سعيد حوى/ بقلم الأستاذ زهير الشاويش
شبكة واحة العلوم الثقافية :: الساحات العلمية والثقافية والحوارية :: ساحة الحوار الموضوعي بين الأديان :: شخصيات
صفحة 1 من اصل 1
سعيد حوى/ بقلم الأستاذ زهير الشاويش
بسم الله الرحمن الرحيم
نشرت جريدة ( اللواء ) الأردنية المقالات الآتية حول الشيخ سعيد حوى رحمه الله:
سعيد حوى
ذهب إلى رحمة الله ويبقى أثره إلى ما شاء الله
بقلم الأستاذ زهير الشاويش
منذ أشهر والشيخ سعيد في غيبوبة وشهادة الأطباء ومشاهدته تؤكد أن ليس من عودة ـ ولكن الأمل بالله ـ جعل كل من حوله ـ وأنا منهم ـ ننتظر ما ليس معتاداً من سنة الله الكونية في خلقه... وتختلف الدوافع عند المنتظرين.
فأولاده البررة ووالده – رضي الله عنهم – حول سريره تطفح وجوههم بالبشر والرضى بما عند الله، والرغبة في عودة والدهم إلى ما كان عليه من نشاط وحيوية وعطاء واضحة جلية، ولكن سحابة الحزن ما كانت لتخفى على من عرك الحياة وعاشر الرجال.
وصحبه الذين استظلوا به ومشوا في فلكه وكبروا بما قدم، تحس أن أمنية – بعضهم – بقاء سعيد حوى ولو في مثل هذه الغيبوبة، لأن في ذلك امتداداً لما ورثوه منه حياً... فلا يخافون منه انتفاضة جديدة... وما أكثر انتفاضات سعيد، تذهب أخضرهم ويابسهم، وموته يقطع على بعض الناس . . الانتفاع بما قدم.
وخصومه، وهم أنواع مختلفة، ولهم أهداف منوعة، يرون في غيبوبته هدنة لهم تمكنهم من الإعداد للانقضاض عليه، أو استغلاله والإفادة منه، وهو في غيبوبته لا حول ولا قوة، فلا هو حي فيرجى، ولا ميت فينعى.
ولما كنت من غير هؤلاء، فقد كنت حزيناً عليه، راغباً في أن يعيده الله إلى صحته وعافيته وقدرته، راجياً أن يحقق ما سمعته منه، ولمسته لديه من صادق الرغبة في إعادة النظر فيما كتب، على ضوء معطيات تمخضت عنها أحاديث ولقاءات معي ومع غيري من الذين سمعوا منه الندم على بعض ما فات، والرغبة في العمل من جديد من نقطة الصفر – حسب تعبيره – ومن أبجد حسب تعبيري.
وللتجارب أثر واضح في الناس، ولعل من أصدق ما عبر عنه الشيخ مرة بعد عتاب على بعض ما كان؛ قال: الصوفي ابن يومه..
وحقاً كان سعيد ابن يومه.. وبعض التفسير يندرج تحت قاعدة الرجوع إلى الحق، وبعضه من الأمنيات وما أكثر أماني ابن آدم.
رحمك الله يا سعيد، فقد كنت فذاً في الرجال: ومن العظماء.. والناس تختلف: مع، وعلى، وحول: العظيم.
أنام ملء عيوني عن شواردها ويسهر الخلق جراها ويختصم
ولكن قدر الله ولا راد لقضائه، وانقضت حياة سعيد بن محمد ديب حوى في المشتشفى الإسلامي بعمان ضحى يوم الخميس غرة شعبان المعظم 1409هـ الموافق 9/ 3/ 1989م، وصلي عليه بعد الجمعة في مسجد الفيحاء بالشميساني، ودفن في مقبرة سحاب جنوبي عمان، وحضر الجنازة جمع غفير، وابنه الدكتور لعي الفقير، والأستاذ يوسف العظمن والشاعر ابو الحسن، والشيخ عبد الجليل رزوق، والأستاذ فاروق المشوح، والأديب الأستاذ عبد الله الطنطاوي، وكان تعاطف أهل الأردن الكرام مع أخ غريب مات في بلدهم مثل كرمهم مع الإحياء المقيمين عندهم.. كرم باليد، وطيب في الكلام، وعفوية في المبادرة.
واجتمعت في جنازة سعيد حوى المتناقضات، والتقى المختلفون في الرأي والفقه، والاعتقاد واجتمع في التشييع السنة والبدعة، ومختلف العادات، من غير ترتيب ولا إعداد، وإنما بعفوية ظاهرة فالجميع يرى نفسه صاحب المصيبة وله أن يتصرف كما يشاء وحسب ما يريد، وارى أن ذلك من آثار حياة الشيخسعيد، فقد كان يعيش حياة عريضة ذات "أبعاد مختلفة".
لقد كانت جنازته كبيرة في دنيا الغربة.. فلله ما أخذ، ولله ما أعطى، وكل شيء عنده بأجر ومقدار.
وأما سعيد حوى فقد كان – والله – من أنجح الدعاة الذين عرفتهم، أو قرأت عنهم، استطاع إيصال ما عنده من رأي ومعرفة إلى العدد الكبير من الناس، وكان قادراً على أن ينقلهم – أو أكثرهم مما هم عليه إلى النقيض من ذلك – بعد أن يرجع عنه – مع أنه هو الذي أقنعهم بالرأي الأول.
ومن قدرته هذه كان أملي فيه كبيراً أن ينظر في كتبه فينفتح، أو أن يؤلف من جديد.. والرجوع إلى الحق فضله يكبر فيها صاحبها، وهذا في علمائنا كثير كثير.
وليس بعيداً عنا الخليفة الراشد عمر ابن الخطاب، ولا إمامنا الشافعي، ولا الإمام أبي الحسن الأشعري، ولا الشيخ عبد الرازق البيطار، وحسن البنا، وسيد قطب و.. و.. وكلهم رجع عن بعض ما سبق أن اعتقد أو قال وكلهم لم يجد في ذلك معرة أو عار.
نشرت جريدة ( اللواء ) الأردنية المقالات الآتية حول الشيخ سعيد حوى رحمه الله:
سعيد حوى
ذهب إلى رحمة الله ويبقى أثره إلى ما شاء الله
بقلم الأستاذ زهير الشاويش
منذ أشهر والشيخ سعيد في غيبوبة وشهادة الأطباء ومشاهدته تؤكد أن ليس من عودة ـ ولكن الأمل بالله ـ جعل كل من حوله ـ وأنا منهم ـ ننتظر ما ليس معتاداً من سنة الله الكونية في خلقه... وتختلف الدوافع عند المنتظرين.
فأولاده البررة ووالده – رضي الله عنهم – حول سريره تطفح وجوههم بالبشر والرضى بما عند الله، والرغبة في عودة والدهم إلى ما كان عليه من نشاط وحيوية وعطاء واضحة جلية، ولكن سحابة الحزن ما كانت لتخفى على من عرك الحياة وعاشر الرجال.
وصحبه الذين استظلوا به ومشوا في فلكه وكبروا بما قدم، تحس أن أمنية – بعضهم – بقاء سعيد حوى ولو في مثل هذه الغيبوبة، لأن في ذلك امتداداً لما ورثوه منه حياً... فلا يخافون منه انتفاضة جديدة... وما أكثر انتفاضات سعيد، تذهب أخضرهم ويابسهم، وموته يقطع على بعض الناس . . الانتفاع بما قدم.
وخصومه، وهم أنواع مختلفة، ولهم أهداف منوعة، يرون في غيبوبته هدنة لهم تمكنهم من الإعداد للانقضاض عليه، أو استغلاله والإفادة منه، وهو في غيبوبته لا حول ولا قوة، فلا هو حي فيرجى، ولا ميت فينعى.
ولما كنت من غير هؤلاء، فقد كنت حزيناً عليه، راغباً في أن يعيده الله إلى صحته وعافيته وقدرته، راجياً أن يحقق ما سمعته منه، ولمسته لديه من صادق الرغبة في إعادة النظر فيما كتب، على ضوء معطيات تمخضت عنها أحاديث ولقاءات معي ومع غيري من الذين سمعوا منه الندم على بعض ما فات، والرغبة في العمل من جديد من نقطة الصفر – حسب تعبيره – ومن أبجد حسب تعبيري.
وللتجارب أثر واضح في الناس، ولعل من أصدق ما عبر عنه الشيخ مرة بعد عتاب على بعض ما كان؛ قال: الصوفي ابن يومه..
وحقاً كان سعيد ابن يومه.. وبعض التفسير يندرج تحت قاعدة الرجوع إلى الحق، وبعضه من الأمنيات وما أكثر أماني ابن آدم.
رحمك الله يا سعيد، فقد كنت فذاً في الرجال: ومن العظماء.. والناس تختلف: مع، وعلى، وحول: العظيم.
أنام ملء عيوني عن شواردها ويسهر الخلق جراها ويختصم
ولكن قدر الله ولا راد لقضائه، وانقضت حياة سعيد بن محمد ديب حوى في المشتشفى الإسلامي بعمان ضحى يوم الخميس غرة شعبان المعظم 1409هـ الموافق 9/ 3/ 1989م، وصلي عليه بعد الجمعة في مسجد الفيحاء بالشميساني، ودفن في مقبرة سحاب جنوبي عمان، وحضر الجنازة جمع غفير، وابنه الدكتور لعي الفقير، والأستاذ يوسف العظمن والشاعر ابو الحسن، والشيخ عبد الجليل رزوق، والأستاذ فاروق المشوح، والأديب الأستاذ عبد الله الطنطاوي، وكان تعاطف أهل الأردن الكرام مع أخ غريب مات في بلدهم مثل كرمهم مع الإحياء المقيمين عندهم.. كرم باليد، وطيب في الكلام، وعفوية في المبادرة.
واجتمعت في جنازة سعيد حوى المتناقضات، والتقى المختلفون في الرأي والفقه، والاعتقاد واجتمع في التشييع السنة والبدعة، ومختلف العادات، من غير ترتيب ولا إعداد، وإنما بعفوية ظاهرة فالجميع يرى نفسه صاحب المصيبة وله أن يتصرف كما يشاء وحسب ما يريد، وارى أن ذلك من آثار حياة الشيخسعيد، فقد كان يعيش حياة عريضة ذات "أبعاد مختلفة".
لقد كانت جنازته كبيرة في دنيا الغربة.. فلله ما أخذ، ولله ما أعطى، وكل شيء عنده بأجر ومقدار.
وأما سعيد حوى فقد كان – والله – من أنجح الدعاة الذين عرفتهم، أو قرأت عنهم، استطاع إيصال ما عنده من رأي ومعرفة إلى العدد الكبير من الناس، وكان قادراً على أن ينقلهم – أو أكثرهم مما هم عليه إلى النقيض من ذلك – بعد أن يرجع عنه – مع أنه هو الذي أقنعهم بالرأي الأول.
ومن قدرته هذه كان أملي فيه كبيراً أن ينظر في كتبه فينفتح، أو أن يؤلف من جديد.. والرجوع إلى الحق فضله يكبر فيها صاحبها، وهذا في علمائنا كثير كثير.
وليس بعيداً عنا الخليفة الراشد عمر ابن الخطاب، ولا إمامنا الشافعي، ولا الإمام أبي الحسن الأشعري، ولا الشيخ عبد الرازق البيطار، وحسن البنا، وسيد قطب و.. و.. وكلهم رجع عن بعض ما سبق أن اعتقد أو قال وكلهم لم يجد في ذلك معرة أو عار.
صفحتي على الفيس بوك
الحرية هي مطلب العُقلاء..ولكن من يجعل نفسه أسيراً لردود أفعال الآخرين فهو ليس حُرّاً....إصنع الهدف بنفسك ولا تنتظر عطف وشفقة الناس عليك..ولو كنت قويا ستنجح....سامح عسكر
رد: سعيد حوى/ بقلم الأستاذ زهير الشاويش
مات سعيد حوى وعمره لم يتجاوز الثالثة والخمسين، وهو عمر قصير، وترك من المؤلفات العدد الكبير، مما يلحقه بالمكثرين من المؤلفين في عصرنا الحاضر.. والاختلاف في تقييم كتبه لا يغير من هذه الحقيقة شيئاً.
وكانت لي معه جولات في كتبه وما حوَّت، ومعارضات لأسمائها وما تهدف غليه، ومع أن بعض رأيي كان ذابحاً، ولفظي كان جارحاً، فقد تلاقاه دائماً برحابة صدر، لم أجدها عند صحبي، وأهل معتقدي ورأيي.
فرحم الله سعيد حوى، فقد كان داعية غير منفر، دمث الخلق، عف اللفظ، ياخذ بالابتسامة ولين الجانب، ويعجز عنه في الحجة والبرهان لما كان يتمتع به من ذكاء خارق، وقدرة على المناورة والمحاورة، ورغبة في عدم التصادم، وكان دائم التطور، كثير الإطلاع وعنده قدرة عجيبة على أن يجمع في يده المتناقضات من الأفكار والآراء، ويوفق بينها وبين أصحابها، بل لا أعرف أنه قطع خيطاً كان الصلة بينه وبين من خالفهم في الرأي بعد ذلك أو خالفوه – وأنا منهم – ومع ذلك فقد أبقى بيني وبينه، لا أقول: شعرة معاوية – رضي الله عنه – بل أبقى حبلاً متيناً من الود والتواصل، ولعل آخر ما كتب في حياته رسالة صغيرة بعث بها إلي – وإلى أحد إخواني – ينصحنا فيها بعدم الاختلاف بما يدل على اهتمامه بأمر المسلمين وأفرادهم – جزاه الله خيراً.
سعيد حوى من الذين فاتهم العلم الرتيب المتتابع في صغرهم ـ لبعض الظروف ـ ولكنه استطاع أن يلحق الركب، وأن يكون من العلماء الذين يشار إليهم بالبنان، وأن يفوق الأقران.
والذين تعلموا في الكبر، لا يحصيهم أحد، ويحضرني منهم الآن، الإمام ابن حزم الأندلسي، والعز بن عبد السلام الشافعي، والشيخ كامل القصاب الدمشقي.
وسعيد حوى تعلم وهو يعمل لكسب قوته – في بداية أمره – وهذا أيضاً مما كان عليه الكثير من سلفنا الصالح، وعلماؤنا في القديم والحديث، ومنهم الإمام أبو حنيفة النعمان فقد كان بائع قماش، والإمام المجاهد عبد الله بن المبارك كان تاجراً، وأستاذنا الشيخ صالح العقاد الفقيه بالشافعي الصغير، وأستاذي المحدث ناصر الدين الألباني ما ترك عمل إصلاح الساعات وكان من أمهر وأتقن رجال هذه الصنعة إلا بعد أن هيأ الله له الانقطاع للعلم ليكون بعد ذلك من أعلم من نعرف في بعض علوم الحديث الشريف منذ الحافظ بن حجر العسقلاني.
سعيد حوى لم يكن مذهبياً في تفقهه ولا في اعتقاده، بل كان يلفق من المذاهب كلها، وأحياناً يأتي بما يخالف ما سبق وقاله بداعي المصلحة والظرف أو الاجتهاد وتغير المراجع، ومن كان هذا رايه سهل عليه أن يصير من المتبعين للدليل والسير في ركب غير المذهبيين.
وما أظن تجنبه ذكر ذلك في كتبه إلا مخالفة أن ينبذ بما يتهم به غيره من عداوة المذاهب أو ابتداع مذهب خامس، أو أن ترك التمذهب هو طريق إلى اللادينية.. الخ.
ولكن المتتبع لكتب وأحاديث سعيد حوى يرى ذلك واضحاً جلياً بل أن تركه إعلان ذلك هو المتناسب مع دعوته ومنهج حياته.
وأما اعتقاده فمع أنه صوفي سلك عند أكبر دعاة الصوفية في بلادنا فلم يكن في الاعتقاد أشعرياً أو ماتريدياً، بل كان يجمع بين السلفية التي تلقى مبادئها في مدرسة "دار الأنصار" التي أنشأها العالم السلفي الشيخ سعيد الحابي خال الشيخ محمد الحامد وكان يقوم عليها على ما أظن أخ لنا هو السيد نعسان عبد المعطي وغيره، وعرف الشيخ سعيد الكثير عن السلفية من اتصاله بنا واحتكاكه معنا سواء في المكتب الإسلامي أو في جماعة الإخوان. أو من أساتذته في الجامعة السورية المشايخ: بهجة البيطار، وعلي الطنطاوي، ومصطفي السباعي، ومن مسجد الجامعة وخطب الاساتذة عصام العطار ومحمد الصباغ، وعندي رسالة من سعيد يشيد فيها بما استفاده من الآخرين.
وشيء آخر – لا أعلم أحداً سبقني إليه – هو أن الفكر الصوفي المتعمق لا يمانع في قبول الكثير مما تدعو إليه السلفية، وعلى الخصوص في الأسماء والصفات، ولكن النتائج التي يقف عندها الصوفي الواصل تؤدي به إلى غير ما كان عليه السلف الصالح من الاعتقاد المتفق مع الأدلة، وأرجو أن أتمكن من شرح هذا مستقبلاً.
سعيد حوى كان في سلوكه الصوفي متعمقاً مغرقاً مثل أكابر من نعرف من المتصوفة، فقد أخذ التصوف عن أكبر دعاته في بلاد الشام، وسار في جميع مراحله فتتلمذ على أشهر مشايخه محمد الهاشمي وأحمد التلمساني وعبدالقادر عيسى – مع أنه قريبه.
وأما صلته بالشيخ محمد الحامد رحمه الله فتحتاج إلى بحث طويل لكثرة ما فيها من مواقفات ومخالفات ولما في منهج كل منهما من انفرادات ودوافع وغايات.. وما أذكره الآن – في هذه العجالة –أن أكثر ما وصل إلينا من تباين في الرأي بينهما كان الحق فيه مع الشيخ الحامد – ولعل مسألة مسجد السلطان وما جرى من ضحايا ودماء وما تبعها من حوادث وقف الناس منها حائرين، ومنها توسط الشيخ الحامد عند المسؤولين، لتخفيف الآثار السيئة على الناس ورفع الحيف عن الذين غرر بهم أو أصابهم شرر تلك النار من غير سعي منهم، أو علم عندهم ليقرروا ما عليهم عمله، وإزاحة الظلم عن العوائل والأولاد.
وكان من ذلك الإفراج عن العديد من المسجونين ورجوع الأخ سعيد حوى من العراق، نتيجة ذلك المسعى الخير من الشيخ الحامد – رحمه الله تعالى – وكذلك الاختلاف بين العاملين في حماة بعد ذلك، وتوسط الشيخ الحامد مع الأخوة بدمشق كان على خلاف ما يزيد سعيد، ولكنه برحابة صدره تغلب على ما عند الشيخ الحامد من حدة وشدة في طبعه، واستمرت الصلة.
وسعيد كان دائماً يحب أن يكون الرجل الثاني في كل القضايا، والمحرك الخفي لجميع الذين يعمل معهم، وما أظنه ظهر في الواجهة إلا مكرهًا، أو ساقته الظروف من غير رغبة منه.
وهذا وإن دل على شيء من التواضع والإيثار – أحياناً – فإن له خليقة تدل على دهائة وبعد نظره والتطلع إلى ما هو أكبر من كل ما وصل إليه، أو تيسر له، وما أظن صورة أكرم الحوراني كانت غائبة عن مخيلة سعيد حوى، بل إن اهتمامه بهذا الرجل اللولبي كانت بارزة وليس منيع ذلك العصبية للبلد الواحد، بل الإعجاب بالشخص، ولا غرابة فقد كان أهله وأبناء حيه من جماعته وذكر هذا في "تجربته".
تكلم سعيد حوى في كتبه وأحاديثه كثيراً أنه نشأ فقيراً وأصابه الحرمان والعوز.. وهذا شيء لا يعيبه بل هو مفخرة.. في بعض الأحيان – وما يبتغى به الأجر عند الله أن اقترن مع الصبر والشكر من غير تبرم ولا ضجر، قانعاً بما قسم الله له من رزق.. وكيف لا يكون كذلك، والله سبحانه قد قدر الرزق على بعض أنيابه والخيرين من أوليائه.
وقد شاهدنا سعيد حوى في دمشق ـ أيام دراسته ـ زاهداً متقشفاً في مأكله و ملبسه، وحتى في اقتناء الكتب التي يحتاجها أمثاله وبعض ذلك كان لقلة موارده ـ كما كان يصرح.
ولكن سعيد حوى لم ينفر بعد ذلك فنفى زاهداً متقشفاً فقد في الأحياء كان في حينها مدرساً، في المعهد العلمي فلم يكن في بيته من الفرش إلا ما يسد حاجته ومن الثياب إلا ما يجعله مثال فقد كانت جلابيبه من النوع الحموي السميك والمصبوغ بقشر الجوز ولها شقوق في جانبيها وما زلت به حتى اقتنع بلبس أثواب من صنع تلك البلاد بيضاء ولبس عباءة تليق بأمثاله ولكنه اشترط ألا تكون فضفاضة وأن لا يكون ما ينثنى من أطرافها عريضاً وأن لا يكون فبتها ذات أزرار مثل القميص الإفرنجي.. وأما الطعام فلم يكن أحسن حالاً من الفرش والثياب.. وكان له راتب محترم – يومها – وما كان ذلك منه عن بخل لا والله- وقلت في نفسي: لعله يرسل ما يسد حاجة أهله، وجرى منه يومها ما أكد لي عفة نفسه.. وكل ما علمته وشاهدته – بعد ذلك – أكد لي زهده وتقشفه وتعففه.
وكانت لي معه جولات في كتبه وما حوَّت، ومعارضات لأسمائها وما تهدف غليه، ومع أن بعض رأيي كان ذابحاً، ولفظي كان جارحاً، فقد تلاقاه دائماً برحابة صدر، لم أجدها عند صحبي، وأهل معتقدي ورأيي.
فرحم الله سعيد حوى، فقد كان داعية غير منفر، دمث الخلق، عف اللفظ، ياخذ بالابتسامة ولين الجانب، ويعجز عنه في الحجة والبرهان لما كان يتمتع به من ذكاء خارق، وقدرة على المناورة والمحاورة، ورغبة في عدم التصادم، وكان دائم التطور، كثير الإطلاع وعنده قدرة عجيبة على أن يجمع في يده المتناقضات من الأفكار والآراء، ويوفق بينها وبين أصحابها، بل لا أعرف أنه قطع خيطاً كان الصلة بينه وبين من خالفهم في الرأي بعد ذلك أو خالفوه – وأنا منهم – ومع ذلك فقد أبقى بيني وبينه، لا أقول: شعرة معاوية – رضي الله عنه – بل أبقى حبلاً متيناً من الود والتواصل، ولعل آخر ما كتب في حياته رسالة صغيرة بعث بها إلي – وإلى أحد إخواني – ينصحنا فيها بعدم الاختلاف بما يدل على اهتمامه بأمر المسلمين وأفرادهم – جزاه الله خيراً.
سعيد حوى من الذين فاتهم العلم الرتيب المتتابع في صغرهم ـ لبعض الظروف ـ ولكنه استطاع أن يلحق الركب، وأن يكون من العلماء الذين يشار إليهم بالبنان، وأن يفوق الأقران.
والذين تعلموا في الكبر، لا يحصيهم أحد، ويحضرني منهم الآن، الإمام ابن حزم الأندلسي، والعز بن عبد السلام الشافعي، والشيخ كامل القصاب الدمشقي.
وسعيد حوى تعلم وهو يعمل لكسب قوته – في بداية أمره – وهذا أيضاً مما كان عليه الكثير من سلفنا الصالح، وعلماؤنا في القديم والحديث، ومنهم الإمام أبو حنيفة النعمان فقد كان بائع قماش، والإمام المجاهد عبد الله بن المبارك كان تاجراً، وأستاذنا الشيخ صالح العقاد الفقيه بالشافعي الصغير، وأستاذي المحدث ناصر الدين الألباني ما ترك عمل إصلاح الساعات وكان من أمهر وأتقن رجال هذه الصنعة إلا بعد أن هيأ الله له الانقطاع للعلم ليكون بعد ذلك من أعلم من نعرف في بعض علوم الحديث الشريف منذ الحافظ بن حجر العسقلاني.
سعيد حوى لم يكن مذهبياً في تفقهه ولا في اعتقاده، بل كان يلفق من المذاهب كلها، وأحياناً يأتي بما يخالف ما سبق وقاله بداعي المصلحة والظرف أو الاجتهاد وتغير المراجع، ومن كان هذا رايه سهل عليه أن يصير من المتبعين للدليل والسير في ركب غير المذهبيين.
وما أظن تجنبه ذكر ذلك في كتبه إلا مخالفة أن ينبذ بما يتهم به غيره من عداوة المذاهب أو ابتداع مذهب خامس، أو أن ترك التمذهب هو طريق إلى اللادينية.. الخ.
ولكن المتتبع لكتب وأحاديث سعيد حوى يرى ذلك واضحاً جلياً بل أن تركه إعلان ذلك هو المتناسب مع دعوته ومنهج حياته.
وأما اعتقاده فمع أنه صوفي سلك عند أكبر دعاة الصوفية في بلادنا فلم يكن في الاعتقاد أشعرياً أو ماتريدياً، بل كان يجمع بين السلفية التي تلقى مبادئها في مدرسة "دار الأنصار" التي أنشأها العالم السلفي الشيخ سعيد الحابي خال الشيخ محمد الحامد وكان يقوم عليها على ما أظن أخ لنا هو السيد نعسان عبد المعطي وغيره، وعرف الشيخ سعيد الكثير عن السلفية من اتصاله بنا واحتكاكه معنا سواء في المكتب الإسلامي أو في جماعة الإخوان. أو من أساتذته في الجامعة السورية المشايخ: بهجة البيطار، وعلي الطنطاوي، ومصطفي السباعي، ومن مسجد الجامعة وخطب الاساتذة عصام العطار ومحمد الصباغ، وعندي رسالة من سعيد يشيد فيها بما استفاده من الآخرين.
وشيء آخر – لا أعلم أحداً سبقني إليه – هو أن الفكر الصوفي المتعمق لا يمانع في قبول الكثير مما تدعو إليه السلفية، وعلى الخصوص في الأسماء والصفات، ولكن النتائج التي يقف عندها الصوفي الواصل تؤدي به إلى غير ما كان عليه السلف الصالح من الاعتقاد المتفق مع الأدلة، وأرجو أن أتمكن من شرح هذا مستقبلاً.
سعيد حوى كان في سلوكه الصوفي متعمقاً مغرقاً مثل أكابر من نعرف من المتصوفة، فقد أخذ التصوف عن أكبر دعاته في بلاد الشام، وسار في جميع مراحله فتتلمذ على أشهر مشايخه محمد الهاشمي وأحمد التلمساني وعبدالقادر عيسى – مع أنه قريبه.
وأما صلته بالشيخ محمد الحامد رحمه الله فتحتاج إلى بحث طويل لكثرة ما فيها من مواقفات ومخالفات ولما في منهج كل منهما من انفرادات ودوافع وغايات.. وما أذكره الآن – في هذه العجالة –أن أكثر ما وصل إلينا من تباين في الرأي بينهما كان الحق فيه مع الشيخ الحامد – ولعل مسألة مسجد السلطان وما جرى من ضحايا ودماء وما تبعها من حوادث وقف الناس منها حائرين، ومنها توسط الشيخ الحامد عند المسؤولين، لتخفيف الآثار السيئة على الناس ورفع الحيف عن الذين غرر بهم أو أصابهم شرر تلك النار من غير سعي منهم، أو علم عندهم ليقرروا ما عليهم عمله، وإزاحة الظلم عن العوائل والأولاد.
وكان من ذلك الإفراج عن العديد من المسجونين ورجوع الأخ سعيد حوى من العراق، نتيجة ذلك المسعى الخير من الشيخ الحامد – رحمه الله تعالى – وكذلك الاختلاف بين العاملين في حماة بعد ذلك، وتوسط الشيخ الحامد مع الأخوة بدمشق كان على خلاف ما يزيد سعيد، ولكنه برحابة صدره تغلب على ما عند الشيخ الحامد من حدة وشدة في طبعه، واستمرت الصلة.
وسعيد كان دائماً يحب أن يكون الرجل الثاني في كل القضايا، والمحرك الخفي لجميع الذين يعمل معهم، وما أظنه ظهر في الواجهة إلا مكرهًا، أو ساقته الظروف من غير رغبة منه.
وهذا وإن دل على شيء من التواضع والإيثار – أحياناً – فإن له خليقة تدل على دهائة وبعد نظره والتطلع إلى ما هو أكبر من كل ما وصل إليه، أو تيسر له، وما أظن صورة أكرم الحوراني كانت غائبة عن مخيلة سعيد حوى، بل إن اهتمامه بهذا الرجل اللولبي كانت بارزة وليس منيع ذلك العصبية للبلد الواحد، بل الإعجاب بالشخص، ولا غرابة فقد كان أهله وأبناء حيه من جماعته وذكر هذا في "تجربته".
تكلم سعيد حوى في كتبه وأحاديثه كثيراً أنه نشأ فقيراً وأصابه الحرمان والعوز.. وهذا شيء لا يعيبه بل هو مفخرة.. في بعض الأحيان – وما يبتغى به الأجر عند الله أن اقترن مع الصبر والشكر من غير تبرم ولا ضجر، قانعاً بما قسم الله له من رزق.. وكيف لا يكون كذلك، والله سبحانه قد قدر الرزق على بعض أنيابه والخيرين من أوليائه.
وقد شاهدنا سعيد حوى في دمشق ـ أيام دراسته ـ زاهداً متقشفاً في مأكله و ملبسه، وحتى في اقتناء الكتب التي يحتاجها أمثاله وبعض ذلك كان لقلة موارده ـ كما كان يصرح.
ولكن سعيد حوى لم ينفر بعد ذلك فنفى زاهداً متقشفاً فقد في الأحياء كان في حينها مدرساً، في المعهد العلمي فلم يكن في بيته من الفرش إلا ما يسد حاجته ومن الثياب إلا ما يجعله مثال فقد كانت جلابيبه من النوع الحموي السميك والمصبوغ بقشر الجوز ولها شقوق في جانبيها وما زلت به حتى اقتنع بلبس أثواب من صنع تلك البلاد بيضاء ولبس عباءة تليق بأمثاله ولكنه اشترط ألا تكون فضفاضة وأن لا يكون ما ينثنى من أطرافها عريضاً وأن لا يكون فبتها ذات أزرار مثل القميص الإفرنجي.. وأما الطعام فلم يكن أحسن حالاً من الفرش والثياب.. وكان له راتب محترم – يومها – وما كان ذلك منه عن بخل لا والله- وقلت في نفسي: لعله يرسل ما يسد حاجة أهله، وجرى منه يومها ما أكد لي عفة نفسه.. وكل ما علمته وشاهدته – بعد ذلك – أكد لي زهده وتقشفه وتعففه.
صفحتي على الفيس بوك
الحرية هي مطلب العُقلاء..ولكن من يجعل نفسه أسيراً لردود أفعال الآخرين فهو ليس حُرّاً....إصنع الهدف بنفسك ولا تنتظر عطف وشفقة الناس عليك..ولو كنت قويا ستنجح....سامح عسكر
رد: سعيد حوى/ بقلم الأستاذ زهير الشاويش
ومما يدخل في هذا الباب تساهله مع الذين يقولوا طبع كتبه سواء ممن أذن لهم أو لم يأذن، وهذا أعلمه علم اليقين بحكم مهنتي.
وقد اعتذرت عن نشر شيء من كتبه رغم طلبه ذلك وإلحاح إخوان علي، لوجهة نظر عرفها وقدرها وتوالت الطبعات الكثيرة لكتبه – بالحلال وبالحرام – فما بلغني أنه جعل ذلك مشكلة مع أحد، ولم يشترط على أحد ما يحجز من طلبات.
وهذا وإن كان في نظري – من زهده، فإنه بلا شك يندرج تحت قول النبي صلى الله عليه وسلم "رحم الله عبداً سمحاً إذا باع، سمحا إذا اشترى، سمحاً إذا قضى، سمحاً إذا اقتضى" انظر صحيح الجامع الصغير – لناصر الألباني رقم 3495.
ومما يؤثر عنه في هذا الباب أن أحدهم طبع بعض كتبه من غير إذنه – وكان سعيد مسجوناً.. وكان لهذه الكتب الرواج والمورد الجيد.. وسعيد في السجن يحتاج المال، وأهله في الخارج بأمس الحاجة إليه، ولكن الذي تولى طباعة الكتب لم يرسل للشيخ مالاً لا في سجنه ولا إلى أهله.. ولما فرج عن سعيد سأل ذلك الرجل: لماذا لم ترسل لي المال إلى السجن أو إلى أهلي؟ قال الرجل: إرسال المال إلى السجن فيه مخاطر، ولا يقدم عليه إلا المتهور.
والذي علمته أن الرجل لم يدفع بعد ذلك المبلغ.. وسعيد لم يذكر هذا أمام أحد .. ما علمته أنا إلا مصادفة بحكم مهنتي.
إن هذا الخلق وهذا التسامح من سعيد حوى مفخرة وتذكر أمثولة للناس، وهذه شهادتي به، وأنا لا خلاف معه، رحمك الله يا سعيد فقد كنت زاهداً متقشفاً نبيلاً.
إن في حياة سعيد حوى وموته عبرة وعظة نحتاج معها إلى دراسته بصدق وأمانة. فلا نحكم العاطفة ونذكر الحسنات والإيجابيات ولا يغلبنا الهوى فلا نرى إلا الأخطاء والسلبيات.
ورحم الله سعيد حوى وغفر لنا وله، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
وبعد فهذه ذكريات خاطفة مرت بخاطري ساعة سماعي نبأ وفاته ولعلي أتوسع في ذلك مستقبلاً إن شاء الله.
وقد اعتذرت عن نشر شيء من كتبه رغم طلبه ذلك وإلحاح إخوان علي، لوجهة نظر عرفها وقدرها وتوالت الطبعات الكثيرة لكتبه – بالحلال وبالحرام – فما بلغني أنه جعل ذلك مشكلة مع أحد، ولم يشترط على أحد ما يحجز من طلبات.
وهذا وإن كان في نظري – من زهده، فإنه بلا شك يندرج تحت قول النبي صلى الله عليه وسلم "رحم الله عبداً سمحاً إذا باع، سمحا إذا اشترى، سمحاً إذا قضى، سمحاً إذا اقتضى" انظر صحيح الجامع الصغير – لناصر الألباني رقم 3495.
ومما يؤثر عنه في هذا الباب أن أحدهم طبع بعض كتبه من غير إذنه – وكان سعيد مسجوناً.. وكان لهذه الكتب الرواج والمورد الجيد.. وسعيد في السجن يحتاج المال، وأهله في الخارج بأمس الحاجة إليه، ولكن الذي تولى طباعة الكتب لم يرسل للشيخ مالاً لا في سجنه ولا إلى أهله.. ولما فرج عن سعيد سأل ذلك الرجل: لماذا لم ترسل لي المال إلى السجن أو إلى أهلي؟ قال الرجل: إرسال المال إلى السجن فيه مخاطر، ولا يقدم عليه إلا المتهور.
والذي علمته أن الرجل لم يدفع بعد ذلك المبلغ.. وسعيد لم يذكر هذا أمام أحد .. ما علمته أنا إلا مصادفة بحكم مهنتي.
إن هذا الخلق وهذا التسامح من سعيد حوى مفخرة وتذكر أمثولة للناس، وهذه شهادتي به، وأنا لا خلاف معه، رحمك الله يا سعيد فقد كنت زاهداً متقشفاً نبيلاً.
إن في حياة سعيد حوى وموته عبرة وعظة نحتاج معها إلى دراسته بصدق وأمانة. فلا نحكم العاطفة ونذكر الحسنات والإيجابيات ولا يغلبنا الهوى فلا نرى إلا الأخطاء والسلبيات.
ورحم الله سعيد حوى وغفر لنا وله، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
وبعد فهذه ذكريات خاطفة مرت بخاطري ساعة سماعي نبأ وفاته ولعلي أتوسع في ذلك مستقبلاً إن شاء الله.
صفحتي على الفيس بوك
الحرية هي مطلب العُقلاء..ولكن من يجعل نفسه أسيراً لردود أفعال الآخرين فهو ليس حُرّاً....إصنع الهدف بنفسك ولا تنتظر عطف وشفقة الناس عليك..ولو كنت قويا ستنجح....سامح عسكر
رد: سعيد حوى/ بقلم الأستاذ زهير الشاويش
توضيحات وأضواء حول كلمةالأستاذ زهير الشاويش
في رثاء العلامة الشيخ سعيد حوى
للدكتور: عداب الحمش
كانت وفاة الشيخ العلامة سعيد حوى ثلما في الحركة الإسلامية، نسأل الله أن يفيض من يسدها فقد كانت مناسبة أجبرت الخلائق على الاجتماع والالتقاء والاستماع، وعرض وجهات النظر وكانت كلمات العزاء وكلمات الرثاء.
وقد كانت أطول كلمة رثاء قرأتها في الشيخ سعيد حوى – رحمه الله – تلك الكلمة الوافية الوفية التي رثا فيها الأستاذ الكبير محمد الشاويش حب المكتب الإسلامي الإيادي البيض على العلم.
لقد قرأت كلمة الأستاذ النبيل مرات متعددة ما زدت في قراءتها مرة. ازدادت فناعتي بوفاء الأستاذ الشاويش ونبله ومقدار حبه للفقيد رحمه الله.
بيد أنني ازددت قناعة أخرى مقابلة لقناعتي السابقة وصلت عندي إلى حد اليقين بأن الأستاذ الكبير قد سطر كلمته بين الأسى والألم ومبادرة الزمن. فكانت كلمته عجلى وكان بعض معلوماتها لا يمكن أن نقول فيه نظر أو يحتاج للتوضيح.
إن حبنا للشيخ سعيد كحب الأستاذ الشاويش المعجب بشخصية الشيخ العلمية والفكرية والتربوية، الربانية، وليس حب التابع الذي يرى خطأ شيخه أصوب من صواب غيره.
إن حبي للأستاذ محمد زهير وتقديري إياه عميق قديم.
ولا أزال أحتفظ بمبادرته الخيرة، وعرضه ومساعداته المتعددة علينا حين الجثنا إلى مغادرة البلد الحبيبة سوريا، وإذا كما قابلنا مبادرته بالاعتذار، وقدمنا إليه الشكر بيد أن حقه كبير..واحتفاظنا له بالتقدير من الوفاء.
لقد رأيت من واجبي بيان (فيه النظر) في كلام الأستاذ الشاويش، وعرض وجهة النظر المقابلة بما لدي من قناعات، وما عندي من الأدلة، لا ردا على الأستاذ الشاويش، وإنما إيضاح وأضواء توضيح لن تعرف إلى شخصية الشيخ سعيد – رحمه الله – من قرب، وتريح بعض الذين عرفوا الشيخ معرفة قريبة فامتغضوا بعض كلام الأستاذ محمد زهير الشاويش.
أقول: لقد كانت كلمة الرثاء حافلة بصور شتى من حياة الشيخ وجهاده ونشأته، وسلوكه، وسياسته، ودعوته... ولهذا فإن أضواءنا على هذه الكلمة الكريمة ستكون متعددة ذات مناح مختلفة
1- فعن فوات العلم الرتيب:
فقد ذكر الشيخ رحمه الله الذي فاته من هذه هو ثلاث سنوات في المرحلة الابتدائية "هذه وقوة الإنشاء، وكان لذلك دوره في نجاحي في الشهادة الابتدائية رغم انقطاعي عن الدراسة ثلاث سنوات" ص 17-18.
وإذا كان الشيخ قد قرا ارسطو وأفلاطون وشوبندهر ونيتشه في سلسلة عبد الرحمن بدوي، وقرأ في التصوف والأخلاق عن الثورة الفرنسية... الخ.وصرح بأن المرحلة الابتدائية من الثالثة عشر إلى السابعة عشر من عمره كانت أغنى مراحل حياته في المطالعة على كثرة ما طالع فيها بعد ص 24.
فيتبين لنا أن فوات العلم الرتيب لم يكن إلا دافعاً من دوافع الشيخ نحو العلم والمطالعة، وأنه لم يفوت عليه فرصاً علمية أبداً.
2- صلة الشيخ سعيد حوى بالعلماء وبالشيخ الحامد خاصة:
كان من مزايا الشيخ سعيد – رحمه الله – كلفه الظاهر باهل العلم والفضل، وكان يرى نجاح الحركات الإسلامية وتقدم المسلمين مرهونا بكثرة أهل العلم العاملين فيهم وانظر ما يشير إلى ذلك في تجربتي ص 105 في كلامه على القيادات. ويبدو أن صلة الشيخ سعيد بالشيخ الحامد – رحمة الله عليهما – بدأت في نهاية المرحلة الإعدادية "1952م" "ص 25- 27" وكان الشيخ سعيد طيلة حياته كلفاً به، معجباً بشخصه وعلمه وروعه وتقواه وغيرته على الإسلام والمسلمين، وثباته على المبدأ. وما أشار إليه الأستاذ الشاويش من أن ( علاقة الشيخ سعيد حوى بالشيخ الحامد تحتاج إلى بحث طويل لكثرة ما فيها من موافقات ومخالفات ولما في كل منهج كل منهما من انفرادات ودوافع وغايات.. وما ذكره حفظه الله من أن برحابة صدر الشيخ الحامد من حدة وشدة في طبعه، واستمرت الصلة.
أقول: حتى نستجلي حقيقة الأمر واقعه نحتكم إلى كلام الشيخ سعيد في موقفه م شيخه العلامة محمد الحامد رحمهما الله.
قال الشيخ سعيد في تجربته (ص 28).
وتأكدت تلمذتي على الشيخ محمد الحامد في هذه المرحلة وأصبحت أشر أكثر من ذي قبل أنني تربطني به رابطة روحية لدرجة أنه كان عندي استفادة لان أهتديه بحياتي وقلما أحسست مثل هذا الإحساس مع أحد غيره، وكان لتلمذتي على الشيخ آثار كبيرة في نفسي، فقد نم حبي للفقهاء وللعلماء، وزاد تمسكي بالحكم الشرعي وبالنصوص لدرجة إنني انقطعت عن زيارة شخصية محببة لنفسي من كبار الإخوان وقتذاك لأنه يتبنى آراء شاذة في المسيح عليه السلام وفي شأن الدجال.
وقال في الإجابات ص 94.
(كنت كتبت لشيخنا الحامد رسالة قبيل وفاته بعد نبأ شاع أنه أجريت له عملية ونجحت، من قرأها يعرف شدة الحب والوجد الذي رزقني الله إياه للشيخ، ومن لامني على حب الشيخ أو حب حسن البنا فهو الملوم وكما قال ابن عمر رضي الله عنهما :
يلومونني في سالم وألومهم وجلدة بين العين والأنف سالم
في رثاء العلامة الشيخ سعيد حوى
للدكتور: عداب الحمش
كانت وفاة الشيخ العلامة سعيد حوى ثلما في الحركة الإسلامية، نسأل الله أن يفيض من يسدها فقد كانت مناسبة أجبرت الخلائق على الاجتماع والالتقاء والاستماع، وعرض وجهات النظر وكانت كلمات العزاء وكلمات الرثاء.
وقد كانت أطول كلمة رثاء قرأتها في الشيخ سعيد حوى – رحمه الله – تلك الكلمة الوافية الوفية التي رثا فيها الأستاذ الكبير محمد الشاويش حب المكتب الإسلامي الإيادي البيض على العلم.
لقد قرأت كلمة الأستاذ النبيل مرات متعددة ما زدت في قراءتها مرة. ازدادت فناعتي بوفاء الأستاذ الشاويش ونبله ومقدار حبه للفقيد رحمه الله.
بيد أنني ازددت قناعة أخرى مقابلة لقناعتي السابقة وصلت عندي إلى حد اليقين بأن الأستاذ الكبير قد سطر كلمته بين الأسى والألم ومبادرة الزمن. فكانت كلمته عجلى وكان بعض معلوماتها لا يمكن أن نقول فيه نظر أو يحتاج للتوضيح.
إن حبنا للشيخ سعيد كحب الأستاذ الشاويش المعجب بشخصية الشيخ العلمية والفكرية والتربوية، الربانية، وليس حب التابع الذي يرى خطأ شيخه أصوب من صواب غيره.
إن حبي للأستاذ محمد زهير وتقديري إياه عميق قديم.
ولا أزال أحتفظ بمبادرته الخيرة، وعرضه ومساعداته المتعددة علينا حين الجثنا إلى مغادرة البلد الحبيبة سوريا، وإذا كما قابلنا مبادرته بالاعتذار، وقدمنا إليه الشكر بيد أن حقه كبير..واحتفاظنا له بالتقدير من الوفاء.
لقد رأيت من واجبي بيان (فيه النظر) في كلام الأستاذ الشاويش، وعرض وجهة النظر المقابلة بما لدي من قناعات، وما عندي من الأدلة، لا ردا على الأستاذ الشاويش، وإنما إيضاح وأضواء توضيح لن تعرف إلى شخصية الشيخ سعيد – رحمه الله – من قرب، وتريح بعض الذين عرفوا الشيخ معرفة قريبة فامتغضوا بعض كلام الأستاذ محمد زهير الشاويش.
أقول: لقد كانت كلمة الرثاء حافلة بصور شتى من حياة الشيخ وجهاده ونشأته، وسلوكه، وسياسته، ودعوته... ولهذا فإن أضواءنا على هذه الكلمة الكريمة ستكون متعددة ذات مناح مختلفة
1- فعن فوات العلم الرتيب:
فقد ذكر الشيخ رحمه الله الذي فاته من هذه هو ثلاث سنوات في المرحلة الابتدائية "هذه وقوة الإنشاء، وكان لذلك دوره في نجاحي في الشهادة الابتدائية رغم انقطاعي عن الدراسة ثلاث سنوات" ص 17-18.
وإذا كان الشيخ قد قرا ارسطو وأفلاطون وشوبندهر ونيتشه في سلسلة عبد الرحمن بدوي، وقرأ في التصوف والأخلاق عن الثورة الفرنسية... الخ.وصرح بأن المرحلة الابتدائية من الثالثة عشر إلى السابعة عشر من عمره كانت أغنى مراحل حياته في المطالعة على كثرة ما طالع فيها بعد ص 24.
فيتبين لنا أن فوات العلم الرتيب لم يكن إلا دافعاً من دوافع الشيخ نحو العلم والمطالعة، وأنه لم يفوت عليه فرصاً علمية أبداً.
2- صلة الشيخ سعيد حوى بالعلماء وبالشيخ الحامد خاصة:
كان من مزايا الشيخ سعيد – رحمه الله – كلفه الظاهر باهل العلم والفضل، وكان يرى نجاح الحركات الإسلامية وتقدم المسلمين مرهونا بكثرة أهل العلم العاملين فيهم وانظر ما يشير إلى ذلك في تجربتي ص 105 في كلامه على القيادات. ويبدو أن صلة الشيخ سعيد بالشيخ الحامد – رحمة الله عليهما – بدأت في نهاية المرحلة الإعدادية "1952م" "ص 25- 27" وكان الشيخ سعيد طيلة حياته كلفاً به، معجباً بشخصه وعلمه وروعه وتقواه وغيرته على الإسلام والمسلمين، وثباته على المبدأ. وما أشار إليه الأستاذ الشاويش من أن ( علاقة الشيخ سعيد حوى بالشيخ الحامد تحتاج إلى بحث طويل لكثرة ما فيها من موافقات ومخالفات ولما في كل منهج كل منهما من انفرادات ودوافع وغايات.. وما ذكره حفظه الله من أن برحابة صدر الشيخ الحامد من حدة وشدة في طبعه، واستمرت الصلة.
أقول: حتى نستجلي حقيقة الأمر واقعه نحتكم إلى كلام الشيخ سعيد في موقفه م شيخه العلامة محمد الحامد رحمهما الله.
قال الشيخ سعيد في تجربته (ص 28).
وتأكدت تلمذتي على الشيخ محمد الحامد في هذه المرحلة وأصبحت أشر أكثر من ذي قبل أنني تربطني به رابطة روحية لدرجة أنه كان عندي استفادة لان أهتديه بحياتي وقلما أحسست مثل هذا الإحساس مع أحد غيره، وكان لتلمذتي على الشيخ آثار كبيرة في نفسي، فقد نم حبي للفقهاء وللعلماء، وزاد تمسكي بالحكم الشرعي وبالنصوص لدرجة إنني انقطعت عن زيارة شخصية محببة لنفسي من كبار الإخوان وقتذاك لأنه يتبنى آراء شاذة في المسيح عليه السلام وفي شأن الدجال.
وقال في الإجابات ص 94.
(كنت كتبت لشيخنا الحامد رسالة قبيل وفاته بعد نبأ شاع أنه أجريت له عملية ونجحت، من قرأها يعرف شدة الحب والوجد الذي رزقني الله إياه للشيخ، ومن لامني على حب الشيخ أو حب حسن البنا فهو الملوم وكما قال ابن عمر رضي الله عنهما :
يلومونني في سالم وألومهم وجلدة بين العين والأنف سالم
صفحتي على الفيس بوك
الحرية هي مطلب العُقلاء..ولكن من يجعل نفسه أسيراً لردود أفعال الآخرين فهو ليس حُرّاً....إصنع الهدف بنفسك ولا تنتظر عطف وشفقة الناس عليك..ولو كنت قويا ستنجح....سامح عسكر
رد: سعيد حوى/ بقلم الأستاذ زهير الشاويش
وفي الحديث:
(كان بحراً من العلوم كلها لا تطرق بابا من العلم وإلا وقد أخذ بذؤابته ويعرف دخنه وينبه على الأخطاء المحتملة فيه، كان بحراً في العقائد وفي الفقه وفي التصوف وفي الأصول وفي التفسير والحديث والتاريخ، وكان عارفاً بعصره عارفاً بأنواع الضلال فيه هذا مع أدب لا يبارى ولا يجارى، كان شاعراً فصيحاً إذا خطب لا تمسك عليه غلطة، وكان قريباً بعيداً حساس النفس، كريما، عف اللسان، متأدباً مع العلماء).
ولقد صاغ مدينته حماة صياغة جعلها مؤهلة لكل خير ومن ههنا وجد في حماة جيلاً يشكل النموذج لما ينبغي أن يكون عليه أبناء العالم الإسلامي، جيل اجتمع فيه العلم الصحيح المنبثق عن عقيدة سليمة وتقوى عارمة تملأ القلب ورغبة في رضوان الله تحرك روح الجهاد، فاجتمع لشباب حماة علم وتقوى وجهاد ولولا الشيخ ما كان كل شيء من ذلك وما خرج على يد إخوانه وتلامذته من خير فإن ذلك أثر عنه، وكان مع جلالته وهيبته لا يعرف الشيخ، لقد ربى إخوانه على التمسك بالنصوص واحترام أهل العلم والفقه وعلى الأخذ من الأولياء، والتلقي منهم مع التمسك بالنصوص والفقه، وربى إخوانه على حب حسن البنا وحب إخوانه المسلمين وحب جميع المسلمين، وكان يربي إخوانه على أن يضعوا يدهم بيد كل مسلم مهما علا من أجل أن تقمع هذه الردة، وكان مع هذا كله جميل الهيكل وضيء الوجه من نظر إليه نظرة أدرك أنه إمام ولي الله عز وجل.
وهو مع هذا غزير العبرة كثير البكاء ولم أر بين علماء المسلمين ممن رأيت وقابلت من ينطبق عليه قوله تعالى: [ إذا تتلى عليه آيات الرحمن خروا سجداً وبكيا ] إلا شيخنا الحامد وشيخنا الشيخ عبد الفتاح أبو غدة.
لقد كان رحمه الله مستوعباً لمذاهب أهل السنة والجماعة في العقائد والفقه والسلوك كما كان مستوعباً لعقائد الفرق الضالة عارفاً دقائقها وكان داركا لضلالات العصر عارفاً ببدع الاستغراب عارفاً بوجهات المستشرقين ولمستغربين ولذلك كان كثير التصويب لمن يسمع لهم لأنه كان يعرف القول ولازمه ولازم لازمه فغذا أحس بشيء من الخطأ في القول أو بلازمه بلازم لازمه كان يصحح ومن هنا كان لا يستغرب من عايشه أن يصحح له فيء الجلسة الواحدة الكثير.
وقد اجتمع له رحمه الله مع الاستقامة والكرامة، وقد عرفت له الكرامة من شبابه وقد رأى إخواننا في مصر من كراماته وقد رأى تلاميذه من كراماته الكثير وبعض كراماته مشهورة في حماة معروفة ووما ذكرته هو بعض ما فيه فهل يلومني في حبه إلا سفيه).
من الإجابات ص 94- 97.
(كان بحراً من العلوم كلها لا تطرق بابا من العلم وإلا وقد أخذ بذؤابته ويعرف دخنه وينبه على الأخطاء المحتملة فيه، كان بحراً في العقائد وفي الفقه وفي التصوف وفي الأصول وفي التفسير والحديث والتاريخ، وكان عارفاً بعصره عارفاً بأنواع الضلال فيه هذا مع أدب لا يبارى ولا يجارى، كان شاعراً فصيحاً إذا خطب لا تمسك عليه غلطة، وكان قريباً بعيداً حساس النفس، كريما، عف اللسان، متأدباً مع العلماء).
ولقد صاغ مدينته حماة صياغة جعلها مؤهلة لكل خير ومن ههنا وجد في حماة جيلاً يشكل النموذج لما ينبغي أن يكون عليه أبناء العالم الإسلامي، جيل اجتمع فيه العلم الصحيح المنبثق عن عقيدة سليمة وتقوى عارمة تملأ القلب ورغبة في رضوان الله تحرك روح الجهاد، فاجتمع لشباب حماة علم وتقوى وجهاد ولولا الشيخ ما كان كل شيء من ذلك وما خرج على يد إخوانه وتلامذته من خير فإن ذلك أثر عنه، وكان مع جلالته وهيبته لا يعرف الشيخ، لقد ربى إخوانه على التمسك بالنصوص واحترام أهل العلم والفقه وعلى الأخذ من الأولياء، والتلقي منهم مع التمسك بالنصوص والفقه، وربى إخوانه على حب حسن البنا وحب إخوانه المسلمين وحب جميع المسلمين، وكان يربي إخوانه على أن يضعوا يدهم بيد كل مسلم مهما علا من أجل أن تقمع هذه الردة، وكان مع هذا كله جميل الهيكل وضيء الوجه من نظر إليه نظرة أدرك أنه إمام ولي الله عز وجل.
وهو مع هذا غزير العبرة كثير البكاء ولم أر بين علماء المسلمين ممن رأيت وقابلت من ينطبق عليه قوله تعالى: [ إذا تتلى عليه آيات الرحمن خروا سجداً وبكيا ] إلا شيخنا الحامد وشيخنا الشيخ عبد الفتاح أبو غدة.
لقد كان رحمه الله مستوعباً لمذاهب أهل السنة والجماعة في العقائد والفقه والسلوك كما كان مستوعباً لعقائد الفرق الضالة عارفاً دقائقها وكان داركا لضلالات العصر عارفاً ببدع الاستغراب عارفاً بوجهات المستشرقين ولمستغربين ولذلك كان كثير التصويب لمن يسمع لهم لأنه كان يعرف القول ولازمه ولازم لازمه فغذا أحس بشيء من الخطأ في القول أو بلازمه بلازم لازمه كان يصحح ومن هنا كان لا يستغرب من عايشه أن يصحح له فيء الجلسة الواحدة الكثير.
وقد اجتمع له رحمه الله مع الاستقامة والكرامة، وقد عرفت له الكرامة من شبابه وقد رأى إخواننا في مصر من كراماته وقد رأى تلاميذه من كراماته الكثير وبعض كراماته مشهورة في حماة معروفة ووما ذكرته هو بعض ما فيه فهل يلومني في حبه إلا سفيه).
من الإجابات ص 94- 97.
صفحتي على الفيس بوك
الحرية هي مطلب العُقلاء..ولكن من يجعل نفسه أسيراً لردود أفعال الآخرين فهو ليس حُرّاً....إصنع الهدف بنفسك ولا تنتظر عطف وشفقة الناس عليك..ولو كنت قويا ستنجح....سامح عسكر
رد: سعيد حوى/ بقلم الأستاذ زهير الشاويش
استطراد ذو مغزى
بمناسبة ثناء الشيخ الفقيد – رحمه لله – على شيخنا عبد الفتاح أو غدة بأنه غزير الدمعة شديد التأثر بكتاب الله تعالى كثير الخوف منه.
أقول: حضرت الشيخ عبد الفتاح أبو غدة مرة وهو يلقي محاضرة في جامعة الملك عبد العزيز عن حجته وعميق إيمانه – الله حسيبه – وحضرته مرة أخرى في منزل صهره الفاضل المهندس صلاح مراد آغا، فوعظ الحاضرين موعظة أثرت في الجميع، إلا أنا فقد كان تأثيرها في بالغا، وقد بكيت بكاء مراً وصل بي إلى درجة الإرهاق والتصدع والدوار. ولا والله ما أثر بي واعظ سواه هذا التأثير، ومن يومها وأنا أحب الشيخ عبد الفتاح أبو غدة، وأعتقد بصلاحه. ولا نزكي على الله أحداً.
ومن حب الشيخ سعيد حوى للعلماء ، وحبه للشيخ عبد الفتاح أبو غدة، فقد أخذ مني وعداً أن أخط رسالة لطيفة، أطيب بها خاطر الشيخ – حفظه الله – لأنه تعكر قلبه على حين كتبت كتابي رواة الحديث الذين سكت عليهم أئمة الجرح والتعديل ، رداً على مقالة له وها أنا ذا أعتذر من فضيلته برسالة مفتوحة عن كل ما ساءه مني في كتابي هذا أو بلغه عن لساني – صدقاً أو زوراً – فهو شيخي وأستاذي، وأفدت من كتبه وكتب الشيخ المحدث الالباني ما لم أفده من كتب غيرهما من أهل الحديث المعاصرين، ويعلم شيخي الفاضل بأن اختلافي معه في بعض القضايا العلمية أو الفكرية أو الفقهية إنما يعني أنني قطعت مرحلة التقليد وأصبحت في مرتبة الفاهم لما يقرأ، والناقد لما يدرس، مع صادق المودة والوفاء والتقدير.
إنني أحب الشيخ سعيد حوى وأحب الشيخ الحامد و أحب الشيخ أبا غدة وأحب الشيخ التيجاني مع أنني لم أكن في يوم من أيام حياتي أشعرياً أو صوفياً كما أنني لست مذهبيا مذ تخرجت بهم في شتى الفنون والعلوم التي تؤهلني للنظر والترجيح، وحبي لهم نابع من اعتقادي أن المجتهد مأجور على إصابته مرتين، وعلى خطأه مرة، وأنا ممن يعذر العلماء بالاجتهاد سواء كان في قضايا الفكر أو الفقه أو السلوك، إذا كان الأمر مما يسوغ الاجتهاد فيه.
3- دعوى التلفيق في الفتاوى:
قال الأستاذ الشاويش: "سعيد حوى لم يكن مذهبياً في تفقهه ولا في اعتقاده، بل كان يلفق من المذاهب كلها، وأحياناً يأتي بما يخالف ما سبق وخلافه بداعي المصلحة والظرف أو الاجتهاد وتغير المراجع ومن كان هذا رأيه، سهل عليه أن يصير من المتبعين للدليل والسير في مركب غير المذهبيين.
أقول: هل كان الشيخ سعيد – رحمه الله – يعتمد التلفيق حقاً.
إنني أرجو أن يكون قصد الأستاذ الشاويش في قولي هذا أن الشيخ ليس مذهبياً جامداً لا يخرج من إطار مذهب الحنفية الذي يعتمد في مساره الفقهي العام.
وإلا فإن الشيخ قد قال: لقد تحدث بعضهم في هذا الشأن بقصد المذهبية موهماً كأنني مختلف مع الذين يأخذون بالحديث الصحيح إذا خالف مذهب إمام وناقشني وكأنني أدعو إلى مذهبية مغلقة، بينما أنا أدعو إلى قراءة السنة وشروحها، وتحقيق العلماء وأدعو إلى دراسة كتب الفقه.
إن كل الذي يهز كيان الشيخ رحمه الله هو جرأة الذين لا يزالون بعيدين عن تملك وسائل الاجتهاد والترجيح على الفتوى والنقد والتسفيه لتراث فقهي عريق تعتز به أمتنا المسلمة ما دام لها وجود.
4- قضية إعجاب الشيخ سعيد بالحوراني:
ذكر الأستاذ الشاويش أن الفقيد رحمه الله كان داهية بعيد النظر يتطلع دائماً إلى أكبر من كل ما وصل إليه "وكان دائماً يحب أن يكون الرجل الثاني، والمحرك الخفي لجميع الذين يعمل معهم، وما أظن صورة أكرم الحوراني كانت غائبة عن مخيلة سعيد حوى، بل إن اهتمامه بهذا الرجل اللولبي كان بارزاً وليس منبع ذلك العصبية للبلد الواحد، بل الإعجاب بالشخص ".
أقول: في هذا المقطع من كلام الأستاذ الشاويش عدة قضايا ينبغي الوقوف عندها.
الأولى: قضية الدهاء وبعد النظر، والتطلع والطموح، وهذه صفات تعد من مؤهلات القائد وصفاته التي تساعد على نجاحه في مهامه، وما دام الفقيد فذا في الرجال ومن العظماء في نظر الأستاذ الشاويش، فهذا يعني أن هذه الصفات تعد مدحاً للشيخ سعيد، ومن أسباب عظمته وعلوه، فلا نطيل إذا عندها.
والثانية: حبه للتحريك في الخفاء دون التصدر، وهذه قضية تحتاج إلى وقفة طويلة، لكنها عند التحقيق لا تعني أكثر من تواضع الشيخ، وذكائه، وكراهته للمنافسة والتطلع إلى الزعامة والتصدر.
وأما الثالثة – وهي التي أريد الوقوف عندها، فدعوى إعجابه بشخص أكرم الحوراني، والاقتداء به في اللولبية والدهاء والقدرة على (إيصال
ما عنده من ري ومعرفة إلى العدد الكبير من الناس، وكان قادراً على أن ينقلهم – أو أكثرهم – مما هم عليه إلى النقيض – بعد أن يرجع عنه – مع أنه هو الذي أقنعهم بالرأي الأول ) على حد تعبير الأستاذ الشاويش.
هذا ما قاله الأستاذ الشاويش عن الشيخ سعيد، وأضاف أنه فاتح الشيخ سعيداً بهذه القضية، فما زاد على تبسمه لكلم الأستاذ الشاويش في هذه النقطة.
بمناسبة ثناء الشيخ الفقيد – رحمه لله – على شيخنا عبد الفتاح أو غدة بأنه غزير الدمعة شديد التأثر بكتاب الله تعالى كثير الخوف منه.
أقول: حضرت الشيخ عبد الفتاح أبو غدة مرة وهو يلقي محاضرة في جامعة الملك عبد العزيز عن حجته وعميق إيمانه – الله حسيبه – وحضرته مرة أخرى في منزل صهره الفاضل المهندس صلاح مراد آغا، فوعظ الحاضرين موعظة أثرت في الجميع، إلا أنا فقد كان تأثيرها في بالغا، وقد بكيت بكاء مراً وصل بي إلى درجة الإرهاق والتصدع والدوار. ولا والله ما أثر بي واعظ سواه هذا التأثير، ومن يومها وأنا أحب الشيخ عبد الفتاح أبو غدة، وأعتقد بصلاحه. ولا نزكي على الله أحداً.
ومن حب الشيخ سعيد حوى للعلماء ، وحبه للشيخ عبد الفتاح أبو غدة، فقد أخذ مني وعداً أن أخط رسالة لطيفة، أطيب بها خاطر الشيخ – حفظه الله – لأنه تعكر قلبه على حين كتبت كتابي رواة الحديث الذين سكت عليهم أئمة الجرح والتعديل ، رداً على مقالة له وها أنا ذا أعتذر من فضيلته برسالة مفتوحة عن كل ما ساءه مني في كتابي هذا أو بلغه عن لساني – صدقاً أو زوراً – فهو شيخي وأستاذي، وأفدت من كتبه وكتب الشيخ المحدث الالباني ما لم أفده من كتب غيرهما من أهل الحديث المعاصرين، ويعلم شيخي الفاضل بأن اختلافي معه في بعض القضايا العلمية أو الفكرية أو الفقهية إنما يعني أنني قطعت مرحلة التقليد وأصبحت في مرتبة الفاهم لما يقرأ، والناقد لما يدرس، مع صادق المودة والوفاء والتقدير.
إنني أحب الشيخ سعيد حوى وأحب الشيخ الحامد و أحب الشيخ أبا غدة وأحب الشيخ التيجاني مع أنني لم أكن في يوم من أيام حياتي أشعرياً أو صوفياً كما أنني لست مذهبيا مذ تخرجت بهم في شتى الفنون والعلوم التي تؤهلني للنظر والترجيح، وحبي لهم نابع من اعتقادي أن المجتهد مأجور على إصابته مرتين، وعلى خطأه مرة، وأنا ممن يعذر العلماء بالاجتهاد سواء كان في قضايا الفكر أو الفقه أو السلوك، إذا كان الأمر مما يسوغ الاجتهاد فيه.
3- دعوى التلفيق في الفتاوى:
قال الأستاذ الشاويش: "سعيد حوى لم يكن مذهبياً في تفقهه ولا في اعتقاده، بل كان يلفق من المذاهب كلها، وأحياناً يأتي بما يخالف ما سبق وخلافه بداعي المصلحة والظرف أو الاجتهاد وتغير المراجع ومن كان هذا رأيه، سهل عليه أن يصير من المتبعين للدليل والسير في مركب غير المذهبيين.
أقول: هل كان الشيخ سعيد – رحمه الله – يعتمد التلفيق حقاً.
إنني أرجو أن يكون قصد الأستاذ الشاويش في قولي هذا أن الشيخ ليس مذهبياً جامداً لا يخرج من إطار مذهب الحنفية الذي يعتمد في مساره الفقهي العام.
وإلا فإن الشيخ قد قال: لقد تحدث بعضهم في هذا الشأن بقصد المذهبية موهماً كأنني مختلف مع الذين يأخذون بالحديث الصحيح إذا خالف مذهب إمام وناقشني وكأنني أدعو إلى مذهبية مغلقة، بينما أنا أدعو إلى قراءة السنة وشروحها، وتحقيق العلماء وأدعو إلى دراسة كتب الفقه.
إن كل الذي يهز كيان الشيخ رحمه الله هو جرأة الذين لا يزالون بعيدين عن تملك وسائل الاجتهاد والترجيح على الفتوى والنقد والتسفيه لتراث فقهي عريق تعتز به أمتنا المسلمة ما دام لها وجود.
4- قضية إعجاب الشيخ سعيد بالحوراني:
ذكر الأستاذ الشاويش أن الفقيد رحمه الله كان داهية بعيد النظر يتطلع دائماً إلى أكبر من كل ما وصل إليه "وكان دائماً يحب أن يكون الرجل الثاني، والمحرك الخفي لجميع الذين يعمل معهم، وما أظن صورة أكرم الحوراني كانت غائبة عن مخيلة سعيد حوى، بل إن اهتمامه بهذا الرجل اللولبي كان بارزاً وليس منبع ذلك العصبية للبلد الواحد، بل الإعجاب بالشخص ".
أقول: في هذا المقطع من كلام الأستاذ الشاويش عدة قضايا ينبغي الوقوف عندها.
الأولى: قضية الدهاء وبعد النظر، والتطلع والطموح، وهذه صفات تعد من مؤهلات القائد وصفاته التي تساعد على نجاحه في مهامه، وما دام الفقيد فذا في الرجال ومن العظماء في نظر الأستاذ الشاويش، فهذا يعني أن هذه الصفات تعد مدحاً للشيخ سعيد، ومن أسباب عظمته وعلوه، فلا نطيل إذا عندها.
والثانية: حبه للتحريك في الخفاء دون التصدر، وهذه قضية تحتاج إلى وقفة طويلة، لكنها عند التحقيق لا تعني أكثر من تواضع الشيخ، وذكائه، وكراهته للمنافسة والتطلع إلى الزعامة والتصدر.
وأما الثالثة – وهي التي أريد الوقوف عندها، فدعوى إعجابه بشخص أكرم الحوراني، والاقتداء به في اللولبية والدهاء والقدرة على (إيصال
ما عنده من ري ومعرفة إلى العدد الكبير من الناس، وكان قادراً على أن ينقلهم – أو أكثرهم – مما هم عليه إلى النقيض – بعد أن يرجع عنه – مع أنه هو الذي أقنعهم بالرأي الأول ) على حد تعبير الأستاذ الشاويش.
هذا ما قاله الأستاذ الشاويش عن الشيخ سعيد، وأضاف أنه فاتح الشيخ سعيداً بهذه القضية، فما زاد على تبسمه لكلم الأستاذ الشاويش في هذه النقطة.
صفحتي على الفيس بوك
الحرية هي مطلب العُقلاء..ولكن من يجعل نفسه أسيراً لردود أفعال الآخرين فهو ليس حُرّاً....إصنع الهدف بنفسك ولا تنتظر عطف وشفقة الناس عليك..ولو كنت قويا ستنجح....سامح عسكر
رد: سعيد حوى/ بقلم الأستاذ زهير الشاويش
إن جملة ما قال الفقيد - رحمه الله – في الحوراني وحزبه:
(كان أكرم الحوراني ومن حوله سباقاً إلى إدراك المشكلات الاجتماعية والاقتصادية، وطرح حلول لها، وتعبئة الناس حولها، وحسن مخاطبة الناس من خلال ما يعرفون ويفهمون تأثير أكرم الحوراني في ابتداء حياته بفكر الحزب القومي السوري ثم رفضه وخرج عليه، وتبنى بعد الفكر القومي المطالب بالعدالة الاجتماعية وانبثق عن ذلك حزب الشباب الذي نادى بمحاربة الظلم المتمثل عندهم بسيطرة الأسر الفنية التي أطلقوا عليها اسم الإقطاعيين. وتمخض ذلك كله عن قيام الحزب العربي الاشتراكي الذي تميز بحركية قوية وبدهاء عريض، فرفع في الأوساط الفقيرة شعارات محببة، واستعمل عدداً من الأساليب الناجحة فسيطر على حماة وريفها وامتد نفوذه خارج حماة بقوة كبيرة، وأصبح لزعيمه من الشعبية ما لم يعرف في سوريا إلا لعبد الناصر في رحلة لاحقة.
كان الشعار الذي طرحه هذا الحزب في حيناً هو إحياء العدالة العمرية ورفع الظلم ومحاربة الظالمين المعتدين فدخلت الاشتراكية إلى حيناً باسم الدين حتى أن صلاة الجماعة كانت تقام في مركز جمعيتهم وكان هناك ظلم يقع على أصناف من الناس في حيناً من قبل بعض الأسر ومن قبل بعض ملاك البساتين.
فرفع الحزب شعار الدفاع عن المظلومين وتبنى قضية المزارعين بالا يخرج المزارع من أرضه، وألا يؤخذ منه ما يزيد عن الأجر العادل وجمع أهل الفترة في الحي لدفع أي اعتداء.
وبعدد من التصرفات الجريئة، وبسبب من قوة .
والعمل السياسي يتطلب البحث عن إنسانية الإنسان والعمل من أجلها، فإذا تخلف القائمون على أمر الدين، عن التعرف على مشكلات الناس محاولين حلها وتقدم السياسيون لذلك تراجع الذين وتقدم العمل السياسي فإذا كان العمل السياسي غير مرتبط بالدين أدى ذلك إلى نشوء صراع مستقبلي بين السياسة والدين، وهذا الذي حصل في سوريا وكان بدايات ذلك في مرحلة مبكرة فهذه السنوات التي ذكرتها كان العامل في إحداثها هو ما ذكرته.
وقد ثبت الحزب العربي الاشتراكي على انفعام مصالح بعض الناس.
ومن خلال صلة الوالد بالحزب العربي الاشتراكي في هذه المرحلة رايت الحركية والتخطيط، فقد كان مستوى، وهذا أعطاهم تفوقاً سيطروا فيه على حماة من خلال سهرهم على بعضهم وسهرهم على أمنهم، فكان من أفكاري الثابتة فيما أن القيادة يجب أن تكون من خلال الحركة.
ولقد شهدت من مظاهر التخطيط الحزبي في تلك المرحلة كيف أن أعضاء الحزب يقولون للوالد إن ابنك سعيداً هذا يحب أن يدخل في كلية حربية على صغر سنه.
ولقد رأيت من مظاهر التخطيط الحزبي المدارسات المستمرة التي كانت تعقد عندنا في البيت لدراسة أمر الأصدقاء والخصوم.
كما شهدت طرق التخطيط للسيطرة على الشارع وهي مقولة تقول : (من سيطر على الشارع سيطر على الحكم) وهذا صادق ، ولكن عندما يقتل الشارع كله فكيف تتم السيطرة على الشارع.
ونتيجة لمشاهداتي القليلة في وقت مبكر في حياتي ع أهمية رسم الخطط في الشؤون الصغيرة والكبيرة، كان لذلك تأثيره في مستقبل حياتي، إذ أصبحت فيما بعد لا أؤمن بعمل عام ولا ينبثق عن خطة محكمة وليس لتنفيذه تخطيط سليم.
لقد أعطت حماة في انتخابات الانفصال القائمة التي نزل بها الإخوان المسلمون أكثرية الأصوات ولكن جاءت نتائج منطقة الريف التي فيها أصوات نصيرية ونصوانية فرجت قائمة أكرم الحوراني.
كان حيناً حي العيليات في حماة هو أكبر أحياءها، كان قلعة حصينة للاشتراكيين من أتباع أكرم الحوراني وقد قتل اكثر من إنسان في حينا حتى تمت السيطرة على الحي لهذا الحزب، لذلك كانت غضبة الحزبيين كبيرة لدخول الإخوان المسلمين إلى حين عن طريقي وقد عرض علي أكثر من عرض لترك الإخوان المسلمين والمساهمة في تشكيل جناح متدين في الحزب، وعقدوا مرة اجتماع دعوني إليه مع والدي من أجل ترك الإخوان فكان كلامي شديداً: إنني ما دمت على الحق لن يثنيني عن موقفي شيء، ثم خرجت مغضباً ولولا مراعاتهم لوالدي وأسرتي لكان وضعي في غاية الخطورة ولكن الله سلم).
هذا جملة ما قاله الشيخ سعيد حوى عن الحوراني والحزب الاشتراكي وليس فيه ما ذهب إليه الشاويش مطلقاً.
فإذا كان الشيخ يقرر وقاعاً حياتياً يعيشها الناس في المدينة فأين الإشاذة بالحوراني ورفعه إلى مكانة لا يستحقها على تعبير بعض الأفاضل من الإسلاميين، ومنهم الأستاذ الشاويش .
(كان أكرم الحوراني ومن حوله سباقاً إلى إدراك المشكلات الاجتماعية والاقتصادية، وطرح حلول لها، وتعبئة الناس حولها، وحسن مخاطبة الناس من خلال ما يعرفون ويفهمون تأثير أكرم الحوراني في ابتداء حياته بفكر الحزب القومي السوري ثم رفضه وخرج عليه، وتبنى بعد الفكر القومي المطالب بالعدالة الاجتماعية وانبثق عن ذلك حزب الشباب الذي نادى بمحاربة الظلم المتمثل عندهم بسيطرة الأسر الفنية التي أطلقوا عليها اسم الإقطاعيين. وتمخض ذلك كله عن قيام الحزب العربي الاشتراكي الذي تميز بحركية قوية وبدهاء عريض، فرفع في الأوساط الفقيرة شعارات محببة، واستعمل عدداً من الأساليب الناجحة فسيطر على حماة وريفها وامتد نفوذه خارج حماة بقوة كبيرة، وأصبح لزعيمه من الشعبية ما لم يعرف في سوريا إلا لعبد الناصر في رحلة لاحقة.
كان الشعار الذي طرحه هذا الحزب في حيناً هو إحياء العدالة العمرية ورفع الظلم ومحاربة الظالمين المعتدين فدخلت الاشتراكية إلى حيناً باسم الدين حتى أن صلاة الجماعة كانت تقام في مركز جمعيتهم وكان هناك ظلم يقع على أصناف من الناس في حيناً من قبل بعض الأسر ومن قبل بعض ملاك البساتين.
فرفع الحزب شعار الدفاع عن المظلومين وتبنى قضية المزارعين بالا يخرج المزارع من أرضه، وألا يؤخذ منه ما يزيد عن الأجر العادل وجمع أهل الفترة في الحي لدفع أي اعتداء.
وبعدد من التصرفات الجريئة، وبسبب من قوة .
والعمل السياسي يتطلب البحث عن إنسانية الإنسان والعمل من أجلها، فإذا تخلف القائمون على أمر الدين، عن التعرف على مشكلات الناس محاولين حلها وتقدم السياسيون لذلك تراجع الذين وتقدم العمل السياسي فإذا كان العمل السياسي غير مرتبط بالدين أدى ذلك إلى نشوء صراع مستقبلي بين السياسة والدين، وهذا الذي حصل في سوريا وكان بدايات ذلك في مرحلة مبكرة فهذه السنوات التي ذكرتها كان العامل في إحداثها هو ما ذكرته.
وقد ثبت الحزب العربي الاشتراكي على انفعام مصالح بعض الناس.
ومن خلال صلة الوالد بالحزب العربي الاشتراكي في هذه المرحلة رايت الحركية والتخطيط، فقد كان مستوى، وهذا أعطاهم تفوقاً سيطروا فيه على حماة من خلال سهرهم على بعضهم وسهرهم على أمنهم، فكان من أفكاري الثابتة فيما أن القيادة يجب أن تكون من خلال الحركة.
ولقد شهدت من مظاهر التخطيط الحزبي في تلك المرحلة كيف أن أعضاء الحزب يقولون للوالد إن ابنك سعيداً هذا يحب أن يدخل في كلية حربية على صغر سنه.
ولقد رأيت من مظاهر التخطيط الحزبي المدارسات المستمرة التي كانت تعقد عندنا في البيت لدراسة أمر الأصدقاء والخصوم.
كما شهدت طرق التخطيط للسيطرة على الشارع وهي مقولة تقول : (من سيطر على الشارع سيطر على الحكم) وهذا صادق ، ولكن عندما يقتل الشارع كله فكيف تتم السيطرة على الشارع.
ونتيجة لمشاهداتي القليلة في وقت مبكر في حياتي ع أهمية رسم الخطط في الشؤون الصغيرة والكبيرة، كان لذلك تأثيره في مستقبل حياتي، إذ أصبحت فيما بعد لا أؤمن بعمل عام ولا ينبثق عن خطة محكمة وليس لتنفيذه تخطيط سليم.
لقد أعطت حماة في انتخابات الانفصال القائمة التي نزل بها الإخوان المسلمون أكثرية الأصوات ولكن جاءت نتائج منطقة الريف التي فيها أصوات نصيرية ونصوانية فرجت قائمة أكرم الحوراني.
كان حيناً حي العيليات في حماة هو أكبر أحياءها، كان قلعة حصينة للاشتراكيين من أتباع أكرم الحوراني وقد قتل اكثر من إنسان في حينا حتى تمت السيطرة على الحي لهذا الحزب، لذلك كانت غضبة الحزبيين كبيرة لدخول الإخوان المسلمين إلى حين عن طريقي وقد عرض علي أكثر من عرض لترك الإخوان المسلمين والمساهمة في تشكيل جناح متدين في الحزب، وعقدوا مرة اجتماع دعوني إليه مع والدي من أجل ترك الإخوان فكان كلامي شديداً: إنني ما دمت على الحق لن يثنيني عن موقفي شيء، ثم خرجت مغضباً ولولا مراعاتهم لوالدي وأسرتي لكان وضعي في غاية الخطورة ولكن الله سلم).
هذا جملة ما قاله الشيخ سعيد حوى عن الحوراني والحزب الاشتراكي وليس فيه ما ذهب إليه الشاويش مطلقاً.
فإذا كان الشيخ يقرر وقاعاً حياتياً يعيشها الناس في المدينة فأين الإشاذة بالحوراني ورفعه إلى مكانة لا يستحقها على تعبير بعض الأفاضل من الإسلاميين، ومنهم الأستاذ الشاويش .
صفحتي على الفيس بوك
الحرية هي مطلب العُقلاء..ولكن من يجعل نفسه أسيراً لردود أفعال الآخرين فهو ليس حُرّاً....إصنع الهدف بنفسك ولا تنتظر عطف وشفقة الناس عليك..ولو كنت قويا ستنجح....سامح عسكر
رد: سعيد حوى/ بقلم الأستاذ زهير الشاويش
وقضية تبسم الشيخ أثناء حديث الشاويش حول هذه القضية لم تفهم على حقيقتها فقد عرفنا من عادة الشيخ رحمه الله ان يتبسم أو يسكت إذا لم يرد الدخول في حوار يظن أنه سيؤدي إلى جدل أو إذا لم يكن في المقام مناسباً، فإذا أضيف إلى هذا أن زيارة الشاويش للشيخ وحديثه هذا معه كان في حال اشتداد مرض الشيخ رحمه الله عرفنا سر سكوت الشيخ رحمه الله .
5- حكاية الندم على ما فات، والتراجع عن بعض ما كتب:
إن مما لا جدال فيه أن العالم يزداد في كل يوم علماً، ومع زيادة العلم وحسن القصد والنية تزداد الخشية من الله تعالى، وإذا استولت الخشية على قلب المؤمن قويت عنده المراقبة ومن شأن المراقبة أن تضبط سلوك العالم والعابد، وتزويده وضوحاً واستقامة وتفانياً وللتجارب والأحداث والظروف دورها البارز في انبثاق العكرة ووضوح الرؤية، وتصحيح المسار وما من علام أو كاتب إلا ويعيد النظر فيما كتب حرضاً على الحق، والقضية بالنسبة للشيخ رحمه الله لا تخرج عن هذا الإطار فإذا توضح للشيخ رحمه الله فكرة كانت غامضة، أما فرض عليه ظرف من الظروف تصرفاً استثنائياً رأى ضرورة الرجوع عنه ففعل فما وجه النقد والخطأ في هذا فقول الأستاذ زهير " ولمست لديه من صادق الرغبة في إعادة النظر فيما كتب على ضوء معطيات تمخضت عنا أحاديث ولقاءات معي ومع غيري". لا بد من إيضاحه بلاحق الصريح ووضعها في إطارها التي ذكرت.
وقد أخبرني أبناء الشيخ انه قام بمراجعة كتبه جميعاً وصحح فيها ما رآه بحاجة إلى تصحيح وكتب على الصفحة الثانية من كل كتاب أعاد طبعه (طبعة منقحة لعام 1406) أو طبعة منقحة لعام 1408 ونحو ذلك من العبارات التي تفيد مراجعة الكتاب.
وقد كانت معظم التصحيحات التي أجراها في كتاب "تربيتنا الروحية" وعلى هذا فإن مطبوعات دار السلام ودار عمار مؤخراً تمثل الطبعات المحررة من كتب الشيخ رحمه الله.
وليس في كتب الشيخ بعد هذا – ما كان يريد النظر فيه، أو التراجع عنه.
ومن أراد دراسة الشيخ أو نقده فليعتمد على إحدى هاتين الطبعتين إلى أن ما فيها هو فكر الشيخ وعلمه وعطاؤه الذي لم يتراجع عن شيء منه.
إن الشيخ الفقيد قد افضى إلى ما قدم وتراثه العلمي والفكري اصبح من حصة تاريخ الفكر الإسلامي في هذه الحقبة من الزمان.
ومن حق كل قارئ أن يبدي وجهة نظره في كتب الشيخ إذا سما القصد، وعف اللسان، وجانب الاحقاد وخالف الهوى، متذكراً أن الذين عرفوا الشيخ عن قرب أجمعوا على أنه قد تحققت شارئط العمل الصالح في كل ما قام به من علم وعلم في ظاهر حاله، وقرائن أحواله، ولا نزكيه على الله تعالى.
- فالنية الصالحة.
- والعلم المحرر.
- والاتباع لهدي النبي صلى الله عليه وسلم. وترسم خطاه في كل قضية من القضايا التي طرحها في كتبه، قدر جهده ومبلغ علمه سمته وصفته ولم يدخر وسعاً في استكشاف حكم الله فيما طرح من قضايا.
والله نسأل أن يجزيه أجر المجتهدين في الإصابة والخطأ، وأن يرفعه في النعيم المقيم .
6- حول العمل من نقطة الصفر
رغم أهمية هذه القضية أقول باختصار.
الذي كان يستشعره الشيخ رحمه الله (ضرورة وجود حركة تتمخض لإحياء الربانية فهذه الحركة هي المؤهلة لإيجاد شرط النجاح لترشيد العمل الإسلامي من خلال النظرة الفقهية الشاملة البصيرة )
انظر إيحاء الربانية ص 19.
ولقد كان الشيخ في كل ما كتب وعمل حريصاً على وحدة المسلمين مبيناً آفاق التعاون والتنسيق والتفاهم إن لم تمكن الوحدة الشاملة، حتى أن آخر جملة قالها في الدعوة والحركة كما نقل أبناؤه ومن كان حوله: (إذا كتب الله لنا حياة فستكون رسالتنا تأليف القلوب وتوحيد الصفوف إن شاء الله تعالى).
وبعد: فإن كلمتي قد طلت وبهذه الأضواء قد خفتت، ولعلها تكمل مع ابتداء أخونا الشاويش وتتمه – والفضل لمن سبق ولا يغرب عن بالنا اهتمام الأستاذ الكبير بالفقيد ووفاؤه له وعلم الله أنني ما قصدت انتقاض الأخ الكبير، ولا نقض كلامه ولو كان الكلام فيما بيننا لما سمحت لنفسي بمراجعته لكن كلامه قد أصبح في عقول الناس وأفكارهم فلزم توجيه هذه الأضواء الموضحة والأستاذ الشاويش أخونا الكبير وأستاذنا وصدره الرحب يتسع لما هو أدنى من كلامنا وعذرنا فيما كتبناه، النصيحة لله ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم، ولا يصح أن نقول لأستاذنا :" أهل البيت أدرى بما فيه" والحمد لله رب العالمين.
5- حكاية الندم على ما فات، والتراجع عن بعض ما كتب:
إن مما لا جدال فيه أن العالم يزداد في كل يوم علماً، ومع زيادة العلم وحسن القصد والنية تزداد الخشية من الله تعالى، وإذا استولت الخشية على قلب المؤمن قويت عنده المراقبة ومن شأن المراقبة أن تضبط سلوك العالم والعابد، وتزويده وضوحاً واستقامة وتفانياً وللتجارب والأحداث والظروف دورها البارز في انبثاق العكرة ووضوح الرؤية، وتصحيح المسار وما من علام أو كاتب إلا ويعيد النظر فيما كتب حرضاً على الحق، والقضية بالنسبة للشيخ رحمه الله لا تخرج عن هذا الإطار فإذا توضح للشيخ رحمه الله فكرة كانت غامضة، أما فرض عليه ظرف من الظروف تصرفاً استثنائياً رأى ضرورة الرجوع عنه ففعل فما وجه النقد والخطأ في هذا فقول الأستاذ زهير " ولمست لديه من صادق الرغبة في إعادة النظر فيما كتب على ضوء معطيات تمخضت عنا أحاديث ولقاءات معي ومع غيري". لا بد من إيضاحه بلاحق الصريح ووضعها في إطارها التي ذكرت.
وقد أخبرني أبناء الشيخ انه قام بمراجعة كتبه جميعاً وصحح فيها ما رآه بحاجة إلى تصحيح وكتب على الصفحة الثانية من كل كتاب أعاد طبعه (طبعة منقحة لعام 1406) أو طبعة منقحة لعام 1408 ونحو ذلك من العبارات التي تفيد مراجعة الكتاب.
وقد كانت معظم التصحيحات التي أجراها في كتاب "تربيتنا الروحية" وعلى هذا فإن مطبوعات دار السلام ودار عمار مؤخراً تمثل الطبعات المحررة من كتب الشيخ رحمه الله.
وليس في كتب الشيخ بعد هذا – ما كان يريد النظر فيه، أو التراجع عنه.
ومن أراد دراسة الشيخ أو نقده فليعتمد على إحدى هاتين الطبعتين إلى أن ما فيها هو فكر الشيخ وعلمه وعطاؤه الذي لم يتراجع عن شيء منه.
إن الشيخ الفقيد قد افضى إلى ما قدم وتراثه العلمي والفكري اصبح من حصة تاريخ الفكر الإسلامي في هذه الحقبة من الزمان.
ومن حق كل قارئ أن يبدي وجهة نظره في كتب الشيخ إذا سما القصد، وعف اللسان، وجانب الاحقاد وخالف الهوى، متذكراً أن الذين عرفوا الشيخ عن قرب أجمعوا على أنه قد تحققت شارئط العمل الصالح في كل ما قام به من علم وعلم في ظاهر حاله، وقرائن أحواله، ولا نزكيه على الله تعالى.
- فالنية الصالحة.
- والعلم المحرر.
- والاتباع لهدي النبي صلى الله عليه وسلم. وترسم خطاه في كل قضية من القضايا التي طرحها في كتبه، قدر جهده ومبلغ علمه سمته وصفته ولم يدخر وسعاً في استكشاف حكم الله فيما طرح من قضايا.
والله نسأل أن يجزيه أجر المجتهدين في الإصابة والخطأ، وأن يرفعه في النعيم المقيم .
6- حول العمل من نقطة الصفر
رغم أهمية هذه القضية أقول باختصار.
الذي كان يستشعره الشيخ رحمه الله (ضرورة وجود حركة تتمخض لإحياء الربانية فهذه الحركة هي المؤهلة لإيجاد شرط النجاح لترشيد العمل الإسلامي من خلال النظرة الفقهية الشاملة البصيرة )
انظر إيحاء الربانية ص 19.
ولقد كان الشيخ في كل ما كتب وعمل حريصاً على وحدة المسلمين مبيناً آفاق التعاون والتنسيق والتفاهم إن لم تمكن الوحدة الشاملة، حتى أن آخر جملة قالها في الدعوة والحركة كما نقل أبناؤه ومن كان حوله: (إذا كتب الله لنا حياة فستكون رسالتنا تأليف القلوب وتوحيد الصفوف إن شاء الله تعالى).
وبعد: فإن كلمتي قد طلت وبهذه الأضواء قد خفتت، ولعلها تكمل مع ابتداء أخونا الشاويش وتتمه – والفضل لمن سبق ولا يغرب عن بالنا اهتمام الأستاذ الكبير بالفقيد ووفاؤه له وعلم الله أنني ما قصدت انتقاض الأخ الكبير، ولا نقض كلامه ولو كان الكلام فيما بيننا لما سمحت لنفسي بمراجعته لكن كلامه قد أصبح في عقول الناس وأفكارهم فلزم توجيه هذه الأضواء الموضحة والأستاذ الشاويش أخونا الكبير وأستاذنا وصدره الرحب يتسع لما هو أدنى من كلامنا وعذرنا فيما كتبناه، النصيحة لله ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم، ولا يصح أن نقول لأستاذنا :" أهل البيت أدرى بما فيه" والحمد لله رب العالمين.
صفحتي على الفيس بوك
الحرية هي مطلب العُقلاء..ولكن من يجعل نفسه أسيراً لردود أفعال الآخرين فهو ليس حُرّاً....إصنع الهدف بنفسك ولا تنتظر عطف وشفقة الناس عليك..ولو كنت قويا ستنجح....سامح عسكر
رد: سعيد حوى/ بقلم الأستاذ زهير الشاويش
على التوضيحات والأضواء
للأستاذ زهير الشاويش
إن كاتب المقال هو الأخ الدكتور عداب الحمش، وهو معروف بفضلة وعلمه وأدبه ومؤلفاتهن وسبق له أن رافق الشيخين سعيد حوى، ومروان الحديد _ رحمهما الله – فترة طويلة من الزمن، ولا غرابة أن يكون لديه من المعرفة بهما فوق ما عند غيره، فإذا وضح وصحح، أو زاد ونقح، فهو ابن بجدتها، ومسدد القوس وباريها، بارك الله في جهده واجتهاده، وزاد على ذلك – كما يفهم من كلامه – أنه راجع أبناء الشيخ سعيد لذلك فغن ما جاء في مقاله هو في الجملة إتمام لكلامي، وما كان مقالي إلا بعضاً من رثاء ارتجلته أيام العزاء في جمع الفيحاءن بعد أن وجدت التقصير الواضح في حق الشيخ سعيد من بعض الذين كانوا حوله في حياته، ومشوا في مساره وفلكهن واتخذوا من كتبه دستوراً ومنهاجاً، ومن شخصيته غطاء ورداء. ثم تكرمت مجلة "الوفاء" اللواء الغراء ونشرت مقالي.. مع أن القول في سعيد حوى ما زال واسعاً رحبا، يحتمل الكلام الكثير مني ومن غيري، والأمل بأبنائه أن يكتبوا ما عندهم، وهو فطنة ذلك، لأنهم أهل البيت حفظهم الله. وانتهز هذه المناسبة لأشكر لهم تكرمهم إهدائي الجديد من مؤلفات والدهم من الطبعات الجديدة المنقحة، طبع دار عمان، ولعلي أتمكن من مراجعتها.
وإن لحظ القارئ الكريم اختلافاً في جزيئات ما قلت، أو قاله أخي الدكتور عذاب، فمرده إلى اختلاف وجهات النظر مع اتفاق الهدف، وكل منا قدم ما علم وعرف، وم علم حجة على من لم يعلم، هذا من جهة، ومن جهة أخرى، فغن الاجتهاد لا يرد بمثله، وقلم المؤرخ مثل مبضع الطبيب فلا بد أن يبتعد بعض الشيء عن العواطف المتأججة – والمصاب قريب – وعن تبرير أصحاب الرأي الواحد، ولا أقول العصبية، فقديماً قيل: (ليس من العصبية أن ترى خيار قومك خياراً...) و (حسن في كل عين من تود...) وأن رأي الأقربون ما لم يره الأبعدون فينقل ولا يستغرب.. وكذلك قد يرى من بعد ما يغيب عن الأقرب، وقد قال الصوفية – وأنا لست منهم – (شدة القرب حجاب..) وعلى كل حال فاختلاف الراي لا يفسد للود قضية.
وكلمتي (التلفيق) هي اللفظ المستعمل عند الفقهاء – وعذاب منهم – للدلالة على معنى (التجميع) عند غيرهم. وما زلت أرى أن سعيداً اقرب لنا (معشر غير المذهبيين الآخذين بالصحيح من الحديث المعظمين لتراثنا الفقهي).
من الذين هم معصبة المذهب الواحد، وهذا مما أعده فخراً لسعيد حوى، وما ذكرته غلا مادحاً له، وقس على ذلك باقي ما ذكر.
ومثل ذلك كلمات " الندم، التوبة... الخ" فإنني قصدت فيها أوسع معانيها، وهي من أعظم ما يتحلى به المؤمن الواعي الأواب، وسيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يتوب في اليوم أكثر من مئة مرة.
وأما موضوع الأستاذ أكرم الحوراني (الرجل اللولبي) ففيما نقله الدكتور عذاب ما يكفي؟ وموضوع الشيخ محمد الحامد رحمه الله وما عبده فإنه من غير هذا الباب، والله أعلم.
وأخيراً، فإن وجد أخي محرر هذه الصفحة في مجلة اللواء الغراء في كلمة أخي عذاب الحمش شدة، أو حدة.. إلخ... فإنني أخالفه الرأي، بل هي أرق وأعذب، ما يمكن أن يصدر عن فقيه يأمر بالمعروف – كما عودنا بعض المشايخ – وكما قالوا لكل مسمى من اسمه نصيب، فماذا ينتظر أخي المحرر أن يصدر عمن اسمه (عذاب) ولقبه (الحمش) ؟ مع ماله عندي من المحبة والتقدير، ولمجلة اللواء وعميدها (الحسن) كبير الشكر، ورحم الله سعيد حوى الذي أتاحت لنا وفاته القول في هذه المعاني التي بعد عهد الناس به وغيبتها عنا أمور وأمور.
http://saidhawwa.com/Portals/Content...U5TVNZPSt1.plx
للأستاذ زهير الشاويش
إن كاتب المقال هو الأخ الدكتور عداب الحمش، وهو معروف بفضلة وعلمه وأدبه ومؤلفاتهن وسبق له أن رافق الشيخين سعيد حوى، ومروان الحديد _ رحمهما الله – فترة طويلة من الزمن، ولا غرابة أن يكون لديه من المعرفة بهما فوق ما عند غيره، فإذا وضح وصحح، أو زاد ونقح، فهو ابن بجدتها، ومسدد القوس وباريها، بارك الله في جهده واجتهاده، وزاد على ذلك – كما يفهم من كلامه – أنه راجع أبناء الشيخ سعيد لذلك فغن ما جاء في مقاله هو في الجملة إتمام لكلامي، وما كان مقالي إلا بعضاً من رثاء ارتجلته أيام العزاء في جمع الفيحاءن بعد أن وجدت التقصير الواضح في حق الشيخ سعيد من بعض الذين كانوا حوله في حياته، ومشوا في مساره وفلكهن واتخذوا من كتبه دستوراً ومنهاجاً، ومن شخصيته غطاء ورداء. ثم تكرمت مجلة "الوفاء" اللواء الغراء ونشرت مقالي.. مع أن القول في سعيد حوى ما زال واسعاً رحبا، يحتمل الكلام الكثير مني ومن غيري، والأمل بأبنائه أن يكتبوا ما عندهم، وهو فطنة ذلك، لأنهم أهل البيت حفظهم الله. وانتهز هذه المناسبة لأشكر لهم تكرمهم إهدائي الجديد من مؤلفات والدهم من الطبعات الجديدة المنقحة، طبع دار عمان، ولعلي أتمكن من مراجعتها.
وإن لحظ القارئ الكريم اختلافاً في جزيئات ما قلت، أو قاله أخي الدكتور عذاب، فمرده إلى اختلاف وجهات النظر مع اتفاق الهدف، وكل منا قدم ما علم وعرف، وم علم حجة على من لم يعلم، هذا من جهة، ومن جهة أخرى، فغن الاجتهاد لا يرد بمثله، وقلم المؤرخ مثل مبضع الطبيب فلا بد أن يبتعد بعض الشيء عن العواطف المتأججة – والمصاب قريب – وعن تبرير أصحاب الرأي الواحد، ولا أقول العصبية، فقديماً قيل: (ليس من العصبية أن ترى خيار قومك خياراً...) و (حسن في كل عين من تود...) وأن رأي الأقربون ما لم يره الأبعدون فينقل ولا يستغرب.. وكذلك قد يرى من بعد ما يغيب عن الأقرب، وقد قال الصوفية – وأنا لست منهم – (شدة القرب حجاب..) وعلى كل حال فاختلاف الراي لا يفسد للود قضية.
وكلمتي (التلفيق) هي اللفظ المستعمل عند الفقهاء – وعذاب منهم – للدلالة على معنى (التجميع) عند غيرهم. وما زلت أرى أن سعيداً اقرب لنا (معشر غير المذهبيين الآخذين بالصحيح من الحديث المعظمين لتراثنا الفقهي).
من الذين هم معصبة المذهب الواحد، وهذا مما أعده فخراً لسعيد حوى، وما ذكرته غلا مادحاً له، وقس على ذلك باقي ما ذكر.
ومثل ذلك كلمات " الندم، التوبة... الخ" فإنني قصدت فيها أوسع معانيها، وهي من أعظم ما يتحلى به المؤمن الواعي الأواب، وسيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يتوب في اليوم أكثر من مئة مرة.
وأما موضوع الأستاذ أكرم الحوراني (الرجل اللولبي) ففيما نقله الدكتور عذاب ما يكفي؟ وموضوع الشيخ محمد الحامد رحمه الله وما عبده فإنه من غير هذا الباب، والله أعلم.
وأخيراً، فإن وجد أخي محرر هذه الصفحة في مجلة اللواء الغراء في كلمة أخي عذاب الحمش شدة، أو حدة.. إلخ... فإنني أخالفه الرأي، بل هي أرق وأعذب، ما يمكن أن يصدر عن فقيه يأمر بالمعروف – كما عودنا بعض المشايخ – وكما قالوا لكل مسمى من اسمه نصيب، فماذا ينتظر أخي المحرر أن يصدر عمن اسمه (عذاب) ولقبه (الحمش) ؟ مع ماله عندي من المحبة والتقدير، ولمجلة اللواء وعميدها (الحسن) كبير الشكر، ورحم الله سعيد حوى الذي أتاحت لنا وفاته القول في هذه المعاني التي بعد عهد الناس به وغيبتها عنا أمور وأمور.
http://saidhawwa.com/Portals/Content...U5TVNZPSt1.plx
صفحتي على الفيس بوك
الحرية هي مطلب العُقلاء..ولكن من يجعل نفسه أسيراً لردود أفعال الآخرين فهو ليس حُرّاً....إصنع الهدف بنفسك ولا تنتظر عطف وشفقة الناس عليك..ولو كنت قويا ستنجح....سامح عسكر
مواضيع مماثلة
» في فقه التغيير المنهاجي بقلم: الأستاذ أحمد الفراك
» حديث الخلافة بقلم: الأستاذ عبد الله المومني
» القومة أو آلية التغيير في التصور المنهاجي بقلم الأستاذ: لخضر حمادي
» القرضاوى والشيعة والفتنة الكبرى / بقلم الأستاذ محمد شوكت الملط
» فهرس موضوعات الساحة الثقافية شامل ومتجدد
» حديث الخلافة بقلم: الأستاذ عبد الله المومني
» القومة أو آلية التغيير في التصور المنهاجي بقلم الأستاذ: لخضر حمادي
» القرضاوى والشيعة والفتنة الكبرى / بقلم الأستاذ محمد شوكت الملط
» فهرس موضوعات الساحة الثقافية شامل ومتجدد
شبكة واحة العلوم الثقافية :: الساحات العلمية والثقافية والحوارية :: ساحة الحوار الموضوعي بين الأديان :: شخصيات
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى