم والإخلاد إلى التشبيه والتعطيل.
فانظر أيها المنصف ودع الهوى والعصبية، وراجع فكرك من غير فظاظة وغلط، واتق
الله في نفسك ودينك أن تطلق القول في أخيك المسلم بسرعة طبعك ونفور نفسك،
فإن الله عند كلمة كل قائلها، واعلم أيها الأخ الحنبلي أن أخاك الأشعري ما
ذهب إلى التأويل إلا لما توهّم من مخامرة البواطن من التشبيه والتمثيل، ولو
سُلِّم له مجرّد الاستواء ما أوَّل، وأي حاجة له كان إلى ذلك لو لا خوف
التشبيه، وأيها الأخ الأشعري أن أخاك الحنبلي خوفه من النفي والتعطيل حمله
على المبالغة والإصرار، والمخالفة حقيّة من الاستقرار، فليصالح أحدكما
الآخر؛ يزيح الحنبلي عن باطنه المخامرة الخفية على ما أراد رسول الله ـ صلى
الله عليه وسلم ـ فالاستواء لا يفوته، ويزيح الأشعري خوف التشبيه ولا يخلد
إلى التأويل، فالاعتراف بمجرد الاستواء لا يضره، وليقولا جميعا: إثباتا من
غير تشبيه، ونفيا من غير تعطيل، آمنّا بما قال الله، على مراد الله، وعلى
ما يليق بالله، وآمنّا بما قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ، وعلى
مراد رسول الله صلى الله عليه وسلم.
شيخ شيوخ العراق في زمنه شهاب الدين السهروردي الشافعي ، الإمام العالم
الزاهد كان له المحل الرفيع عند العام والخاص الذي ولد سنة 539 هـ وتوفى
سنة 632 هـ في كتابه "أعلام الهدى وعقيدة أرباب التقى" وهو مخطوط يوجد منه
نسخة في مكتبة جامعة الإمام برقم 8281/ف وتقع في حوالي 34 لوحاً:
الفصل السادس: في الآيات والأخبار الواردة في الصفات:
أخبر الحق سبحانه وتعالى أنه استوى، فقال: (الرحمن على العرش استوى) وأخبر
رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ بالنزول وغير ذلك مما جاء في اليد والقدم
والتعجب والتردد، كل ما ورد من هذا القبيل دلائل التوحيد، فلا يُتصرَّف به
بتشبيه وتعطيل، فلو لا إخبار الله وإخبار رسول الله ما تجاسر عقل أن يحوم
حول الحمى، وتلاشى دون ذلك عقل العقلاء ولب الألبّاء، فالله تعالى دنى من
عباده بما أخبر، ودل على نفسه بما أظهر، ورفع حجابا من الحجب عن وجه
الكبرياء، وكشف شيئا من سبحات العظمة والعلى.
فكل أخبار الصفات تجليات
إلهية، وكشوف وألطاف جلية وأنوار خفية، عقل من عقل وجهل من جهل، فلا تبعد
عن الله بالتشبيه وقد قرب منك، ولا تفر منه وقد دنا إليك؛ أطلق الاستواء
وأعرض عن الكيفية، وهكذا سائر الصفات، فهو سبحانه وتعالى لما تجلى لعباده
بهذه الأخبار ظاهر، وبما قصرت العقول عن إدراك كنهها وكيفيتها باطن، فلا
يستكشف من عظيم شأنه ما بطن، ولا يستشف من غير سلطانه ما انكمن، وإياك أيها
الراغب في الدنيا الغالب عليه حب الجاه والعلو والرفعة عن الناس أن تتصرف
فيها بعلمك، فإنها أسرار وإن كانت أخبارا، وأنت مريض فداو أوّلا مزاج قلبك
عن مرض الميل إلى الدنيا والفانية حتى يستقيم مزاج عقلك، ثم اعلم أن
المتصرفين في ذلك من الطوائف مأجورون من حيث إنهم قصدوا التوحيد، ومؤاخذون
من حيث عدولهم عن المنهج القويم والإخلاد إلى التشبيه والتعطيل.
فانظر أيها المنصف ودع الهوى والعصبية، وراجع فكرك من غير فظاظة وغلط، واتق
الله في نفسك ودينك أن تطلق القول في أخيك المسلم بسرعة طبعك ونفور نفسك،
فإن الله عند كلمة كل قائلها، واعلم أيها الأخ الحنبلي أن أخاك الأشعري ما
ذهب إلى التأويل إلا لما توهّم من مخامرة البواطن من التشبيه والتمثيل، ولو
سُلِّم له مجرّد الاستواء ما أوَّل، وأي حاجة له كان إلى ذلك لو لا خوف
التشبيه، وأيها الأخ الأشعري أن أخاك الحنبلي خوفه من النفي والتعطيل حمله
على المبالغة والإصرار، والمخالفة حقيّة من الاستقرار، فليصالح أحدكما
الآخر؛ يزيح الحنبلي عن باطنه المخامرة الخفية على ما أراد رسول الله ـ صلى
الله عليه وسلم ـ فالاستواء لا يفوته، ويزيح الأشعري خوف التشبيه ولا يخلد
إلى التأويل، فالاعتراف بمجرد الاستواء لا يضره، وليقولا جميعا: إثباتا من
غير تشبيه، ونفيا من غير تعطيل، آمنّا بما قال الله، على مراد الله، وعلى
ما يليق بالله، وآمنّا بما قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ، وعلى
مراد رسول الله صلى الله عليه وسلم.
صفحتي على الفيس بوك
الحرية هي مطلب العُقلاء..ولكن من يجعل نفسه أسيراً لردود أفعال الآخرين فهو ليس حُرّاً....إصنع الهدف بنفسك ولا تنتظر عطف وشفقة الناس عليك..ولو كنت قويا ستنجح....سامح عسكر
رد: مشروع تقارب بين السلفيين والأشاعرة (متجدد)
السلام عليكم ورحمة الله
حياكم الله جميعا نعود الآن إليكم بعد سبعة أشهر بكتاب قيم نستكمل به
مشروعنا الثقافي للتقارب بين السلفيين والأشاعرة، الكتاب بعنوان( الأزمة العقيدية بين الأشاعرة و أهل الحديث-خلال القرنين:5-6 الهجريين-مظاهرها ، آثارها ، أسبابها ، والحلول المقترحة لها) تأليف الدكتور "خالد كبير علال " الحاصل على الدكتوراه الدولية في التاريخ الإسلامي من جامعة الجزائر .
الكتاب بصيغة وورد ورابط تحميل مباشر
http://www.google.com.eg/url?sa=t&source=web&cd=3&ved=0CB8QFjAC&url=http%3A%2F%2Fwww.fustat.com%2Fbooks%2Fazmah_allal.doc&ei=NGYhTvXXHOjomAXnt-yzAw&usg=AFQjCNEpFCTPTUt5wP_heXAqoR8klKmzDQ&sig2=FYQEVUtj-zJfKaDIciBsBw
حياكم الله جميعا نعود الآن إليكم بعد سبعة أشهر بكتاب قيم نستكمل به
مشروعنا الثقافي للتقارب بين السلفيين والأشاعرة، الكتاب بعنوان( الأزمة العقيدية بين الأشاعرة و أهل الحديث-خلال القرنين:5-6 الهجريين-مظاهرها ، آثارها ، أسبابها ، والحلول المقترحة لها) تأليف الدكتور "خالد كبير علال " الحاصل على الدكتوراه الدولية في التاريخ الإسلامي من جامعة الجزائر .
الكتاب بصيغة وورد ورابط تحميل مباشر
http://www.google.com.eg/url?sa=t&source=web&cd=3&ved=0CB8QFjAC&url=http%3A%2F%2Fwww.fustat.com%2Fbooks%2Fazmah_allal.doc&ei=NGYhTvXXHOjomAXnt-yzAw&usg=AFQjCNEpFCTPTUt5wP_heXAqoR8klKmzDQ&sig2=FYQEVUtj-zJfKaDIciBsBw
صفحتي على الفيس بوك
الحرية هي مطلب العُقلاء..ولكن من يجعل نفسه أسيراً لردود أفعال الآخرين فهو ليس حُرّاً....إصنع الهدف بنفسك ولا تنتظر عطف وشفقة الناس عليك..ولو كنت قويا ستنجح....سامح عسكر
رد: مشروع تقارب بين السلفيين والأشاعرة (متجدد)
جهد موفق ابو عبدالرحمن مشكور والله يعطيك الف عافيه
<br>
احمد الكنزاري- عضو مشارك
- الديانه : الاسلام
البلد : تونسي
عدد المساهمات : 52
نقاط : 5145
السٌّمعَة : 0
مواضيع مماثلة
» محاضرات فى مصطلح الحديث للدكتور عبد الرحمن البر / متجدد
» مصطلحات كوكب السلفيين
» الإخوان ضد السلفيين انتصار النصارى والعلمانيين
» ما رأيكم في الدعوة لمراجعات سياسية لدي اخواننا السلفيين؟
» الشيخ المقدم ينتقد توترالعلاقة بين السلفيين والاخوان.
» مصطلحات كوكب السلفيين
» الإخوان ضد السلفيين انتصار النصارى والعلمانيين
» ما رأيكم في الدعوة لمراجعات سياسية لدي اخواننا السلفيين؟
» الشيخ المقدم ينتقد توترالعلاقة بين السلفيين والاخوان.
شبكة واحة العلوم الثقافية :: الساحات العلمية والثقافية والحوارية :: ساحة الحوار الموضوعي بين الأديان
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى