قصيدة (من وحى الهجرة ) للمرحوم الشاعر/ محمد عبد المنعم الغرباوى

قصيدة (من وحى الهجرة ) للمرحوم الشاعر/ محمد عبد المنعم الغرباوى من ديوان الواحة المجهولة
من وحي الهجرة

من راحل تحت جنح الليل موعود؟ خطـاه هــدى ، وإيمــان ، وتوحيـد

تـهامست بسراه البيد .. فانطلقت بـمسمع الغيـب منهــن الأغــاريــد

وقصت الريح مـن أنبائـه عجبــا على الرمال .. فهاجتها الأناشيد

ثارت .. تقبل فـي شوق مواطئه معربدات وبــعض الشوق عــربيـد
-------
من ذلك الراحل السارى علـى حذر يحفه من كرام الصحب صنديـد؟

هذا{محمد }و{الصديق} يصحبه فى هجرة يومها فـي الدهر مشهود

قد يمما{ غار ثور} فــي انطلاقهما كلاهـمــا ناصب في السير مجهود

فـهلل } الغار{ وازدانت جـوانبــه بالنور ..حتى اكتست من نوره البيد

وســـبحـت فـوقــه لله هـاتفــة حــمامة شــاقهـا لله تـغريـــد

باضت ونامــت ببـاب{ الغار} تحرسه ورب طيــر لـه فــي الله تجـنـيـد

كــــأنمــا عـشهــا حصــن يلاذ بـه لـه علــى الــدهـر توطـيد وتخليد
-------
حواهما{الغـار} ما الدنيا بجانبه ؟ إن قيــــل فيه رسول الله موجود

دنيـــا من الـديـن في ركنيــه قـائمة وحــولها عـــالم بالكـفر محشـود

وشعـلـة للهــدى والحـق سـاطعة فــي أمة ألهـت فيهـــا الجلاميـد

هي العقيدة تثوي لا يزعـزعـها هول الطغاة ، ولا خوف وتهديد

نم يا محمد عيـــن الله سـاهرة والعنكبوت ببــاب الغار ممــدود

وقل لـه إن بكــى الصــديق لا حزن فللإله لنا نصــــــر وتــأييــــد

من كــان لله والإسلام هجـرتة هيهــات يـوهنــه نفـى وتشريـد
-------
من فـارس سـار فى البيـداء يقطعها وثبـــا ، فتلعنه الأفـاق والبيــد؟

هـــذا ســراقــة يقفوه ليــدركة أغواه مــال لقوم الشرك معدود

الله أكــــــــبر " إن الله أوقعـة فـي حيرة ما لها في الخطب تحديد

جـوادة في الثـرى ســاخت قوائــمه فعـــاد .. تسبقـه أخــباره السـود

هزيمـة في الورى حــاقت باطلـهـم أضحى لها فـي الورى ذكر وتريـد

عموا وضلوا " فلم تفلــح وسـائلهم كادوا .. ولكـنهم بالله قـد كيدوا
-------
ســر يا محمـد فــالأنصـار واقــــفة ببـــاب يثـرب تــزجيهــا الأناشيد

خفــوا شباب وشيبا ، فــي مـواكبهم يعلـو الهتـاف كـما تعلـو الـزغاريد

يــستقبـلونك فــي شوق وفـي فـرح كــأنما جاء يسعــى نحــوهــم عيد

نصـر مـن الله قد أولاك سـابقه يتلوه فتــح علــى الأيـــام مشـهود

لســوف ترجــع للأصنام تحطمهــا فــي بيتها ، ولــواء النصـر معقود

فــي يــــوم مكـة والأبطال شاخصة إليك ، والصفح عنهـم منك محمود

أوذيت فيهم ومــنهم حين قلـت لهم: يا قومنا ليس غيـــر الله مـعبود

أتيـتــهم بالــهدى والخيــر أجمعـه والخير مذ كـان بين الناس مجحود

ففيـم تــرحــــم عــانيهـم وتطلـقه حـرا ؟ وأولـى بـه اسر وتصفيد"

لكنك السمح فــي خلق كملت به له مـن الله فــي القرآن تمجيـد

خلق أضـاء على الـدنيا ، فجللهانـور ، وهدى ، وإيمان ، وتوحيـد

- - - - -