شبكة واحة العلوم الثقافية
أسعدتنا زيارتك و أضاءت الدنيا بوجودك

أهلا بك فى شبكة واحة العلوم الثقافية

يسعدنا تواجدك معنا يدا بيد و قلبا بقلب

لنسبح معا فى سماء الإبداع

ننتظر دخولك الآن

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

شبكة واحة العلوم الثقافية
أسعدتنا زيارتك و أضاءت الدنيا بوجودك

أهلا بك فى شبكة واحة العلوم الثقافية

يسعدنا تواجدك معنا يدا بيد و قلبا بقلب

لنسبح معا فى سماء الإبداع

ننتظر دخولك الآن
شبكة واحة العلوم الثقافية
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

خطاب الواحد بخطاب الاثنين

اذهب الى الأسفل

خطاب الواحد بخطاب الاثنين Empty خطاب الواحد بخطاب الاثنين

مُساهمة من طرف سامح عسكر الجمعة سبتمبر 30, 2011 11:04 pm

خطاب الواحد بخطاب الاثنين /د . فاروق مواسي

نادرة هي اللغات التي تخصص للمثنى صيغًا خاصة في تراكيبها *، وخاصة في الأفعال .
*وقد جعلت العربية الضمير – الألف مشتركًا للمذكر والمؤنث* ، ففي قولنا* ( اِذهبا ) فإننا* نوجه الأمر للاثنين* وكذلك للاثنتـين ، بالإضافة إلى أن كلا من* الضميرين – ( هما ) و (أنتما ) مشتركان ، ويلاحظ أن الألف هي دلالة التثنية في الضمائر [1] . ويظل هذا الاشتراك كذلك في المضارع والماضي مع الحفاظ على علامة التأنيث -* التاء - للمؤنث ، فهما تذهبان وقد* نجحتـا .
ولما أن* كانت اللهجة المحكية قد* ألغت هذه الصيغة واعتبرت الاثنين جماعة ، فمحمد وأحمد* "سافروا "، و " سألتهم " :* " تعبتو ؟ "... وأنتم ( للاثنين )* : تفضلوا ! فإن هذا التأثير أخذ يتسرب للفصيحة في السرد والحوار* في روايات مختلفة* ، وكذلك في ما اصطلح عليه " لغة المثقفين " . وهي – من نافلة القول* - لا تتوجه للمفرد بأمر المثنى* - على غرار ما ورد في نصوص عربية قديمة ، كأن نخاطب رجلاً ونقول له : اسمعا ! وهذه* المسألة هي من الغرابة بمكان ، لذا ارتأيت أن تكون هي – بالذات -* موضوع الدراسة* الذي أتناوله .
******************* ***************** *************************************** *
من الظواهر التي لا نجد لها تفسيرًا* لغويًا-* *هذه الظاهرة التي يؤمر فيها الواحد بأمر الاثنين ، كقول الحجاج : " يا حرَسيّ ! اضرب رأسه* ! "[2] ، وثـَم استشهاد شعري يتردد في هذا الباب* ، وهو
*لسويد بن كراع العكلي :
** فإن تزجراني يا ابن عفان أزدجر*********************** وإن تتركاني أحم عرضًا ممنـّعـا[3]
يقول ابن سلام : " وقوله تزجراني ، وتتركاني ، وإنما يريد واحدًا ، وقد تفعل هذا العرب ...."[4]
فهل هذا الأسلوب جاء لتحسين الكلام من جهة المعنى* ، أو أنه جاء لتحسينه من ناحية اللفظ ؟
هل هو مجرد جنوح عن الأصل ، أو بلغة النقاد* المحدثين* ( اِنزياح )* أو* ( انحراف ) ؟[5]
هل* الألف هي منقلبة عن نون التوكيد الخفيفة – كما ذهب بعضهم في شرح " قفا نبك .. ) [6]؟
وقبل أن* ندخل الموضوع أؤكد أن هناك من يرى* أن الخطاب لاثنين* ، وليس لواحد* ، وفي كل نموذج أو مثال سأورده ثمة أكثر من تفسير ، ولكن همنا هنا أن نقف عند هذا الرأي السائد لدى كثير من أهل اللغة* ، وهو أن الخطاب جاء لواحد فقط* ، ويدل على ذلك السياق* ، فبعد ( قفا نبك ... ) ورد بيت آخر في المعلقة* يبدأ* بخطاب ( أصاح ترى برقًا أريك وميضه .... ) بدليل أن* المخاطب هو واحد .
********* ورد في* *العقد الفريد *:" وقال أهل التفسير في قول الله عز وجل – ( ألقيا في جهنم كل كفّار عنيد )
إنه إنما أراد واحدًا فثناه ، وكذلك قول معاوية للجلواز الذي وكّله برَوح بن زنباع* لما اعتذر إليه رَوح واستعطفه : خليا عنه ! " [7].
ويستعرض البغدادي في مجمل حديثه عن ( قفا نبك ) أن فيها أقوالا ، يذكر منها : " أحدها *لأكثر أهل اللغة *أنه خطاب لرفيق واحد ، قالوا لأن العرب تخاطب الواحد بخطاب الاثنين ، قال الله تعالى مخاطبًا لمالك : ( ألقيا في جهنم ...) [8].........والعلة فيه أن أقل أعوان الرجل في إبله وماله اثنان* .... فجرى كلام الرجل على ما ألف من خطابه لصاحبيه* " .[9]
وثمة قول آخر أورده البغدادي على أنه للمبرد* إذ* " قال : التثنية تأكيد الفعل ، والأصل ( قف* قف )
، فلما كان الفعل لا يثنى ثُـنّي ضميره " .
ولا يغفل البغدادي عن الرأي الذي يرى أن خطاب المثنى هو للمثنى حقيقة* ، ويقول إنه رأي الزجّاج .
ذكرت آنفًا ما قاله* *العقد الفريد *عن أهل التفسير** في مجرى كلامهم عن الآية { *ألقيا في جهنم ..}* فهذا القرطبي يستشهد بما قاله الخليل والأخفش – " إن هذا كلام العرب الفصيح أن تخاطب الواحد بلفظ الاثنين ، فتقول ": " ويلك ارحلاها وازجراها ، وخذاه وأطلقاه للواحد ، وقال الفراء : تقول للواحد قوما عني* "[10]
ونحن نلحظ رأي المفسر – القرطبي* الموافق* ضمنًا لهذه الظاهرة اللغوية - من خلال وصفه ذلك –معتمدًا على الخليل* والأخفش* بالفصيح* ( وهو بذلك* يرى ما رآه* ابن جني[11] من أن ذلك فصيح ، وما ارتآه البغدادي بأنه لأكثر أهل اللغة* )** ، و نلحظ هذه* " الموافقة " من خلال استطراده في* تقديم الأمثلة .
ثم أن* أسلوب المبالغة قد يكون في اللغة متمثلا باستخدام صور التثنية أو الجمع* ، فابن سلام الجمحي ينبهنا* إلى نماذج وردت في الشعر القديم* ، يقول : " وقد تفعل هذا* العرب " ،* ويستشهد بأبيات فيها* صيغة المثنى* للدلالة على المفرد -* "* قال الفرزدق :
عشية سال المِربدان كلاهما*************************** عجاجةَ موت بالسيوف الصوارم
.......................
وقال أبو ذؤيب :
وحتى يؤوب القارظان كلاهما************************ ويُنشر في القتلى كليبٌ لوائل
وهو رجل واحد* من عنـزة* ، ذهب* ( أن )* يجتني القَرَظ ، فلم يثبُت أنه رجع* .
............وقال العجاج :* " لا تحسبنّ الخندقيـن والحَفَر " وهو خندق واحد " [12]
ونحن لا نستبعد ذلك* ، إذ* ورد في الذكر الحكيم* { رب المشرقين ورب المغربين } ( الرحمن 17 ) ، كما ورد في آية أخرى** { رب السماوات وما بيـنهما ورب* المشارق } ( الصافات 5 ) ،* وليس هناك* أكثر من مشرق واحد ، إذا أردنا تعميم الدلالة .
، ولكن المفسرين يجعلون* كل درجة في طلوع الشمس وكأنه مشرق واحد ، فاختلاف مطالع الشمس لديهم هو* مشارق* ، وكذلك جعلوا المشرقين أقصى مطلع تطلع منه الشمس في الأيام الطوال ، وأقصر يوم في القصار [13] .* وهذا بالطبع لا ينفي أن يكون هناك مشرق* واحد* بدليل الآيات الواردة في ستة مواقع أخرى [14]
إن* مثل هذه الأساليب* اللغوية التي تعدل عن الأصل المتعارف عليه من شأنها أن تثير التساؤل* ، وتترك فسحة* لمعاودة النص واستنباط معنى* قد تؤديه صورة اللفظة الجديدة .
وعلى ذلك* ، فقد اعتبر ابن جني هذا " الانـزياح " اللغوي أمرًا عاديًا* وهو " ليس بقاطع دليل على* ضعف لغته ، ولا قصوره عن اختياره الوجه الناطق بفصاحته "[15]
********** ********** ************************************************* *
إزاء ما ذكرنا أعلاه من ضروب الاجتهاد فإن صورة التأكيد تظل هي الراجحة[16] ، فكأن الواحد هو اثنان، ونحن نلحظ ذلك أكثر ما نلحظ في خطاب المفرد الذي يكون له مساعد* ، أو في موقف يكون المفرد فيه* في موقف تأثيري*** { ألقيا في جهنم ...} قفا نبك* ، اضربا عنقه !* ، خليا عنه ! ، فإن تزجراني يا ابن عفان ... ... إلخ ) .
****** ثم إن عدم المطابقة اللغوية كان لكسر آلية ما هو متعارف عليه ، فنحن نرى آية " فمن ربكما يا موسى "* ( طه 49 ) فقد سأل " من ربكما* " وخاطب واحدًا* - موسى* ( وكأن هارون مفهوم ضمنًا* أنه معه ) أو قوله تعالى " قال قد أجيبت دعوتكما ... " ( يونس 89 ) والخطاب مرة أخرى لموسى وحده ؛ ومثل ذلك* آية " ... فلا يخرجنكما من الجنة فتشقى* "* ( طه 16 )* - بدلا من ( فتشقيان ) .
إنها أساليب تحفز على تدبرها والنظر فيها* ،* وقد تضاف هي و الأضداد والمشترك والعدول* وغيرها* إلى مجمل المثير* للنظر* ، وهنا لا يكون تحديد الدلالة* - عامة* - هدفًا* ، بل إن هذا منوط بمراجعة النص وفهم السياق .
المصادر
القرآن الكريم
ابن جني : *الخصائـص* ، *ج 2 ، (تحقيق محمد علي النجار) ، دار الهدى ، بيروت – 1952 .
ابن عبد ربه ، أحمد : العقد الفريد *( ج 5 ) ، دار الكتاب العربي ، بيروت – 1965 .
ابن فارس : *الصاحبي ( تحقيق مصطفى الشومي ) ، مؤسسة بدران ، بيروت – 1964 .
ابن قتيبة : *الشعر والشعراء *، ج 2 ، ( تحقيق أحمد محمد شاكر ) ، دار المعارف بمصر – 1967 .
البغدادي ، عبد القادر : خزانة الأدب *، ج 6* ، 11 ، ( تحقيق عبد السلام هارون ) ، مكتبة الخانجي ،
************************* القاهرة – 1983 .
التبريزي ، الخطيب : *شرح القصائد العشر *( تحقيق فخر الدين قباوة ) ، دار الآفاق ، بيروت –
1980.
الجمحي ، ابن سلام : *طبقات فحول الشعراء* ، ج 1 ( تحقيق محمود شاكر ) ، دار المدني ، د . ت.
الزركشي ، برهان الدين : *البرهان في علوم القرآن ، *ج2 ، دار التراث ، القاهرة* ، د . ت .
الزوزني* : شرح المعلقات السبع ، دار الجيل ، بيروت – د . ت .
القرطبي : *الجامع لأحكام القرآن *، ج 15 ،* ج 17 ، دار الكتب العلمية ، بيروت – 2000 .

[1] *- مما يسترعي الانتباه أننا نجد مقابل* ( هم ) للجمع المذكر ( هما ) للتثنية ؛ ومقابل ( أنتم )* نجد ( أنتما ) للتثنية أي بزيادة ألف* ، ولكنا لا نجد في ضمير المتكلم ( نحن ) ما يقابلها* بحيث يخص المثنى – كأن نقول ( نحنما ) ، ولعل ذلك يعود إلى اعتبار المتكلمَـينِ الاثنين جماعة بسبب* الفخر ومتطلباته التي تدع العربي المتكلم وكأنه جماعة ، فكم بالحري إذا كان هناك من يقف معه*. [2] -* -ابن فارس : *الصاحبي ، ص* 219* قد ذكر العبارة محقق الكتاب* مصطفى الشومي نقلا عن السبكي في كتابه *عروس الأفراح على شرح تلخيص المفتاح .* وقد وردت الجملة كذلك على أنها قول لأحد الفصحاء ( خزانة الأدب ، ج 6 ، ص 148 )[3] *- الجمحي ، ابن سلام : *طبقات فحول الشعراء* ، ج 1 ، ص*** 178* ، وقد ورد البيت* في *الصاحبي *( م . س ) بلفظة ( أنزجر ) بدلا من ( أزدجر )* ولفظة (* تدعاني ) بدل ( تتركاني ) . كما ورد في *الشعر والشعراء *( أنزجر ) ، ج 2* ، ص 635 .
أما الشاعر فهو أموي كان قد* هجا بني عبد الله بن دارم ، فاستعدوا عليه سعيد بن عثمان بن عفان ، فطلبه ، فهرب منه
*[4]- **نحو* : خليلي قوما في عطالـة فانظرا** أنارًا ترى من ذي أبانينَ أم برقا* ، ونلاحظ قول الشاعر ( ترى ) بعد قوله ( خليلي َّ
وفي الهامش الذي شرح فيه محمود محمد شاكر* ( ص 178 ) يقول " إن الأنباري* في شرح السبع الطوال يقول : فقال خليليّ ، فثنى ، ثم قال : أنارًا* ، فوحد "*
5 - أورد الزركشي في *البرهان في علوم القرآن* *، ج 2* نحو أربعين وجهًا من* "وجوه المخاطبات والخطاب في القرآن " وذكر من بينها***** خطاب الاثنين بلفظ الواحد ، وخطاب الجمع بعد الواحد* ، وخطاب الواحد والجمع بلفظ الاثنين *( ص 239 ) ، وقال ابن فارس في أكثر من موضع – وهو يتناول ظواهر لغوية خارجة عن المألوف اللغوي* : " *من سنن العرب أن تفعل ذلك "
*( *الصاحبي ، *ص 211 – 213 ... ..).
[6] *-* يقول التبريزي : " أراد " قفنْ " بالنون ، فأبدل الألف من النون ، وأجرى الوصل مجرى الوقف . وأكثر ما يكون هذا في الوقف " ، انظر : *شرح القصائد العشر ، ص 20 ***وانظر كذلك - البغدادي :خزانة الأدب *، ج 11 ، ص 18 .
*- ابن عبد ربه : *العقد الفريد *، ج 5 ، ص 388 .[7]
*- سورة ق *آية 24* . ويورد كذلك بيت شعر آخر هو لمضرّس بن ربعي الفقعسي :
*وقلت لصاحبي لا تحبسانا* .........( خزانة الأدب *، ج 11 ، ص 17 )[8]
*- ن . م *، ويذكر البغدادي رأي ابن النحاس** " أن هذا شيء ينكره* حذاق البصريين* ، لأنه إذا خاطب الواحد مخاطبة الاثنين وقع [9]
الإشكال " ، ويضيف البغدادي نوعًا من الاعتراض* ، فيعقب على قول ابن النحاس* : " وفيه نظر* ، فإن القرينة تدفع اللبس " .
[10] - القرطبي : *الجامع لأحكام القرآن *، ص 12 ، ويسوق كذلك رأي المازني* المبرد أنها تثنية على التوكيد ***، ويضيف* القرطبي " ويجوز أن يكون " ألقيا " تثنية على خطاب الحقيقة* من قول الله تعالى يخاطب الملكين . وقيل : هو مخاطبة للسائق والحافظ " ويعني بذلك الآية " وجاءت كل نفس ومعها سائق وشهيد " ( ق ، 21* ) – أي الآية التي تسبق آية " ألقيا .... " بثلاث آيات* .
*-* يقول ابن جني : " إن *العربي الفصيح إذا قوي طبعه لم يبال أن يقع الشذوذ في شيء من كلامه " ، الخصائص *ج 2 ، ص 392 .[11]
*- الجمحي ، *طبقات فحول الشعراء *، ج 1 ، ص 180 .[12]
*- انظر مثلا – القرطبي : *الجامع لأحكام القرآن *، ج 15 ، ص 44 .[13]
*- انظر " ولله المشرق والمغرب ... "* ، البقرة* 115 ، 142 ، 177 ، 258* ، الشعراء 28 ، المزمل 9 .[14]
*- ابن جني : *الخصائص *، ج 2 ، ص 392 .[15]
*-* كأنه توكيد لفظي ، فبدلا من قوله* " ألقِ ألقِ* " مرتين قال ألقيا ( وكأن ذلك مثنى ) وعلى غرار ذلك فسرت الآية* " ...قال رب أرجعون " ( المؤمنون 99 )<span style="mso-spa




صفحتي على الفيس بوك

الحرية هي مطلب العُقلاء..ولكن من يجعل نفسه أسيراً لردود أفعال الآخرين فهو ليس حُرّاً....إصنع الهدف بنفسك ولا تنتظر عطف وشفقة الناس عليك..ولو كنت قويا ستنجح....سامح عسكر



سامح عسكر
سامح عسكر
المدير العام
المدير العام

خطاب الواحد بخطاب الاثنين Empty
الديانه : الاسلام
البلد : مصر
ذكر
عدد المساهمات : 14253
نقاط : 28722
السٌّمعَة : 23
العمر : 45
مثقف

https://azhar.forumegypt.net/

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى