دراسات في التاريخ الأسلامي:( مقدمة)
4 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
دراسات في التاريخ الأسلامي:( مقدمة)
دراسات في التاريخ الأسلامي( مقدمة)
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على سيدنا محمد و على آله و صحبه ، وبعد
يغفل الأسلاميون الجدد من دراسة التاريخ من منبعه النبوي ، فيمرون مر الكرام على حديث الوهن ، وحديث الرحى ، أو حديث الخاص عن الحكم ، و كيف انتقض ، ومن أين أتى هذا التشرذم و التفتت التاريخي على تنوعه و تضاربه.؟
في حين أن الحديث النبوي يظل في نورانيته منبع العلم و السؤال و الجواب ثم البحث و العلاج.ما يسميه الشيخ عبد السلام ياسين بالفقه المنهاجي للكتاب و السنة .
يضع النص القرآني و النبوي في منزلته بأعتباره بعد و قبل كل شيء وحي من الله تعالى و أبلاغ نبوي صادق لا شك فيه ، يمنع كل شارد أو صاحب وارد علمي أو انتساب فكري معين أن يضع ما وردنا عن الله و رسوله صلى الله عليه وسلم مورد ظن.
في حين ، تجد بعض المفكرين " المتنورين" كما تصفهم بعض القنوات المصرية المشبوهة شككوا في حديث الوحي ، و صلصلة الجرس، وطالبوا بحذف آلاف من الأحاديث الصحيحة لأن عقولهم العلمية و أدواتهم المنهجية لا تتقبل الأحاديث التي تحدث عن الغيب .ويزداد الطين بلة ، حينما يؤرخون لهذه الأحاديث ومن جمعها في العصر الأموي البائد ، فيطعن في صحتها و كأنها من أمدادات النورانية للملوك الأمويين.
نسال الله العافية.
بين الحديث النبويي الشريف ، و التاريخ ترابط في الأخبار وحتمية ان صح التعبير في التصديق ، ما كان حديث الأغاليط كما قال أحد الصحابة حينما حدث الفاروق قدس الله سره عن الفتنة و بابها و متى يكسر؟.ما من حدث حدثنا عليه الصادق و المصدوق صلى الله عليه وسلم الا و حدث و كان ؟.فلم لا يكون هذا الأخبار موردا للفقه و نرتب الأولويات و المراحل ، و يكون التجديد في منبعه و مصبه ملكي سيادي نبوي كما يقول الشيخ الأكبر قدس الله سره.
فلم غفل الأسلاميون عن هذا العلم ؟ و لانجده الا من أخذ بالسند كابرا عن كابر الحديث النبوي الشريف بالتلمذة و العلم ؟.
يقول الشيخ عبد السلام ياسين ، في كتابه القرآن و النبوة ، فقرة "الحديث عن الوحي " نكتب هذا إلحاحا على أن المنهاج النبوي مسلك يعبر الدنيا بما فيها من قوى واصطدام واضطراب ونشاط ولا يتجنبها. وأن القرآن كلام الله، الله الذي يسير العالم ويحكم ما يريد. قدر الله يجري في العالم كما يشاء الله، ونحن مغلوبون منهوبون مقهورون بما كسبت أيدينا. هذا الكسب ومسؤوليتنا عن هزيمتنا هما شرع الله. ورجوعنا لشرع الله نعظمه ونقدسه ونعمل بمقتضاه يسدد خطانا على صراط الله المستقيم المؤدي للحسنيين. واتباع الرسول الذي يوحى إليه هو المنهاج. فهذا علاقة عنوان هذا الفصل بما يجري في العالم.
قال الله تعالى يخاطب حبيبه صلى الله عليه وسلم: ﴿ وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحاً مِّنْ أَمْرِنَا مَا كُنتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلَا الْإِيمَانُ وَلَكِن جَعَلْنَاهُ نُوراً نَّهْدِي بِهِ مَنْ نَّشَاء مِنْ عِبَادِنَا وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ، صِرَاطِ اللَّهِ الَّذِي لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ أَلَا إِلَى اللَّهِ تَصِيرُ الأمُورُ﴾ [2]. روح من الله إلى رسول الله. نور محمول إلينا، باق بين ظهرانينا. به فقط يستنير لنا المنهاج، الصراط المستقيم، صراط الله الذي له ما في السماوات من غيب نؤمن به، وما في الأرض من حقائق محرقة تصطلي الأمة بنارها. والله ورسوله الملجأ. فأين نذهب؟ كل المذاهب الضالة جربت فينا ففتكت بنا. ونور الله بين أيدينا. يا للهلكة! هلكة من يتحدث عن محمد العبقري بطل القومية. قال تعالى يخاطب أمثال هؤلاء: ﴿ وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى، مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى، وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَى، إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى﴾ [3].
عبد يوحى إليه.
والوحي والرسالة مناط الإيمان كله. لذلك يركز وَثنيو القومية وأساتذتهم من المستشرقين هجومهم على الوحي والرسالة ليتعتعوا المسلمين عن يقينهم بأن الرسول مبعوث مأمور من لدن خالق الأرض والسماء، خالق الإنسان ومصيره من الدنيا للآخرة. وبنعوت خبيثة كالعبقرية والبطولة يحاولون أن يمحوا وجه العبد الذي فزع لما باغته الوحي ورأى جبريل، ثم استأنس، ثم تلقى القرآن، ثم دعا قومه، ثم أوذي في الله فصبر، ثم ربى وجاهد، وهدى الله به العالم إلى يوم القيامة. عبد لا يشرع من عنده، وإن خطط فتطبيقا للوحي يصحبه التوفيق الإلهي. وإن حمل السلاح فاستجابة للأمر الإلهي. وإن قال فبالله، وإن تحرك فبإذنه، وإن غضب فله، وإن أحب ففيه. عبد رباني إلهي. عبد يوحى إليه.
كان القرآن ينزل طريا مواكبا للمسيرة التاريخية موجها لها. هو العلم، وهو المنهاج، وهو البرنامج، وهو النور الهادي إلى صراط الله. وكانت نظرة العبد الرسول صلى الله عليه وسلم ونظرة أصحابه مجتمعة لا تشتت فيها. لم يكن القرآن تراثا يحتل حيزا من الفكر ورفوفا من المكتبة، بل كان هو الفهم، وهو العلم، وهو الحياة. كان تناقض صارخ بين أحوال الجاهلية وبين ما يدعو إليه القرآن. فنهض أهل القرآن. خرقوا كل سياج يصد عن سبيل الله. حطموا المنكر وغيروا الواقع حتى يستقيم على ما يأمر به الله. كانت وحدة مشخصة في العبد الصادق الرسول، ممثلة في كلمة الله الموحى بها، ماثلة في جماعة هي جيل القرآن كما يقول سيد قطب رحمه الله.
لم تكن الحياة أشتاتا ونتفا في سلوك أهل القرآن. الحياة والموت، الدنيا والآخرة، العابد والمعبود، كانت جميعا يلفها في عقيدة التوحيد والرسالة والملائكة والبعث والقدر شرعة واحدة. يسير بها في صراط الله منهاج واحد. لم تكن العاطفة في واد والعقل تائها في التحليل الفلسفي. كان الإنسان جميعا. نحن أشتات اليوم. فمعنى اتباعنا المنهاج النبوي أن نجتمع عقلا وعاطفة، ماضيا وحاضرا ومصيرا، دينا ودنيا وآخرة، أفرادا على بينة من هويتهم وعبوديتهم لله ومسؤوليتهم أمامه، وجماعة على بينة من مصيرها التاريخي فيها استعداد وقدرة على الجهاد.
بالقرآن انكشف لجيل القرآن ما في النفس البشرية والكيان البشري الكلي من أسرار كانت غامضة حتى علمهم إياها الوحي. وبه ارتفع عن أعينهم التناقض الظاهر العقلاني بين الإنسان والإنسان، بين الإنسان والجماعة، بين البشر والكون. بالقرآن ابتنيت نفوس مؤمنة، ومجتمع مؤمن، وحركة في العالم إيمانية. بالقرآن عرف أهل القرآن الله عز وجل، وبه استناروا في سلوكهم النفسي ومعراجهم الروحي في معارج الإيمان. وبالقرآن كانوا القوة التي حطمت باطل الشرك، وبه أقاموا العدل)، كتاب القرآن و النبوة ،تاريخ التأليف :رمضان المعظم 1403
عدد الطبعات :1 الطبعة الأولى :1431 آخر طبعة :1431.
يختلف الفهم عن الله و رسوله صلى الله عليه وسلم باختلاف المشرب ، فأن كنت صوفيا من أهل التصوف و السلوك ، فنظرتي لا تعدو عن كتاب الله أنه أنوار و مواهب و علوم و أسرار ، لا أجمع بين دنياي و آخرتي و أجعلهما في كفة واحدة أحرث في الدنيا للاخرة ، بل أطلق الأولى لأن تصوفي يمنعني من الأشتغال بالشأن العام للمسلمين ، و الدنيا ملعونة بما فيها من حاكم و محكوم و ظالم و مظلوم و أقوام تنتظر الدعوة لتعيد للفرد أنسانيته و العالم العافية بعد السقم.؟
فالسؤال الواجب طرحه : ما معتى الخذمة ؟ ما المطلوب مني كسالك على المنهاج النبوي ؟ الخذمة الخاصة للحبيب صلى الله عليه وسلم بالرفق بأمته ؟
أم خذمة الشيخ القابع في زاويته يأمر و ينهى ؟.
ما المطلوب مني الآن ، الأمر الأول أم الثاني ؟.
و في جانب آخر تكون حركيا يملأ أسمك الآفاق ، لكنك تخجل في المحافل العامة أن تحدث عن الوحي و الغيب و ضرورة التربية و الجمع بين الهم القلبي و الدعوي ، فالأول يحيلك الى الخمول و دوام المراقبة و الأنقياد للولي المربي المأذون ، و الثاني أن تكون منبع الأشعاع الفكري و العلمي ، تشد اليك الرحال ليسمع من فمك الحركي البليغ آمال الدعوة و المواجهة و الممانعة و العصيان ومحاربة الفساد ، لكن في قرارة نفسك أنت جرثومة بئيسة تضيق عند أول ضربة و تأن عند أول عقبة ، عقبة النفس و الهوى و الشيطان ، بارك الله في شيخنا سعيد رمضان البوطي و هو يحذر المخبولين من الحركة الأسلامية من دائهم المليم المقعد : الباطن الأثم؟.
فكيف يعود الوحي يشقيه القرآني و النبوي منبعا للعلم و الفهم و التروي و البحث عن الداء و الدواء.
نسال الله العافية آمين.
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على سيدنا محمد و على آله و صحبه ، وبعد
يغفل الأسلاميون الجدد من دراسة التاريخ من منبعه النبوي ، فيمرون مر الكرام على حديث الوهن ، وحديث الرحى ، أو حديث الخاص عن الحكم ، و كيف انتقض ، ومن أين أتى هذا التشرذم و التفتت التاريخي على تنوعه و تضاربه.؟
في حين أن الحديث النبوي يظل في نورانيته منبع العلم و السؤال و الجواب ثم البحث و العلاج.ما يسميه الشيخ عبد السلام ياسين بالفقه المنهاجي للكتاب و السنة .
يضع النص القرآني و النبوي في منزلته بأعتباره بعد و قبل كل شيء وحي من الله تعالى و أبلاغ نبوي صادق لا شك فيه ، يمنع كل شارد أو صاحب وارد علمي أو انتساب فكري معين أن يضع ما وردنا عن الله و رسوله صلى الله عليه وسلم مورد ظن.
في حين ، تجد بعض المفكرين " المتنورين" كما تصفهم بعض القنوات المصرية المشبوهة شككوا في حديث الوحي ، و صلصلة الجرس، وطالبوا بحذف آلاف من الأحاديث الصحيحة لأن عقولهم العلمية و أدواتهم المنهجية لا تتقبل الأحاديث التي تحدث عن الغيب .ويزداد الطين بلة ، حينما يؤرخون لهذه الأحاديث ومن جمعها في العصر الأموي البائد ، فيطعن في صحتها و كأنها من أمدادات النورانية للملوك الأمويين.
نسال الله العافية.
بين الحديث النبويي الشريف ، و التاريخ ترابط في الأخبار وحتمية ان صح التعبير في التصديق ، ما كان حديث الأغاليط كما قال أحد الصحابة حينما حدث الفاروق قدس الله سره عن الفتنة و بابها و متى يكسر؟.ما من حدث حدثنا عليه الصادق و المصدوق صلى الله عليه وسلم الا و حدث و كان ؟.فلم لا يكون هذا الأخبار موردا للفقه و نرتب الأولويات و المراحل ، و يكون التجديد في منبعه و مصبه ملكي سيادي نبوي كما يقول الشيخ الأكبر قدس الله سره.
فلم غفل الأسلاميون عن هذا العلم ؟ و لانجده الا من أخذ بالسند كابرا عن كابر الحديث النبوي الشريف بالتلمذة و العلم ؟.
يقول الشيخ عبد السلام ياسين ، في كتابه القرآن و النبوة ، فقرة "الحديث عن الوحي " نكتب هذا إلحاحا على أن المنهاج النبوي مسلك يعبر الدنيا بما فيها من قوى واصطدام واضطراب ونشاط ولا يتجنبها. وأن القرآن كلام الله، الله الذي يسير العالم ويحكم ما يريد. قدر الله يجري في العالم كما يشاء الله، ونحن مغلوبون منهوبون مقهورون بما كسبت أيدينا. هذا الكسب ومسؤوليتنا عن هزيمتنا هما شرع الله. ورجوعنا لشرع الله نعظمه ونقدسه ونعمل بمقتضاه يسدد خطانا على صراط الله المستقيم المؤدي للحسنيين. واتباع الرسول الذي يوحى إليه هو المنهاج. فهذا علاقة عنوان هذا الفصل بما يجري في العالم.
قال الله تعالى يخاطب حبيبه صلى الله عليه وسلم: ﴿ وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحاً مِّنْ أَمْرِنَا مَا كُنتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلَا الْإِيمَانُ وَلَكِن جَعَلْنَاهُ نُوراً نَّهْدِي بِهِ مَنْ نَّشَاء مِنْ عِبَادِنَا وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ، صِرَاطِ اللَّهِ الَّذِي لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ أَلَا إِلَى اللَّهِ تَصِيرُ الأمُورُ﴾ [2]. روح من الله إلى رسول الله. نور محمول إلينا، باق بين ظهرانينا. به فقط يستنير لنا المنهاج، الصراط المستقيم، صراط الله الذي له ما في السماوات من غيب نؤمن به، وما في الأرض من حقائق محرقة تصطلي الأمة بنارها. والله ورسوله الملجأ. فأين نذهب؟ كل المذاهب الضالة جربت فينا ففتكت بنا. ونور الله بين أيدينا. يا للهلكة! هلكة من يتحدث عن محمد العبقري بطل القومية. قال تعالى يخاطب أمثال هؤلاء: ﴿ وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى، مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى، وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَى، إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى﴾ [3].
عبد يوحى إليه.
والوحي والرسالة مناط الإيمان كله. لذلك يركز وَثنيو القومية وأساتذتهم من المستشرقين هجومهم على الوحي والرسالة ليتعتعوا المسلمين عن يقينهم بأن الرسول مبعوث مأمور من لدن خالق الأرض والسماء، خالق الإنسان ومصيره من الدنيا للآخرة. وبنعوت خبيثة كالعبقرية والبطولة يحاولون أن يمحوا وجه العبد الذي فزع لما باغته الوحي ورأى جبريل، ثم استأنس، ثم تلقى القرآن، ثم دعا قومه، ثم أوذي في الله فصبر، ثم ربى وجاهد، وهدى الله به العالم إلى يوم القيامة. عبد لا يشرع من عنده، وإن خطط فتطبيقا للوحي يصحبه التوفيق الإلهي. وإن حمل السلاح فاستجابة للأمر الإلهي. وإن قال فبالله، وإن تحرك فبإذنه، وإن غضب فله، وإن أحب ففيه. عبد رباني إلهي. عبد يوحى إليه.
كان القرآن ينزل طريا مواكبا للمسيرة التاريخية موجها لها. هو العلم، وهو المنهاج، وهو البرنامج، وهو النور الهادي إلى صراط الله. وكانت نظرة العبد الرسول صلى الله عليه وسلم ونظرة أصحابه مجتمعة لا تشتت فيها. لم يكن القرآن تراثا يحتل حيزا من الفكر ورفوفا من المكتبة، بل كان هو الفهم، وهو العلم، وهو الحياة. كان تناقض صارخ بين أحوال الجاهلية وبين ما يدعو إليه القرآن. فنهض أهل القرآن. خرقوا كل سياج يصد عن سبيل الله. حطموا المنكر وغيروا الواقع حتى يستقيم على ما يأمر به الله. كانت وحدة مشخصة في العبد الصادق الرسول، ممثلة في كلمة الله الموحى بها، ماثلة في جماعة هي جيل القرآن كما يقول سيد قطب رحمه الله.
لم تكن الحياة أشتاتا ونتفا في سلوك أهل القرآن. الحياة والموت، الدنيا والآخرة، العابد والمعبود، كانت جميعا يلفها في عقيدة التوحيد والرسالة والملائكة والبعث والقدر شرعة واحدة. يسير بها في صراط الله منهاج واحد. لم تكن العاطفة في واد والعقل تائها في التحليل الفلسفي. كان الإنسان جميعا. نحن أشتات اليوم. فمعنى اتباعنا المنهاج النبوي أن نجتمع عقلا وعاطفة، ماضيا وحاضرا ومصيرا، دينا ودنيا وآخرة، أفرادا على بينة من هويتهم وعبوديتهم لله ومسؤوليتهم أمامه، وجماعة على بينة من مصيرها التاريخي فيها استعداد وقدرة على الجهاد.
بالقرآن انكشف لجيل القرآن ما في النفس البشرية والكيان البشري الكلي من أسرار كانت غامضة حتى علمهم إياها الوحي. وبه ارتفع عن أعينهم التناقض الظاهر العقلاني بين الإنسان والإنسان، بين الإنسان والجماعة، بين البشر والكون. بالقرآن ابتنيت نفوس مؤمنة، ومجتمع مؤمن، وحركة في العالم إيمانية. بالقرآن عرف أهل القرآن الله عز وجل، وبه استناروا في سلوكهم النفسي ومعراجهم الروحي في معارج الإيمان. وبالقرآن كانوا القوة التي حطمت باطل الشرك، وبه أقاموا العدل)، كتاب القرآن و النبوة ،تاريخ التأليف :رمضان المعظم 1403
عدد الطبعات :1 الطبعة الأولى :1431 آخر طبعة :1431.
يختلف الفهم عن الله و رسوله صلى الله عليه وسلم باختلاف المشرب ، فأن كنت صوفيا من أهل التصوف و السلوك ، فنظرتي لا تعدو عن كتاب الله أنه أنوار و مواهب و علوم و أسرار ، لا أجمع بين دنياي و آخرتي و أجعلهما في كفة واحدة أحرث في الدنيا للاخرة ، بل أطلق الأولى لأن تصوفي يمنعني من الأشتغال بالشأن العام للمسلمين ، و الدنيا ملعونة بما فيها من حاكم و محكوم و ظالم و مظلوم و أقوام تنتظر الدعوة لتعيد للفرد أنسانيته و العالم العافية بعد السقم.؟
فالسؤال الواجب طرحه : ما معتى الخذمة ؟ ما المطلوب مني كسالك على المنهاج النبوي ؟ الخذمة الخاصة للحبيب صلى الله عليه وسلم بالرفق بأمته ؟
أم خذمة الشيخ القابع في زاويته يأمر و ينهى ؟.
ما المطلوب مني الآن ، الأمر الأول أم الثاني ؟.
و في جانب آخر تكون حركيا يملأ أسمك الآفاق ، لكنك تخجل في المحافل العامة أن تحدث عن الوحي و الغيب و ضرورة التربية و الجمع بين الهم القلبي و الدعوي ، فالأول يحيلك الى الخمول و دوام المراقبة و الأنقياد للولي المربي المأذون ، و الثاني أن تكون منبع الأشعاع الفكري و العلمي ، تشد اليك الرحال ليسمع من فمك الحركي البليغ آمال الدعوة و المواجهة و الممانعة و العصيان ومحاربة الفساد ، لكن في قرارة نفسك أنت جرثومة بئيسة تضيق عند أول ضربة و تأن عند أول عقبة ، عقبة النفس و الهوى و الشيطان ، بارك الله في شيخنا سعيد رمضان البوطي و هو يحذر المخبولين من الحركة الأسلامية من دائهم المليم المقعد : الباطن الأثم؟.
فكيف يعود الوحي يشقيه القرآني و النبوي منبعا للعلم و الفهم و التروي و البحث عن الداء و الدواء.
نسال الله العافية آمين.
عمرالحسني- كـاتــــب
-
الديانه : الاسلام
البلد : المغرب
عدد المساهمات : 1169
نقاط : 6489
السٌّمعَة : 12
ابواحمدالبراوي- نائب المدير
- الديانه : الاسلام
البلد : مصر
عدد المساهمات : 257
نقاط : 5419
السٌّمعَة : 7
عمرالحسني- كـاتــــب
-
الديانه : الاسلام
البلد : المغرب
عدد المساهمات : 1169
نقاط : 6489
السٌّمعَة : 12
رد: دراسات في التاريخ الأسلامي:( مقدمة)
جزاكم الله خيرا اخي عمر الحسني بارك الله فيكم سيدي
صفحتي على الفيس بوك
الحرية هي مطلب العُقلاء..ولكن من يجعل نفسه أسيراً لردود أفعال الآخرين فهو ليس حُرّاً....إصنع الهدف بنفسك ولا تنتظر عطف وشفقة الناس عليك..ولو كنت قويا ستنجح....سامح عسكر
عمرالحسني- كـاتــــب
-
الديانه : الاسلام
البلد : المغرب
عدد المساهمات : 1169
نقاط : 6489
السٌّمعَة : 12
رد: دراسات في التاريخ الأسلامي:( مقدمة)
قرأت الجزء الأول, وهو يتعلق بالمراجع الشرعية للتاريخ الأصلي عبر القرآن الكريم و السنة المطهرة, وقد قال الله في هذا الأمر (نحن نقص عليك أحسن القصص بما أوحينا إليك هذا القرآن, وإن كنت من قبله لمن الغافلين)...
أنتظر المزيد, وإن اهتممت بالموضوع فسأثبته
أنتظر المزيد, وإن اهتممت بالموضوع فسأثبته
أربع من كُن فيه كان كاملاً, ومن تعلق بهنّ كان من صالحي قومه: دينٌ يُرشده,وعقلٌ يُسدده,وحسبٌ يصونه,وحياءٌ يُوقره..الحسن البصري
من تعلم القرآن عظمت قيمته,ومن كتب الحديث كملت حجته,ومن نظر في الفقه نبل طبعه..الشافعي
من تعلم القرآن عظمت قيمته,ومن كتب الحديث كملت حجته,ومن نظر في الفقه نبل طبعه..الشافعي
رد: دراسات في التاريخ الأسلامي:( مقدمة)
ان شاء الله عما قريب استأنف في كتابة المقالات حول الموضوع
<br>
عمرالحسني- كـاتــــب
-
الديانه : الاسلام
البلد : المغرب
عدد المساهمات : 1169
نقاط : 6489
السٌّمعَة : 12
مواضيع مماثلة
» 1.دراسات في التاريخ الأسلامي:(كيف نقرأ التاريخ الأسلامي؟)
» دراسات في التاريخ من خلال نظرات في الفقه و التاريخ للشيخ عبد السلام ياسين
» دراسات في الفقه الجامع
» تصويت يجري في المانيا للاعتراف بالدين الأسلامي انصرو دينكم وصوتوا ولكل المواقع
» دراسات في تفسير القران الكريم واثارها في العقيدة الإلهية والتوحيد
» دراسات في التاريخ من خلال نظرات في الفقه و التاريخ للشيخ عبد السلام ياسين
» دراسات في الفقه الجامع
» تصويت يجري في المانيا للاعتراف بالدين الأسلامي انصرو دينكم وصوتوا ولكل المواقع
» دراسات في تفسير القران الكريم واثارها في العقيدة الإلهية والتوحيد
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى